م يي يي م 07 8 - 0 3 د | 0-2 ع مد سم حم جيم سجس عسي ماب 0 كا دار الخ نب الطبيقة حب 0 5 شع جز اه “7252 اذ د د مر هد <ة 3 كس ‏ حاهه "حوالوه أب 00 ب 1 “كدعو اا ار + ببسيس سيبس سم يي اه جك 1 - سيب 5 , سلا أ تأليف العَالالَكمَة اليد أي الممدىَع نخسن الرّف)ء للدي اليا 2 ال يروس دة 1128م آياته واصاديُه الك عر الوار ىك عا 0 م1 1 اه 30 ل 10١‏ لوط .+5 0 - القع م8 1971 ساو لاود أل قدا لديا بات | مسنة 1971 بير 0 )١( .: 1 0 هو أبو الهدى محمد بن حسن وادي بن علي بن خزام الصيادي الرفاعى الحسينىء؛ أشهر علماء الدين فى عصره. ولد فى خان شيخون (من اعمال الع ) سلة 1755 ها 1444 م وتعله يدل وولي نقابة الأشراف فيها. ثم سكن الآستانة» واتصل بالسلطان عبد الحميد الثاني العثماني» فقلده مشيخة المشايخ ؛ وحظي عنده فكان من كبار ثقاته؛ واستمرٌ في خدمته زهاء ثلاثين سنة. ولما خلع عبد الحميد نفي أبو الهدى إلى جزيرة ة الأمراء ة في (رينكيبوة فمات فيها سئلة ١778‏ ها حل حل م. كان أبو الهدى من أذكى الناس» وله إلمام بالعلوم الإسلامية ومعرفة بالأدب وظرف وتصورّف؛ وصّف كتبًا كثيرة يسك فى نسبتها إليه فالعله كان يقن بالبيفك أومرملن» انا مله فكنية له أحد العلهاء مكره كائر ا" له بار تون ع سد ركاف لها لكي الكل شمن لحي في نصب القضاة والمفتين. خمس؛» و«قلادة الجواهر فى ذكر الغوث الرفاعى وأتباعه الأكابر؛ وهو .)44/5( من الأعلام للزركلي‎ )١( ُ ترجمة المصئف الكتاب الذي بين أيديناء و«فرحة الأحباب في أخبار الأربعة الأقطاب؛. و«الجوهر الشفاف فى طبقات السادة الأشراف؟. و«تنوير الأبصار فى طبقات السادة الرفاعية الأخيار»» و«السهم الصائب لكيد من أذى أبا طالب»» واذخيرة المعاد في ذكر السادة بني الصيّادا. و«الفجر المنيرا من كلام الرفاعي ؟ وله شعر ربما كان بعضه أو كثير منه لغيره» جمع في ادواوين» مطبوعة. ولشعراء عصره أماديح كثيرة فيه؛ وهجاه بعضهم. بسم الله الرحمئن الرحيم [مقدمة المؤلّف] الحمد لله الذي نل الكتاب وهو يتولى الصالحين؛ والصلاة والسلام على السيد الأعظم أبي القاسم النبي الأمين ؛ أشرف المرسلين؛ سيدنا ومولانا ونبينا وشفيعنا محمد حجة الله على العالمين؛ وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين» وعلى التابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين» آمين. أما بعد: فيقول أضعف عباد الله. وأحوجهم إلى كرم الله وعفو الله؛ حْوّيدم العلماء؛ وتراب أقدام الفقراء محمد أبو الهدى ابن السيد حسن وادي ابن السيد علي ابن السيد خزام ابن السيد علي الخزام ابن السيد حسين برهان الدين الخالدي الرفاعي الصيادي غفر الله ذنوبه وستر بمحض فضله وعنايته عيوبة؛ آمين. إن أحسن ما انصرفت إليه عزائم الرجال وأكرم ما وقفت عنده حجاحجة الأبطال مقام العبودية ومرتبة التخلص من تجاوز البشرية؛ وألطف كأس عذوبتة سارية ونشأة لذته باقية كأس التوكل على الله والالتجاء إليه جل علاه: على أنّ الدنيا فلك يدور وسَفُْرٌ وعبورء ودارٌ انقطع فيها أمل الإقامة ودفترٌ قر يوم القيامة؛ وقد أشار إلى أدب الإقامة فيها نبينا الرسولٍ الغيور بقوله: «كن في الدنيا كأنك غريب أو عابرُ سبيل وعد نفسك من أهل القبورة''". وما هي إلا لقمة وخرقة تقيم صلب المرءٍ وتستر عورته ووراءها الموت والسؤال وتحول الأحوال؛ فما بقي بعدُ إلا الأمل واختلاف المذاهب في العمل؛ وإني أرى عُلْوّ الهمّة بصرف متك ,)5413( : كناب الرقاق»؛ حديث رقم‎ - 8١ :)5١19/1( الحديث أخرجه البخاري في صحيحه‎ )١( والترمذي في سلنه حديث رقم 5977 والبيهقى في السنن الكبرى (/0177) الجنائز» حديث رقم:‎ 01 5 مقدمة المؤلف يا أخي عن حركة الفلك وأحواله وكمال الشرف بغض طرفك عن الزمان ورجاله» وخذ لشيس عي فْنَقْ رَتَقّ الزمان وجال مفاوزه في كل ميدان فما رأى إلا التسليم للفعٌال المطلق وبهذا السلامة والنجاح المحمّقء وقد طاب أن أقول لك ما الزمان وما الفلك الذي اشتغلت به الأذهان. كتابٌ كريمٌ في مطاويه حكمةٌ يدور لنقل الحال من كل بارزٍ فكن في مجازاة الطريق مشاهدًا ولاتكُ مغمومٌ الفواد لواقع وصبرًا إذا اشتذ الخناق فإنما ولا تقطع الآمال إن سد مأرب إذا نشرت أبدت لنا مقصد الفلك عليك إذا عارضتَة أو تدر تلك معانيه في الأرضين والسمك والملكُ فيوسف بعد السجن والرقٌ قد ملك إشارة فتح الباب كانت بِهِيتٍ لك فلا بد أن يكفيك من صاغ هيكلك بلى يلزم عليك أن تعمل بقولهِ عليه الصلاة والسلام: «احفظ الله يحفظك”" وأن تجرد كلّ شيءٍ عنك وأن تسلك طريق الناجين وأن تتأدب بآداب العارفين «أولئك أهل الله والسادة الأولى»: وأن تأخذ عنهم قانون الأدب مع الله والخَلّْق وأن تغنم منهم نتيجة السلوك والجُُلُقَء فإنهم والله أهل الهمَّمْ العَلِيّة والآداب القدسية والمدارك الناجحة والتجارة الرابحة» عرفوا حَدٌ البشرية وما تجاوزوا مقام العبودية ولا حجبتهم الحجب المستعارة الفانية عما وراءها من الشؤونات الصحيحة الباقية: فألجموا الألسَنّ عن الكلام بغير الحق وصرعوا شوكة النفوس إن تَعْنُّو على الخلق وإني تبركًا بآثارهم وتشينًا بغبارهم وتشبهًا باتباعهم «إن التشبّه بالكرام فلاح" أدُلك على الطريقة التي تُلْحِقُكَ بأعتابهم وتقربك من أبوابهم بقصيدةٍ قصيرة طويلةٍ الذيل عند أهل البصيرة وهي : عمن تشأاستغن تكن نظيره 2 واحتج لمن شئت تكن أسيرّه ولاتر نفسك شيئاإنها مهما تعاظمت بها حقيره صغيرة بل هي لااشيء وكم فبعظام نخرت أقصابها يذلها الجوع ويضنيها العري .)1601 صغيرة تجني وكم كبيره إن فخرت فاذكر لهاالخميره ومن مبال خرجت فقيره ولم تزل بينهما كسيره /587( الحديث أخرجه الحاكم في المستدرك (17/8) كتاب معرفة الصحابة؛ حديث رقم:‎ )١( 4 مقدمة المؤلف هذا ولما كان من أثبت القوم الكرام في مقام العبودية قَدَّمًا. وأعلاهم في ميدان الانسلاخ عن نفسهٍ عزمًا وهمًا شيخنا الغوث الأوحد والقطب الفرد الأمجدء إمام الواصلين وسيد العارفين» تاج صدور الأقطاب وملجأ أكابر الأنجاب» أبو العلمين قرة عين خَدَة الإمام الحسين» ذكيّ السلسلة شيخ من لا شيخ لهء الشارب من كأس الصفا المُشَدَفٌ عام حَبّه بتقبيل يد النبي المصطفىء؛ ملاذ العجزة والمساكين وأستاذ أعيان المقربين شيخ الإسلام والمسلمين؛ وموثلٌ كُمُل الواصلين؛ من خضعت لهيبة سلطان ولايته هامات فحولٍ الرجال ودَلُ لبأسهٍ الأسود والأفاعي» الشريف الخاشع الخاضع المتواضع مولانا وسيدنا السيد الشيخ أحمد محيي الدين أبو العباس الكبير الرفاعي رضي الله عنه. وقدس أسراره وشيد بفضلهِ العميم ركن إرشاده ومناره؛ آمين. أردت أن أجمع أكثر مناقبه وأحواله وكراماته وأقواله وسلوك طريقته ومدارك حقيقته خدمة لجنابهِ الرفيع وتقريًا لبابه 4 المنيع وعملاً بقول النبي المنتخب: «المرءٌ مع من أحب:0 , وغير خاب أن أهل الله الدالين على الله الناصرين لشريعة رسول الله لا زالت طبقاتهم تظهر في هذه الأمة المرحومة طائفةٌ بعد طائفة» سابقة وخالفةً وأول طبقاتهم بعد نبينا تاج الأنبياء العظام عليه الصلاة والسلام طبقة الأصحاب والآل الكرام ثم التابعين الأعلام ثم الأولياء الفخام رضي الله عنهمء وقد اشتهر في المشرق والمغرب بين المسلمين شأن الأربعة الأقطاب المعظمين أعني شيخنا ومفزعنا السيد أحمد الكبير الحسيني الرفاعي وسيدنا السيد الشيخ عبد القادر الجيلاني الحسني وسيدنا السيد الشيخ أحمد البدوي الحسيني وسيدنا السيد الشيخ إبراهيم الدسوقي الحسيني» ؛ فهؤلاء الأربعة بلا ريب خلاصة بقية السلف رده ع 1 وأعلام الأولياء وأولياءُ الصلحاء وأشياخ الخرقة والطريقة وأقطاب الطريقة والحقيقة ثبتت لدى المسلمين غوئيتهم وولايتهم ووجبت عند الموحدين حرمتهم ورعايتهم؛. وهم رضي الله عنهم بمنزلةٍ واحدةٍ في النسب والمرتبة إلا أنَّ الأقوال تنوعت فيهم وفي مشاربهم وأحوالهم ومذاهبهم» وقد وفق الله لكل واحد منهم من أتباعه من جمع آثاره وذكر أخلاقة وأطواره» والآن قد وفقني الله والحمد لله لخدمة رئيس حزبهم وقائد ركبهم صباح المعرفة المنير مولانا السيد أحمد الرفاعي الكبير» فخدمتة بهذا الكتاب المستطاب ورتبتة على عشرة أيواب» فجاء بحمد الله كتابًا لا نظير لهُ كقلادةٍ جوهر في سلسلة» ولذلك سميتة: قلادة الجواهر في ذكر الغوث الرفاعي وأتباعه الأكابر» ولم أَقَطيد فيما اندرج فيه من الأقوال الراجحة والمآثر الواضحة إعلاء منزلته العلية وخفض مرتبة أحد إخوانه الأولياء أهل المراتب الرفيعة الجلية؛ وإنما القصد البحث .)0149( أخرجه مسلم في صحيحه رقم: (4 )02 وأبو داوود في سننه رقم الحديث:‎ )١( مقدمة المؤلف . عما من الله به عليه وأفاضهٌ من نعمه إليه خلافًا لبعض الجهلة من المتصوفة الذين لا يعرفون مناهج الشريعة الغراء والمحجة البيضاءء فيأخذون بلا علم ولا هدى ولا كتاب بتفضيل مشايخهم الأنجاب على غيرهم من إخوانهم الأئمة الأقطاب» ويرومون بذلك موافقة الخلق أجمعهن وكأنهم يريدون بذلك إحياء أصل في الدين يقودون إليه إجماع المسلمين» وما تلك إلا لإعلاء أنفسهم الخسيسة ولانقطاع ملاحظ عقولهم عن آداب الشرع وميزان الطريقة النفيسة وإن جميع ما بحثتهٌ في هذا الكتاب المبارك من السيرة المباركة الرفاعية زبدتة أنَّ سيدنا السيد أحمد قدّس الله سرّه من أكمل المتمسكين بسُنَة النبي وك وأخلاقه ومن الذين أتحفهم الله بالولاية العظمى وخصّهم بالكرامة والمراتب العلياء وكل القوم أهل الله بمنزلة واحدة إلا من ثبتت رفعتة على بعض إخوانه بالنص» والاعتقاد بهم بركة والتسليم لهم فيما يقبل التأويل سلامة. وإن السيد أحمد قدذس سرهٌ من أصح القوم وصلة وأقربهم فيضًا لأن طريقة طريقي ومنهجة منهجي وأرى أن كل رجل من أتباع الأولياء يجب عليه هذا في شأن شيخه كما يجب على مقلد مذهب العمل بقول صاحب مذهبهٍ مع تعظيم باقي الأئمة رضي الله عنهمء خلافًا للممقوتين والجاهلين الذين يعملون بالهوى ويشترون الضلالة بالهدى ويقولون بأقوال جماعة من المجهولين ولو عارضت قول رب العالمين» فما هذا والله بطريق العارفين ولا بسلوك السلف الصالحين» نعم من الأدب أن يُعَظم التابع متبوعة قلبّا ولسانًا ونطمًا وججنانًا لكن بشرط تقييد ذلك بنفسه لا غيرء وفي هذا الأدب عند القوم حصول الفيض والخيرء وقد أشرت إلى ذلك مع التنبيه على ما تجب مراعاتة للسالك من العقائد السنية في الله تعالى ورسله والأولياء الذين هم صفوة البرية في هذه القصيدة اللطيفة الفريدة فقلت: واترك أخيّ طريق كل محاب خحذ مذهب العرفاء والأحباب واعمل بما قال الرسول وما أتى فالل أوجس أن ننزهذاتة عن رأي كل مشبه كذاب إذ ليس عر كمئلهٍ شية ولا نور السما والأرض جل جلالة وهو الغني بذاتهو عن حاجب اكيت لا ميل اع بالعدل يمنع ثم يرزق مَن يشأ في الأرض قدرته ودولة أمره وجميع ذرّات الوجود فقيرة يعزى إلى جهة عظيم جناب مجري الرياح مسبب الأسباب في شأن قدرتِهٍ وعسن بواب فضلاً وإحسانًا بغير حساب فوق السما نفذت على الأرباب مقهورة لجنابو بالباب 1٠ ولهُ تعالى في حقيقة خلقهِ أمضى عليهم أمره حكم الفنا فالعبد عبد ولإلله منزه قد أرسل الرسل الكرام لختلقَهِ نصحوا الخليقة للطريقة وفق أم فهم براهين الهدى وأدلة ال وهم عبيداله إلأأنهم وأجلهم قدرًا وأعظمهم هدى ذو القدر والجاه العريض وموثئل ال صبح الهدى نور الرسالة روحها أعلى الإلله على الشرائع شرعه فأعزّهم مجذا وافضلهمأبر بعد النبيين العظام أجل من وأجلْ أصحاب ابن هاشم بعده من شاد دين المسلمين بهمة وإمامهم من بعده عثمان فاذ فهو الإمام مجهز الجيش الذي وإمامهم زين الصحابة بعده صهر الرسول وزوج فاطمة البتو والستة الأعيان قدمهم وقفف واذكر شؤون التابعين مراعبًا والأوليا اذكرهم بخيرأنهم خدموا شريعته وما اتّيعوا الهوى صحّت ولايتهم بشاهد حالهم لهم الكرامات التي ظهرت ينا شهدت بها مذ شوهدت أهل الملا ظهروا ببرهان الرسول تسلسلا مقدمة المؤلف سور به ذلوامعالإعجاب فإلى التراب يعود كل تراب عن سوء قول المشرك المرتاب فتراهم للخير كالأبواب القادر المتفردالو 5 أكوان للمولى بفصل خطاب أحيابة باسادة الأحباب خير الورى المرجو للأراب متحتاع فى يرع ثندية حييات والصاعد الراقي لكل حجاب وأعزه بصحابيه الأنججاب بكرإمامأئمةالاصحاب داس التراب وأمّ في المحراب عمر المعالي هازم الأحزاب عرفت فلا تحتاج للوطئاب كر شان ذاك الصابر الأواب شهد الرسول لهُ بحسن مآب أعني عليًا طاهر الأنساب ل وسيفها المسلول يوم حراب عند النصوص بعترة وصحاب خير القرون فهم سباع الغاب تبعوا الرسول بصحة الآداب معتمسكين بأشرف الأسباب فعلوا وصاروا وجهة الطلاب كالشمس ما حجبت ببرد سحاب وهي اختصاص الواهب السلاب 0 لعهد الأربع الأقطاب 1 مقدمة المؤلف مردودٌ والشاهد الذي يرده الشرع مجحودٌء وإذا قال لي كل واحدٍ من الطوائف المذكورة: إن شيخي أفضلّ من شيخك بدلين كذا وكذا عندي وقيّدها بنفسه فإني لا أردٌ عليه بل أقول له تبتك الله على محبتك وصدقك لشيخك؛ وإن عممها ولم يقيدها بنفسه وطنب إلزام غيره صفعتهُ بعصا الشرع وعلمت جهله ورديت عليه؛ وأما لو جال في خاطرك سبب اعتقادي بعلوية سيدي أحمد الرفاعي رضي الله عنهُ وأفضليته على غيره. قأقول لك: إن أرفع أقدام الصالحين» القدم الثابت على سنة سيد المرسلين وأحسن الأخلاق الخلق المأخوذ عنهُ والموروث منة يله وقد ثبت عند كلّ من الفقراء وأصحاب هذه الخرقة أن السيد أحمد الرفاعي رضي الله عن أكمل رجال عصره اتياعًا بالقدم والخلق لنب عليه الصلاة والسلام؛ وقد طابق اسمةٌ !سمَةُ وحالَة حالَهُ وفقرًه فقزه وكمالّهُ كمالة» والطبعت حقيقته على سنبته وطريقته وزهده وتواضعه وتعظيم ما كان عليه يَلِِ. وليعلم لديك أن نسبة الفقر لهُ عليه الصلاة والسلام كمال وعلوٌ شأن» فإنهُ تجرّد من الأغراض الفانية لعلو منزلته وشرف مرتبته ولم يشتغل بغير ربهء مع أن الجبال عُرضت عليه أن تكون ذهبًا فأباهاء وعلى هذا الأثر فقر شيخنا السيد أحمد قدّس الله سرّهء فإنهُ قال رَوْحَ الله روحه : "بايعثُ الله على تي جين لا ال الا أجل منؤلة كن من القوم شرّف الله مراتبهم وأراهم بعين العلابع بالصرية تكن قال له دليل زيادة الأتباع للنبي يل أو أمرني بإجلال منزلته من هو فوقة وميّز لي بيئة وبين غيره ممن هو دونه. وأما أقرب الطرق إلى الله فالطريق إليه الشرع وأما ما سمعتة من أن الطرق إلى الله يعدد أنفاس الخلائق فتلك طرق القبول الداخلة في دائرة الشرع كقول القائل : «الله» وقبوله عند قرلهاء وكصلاةٍ في جوف الديل وقبولِه عندهاء أو كصدقةٍ وغير ذلك فإذا تشرّعتٌ فإنك دلت مقبظة قز ذائزتها جد الطرق إلى الله بعدد أنفاس الخلائق: شريعةالمختار للطرائق دائرة 3 تلجمع للحقائي بعد أنفاس الخلائق انطوت طرائق الوصل بهاللخالتي انتهى. فهذا في الحقيقة خَبّر الطريق وسرّه وطية ونشره وما زاد عليه قمن أهوية النفوس الأمارة والعاقلٌ تكفيه الإشارة . وقد طاب لي أن أفتح سيرتة الزكية ومناقبة المسكية بهذه القصيدة الفريدة المرصعة بذكر أوصافه العلية الحميدة وبعدها أتبرّك مفتخرًا ببسط شأنه من البداية إلى النهاية أعاد الله علينا من بركاته وبركات أهل الولاية آمين. نشر شعري في مضمر التسطير فاح منه أنواع نفح العببيرٍ مقدمة المؤلف وترقت نتائج القصدمنهة وسرت في سرادق الملاء الأع عمل ظاهر به صعدالأما فانجلى مئه في المعارج مجلى رصعت ذيل خرقة العلم الفر عيلم الصدق صاحب الفتق والرق كعبة المجد حجر زمزمة القص .شيخ كل الرجال سلطان أهل ال قبّة الكشف كاشف الكرب بالا أخذ المنح طارحًا ربقة الشط وبتبراتكساره حول الأع وسرت هنهٌ في محبيوأسرا فرآها أهل النهي باحتفال ياله من ضئضيء وارد فيض وعلسى ساحل الكرامة منهُ أخذوا عنهٌ خرقة الخلق في الخل وارتدوا منه كسرة الذل منسو وقفوادونهة وماثم مرقى فك فيهم طلاسم الكنز عن جو وروى ماروى الكتاب بفعل صدر إنجيل نكتهةٌ خط فيها وهو فرقان حكمة أوضح الفر كل علم للعارفين خفي وانطوى فيه مشهد العالم الأك وامتطى ذروة الغيوب بقلب تتخضع الأسد حين يذكر ذلا ونصول السيوف يتنصل منها ال الي لتك السقيقة التسمرر لاك بالذكر وهو للتذكير كلمات كاللؤلؤالمنثور د الرفاعي غوث الوجود الكبيرٍ ضيا الشرق ملجأ المستجير دفتى المدملدة التنوير حال حلال كل عقد عسير سه وصيح الوصول للمستئير ح بطور علا عن التعبير جاه والاتكينان ال اكتتمر رتجلت لمبصر ويصير والأداني بكل طرف حسير ليس في بحرره انتها للعبورٍ سفن الأوليا رست للمسير ىق لإصلاح مضمرات الضميرٍ جة حر وأين نسج الحرير لكبير في عصره وصغيرٍ هر رمز الهدى بعزم شهير واقتفى سنة البشير النذيرٍ سرّأي التوراة بل والرْبورٍ ق بمسراهبين حق وزورٍ بارزفي كتابهوالمطور جر ذوناامة عالم السدير معرض عن قليلها والكثير قطع والسم معكس التأثير 14 ولهيب النيران يخمد فانظر وارجع الطرف للعظيمة تقبي يالهامن كرامة قابلتهاال فازفيهاونالمانالمنها معجزات لجده باهرات هذا سيد تباشئشرأهلال وصغت متهم المسامع قدمًا نزهوه عن رتبة القطب والغو علماله ما حباه فأعلا نسخة أنبأت عن السئة الغر شربتها النفوس كاسات هذي وجلت بالصفا العبودية المح رفضت مذهب الضلالة رفضًا وبعليا آياتهٍ الغرٌ أحيى كلماغاب كوكب من هناه روح رشد قدمًا تجلى عليهاال فلذا سار سرهاوهويعلور سيدي يا أببا العواجز ياغو يا أعم الأقطاب نفعًا وأعلى ال لك من ياه رالعناية كفا ولعلياك بين جحفل أهل ال فاقبل اقبل نسيجة طرزتها وعليك السلام من حضرة القد والتحيات بالرضاتتوالى ما كسا قبرك المبارك يبرد وقد آن الشروع في المقصود والتبرك بذكر سيرة الغوث الرفاعي قطب الوجود رضي الله عنة وعن إخوانه أولياء ألله أجمعين آمين . مقدمة المؤلف دولة عر مجدهاعن نظيرٍ لزيد المعظحي بحم غير أوليا خضّعًا بباع قصير رغم أنف المكابر المحقور أضمرت فيه وارتقت للظهورٍ له غيبًا بجيشوالمتصور لتدليهو من بطونالظهورٍ ث وهذا فضل الكريم القديرٍ ه فسبحان ذي الجلال الخبير اء أخلاقة بلا تغيير طهرتها من لوث خبث الغرورٍ ضة توحيد عارف مبرورٍ خط سطر الهدى بلوح الصدورٍ رسم شرع أضحى قليل النصيرٍ قام بالكوكب المضيء المثير لمهُ بالمظهر العظيم الكبيرٍ بتدلي أعوامناوالشهور ث البرايا ويا ظهير الحقيرٍ كل جمعًا بجبر قلب الفقيرٍ كفت الخطب عن صريخ كسيرٍ حال سلطان دولة في سرير شيم منك رصعت في السطورٍ س يوافيك في ممر الدهور لتك تهعمى قزاك بالتعطيسر نسجت بالتهليل والتكبير 5 الباب الأول في ذكر نسبه الطاهر قال الإمام الهمام عمدة بني الصديق الكرام مولانا العلآمة الحجة الشيخ إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الكازروني الصدّيقي رحمة الله في كتابه شفاء الأسقام في سيرة غوث الأنام عند ذكر نسب السيد أحمد الكبير رضي الله عنه بعد أن عدد رجال نسبه الكريم كما سيأتي إلى النبي #قةَ: فقد جاء هذا السيد الكريم من هذه الأصلاب الطاهرة إلى الوجود وتنور. بساط البسيطة والخضراء بنور إرشاده وأن الله يبعث على رأس كل مائة عام من يجدد لهذه الأمة أمر دينها واليوم ظهور الدولة الرفاعية وطريقتها الرضوية العلوية على مشرعها نبينا ابن عبد الله أكمل الصلاة والسلام. قلت: وهذا الإمام الجليل هو عم الإمام الفاضل جامع الفضائل أبو طاهر مجد الدين محمد بن يعقوب بن محمد الكازروني الصديقي الفيروزابادي صاحب القاموس رحمه الله» وذكر الإمام الكبير والسيد الشهير فخر الدين أبو بكر العيدروس نزيل عدن وشيخ شيوخ اليمن ابن وليّ الله الشهير شمس الشموس السيد الجليل عبد الله العيدروس رضي الله عنهما في كتابه النجم الساعي: إن القطب الرباني سيدنا الشيخ عبد القادر الجيلاني قدس الله سرّه ورضي عنهُ كان عند السيد أحمد الرفاعي رضي الله عنهُ فوقع في خاطره في أثناء المصاحبة سؤال من السيد أحمد فسألهُ قائلاً: يا سيدي أنتم من ولد الرسول ِ ونسبكم هاشمي فلأي شيءٍ وُصِفئُم بالرفاعي؟ فقال السيد الكبير رضي الله عنه: هي نسبة إلى جدي علي بن رفاعة من بني الإمام علي فالحمد لله جدي الإمام علي كرّم الله وجهه وتربيت في بيت أبي الفوارس. ونقل من طريق آخر أنهُ قال لهُ: نسبة إلى جدي علي بن رفاعة فالحمد لله أنا جدي علي ونشأتُ في بيت أبي الفوارس» فقال لهُ الشيخ عبد القادر رضي الله عنهما: أنت الرفاعي حقيقة أنت ولد الرسول المعروف وقد أعطيت من بين الأولياء هذه المراتب العلية المكرمة المشرفة لكونك من هذا النسب المطهر وبسبب سلوكك طريق الفقر والغنى» وحخاصله أنك صرت شيخ الشيوخ وأن سلوكك واسمك ملك الفوق والتّحت وصرت نورًا على نور يا أبا الصفاء قد أبقيت هذا الاسم من بعدك لأولادك وفقرائك فإن كل مَْن سلك طريق الفقر عنك يسمى بالرفاعي إلى انقراض الزمان انتهى. وذكر الشيخ العطار قدس سرّه في كتابهِ التذكرة حال السيد أحمد وما من الله بهِ عليه من المواهب ثم قال: وإن مدد السيد أحمد الكبير كان من مدد جده سيد المرسلين عليه أفضل الصلاة والسلام» وما وصل إلى هذه المرتبة إلا ببركة سلطان الأنبياء فإنهُ فرع تلك الشجرة الزكية الطاهرة العلية اه. وذكر الشيخ الإمام العارف بالله عبد الوّؤوف المناوي رحمة الله في طبقاته لما ترجم السيد الكبير أحمد بن علي بن يحيئ بن ثابت بن حازم بن أحمد بن رقاعة الشيخ الزاهد الكبير أحد الأولياء المشاهير أبو العباس الرفاعي المغربي شريف» نما روض شرفه وهمى على العالم غيث سلفه. كان سيدًا جليلاً عظيمًا صوفيًا نبيلآً وأطنب المترجم نفعنا الباب الأول في ذكر نسيه الطاهر 317 الله به وأطال وأحسن المقال وكتب ما يسر البال» وسيأتي بعض مقولاته المندرجة في ترجمته في محلها إن شاء اللهء وقال صاحب الترياق: ينو رفاعة في المغرب بطن من أولاد رفاعة حسن ابن المهدي الحسيني المكي ومنهم شيخ الشيوخ إمام الطوائف أبو العلمين سيد أولياء عصره السيد أحمد الرفاعي البطايحي صاحب مد اليد وأول الرجال برفاعة وإليهِ ينتمي بطن بني رفاعة هؤلاء رضي الله عنهم أجمعين» وذكر الشيخ العارف بالله عبد الوهاب الشعراني قدس سره في طبقاتّه الوسطى أن الشيخ الإمام العالم الرياني لمجمع على جلالته الشيخ عبد العزيز الديريني رضي الله عنهُ ذكر مشايخه في أرجوزة المى+ مَظلعها : ئلم الصلاة والسلام النامي وآله وصحبه وعترتثه إلى أن قال رضي الله عنة: وكل من والاه رب العيرّة وقد تعلقنا بقطب العصرٍ شيخ الأنام أحمد الرفاعي فنحن بين أحمد وأحمد رسولنانبينامحمد والله ا حسب الطالب الأوَاه على النبي سيد الانام فهو الذي بعرّه أعره منهم فتحر' في سناء نسري حين أتانا مسن حماه ذاعي نسير في نور هدى ونهتدي وشيخنا القطب الشريف أحمد وذكر الشيخ الجليل الكامل جامع المعالي والفضائل الإمام الهمام قاسم بن محمد بن الحاج رحمهم الله في كتابه أمّ البراهين في تصحيح اليقين بإشارات الصالحين ما نْصّهُ: إن قطب الزمان السيد الجليل الشيخ الكبير السيد أحمد بن أبي الحسن الرفاعي الحسيني قدّس الله سرّه العزيزء كان من أجل القوم إمكانًا وأتمهم أخلاقًا وإحساناء وقد روى لنا الشيخ الجليل والهمام الفضيل أبو حفص عمر الفاروثئي رحمة الله قال: كنا في مجلس الشيخ الكبير السيد أحمد بن أبي الحسن الرفاعي وحولهُ جماعة من فحول الأبطال وأكابر الرجال وهم يتحادثون في حضرة الشيخ بعلوم غريبة وأسرار عجيبة وهر جالس بينهم يرد جوايهم؛ فبينما هم كذلك إذ قام الشيخ الكبير السيد أحمد على قدميه كاشفًا رأسة وقال: «الله أكبر الله أكبر . ظهر الحق وبان الصدق . نوديت من الحضرة العلية أن يا أحمد قم وزر بيت الله الحرام وزر النبي عليه السلام فإن هناك دعوة من الرسول قلادة الجواهر/ م 16 الباب الأول في ذكر نسبه الطاهر يرصلها إليك؛ فقال كل من في المجلس سمعًا وطاعةً وأنشد بعضهم يقول في حضرة الشيخ : مرنابأمرفإنالانخالفه ‏ وحدحذدافإناعندهنتقف فتأهب للسفر فطلع معهُ جم غفيرٌ ومحفلٌ كبيرٌ وساروا طالبين مكة المشرفة والمدينة المنورةء فلما وصلوا المدينة مدينة النبي ك8 رقف تجاه حجرة النبي عليه الصلاة والسلام وأنشد: في حالة البعد روحي كنتٌ أرسلها تقبّل الأرض عني وهي نائبتي .وهذه دولةٌ الأشباح قد حضرت فامدد يديك لكي تحظى بها شفتي ثم قال: السلام عليك يا جَدَاهء فقال لهُ من داخل الحجرة: وعليك السلام يا ولدي وانشقٌّ تابوت الرّسالة وَمَد يده الشوينة 35 فتكلها: وبايعة ييعة كلية وأمرء بلبين الشاش الأسودء وأن يصعد على المنبر وأن يعظ الناس» وقال له ثانيًا: لقد نفع الله بك أهل السماء وأهل الأرض وهذه البيعة متصلة بك وبذريتك إلى يوم القيامة والحاضرون يشهدون بأبصارهم ويسعمونة بأسماعهم رضوان الله عليهم أجمعين » وكان ممن حضر في تلك السنة من الحجاج وشاهد ذلك بعينه من فحول الرجال سيدي حيوة بن قيس. الحراني» وسيدي علي بن خحميس» وسيدي عدي بن مسافر الشامي» وسيدي وغيرهم قدّس الله أسرارهم: وكان بقية من حضر من الناس تسعين ألما اتتهى. قلت وفي هذه القصة بعد الكرامة من شهادة الرسول وَةِ لسيدي اخنة: بسينة اللسي نا يكني شرفًا وفخرّاء ولا يخفى ما صرّح به الإمام الصفوي في نزهته في باب الزيارة من أن إنكار هذه الكرامة يؤدي إلى سوء الخاتمة والعياذ بالله لما فيه من إنكار معجزة النبي يه وكرامة الولي قدس سرّه العزيز. وقال في الشجرة المباركة العلوية شجرة السادات آل علوي المشهورين في حضرّموتٌ والحجاز ما نصه: الشيخ الإمام أحمد ا او ال ا ا ا ٠‏ قلتٌ: وهذا الملقت 0 0 المهدي ابن أ و ال 0 معلومء ثم قال في 00 العلوية عند ذكر اسم سيدنا السيد أحمد الكبير الرفاعي رضي الله عنه: لهُ المناقب الجليلة والفضائل الجزيلة والأخلاق الجميلة خصوصًا التواضع فقد حاز منه ما أطرب السامع وشئف المسامع رضي الله عنهُ ونفعنا به انتهى . الباب الأول في ذكر نسبه الطاخر 14 وذكر مولانا العارف بالله شيخ الإسلام الحجة الولي الجليل أحمد بن جلال المصري خليفة شيخ الطوائف في عصره مولانا أبي بكر زين الدين الخوافي قدّس سرّهما في كتابه جلاء الصداءٍ عند ذكر نسب سيدنا السيد أحمد الكبير الرفاعي رضي الله عنه ما نصه: اعلم أرشدك الله إلى المنهج القويم وسلكك الطريق المستقيم أن أقرب القربات وأعلى المراتب وأفضل الدرجات وأجزل المواهب قرابة النبي المجتبى الرؤوف الرحيم ووراثة المصطفى بالقرآن الكريم والخلق العظيمء كيف لا والعالم مخلوق له بأسرهٍ والأنوار كلها مستفاضة من نور بدروء ولولاء لما خلق الأفلاك ولما أكرم آدم بسجدة الأملاك. علا فوق كل قدر قدرهُ وصفى عما سواه تعالى سرهٌ؛ فعليهِ صلواتةٌ وسلامه وبركات الله وإكرامهء فقرابتة إما صورية وإما معنوية: فالصورية هي المراد ها هنا لمن هو من بني فاطمة فحسب ويقال لها القرابة الطينية أيضًاء وورد في شأن هؤلاء الكبار كل حسب ونسب ينقطع إلا حسبي ونسبي كما روي في الأخبار. وأما القرابة المعنوية التي هي الوراثة المصطفوية لمن اتبع شمائلة وأفعاله المرضية واقتفى خصائله وأحواله العلية ويقال لها القرابة الدينية أيضًاء وفي شأنهم العالي ورد كل تقي آلي» واعلم أن الله تعالى جمع لهذا الولي العظيم والسيد الصفي الكريم ولأكثر آبائه الغرّ الكرام وأجداده الأئمة العظام هاتين القرابتين العظيمتين والخصيصتين الجليلتين» فأما قرابتة المعنوية أَمْر علا ظهوره بين الأجانب والأقارب وبدا بدر نوره في المشارق والمغارب وأما قرابتة الصورية فأمر عند العلماء المحققين محقق ومشهود لدى العرفاء المدققين مبين ومذكورء وأما كيفية اتصال نسبه إلى حضرة المصطفى فكذلك هو سيدنا محيي الدين والشريعة والصدق والطريقة والحق والحقيقة أبو العباس السلطان السيد أحمد الكبير ابن أبي الحسن علي بن يحيئ بن الثابت بن الحازم بن أحمد بن علي بن الحسن الملقب برفاعة المكي ابن المهدي ابن أبي القاسم محمد بن الحسن بن الحسين بن موسى الثاني بن إبراهيم المرتضى ابن الإمام موسى الكاظم ابن الإمام جعفر الصادق ابن الإمام محمد الباقر ابن الإمام زين العايدين علي ابن الإمام المشهور زبدة السادة الأئمة وعمدة قادة الأمة الذي امتحن بأنواع المحن والبلاء أمير المؤمنين أبي عبد الله الحسين الشهيد بكريلاء ابن إمام أئمة الأولياء وقائد أزمة الأصفياء ذي السوايق الكبرى والمفاخر والمناقب الوفرى الموصل إلى الفوز الأبدي والهادي إلى النعيم المقيم السرمدي المشرف بمزية: وإن تأمروا عليًا تجدوه هاديًا مهديًا يسلك بكم الطريق المستقيم الصادق في قوله: (إِنَّ بين جنبيٌ لعلمًا جماء السابق بقوله 55: وأقدمهم سلمّاء المخصوص بأنهٌ باب مدينة العلوم والحكم المنصوص لهُ من بين الورى بولاية العرب والعجمء البدر الأتم والخير الأعم ذي الهدي الأكمل والشرف الأجمل والكأس الأوفى والمشرب الأصفى» السيد الضرغام الذي كل 7 الباب الأول في ذكر نسبه الطاهر مقام شريف لَهُ ممنوح المشبه بكبار الأنبياء كآدم وإبراهيم ونوحء الذي قدره كاسمه على أمير المؤمئين أبي الحسن علي رضي الله تعالى عنهٌ أجمعين. وذكر الإمام الهمام شيخ المشايخ سلطان الوعاظ والمحدثين ولي الله الشيخ عرز الدين أبو العباس أحمد بن إبراهيم الفاروثي الواسطي قدس سرّه في كتابه النفحة المسكية ما نصة: «قليعلّم أن رأس هذه العصابة الرفاعية وجد هذه الذرية الأحمدية شيخ المشايخ الجليل الجبل الراسخ صاحب المناقب العظيمة والمآثر الكريمة تاج أهل القبول المشرف بتقبيل يد الرسول أبو العلمين غوث الثقلين من ثبتت كراماته بالتواتر بالمشرقين والمغربين؛ الخاشع الخاضع والشريف المتواضع ملجانا ومفزعنا وشيخنا السيد الشيخ أحمد أبو العباس الكبير الرفاعي الحسيني رضي الله عنهُء ولد رضي الله عنه في أم عبيدة في دار جده لأمه شيخ شيوخ زمانه الشيخ أبي سعيد يحيئ النجاري الأنصاري في سنة اثنتي عشرة وخمسمائة من صلب شيخ القرَّاءٍ والمحدئين سلطان الزاهدين إمام العارفين السيد علي أبي الحسن ابن يحيئ المكي ويقال له: المغربي. ويحي هذا أول قادم من هذه العصابة إلى العراق. وصل اليصرة في عام خمسين وأربعمائة واشتهر فيها بالزهد والمعرفة والصلاح وعكفت عليه القلوب ثم بعد مدة تزوج بالأصيلة الحسيبة عَلما الأنصارية بنت المولى الجليل الحسن أبي سعيد النجاري والد الشيخ أبي سعيد يحيئ النجاري تأولدها سيدنا الشيخ علي أبا الحسن والد السيد أحمد الكبير رضي الله عنهم. فلما كبر قدم البطايح وسكن أم عُبيدة وتزوج بنت خالهٍ الست فاطمة بنت الشيخ الإمام يحيئ النجاري رضي الله عنة فأولدها سيدنا السيد أحمد الكبير والسيد عثمان والسيد إسماعيل والسيدة ست النسب. فالسيد عثمان والسيد إسماعيل تزوجا وأعقبا ذرية مباركة فهم السيد أحمد بن إسماعيل الأخضرء والسيد فرج بن عثمان؛. والسيد مبارك وأولادهم» وأما السيدة ست النسب فقد تزوجت بابن عمها السيد سيف لدين عثمان ابن السيد حسن ابن السيد عسلة ابن السيد الحازم الحسيني الرفاعي. وإن السيد حسن والد السيد سيف الدين عثمان هذا قدم إلى العراق صغيرًا دون البلوغ مع ابن عمه السيد يحيئ نزيل البصرة ابن السيد الثابت ابن السيد الحازم الحسيني الرفاعي فرباه ابن عمهٍ السيد يحيئ وأرشده وأقرأه علوم الدين. ثم لما استوى زوّجهُ ببنت الشيخ الإمام أبي الفضل فأولدها السيد سيف الدين عثمان المتقدم ذكره. فلما بلغ أشدهُ تزوج كما ذكرناه بينت ابن عمه الشريفة ست النسب أخت سيدنا أحمد الكبير؛ فأولدها السيد على والسيد عبد" الرخيم والسيدة نت الكرام.وسنياتي "دكن السيد علي ونيد عبد الرحم : وأقا السيدة ست الكرام فإنها تزوجت برجل يقال لهُ محمد بن حرثا وكان من أكابر أركان البيوت الصلحاءٍ عالي القدر محفوظ الحرمة جليل المكانة. فأولدها سيدي أحمد ويعرف الباب الأول في ذكر نسبه الطاهر " بابن ست الكرامء وقد غلب اسم أمهِ على اسم أبيه لأنّ أباه لم يكن من أهل البيت رضي الله عنهمء وأعقب سيدي أحمد ابن ست الكرام بنثًا سماها عائشة تزوج بها السيد نجم الدين أحمد الرفاعي؛ ولم يعش لسيدي أحمد ابن سث الكرام غيرهاء وأعقبت ست الكرام بننًا اسمها صفيةٌ ولها ذرية صالحة. تنبيه: ولما كانت ذرية السيد عبد الرحيم والسيد علي وَلّدي السيد سيف الدين عثمان ابن الرفاعي رضي الله عنهم من بنتي خالهما وابن عم أبيهما سيد العارفين مولانا السيد أحمد أبي العلمين رضي الله عنهُ استحسن أولاً ذكر نسبة السيد أحمد إلى جذَهٍ رسول الله يِه وكيفية اتصال هذا الفرع الكريم بذلك الأصل العظيم» وقد تقدم أن السيد أحمد رضي الله عنهُ ابن السيد أبي الحسن علي بن يحيئ. ويحيئ هذا ابن الثابت بن الحازم بن أحمد المعروف بابن رفاعة وإليهِ ينتمي بطن بني رفاعة هو لوي كما ذكره صاحب الترياق مفتي الثقلين تقي الدين ابن عبد المنعم الواسطي» والحسن رفاعة المكي المذكور هو نزيل المغرب . هاجر من مكة إلى المغرب سنة سبع عشرة وثلثمائة وهي السئة التي قتل فيها ابن محارب أمير مكة وأصحابهُ وحصل ما حصل من القرمطي عليه اللعنة في بيت الله من الهدم والنهب والقتل؛ وفي هذه السنة هاجر كثير من الأشراف إلى البلاد السائرة» وكان ممن هاجر بأهله وبني عمه إلى اليمن محمد بن عيسى من آل علي العريض الحسيني» ومنهم من هاجر إلى نيسابور والعجم والهند» والتحق رفاعة رضي الله عنة بقبيلة من قبائل العرب بالقرب من إشبيلية؛ وعظّمهُ ملوك المغرب وانقاد إليهِ أعيانها وعلماؤها وكبر أمرهٌ واشتهر ذكره وبقيت ذريته في المغرب إلى عهد السيد يحيئ بن الثابت جد سيدنا السيد أحمد. قال في الترياق: ولهم بقية في المغرب. وإن رفاعة الحسن المكي هذا ابن المهدي ابن أبي القاسم محمد بن الحسن بن الحسين بن أحمد بن موسى الثاني ويقال لهُ الأصغر بن إبراهيم المرتضّى ابن الإمام علم الإسلام موسى الكاظم ابن الإهام جعفر الصادق ابن الإمام محمد الباقر ابن الإمام الهمام زين العابدين علي الأصغر المعروف بالسجاد ابن الإمام الشهيد السعيد السبط الأعظم أبي عبد الله الحسين الشهيد بكربلاء ابن الإمام الأعظم مقتدى العرب والعجم الهزير الغالب باب مديتة العلوم أسد الله علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه ورضي الله عنهُ وعنهم أجمعين. رَُزْقَهُ من زوجته الطاهرة البتول سيدة النساءِ فاطمة الزهراء رضي الله عنها وعليها السلام ابن سيد المرسلين وأفضل المخلوقين وأشرف العالمين أبي القاسم سيدنا محمد يقِدِ ابن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن قريش بن ملك العرب بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان من بقية آل إبراهيم خليل الله عليه الصلاة الباب الأول في ذكر نسبه الطاهر يف وقال رجل مَوْصلي لشيخنا الشيخ عبد الرحمئن جمال الدين الحدادي: يا سيدي إني رأيت بعضًا من كتب التاريخ ذكر نسبة الشيخ عبد القادر الجيلاني وسكت عن نسبة السيد أحمد الرفاعي مع أنهُ عربيُ الأصل وأشهر منه بالسيادة؛ وقد قال بعض علماءٍ فارس: إن الشيخ عبد القادر بشتبري النسب وهكذا يقول بعض أهل بيته! فقال شيخنا قدس الله سرّه: اكفف يا ولدي عن الخوض واعلم أن من كتب التاريخ سكت عن نسبة الاثنين إلا أن بعض الصوفية ذكر نسبة الشيخ عبد القادر حرصًا عليه لكيلا يطعن في نسبه الصحيح إنما هو رجل فاطمي لا ريب في نسبته إلى الجد الأعظم و سكن أجداده فار إلى زمانه قدس سرّه ورضي الله عنهُ. وهذا ما يجب علينا اعتقاده فإن الأولياة أعلم منا بالأدب الديني والوجه الشرعي ولو لم تكن نسبتهُ ثابتة الوصول إلى الرسول لما ادعاها قطء وأما ما ذكرته من شهرة السيد أحمد الرفاعي رضي الله عنه بالسيادة وكونه عربي الأصل والمنشأ فهو السبب الذي اعتمد عليه الصوفية وسكت عن ذكر سلسلة نسبه علمًا بأنها أشهر من أن تذكر وأوضح من أن تُحرْر وكأنهم قالوا: متى ما قيل نجم الصبح حيّى تعين أن مركزهالسمكً قلت: وأشهر من شمس الظهيرة ما ثبت لسيدنا أحمد الرفاعي من النسبة الواضحة ولست بقائل ما قلته على وجه إقامة الدليل: فليس يصهٌ في الأذهان شيءٌ إذا احتاج النهار إلى دليل وإنما هو لذاذة بذكره وشمامة من عطره كيف لا وقد شهد له نبيئا سيد العرب والعجم بصحة الوصلة والنسب» وذلك عام حجه رضي الله عنهة حين وقف تجاه الحجرة العطرة النبوية قال: السلام عليك يا جدي فقال له عليه أفضل صلوات الله: «وعليك السلام يا ولدي» فتواجد لهذه المنحة الجليلة وقال منشدًا: في حالة البعد روحي كنت أرسلها تقبل الأرض عني وهي نائبتي وهذه دولة الأشباح قد حضرت فامدد يديك لكي تحظى بها شفتي فمد لهُ رسول الله #خٍ يده الشريفة من قبره الكريم فقبّلها في ملاء يقرب من تسعين ألف رجل والناس ينظرون يد النبي يق ويسمعون كلامةء قال والدي نفعنا الله به: وقد كان والدي عز الدين عمر الفاروثى قدس سره من حجاج ذلك العام وشاهد ذلك بعينه وقال: كان مع الزوار فيمن حضر الشيخ حيوة ابن قيس الحراني والشيخ عبد القادر 4" الباب الأول في ذكر نسبه الطاهر الجيلي المقيم ببغداد والشيخ عدي الشامي وشاهدوا ذلك هم وغيرهم رضي الله عنهم أجمعين» وقد أدركت بحمد الله خمسة رجال من حجاج ذلك العام ومن الذين تشرفوا بذلك المشهد الكريم نفعنا الله بهم له. وقال صاحب المشرع الروي في مناقب بني علوي في كتابه المذكور عند ذكر رجال الخرقة ومشايخها: ومنهم شيخ الإسلام والمسلمين وموئل الأولياءٍ الوارثين وأكمل الأئمة المجتهدين شهاب الدين أحمد بن أبي الحسن الرفاعي الحسيني اه. قلت وقد أبدع وأفصح سيدنا أحمد الفاروئي في النفحة المسكية فيما نقلهُ من أن المؤرخين سكتوا عن ذكر نسب سيدي أحمد الرفاعي وسيدي عبد القادر الجيلاني» وبعض الصوفية التزم ترجمة نسب سيدي عبد القادر وذلك لكونه نشأ وأهلهُ أيضًا في بلاد العجمء ولما قالهُ بعضهم ناقلاً عن أهل بيتهِ أنهُ بشتيري النسب فكانت ترجمة نسبهِ حرصًا عليه كيلا يطعن في نسبهٍ من لا علم له وإلا فهو فاطمي النسب لا ريب في صحة نسبهٍ إلى النبي يقد وأن بعض الصوفية الذين سكتوا عن ذكر نسب السيد أحمد الرفاعي إنما كان ذلك لاعتمادهم على شهرته بالسيادة ولكونه عربي الأصل والمنشأء فما أحسن هذه الفكرة الرائقة والبصيرة الحاذقة ولينظر في القاموس فإنهُ ذكر أن الشيخ عبد القادر الجيلي بشتبري النسب وقال هكذا نسبه حفيد القاضي أبو صالح الجيلي» وفي هذا إيهام لمن لم يعلم صحة نسب القطب الجيلاني قدس سرّه من العامة وأصحاب الغفلة عن الحقائق. وقال عند ذكر أم عبيدة: فيها قبر السيد أحمد الرفاعي» وقال عند ذكر شاذل: منها السيد أبو الحسن الشاذلي من صوفية الإسكندرية» وفي هذه العبارة تصريح بسيادة السيدين يدنس شرعها وكل هذا ما ذهب البوايعضن كن لم تذكر أسماءهم سترًا لغلطهم في حق علم السادات الحسنية السيد عبد القادر الجيلي الحسني قدس سرّه؛ وأما من سكت من الصوفية عن ترجمة نسب سيدي أحمد سواءً كان من المتقدمين الذين لحقوا بعهد الفاروئي أو من المتأخرين كالشعراني والمناوي فإنهم درجوا في كتبهم ما أفاد المقصود من سيادتّه المعلومة الشهيرة التي لا تحتاج توضيحًا ولا تفتقر إلى البيان لأنها في الألسن مذكورة وبالتواتر ثابتة مأثورة وقد سبق لك ما درجه الشعراني في طبقاتِه الوسطى والمناوي أيضًا وأما من نسبه منهم إلى رفاعة فقد علم برفاعة من هو ونسبه إليه علمًا بأنهُ عين آل الحسين وزبدتهم في عصره بلا مين20. وأما من نسبه إلى القبيلة فما أخطأ على أن رفاعة الحسن المكي هذا رضي الله عنهُ لحق بالغرب كما تقدم وأقام مع قبيلة من العرب بها بالقرب من أشبيلية وأعقب هناك الذرية كما ذكرهٌ الفاروثي في النفحة المسكية وصاحب الترياق وغيرهما رضي الله عنهما وأما المؤرخون كابن الأثير لفق بلا كذب (لسان العرب: مادة مَيْنَ). الباب الأول في ذكر نسبه الطاعر ف وابن خلكان وأبي الفدا وغيرهم فما تعرضوا إلا إلى أنسابهم ولا إلى عالي مقاماتهم جميعًاء واقتصروا على قولهم توفي فلان وكان صالحًا وتوفي فلان وكان على حال؛ وأطالوا عفا الله عنهم بتراجم من لا يعبأ بهم من الظلمة وأبناء الدنيا المحجوبين عن الله على أن بناء كتبهم التاريخية على الوقائع الزمانية لا على فضائل الرجال وأنسابهم. ألا ترى ابن الأثير كيف ذكر في حوادث سنئة ثمان وسبعين وخمسمائة ما نصه: وفيها توفي أبو العباس أحمد بن علي بن الرفاعي من سواد واسط وكان صالححا ذا قبولٍ عظيم عند الناس وله من التلامذة ما لا يحصى. وذكر في حوادث سنة إحدى وستين وخمسمائة ما نصة أيضًا: وفيها في ربيع الآخر توفي الشيخ عبد القادر بن أبي صالح أبو محمد الجيلي المقيم ببغداد ومولده سئة سبعين وأريعماثة؛ وكان من الصلاح على حال وهو حتبلي المذهب ومدرسته ورباطة مشهوران ببغداد. انتهى بحروفه. وعلى ذلك نهجت بقية المؤرخين والمؤلفين الذين لم يبحثوا عن الأنساب والأحوال خاصة. فما أجهل من أراد بحمقه وقاصر عقله أن يتخذ عبارة صاحب القاموس 0 مثلاً وشاهدًا على إنكار شرف السيد الجيلاني الذي اشتهر في المشارق والمغارب؛ أو توهُم أن يجعل عبارة المؤرخين المقتصرة حجة على جحود سيادة السيد الرفاعي الذي طلع شرفة في سماء السيادة مطلع الشموس والكواكب؛» وما أجرأه على الله ورسولة والآل العظام إذ تصدى لمعارضة شرف تبوي أطبق عليه من المسلمين الخواص والعوام ولا يظن هذا إلا بفاجر خاسر أو بمن لا يؤمن بالله واليوم الآخرء وحسبك ما فى الأحاديث النبوية من النهى عن الطعن بأنساب الناس فضلاً عن هؤلاءِ المسادات الذين خرق الله لهم العادات واكرمهخ بأعلى مراتب الولاية وخصهم منهُ بمزيد الشرف والعناية» وما القصد من ذلك والبحث عن كل ما هنالك تقوية شرفهم فإنهم غنيون عن التقوية بالأدلة والنقرل على أنهم فروع شهدت لهم أخلاقهم بصحة الوصول إلى الأصول وحري بهم وبمثلهم بأن يقال لهم هؤلاء والله أولاد الرسول وحشاشة كبد البتول رغم الشانىء المخذول: فروع من أصول عالياتٍ فأكرمبالفروع وبالأصولٍ تسلسل أصلهم حَلقًا وخلقًا ‏ لجدهمالتهامي الرسولٍ ولينظروا أيضًا في الطبقات الشعرانية الوسطى والكبرى فإنهُ لم يدرج نسبة أبي الحسن الشاذلي ونسبه إلى قريته فقط مع كونه رضي الله عنة من أشهر آل الحسن رضي الله عنهمء ونسب السيد أحمد البدوي إلى قبيلة بني بري من عرب الشام مع كونه من أشهر آل الحسين» وقال عند ذكر الدسوقي: الهاشمي ولم يدرج نسبه مع كونه من أجلاء الى الباب الأول في ذكر نسيه الطاهر بسي الحسين المشهورين في المشرقين والمغربين» ولم يكن ذلك منه قدس سرّه قصورًا بحق شرفهم أو عدم اعتناءٍ منه بشأنهم. بل كان ذلك اعتمادًا على شهرتهم» وطبقاته أساسها البحث عن أخلاق الصوفية وأحوالهم وبعض مناقبهم وكلماتهم لا غيرء ألا ترى من دون لهؤلاء السادات كتبًا في مناقبهم والتزم ذكر منشأهم وأصلهم كيف أوضح عن الوقوف على نسب سيدنا السيد أحمد الرفاعي الحسيني رضي الله عنه وحاله فليطالع جلاء الصدا مؤلف شيخ الإسلام عز الدين أحمد بن جلال المصري الذي ألفَهُ في سيرتهِ رضي الله عنة وكتاب 1 البراهين فولف الإمام الهمام قأسم بن الحاج الذي ألفة في شأنه قدس سره وكتاب ترياق المحبين مؤلف مفتي الثقلين الإمام تقي الدين بن عبد المنعم الواسطي الذي ألفهُ في شرفهٍ وحاله أمدنا الله بمددهء وكتاب شفاء الأسقام مؤلّف الشيخ الإمام الشيخ إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الكازروني الصدّيقي الذي ألْفَهُ في بيان فضائله ومعاليهِ نفعنا الله بوء وكتاب النجم الساعي مؤلف الولي الأعظم السيد الشريف أبي بكر العيدروس العدني الحسينيء الذي ألفَهُ في شرح كماله وعلو شرفه وحلله بل الله ثراف وكتاب البهجة الرفاعية مؤلّف الشيخ الإمام عبد العظيم المنذري الذي ألفهُ في شامخ مرتبته وذكر عالي سيادتهٍ نور الله مرقده» وكتاب قرة العين مؤلف المولي الحجة شيخ الإسلام سراج الدين البغدادي الذي ألَفهُ في سيرتهِ وعلى شرفهٍ وحذق بصيرته» وكتاب النفحة المسكية مؤلف الشيخ الإمام الواعظ المحدث عز الدين أحمد الفاروثي الواسطي الذي أَلْفَهُ في نسبهِ وطريقه وحسبهِ عطف الله علينا قلبهُ؛ وغير ذلك من الكتب المنورة بذكره المعطرة بعطره المؤلفة فيه خاصةً غير ما ترجمة به أماجد الرجال ضمن كتبهم مع غيره. ومن أراد الوقوف كل الوقوف على نسب سيدنا عبد القادر الجيلي الحسني رضي الله عنهُ فليطالع بهجة الأسرار مؤلّف الشيخ الأجل نور الدين علي الهمداني الذي ألفها خاصة بذكر شرفه ونسبه وطريقه وعلو حسبه حشرنا الله معه وفي خدمته وغير ذلك من الكتب المدونة بفضائلهِ ونسبه وشمائله التي لم أقف عليها وأسماؤها مشهورة لدى القادرية؛ عدا ما ترجمة به أهل الكمال في كتبهم مع غيره. ومن أراد الوقرف كل الوقوف على نسب السيد أحمد البدوي الحسيني رضي الله عنة فليطالع البهجة الأحمدية مؤلف سيدنا تاج الدين الموصلي الذي ألفها في ذكر شرفهٍ الطاهر وما لهُ من المناقب والمفاخر جعلنا الله من المحشورين في زمرته تحت لواء جده ولهِ وغيرها من الكتب المدونة بفضله الباحثئة عن شرفه وأصلهء عدا ما ترجمة به أثمة الشيوخ الراسخين في كتبهم مع غيره. الباب الأول في ذكر نسبه الطاهر 7 ومن أراد الوقوف كل الوقوف على نسب سيدنا السيد إبراهيم الدسوقي الحسيني رضي الله عنه فليطالع البهجة الدسوقية مؤلف الإمام الفاضل الشيخ محمد البلقيني الذي ألفها بذكر زكي نسبته وعليَ همته أمدنا الله بمدده وتقعئا به» وللشاذلي أبي الحسن الحسني رضي الله عنه من الطائفة القائلة من طايه وك تعس ونضة1 أرضح عن 1 بين الشرف والمرتبة في كتب كثيرة» وترجم في كتب أخر مع غيره وذكر جليل أصلهٍ وأوضح فضلهء والحاصل أن نسبهم العالي أشهر من الصباح المتلالي لا ينكره إلا الأعمى ولا يجهلهُ إلا مَن دهمته الجهالة الدهماء بلى: قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد وينكر الفم طعم الماء من سقم ولكن يقال للحاسد والجاهل الجاحد والمكابر المعاند: وهبهم يجعلون الشمس ليلا أيعمى العالمون عن الضياء أو يقال لهم: إذا عظم الإسلام شرمًا ومغربًا 2 رجالا فهل تؤذيهمُ نبحة الكلب؟ ولنرجع إلى المقصود فنقول قد تبيّن لك أن والد سيدنا السيد أحمد الكبير الرفاعي حسيئي النسب هزا لآبائه وله نسبة ! إلى أعمة العام الحسن من جده ال رضي الله عنةء فإن أمهُ فاطمة بنت الحسن المثنى ابن الحسن بن علي بن أب بى طالب رضي الله عنةء رتيب لني ينتير قجة اللقس رقي اللا ع نور ادل 450 إلى الصديق الأكبر أبي بكر رضي الله عنه من جعفر الصادق رضي الله عنهُ فإن أمة فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق رضي ألله عنهم ١‏ وله أنساب أخر جمعتها الأمهات الطاهرات وعلم كذلك أن أمهُ أنصارية. وعلمت أن رجال نسبته الطاهرين من أعظم من اتفق على علو منزلتهم بين المسلمين في المشرقين والمغربين أبوه رضي الله عنهُ عين زمايه وقدوة أقرانه . وماذا يكون المدح فيه وجده محمد الراقي بنعليه للسماء؛ ومع ذلك فأخلاقه كأخلاق جده وسلوكه وعهده طبق سلوكه وعهده؛ لم يقنع بالشرف النسبي حتى ألحقة بشرف الاقتداء قفصار من أشهر أعلام الهدى رضي انه عنة وعن أسلافه وأولاده الأقطاب العظام وأخلافه أجمعين آمين. وأمه رضي الله عنها فاطمة الأنصارية النجارية كانت على قدم عظيم من الزهد والعبادة والصلاح والتقوى والصبر والزهد وحسن الأخلاق وكمال الصفاء وقد كان أخوها سيدنا الشيخ منصور البطايحي الرباني رضي الله عن يعظم قدرها ويجل منزلتها ويعرف حق حرمتها ويوصي أهل بيته بإعلاء قدرها ويقول: إنها من أفضل نساءٍ وقتها ومن أعبد نساءٍ عصرها وأكملهنّ وأعظمهنٌ حالاً وأطهرهنّ أخلاقاء وقد بشرها 4" الباب الأول في ذكر نسبه الطاهر رسول الله ل على لسان أخيها بولدها السيد أحمد الكبير رضي الله عنهُ أنه يأتي بعد أربعين» وأنه كما أن النبي رأس الأنبياء فهو كذلك رأس الأولياء: وكانت ولادئةُ بعد أربعين يومًا كما بشر الصادق المصدوق وكانت كثيرة القيام والصيام والصدق والتهجد غزيرة الدمعة خالصة صابرةً على حال عظيم من الصدق والصفاء وقد كلمها ولدها رضي الله عنةُ في مهده وسمعتة يسبح الله كثيرّاء وروت أنها لما ولدتة أبى أن يرضع وما زال على ذلك حتى أتوا لهُ بمرضعة تقِيةٍ طاهرةٍ فكانت تجدّد وضوءها حالة إرضاعه فيرضع ثديهاء ولما جاء رمضان أمسك عن شرب الحليب نهارًا إلى العيد. قلت: ومثل ذلك روي عن الشيخ عبد القادر الجيلي في بهجته قدس سره» وروى .ما ذكرناه عن سيدي أحمد صاحب البهجة وسيدنا أبي بكر العدني العيدروسي في كتابه النجم الساعي وغيرهماء وكانت والدته رضي الله عنها ترى من حاله أيام طفوليته العجائب وما ذلك إلا لكونها من أهل القلوب؛ وكيف لا تكون وأبوها شيخ المشايخ الجبل الراسخ صاحب المدد الساري الشيخ أبو سعيد يحيئ النجاري الأنصاري» وأخوها القطب العارف الصمداني سيدنا الشيخ منصور البطايحي الرباني رضي الله عنه. قال صاحب البهجة القادرية الشيخ علي نور الدين الهمداني قدس سره في ترجمة الشيخ منصور: هذا الشيخ من أكابر مشايخ العراق العارفين المحققين صاحب الكرامات الظاهرة والأفعال الخارقة والأحوال الجليلة الجلية والمقامات السنية»؛ وهو أحد من أظهره الله تعالى إلى الخلق وصرفهُ فى الوجود ومكنة من الأحوال وملكة الأسرار وقلب للهُ الأعيان وخرق لهُ العوائد وأنطقة بالمغيبات :وأظهر على :يديه العجائب وأجرى على لسائه الحكم وأوقع له القبول التام عند الخاص والعامء وهو أحد أركان هذا الطريق وهو خال الشيخ القدوة العارف ابن أبي الحسن أحمد الرفاعي وبصبحته تخرج؛ وانتمى إليه جماعة كثيرة من ذوي الأحوال وتلمذ له جم غفير من أرباب المقامات العالية. وكانت أمهُ تدخل وهي حامل به على شيخهٍ الشيخ أبي محمد الشنبكي رضي الله عنة: وكان بينه وبينها نسب فينهض لها قائمّاء وتكرر منه ذلك وسثل عنهة فقال: أنا أقوم لال لنجنين الذي في بطئها فإنة أحد المقربين إلى الله عر وجلٌ» وهو من أصحاب المقامات وله شأن عظيم ولة كلام جليل في علوم الحقائق ومله: «من عرف الدنيا زهد فيها ومن عرف الآخرة رغب فيهاء ومن عرف الله تعالى آثر رضاءء ومن لم يعرف نفسة فهو مغرورء وما ابتلى الله العبد بسشىء أشد من الغفلة والقسوة. ومن أحبة الله أفاده في اليقظة والمئام؛ وكلما ارتفعت منزلة العبد كانت العقوبة أسرع إليهء والصبر زاد المضطرين والرضا درجه العارفين فمن صبر على صيره فهو الصابر. ومن ف بدينه إلى الله عرّ وجل وهو يتهمة في رزقهٍ فهو يفرّ منه لا إليه. وكل موجود في الدنيا لا الباب الأول في ذكر نسبه الطاهر م يكون عونا على تركها فهو عليك لا لك. وثلاث خصال من صفات الأولياء: الثقة بالله تعالى في كل شيء والعناية عن كل شيء والرجوع في كل حال» ومنة: انهاية الإرادة أن يشير إلى الله فيجره مع الإشارة والتوكل رد الأمر إلى واحد ونقصان كل مخلص في إخلاصهٍ رؤية إخلاصهء والأنس بالله تعالى استبشار القلوب بقرب الله عزّ وجل وسرورها به ونظرها إلى سكونها إليهِ وإعفاؤه لها من كل ما سواه وأن يشير إليه حتى يكون هو المشير إليهاء ومن اغتر بصفاء العبودية داخله نسيان الربوبية» ومَن شهد صنم الربوبية في إقامة العبودية فقد انقطع عن نفسه وسكن إلى ربه عزّ وجل فحينئٍ يسلم من الاستدراج» والاستدراج فقدان علم اليقين لأنهُ باليقين يستبين فوائد الغيب» والكشف سواطع أنوار لمعت في القلوب بتمكين معرفة حملة السرائر في الغيوب من غيب إلى غيب حتى يشهد الأشياء من حيث أشهُده الحق إياها فيتكلم عن ضمائر الخلق؛ وإذا ظهر الحق على السرائر لم يبق لها فضلة لرجاء ولا خوف» ومنه: "إذا بسط الجليل جل جلالهُ غدا بساط المجد أدخل ذنوب الأولين والآخرين في حاشية من حواشي كرمهٍ وإذا أبدى عيئًا من عيون الجود الحق المسيء بالمحسن» وأول درجات الحضور حياة القلوب بالله تعالى ثم بقاء القلب مع الله ثم الغيبة عن كل شيء بالله تعالى» والعبادة يفهمها العلماءً والإشارة يعرفها الحكماءٌ واللطائف تقف عليها السادات من المشايخ»» وبالإسناد تقابل جيش العراق وجيش العجم وكان الشيخ منصور جالسًا بين أصحابهِ على تل مشرفٍ على الجيش فبسط يده اليمنى وقال: هذه لجيش العراق وبسط يده اليسرى وقال: هذه لجيش العجم ثم صفق بهما فتصادم الجيشان ثم قبض يده اليسرى وجمع بين أصابعها شديدًا فظهر جيش العجم على جيش العراق وهزم العراقيون؛ ثم بسط اليسرى وقبض على يده اليمنى وجمع بين أصابعها فظهر جيش العراق على جيش العجم وهزموا هزيمة فاضحةً ورجع العراقيون إلى ديارهم ظافرين مسرورين» وبالإسناد إلى الشيخ علي بن الهيشمي رضي الله عنة قال: كان الشيخ منصور البطايحي رضي الله عن من أكابر المشايخ نافذ التصرف مجاب الدعوة ظاهر الكرامات» شديد الخيبة ينفعل لهُ من نظرتهِ ما يريد بإذن الله تعالى مر يومًا بالبطيحة بأسد قد افترس رجلاً وقصم عضده نصفين فجاء إلى الأسد وأمسك بناصيته وقال: ألم أقل لكم لا تتعرضوا لجيراننا فذل لهُ الأسد وأفلت الرجل. فقال الشيخ لهُ: مت بإذن الله تعالى فوقع الأسد مينًا وأخذ الشيخ ما انفصل من عضد الرجل ووضعة مكانه وقال: يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام اجبر عظمه الكسير فصحٌ عظمه وقام كأن لم يكن به شي2» وسلخ جلد الأسد بيده. وبالإسناد إلى الشيخ القدوة أبي محمد عيد الرحممئن الطفسونجي رضي الله عنهُ يقول: رأيت في زمن الشيخ منصور البطايحي رضي الله عنة لضن الباب الأول في ذكر تسبه الطاهر بلاة نازلاً من السماءٍ على العراق كقطع الغمام يعم الأديان والأبدان» فاستأذن الشيخ فأخذ قضيبًا وأشار نحو البلاء فتفرّق فقال اللهم اجعلة علينا رحمة فصار سحابًا وأمطر وانتفع الناس به كثيرًا. وبالإسناد سئل الشيخ منصور عن المحبة ققال: المحب سكران في خماره حيران في شرابه لا يخرج من سكرة إلا إلى حيرة ولا من حيرة إلا إلى سكرة وأنشد: الحب سكر خماره التلفٌُ | يحسن فيوالذبول والدنفُ وقال أيضًا: والحب كالموت يفني كل ذي شغفٍ ومن تطعمُّه أودى به التلفُ في الحب مات الأولى أصفوا محيتهم لو لم يحبوا لما ماتوا وما تلفوا ثم قامّ إلى شجرة هناك خضرة نظرها فتنفس عندها فيبست وتنائرت أوراقها فقال: مثل المحبة مثل صاعقة فيها نار أو ريح فيها رماد ولو وقعت على الأشجار لجفت أو هبت على البحار لاضطربت» ولو عصفت على الجبال لهبطت وإذا نزلت بوادي القلوب لم يبِقّ للكائنات أثر فلا نسمع عن الأغيار خبرًا وأنشد: إن الجبال وما فيها من الشجر2 لو بالهوى علقت لم تأت بالثمر إن البلاد وما فيها من الشجر لو بالهوى عطشت لم ترو بالمطرٍ لو ذاقت الأرض حب الله لاشتغلت أشجارها بالهوى فيها عن الثمر وعاد أغصانتها جردًا بلا ورق من حرٌ نار الهوى يرمين بالشرر ليس الحديد ولا صم الجبال إذا أقوى على الجد واليلوى من البشر ثم قال: انطلقوا إلى فلان وسمّى رجلا جليل القدر من أهل البطايح واسألوه عن المحبة يخيركم؛ قال الرواة: فأتيناه فسألناه فسكت ثم ذاب كما يذوب الرصاص قطرة يعد قطرة ونحن تنظره حتى صار كالماء المايع ؛ فأتاه المشايخ وضموه في القطن ودقنوه بمقبرة داوردان بواسط. سكن رضي الله عنهُ نهر دقلا من أرض البطايح واستوطنها إلى أن مات بها قديمًا وقد علت شهرته وقبره بها ظاهر يزارء ولما حضرتة الوفاة قالت لهُ زوجتة: أوص لولدك. قال: لا يل لابن أختي أحمد فلما كررت عليه القول قال لابنه ولابن أنته : اثتياني بنجيل فأتاه ابنهُ بنجيل كثيرة ولم يأته ابن أخته بشيء؛ ققال لهُ: يا أحمد فلم لا الباب الأول في ذكر نسبه الطاهر إلى لزوجته: سألت غير مرة أن يكون ابني. فقيل لي بل ابن أختك رضي الله عنهم أجمعين. قلت: وقد دخل نسب سيدنا أحمد قدس سره من أمهات آباثه أنساب كثيرة اقتصرنا عن ذكرها خوف الإطالة. على أنه رضي الله عنة بدر منير استنار من نور شمس الرسالةء ودرٌ ثمين استخرج من أصداف الشرف والأصالة» كفته النسبة الصورية والوراثة المعنوية والوصلة الثابتة نسبًا وخلقًا بسيد البرية وأغناه شرفها العالي المقام عن ذكر وصلة غيرها في الأنام : نسب إذا ذكر الرجال فأصله طله وسيدنا الرفاعي قرعه شملتة روح المصطفى بعتاية هي فرق هيكلهٍ المنيع وجمعه هذا ما استحسن ذكره في هذ! الياب . الباب الثاني فى كيفية ولاديْه ونشأته وفيهما أبحاث لطيفة تذكر بعض بشارات أنبأت عن ظهوره وإشراق نوره وهي ملخصة من كتب عديدة منها أم البراهين لابن الحاج قدس سرهء وجلاء الصدا لسيدي أحمد بن جلال قدس سرّه؛ والنجم الساعي لسيدي أبي بكر العدني قدس سرّه؛ وترياق المحبين للشيخ الإمام العارف بلله تقي الدين بن عبد المنعم المفتي الواسطيء وشفاء الأسقام لسيدي المولى العالم المحدث إبراهيم بن محمد , لراف لكان روني قدس سرةء والبهجة الأحمدية؛ والعهود والمنن والدرر و لجواهر والطبقات للشيخ عبد الوهاب الشعراني قدس سرهء وغير ذلك من الكتب المباركة؛ منها ما ذكره الشيخ أبو بكر العدني في كتابهٍ النجم الساعي أن الشيخ منصور البطايحي الرباني قدس سرّه رأى رسول الله وَل في المنام وهو يقول لهُ: يا منصور أبشرك أن الله تعالى يعطي إلى أختك بعد أربعين يومًا ولدَا يكون اسمه أحمد الرفاعى مثل ما أنا رأس الأنبياء كذلك هو رأس الأولياء. وحين يكبر فخذه واذهب به إلى الشيخ علي القاري الواسطي وأعطه له كي يربيه لأن ذاك الرجل عزيز عند الله ولا تغفل عنه؛ فقلت الأمر أمركم يا رسول الله عليك الصلاة رعلا وكان الأمر كما ذكر يبد وروى صاحب 01 البراهين عن الشيخ م سيدي أبو بكر خال والد سيدي الشيخ منصور الرباني قدس الله روحه أنه كانت له أخت وقد درفي زوجها وتركه حاملاً وكانت أيضًا زوجتة حاملاًء قال: فجلست النساء في بعض الأياه يتحادئن وخرجن في الحديث إلى ذكر الحمل والولادة فقالت أخت الشيخ لوجت : : إن رزقك الله ولذا ورزقني بن تزوجين ابنك بنتي١‏ وكذلك إن رزكني الله ابنا ذكرًا وأنت بنت رَوْجِت ابني بنتك» فقالت لها زوجة ة الشبخ : أنا لا أفعل بدا فصعب على أخت الشيخ كلام زوجته فبكت بكاءٌ شديذا وقالت: أليس هذا إلا لعدم الرجال؛ ثم طال بكاؤها فلم الباب الثاني في كيفية ولادته ونشأته انون يمض غير ساعة وأقبل الشيخ قدس الله سره فوجد أخته تبكي فقال لها مم تبكين فأخبرتة بالحال على جليتهِ وما قالت هي وما جاوبتها زوجتة» فضحك وقال لها: تعالي أي مباركة وأمسكي عن البكاء فليس الأمر كما خطر لكما إنما زوجتي ترزق ولدًا ويموت وأنت ترزقي ولدًا ذكرًا ويعيش ويكبر ويتزوج ويرزق ولدًا يكنى في حضرة العزيز سبحانة وتعالى سلطان العارفين وهو السيد الشيخ منصور قدس الله روحه ويرزق يننا اسمها علماء وتعيش البنت وتتزوج وترزق ولدًا اسمة أبو الحسن يقارن المشايخ الكبارء وإنما السرّ العجيب الذي تحيّرت فيه العقول والأفكار بالولد الذي في ظهر أبي الحسن والمعني به سيدي الشيخ الكبير السيد أحمد ابن أبي الحسن الرفاعي رضي الله عنه الذي يفرق الأوهام.بطريقته وتَكَلُ الخواطر عن صفتهء لا يعلم حالهُ إلا الذي خلقهُ ولا يصل إلى نعته إلا الذي صوّره؛ ويرزق أيضًا طلحة وإبراهيم قومًا صالحين؛ وروي عن القطب الكبير صاحب المدد التفيس الشيخ أحمد بن خميس صاحب الهينة رضي الله عنة أنه كان ذات يوم جالسًا بين أصحابه في مجلسهِ وهو يحدثهم وهم حوله محدقون وإذا بالشيخ قد نهض قائمًا على قدميه ونادى بأعلى صويّه لا الله إلا الله محمد رسول الله ظهر والله المهدي. ثم جلس ساعة ثم نهض ثانيةً وقال مثل قولوء ثم جلس ساعة ونهض ثالنًا ونادى مثل ذلك» ثم جلس ورجع إلى الحديث فعند ذلك نهض إليه أصحابة وقالوا لهُ: لا تحدّثنا بحديث دون ما تخبرنا ما قد جرى في هذه الساعة وما الذي قد رأيت» فقال لهم: الآن حصحص الحق وبان الصدق» قد ولد في هذه الساعة في أم عبيدة في دار الشيخ يحيئ النجار قدس الله سره ولد عزيز على ربه وقد ضرب داغه على جبهة الرجال حتى الذي في ظهور الآباء» فقالوا لهُ: سيدي وهو صبي؟ فقال: نعم فقالوا لهُ: أي شيء هذا الأمر العظيم؟ فقال لهم: أي سادة وأزيدكم هو إذا ضرب داغه على ولدي هذا الذي بعدكم في صلبي ثم مد يده المباركة إلى ظهره ثم قال: إي سادة أزيدكم وهو صاحب الوقت والزمان والدولة والذرية إلى يوم القيامة؛ ثم إنهُ رغب في زيارته. قال: فنهض منهم جماعة وقد أصرف عقولهم ودخل قلوبهم بوصفه وطلبوا منة الإذن في زيارته وقالوا لهُ: نريد ننظر إلى هذا الولد المبارك قال: فأذن لهم الشيخ ثم قال لهم: أي سادة بحياتكم إذا حضرتم عنده وسلمتم عليه سلموا لي عليه فإنهُ يرد عليكم السلام بيده ولسانه» ثم إنهُ وصفهُ وأعطاهم صفتهُ وعلائم فيهء ثم إنهم توجهوا إلى زيارته ودخلوا الرباط الذي للشيخ يحيئ النجار قدس الله روحهء فوجدوا سيدي أيا الحدمن والد الشيخ الشيخ الكبير أحمد الرفاعي فسلموا عليه فرد عليهم السلام ثم أجلسهم وأحضر لهم الطعام فأكلواء فلما فرغوا ورفعوا المائدة أخيروه بحالهم وحاجتهم وما قال لهم الشيخ من حديث الولد. فقال لهم سيدي أبو الحسن قدس الله روحة: أي سادة الولد لي قلادة الجواهر/ م * ان الباب الثاني في كيفية ولادته ونشأته وعندي وفي بيتي» فقالوا لهُ: يا سيدي نشتهي أننا نبشره» فقال لهم: سمعًا وطاعةٌ؛ ثم أشار إلى خادمهٍ أن أحضِرٌ لهم هذا الولدء قال: فمضى الخادم ثم أحضره إليهم وهو في ا الشيخ أحمد بن حميس قدس الله روحه. فسلّموا عليه فأخرج يده من القماط وأشار إليهم برد السلام فبكوا ثم إنهم بلغوه السلام عن الشيخ فأشار إليهم وهدر كهدير الحمامء فعجبوا من ذلك ثم أنهم ودُعوه وأستأذنوا سيدي أيا الحسن والده وانصرفوا راجعين» وتخلّف منهم رجلّ واحد. وقال: أنا لا أفارق هذا المكان حتى أقضي نحبي ولم يزل مقيمًا في أم عبيدة حتى مات رضي الله عنه. وروي أن الشيخ الصالح أبا بكر الهمداني رضي الله عنه أنه كان ذات يوم جالسًا يحدث أصحابةُ ويرغبهم فيما عند الله تعالى» فقام إليه جماعة من الفقراء وسألوه عن رجال البطيحة وأحوالهم» فأجابهم إلى ذلك وجعل يحدث كل واحدٍ على قدر ما يفهمة حالهُ وما أراه الله تعالى» فذكروا لهُ رجال الشيخ منصور قدس الله روحه فقال لهم: رجال الشيخ منصور كثيرة» فقالوا له: تخبرنا عن السيد أحمد بن أبي الحسن الرفاعي» فقال لهم: ما أعرفة فأقسموا عليه بالعزيز سبحانة فقال: إذا ذكر الأنبياء عليهم الصلاة والسلام فحدّثرا عنهم وفيهم» وإذا ذكر المصطفى #َكِةْ فخاموش أي سكوت وهي كلمة فارسية» وكذلك إذا ذكر الأولياء رضي الله عنهم فحدّثوا عنهمء فلا أحد يقدر أن يردكم إل هذا الرجل فإنهُ لا يقدر أحد أن يصف ما وصل إليه» فعند ذلك خاموش لأن نعمة الله عليه واسعة سابغة؛ ثم قال لهم: أي سادة ما أقول في رجل يخرج من موش المزابل رجالاً لا يعلمهم إلا الله تعالى تتحير فيهم العقول والألباب» قال: فتحيّر أصحاب الشيخ أبي بكر وقالوا لهُ: أي سيدنا أخبرنا ما هو موش المزابل» فقال لهم: منهم شارب الخمر وقاطع الطريق وقاتل النفس وفاسق يتوبون على يده» فيغير صفاتهم ويصلح أمورهم ويخرج منهم رجالاً صُلّحًا. وروي أن سيدي الشيخ نصر الهماماني قدس الله روحه لما دخل عليه جد المخلص من أهل قرية حسين فسلّم عليه وجلس عنده يحادثه ساعةء ثم قال لهُ: ظهر الرجل قبلة قريتكم» فقال لهُ جد المخلص: ما رأينا رجلا ولا 'ظهر عنلننا أحلاء فقال لهم الشيخ: بلى هوذا يظهر ف في أم عبيدة الرّجل وتشَدُ إليه الرحال وتتحير فيه أهل الأحوالٍ وتذل لهُ رقاب الرجال يتعجب من طريقته» وأشتهي أن أكون بوقته ولو يومًا واحدّاء لأنة صاحب شأن عظيم ومحلٌ جسيم.ء وهو آخر القوم مشربًا وأولهم قدمّاء وأود أن أكون خادمة وأفتخر بذلك غذًا بين الأولين والآخرين رضوان الله عليهم أجمعين. وذكر الإمام عبد الوهاب الشعراني قدس سره في عهوده وابن الحاج قدس سره في أم البراهين أن قطب الأقطاب وفرحة الأحباب وبشارة الأصحاب سيدي إبراهيم الأعزب قدس الله الباب الثاني في كيفية ولادته ونشأته ين روحهء قال: حدئني رجلٌ صالحٌ صادق. أثق بقوله وكان لهُ من العمر ماية وثلاثون سنة» وكان قد أدرك سيدي أبا الوفا قدس الله روحة ومعهُ أصحابة وهم في السفرء فلما رأيتهم ملت إليهم وجئت إلى الشيخ وسلّمت عليه وقبلت يده وسافرت معه» فبقيت مد ما رأيت منة كلمة زائدة ولا قال لي يومًا: ما اسمك ولا من أين أنت ولا تعال فتب» فلما قضينا السفر وأراد الرجوع جئت يومًا لأسلّم عليهِ على مثل جاري العادة» فلما رآني قال: أهلاً وسهلاً ثم إنه أخذ بيدي فقال: يا ولدي أما تتوب؟ فقلت له: يا سيدي أنت تقرأ الجبهة فاقرأ جبهتي» فنظر الشيخ إلى جبهتي ووقع مغشيًا عليهء فبقي ما شاء الله مُلقى على الأرض فلما أفاق نهض وركب مطيته ولم يتكلم» قال: فلازمة الفقراء وقالوا له: لا بد أن تخبرنا ما حال هذا الرجل فنراهء قال لك: اقرأ ما على جبهتي فصرخت ووقعت على الأرض» فلما أفقت ركبت وسرت ولم تتوّبه ولم تتكلم فنريد أن تعرقنا كيف هذا الأمرء فقال لهم: ما كان إلا خيرّاء قال: فألحًوا عليه وأقسموا عليه بالعزيز تعالى أن يخبرهم عن فقه هذا الأمرء فقال لهم: السكوت أحسن فقالوا لهُ: لا بد أن تخبرناء فقال لهم: نعم اعلموا أنه لما قال لي اقرأ جبهني فتأملتها فإذا عليها مكتوب: داغ الشيخ الكبير السيد أحمد الرفاعي رضي الله عنهُ» فبهتوا وانزعجوا من ذلك وقالوا لهُ: ومن يكون الشيخ الكبير السيد أحمد الرفاعي؟ فقال لهم: هو رجلٌ عظيم المنزلة عند الله فإذا هو ظهر غلق أبواب جميع المشايخ والصالحين يظهر عن قريب ولهُ سر عجيب وسير غريب» ويصير الوقت لهُ ولأهله وتحكمه وتصرفه» يصل إلى مرتبة عظيمة يضرب داغه إلى الذراري في ظهور الرجال يسلك طريمًا لم يسلكها أحد لا قبلة ولا بعده» وهي طريق الذل والانكسار والمسكنة والافتقار والخضوع والاحتقارء لم يكن في الطرق إلى الله أعظم منها ولا أصعب تتحير فيهِ الخلائق» فقال له أصحابه: فهل يعيش هذا الرجل حتى يظهر هذا الشيخ الذي ذكرته؟ فقال لهم: نعم الله قادرٌ على كل شيء لا يُسأل عما يفعل؛ قال: فعاش الرجل حتى جاء الشيخ الكبير السيد أحمد الرفاعي رضي الله عند وتاب يديه وسافر معهُ وتوفي يعد ذلك عن قريب رحمه الله. قال الشيخ الإمام شيخ الإسلام تاج الدين عبد الوهاب السبكي الشافعي رحمة الله في طبقاته حين ترجم سيدنا الغوث الكبير المشار إليه: كان مولده في المحرم سنة خمسمائة وبعد ذلك أطنب وأطال في ذكره قدس سره إلا أنَّ السيد عبد الرحيم والشيخ أبا بكر العدني وغيرهما ذكروا باتفاق المحققين من الرجال الرفاعية أنه ولد رضي الله عنة في النصف الأول من شهر رجب الذي هو من شهور سنة الخمسماتة واثني عشر يوم الخميس» وكان يشرب اللبن إلى أن قدم رمضان فتقيد عن شرب اللبن نهارًا إلى أن جاء العيد فشرب اللبن» وكانت ولادته بقرية حسن من أعمال اليصرة عاء وفاة خليفة يغداد لط الباب الثانى فى كيفية ولادته ونشأته أحمد المستظهر بالله العباسي» وشبٌ رضي الله عنهُ على أحسن حال حتى أنه كان حالة صغره لا يجلس مع الصبيان إلا قليلاً ويألف مجالس الشيوخ ومحافل القرآن والدروس» ويتلقى عن العارفين ويعمل بنصائحهم ولا يفارقهمء وقد شهد لهُ أكابر رجال البطايح وهو صغير بالولاية الكبرى وأكثروا الثناء عليه» وذكر العارف بالله أبو عبد الله بن أسعد اليانعي في كتابهو روض الرياحين أنه كان سيدنا أحمد رضي الله عنهُ وقدس الله روحه وأعاد علينا من بركاته يقرأ القرآن وهو شاب على الشيخ العارف علي بن القارىء الواسطي رضي الله عنهم» فصنع شخص طعامًا ودعى إليه الشيخ ابن القارىء وأصحابه وجماعة آخرين من المشايخ والقراء وغيرهمء فلما أكلوا من الطعام كان معهم قوال فشرع يغني بدف في يديه وسيدي أحمد جالس عند نعال القوم ونعل الشيخ ابن القارىء معهء فلما طاب القوم واستراحوا وتواجدوا وثب سيدي أحمد الرفاعي إلى القوال وخسف الدّفٌ الذي كان معةء فالتفت المشايخ إلى الشيخ علي بن القارىء ونافروه فيما صدر من سيدي أحمد وقالوا لهُ: هذا صبي ما لنا معهُ مطالبة والمطالبة عليك» فقال لهم الشيخ ابن القارىء: اسألوه فإن أتى بالجواب وإلا عليّ المطالبة» فالتفتوا إلِيه وقالوا لهُ: لم كسرت الدف؟ فقال لهم: أي سادة نرجع إلى أمانة القوال يخبرنا بما خطر بباله فأي شيءٌ قال اتيعناهء فسألوا القوال عما خطر بباله فقال: إني كنت بارحة أمس عند أقوام يشربون فسكروا وتمايلوا كتمايل هؤلاءٍ المشايخ فخطر لي أنَّ هؤلاء كأولئك فلم يتم خاطري حتى قام هذا الصبي وخسف الدف فعند ذلك نهض المشايخ إلى سيدي أحمد وقبّلوا يده واعتذروا إليه رضي الله عنهُ ونفعنا بهم آمين. وقد ذكر أمثال ذلك في كتب القوم ل ا 6 الواسطي في كتابه ترياق المحبين أن مما أكرم الله بهِ هذا الغوث أنهُ كان مرَّةٌ 00 بين الصبيان فى حال صغره فمرٌ به جماعة من الفقراء العارفين فلما رأؤوه واققًا وقموا وجعلوا ينشروة إليه-مباغة ثم قال أحدهم :+ لآ الله إلا محمد رسيؤل الله ظهرت هذه الشتيجرة المباركة» فقال الثاني عن قليل تُفرع» فقال الثالث: عن قليل يشمل ظِلُّها ويعم نفعهاء فقال الرابع: عن قليلٍ يكثر ثمرها ويشرق قمرهاء فقال الخامس: عن قليلٍ يرى الناس منها العجب ويكثر نحوها الطلب؛ فقال السادس: عن قليل يعلو شأنها ويظهر برهانهاء فقال السابع: كم يغلق لها باب وكم يظهر لها أصحاب» والسيد أحمد رضي الله تعالى عنهُ يسمع كلامهم ولا يدري لمن يشيرون ثم انصرفوا وهم متحيرونء وقال الإمام الهمام قاسم بن الحاج قدس س سره في كتابه أ البراهين: إن الشيخ منصور البطايحي الرباني زضين اضوع لما أخدية الثيرة خالة اطلاقه عد مقاء ‏ نيذنا. اليد أجهد الكبير رفي الل رق من العُلا: أي منصور تأدب هذا السيد أحمد حبيبنا نظهره على غوامض الباب الثاني في كيفية ولادته ونشأته يفن غيوبناء أي منصور هذا السيد أحمد نائب الدولة المحمدية وعروس المملكة المصطفوية وهو شيخ جميع الأمة الأحمدية وشيخك فقل: نعمء قلت: نعم فقال: نحن نتصرف بملكنا كما نشاءً فقلت: نعم نعم ثم إني حملت الغاشية بين يديه وأخذت العهد على يديه فأنا شيخهٌ بالخرقة وهو شيخي بالخُلّق والخلقة؛ وقد تقدم ذكر هذه القصة مفصلاً. وقال صاحب أم البراهين نفعنا الله بو: كان سيدي الشيخ منصور قدس الله روحه ذات يوم جالسًا والفقراء حولة وهو يحدثهم ويرغبهم بمواهب الله وإذا بهِ قد نهض قائمًا على قدميه وصاح بأعلى صويّه وأشار بيده إلى جهة الأرض ووقع مغشيًا عليهء فبقي ما شاء الله فلما أفاق لزمة الفقراءُ وأقسموا عليه بالعزيز سبحانةٌ وسألوه أن يخبرهم ما سبيب صُراخه وقيامه ونداه فقال لهم: سألتموني عن أمر عظيم» اعلموا أن الله تعالى قد ألحق بالشيخ الكبير السيد أحمد ابن ابن خالي مشارق الأرض ومغاربها من أربع جهاتها وإن الأمر يصير إليه وحكم الخلق كلهم بيديه؛ ويكون هو الشيخ المعرل عليهء قال: فلما سمعوا كلام الشيخ رفعوا قدره دونهم. وقيل عنهُ مرة أخرى قدس الله روحه: إنهُ كان في بعض الأيام جالسًا وقدامة شيءٌ من الطعام والفقراءً حولة فلم نشعر بهِ حتى رمى الطعام من يده ونهض على قدميه وصاح ونادى بأعلى صوته: بسم الله بسم الله هلموا هلموا ثم إنهُ جلس وهو يرتعد وقد تغيّر لونهُ فقال لهُ الفقراءُ: يا سيدي أخبرنا ما هذا الذي قد جرى في هذه الساعة وما سبب ذلك النداء؟ فقال: اعلموا أن الله تعالى قد أبرم الأمر للشيخ الكبير السيد أحمد بن أبي الحسن الرفاعي وأحكمة» وقد ناداني العزيز سبحانة وتعالى قم فننادي في الخلق من أهل المغرب والمشرق» فقمت مبادرًا وأعلنت موافقًا لأمر السماء. ثم نهض جماعة منهم وأتوا إلى دار الشيخ منصور ودخلوا على زوجتهِ ولم يعلموا تأويل حجته وحقيقة إشارته وأخبروها بالحديث وما قالهُ الشيخ ففرحت بذلك وقالت: أحمد ولدي هو الذي نودي له قال: فبينما هي كذلك وإذا بالشيخ قد دخل عليهاء فلما رأتهُ نهضت إليه وقبّلت يديه وسألتة عن صحة الحديث,. فقال لها: يا مباركة ليس الأمر كما خطر لك ولا هو أحمد ابني إنما هو السيد أحمد ابن ابن خالي» قال: فلما سمعت كلامةٌ بكت وقالت: سيدي تأخذ خيرك وتسلمة لغيرك تكون أنت الشيخ وابنك من بعدك تبعد ولدك وتقدم ابن خالك! فقال لها: يا مباركة أنت تريدين لمحبوبك والحق يريد لمحبوبهِ #قل اللهمٌّ مالك الملك تؤتي الملك من تشاءًٌ وتنزع الملك ممن تشاء [آل عمران: 8؟] الإرادة إرادتة أي مباركة قلت: أحمد ابنيء» قال العزيز سبحانه: أحمد ابن أبي الحسن. فكرّرتٌُ القول مرارًا فتُوديت يا منصور إن أنت رضيت وإلا خلعتٌ هذا الأمر منك وجعلتة في شؤونه ولا أبالي» وأجعلك وذريتك خدمًا لهُ وكأن شؤونهُ قد جمعت فيه جميع البدع والعاهات. كان أعمى أخرس أطرش رمنًا أقرع لهُ حدبة وله قروح لا يستطاع النظر إليه» أي مباركة م الباب الثاني في كيفية ولادته ونشأته فرأيتٌ أن الأمر أمر الله تعالى لا يرد وقدرتةُ العالية وأحكامة النافذة لا تعاند» فشددت وسطى وحملت غاشيته ومشيت قدامة وناديت يسم الله يسم اللهء قال: فلما سمعت زوجتة هذا الكلام أمسكت . وقال في أم البراهين أيضًا حكى لنا الشيخ يعقوب أن زوجة سيدي الشيخ منصور قدس الله روحه قالت: رأيت يقظة لا منامًا كأن شجرة زيتون خرجت من ركن داري الأيمن فأظلّت عليها واستطالت أغصائها حتى بلغت المشرق والمغرب» فلما رأت ذلك أبهرها فأخبرت سيدي الشيخ منصور قدس الله روحه بما رأت فقال لها: رأيت؟ قالت: نعم رأيتة يقظةً» فقال: أحسن الولد النجيب أحمد قالت له: أحمد ولدي؟ قال: لا ولكن أحمد ابن ابن خالي قد نودي له بالقدمة وأمر لهُ الناس بالخدمة» وقد جعلة الله ظلاً يستظل به جميع الخلق حتى أن ظلهُ على داري» وروى الشيخ مقدام الحدادي رضي الله عنهُ عن الشيخ مروان أحد أصحاب سيدي الشيخ منصور البطايحي الرباني رضي الله عنهُ أنهُ قال: كنت أنا وسيدي الشيخ منصور قدس الله روحة يومًا من الأيام قد خرجنا إلى الصحراء فانتهينا إلى هذا الكلام في المكان» فقال لي: أي مروان افرش وزرتك حتى أنام هاهنا على هذا الخد ساعة لعلي استريح» قال: ففرشت لهُ وزرتي وجلست فأخذت قدمه أكبسها فإذا به يتأوّه ويتأنن أنين القتيل فراعنى ذلك فقلت لهُ: أي سيدي ما الخبر أرالهنتتاوه وتسانق؟ فقال لئى* أي مروان .رأيت فى هذ» النناغةة سبيت الولاية: قدا نزك تمن السماء فخشيت أن يسلم إلى عثمان البطايحي الربي فسلم إلى السيد أحمد» فلما سمعتّه يقول: إلى أحمدء قلت: ولده أحمد لأننا لا نعرف شيحًا غيره» فالتفت إلىّ سريعًا وقال لي: أي مروان ليس هو كما خطر لك إنما هو السيد أحمد ابن ابن خالي فحردت”) منة وصعب علي وقلت: لم لا يكون أحمد ابنك؟ فقال: أي مروان لا تحرد سيف الولاية لا يحملهُ من ينام ويتلذذ بطعام ولا بشراب وأحمد ابني كذلك لا طاقة لهُ على العناءء أي أخي مروان السيد أحمد ابن ابن خالي وزنته بملكوت السملوات والأرض فما اتزن معي ولا انّزنِ مع أحد من بعدي ولا يعرفهُ أحد من خلق الله تعالى. وكفى شهادة الشيخ منصور لهُ شهادة مع علوٌ قدره ومرتبتهِ وإجلاله وكرامته» وسئل الشيخ الولي الكبير إبراهيم الهوازي رضي الله عنهُ عن سيدي الشيخ الكبير السيد أحمد الرفاعي رضي الله عنة وعن حاله ووصولهِ وعن ما بلغ فقال للذين سألوه: لا أقدر أن أصف رجلا أقل ما فيه أنهُ صار لشعر بدنه أعينا ينظر بها شرفًا وغربًا ويمنة ويسرةٌء أي سادة السيد أحمد رجل صيّر نفسه كلها آدابًا فجعل لكل عضو أدبا ولكل وقت أدبًا ولكل مقام أدبّاء ومن أقواله . الحرد هو الغيظ والغضب (لسان العرب: مادة خرّة)‎ )١( الباب الثاني في كيفية ولادته ونشأته أ وأفعاله وأحكامه وأوقاته وسكونه وحركاته أدب يعرفة الصادقون والكاذبون والمدعيون والمحققون. لهم عليه دلائل واضحة وأمارات لائحة من طهارة قلبهِ ومرقاة أسراره وصفاء أكداره ووفاءء عهده وصدق موعوده وحفظ وقتهِ وقِلّة التفاته إلى العوارض واستواء السر والعلانية واستواء الخير والشر عنده. ولما أراد الله إظهاره في أم عبيدة في القرية السعيدة استمر سنة يعمل فيها الجمع والمحيا ويُقري الضيف والوارد ويرد الله على يديه الشاردء ثم بعد ذلك مرض سيدي الشيخ منصور قدس الله سره مرض الوفاة فطال مرضة وأيقن أصحابة وخواصّة من أهل الكشف والعيان في بعض المواضع خُلُوَهُ فجعلوا كلامه في ذكر حالهٍ ومقامه وما شهد له بو الشيخ منصور قدس الله روحهء وكانوا لصلاح أحوالهم وصفاء قلوبهم لا يكتمون أحوالهم لما عندهم من سلامة الصدورء يقولون مُن يكون بعد سيدي الشيخ منصور وكلٌ تنهه يقول آنا أكون الشيق ٠‏ وكان ين اكير اديه آغير لااليسا بك.وعو متكوس الرا على ركبته لا ينطق بحرف» فلما طال بينهم الجدال وكثر المقال رفع رأسة ذلك الفقير وقال لقد قلتم فأكثرتم وها أنا مخبركم بمن يكون بعد الشيخ» فقالوا: هات فأخبرنا إن كان عندك خبر أو علمء فقال لهم: بعده الشيخ الكبير السيد أحمد الرفاعي المقري؛ وكان أصحاب الشيخ منصور يسمونة شويصهء قال لهم: نعم» قال: فضحكوا عليه وقالوا لهُ: نريد الدليل على صحة قولك. فقال لهم: بيني وبيتكم هذا الجبهذ يعني به الشيخ منصورء فقالوا: نريد منك الدليل حتى نرجع إلى الشيخ منصورء فقال لهم: ما قلت لكم هذا القول حتى درت جميع المواضع والمقامات في الأرض والسملوات فلم أرَ عكوف الطير ونزول النوال إلا على أم عبيدة فعلمت أن الأمر قد سلم إليه وزمام الملك بيديه؛ ثم قال: إنهم بعد ذلك نهضوا وأسرعوا إلى الشيخ منصور قدس الله روحه فدخلوا إليه وسلموا عليه وجلسوا حولهُ وهو مغشي عليهء فلما أفاق حدّئوه بما جرى بينهم فقال لهم الشيخ منصور قدس الله روحه: أي شيءٍ قال لكم الفقير ابن مريم؟ فقالوا لهُ: قال لنا عن السيد أحمد المقري شويصه»ء فقال لهم: القول ما قالهُ ابن مريم فاعرفوه» فقالوا له: يا سيدي نريد الدليل فعند ذلك أخبرهم بالذي قالة ابن مريم من انعطاف الطير ونزول النوال ويكفي شاهدًا هذه الأحوال. وذكر صاحب أم البراهين حاكيًا عن الشيخ يعقوب بن كراز رضي الله عن أنه قال لما أراد الله تعالى أن يظهره ويبيّْن فضله ناداه يومًا من الأيام سيدي الشيخ منصور قبل موته وقال لهُ: أي أحمد قد نودي لك إلى بلد النبط وأشار بيده إلى أم عبيدة فقم واخرج إلى السفر وزيارة الإخوان فقد نودي لك بذلك وأجابك الناس حتى الذر في ظهور الرجال» ثم إن الشيخ توفي إلى رحمة الله ولحق بربه. فخرج الناس من عنده فوجدوا سيدي الشيخ الكبير السيد أحمد الرفاعي رضي الله عنهُ ملقّى على الأرض 4 الباب الثاني في كيفية ولادته ونشأته وقد ألصق خدَّه تحت عتبة الباب وهو يمرغ ده على التراب والناس مزدحمون عليه وقد داسوا عليه لشدة ازدحامهم وقد كادت نفسة الشريفة تزهق مما أصابة من فراق الشيخ منصور قدس الله روحهء وإنما ذلك لما فاته من أوقاتّه وبركاتهء قال: فجاءً أحمد ابن الشيخ منصور فوجده على هذه الحالة وخده ملصوقًا بالعتبة ملقّى على التراب تدوسة أقدام الناس» قال: فأقامة ونفضة من التراب ومسح وجهة وقال: يا سيدي ما تريد ما بقي لك حاجة إلى أحد والبيعة قد حصلت لك فأنت المشار إليه: فقال لهُ سيدي الشيخ الكبير السيد أحمد رضي الله عنهُ: أي سيدي إن أنا صلحت كنت مملوكا. وقال في أُم البراهين أيضًا حكى لنا السيد السعيد الشهيد علي بن عثمان قدس الله روحه أنهُ لما ظهر فضل سيدي الشيخ الكبير السيد أحمد الرفاعي رضي الله عنهُ وفاح طيبهُ كان يتردد إلى أبواب الصالحين ويتبرّك بهم ويتواضع لهم ويذكر فضلهم ويظهر ذكرهم ويعظم شأنهم» وكان يكثر التردد إلى زيارة سيدي عبد الملك الخرنوبي قدس الله روحهء وكان وزوز في كل من مره قإذا بضني وكرة من اوأراد الخروج من عنده يسألة الدعاء والوصية» فلما كان في بعض السنين سألهُ الوصية بعد ما قضى وطره وأراد الخروج فقال لهُ: أي أحمد احفظ ما أقول لك. أي أحمد ملتفتٌ لا يصل ومتسللٌ لا يلح وتن الا يعركنين تعب التفضان فل ولق كيان قال: ثم رجع من عنده وبقي سنة يرددها على نفسه. وقال: ما خطر له خاطر إلا ذكرهاء ثم إِنهُ زاره في السنة الأخرى رآقاة ادها الات تي د عد وراد الاتروج يحرج تنلدة لقال لك أي سيدي أوصني» فقال لهُ: أي أحمد ما أقبح العلّة بالأطباء والجهل من الألِبّاء''؟ والجفاء من الأحباءء قال: فخرجت من عنده وودعته وبقيت سنة أرددها على نفسي». فلما كان في السنة الثالثة زرتة وأقمت عنده الذي قسم الله تعالى وأردت الخروج من عنده فقلت لهُ: أي سيدي أوصني» فقال لي: أي أحمد لا ترجع تزورني ولا تجىء إليّ فما بقي لك حاجة ولا إلى غيري ولا إلى أحد من خلق الله تعالى» رذذه نكف انط فى كيلوني لك العو ا تبقي ول كذرء:.زميتها على النخلق فلم يفلت متها صغير ولا كبير حتى الذي في ظهور الرجال؛ وقد بقيت وحدك وكلٌ يأخذ شبكتة ويصعد من جميع المشايخ ويبقى الصيد لك وعليك إلى يوم القيامة؛ ثم إنه بايعني على المشيخة وشرط أن لا أرجع أزوره إلا بعد وفاته» وذكر صاحب الترياق رذني الله عنهُ راويًا عن الشيخ الجليل العارف ذي الأسرار والمعارف السيد الكبير البعيد الصيت الشهير ذي المقام العلي والكشف الجلي القطب الرباني سيدنا الشيخ عبد القادر الجيلاني رضي الله تعالى عنة أنه أثنى على السيد أحمد غ2 الألباء : جمع بيت وهو العاقل . الباب الثاني في كليفية ولادته ونشأته .4 الرفاعي ثناة حسنًا ثم قال: أي فقير هذا رجلٌ لا يعرفة أحد ولا يصل إلى وصفهِ واصف. لأنَّ كل الرجال تعرف أحوالهم ومقاماتهم وهذا رجل لا يعرف ولا يوصف لأنه متمسك بأخلاق رسول الله يَكِيةٍ وأقواله وأفعاله فلذلك كان الله لهُ باطئًا وظاهرًا وهو حظة ونصيبهُ. وذكر سيدنا أحمد بن جلال في كتابه جلاء الصدأ أن بعضهم رأى النبي يَكِيهِ في المنام مثنيًا على السيد أحمد الكبير رضي الله عنهُ قائلاً في شأنه: كان أحمد ابن الرفاعي عروس المملكة علمًا به يقتدي الخلائق فيهتدون ويصلون إلى الله تعالى» سيرتةٌ فنا الفناء بالله تعالىء وكان يربى بحالهٍ أكثر مما يربى بمقاله» وذكر صاحب شفاءٍ الأسقام في سيرة غوث الأنام مولانا العالم المحدث الفاضل الولي العارف بالله إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الكازروني قدس سره أن بعض أولياء العصر رأى النبي يييْةِ في المنام فسألهُ عن السيد أحمد الرفاعي رضي الله عنهُ فقال عليه الصلاة والسلام: نفاذ حكمته في أقطار الأمصار كنفاذ حكم الملوك والخلفاء وإن هو يُرسِل خليفة إلى جانب فهو حاكم نفوس أهل ذلك الموضع وأموالهم وأولادهم. وذكر صاحب جلاء الصدا أن بعضهم رأى النبي يِةٍ وهو يثني على السيد أحمد الكبير ويقول: كان السيد أحمد الرفاعي بن أبي الحسن عَلَّمُ الحقيقة. وذكر الشيخ أبو بكر العدني قدس الله سره في كتابه النجم الساعي أن الشيخ زيد بن عبد الله الغيداقي قدس سره سأل سُلطَان الأنبياء عليه وعليهم أفضل الصلاة والسلام في المنام: من أعلى المشايخ ومن أي قوم هو؟ فقال عليه السلام: يا زيد من أقربائك اسمهُ أحمد الرفاعي» وذكر العدني في كتابه المذكور أن القطب الرباني سيدنا الشيخ عبد القادر الجيلاني قدس سره العزيز قال: إن جميع الأولياء تشهد أن السيد الكبير أحمد الرفاعي غالب أوقاته دائر في العالم العلوي ووجوده في العالم السفلي كنايةٌ عن النوع لأنهُ دائم السكر من خمر محبة الحقٌ متوجه إلى عالم العلو والفناء المطلق. وذكر الشيخ أحمد الزاهد الكبير ابن الشيخ الأعظم منصور الرباني البطايحي رضي الله عنهُ جماعة من الأولياء فلما انتهى إلى ذكر السيد أحمد الرفاعي قال: كان صاحب أسرار خارقةٍ ومواجد وأحوال ملازمًا قراءة القرآن غليت عليه محبة الله مُحِبُوه ومريدوه كلهم مرادون من جانب الحق تعالى؛ وإذا حضر واحد منهم مجلسًا سلب قلوب أهله وجلب محبتهم إليه بإذن الله تعالى» وقد شرّفة يَلِةِ بأن أعطاه أسماء متعددة تدل على شرفه الزائد بين الأولياء منها: السيد أحمد الرقاعي وسلطان العارفين وسيد المشايخ وصلاح الدين ومحيبي الدين وأحمد الكبير وأبو صالح وأبو الصما. وهو قدس سره من بني هاشم فقراؤه ومريدوه وموازيئهم في طريق الفقر أرجح موازين الفقراء وأهل الأحوال» ولا تنقطع فقراؤٌه ولا مريدوه إلى يوم القيامة بإذن الله تعالى لأن عليه نظرًا :1 الباب الثاني في كيفية ولادته ونشأته خاصًا من جده سيد المرسلين عليه أفضل الصلاة والسلام وما وصل إلى هذه الرتبة إلا ببركته وَل فإنة فرع شجرته الزكية الطاهرة العلية رضي الله عنهُ وعن أولياء الله أجمعين وذكر صاحب جلاء الصدا أنهُ كان في ناحية ديدار رجل يقال له: مكي النجار وكان ذا خلق حسن وزهد وتعبدء يغيث الملهرف ويقري الضيف ويطعم الفقراء والواردين» وكان معاشة من كسب يده ولكن لم يكن لهُ شيخ»2 ونوى في نفسه أنه لا يتوب إلا على يد مَن يظهر لهُ بصيرةً ويطلعه على شيء من أمور الغيب» وكانت لهُ زوجة سيّْئةٌ الخلق تؤذيه كثيرًا ويتحمل أذاها لله تعالى » وكان له مسجد على باب داره يشتغل فيه بصنئعته؛. وكانت لزوجته مطيةٌ قد ربّتها وكانت بها فرحانة وكانت لا تبيعها بعشرين دينارّاء فبينما الشيخ مكي: ناثم إذ رأى في منامه كأ قائلاً يقول له: أي مكي غدًا يجيء إليك ثلاثة أنفار من أصحاب الشيخ عبد الرحمئن الطسفونجي يريدون المطية ومعهم اثنا عشر دينارًا فخذها منهم فانتبه مرعويًا متحيّرًا لعدم اختياره فيهاء فتحوقل”'' وسبّحَ وبقي متفكرًا فغلبهُ النوم فأمر بذلك ثانية فانتبه وجلس متفكرًا حتى أصبح فصلَى الصبح وجلس مكانهُ حتى صلى الشكر والضحى وإذا بالفقراء قد دخلوا عليه وسلّمواء فأجلسهم وأحضر لهم طعامًا فلما أكلوا قالوا لهُ: نحن أصحاب الشيخ عبد الرحمئن الطسفونجي "وقد جئنا نطلب المطية للشيخ: فقال لهم: أهلاً وسهلاً هاتوا ما معكم. فأعطوه صرة فيها اثنا عشر دينارًا فباعهم المطية؟ قال: بعتها على أصحاب الشيخ عبد الرحمئن؛ فقالت لهُ: أين ثمنها؟ فقال لها: هذا هو. فأعطاها الصرّة فحلّتها فوجدت فيها اثني ءشر دينارّاء فقالت: أين الباقي؟ قال: بهذا بعتها فرمت الدنانير كل واحد في طريق وأخذت في شتمهٍ والكلام القبيح لهُ وهو ساكتٌ مشغول بذكر الله ربه. فلما طال عليهِ ذلك قال: اللهمّ إنك تعلم أني لا أقدر أن أحمل أكثر من هذاء فأسبغ الوضوء وأخذ لفافتة على كتفه كأنهُ يمشي إلى المسجد فأخذ الطريق حتى أوصلتة إلى قرية الطسفونجي فقال: هذا مكان الشيخ عبد الرحمئن وقد خوطيت فيه بالمنام ولأجله جرى علي الذي جرىء فأسبغ الوضوء ودخل عليه وسلّم والشيخ جالسل يَحِدّف أصحابةء فلمارآه طوى الكتاب وقال لأصحابه أي فقراء أصحاب الأحوال والمقامات الذين يريدون الوصول إلى الله تعالى ويردون من كلام امرأة فأين قوة عزمهم وأين صبرهم على المكاره وأين رضاهم بالمقسوم؟ قال مكي : فعلمت أن كلامة لي وقلت في نفسي هذه بصيرة واضحة وما بقي بعد هذا الكلام شيءء فكشفت رأسي وقبّلت يده وقلت: أي سيدي خذ العهد علي وتوبني» فأخذ بيدي وأمسكها ساعة )١(‏ أي قال: لا حول ولا قوة إلا بالله. الباب الثاني في كيفية ولادته ونشأنه وف ولم يتكلم بشيء ثم تركهاء فقال الفقراء: أخبرنا بحاله أعطاك يده لتتوبهُ وتأخذها ثم ترميها بغير مناها فأبى» فأقسموا بالله تعالى عليه فقال: إذا كان ولا بد فاعلموا أني لما أخذت يده وأردت أن أتوبه رأيت رسول الله وه وهو جالس عن يميني فقال: أي عبد الرحمان دعهُ فليس هو من أصحابك» هذا من أصحاب السيد أحمد الرفاعي بن أبي الحسن بأم عبيدة: أي عبد الرحملن يد تمتد إلى ما لا تنال تقصر فتركتهاء قال الشيخ مكي : وكان أول ظهور السيد أحمد الرفاعي. وقد نشرت أعلامة ولاحت أنواره وفاح طيبه وقد تعطرت برائحته المشارق والمغارب فاشتقت إليه وفقدت صبري عليه» فاستأذنت الشيخ في التوجه إليه فقال: أي ولدي إذا وصلت إلى السيد أحمد الرفاعي قبّل يده عني عني وسلّم عليه واسأله الدعاء» فأخذت الطريق حتى وصلت إلى أم عبيدة وأتيت الرواق فوجدت السيد أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عنهُ جالسًا يتحدّث مع أصحابه فسلّمت عليه؛ فلما رآني السيد أحمد الرفاعي طوى الكتاب وقال: أهلاً وسهلاً بهدية سيدي رسول الله يِه كيف هو سيدي الشيخ المحتشم عبد الرحمئن رضوان الله تعالى عليه؟ قال الشيخ مكي : فلما سمعت كلامة كادت روحي أن تذوب وغبت عن نفسي» فنكست رأسي وقلت: أي سيدي آخذ العهد عليك» فقال: أي أخي مكي عليك عهد الله لا تعاهد إلا على يد من يظهر لك بصيرة وسيدي الشيخ المكرم عبد الرحمان أظهر لك بصيرةٌ وحدّثك بخاطرك فلم لا تتوب على يده؟ فقلت: أي سيدي لا شك بعد يقين امدد يدك فآخذ عليك العهدء فمدٌ يده وتوبني وأعطاني العهد ثم قال لي: كيف هو سيدي عبد الرحملن؟ فقلت: يسلم عليك ويسألك الدعاء» فقال: أي فقير حدّث إخوتك بالذي جرى لك مع الشيخ عبد الرحمئن» فقصصت القصة عليهم» فقال السيد أحمد الرفاعي رضي الله عنهُ: صدق سيدي عبد الرحمئن» أي سادة ما كان الأمر على ما قال» إنما قال كه لهُ: يد تمتد إلى ما لا تئال تقطع فاستحى سيدي عبد الرحمئن أن يقول ذلك تجزاء” الله عنا الخير فإن قال قائل أو اعترض معترض على سيدي عبد الرحمئن حيث قال: يد تمتد إلى ما لا تنال تقصر وقد قال يَقِيِْ تقطع فيكون قد كذب عليه يله في ذلك» فنقول: حاشاه ثم حاشاه أن يصدر عنه أمثال ذلك بل نقول: نقل قولة ككِْةٍ بمعناف فإن كل يدٍ تنقطع فلا بد أن تقصر والمراد من القطع القص.. وقد جوز ذلك المحدثون أي نقل الحديث بمعنا ناه . وذكر السيد العارف بالله الشيخ أبو بكر العيدروس العدني في كتابهٍ النجم الساعي أن سيدي أحمد بن زنكي يقول: إن سيدنا السيد أحمد الرفاعي كان أحسن أهل زمانه طفلاً ويافعًا وكهلاً وشيخًا وما كان يجلس حال طفوليته مع أحد من الناس سوى الفقيه أبي الليث الحرّاني رضي الله عنهُ» وكان كلما كبر يلتحق بالمعروفين بين الناس بالصلاح 4 الباب الثاني في كيفية ولادته وتشأته والتقوى وقد تولى أمر تربيته الشيخ علي القارىء الواسطي وسلكة الطريق وأخد عليه العهد الوثيق وتلقى عنده علوم الشرع وانكشفت لهُ بإذن الله أيامّ صحيته علوم الحقائق والدقائق والظاهر والباطن». وكان سيدي علي الواسطي القارىء هذا شيخ العلماء وأهل الخرقة في البطيحة وواسطء وكان القوم في عصره يذكرونة بمنزلة المساواة مع سيدي منصور الرباني خال سيدنا أحمدء وكان سيدي منصور هذا في زماله شيخ شيوخ جميع عصره وبصحبته تخرج سيدي أحمد الرفاعي رضي الله عنهُ وشرب كأسهُ وتربى بتربيته ولبس خرقتة وحَلّفَهُ في مشيخة الشيوخ: ولما أراد الشيخ منصور أن يجعل سيدنا السيد أحمد قائمًا مقامهُ في مشيخة الشيوخ والسجادة فقالت زوجته وولداه وبعض محبيه: إن ميراث الأب لا يكون إلا للابن ولا يكون لابن الأخت» فقال لهم الشيخ: إني رأيت شيئًا وإن شئتم أ لكمء فقالوا لهُ: ره لناء فجمع الشيخ منصور أولاده وأحبابة وأحضر سيدي أحمد معهُ وأعطى الشيخ لكل واحدٍ من ولديه سكيئًا ودجاجة وأعطى لسيدي أحمد كذلك سكيئًا ودجاجةً وقال: كل منكم يذهب بدجاجته وسكينه إلى محلّ خالٍ ما فيه أحد ويذبح دجاجتة فيه ويأتيني بها مذبوحة فراح كل واحدٍ منهم إلى جبلٍ وذبح دجاجتهُ وجاء بها مذبوحة إلا سيدي أحمد فجاء بدجاجته حيةً فلما رآه الشيخ منصور ودجاجتة غير مذبوحة»ء قال: أي أحمد لأي شيء جثت بها بلا ذبح؟ فقال: أي سيدي شرطتم علي خلوٌ المكان وكل موضع ذهبت إليهِ رأيتةُ مشغولا بالله تعالى وهوحاضر ناظر وما رأيت مكانًا خاليًا قط. فلذلك ما ذيحتهاء فقال سيدنا منصور رضي الله تعالى عنهٌ: أنتم تريدون لمحبوبيكم والله يريد لمحبوبهء ثم ألحُوا عليه مرةٌ أخرى فأعطى رضي الله عنهُ مناجل من حديد وزنابيل وقال لهم: اذهبوا وهاتوا إلىّ نجيلاً من حشيش الغيط فراح كل من أولاد الشيخ وحصد جملا وجاء به إلا سيدي أحمد فإنةُ جاء خاليّاء فقال لهُ سيدي منصور: لأي شيءٍ جئت خاليًا أي أحمد؟ فقال: أي سيدي إني كلما أمسكت الحشيش أجده يذكر الله تعالى فما حصدتة حرمة لتسبيحه الله. فقال الشيخ منصور: أما ظهر لكم أن عناية الحق مع سيدي أحمد؟ فقالوا كلهم: بلى. فقال لهم: والله وجهوا وجهة العيودية إلى محبته وأظهروا الخدمة والملازمة في فناء عتبته فإنهُ سيشيع اسمهٌ ورسمة في آفاق الدنيا ويظهر أمرهُ في الأرض والسماء وأقامه مكانة فمن ذلك اليوم شاعت أخباره في العالم وفشت أسرار مخاردة بين بني آدم وسار الناس إليهِ من البلاد والأقطار ومدَّتهم بنظرتهٍ السعيدة السعادة وحفّتهم ببركة إمداداته السيادة» رضي أنه عنه وعنهم أجمعين . وذكر سيدنا الشيخ عبد الوهاب الشعراني في مئنه ما نصهُ: سأل جماعة الشيخ أبا المنذر المهتدارجي رضي الله تعالى عنهُ عن سيدي أحمد بن الرفاعي فقال: لا الباب الثاني في كيفية ولادته ونشأته 1 أقدر أن أشرح لكم حالهٌ فقالوا لهُ: لا بد أن تخبرنا بشيءٍ من أحواله» فقال: ماذا أقول في رجل ما اعترف قط لنفسهٍ يمقام ولا قدر ولا خطر لهُ غير ربه ولا رضي لنفسه التنعم بشيء من الدنيا في يوم من الأيامء وكلما ازداد قدرًا ومقامًا عند الله تراه يزداد ذلاً ومسكنة لله وللخلق. وكان الأشياخ يقولون: أعظم الأولياء في عصرنا هذا قدرًا الشيخ أحمد بن الرفاعي في البطيحة وأبو محمد بن عبد الله بالبصرة» قيل لهم: فأي الرجلين أعلى؟ قالوا: أحمد بن الرفاعي كان قطب الأقطاب في الأرض» ثم انتقل إلى قطبية السملوات ثم صارت السمئوات السبع في رجله كالخلخال حتى سلك بكثرة ذل نفسهٍ طريقًا لم يسلكها غيرهء ثم لا علم لنا بعد ذلك لماذا وصل. انتهى. وذكر صاحب أم البراهين رضي الله عنه أن سيدي السيد عبد الرحيم بن عثمان رضي الله عنهما قال: كان سيدي الشيخ الكبير السيد أحمد الرفاعي تجري عليه الأمور الغيبية والأسرار الربانية فى كل ساعة ولحظة فتارةٌ تراه خائمًا وتارةً تراه تعرفه وتارةٌ تراه لا تعرفهء وكم مرةٌ كن يتغل علينا الرباط لا نعرفة وتارةً يدخل الرباط لا يسعنا معه المقام فلا تقابلهُ» وكان إذا غلب عليه الأحوال يقول: أي عبد الرحيم أدركني أي عبد الرحيم حدثني بحديث بيتكم ومواشيكم وصحراتكم وزرعكم وثيابكم وأحوالكم فأخلائة بذلك وأحضر لهُ شيئًا من الدنيا وأعرفة أحوال البقر والغنم والغلة وأجاريه بأحاديث الدنيا وأهلها فإذا سمع ذلك سكن روعة ورجع لونهُ وانفسح وجههُ وأنشد شعرًا: رَوُحني عائدي فقلت له ألا تزدني على الذي أجدُ أما ترى النار كلما خمدت عند هبوب الرياح تتقدٌ وهذا تبعا و تشريمًا لهُ واقتداءً بالنبي يل حيث كان إذا ثقلت عليه أعباء النبوة ة من جانب الحضرة العزيزة وكشف له عن الأسرار الجليلة الخفية يقول: «أحمضونا وأتونا بشىء من الباطل أو الشعراء قال فينشدونة الأشعار ويحدّئونه بشىء من أمور الدنيا فَيسَرَى عن ذلك مكراءة اه ونافنة علد ش وذكر فن أم البراهين :آيمنا.مةائسة: اخيرنا:نه :ماسب الكرفين .وذكي: الطزقين وإمام البيتين ووارث الخلافتين السبط المعظم والسيد المحتشم الواضح الهدى والمزيح الأذى العالي المنصب سيدي إبراهيم الأعزب قدس الله روحهُ ونوّر ضريحة قال: كنت ذات يوم واتقًا على باب الرباط أنتظر الشيخ الكبير العالم النحرير السيد الجليل الكامل الجميل السيد أحمد الرفاعي رضي الله عنهُ فلم ألبث وقد قدم وناداني من خلفي أي إبراهيم فالتفتٌ فرأيتة فقلت لهُ: لبيك أي سيدي ثم أتيتهُ فقبلت يده 4 الباب الثاني في كيفية ولادته ونشأته المباركة ودخلت قدامة الرباط فرأى في ذيل قميصي خرقًا فقال: أي إبراهيم خَيْط هذا الخرق الذي في قميصك ولا تجعل للشيطان عليك سبيلاًء قال: فقلت لهُ: أي سيدي ما لي خيط ولا إبرة قال: فأشار إلى بعض الفقراء المخاصين فأخذ منهُ إبرةً وخيطًا قال: فأتيتهُ ولزمتهُ منهُ وقلت لهُ أي سيدي إن كنت تخيط فخيط لي سرّي وتمم لي أمرى وأصلح لي قلبي» قال: فلما سمع قولي شمّر ذيلي بيده وأطرق ساعة ورفع رأسة وتنفس ثم قال: قضيت الحاجة أي إبراهيم أي ترجمان الحكمة ما قصرت بقولك لي أيش يعوذك, ثم إنهُ ضمني إليه وقبّلني فأخذني عليه شبه القلق والهيمان حتى كنت لم أجد عنهُ صبر ساعة واحدةٍ فصرت ملازمة ليلاً ونهارًا فى حضره وخلوته معهٌ ومضى ذلك زمانًا فلما كان في بعض الأيام أتيتهُ على جاري العادة المعروفة أطلبهٌ في مكانة فلم أجده فصعدت السطح فلم أجده فأخذني شبه الجنون والحرص في طلبهِ فخرجت أطوف في طلبهِ عليه المواضع فلم أجدهء قال: فضاق صدري لذلك نأتيت الرواق فلم أجده ووجدت الرواق خاليًا من الفقراء فطفتة وإذا أنا بهِ رضي الله عنه قائمًا في بعض زوايا الرواق وهو يشير بيده المباركة نحو المشرق مرة ونحو المغرب مره ونحو السهل مرّةٌ ونحو الجبل مرّةٌ حتى أشار إلى أربع جهات الأرض وهو يقول: تعالوا إلى أم عبيدة تعالوا إلى هذه البقعة المباركة بدارًا بدارًا كل شهر قوم وكل سئة قوم وكل وقتٍ قومء قال: وأتبع كلامة نعم نعمء ثم إلهٌُ سكت فلما رأيتُ على تلك الحالة انزويت عنهُ حتى فرغ وسكن ما عنده أتيته وقبّلت يده وقلت لهَ: أي يا سيدي أنا قد تعبت مما أدور عليك وما تركت مكانًا فلم أجدك فيه وقد وجدتك في الرواق ورأيتُ كذا وكذا ورأيتك تشير بيدك نحو جهات الأرض» فقال: أي إبراهيم رأيت؟ فقلت لهُ: نعم ورأيتك تقول في آخر الكلام: نعم نعمء فقال: ما كان إلا خير فقلت لهُ: أي سيدي أقسمت عليك بالعزيز سبحانة وتعالى أنْك تعرفني الذي قد جرىء فقال: أي إبراهيم قيل لي: قم فنادي أهل المشرق والمغرب والسهل والجبل إلى زيارة هذه البقعة السعيدة فقمت ممتثل الأوامر الربانية وناديت فأجابوني بقدرة الله تعالى وإرادته خلقٌ كثير لا تحملهم هذه البقعة يعني أم عبيدة فلما رأيت ذلك قلت لهم: رويدًا رويدًا قوم بعد قوم كل شهر قوم وكل سنة قوم وكل حين قومء قال: قلت لهُ: أي سيدي رأيتك تقول عقيب النداء: نعم نعم فقال لي: أي إبراهيم أطلعني الله جل جلالة على أرض قوم كلهم مشركين فأعرضت عليهم الإسلام فأسلموا وتوّبتهم وأردت الخروج من عندهم فألزموني وقالوا لي: نريد الصحبة معك غدًا في دار السلام فقلت لهم: نعم نعم» وروى عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله ييه «خير الأصحاب عند الله تعالى خيرهم 14 الباب الثاني في كيفية ولادته ونشأته إدريس قدس سره ممن تاب على يديه وقد كان بلغ من العمر مائة وثلائين سنةء قال اجتمعنا يومًا من الأيام مع جماعة من الفقراء حول سيدي الشيخ علي بن إدريس قدس سره فقلنا لهُ: حدّثئنا عن أعجب ما رأيتهُ في سياحتك. فقال لنا: أعجب ما جرى لي أنني انحدرت في بعض الكرّات إلى بلد البطيحة فوجدت فيه الشدائد والتعب العظيم لم أجد مثله أبدًا حتى كرهت نفسي وأنا مع ذلك لا أسأل أحذا ولا أركن إلى أحد ولا لي مستقر وبقيت كذلك أيامًا حتى انتهيت إلى أم عبيدة ودخلت إليهاء وقلت في نفسي: أريد الساعة خبرًا وتمرًا وشيرازًا فلم يتم خاطري حتى شمعت صونا من أعلى مني يقول: أي سيدي علي ارفع رأسك وخذ فرفعت رأسي فرأيت زجلاً نحيف الجسم وقد أخرج يده من كوّة البيت وفي يده كف خبز وتمر وشيراز كما خطر بسرّي وأرماها إليّ وقال لي: كل هذه حتى أنزل إليك قال: فأخذتها من وجلست مكاني على باب داره آكل فلم ينزل حتى فرغت من الأكل وشبعت» ثم إنه فتح الباب وقال لي: بسم الله ادخل» فدخلت فبدأني بالسلام فسلّمت عليه فرد بأحسن رد وأظهر لي السرور والبشر وقرّبني وحدّثني كأنةُ كان يعرفني من قديم الزمان» ثم إنهُ أخذ بيدي إلى موضع جلوسه وإذا تحتهُ قطعة بالية وجعل يأخذ بقلبي ويسألني عن حالي وسفري وجعل يحذئني بحديثٍ عجيب عرفتة كلهُ من أوله إلى آخره لم أنكر منهُ حرفًا واحدّاء ثم حدّئني بحديث آخر عرفت بعضه وأنكرت بعضةء ثم حدُئني بحديث آخر فلم أعرفه كله ولا علمت ما قال إلا كنت كأنني عجمي وهو عربي» ثم ودعتة وخرجت من عنده وأنا مشغول بما قال لي» قال: فلما سمعنا قولهٌ قلنا لهُ: أي سيدي أقسمنا عليك بالعزيز سبحانة وتعالى أن تخبرنا عن هذا الرجل والحديث الذي حدّثك به وعرفتة وعن الحديث الذي حدّئك به ولم تعرفة» فقال: نعم أما الشيخ الذي كلمني وأدخلني بيتهُ فهو سيدي الشيخ الكبير أحمد الرفاعي»: وأما الحديث الذي حدّثئني به وعرفتة كله فإنهُ عن نفسي وحالي وطريقي وما أنا عليه من مبدأ أمري إلى آخره فعرفتة ولم أنكرهء وأما الحديث الذي حدّئني به فعرفت بعضه وأنكرت بعضه فأحوال الخلق والذي هم عليه فمنهُ من عرفتهُ ومنهُ من لم أعرفة. وأما الحديث الذي حدّئني به فلم أعرفة ولم أعرف منة حرقًا واحدًا فمن نفسهٍ وحاله ومقامه وما هو عليه فهذا شىء ما عرفتة ولا وصلت إليه. ثم إنهُ رضي الله عنه أثنى على الشيخ الكبير السيد 8 الرفاعي رضي الله عنةُ الثناء الحسن وقال لنا: أي فقراء هذا رجل لا يعرف أحد ولا يصل إليه وصف واصافٍ لأنّ كل الرجال تعرف أحوالهم ومقاماتهم وهذا رجلى لا يعرف ولا يوصف لأنه متمسك بأخلاق رسول الله يَتتةٍ وأقواله وأفعاله فلذلك كان الله له باطنًا وظاهرًا وهو الباب الثاني في كيفية ولادته ونشأته :1 حظهُ ونصيبةُ كما قيل: أوحى الله تعالى إلى داود عليه السلام: يا داود قل لأوليائي ما ضرّكم ما فاتكم من الدنيا بعد أن كنت لكم حظا. وذكر في أم البراهين أيضًا ما حكاه لنا الشيخ أبو بكر الخطيب قدس سره قال: قدم بلدنا في بعض السنين رجلٌ يقال لهُ الأصهب من بلاد الشام» وكان كبير القدر عظيم الشأن وفي صحبتهِ خلق كثير من العرب» وكان رجلاً مبصرًا وكان الوقت معسرًا فاجتمعت به وخدمتة وأصحابة وبقي عندي أيامًا فقال: أي خطيب تقدر أن تجمع بيني وبين سيدي الشيخ الكبير السيد أحمد الرفاعي رضي الله عنهٌ في خلوةٍ إذا انحدرت معك إليهِ؟ فقلت لهُ: نعم فلما سمع كلامي نهض قائمًا على قدميهِ وقال لي: قم بنا ننحدر إليوء قال: فقمت معهٌ وانحدرنا إلى أم عبيدة ودخلنا على الشيخ الكبير السيد أحمد الرفاعي رضي الله عنهُ فوجدنا عنده الناس فأخبرتة فقال: سمعًا وطاعةً ثم إنهُ أخد بيد الرجل إلى بيت ماهان خادم الشيخ الكبير السيد أحمد الرفاعي رضي الله عنةُ» ثم جمعت بينهما خلوة فلما اجتمعنا وسلّم كل واحد منهما على صاحبه سلام المعرفة كما قال القائل : عَرُوفٌ بسري سرّها وبغربتي تَعَرْبْهَا والشكلٌ بالشكلٍ عارفٌ ” ثم إنهما تحدثا زمانًا طويلاً فلما أرادا أن يفترقا قال الأصهب: أي سيدي أهل السملوات وأهل الأرض متوقفون أن تسأل الله في حق الخلقء قال: فالتفت الشيخ الكبير السيد أحمد الرفاعي إليه وقال لهُ: أي مبارك لا يؤاخذك الباري لا تعلمني الغلطء الرجل يسأل من لا يعلم ويخبر مَن لا يدري ويفهم مَن لا يفهم؛ أي مبارك أليس هو مطلعًا على خلقه يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور؟ فقال له الأصهب: بلى أي سيديء فقال لهُ: أي مبارك أول ما يهلك حميد وذريتة أن يعارض الله فيما يصنع في مملكتهء ثم نهض من عند سيدي الشيخ الكبير السيد أحمد الرفاعي رضي الله عنهُ وخرج إلينا ووقع يخور بنفسه ويبكي ويقول: ما سمعنا ولا نسمع ولا رأينا ولا نرى أنه جاة رجلٌ أو يجيء مثل هذا الرجل» ثم إننا خرجنا وسرنا حتى بعدنا عن أم عبيدة بقليل فقال لي: أي خطيب خذ لي العهد من هذا الرجل حتى لا يفوتني» قال: فأخذت عليه العهد ثم قال لي: أي شيخ أبو بكر قلت: لبيك» قال: قل عني إن هذا آخر القوم شرابًا وأولهم قدمًا ثم سرنا حتى وصلنا إلى أصحابه فحدّثهم بما جرى لهُ مع سيدي الشيخ الكبير السيد أحمد الرفاعيء ثم أمرهم بزيارتهٍ والسلام عليه والتوبة على يدهء ثم إنهُ التفت إليّ وقال لي: أي شيخ أبا بكر اعلم أن هذا الرجل ختم الله به الولاية كما ختم بمحمدٍ ييه النبوّة» ثم إنهُ تنس نفسًا فقضى نحبهُ ولحق بربهِ في تلك الساعة رضوان الله عليه» ومثل هذا كثير ذكره + قلادة الجواهر/ م‎ ١ 06 الباب الثاني في كيفية ولادنه ونشأته الصوفية الكرام في طبقاتهم والأفاضل العظام في مكتوباتهم فلا حاجة للإطناب في هذا الباب فإن ما شهد لهُ به الأثمة الأخيار وبشّر بهو صدور الدين الأبرار شهدت له به أخلاقة الكريمة وقامت يتأييده واستقامته وهمته العظيمة» فر ضي الله عنه وعن أولياء الله أجمعين 0 الباب الثالث في ذكر أخلاقه الزكية وسيرته المرضية فليُعلم أن أشرف الخصائص خصيصة الاقتداء به عليه الصلاة والسلام وأعظم الأحوال ما طابق حالة السامي المقام» كيف لا وقد قال عليه الصلاة والسلام: احسن الخلق خلق الله الأعظم»”'' وقال عليه السلام: «حسن الخلق نصف الدين»”" وقال عليه السلام: «خياركم أحاسنكم أخلاقًال”" وقال أيضًا: «خير الناس أحسنهم خلقًاء”*' وقال عليه صلوات الله وسلامه: «خيركم إسلامًا أحاسنكم أخلاقًا» الحديث وقال: «الخلق الحسن يذيب الخطايا كما يذيب الماء الجليدء والخلق السوء يفسد العمل كما يقسد الخل العسل» وقال أيضًا: «الخلق الحسن لا ينزع إلا من ولد حيضة أو ولد زنية» ومما يؤيد هذا الحديث قولهُ عليه السلام: «خصلتان لا يجتمعان في مؤمن البخل وسوءٌ الخلق»”*2 والأحاديث الواردة في فضل حسن الخلق وذم سوءهٍ كثيرة جدًا ومنها يدرك مراتب الرجال وعلو قدمهم. وتفاوت المراتب كتفاوت الأخلاق وتلك قاعدة أيّدها الكتاب المبين وشيدها كلام سيد المرسلين فلذلك أحببت أن أدرج في هذا الكتاب المستطاب ما اتصف به سيدنا السيد أحمد الكبير الرفاعي رضي الله عنهُ من الحلم والإشفاق والتواضع وكرم الأخلاق وقد لخصت ذلك من كتب عديدة منها أم البراهين وجلاءٌ الصدا والمنن الشعرانية والطبقات المناوية والنجم الساعي والطبقات السبكية وغير ذلك؛ قال ابن جلال رضي الله عنهُ في كتابه جلاء الصدا ناقلاً عن صاحب الترياق قدس سره أنهُ قال: كان السيد أحمد الرفاعى رضي الله عنهُ هين المؤونة غني النفس حسن المعاشرة دائم الإطراق كثير الحلم كاتمًا للسر حافظا للعهد كثير الدعاء للمسلمين. هيئًا ليئًا يصل من قطعه ويعطي من منعه ويعفو عن من ظلمه ويحسن مجاورة من جاوره ويصفح عن سيئات الإخوان. ويطعم الجائع ويكسي العريان ويعود المريض برًا كان أو فاجرًا ويشيع الجنائز ويجالس الفقراء» ويرى الأكل مع المساكين ويرى الصبر على الإذاء ويبذل معروفة وينصح عدوه ويبدأ مَن لاقاه بالسلام» إن منع صبر رإن فتح الله عليه بشيء )١(‏ أخرجه المنذري في الترغيب والترهيب (/2507» باب الترغيب في الخلق الحسن وفضله. حديث رقم: 217 وأخرجه في كنز العمال (5/ *) باب الأخلاق. حديث رقم: 31410. (؟) أخرجه في كنز العمال عن أنس (7”/7) باب الأخلاق: حديث رقم: .0141١‏ وأخرجه الخطيب البغدادي في تاريخه عن أنس )١١/1(‏ باب العين» حديث رقم: ٠ا57.‏ () أخرجه ابن حبان فى صحيحه عن ابن عمر (؟7/5؟5١)‏ كتاب البر والاحسان؛ باب ذكر البيان بأن من خيار الناس مَنَ كان أحسن خلقاء حديث رقم: 287 وابن أبي شيبة في المصنف (014/8)» وأحمد في المسند 151/0). (5) أخرجه في كنز العمال عن ابن عمر (8/5)ء باب الأخلاقء حديث رقم: 0174. (5) الحديث أخرجه المنذري في الترغيب والترهيب عن أبي سعيد الخدري (7/ 2981 باب الترهيب من البخل والشح. حديث رقم 17 الباب الثالث في ذكر أخلاقه الزكية وسيرته المرضية ون آثر وإذا دعى ما يقول للداعي إلى أين ويكنس الرواق والمسجد بنفسهء ويظهر الفرح لفرح الناس والغم لغمهم ويحث على فعل الخيرات ويرشد إلى مكارم الأخلاق وإذا خاطب أحذًا يقول: أي سيدي كبيرًا كان المخاطب أو صغيرًاء وإذا عجب من شيء يتبسم ويكره القهقهة ويصلٌ ذوي الرحم ويقبل عذر المعتذر إليه وربما عذره قبل اعتذاره» خوقه أكثر من فرحه يفوح من نفسهٍ رائحة الكبد المحروق إذا مشى في الطريق لا يلتفت يميئًا وشمالاً ولا ينظر إلا موضع هدمهء يأخذ بأيدي العميان ويقودهم ويخفض جناحه لهم ويسألهم الدعاء ويتردد إلى أبواب المساكين ويحمل لهم الطعام ويعرفهم نفسة. ويخرج بالقربة على كتفهٍ ليلاً والناس نيام فيمليها ويحملها إلى بيوت الأرامل والمساكين ومن ليس له جلد ويقصد المرضى والمجدبين ويلزمهم ويتعاهدهم ويغسل ثيابهم ويحمل الطعام إليهم ويأكل معهم ويسألهم الدعاء لهُ وللناس وكان لليتيم كالب الشفيق وللأرامل كالزوج الأليف. إذا أراد أن يتكلم بكلمةٍ اعتبرها قبل أن يخرجها من فيّهِ فإن رأى فيها إصلاحًا تكلم بها وإلا ردّهاء وكان يشق عليه تضييع نفس من الأنفاس في غير طاعة الله تعالى ولا يفرّط في شيءٍ من وقتهِ ويقول: من اشتغل بما لا يعنيه فاته ما يغنيهِ وكان ينشد شعرًا: ياأيهاالمعدودأنفاسه يوشك يومًا أن يتم العدد وكان في كثير من أوقاته يتأسف ويقول: قد بقي القليل. وكان لا يرى الاشتغال بشيءٍ من الدنيا عند دخول وقت الصلاة. طلب مرة 520 فسمع الأذان فقال: حضر حق الحق وبطل حق النفسء» وكان يصفر لونهُ إذا وقف في الصلاة وإذا صلّى صلاة الصبح جلس مكانة حتى تطلع الشمس ويتركع موضعة الضحى والإشراق ودموعه غزيرة وأوجاعهُ كثيرة وبكائة طويل وفرحه قليل وكان ينشد شعرًا: والله لو علمت روحي بما علقت قامت على رأسها فضلاً عن القدم وكان إذا خلا أحيانًا وقف على رأسه ليلا كان أو نهارًا عرف ذلك مَن كان يصحيبة ويدخل عليه في خلوته يقرأ آبة الكرسي دبر كل صلاة وأكثر ما يقرأ فاتحة الكتاب في طرقاته ويحافظ على الوضوءٍ ويأمر باستدامته» وإذا مرّ بمسجد دخل وصلَى فيه حضرًا كان أو سفرّاء وإذا دخل منزلاً أودعه ركعتين لأدب شعاره وتواضع آثاره ومرّ يومًا بصغار يتخاصمون فخلّص بينهم ثم قال لواحد منهم: أي ولد ابن من أنت؟ فقال لهُ الطفل: أي شيءٍ مقصودك من هذا؟ فقال: صدقت أي ولدي جزاك الله الخير وجبرك كما أدبتني. ورأى يومًا زوجت الصالحة رابعة جعل الله الفردوس مأواها وبلّغها من أعلا الدرجات مناها تطحن بالرحا فجلس معها وساعدها في الطحن واشترى يومًا سمكة من السوق 5ه الباب الثالث في ذكر أخلاقه الزكية وسيرته المرضية فحملها بنفسهِ ولم يمكن أحدًا من حملهاء وكان إذا وجد شيئًا من الأذى في طريقه يزيلهُ بنفسهٍ ويرفعه بيدهء ثم يمضي ويغسل يديه منهُ ويقول لهُ الفقراءً في ذلك فيدعو لهم ويقول: هذا شرف يدي بشيء أعظم من هذه الجنة ولا يخفي على أحد ولا يحتقر ما أهدي إليه ولو كان حشفًاء ولا يقبض يده عن مَن أراد مصافحته ولا يمكن أحدًا من تقبيل يدهء ولا يدعو أحدًا يحمل معهء ولا يستخدم أحدًا من الفقراء في حاجته لنفسه ولا يتجاسر أن يلغو بين السنة والفرضء» ولا يجري ذكر الدنيا في مجلسه ولا يستدبر القبلة غالبًا احترامًا للكعبة زادها الله تعالى شرقاء ولا يقوم ولا يجلس إلا على ذكر الله تعالى؛ ولا يقول في الرضاءٍ والغضب إلا حمًا ولا يرى الشكوى إلى سلاطين الأرض» وإذا انقطع أحد من الفقراء عن الجمعة والجماعة يسأل عن إن كان مريضًا عاده أو بعث من يعوده وإن كان انقطاعه لحاجتهٍ أعانة على قضائهاء يحب النفقة على الإخوان والأكل معهم ويحب تعجيل الأكل ويقول: هي حاجة أقضيها وأرجع إلى حاجة أخرى وكان يقول: ينبغي للفقير إذا أكل ل تعالى» وكان يقول عند تقويم الطعام الصلاة» ويكره أكل الخبز المحترق ومسح اليد بالخبز وأن يتكلّف الشخص لضيفهء وينهى عن الشبع ويقول: هو سبب الآفات» يمسح الآنية ويلعق أصابعة ويلتقط الفتات ويكره للآكل أن يمتنع عن غسل يده بعد الطعام إذا عرض عليه ويقول: لا يأبى الإكرام إلا أحمقء فإذا صنع في بيته ينفذ منه شيئًا إلى الجيران» وإذا رأى شيئًا من الخبز ملقّى على الأرض يغضب كالغفضب لشيء كتب فيه اسم الله تعالى» ويشرب الماء في ثلاثة أنفاسء أكمام ثوبه إلى رؤوس أصابعه وعمامته قصيرة ولا يجمع بين الثوبين بالله تعالى» ويأمرهم بالتمكن والتقلل من الدنياء ون المرقعة» ويحثهم على العمل بما عملوا وعلى الكسب ليستغنوا عن الناس» ويقول: تسبيحات في الليل أفضل من كسب المعاش» وكان يرغبهم في قيام الليل ويوصيهم بعيادة المرضى وإذا سمع بمريض في قرية ولو على بعد يخرج ماشيًا لعيادته» وكانت الأرض تطوى لهُ بإذن الله تعالى» وكان يحذر الفقراة الوسواس في الوضوءٍ والصلاة ويكره لهم دخول الحمام ويكره لهم المسألة إلا لمن لا يستطيع الاكتساب فحينئظٍ يسأل لدفع الضرورة ويحرض المرأة على طاعة زوجهاء وكان يستبعد أنَّ أحدًا يكذب» وقال يومًا لبعض أصحابه: يقولون في الدنيا ممن يستحلٌ أن يكذب وجعل يتعجب من ذلكء وكان ينهى الفقراء عن النظر إلى الأغنياءء ويقول: إن ذلك يفتن القلب ويحجبهء وينهى عن شره الطعام وعن فضول الكلام» وينهى عن المطالبة بهذه الحقوق 000 بين الفقراءء وينهى عن مصاحبة الظلمة والنظر إليهم والمعونة لهم ويقول: القلت ويُشخط الت اموا وص اا امك ب اك الباب الثالث في ذكر أخلاقه الزكية وسيرته المرضية هه ويغضب من قول شخص لآخر: ويلك فكيف مما سوى ذلك. ومنع خادمه مدة من خدمته لأنهُ سمعة يقول لفقير: أي ابنيء وإذا رأى من إنسان ما لم يعجبهٌ يقول لهُ: لا واخذك الله. ولم يتجرّد لنفسه قط إنما كان تجرّده لله تعالى استوى عنده الضر والنفع والعطا والمنع» ويرى الكل من الله عر وجلء وعلم أنه لا مانع لما أعطي ولا معطي لما منع لا يقعد إلا قعود الخائف المسكين» أكثر قعوده إذا لم يكن في عمل حاجة أن يقيم رجليه ويترك يديه عندهما وإذا جاءءهُ أحد من الأفاضل تنحّى لهُ وأقعده مكانة» وكان يجتهد في الإحسان إلى من يسيءٌ إليه ومواصلة من يسبهُ وفي الإحسان إلى الإنسان ابتداءه من غير مسألة ويقول: الحاجة لي لا للفقير والمحتاج؛ وكان يقرّق جميع ما عنده من الغلّة العتيقة على الضعفاء والمساكين قبل دخول الغلّة الجديدة منزله» وكان إذا كتب كتابًا يبتديه بالصلاة على النبي يِه ويختم بما أعطى لسان الحال وكان يربى بحالهٍ أكثر مما يربى بمقالهء وكان إذا رأى شخصًا وقد شاب في الإسلام يقبل يده ويوقره ويتواضع لهُ ويسألهُ الدعاءً ويتبرّك به ويقوم لهُ: إذا أقبل وربما مشى نحوه خطوات وربما قال لهُ: كرّم الله هذه الشيبة وإذا رأى شابًا مقبلاً على الطاعة يقبّل يده ويقربهُ ويدنيه ويقول لهُ: ادع لي فأنت شاب تائب» وإذا رأى طفلاً يقبلهُ ويدنية ويسأله الدعاة؛ ويقول: أولاد المسلمين ما لم يبلغوا الحلم لم يكتب عليهم الملك خطيئةٌء وكان إذا سألَهُ أحد أن يدعو على الظلمة يقول: اللّهم أصلحهم وأرشدهم وألهمهم طاعتك وذكرك ووفقهم لما تحب وترضى برحمتك يا أرحم الراحمين انتهى قول صاحب الترياق. واعلم أن في البراهين والشفا مذكور متفرقًا جميع ما ذكره قال صاحب البراهين في كتابه: كان السيد أحمد الرفاعي رضي الله عنه كاتمًا للسرٌ بائحَا للذكر صحيح العقد حافظًا للعهد جليس الحسرات خاليًا من الشهوات؛ صبره بغير جزع وورعة بغير هلع عيش قناعة وجوعة طاعة» إن منع صبر وإن فتح الله عليه بشيء آثر لا يعرف الراحة ولا يأمل الاستراحة كثير الصيام والقيام قليل الكرى”'' والمنام؛ اشتغاله مطالية النفس بالتصحيح وخرس اللسان عن الكلام القبيح» قد تسربل بسربال الرضا وصبر تحت مرٌ القضاء أكلهُ أكل المرضى وشربهُ شرب الغرقى دموعةُ غزيرة وأوجاعة كثيرة فلما كانت هذه صفاته علت عند الله تعالى منزلتة ودرجاتة» وقال: كان السيد أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عنهٌ كما قال رسول الله ككِ: «خياركم الذين إذا رأيتموهم ذكرتم الله تعالى وإذا رأوكم ذكروكم الله تعالى»: وإذا رآه الغافل تذكر وإذا رآه محسن الظن ازداد 6 الباب الثالث في ذكر أخلاقه الزكية وسيرته المرضية وتنوّر وكان ينتفع به الآتي ويصلح به العائد ويتقيد بهِ الخاطر المتبدد ويتجدد بنظره عهد المتعهد.ء يحلم على العاتب ويستر على الغائب» كلامة حكمة وسكوتة فكرء وقال قدس سره: كان السيد أحمد الرفاعى مقتفيًا آثار النبى يَكِيْةٍ وآثار أصحابه رضوان الله تعالى عليهم أجمعين لا يخرج عما كانوا عليه خينا عا :د الكتاب والسنةء وكان قصده إحياء سنتهم وإقامة طرقهم وإيضاح منهجهم2 ويقتدي بقول رسول الله وها «رحم الله خلفائي ثلاث مرّات» قيل: من هم خلفائك؟ قال: الذين يحيون سنتي ويعلمونها بها عباد الله تعالى». وقال قدس سره: كان السيد أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عنهُ ينفع الناس بيده ولسانه وماله ومقالهِ وأفعاله واحتماله وكرمه» شرب بكأس الصفا فصفت أسراره عن الكدورات والجفاء وتقمّص بة بقميص أهل الثّقى فاستوجب بذلك العلو والارتفاع كما قال الشاعر: من عام[ اله بتقواةٌ وكان في الخلوة يخشاهُ سقاه كأسًا من لذيذ الصفا يغنليوعن لذةدنياهُ وقال قدس سره: كان شجرة الظل ومأوى المستظل جاء على رأس الفترة» فكشف غياهب ظلام الوقت بنور معرفته وقمع سلطان البدع بسيف ولايته وطرد جيوش البغي بقوة سلطان عزيمته وبلغ بذله ومسكنته وفقرهٍ وفاقته وخضوعه وخشيته وخشوعه ورقته ما لم ينلهُ غيره بالاجتهاد ولا وصل إليه أحد من العباد»؛ جلى غمة العمى بتواضعه وأخمد نيران البغي والعنا بتخضعه. وأوضح معالم محجة الحقيقة للمريدين وبين يبيان الخير لأرباب اليقين وتردّى برداءٍ الخوف والحنين» حزنة أكثر من فرحه. كان إذا تنس تكاد أنفاسة تحرق جلاسة. اتبع الحق ولزم الصدق وخرج عن الخلق وله يرد إلا الله وحده في سائر أحواله وأقواله وأفعاله قرّت عيئه بالله وارتكن بكله إلى الله وإلى رسوته وه ولم يرغب فيما سوى الله أُقَرٌ الله به أعين الناظرين ولم يخيب فيه أمل الآملين. طرح نفسه في العبودية وعلّق قلبهُ بالربوبية» وقال قدس سره: كان السيد أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عن مخلوقًا من الرحمة مؤيدًا بالثبات والعصمة. هدى قلبهُ بالنجاح وأرشده للفلاح وجعلة نورًا يهدي إلى سبيل الرشاد» إذا تكلم بخضوع وإذا صَمَتَ بخشوع؛ كان يسكت حتى يقال: إنه لا يتكلم ويتكلم فيشفي بكلامه العليل ويبل بعذوبته الغليل» ترك نفسة غرضًا للأغراض خوفًا من الهجر والإعراضء تواضع للناس من غير حاجة إليهم وكظم غيظة من غير ضجرء ويقول: إذا رضي ربي فقد هانت عليّ مصائبي» وإن أبعدني فقد عظمت عليّ نوائبي» وقال السيد إبراهيم الأعزب قدس سره: كان السيد أحمد الرفاعي رضي الله عنة يعقل الدابة ويتصدّى لكنس الرواق والمسجد بنفسهء ويتخذ النعل من الصوف الباب الثالث في ذكر أخلاقه الزكية وسيرته المرضية /اه الأبيض» وما لبس قط ثوبًا إلا مرقوعًا يأكل مع المرضى والموجوعين وأصحاب العاهات» وكان لين العريكة هين المؤونة سهل الخلق كريم النفس حسن المعاشرة بسّامًا من غير ضَحِك محزونًا من غير عبوس متواضعًا من غير مذْلَةٍ جواد من غير سرفٍ قد جمعت فيه مكارم الأخلاق وسيرة السلف المتقدمين» وفي بعض السير كان السيد أحمد الرفاعمى رضى الله عنهُ ققيهًا تقيّا عالمًا قارئًا مجودًا محدّنًا ولهُ إجازات وروايات عالية إذا تكلم أجاد وإذا سكت آفاده وقال السيد عبد السلام كان السيد أحمد الرفاعي يتخل الفقر غنّى والذل لله عرًّا والصبر على المكاره راحةً والدنيا سجنّاء قوته ما وُجد ولباسهُ ما سَئّْر العورة ومعاملتهُ لله تعالى هي معاشة وتجارته والبلاء عنده نعمة» يعتمد على الله تعالى في جميع الأمور سرًا وعلانيةٌ ويقول: من اعتصم بالمال قلَّ ومن اعتصم بالمخلوقين ذَلَّ ومن اع بالته تعالى جل وقال الشيخ يعقوب قدس سره: كان السيد أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عنهُ لا يعرفة أحد إلا بذل وانكسار وخضوع وخشوع وافتقار ومسكنة وتواضع واحتقارء كان فيه جميع آداب الفقراء والصالحين والأولياء متحليًا بحلية الأنبياء والمرسلين. وقال الشيخ مقدام رضي الله تعالى عنهُ: كان السيد أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عنهُ ملازم الحزن والاضطراب دائم الهلع والاكتئاب كثير البكاء والانتحاب يؤدُّبٍ النفس بالرياضات ويؤدب القلب بالمغارف» كان بكاؤة بأدب وجلوسة بأدب ونومة بأدب وقيامة بأدب كلامهُ يمنع الصدى وهمته لا تعرف الردى» يأمر بالمعروف لأهله وينهى عن المنكر معروف أو إصلاح بين الناس* [النساء: ]١١4‏ وقال خادمة: كان السيد أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عنهُ أبا الأيتام ربيع المساكين للأرامل كالزوج العطوف وللضوائع يلهف فل الا كن و 17 وكعة 00 0 عذب الا 08 ويسعف ١‏ العدجاح من ليه ا ا القاصد يظفقته ومانة الوارد بعذوبته ويتقرب إلى الخلق بقضاءِ حوائجهم وإيصال الراحة إلى قلوبهم. ولم يزل إذا قال قولاً اتبعة بصحةٍ 'نمعل وصدق القول ولم يخالف قولهُ فعلهُ. وقال خادمه ماهان رحمة الله تعالى عليه: خدمت السيد أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عنة عدة سنين ما رأيتة ترك أحدًا يبدؤه بالسلام ولا رد أحدًا خاليًا ولا رأيتة عاب شغلاً عملتة. ولا قال لى إذا لم أعملهُ لم لا تعملهُ ولا جفاني ولا حرد علي يومًا قطء. وكان السيد أحمد الرفاعي رحمة الله تعالى عليه إذا رجع من بعض الأماكن وقَرْبَ أم عبيدة يقف ويشد وسطه ويلف كميه ويأخذ حبلاً يكون مدخرًا لهُ مع بعض أصحابهٍ الفقراء فيمده على الأرض ثم يجمع عليه 8ه الباب الثالث في ذكر أخلاقه الزكية وسيرته المرضية حطبًا ويشد حزمتةُ فيبادر الفقراءُ فيصنعون مثلة ثم يخرجون معهُ ويحملون الحطب على رؤوسهم ويأتون على باب الرواق ثم يفرّقَهُ السيد أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عنهُ على الأرامل والمساكين والمرضى والزُمنى والمشايخ باتفاق الفقراءً ويقول: الشفقة على الإخوان مما يقرب الله تعالى: وكان من عادة السيد أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عنة إذا طابت نفسهُ شرب الماءَ وهو بين الفقراء وقام من بينهم وشرب ثم رجع مكانةُ» وكان ذلك يصعب على الفقراء فيقولون لهُ: أي سيدنا ما يصلح لك منا فقير يسقيك حتى تقوم أنت بنفسك» فيقول لهم: أي سادة وحياتكم ما أنتم إلا أعز من عيني لا جعلني الله تعالى من يستخدم الفقراء. وكان رضي الله تعالى عنه قد أصبح يومًا في المجلس بين القراءء وطال المجلس إلى نصف النهار وكان يومًا شديد الحرٌ فأخذه العطش فصبر ولم يشرب الماء حتى انقضى المجلس وتفرّق الناس» ثم نهض وأتى الدار فوجد قدحًا على التنور وفيهِ ماءٌ وسخ من غسل الأيدي من العجين» وعلى حائط الدار كُوَّةٌ جديدة من الماء البارد فأخذ القدح ليشرب منهُ فقالت لهُ نفسة قد عذبتني نصف النهار بالعطش وتسقيني هذا الماة الوسخ» فلما رأى منها هذا النزاع ألقى القدح من يده وأقسم أن لا يذيقها الماء سئة وفعل. وجاء رجل من أهل أم عبيدة إليه رضي الله عنهٌ ليلة من الليالي في رمضان ودعاه إلى منزلة ليفطر عنده تلك الليلة» وكان ذلك في الصيف في شدة الحر وكان عادة السيد أحمد الرفاعي أن يصلي ركعتين نافلة بعد المغرب فلم يدعهُ الرجل أن يصلي بعد المغرب سوى ركعتي السنة» فمشى معه فلما وصل إلى بيتهِ تركةٌ واققًا على الباب ودخل البيت ليهيء لهُ موضعًا يجلس فيهء فاشتغل بأهلهِ وأولاده ونسي السيد أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عنهُ فأكل وأفطر ثم نهض فخرج إلى صلاة العشاء فوجد السيد واقمًا مكانهُ فكشف الرجل رأسه وقال: والله يا سيدي نسيتك. فقال: أي ولدي ما كان إلا الخير نمشي ونصلي العشاء الآخر ونرجع ونفطر وأقام الرجل ولم ينزعج مما وقع افمت . ونُقِل أن واحدًا من أهل أم عبيدة هَيَّأْ طعامًا ودعى السيد أحمد الرفاعي عليه الرحمة والرضوان إليه فأجابهُ إلى ذلك فلما وصل إلى بابهِ قال لهُ: ارجع ثم جاءه ثانيًا فأجابة فلما وصل إلى بابهِ قال لهُ: ارجع فرجع ثم جاءهُ ثالئًا فدعاه فأجابهُ فأدخله الدار وفرش لهُ وأجلسة ثم كشف رأسة وقال له: أي سيدي أنا أستغفر الله تعالى مما جرى مني فوالله ما رأيت أحدًا على هذا الطريق الذي أنت سالكةء فقال السيد أحمد الرفاعي رشن "ال تعالى عمل أي ولد دما كان" إلا الشيره أ لدي تعر علق يتل من خصال الكلب ثم خرج وهو راضي. ونقل أن فقيرًا دعاه إلى بيتهِ ليضيفهٌ فأجابة إلى ذلك وليس في بيته شيء يأكلون. فقال لهُ بعض الفقراء: إذا أنت لم تحضر طعامًا فأي الباب الثالث في ذكر أخلاقه الزكية وسيرته المرضية 4ه شيء مقصودك من إحضارنا؟ فقال الفقير: ليفتح الله علينا ببركتكم وتأكل» فصدّقهُ السيد احند الرفاعي وقام معهُ هو والفقراء وخرجوا ففتح الله تعالى على الفقير بعد ذلك كثيراء ونقل أن السيد أحمد الرفاعي رضي الله 5 دخل ليله حضيرة البقرة بعد أن نام الناس فوجد لضا هناك فلما رآه اللص فزع منهُ فعلم السيد أحمد الرفاعي رضي الله عنة أنهُ فزع منهُ فدنا منه وقال: أي سيدي أي مبارك لا بأس عليك ما عندك إلا الخير أي ولدي أظنك ضعيقًا وهذه بقر الفقراء عجاف بل تعال خلفى حتى أدلّك على ذا يشعلف. ثم اتن رونالن؛ عطرة فى ملكه فنا رزناها السيد إبزاهين الأعزب: قال له أي ولدي حل هذه المطية وخذها قبل أن يأتوك الفقراءً فحلّها وأخذها وهو خائف أن يستهزىء به عع يه والسيد أحمد الرفاعي يسوقها خلفةٌ حتى عبر من أم في المعبر إلى قرناتا ولم يزل يسوقها خلفهُ حتى خرجا إلى ظاهر القرية فوقف 00 ايند الرفاعي رضي الله عنهُ ثم أراه الطريق. وقال: أي ولدي خذ هذا الدرب إلى دفلى فشمّ يجيء القوافل فبعها من بعض الناس وخذ ثمنها وأنفقة على عيالك واستعن بهِ على وقتك» ثم ودّعهُ ورجع فلما أصبح دخل عليه السيد إبراهيم الأعزب وهو يبكي وكان يومئذٌ صغير السن فسألهُ عن سببه؛ فقال: إن المطية قد سرقت» فقال: أي ولدي في سبيل الله لا يغتم صدرك فربنا يخلف علينا وعليك خيرًا منها فالذي أخذها ما بقي يردها والذي أبصره ما يقرٌ عليهء ولم يزل يلاطفة حتى سكتة وأزال ما عنده؛ وأما آخذ المطية فإنهُ وصل إلى دقلى وباعها وأصلح حالهُ ثم تفكر في حلم السيد أحمد الرفاعي فرجع إلى أمٌ عبيدة وتاب على يديه وأخلص وصار من الصلحاء . ونقل أن السيد أحمد الرفاعي رضي الله عنهُ مشى ليلة إلى بيته فوجد الباب مفتوحًا ووجد لضًا فيه يريد أن يسرق الغلّة ففزع منهُ فزعًا شديدًا وكان السعر قد غلا فقال لهُ السيد أحمد الرفاعي عليه الرحمة والرضوان: إن الغلة تتعبك يعني إنها تحتاج إلى تنقية وطحن وهاهنا ما هو أهون عليك من ذلك تعال معي حتى أعطيك دقيقًا فسكن روعة لما سمع كلامةٌ ومشى معهُ إلى موضع الدقيق» فسألهُ السيد أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عنهُ: هل ...مك شيءٌ تحمل فيه الدقيق؟ قال: نعم فأحذه منه وملا لهُ دقيًا فأخذه الرجل وخرج وكان غرييّاء فخرج معهُ السيد أحمد الرفاعي قدس سرّه حتى بعد عن أم عبيدة .ثم سألهُ السيد أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عنهُ عنهُ قبل أن يفارقةُ أن يجعلهُ في حل من ترويعه إياه ه حين دخل البيت فعجب اللص من كلامهِ وحلمهِ فجعلهُ في حل» فقال السيد أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عنة: أي ولدي طيّبتَ قلبي طيب الله قلبك ثمٌّ ودعهُ وانصرف» فلما وصل الرجل إلى أهلهِ تفكر في حال السيد أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عنهُ وفي 9 الباب الثالث في ذكر أخلاقه الزكية وسيرته المرضية قولهِ لهُ: أي ولدي وحلمهٍ وعفوه فرجع إليه وتاب على يديه وأخلص وصار من أكابر الفقراء . ونقل أنه تخاصم ليلة فقيران من مجاوري الرواق واشتد الأمر بينهما والخصومة وهما على المشاققة حتى مضى شطر الليل فدخل السيد أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عنهُ الرواق وهما يتخاصمان فلما أحسًا به سكتا ورجع كل . منهما إلى مكانه الذي كان يجلس فيه فاستقبل القبلة وصفى إلى وقت السحرء فلما كان السحر قام أحدهم 56 وكان موضع منامه قريبًا من السيد أحمد الرفاعي رضي الله عنة وكان عقيب السيد أحمد الرفاعي الفراغ من الوضوءء فلما تنخى من مجلس وضوءه وثب إليه الخصه قاد أن الخارج ما هو السيد أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عنهُ فاستولى عميه والقاه على الأرض وبرك على صدره وجعل يضربة تار باليد وتارةً بالرجل وتارة يرفعة ويدقة على الأرضء والسيد أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عنهُ ساكت فلم يزل يضربة حتى ضجر الفقير من ضربه فدخل غريم الفقير فظن الضارب أن الداخل هو السيد أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عنهُ فسلّم عليه وقال: أنعم. الله صباخك: أي منيدي: فلم سمه الفقير صوت غريمهٍ الداخل عرف ما جرى منهُ وأن المضروب كان السيد “حمد لرفاعي رضي الله تعالى عنه فسقط مغشيًا عليه» فقام السيد أحمد الرفاعي رضي له اتعالى عله ورفعء 505 ١ رأسه من الأرض وقال له: أي ولدي وحياتك ما كان إلا خير. كتسبد الشرب فجزاك الله خيرّاء ولم يزل يتلطف به حتى سكن روعة فكشف الفقير رأسه وجعر عمامته في رقبته وجعل يتمرّغ على الأرضء فقال لهُ السيد أحمد الرفاعي رضي الله اتعالى اعنة: أي ولدي ما كان إلا الخيرء فقال الفقير: أي سيدي أسألك العفو. فقال: عف الله عنك وعناء وذكر لهُ السيد أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عنه أنه سال الله عفوه حين الضرب فتاب الفقير وبقي بعد ذلك مِدُّةٌ يسيرة وتوفي إلى رحمة الله فجهزه السيد أحمد الرفاعي وصلّى عليه ودفنة. ونقل أن السيد أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عنهُ خرج ليله وقت السحر ليتوضاأ بين النخل خارج أم عبيدة فمرّت به سفن يصعد فيها الشحنة وجماعة من أتباع الديوان را واسط ومعهم جماعة من المدادين وخلف المدادين رجز جندي من أتباع الديوان قلما نظر الرجل إلى السيد أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عنهُ قال لهُ: أي شيخ قم مد معنا فقام الشيخ قدس سره ومشى قدامهُ فأدخلهُ مع المدادين وجعل البربند في صدره فمد السيد أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عنهٌ ولم يتكلم حتى وصل إلى القرية' المعروفة ببدروية وقت صلاة الصبحء فرآه فقير قفصاح واستغاث فاجتمع الفقراءٌ حولة وكثر الضجيج فلما علم الشحنة ومن معة أنه السيد أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عد الباب الثالث في ذكر أخلاقه الزكية وسيرته المرضية 11 انزعجوا مما وقع وعظم عليهم وخرجوا من السفينة ووقفوا بين يديه معتذرين مما جرى منهمء فقال لهم: أي سادة ما كان إلا الخير قضينا لكم حاجة وكسبنا حسنة وما ضرّنا شيءٌ» وها هو أنا لم أزل جالسًا في الرواق لا أعمل شغلا وأنتم تسخرون حايكا وضعيقًا أو من لهُ صنعة تبطلونهم عن صنعتهم وتأثمون فيهم فإذا عرضت لكم حاجة فأعلموني حتى أساعدكم فقالوا لهُ: نحن نستغفر الله تعالى مما جرى منا فاعف عناء فقال لهم رضي الله تعالى: عنكم وعناء ثم دعى لهم وودعهمء. فقال له الرجل الجندي الذي كان قد سخره: أي سيدي هؤلاء القوم قد رضيت عنهم فأنا الشقي أي شيء يكون حالي؟ فقال له: الله يرضى عنك فقال لهُ: أي سيدي توبني فأخذ العهد وتوبة وقال: ربنا يشهد علينا أننا إخوة دنيا وأخرى ثم صعدوا إلى واسط وترك الجندي الخدمة ورجع مع السيد. وكان رضي الله تعالى عنهٌ إذا أراد أن يمنع أحدًا عن مكروه لا يشافههُ بذلك بل يقول أشياء يعلم أنهُ هو المراد بذلك» وكان أصحابة قدس الله أسرارهم يقولون: إنهُ لا يتزيّا'' بخصلة جميلة إلا دعانا إليها وحرضنا على الإتيان بها. دخل الشيخ الفاروثي قدس سره ذات يوم على السيد أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عنهٌ وبين يديه رخيتجات فقال لهُ: تعال أبصر أنا مع نفسي في محاربة وهي تقول كل كل يوم ثلانًا وأنا أقول اثنين وأكلت رخيجتين ونصفّاء فقال الشيخ عمر: حاشا تكون لك نفس تأبى عليك وإنما قلت لي تنبيهًا على مخالفة النفس في الأكل وغيره. وأتي قدس سره يومًا بطعام يأكل» فقال: جاءت الدنيا فقيل: أي سيدي أكل الطعام دنيا قال: كل ما يشغلك عن الله فهو دنيا. ودخل السيد أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عنه الرباط مرة فرأى الفقراء في راحة ومسرةٍ وقد علت أصواتهم فقال لشخص معه: مر إلى هؤلاء المباركين وقل لهم: قال لكم هذا المغتر أحمد: أنتم بمن تقتدون؟ هل رأيتموني أضحك هل رأيتموني أسهو هل رأيتموني مسرورًا قطء وكان جماعة يقطعون في عرض السيد أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عنهُ في حال حياته يقولون فيه القبيح ويسبونة وهو لا ينزعج من ذلك بل يدعو لهم بالخيرء فعجز من ذلك السيد عبد الرحيم فقال لهُ: أي عبد الرحيم لا تعجز لما تسمعة وحق العزيز سبحانة لو أن أهل الأرض جميعًا يسمعوني من هذا الكلام الغليظ مثل الجبال ما حركوا مني شعرةً وسألت الله تعالى لهم التوفيق والعفو: أي عبد الرحيم حدهم يزيدنا عند الله رفعة ويزيدهم غلظةء رأوا نعمة الله عليئا سابغةً ولو مدحوني وأنا أعلم من نفسي النقيصة فلا ينفعني مدحهم ولا يضرني ذمهمء . كانت بالأصل ايزيءة ولعل الصواب ما أثبتناه‎ )١( ذه الباب الثالث في ذكر أخلاقه الزكية وسيرته المرضية واسأل الله لهم الإصلاح في أمورهم. وفي البراهين أنه رضي الله تعالى عن أنشد بعده لي 15: بغرا إن يحسدوني فإني غير لاثمهم قبلي من الناس أهل الفضل قد حُسِدوا فداملي ولهممابي ومابهم ومات أكثرهم غيظًا بمايجدُ وكان السيد أحمد الرفاعي رضي الله عنه يسافر في وقت اعتدال الهواء. وإذا وصل إلى موضع ينزل في بيت أضعف أهل ذلك الموضع فإذا رأى الخلقُ أنه نزل في بيته تيقنوا أنهُ ليس في الموضع أصلح منهُ فيعظمونة والسيد أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عنة يحرضهم على تعظيمه وتوقيره؛ وكان إذا رأى فقيرًا يسب أحدًا أبعده ويأمر الفقراء بالمهاجرة منهُ حتى يندم من عمله ويتوب» وكان يستحسن أمر الوالي وإجابة دعوى الداعي ويقول: قال الرب جل جلاله: «مَن دعي إلى ضيافة فليجب» ولا ينبس الثوب الرقيق ويقول: أمر الله تعالى أئمة الهدى في الدين أن لا يتكلفوا في لباسهه ليقتدي بيهم الأغنياءُ ولا يكسر قلوب الفقراء» وكان يقول: من رق ثوبه رق إيمانه وكان لا يغسل ثوبه بالأشنان والصابون ولا يغسل يده بهما بعد أكل الطعام ولا يستخدم أحدًا في حاجة لنفسه ويقول: أنا اخترت الخدمة فكيف يكون للخادم خادم. ولا يجمع في حالةٍ واحدة نوعين من الطعام ولا يأكل أكثر من قرص أو نصفه ويقول: إذا أكلت أكثر من ذلك أناه في الليل شبعانًا ويكون في بعض المواضع أناس جياع فأطالب بذلك ويمكن أن تؤدي المطالبة إلى مواخذةٍء وكان إذا أكل شيئًا يضع ركبتيه تحت أبطيه ملصوقتين بصدره لثلا يملأ بطنة» ويغسل الظرف الذي أكل منه ويشرب ماءه ويقول: قال رسول الله يتن. «إذا غسل ظرف من طعام يقول الظرف للغاسل طهرك الله كما طهرتني من الشيطان وإذا شرب ذلك الماء كان شفاء من المرض والجذام واليرص»؛ وكان ينهى أصحابهُ من تحمل الشهادة وكتمانهاء وكان يغير ويبدل أسماء الرجال والنساء ويقول سموا أولادكم أحمد ومحمد ومنصور فإنه ليس فى هذين الاسمين للشيطان نصيب. وإذا كلمة أحد يتوجه إليه وإن كان طفلاً» ويسلم على الصغير والكبير ولا يستقبل في قضائه للحاجة القبلة والشمس والقمر» ويداوم يعد الوضوء على كلمات الشهادة ويأمر القراء بذلك. وكان إذا أوتي بتمر أو رطب يتناول منةُ ويقول: أنا أحق به فإنة شبهي واشترى البستان المعروف بابن السوادة من ملاكها ثلاث مرات وأعطاهم كل مرة ثمنها وكانوا يمشون خارج أم عبيدة ويأكلون ثمنها ويرجعون إلى أم عبيدة ليلا والسيد أحمد الرفاعي رضي الله عنهُ يسلم إليهم حجة المبايعة بالشفاعة ويشتري منهم مرَّةٌ أخرى ويعطيهم الثمن فيأكلونة حتى فعل ذلك ثلاث مرات فعاتبة أنسابه على ذلك فقال: أخاف أن يخطر البستان لبعضهم في الليل ويغضب الباب الثالث في ذكر أخلافه الزكية وسيرته المرضية 11 الله تعالى علينا بسببهم. وحكي أن السيد أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عنهٌُ خرج مع أصحابه قدست أسرارهم إلى السفر وكان سفرًا طويلاء فوصلوا بلدة الهمامية فبيتما هم سائرون إذ أبصروا جماعة مصعدين إلى صوبهم وهم الشيخ عتيق المسالم أبادي وأصحابهُ فلما قربوا ترجّل السيد أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عنهُ وقال لأصحابه: لا يغركم شيءٌ مما تسمعون منهُ واحملوا قولهُ ساعة ولو رأيتموه يشتمني ويضربني» ثم كشف السيد أحمد الرفاعي رأسة واستقبل الشيخ وقبل رجليهِ ورجل مطيته. فأخذ الشيخ سالم أبادي في سبَّهِ وما ترك من الكلام شيئًا إلا قالهُ 1 أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عنة لا يرفع رأسه من الأرض وكلما يزيد له السب والكلام القبيح هو يزيد لهُ التواضع والكلام المليح؛ ويقول له: أي سيدي يسعني حلمك ويحملني فضلك ويشملني عفوك. أي سيدي من أنا وأي شيء أنا قدري حتى تغيظ نفسك ما أنا إلا أقل خدامك وتراب أقدامك» فلما طال بينهما الكلام نزل الشيخ سالم أبادي من مطيته واضطرب وقال: أي شيء أقدر أي شيء أعمل أكثر من ذلك ما بقي لي فيك حيلة اجتهدت أن تغيّر شعرة من جسدك أو ذرة منك لنفسك وآخذ بها الإيمان منك». أي شيء مطلوبك قد غلقت أبواب جميع المشايخ والصالحين بهذا التذلل والتواضع والانكسارء أي أحمد الدولة والمملكة أنت ورثتها وللأولاد تأخذها والشكاية تصير إليك والنعمة لك وعليك باقية وعلى خلفائك وذريتك إلى يوم القيامة» وكلما يقول لهُ أمثال ذلك ما يتغير السيد أحمد الرفاعي عن حالهٍ وتواضعه ثم تعانقا وتصافحا وانفصلا على رضى. فقالوا للسيد: أي سيدنا هلكتنا ما الذي أحوجك إلى هذا؟ فقال: أي سادة ما كان إلا خيرًا الذي رأيتموه لو يبقى هذا الذي قاله عنده ولم يقلهٌ لنا لهلك. ونحن نأثم بسببوء ونقل أن البستي كتب إليهِ كتابًا نسب إليه أشياء قبيحة أصون كتابي هذا من ذكرهاء فَقَضَّهُ السيد إبراهيم الأعزب وقرأه عليهء قال السيد إبراهيم: أنا أقرأ المكتوب وفي خاطري أن السيد أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عنهُ يغضب من هذاء ا ل ل لا واخذه الله وقال لي: اكتب: بسم الله الرحمئن الرحيم من العبد أحمد الرفاعي اللاش إلى الشيخ المكرم المحتشم لا اد وهمتك أما قولك الذي ذكرتة فإن الله تعالى لخلقنى لما شاءً وأسكن فِيٌّ ما شاءًء ثم قال: اكتب إليه شعرًا: ْ ألا قل لمن بات لى حاسدًا أتدري على من أسأت الأدب أسأت الأدب على خالقي ‏ كأنلمترض بماقدوهبُ وكان جوابك أن زادنى 2 وسدٌ عليك طريق الطّلّبٍ 54 الباب الثالث في ذكر أخلاقه الزكية وسيرته المرضية وأرسل إلى الشيخ البستي فلما وقف عليه بكى وقال: صدق السيد سدّ علي طريق الطلب. وقال للشيخ أبي شجاع من أصحاب السيد أحمد الرفاعي خذ العهد لهذا الرجل حتى لا يقوتني فهو آخر القوم شربًا وأولهم قدمًا ولا شك أن الحسد أخرجني إلى هذاء قالت ست الفقراء: إن السيد أحمد الرفاعى رضى الله تعالى عنة يقرأ الكتاب وفي خاطري أنه يتغير منهُ فلما تم الكتاب عدلت وجهن عن وتفكر في ذلك فناداني وقال شعٌ ولست أيالي من رماني بريبة إذا كنت عند الله غير مريب إذا كان سري عند ربي منرِّهًا فما ضرّني واش أتى بغريب ثم ذكر لها قصة شرح صدره وحضر السيد أحمد الرفاعي رضي الله عنهٌ يومًا في القرية المعروفة #ويرجون» فقصدوا زيارتة والتبرّك به من واسط أناس كثير . فعجب سيدي يعقوب طاب ثراه من كثرة الجمع» فقال للسيد أحمد الرفاعي رضي الله عنهُ: أي شيء هذا الأمر العظيم؟ فقال: أي يعقوب هذا لعب إبليس يريد ثبور هذه النفس وذلك ما يظن» ثم أخذ قبضةٌ من تراب وقال: أي يعقوب من هو مخلوق من هذا من أين لهُ قدرة ولسان ينطق به؟ وكان السيد أحمد الرفاعي قدس سرّه يومًا بين الفقراء فقال لهم: "إن كان فيكم مّن يعرف بي عيبا فيدلني عليه» وكرّر هذا القول فلم يتكلم أحد منهم. فقال الشيخ الفاروثي طاب ثراه: ما في هؤلاء الجماعة من يعرف عيبك غيري» فقال لهُ السيد أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عنه: جزاك الله خيرًا قل؛ ما ذلك العيب حتى أنتهي عنهٌُ وأتركة؟ فقال: عيبك أن مثلنا تلامذة مثلك فإن قبلنا الحق معك فليس معك عيب وإن ردنا عليك فلك عيبٍ. فبكى السيد أحمد الرفاعي والحاضرون. قال الشيخ يعقوب قدس سره: بينما أنا ذات يوم قد فرغت من أذان الظهر وأنا قايم إذ ناداني السيد أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عنة فلبيتُ فقال لي: انزل من أجل الله وتعال» فنزلت وأتيتهُ فوجدتة قاعدًا قريبًا من المحراب وعلى يده حيوان أصغر من البعوضة لا يرى لهُ عضو من صغرهء فقال لي: أي يعقوب انظر إلى هذه فنظرت إليها وتعجبت منها ومن جِلْقَتِها وقلت: أي شيء أراد الله تعالى من خلقة هذه؟ وأي شيء فيها من المنفعة؟ فقال: أي يعقوب استغفر الله تعالى وتب إليهء أي يعقوب أراد الحق سبحانه بخلقهِ قوة الصنعة وإبرام القدرة 'حكمة بالغة. ا قال: أي يعقوب إن قال لك قائلٌ: إن في مملكة الرحمئن مخلوقًا هر أضعف من هذا اللاش حميد فلا تصدقة» وكان السيد أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عنهُ يقول كثيرًا: أنا لاش اللاش وأنا أرذل الناس ليتني كنت فسحة دم ليتني لم تلدني أمي. ومثال ذلك قول سيد المرسلين ييِةِ: «ليت رب محمد لم يخلق محمذاء وقال رضي الله تعالى عنة: الباب الثالث في ذكر أخلاقه الزكية وسيرته المرضية 516 حشرت مع قارون وفرعون إن خطر في سري أني متقدم على هذا الجمع إلا إن تكرّم الله علي وجعلني مثل واحدٍ منهم. وكان رضي الله تعالى عنهُ يقول: أي شيء أنا ومن أنا وأي شيءٍ قدري؟ أنا إن صلحت كنت ملاححًا في سفينة الشيخ منصور قدس الله روحة. سئل الشيخ الصالح قدوة العلماء الشيخ محمد بن سكران عليه الرحمة والرضوان عن قول السيد أحمد: حشرت مع فرعون وهامان إن كنت رأيت نفسي أو خطر يومًا لي واحدًا آني شيخ هذا الجمع أو مقدمة» وقوله رضي الله تعالى عنة: أنا تمامُ كل ناقص وكيفية الجمع بين هذا الصعود وذلك النزول. فقال لسائله والفقراء الحاضرين: اعلموا أن الحق سبحانة لما دعا الرجال إلى هذا الأمر أجابوا كلهم مبادرين فرحين لما دعوا إليهِ إلا هذا الرجل فإنهُ لما دعي إلى هذا الأمر وتذلل ا الأرض وقال: أنا لا أصلح لهذا وكلما دعي أبى أوحى الله تعالى إليه: أي أحمد الرفاعي تقوم بهذا نيابةٌ عنا فأنا المتكفل بهذا الأمر والقائم فيه أي ألهم كلما في القرآن: #وأوحى ربك إلى النحل# [التحل: 4 #وأوحينا إلى أم موسى» [القصص: 7] وعلى تمامه فلما سمع ذلك قبل وأجاب إلى الئنيابة فالحق سيحانة هو المتولي لهذا الأمر والمدبر لهُ» والشيخ السيد أحمد الرفاعي ثابت على طاعة المولى جل وعلاء فلما علم السيد أحمد الرفاعي ذلك القول صدق فيما قالهُ لأن الشيخ هو الشيء والبشير هو الله وهذا معنى قوله: حشرت مع فرعونء وأما قولة رضي الله تعالى عنة: أنا تمام كل ناقص فإنهُ قالهُ وقد ورد على بحر الكرم ورأى العطايا الجزيلة والمواهب العظيمة فغاب عن نفسه وقال: أنا تمام كل ناقص. نقل أن السيد أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عنهُ كان جالسًا بين أصحابه فجاءه طفل يتبسم كان يراعيه وقال: أريد كعب ألعب به فقال ليس لى كعب ولكن عندي الخبز والتمر تعالى فكل» فبكى الطفل فلما رأى السيد أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عنه بكاءه شق عليه وقال لمن حولة: ب ا رجل من القحطان وجاءَة بخمس كعاب وقال للسيد أحمد الرفاعي: ا شتريتك يهاء وقال السيد أحمد الرفاعي قُدْس سره أنا بعت نفسي بها واللَّهُ عنى ما نقول وكيل. ثم عمل لها كيسًا وتركها فيه وسلّمها إلى الطفل فأخذها وجعل ينعب بهاء فإذا فرغ من اللعب يتركها في الكيس ويرجع ويلقها في حجر السيد أحمد الرفاعي ويقول لهُ أخبها لي: وكان رضي الله تعالى عنهُ يقول: إذا رأيت يتيمًا يبكي يتقلقل كل عضو مني. وكان في أم عبيدة كلب قد أصابة الجرب العظيم فانسلخ جلده وعمي وصار مستديرًا يصعب على النامن أن ينظروا إليه؛ فاخرج واطرح خارج آم عبيدة فعرف السيد أحمد الرفاعي حال الكلب فجعل يتردد إليه بسراج ويحمل إنيه دهنًا ودواء يطليه به وخيرًا يطعمهُ وماءً يسقيهِ وعمل قلادة الجواهر/ م ه 519 الباب الثالث في ذكر أخلاقه الزكية وسيرته المرضية لهُ مِظَلّة يظلهُ من الشمس ولم يزل يتردد إليه كذلك حتى زال عنهُ الجرب وبرء فحمى لهُ ماءء وحملة إليه ثم غسلة بذلك الماء وكان يتعاهدهٌ بعد الشفاء بالخبز والماء. نقل أن واحدًا من أصحاب السيد أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عنهُ اصطاد عصفورًا وأشد برجله خيطًا وعلَّقَهُ وهو يصيح. فقام السيد أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عنهُ وشفع للعصفور والتمس من الفقير خلاصه فأبى الفقير وقال: هذا العصفور لي لم يكن لك فيه نصيب» فقال السيد أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عنه: لا ليس لي فيه نصيب ولا حقء فقال الفقير لهُ اشتريه مني» قال: نعم بكم هو؟ قال: بأن أكون في صحبتك غدًا في دار السلام وأجوز معك بالسلام على الصّراط» قال: نعم فقال الققير: الله على ما نقول وكيل» فقال السيد أحمد الرفاعي رضي الله عنهُ: نعم. فقال الفقير: اعهد معي . فعهد معهُ وخلص العصفورء وكان السيد أحمد الرفاعي قدس سرّه قد نام يوم الجمعة قبل الصلاة فجاءت هرّة فنامت على كُمُّهِ فتيقظ فوجدها نائمة عليه فلم يسهل عليه أن يزعجها من نومها فطلب من زوجته الصالحة مقصًا فأنت به فقصٌ كمه وتركة تحت الهرة ومضى إلى الجامع فصلَى فلما رجع من الجامع وجدها قد استيقظت فأخذ كمه وخاطها فلامتة زوجته على ذلك فقال لها: أي بنت الشيخ الصالح ما كان إلا الخير وهذا ما تعبنا وحصلت الحسنة» وقالت الشيخة الصالحة قُدّس سرها يومًا للسيد أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عنهُ هل تطلب نفسك شيئًا؟ فأخبرها أن نفسهُ تطلب هريسة منذ مِدَةٍ طريلة فقالت: أي سيدي ما أهون هذه الشهوة وما أوجدها. فقال أي فتك الشيخ كيف أخونهم واختص دونهم بشهوة من شهوات الدنيا؟ فقالت: أي سيدي أنا أعمل هريسة تكفي الفقراء؛ فقال لها: بارك الله فيك فرغيت في عمل الهريسة فلما فرغت أمرت أن يقسم بين الفقراء وأن يعزل نصيبٌ واحد للسيد أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عنهُ أسوةٌ بالفقراء:ء ففعلت ذلك وأحضرت نصيبه وقدّمتة إليه وأخبرتة أن الفقراء قد أكلوا فحمد الله تعالى»؛ ثم قام يصلي ركعتين شكر الله تعالى فبينما هو قائم يصلي إذ جاءت فأرة تدور حول الهريسة وتشتهي فنهضت عليها هرة وقطعت رأسهاء فلما فرغ من صلاته بكى ثم نحى الهريسة عنهُء فقالت لهُ زوجتة رابعة: أي سيدي لِمَْ نحيته عنك؟ فقال: أي بنت الشيخ ما تقطع فيه الرؤوس لا تشتهيه النفوس. نقل عن الشيخ مقدام أنه قال: كنت أنا وساهان مع السيد أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عنهُ في بعض الأيام في وقت صلاة الصبح وكان يومئدٍ برد شديد وهو قد أسبغ الوضوء وجلس مكانهُ ونحن ننتظر قيامة وقد طال قيامنا وهو جالس ويده ممدودة وهو لا يتحرك ونحن لا نعلم سبب قعودهء فتقدمنا إليه لننظر سبب قعوده فلما قربنا إليه رأينا على يده بعوضة هي أقل من البقة وقد شربت من دمهِ حتى احمرت فعلمنا أن قعوده الباب الثالث في ذكر أخلاقه الزكية وسيرته المرضية نه لأجلها فتحركنا فقامت» فلما رأى ذلك منا ضجر وغضب علينا وقال لنا: لا واخذكم الله قد قسم الله لها فينا رزقًا منعتموها منهُ. وبقي رضي الله تعالى عنةٌ ذلك اليوم متأسمًا عليناء ونقل عن الشيخ ابن مكارم أنهُ قال: كنت جالسًا مع السيد أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عنة فسمعتة يقول: دعني ولا تضرني فالتفت إليه فرأيت ذبابًا على ساقه وقد شرب دمة حتى احمر ساقة فقتلتهُ فقال رضي الله عنة: لا واخذك الله وقال للذباب: قلت لكم فما قبلتم. ونقل عن الشيخ أحمد بن الزفري أنهُ قال: رأيت السيد أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عنهُ في بستان وعلى ذيله جرادة وهو رافع ذيلهُ ويدور في البستان ويبكي ويقول: ثورناها عن موضعها ولا أدري أين كانت ثم رميتها عن ذيله» فقال: قد فعلت ذلك أنت بنفسك لا واخذك الله قال الشيخ أحمد بن الزفري لما أن طردت الجرادة عن ذيله تأسف على ذلك السيد أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عنهُ» وقال الشيخ أحمد بن الزفري لا واخذك الله. ونقل أن السيد أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عنهُ دخل المطبخ في ليلة من الليالي فرأى كلابًا يأكلون من القوصرة وهم يتخارشون فوقف رضي الله تعالى عنهُ على الباب يحفظهم لثلا يدخل عليهم أحدٌ يؤذيهم وهو يقول لهم: أي مباركين كلرا واسكتوا ولا تتخادشون لثلا يعلم بكم أحد فتمنعون. وكان إذا رأى رضي الله تعالى عنة فقيرًا يقتل قملةً أو بعوضة يقول لهُ: لا واخذك الله أسكن غضبك منها. وذكر سيدي عبد الوهاب الشعراني في مننه أن السرد أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عنهُ كان يدور وراء الكلاب المدودين ليداويهم فربما هرب منهُ الكلب فيمشي وراءه ويتعطف بخاطره ويقول: أي مبارك إنما أريد مداواتك. وكان يمشي إلى المجذومين والزمنى في أماكنهم فيغسل ثيابهم ويفلي رؤوسهم وثيابهم من القمل ويحمل إليهم الطعام ويأكل معهم ويجالسهم» ويسأل الله تعالى لهم العافية ويسألهم الدعاء ويقول: زيارة هؤلاء وخدمتهم من الواجبات؛ وكذلك كان يفعل مع العميان والمرضى والعرجان وكان يقضي حوائج العجائز والأرامل من النصارى ويخدمهم ويحسن إليهم حتى أسلم خلق كثير منهم على يديهء وكانوا يسمونة أبو الأيتام والمساكين وربما سمع بمرض أحد من الفقراء في غير بلده فيخرج إليه فيعوده ويخدمه ثم يرجع بعد يومين أو ثلائة» وكان يقف في الشارع يقصد أنه يقود العميان فإذا قاد أحدهم قبّل يده وسألة الدعاء» وكان يتفقد الشيوخ الذين عجزوا عن الذهاب إلى بيت الخلاء وصاروا يتغوطون على ثيابهم فيخلعها ويغسلها وينشفها ثم يليسهم إياهاء ويوصي جيرانهم عليهم ويقول: الشفقة على خلى الله مما يقرب العبد إلى الله تعالى» وفي الحديث: «الخلق كلهم عيال الله وأحبهم إليه أنفعهم لعياله؟ وكان رضي الله عنهُ عنده تيم من الأبوين فكان يأتيه في الورد أو في مجلس الوعظ فيطلب منة شيئًا يأكلة أو شينًا يلعب به فيقوم الشيخ ويأخذ له م طلب ثم يرجع 54 الباب الثالث في ذكر أخلاقه الزكية وسيرته المرضية لا يكاد يخالف اليتيم فيما يطلب منهء وكان المشايخ من أهل عصره يقولون كل ما حصل لأحمد بن الرفاعي من المقامات إنما هو من كثرة شفقتهٍ على الخلق وذلٌ نفسه رضي الله تعالى عنه. فاعلم يا خي ذلك وأشفق على خلق الله تعالى لا سيما من ذكرناهم والله تعالى يتولى هداك ويدير أمورك ويساعدك. وذكر في مننه أيضًا أنهُ كان سيدي علي الخواص رحمة الله تعالى يقول: قد سلك سيدي أحمد في الذل مسلكًا يقصر عنه فحول الرجال» وروى الشيخ عبد الغفار القوصي رضي الله تعالى عنه بسنده إلى يعقوب خادم سيدي أحمد قال: كنت كلما لقيت الشيخ عبد الله الهندي يقول لي احمل هذه الرسالة إلى شيخك وقل لهُ: أي ملحد أي باطني» ونحو ذلك :من الألفاظ القبيحة فكنت أخبر سيدي أحمد بذلك فيقول: قل لهُ صدقات ثم يعطيني دريهمات هكذا كان شأنه معي ثم يرسل للشيخ عبد الله الهدايا والتحف فلا يزداد إلا شتمًا وقبحًا على سيدي أحمدء فلما طال الأمر على الشيخ عبد الله جاء إلى سيدي أحمد وقبّل رجله وكشف رأسة وبكى بكاءً شديدًا وصار سيدي أحمد يمسح دموعة ويقول لهُ: ما كان إلا الخير يا أخي فقد أخرجت الذي كان يؤذيك كتمةُ واكتسبنا الخير بسيبك» ثم إنه سأل سيدي أحمد في أن يأخذ عليه العهد ففعل وصار من أعز أصحابه. فانظر يا أخي إلى هذه الأخلاق واقتد بهذا السيد وقبل نعل من يكرهك ويحط عليك إن أردت أن تكون من الصالحين. اه. وكان من أخلاق سيدنا السيد أحمد رضي الله تعالى عنهُ محاسبة نفسهٍ في كل نفس . قال الشعراني في لطائف المنن: كان سيدي أحمد بن الرفاعي رضي الله تعالى عنة يقول: من لم يحاسب نفسهُ على كل نفس ويتهمها في جميع أحوالها لا يكتب عندنا في ديوان الرجال. وذكر في لطائف المنن في محل آخر أن سيدي أحمد رضي الله تعالى عنهُ كان يقول: لا يبلغ الفقير مقام الكمال حتى يصير يرضى أن يضاف إليه سائر النقائص التي في إخوانه ويستر إخوانه رضاءً بعلم الله تبارك وتعالى وإيثارًا لهم على نفسدء وإن تأثّر من حيث نقص دين المنقصين. انتهى. قال الشعراني بعد كلام قالهُ: كان بعض الصحاية إذا رأى سهمًا نحو رسول الله يَييْخِ تعرض لهُ بصدره فتلقاه عن رسول الله يفيه ولو كان في ذلك زهوق روحهء فسماع الفقير الكلام الذي يؤذيه ويحملةٌ عن أخيه دون أذى ذلك السهم بيقين. انتهى. وكان من أخلاق سيدي أحمد رضي الله تعالى عنهٌ الفرح إذا أدير عن الناس ليخلو لعبادة ربهِ. قال الشعراني قدس سره في مئنهِ كان سيدي أحمد بن الرفاعي رضي الله عنه يقول: ينبغي للعبد أن يفرح إذا انقطع الناس عن زيارته ليخلو لعبادة ريهو» وكذلك ينبغي لهُ أن يغتم ويضيق صدره الباب الثالث في ذكر أخلاقه الزكية وسيرته المرضية 53 إذا أقبلوا عليه فكم طيرت طقطقة النعال حول الرجال من رأس. وكم أذهبت من دين انتهى. وقال العدني في كتابه النجم الساعي: إن السيد أحمد الرفاعي رضي الله عنةُ كان يأكل ما يسقط من بقية طعام الفقراء. قال الشعراني في المنن الكبرى: كان سيدي أحمد بن الرفاعي رضي الله عتهُ يقول: ما ابتلي قوم بالغلاء حتى أهانوا الحب لرخصه وكان يقول: قلة إكرام الخبز كفر بنعمة الله المنعم فاجتهدوا في إكرامه ما استطعتم والتقطوا ما يسقط منة عند سقوطه ولا تتركوةٌ إلى آخر الطعام» فإن تعظيم نعمة الله من تعظيم الله وفي بعض الآثار: إن القرص لا يؤكل حتى يتداولهُ ثلثمائة وستون مخلوقًا أوَلهمٍ ميكائيل وآخرهم الفرانء قال: ثم يكفينا من تعظيمهٍ أن الله تعالى جعل الطعام عديلاً لرؤيته في حديث: اللصائم فرحتان: فرحة عند إفطاره وفرحة عند لقاءٍ ريو"©» قال الشعراني قلت والحكمة في ذلك أن العبد مركب من جسم وروح فالطعام غذاءً الجسم ورؤية الرب غذاءً الروح. انتهى. وذكر الشيخ الإمام الحجة قاضي القضاة شيخ الإسلام تاج الدين مفتي الثقلين مؤيد سنة سيد الكونين أبو النصر عبد الوهاب ابن سيدنا الشيخ تقي الدين السبكي الأنصاري الخزرجي الشافعي رضي الله تعالى عنهُ في طبقاته بعد أن ذكر اسمة المبارك ونبذةٌ من فضائلهِ ما نصه: ولو أردنا استيعاب فضائله لضاق الوقت. ولكنا نورد ما فيه البلاغء قال الشيخ يعقوب كراز وهو من أخص أصحاب الشيخ أحمد: كان سيدي أحمد الرفاعي في المجلس فقال لأصحابه: أي سادة أقسمت عليكم بالعزيز سبحانة مَن كان يعلم في عيبًا فليقلهُ» فقام الشيخ عمر الفاروثي فقال: أنا أعلم عيبك إذا مثلنا من أصحابك» فبكى الشيخ والفقراء وقال: أي عمر إن سلم المركب حمل من فيه في التعدية» وقيل: إن هرةٌ نامت على كم الشيخ وجاءًَ وقت الصلاة فقصٌّ كمه ولم يزعجها وعاد من الصلاة فوجدها قد قامت فوصل الكم بالثوب وخاطه وقال: ما تغيّر شيء وعن يعقوب قال: دخلت على سيدي أحمد في يوم بارد وقد توضأ ويده ممدودة فبقي زمانًا لا يحرك يده فتقدمت إلى تقبيلها فقال: أي يعقوب شوشت على هذه الضعيفة قلت: مَن هي؟ قال: بعوضة كانت تأكل رزقها من يدي فهربت منكء قال: ورأيتهُ مرّة يتكلم ويقول: يا مباركة ما علمت بك أبعدتك عن وطنك» فنظرت وإذا جرادة تعلقت بثوبه وهو يعتذر إليها رحمة لها. وقال الشيخ أحمد: سلكت كل طريق فما رأيت أقرب ولا أسهل ولا أصلح من الذل والافتقار والانكسار وتعظيم أمر الله تعالى والشفقة على خلق الله تعالى والاقتداء بسنة سيدي رسول الله يِه وكان يجمع الحطب ويحملة إلى بيوت الأرامل والمساكين وربما . أخرجه مسلم عن أبي هريرة (177/7) كتاب الصيام» باب فضل الصيام‎ )١( 7 الباب الثالث في ذكر أخلاقه الزكية وسيرته المرضية كان يملا الماء لهمء وقال يعقوب: قال سيدي أحمد لما بويع منصور: قيل لهُ أي منصور اطلب. فقال: أصحابي فقال رجل لسيدي أحمد يا سيدي فأنت أي شيء طلبت؟ فبكى وقال: أنا فقير وما أنا في البيت إلا ضيف وأطلب ميرانًا؟ فقلت: يا سيدي أقسم عليك بالعزيز أي شيء طلبت أنت؟ فقال: يا يعقوب لما اجتمع القوم وطلب كل واحد شيئًا دارت النوبة إلى هذا اللاش أحمد وقيل: أي أحمد اطلب قلت: أي ربي علمك محيط بطلبي فكرر عليّ القول فقلت: أي مولاي أريد أن لا أريد واختار أن لا يكون لي خيارء فأجابني وصار الأمر لهُ. وعن يعقوب مرّ سيدي أحمد على دار الطعام فرأى الكلاب يأكلون التمر من القوصرة وهم يتهارجون؛ فوقف على الباب لثلا يدخل عليهم أحد يردهم. ومن كلامهِ رضي الله تعالى عنهُ لو أن عن يميني خمسمائة من أحب الناس إلي يروحون بمراوح الند والطيب وعن يساري مثلهم من أبغض الناس إلي معهم مقاريض يقرضون بها لحمي ما زاد هؤلاء عندي ولا نقص هؤلاء عندي بما يفعلونة ثم قرأ: #لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آناكم والله لا يحب كل مختال فخور» [الحديد: 1] وكان لا يجمع بين قميصين لا في شتاءِ ولا صيف ولا يأكل إلا بعد يومين أو ثلاثة أكلة. وأحضر بعض الأكابر مريضًا ليدعو لهُ الشيخ فبقي أيامًا لم يكلم فقال يعقوب: أي سيدي ما تدعو لهذا المريض المسكين؟ فقال: أي يعقوب وعزة العزيز لأحمد كل يوم عليه مائة حاجة مقضية وما سألتهُ منها حاجةً واحدة» فقلت: أي سيدي فتكون واحدة لهذا المريض المسكين. فقال: لا كرامة ولا عزازة تريد أن أكون سيّءَ الأدب لي إرادة وله إرادة ثم قرأ: #الإلله الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين» [الأعراف: 55] أي يعقوب الرجل المتمكن في أحوالهٍ إذا سأل حاجة وقضيت لهُ نقص تمكنه درجة» قال: فقلت: أراك تدعو عقب الصلوات وكل وقتء. فقال ذاك الدعاءٌ تعبد وامتثال ودعاءٌ الحاجة لهُ شروط وهو غير هذا الدعاءء ثم بعد يومين تعافى ذاك المريض. وعن يعقوب وقد سئل عن أوراد سيدي أحمد فقال: كان يصلي أربع ركعات بألف قل هو الله أحد ويستغفر كل يوم ألف مرة واستغفاره: قول لا الله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين عملت سوءًا وظلمت نفسي وأسرفت في أمري ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي وتب عليّ إنك أنت التواب الرحيم يا حي يا قيوم لا إلله إلا أنت وذكر غير ذلك. ولا شاك أن هذه الأخلاق مقتبسة من مشكاة أنوار جده النبي المكرم كه وقد اقتصرنا عن ذكر كلمًا قيل في أخلاقهِ المباركة واكتقينا بهذا المقدار وفيه ما يكفي لأهل البصائر والاعتبار . ١ ١‏ الباب الر ابع في ذكر كراماته العلية وبعض ما من الله عليه به من مواهبه الأزلية قال المناوي قدس سره في طبقاتهِ بعد ذكر كلام قالهُ في ترجمة سيدي أحمد رضي الله عنهُ مهر واشتهر وانتهت إليهِ الرياسة في علوم القوم وكشف مشكل منازلاتهم وتخرج به خلق كثير وأحسنوا فيه الاعتقاد. قال ابن خلكان وغيره: وهم الطائفة الرفاعية ويقال لهم: الأحمدية والبطايحية ولهم أحوال عجيبة من أكل الحيات والنزول إلى التنانير وهي تضرم نارًا والدخول إلى الأفرنة وينام أحدهم في جانب الفرن والخباز يخبز في الجانب الآخرء وتوقد لهم النار العظيمة ويقام السماع فيرقصون عليها إلى أن تنطفىء ويركبون الأسود إلى أن قال: وكانت حلقة مريديه ستة عشر ألقًا. وكان يمد لهم السماط صباحًا ومسا ويضرب به المثل في تحمل الأذى» وكان لما يتجلّى عليه الحق بالعظمة يذوب حتى يبقى بقعة ماء ثم تدركة الرحمة فيجمد شيئًا فشيئًا حتى يرد إلى بدنه ويقول إلى جماعته: لولا لطف الله ما عدت إليكم. ومن كراماته أنه كان إذا صعد الكرسي سمع حديثه البعيد كالقريب حتى أن أهل القرى الذين حول بلذه يسمعونة كالذين بزاويتهء وكان الأصم إذا حضره سمع كلام فقط. ومنها كان إذا سألهُ إنسان أن يكتب له عوذة يأخذ الورقة ويكتب عليها بغير مداد نففعل ذلك يومًا لرجل فغاب عنه مده ثم جاءَهُ بها ليكتب لهُ ممتحنًا فلما نظرها قال: يا ولدي هذه مكتوبة وردها إليه ومنها أن رجلين تحابا في الله اسم أحدهما معالي والآخر عبد المنعم فخرجا يومًا للصحراء فتمنى أحدهما كتاب عتق من النار ينزل من السماء فسقط منها ورقة بيضاءً فلم يريا فيها كتابة فأتيا إلى صاحب الترجمة بها ولم يخبراه بالقصة فنظر إليها وخر ساجذا وقال: الحمد لله الذي أراني عتق أصحابي من النار في الدنيا قبل الآخرة» فقيل لهُ: هذه بيضاءٌ فقال 5 أولادي يد القدرة لا تكتب بسوادء هذه مكتوبة بالنور ولما حج 7 الباب الرابع في ذكر كراماته العلية وقف تجاه الحجرة الشريفة النبوية وأنشد: في حالة البعد روحي كنت أرسلها تقبل الأرض عني وهي نائبتي وهذه نوبة الأشياح قد ظهرت فامدد يمينك كي تحظى بها شفتي فخرجت إليه اليد الشريفة من القبر حتى قبّلها والناس ينظرون. وقال سيدي عبد الوهاب الشعراني في مننة ما نصهُ: وقد نقل الفاروقي أن حلقة مريدي سيدي أحمد الرفاعي رضي الله عنهُ كانت ستة عشر ألما وكان يمد لهم السماط صباحًا ومساءء قال الفاروقى ولما وردت عليه كان لي ثمانون يومًا لم آكل طعامًا فمذّ للفقراء طعامًا لا يناسبئي فقلت في نفسي: ماذا أصنع إذا قال لي الشيخ: كل من هذا؟ فما استئم خاطري إلا وقد رفع الشيخ رأسه فقال للخادم خذ هذا للبيت فأطعمة العصيدة التي هناك» قال: فمضيت معهُ فأكلتها وهي التي كانت خطرت لي في خاطري» فلما جئتة قال لي: فتوحك ليس هو عندي وإنما هو عند الشيخ عبد الرحيم القناوي فامض إليهِ انتهى . وحكى لي الشيخ أحمد الضرير من جماعة سيدي عمر روشني كان عدد مريدي سيدي عمر الذين يحضرون مجلس الذكر صباحًا ومساءً عشرة آلاف» وكان الشيخ صفي الدين بن أبي المنصور يقول: إن جماعة الشيخ أبي الفتح الواسطي بمديئة الإسكندرية الذين كانوا يحضرون ورده كل يوم خمسة آلاف منهم الشيخ عبد العزيز الديريني رحمة الله والشيخ عبد الله البلتاجي والشيخ عبد السلام القليبي والشيخ عبد الله الجيلي والشيخ ضرغام المسيري وغيرهم.؛ وكان الشيخ أبو الفتح من أعظم تلامذة سيدي أحمد بن الرفاعي رضي الله تعالى عنهء وكان يتكلم على أرباب الأحوال ويقول: أسمعوا هذا الكلام الذي لهُ خمسة آلاف سنة ما تكلم به أحد غيري؛ وروى الفاروقي أن يءعقرب خادم سيدي أحمد بن الرفاعي نفعنا الله ببركاته ورضي الله عنهُ قال: سمعت سيدي أحمد بن الرفاعي يقول: صحبت ثلاثمائة ألف أمة ممن يأكل ويشرب ويروث وينككح ولا يكمل الرجل عندنا حتى يصحب هذا العدد ويعرف كلامهم وصفاتهم وأسمائهم وأرزاقهم وآجالهم؛ قال يعقوب الخادم: فقتل لهُ: يا سيدي إن المفسرين ذكروا أن عدد الأمم ثمانون ألف أمة فقط! فقال: ذلك مبلغهم من العلمء فقلت لهُ: هذا عجب فقال: وأزيدك أنه لا تستقر نطفة في فرج أنثى إلا ينظر ذلك الرجل إليها ويعلم بهاء قال يعقوب الخادم: فقلت له يا سيدي هذه صفات الرب جلا وعلا فقال: يا يعقوب استغفر الله تعالى فإن الله تعالى إذا أحب عبدًا صرّفهُ في جميع مملكته وأطلعهُ على ما شا من علوم الغيب» فقال يعقوب: تفضلوا علي بدليل على ذلك» فقال سيدي أحمد: الدليل على ذلك قول الله عر وجل في الحديث القدسي: «ولا يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى الباب الرابع في ذكر كراماته العلية 07 أحبة فإذا أحببته كنت سمعهٌ الذي يسمع به وبصره الذي يبصر بهه”'' إلى آخره وإذا كان الحق تعالى مع عبده كما يريد صار كأنهٌ صفة من صفقاته انتهى. وهذا أمر تحار فيه العقول هذا مع كون سيدي أحمد كان في غاية الذل في نفسهء وكان الشيخ أبو الفتح الواسطي مع كثرة تلامذته الزائدين على الألوف لا يصحب إلا أرباب الأحوال» قال الشيخ صفي الدين ابن أبي المنصور: ولما استأذنت سيدي الشيخ عبد السلام القليبي على باب سيدي أبي الفتح الواسطي وكان قد سكن في مصر وأذن لهُ وكلّمةُ كلامًا حسنًا وأعجب بوء فقال له الشيخ صفي الدين: كيف عرفت حالة الشيخ بغير أحد يدلّك عليها؟ قال: اجمع لي حطبًا وحَلفاء فجمع لهُ وقال: أج النار فأججها ثم دخل فيها سيدي عبد السلام زمانًا حتى طُفِئت ثم قال لهُ: عانقني قال الشيخ صفي الدين: فعائقتهُ فوجدت جسمهة كالثلج فانظر يا أخي إلى أصحاب سيدي أحمد وسيدي أبي الفتح تعرف أن المريد لا يسقى إلا من ماءِ شيخه فأصحاينا على شاكلتنا وأصحاب مَن مضوا على شاكلتهم وكل ذلك بحسب القسمة وكل يشكر الله عر وجل على ما أعطاهء وربما يكون كل واحد من جماعة فقير مقومًا بألف نفس من جماعة فقير آخر. فافهم ذلك والله تعالى يتولى هداك. وذكر ابن جلال في كتابه جلاء الصدا ما نقل عن الولي الكبير والعارف الخبير السيد إبراهيم الأعزب قدس سره أنهُ قال: كنت مع السيد أحمد الرفاعي رضي الله عنه على طعام نأكل فإذا هو قد بهت وغاب عن نفسهٍ ساعةً حتى سقطت اللقمة من يده ثم أفاق ورجع إلى الطعام فأخذت يده وقلت: أي سيدي أخبرني أين كنت الساعة؟ قال: أي إبراهيم عندك». فقلت لهُ بحياة الشيخ منصور أخبرني أين كنت الساعة؟ فقال: أي إبراهيم أقسمت علي بالقسم العظيم؛ اعلم أنه قد خرج مريد من خلف سبع بحارير يريد المجيء إلى هذه البقعة وأخل العهد على يد جدّك وهو مشرك فأدركتة الوفاة في طريقه فنادى وهو يجود بنفسه يا سيد أحمد الرفاعي أدركني فأدركتة فأخذت العهد عليه وأسلم ثم قيض فحضرت وفاتهٌ وواريتة تحت الثرى ورجعت إليك. وروى الشيخ الولي ابن أخت أبي الحسن السيد علي قال: كنت جالسًا على باب خلوة خالي رضي الله تعالى عنة وليس فيها غيره فسمعت عنده جأشًا فنظرت فإذا عنده رجل ما رأيتهُ قبل فتحدّثا طويلاً ثم خرج الرجل من كوّة في حائط البيت وسرى في الهواء كاليرق الخاطف فدخلت على خالي فقلت لهُ: من الرجل؟ فقال: رأيتهُ قلت: نعم قال: هو الرجل الذي يحفظ الله به )١(‏ الحديث أخرجه العراقي في كتاب المغني عن حمل الأسفارء 2071١/١(‏ والزبيدي في إتحاف السادة المتقين .)5٠05/١(‏ ” الباب الرابع قي ذكر كراماته العلية عرّ وجل قطر البحر المحيط وهو أحد الأربعة الخواص وإنهُ هجره الله منذ ثلاث وهو لا يعلم» فقلت: يا سيدي ما سبب هجره؟ قال: إنهُ مقيم بجزيرة في البحر المحيط ومنذ ثلاث ليالٍ أمطرت جزيرته حتى سالت أوديتها فخطر في نفسه لو كان هذا المطر في العمران ثم استغفر الله تعالى» فهذا سبب هجره واعتراضهء فقلت لهُ: رضي الله تعالى عنه أعلمته؟ قال: لا إني استحيت منة فقلت: لو أذنت لي لأعلمتةُ قال: أو تفعل؟ قلت: نعم فقال: زيق فزيقت» ثم سمعت صونًا: أي علي ارفع رأسك فرفعت رأسي من زيقي فإذا أنا بجزيرة في البحر المحيط فتحيّرت في أمري وقمت أمشي فيها فإذا بذلك الرجل فسلّمت عليه وأخبرتةُ بما قال السيد أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عنهٌ فقال: ناشدتك الله إلا فعلت ما أقول لك. قلت: نعمء فقال: ضع خرقتي في عنقي واسحبني على وجهي ونادي علي هذا جزاءً مَن اعترض على الله تعالى» قال: فوضعتها في عنقه وهممت بسحبه وإذا هاتف يقول: يا على دعهٌُ فقد ضجت ملائكة السماء باكيةٌ عليه سائلةً فيهوء وقد رضي الله تعالى عنهُء قال السيد علي فأغمي على ثم سُرْي عني وإذا أنا بين يدي خالي في خلوته والله ما أدري كيف ذهبت وكيف جئت» قال ذلك سيدي علي الهمداني القادري في بهجته وقد أوردها أيضًا الشيخ الإمام الولي الشافعي عبد الله بن أسعد بن علي اليافعي في كتابه رضي الله تعالى عنهما. ونقل أنهُ كان شخص من أصحاب السيد أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عنهُ يقال لهُ: الحاج أبو الكرام كثيرًا ما يقصد زيارة السيد أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عنه فقصده مرة زائرًا فحصل له تعب عظيم في الطريق حتى أنه من شدة الوجع من رجليه ظهر الوجع في أصول فخذيهِ واشتدٌ فلما وصل إلى السيد أحمد الرفاعي رضوان الله تعالى عليه ورفع نظره عليه وعلم ما جرى له زال عنة الوجع جميعًا في الحال» وقصده مرةً أخرى زائرًا فرق قلبه في طريقهِ لتفكره في تقصيره وانكسر في نفسهٍ فبكى وقال: أنا لست أهلاً للفقراءء ولا أن أكون من أولاده فلما وصل إلى باب الرواق أبصره السيد أحمد الرفاعي رضي الله عنة فقام وتلقاه مسرعًا وقال لهُ: بلى أنت ولدي. ونقل أن الشيخ جمال الدين خطيب أونيه قدس الله تعالى سره كان من كبار أصحاب السيد أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عنهء وكان في أونيه بستان أراد أن يشتريه لضرورةٍ وعفةٍ فطلب يومًا من السيد أحمد الرفاعي أفاض الله تعالى عليه سحائب رحمته أن يرسل إلى صاحب البستان وهو الشيخ إسماعيل بن عبد المنعم وهو شيخ أونيه ويحدثه في معنى بيع بستانه ومشتراه منه فقال السيد أحمد الرفاعي قدس الله تعالى سره: سمعًا وطاعة أي أخي أنا أمشي إليه ثم قام معه ومشى إلى أونيه فاجتمع السيد أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عنهُ بصاحب البستان وتشفع إليه أن يبيع بستاتة إلى الخطيب» فأتى رد الشفاعة وقال: أي سيدي إن الباب الرابع في ذكر كراماته العلية و“ اشتريتةٌ مني بما أريد فقد بعتك إياه فقال: أي إسماعيل قل لي كم تريد ثمنها حتى أعطيك » فقال: أي سيدي تشتريها مني بقصر في الجنةء فقال: من أنا حتى تطلب منى هذا أي ولدي اطلب من الدنياء فقال: أي سيدي شيئًا من الدنيا ما أريد فإن قف البستان فاشتر بها بما أطلب. فنكس السيد أحمد الرفاعي رأسة ساعة واصفرٌ لونة وتغيّر ثم رفع وقد تبدلت الصفرةٌ احمرارًا وقال: أي إسماعيل قد اشتريت منك البستان بما طلبت» فقال: أي سيدي اكتب لي خط يدك فكتب لهُ السيد أحمد الرفاعي ورقة فيها: بسم الله الرحمئن الرحيم هذا ما اشترى إسماعيل بن عبد المنعم من العبد الفقير الحقير أحمد بن أبي الحسن الرفاعي ضامنًا على كرم الله تعالى قصرًا في الجنة تجمعة حدود أربعة الأولى إلى جنة عدن والثاني إلى جنة المأوى والثالث إلى جنة الخلد والرابع إلى جنة الفردوس بجميع حوره وولدانه وفرشه وستره وأنهاره وأشجاره عوض بستانه في الدنيا ولهُ الله شاهد وكفيل» ثم طوى الكتاب وَسلْمهُ إِلِيهِ فأخذه ومضى إلى أولاده وهم على دالية يسقون اذرة كانوا زرعوها في البستان المذكور فقال لهم: انزلوا فقد بعت البستان على السيد أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عنه فقالوا: كيف بعته ونحن محتاجون إليه؟ فعرفهم بما جرى من حديث القصر وأن خطه بيده وأنهُ باعه بذلك القصر فأبوا أن يرضوا إلا أن يجعلهم شركاء فيه فقال: انزلوا وهو لي ولكم والله على ما نقول وكيل» فرضوا ونزلوا واستولى الخطيب على البستان وتصرف فيهء ثم بعد مدة توفي الشيخ إسماعيل بن عبد المنعم بائع البستان وقد أوصى أولاده أن يجعلوا ذلك الكتاب فى كفنه ففعلوا ودفنوه» فلما أصبيحوا وجدوا على قبره مكتوبًا وقد وجدنا ما وعدنا ربنا عقا واعلم أيها الأخ الصفي الصديق أن هذا الولي الصّدَّيق قد اقتدى في هذا أيضًا بمقتضى الأنبياء والرسل وزبدة هداة السبل كما روى ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أنه قال: كان لرجل نخلة فرعها في دار رجل فقير ذي عيال وكان الرجل إذا جاء ودخل الدار صعد إلى النخلة ليأخذ من الثمر فربما سقطت ثمرة فيأخذها صبيان الفقير فينزل الرجل من نخلته حتى يأخذ الثمرة من بين أيديهم» فإن وجد ثمرةٌ في فم أحدهم أدخل أصبعه حتى يخرج الثمرة من فيهوء فشكى الرجل إلى النبي يَلِةِ وأخبره بما لقي من صاحب النخلة فقال النبي كِةِ: اذهب وائتني بصاحب النخلة فأتى به إلى رسول الله يطل فقال لهُ: أتعطيني نخلتك التي فرعها في دار فلان ولك بها نخلة في الجنة؟ فقال الرجل إن لي نخلاً كثيرًا وما فيها نخلة أعجب ثمرةً منها ثم ذهب الرجل» قال: وكان في المجلس رجل غيره سمع كلام رسول الله يَلةِ فقال: يا رسول الله تعطني ما أعطيت الرجل عوضها نخلة في الجنة وأنا آخذها لك. فقال النبي يَقةِ: نعم فذهب الرجل فاشتراها منه بأربعين نخلةء وجاة إلى رسول الله َظِيةٍ فقال: يا رسول الله إن النخلة 7" الباب الرابع في ذكر كراماته العلية صارت ملكي وهي لكء. فأرسل الرسول كَلِْةِ إلى الفقير وقال لهُ: إن النخلة لك ولعيالك .اه وذكر في كناب بهجة الأسرار ما نصهٌ: الشيخ أحمد بن أبي الحسن الرفاعي رضي الله عنهُ هذا الشيخ من أجلاءٍ مشايخ العراق وأجلاءٍ العارفين وعظماءٍ المحققين وصدور العارفين المقربين» صاحب المقامات العالية العلية والحالات العظيمة والكرامات الظاهرة والحقائق الزاهرة وهو أحد من خرق الله له العادات وقلب له الأعيان وأظهر على يديه العجائب وأنطقه بالمغيبات وصرفةٌ في الوجود وأقامه حجة على المسلمين ونصبة قدوة للساكنين» وأوقع لهُ القبول العظيم عند الخاص والعام وهو أحد أركان هذه الطريقة علمًا وعملاً وحالاً وتحقيقًا وأحد أفراد هذا الشأن وأئمة ساداته وسادات الدعاة إليه وهو أحد مَن يذكر عنهُ القطبية» وهو الذي يقول: الشيخ مّن يمح اسم مريديه من ديوان الأشقاء. وقيل: إن رجلاً دخل على مشايخ البطائح فلما خرج الرجل قال ذلك الشيخ لمن حضره قرأت على جبهة هذا الرجل سطر الشقاوة» فأتى ذلك الرجل إلى الشيخ أحمد ولبس منة خرقةً ثم أتى إلى زيارة ذلك الشيخ. فقال الشيخ لأصحابه: قد محي من جبهتهِ سطر الشقاوة وبدل بسطر السعادة ببركة الشيخ أحمد الرفاعي: وهو الذي سُئل عن وصف الرجل المتمكن فقال: هو الذي لو نصب له سنان على أعلى شاهق في الأرض وهيّت الرياح الثمانية ما حركت منه شعرةٌ واحدة» وذكر عنه أنه دخل عليه رجل فوضع الشيخ له طعامًا فقال: إذا جاءً وقتي أكلت قال: ومتى وقتك؟ قال: المغرب قال لهُ: عن كم؟ قال: عن ستة أشهرء فلما كان وقت المغرب قدم لهُ الطعام فأكل وسأله أن يأكل معه فقال: إذا جاءَ وقتي أكلت قال: ومتى وقتك؟ قال: بعد ستة أشهرء قال: وكم مضى لك؟ قال: ستة أشهرء قال: فسثل الشيخ أحمد عن سبب ذلك فقال: دخلت دارنا يومًا شديد الحرٌ وأنا عطشان فوجدت ماءً مخلوطا ببياض العجين قد فضل من ماء العجين فأردت أن أشربة فقالت لي نفسي: أما ترى الماءً البارد في الكوز فامتنعت من الشرب وعاهدت الله تعالى أن لا آكل ولا أشرب إلى سئة وهو أحد من قهر أحواله وملك أسراره وغلب موارده وظهر على أمره ونصحه وزهده وكثرة حلمه وشدة تواضعه وعظم إيثاره وتحمل نفسه تضرب بها الأمثال وإلى مثلهِ تمتد الآمال وانتهت إليهِ الرياسة في علوم الطريق وشرح أحوال القوم وكشف مشكلاتهم في منازلاتهم وبهِ عرف الأمر بتربية ا ا ا 1 من أغلام الطريو وطلمة له علو يحصون كثرة من أصحاب الأحوال الصادقة» وانتمى إليه عالم عظيم من كل قطر وتبعة جم غفير من كل جهة ورآه المشايخ والعلماءً وغيرهم بأيصار التبجيل وشهد لهُ الخلق بالاحترام ولهُ كلام على لسان أهل الحقائق إلى أن قال: وذكر الشيخ أبو يوسف الباب الرابع في ذكر كراماته العلية بان يعقوب بن بدران بن منصور الأنصاري قال: سمعت شيخنا الشيخ الإمام العالم العارف تقي الدين علي بن المبارك بن الحسن بن أحمد بن باسويه الواسطي يقول: جلس سيدي الشيخ أحمد الرفاعي رضي الله عنهُ على الشط وأصحابة حوله فقال: نشتهي أن أت ايوم بسي مي فلم يتم كلامه حتى امتلاأ الشط سمكًا من أنواع شتى ووثئب منها شيءٌ كثي كثير إلى البر ورأوا في ذلك الوقت بشط أم عبيدة من الأسماك ما لم ير مثلهء فقال الشيخ: إن هذه الأسماك كلها تسألني بحق الله تعالى أن آكل منها فصاد الفقراء منها شيئًا كثيرًا وشووه وقدموه سماطا عظيمًا في طواجن فأكلوا حتى شبعوا وبقي في الطاجن من هذه السمكة رأسها ومن هذه ذنبها ومن هذه بعضهاء فقال له رجل: ما صفة الرجل المتمكن؟ قال: هو أن يعطي التصريف العام في جميع الخلائق» قال له: وما علامة ذلك؟ فقال: أن يقول لبقايا هذه الأسماك قومي بإذن الله تعالى واسعي فتقوم وتسعى ثم أشار الشيخ إلى تلك الطواجن بيده وقال: أيتها الأسماك التي في الطواجن قوموا واسعوا بإذن الله تعالى. فلم يتم كلامة حتى وثبت تلك البقايا في البحر أسماكًا صحيحةً؛ وذهبت في الماء من حيث أتتء. قال: وحدّئني ابن أخته الشيخ الجليل أبو الفرج عبد الرحيم قال: كنت جالسًا يومًا بحيث أرى الشيخ أحمد رضي الله عنه واسمع كلامةُ وكان هو جالس وحده فنزل عليه رجل من الهواء وجلس بين يديهء فقال لهُ الشيخ: مرحبًا بوتد المشرق» فقال له ذلك الرجل: إن لي عشرين يومًا ما أكلت ولا شربت فيها وإني أريد أن تطعمني الآن شهوتي» قال: وما شهوتك فنظر في الجو فإذا حس وزات طائرات» فقال: أريد إحدى هذه الوزات بين يدي مشوية ورغيفين وماءً بارد فقال الشيخ: لك ذلك. ثم نظر إلى تلك الوزات وقال: عجل لي بشهوة الرجل» فما تم كلام حتى نزلت إحداهن بين يديه مشوية» ثم مد الشيخ يده إلى حجرين بجانبه وضعهما بين يديه رغيفين يصعد فوارهما من أحسن خبز الدنيا منظرًا ثم مد يده إلى الهواء فإذا فيها كوز أحمر فيه ماءً فأكل الرجل الإوزة وما بقي منها سوى عظامهاء وأكل الرغيفين وشرب الماء وذهب في الهواء من حيث جاءء فقام الشيخ وأخذ تلك العظام ووضعها على يده وأمر يمينة عليها وقال: أيتها العظام المتفرقة الأوصال المنقطعة اذهبي بسم الله الرحمئلن الرحيم فذهبت وزة سوية وطارت في الجو حتى غابت عن نظري. ونقل أن الشيخ عمر الفاروثي سمع السيد أحمد الرفاعي قدس سرّهما يومًا يقول: إن الشيخ إذا كان لهُ مريد ولو كان على بعد وانكشف غطاؤًه عن يده ليلاً يمدّ يده ويغطيه» قال الشيخ عمر قدس سره: فرأيت ليلة بعد هذا الكلام أنهُ قد انكشف غطائي وهو يغطيني ولم يكن عندي أحد فعلمت أن الشيخ أراد وقوع و الطمأنينة عندي» ونقل أيضًا أنه قدم جماعة من الفقراء إلى أم عبيدة فاحتاجوا إلى شيء 07 الباب الرابع في ذكر كراماته العلية يأكلون فقصدوا إلى موضع ونفذوا شخصًا منهم يطلب لهم طعامًاء فمضى وليس معةٌ شيةٌ فلم يعط شيئًا فرجع إليهم وقال لهم: هؤلاء لا يعطون إلا من يأتيهم بشيء من الدنيا فقاموا وقصدوا الرواق فتلقاهم السيد أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عنهُ قبل أن يجلسوا وقال لهم: أي فقراء إلى يومنا هذا ما فرقنا بين مَن يأتي بشيءٍ ومن لا يأتي ومّن يساعد ومّن لا يساعد كيف يقعدون في المواضع ويتخلفون. ونقل أنه كان فقير من أهل قرية عبد الله يقال له: الشيخ مكي قد انحدر إلى أم عبيدة وتاب على يد السيد أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عنهُ وأقام في أم عبيدة يعبد الله مدةً. فخطر لهُ ذات ليلة أن يذهب إلى قريته ويسلّم على أهله وأصحابهٍ الفقراءء فلما أصبح دخل على العادة وسلّم :على السيد أحمد الرفاعي عليهِ الرحمة والرضوان فلزم يده وقال لهُ ابتداة: أي أخني مكي ما تصعد قرية عبد الله وتسلّم على أهلك وعلى الفقراء فعجب من إذن السيد أحمد الرفاعي له وعلم أنه كاشفه بأحواله قدس الله سره. وذكر في كتاب أم البراهين ما نصِهٌ: الشيخ الصالح ثابت بن صالح من أهل قرية جفرا رضي الله عنهُ قال: كان في قرية عبد الله شيحٌ يقال له: أبو الفتوح ولهُ رباط وفيه مرابطون من أصحابهِ وفيه أربعون مرابطًا من العرب من مريديهء وكان ذلك قبل ظهور سيدي الشيخ الكبير السيد أحمد الرفاعي» قال: فلما توفي الشيخ أبو الفتح رحمة الله تبدد شملهم وتفرّق كل واحد في جهةٍ فلم يتخلف منهم غير فقير واحدٍ اسمهُ مكي فإنة لم يفارق الرباط ولم ير غير الشيخ أبي الفتح. فبقي على ذلك زمانًا طويلاً لم يخرج من الرباط إلا للوضوءء قال: فبيئما الفقير ذات يوم جالسًا على عادتهِ في الرباط» قال: فلم أحس إلا وكأن رجلا أدخل يده تحت إبطي وأقامني» قال: فنهضت ولم أدر ما يراد مني وخرجت من باب الرباط وانحدرت إلى تحت القرية إلى أن وصلت إلى بستان يعرف بالجربيات فلما وصلت إلى ذلك المكان وأنا غائب عن نفسي لا أعلم أين أنا قاصد فلم أشعر إلا وبرجل يكلمني فالتفت إليهِ وإذا بسفينة مقدمة فيها أربع ملاحين ورجل جالس في صدرهاء فلما رأيتهُ قال لي: أي فقير تجيءٌ أم عبيدة فكأنتي ناكم وانتبهت. فقلت له: نعم فقال لي: انزل فنزلت السفينة فأجلسني إلى جانبهِ في الصدر واتحدزوا كانه كائا نوعدي ثم إنهم .باتوا في الطريك واتحدرؤا بالفداة 'فوطلوا آم عبيدة نصف النهار والوقت صيف وحرٌّ قوي والشمس عمالة قاهرة» قال: فقدموا لي درب الرواق وقالوا لي : أي فقير قم فاصعد فقمت وصعدت في السفينة ولا أدري كيف أمضي ولا أعرف بأم عبيدة أحدًا فسبغت الوضوء وركبت نعلي وقمت أمشي إلى ناحية الرواق؛ فلما قربت منه رأيت رجلا مليحًا حسن الوجه وعليه ثوب قصير وعلى رأسه إحرام وعلى أكتافه إحرام وكمةٌ يعبر أصابعهُ وهو واقف تحت الباب يستظل من حر الباب الرابع في ذكر كراماته العلية الى الشمس وينظر إلى صوب الشمس وتارة يخرج رأسةُ وتارةً يخبيه من الحرء فلما رآني مقبلا إليه وواصلا لديه خرج من تحت دروند الباب والتقاني فقلت في نفسي: هذا يكون خادم الشيخ الكبير السيد أحمد الرفاعي قد حَسسٌ فأنفذ خادمه يتلقاني قال: فلما وصل إلى عندي ووصلت إليهٍ قال لي: أهلاً وسهلاً بهذا السيد الصالح ثم إنه أخذ بيدي فأخذت يده فقبلتها فسلّمت عليه وسلم على ثم إنه مشى أمامي ومشيت خلفه وأنا متردد الخاطر فيه تارة أقول إنه خادمه وتارة أقول إنه هو الشيخ حتى وصلت إليه فدخل قدامي إلى داره وأنا خلفه فوجدت له غرفة معزولة لنفسهٍ وفيها قطعة باريه فجلس وأجلسني وأحضر لي طعامًا فأكلت وغسلت يدي فأعطاني منديله فمسحت يدي» ثم إنه أخذ يحدّثني بأحوالي وما كان الشيخ أبو الفتح عليه رحمه الله وعن الفقراء وتشتيتهم ولم يجد شيئًا في خاطري إلا حدّئني بهء فقلت في نفسي: لا إلله إلا الله محمد رسول الله لا شك أن هذا هو الشيخ لا محالة» ثم أذن المؤذن أذان الظهر فلما فرغ من الأذان قال لي: أي ولدي ما نمشي نصلي الظهر؟ فقلت له: بلى والله ثم إنهُ نهض وأنا معة حتى خرجنا من الدار وأتينا إلى الرواق فدخل هو وجلس في المحراب ومشيت أنا تحت الكوز الجيلاني فركعت ركعتين تحية البقعة وصليت السنة وجلست وأسرع الناس أفواجَا للصلاة يدخلون الرباط ويجيئون إليهِ ويقبلون يده فتحققت أنه الشيخ وتركت رأسي على ركبتي فأغفيت فرأيت الشيخ الكبير السيد أحمد الرفاعي رضي الله عنه كبرت جثتهٌ وامتلأت منهُ ثيابه ثم امتلاأ منه الرواق وامتلا منهُ الرباطء ثم امتلأ منهُ الكون ثم إنهُ ضغطني بين الخشبة والجدار حتى كادت نفسي تزهق وأخاني الليث ثم رأيتة وقد امتلاً منهُ المشرق والمغرب والسهل والجبل» حتى امتلاأ منه السملوات واللأرض وما بينهما وكل ذلك رأيتهُ وكادت نفسي تزهق لما أنا فيه من هول منظري وقد خرق عقلي من الضيق الذي أنا فيه من الضغطة. ولم أزل كذلك حتى قامت الصلاة فلكزني بعض الفقراءٍ الذي كان بجانبي فرفعت رأسي فرأيت نفسي مرضوض كنبد الغصب فلم أتمكن من الصلاة قائمًا فصليت قاعداء فلما فرغنا من الصلاة وصلّيت السنة أقبل الفقراء على سيدي الشيخ الكبير السيد أحمد الرفاعي رضي الله عنه ليصافحوه وأنا قاعد مكاني لا أتمكن من الكلام ولا من القيام لما نالني» ثم إن سيدي الشيخ الكبير السيد أحمد الرفاعي نهض من مكانه وأتى إلى عندي وسلّم علي وأخد بيدي وقال لي: كيف أنت؟ ثم نفسكء. ثم إنهُ أخذ بيدي وقام فقمت معه وخرجنا من الرواق وصعدنا إلى فوق القرية وهناك قبة يسمونها قبة طوبى فأدخلني هناك وجعل يحذثني بكل ما كان من الشيخ أبي الفتوح وسيرتهء ثم حدّئني بحديث الفقراء أصحاب الشيخ وكاشفني بأحوال جماعته فقلت في نفسي: هذا الرجل الذي يحدّئني بحديث الرجال فيه أنه ظهر وما 4 الباب الرابع في ذكر كرامائه العلية بقي شك أقوم آخذ العهد على يده وأتوب» ثم إني كشفت رأسي وقلت: أي سيدي خذ علي العهد وتوبنيء فقال لي: أخي أنت ما تعرف غير سيدي أبو الفتوح ولا تتوب على يد غيره فكلنا على يد سيدي أبي الفتوح السيد المحتشم قدس سرهء فقلت له: أي سيدي لا بد أن تتوبني» قال: فأخذ علي العهد وتوبني ثم إننا قمنا وخرجنا وجئنا إلى الرواق وقد أذن العصر فأخذ الشيخ مجلسة ورجعت إلى مكاني وصليت وبت ليلتي مسرورًا به وأنا مرضوض من العنا الذي نالني من الضغط» ثم إني نسيت قرية عبد الله وأهلي والفقراء والشيخ أبي الفتوح. ولم يخطر خاطري بأحد من الخلق كلهم غير سيدي الشيخ الكبير السيد أحمد الرفاعي وبقيت سنةٌ كاملة على هذا الحال؛ فلما كان بعد سنة وأنا نائم في بعض الليالي خطر لي قرية عبد الله وأصحابي وزيارتهم فقلت: ما أحسن أن أواجه سيدي الشيخ الكبير السيد أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عنهُ إلا بالإذن ثم نمت ليلتي موسومًا بالأضعاد فلما أذن لصلاة الصبح قمت وصلّيت على جاري العادة خلف سيدي الشيخ الكبير السيد أحمد الرفاعي صلاة الصبح ثم جلس مكانه على عادته حتى صلى الشكر والضحى ثم جلس ودعا وفرغ من دعائه قمت إليهٍ لأقبّل يده فلزم يدي وقال لي: أي أخي مكي أما تقصد قرية عبد الله تسلم على أهلك وعلى الفقراء فقلت لهُ: إن أذن سيديء» فقال: بسم الله ثم إنه أخذ بيدي وخرجنا من ياب الرواق ومشينا إلى الشط فوقف على جانب سفينة وهي مشحونة فيها أرز وتمر وحنطة وشعير ودهن وقطن وقد أقام لها مدادين». فقال: أي سيدي أي أخي مكي يسم الله اتزل في هذه السفيئة فإذا وصلت إلى قرية عبد الله فرق هذا على الفقراء وعلى أهلك وسلم لي على أهلك وعلى إخوانك واسألهم لي الدعاء؛ وودعني ومضى وصعدنا بالسلامة حتى وصلنا قرية عبد الله ودخلت على أهلي وسلمت عليهم وعلى الفقراء وأخرجت الذي كان في السفينة وفرقتة على الفقراء وعلى أهلي ثم جلست ساعة وأذن المؤذن أذان الظهر فقمت وصليت وقعدت سنة كاملة بقرية عبد الله ما رجع خطر لي أم عبيدة ولا ذكرتها قطء. فلما كان بعد السنة وأنا جالس في المسجد وإذا كان رجلاً أدخل يده تحت إبطي أقامني فقمت وخرجت ولم أدر إلى أين قاصدء حتى أتيت إلى الحرنيات موضعي بالسنة الخالية وإذا بورحيةٍ وملاحين الذي كانوا أول والرجل جالس بصدر الورحية فلما وصلت إليه ناداني الرجل باسمي أي مكي تجيء أم عبيدة» قال: فالتفت إليه فعرفتةُ فاستيقظت لنفسي فقلت لهُ: يا سيدي بلى ثم إنهُ أنزلني إليه فسلّم علي وسلّمت عليه وجلست بجانبه معةُ في صدر الورحية وانحدرنا على العادة التي كانت فبتنا في الطريق حتى أتى الصباح فانحدرنا إلى أن وصلنا إلى أم عبيدة قبل الظهر فأصعدني إلى مكاني الذي صعدت فيه أولاً بالسنة الخالية ثم إني بادرت إلى إسباغ الباب الرابع في ذكر كراماته العلية 41 الوضوء فتوضأت» ثم إني جئت إلى الرباط وقلت في نفسي تلك السنة تلقاني سيدي الشيخ الكبير السيد أحمد من باب الرباط وهذه السنة يتلقاني من الشظء ثم إني جعت إلى الرباط فلم التق الشيخ ولا غلامة ولم يلقاني أحد فجئت إلى مكاني الذي كنت أصلي فيه فصليت ركعتين تحية البقعة وسلمت على الفقراء الذين كنت أعرفهم» ثم إني جلست ساعةً وأذن الظهر وإذا بسيدي الشيخ الكبير السيد أحمد الرفاعي قد أقبل فقمت إليه وسلّمت عليه وقبّلت يده فرحب بي ورة عليّ السلام وسألني عن حالي وعن الفقراء فعرفتهٌ طيب نفوسهم وأنهم يسلموا عليه ويسألونة الدعاء» ثم إنهٌ قصد المحراب ورجعت إلى مكاني وقلت في نفسي إن سيدي الشيخ الكبير السيد أحمد الرفاعي أراني في تلك المرة شيئًا من الإشارة وهذه المرة يريني غير ذلك» ثم إني تركت رأسي على ركبتي ولم أزل كذلك حتى قامت الصلاة فلم أرَ شيئًا فقمت صليت الظهر وصليت السنة وأسرع الناس يسلّمون عليه ويقبّلون يدهء ثم إني انتظرتهُ يجيء إليّ على عادته الأولى فلم يجىء فقمت أنا وجئت إليه وأخذت يده فلزمني وقال لي: أي أخي مكي ذلك كان شيء ومضى واليوم هذا اللاش الحقير حميد لو أن عشرةً عن يمينه يروحونة بمراوح الند والكافور وعشرة عن شماله يقرضون لحمهُ بمقاريض من النار ما كان عنده هؤلاء أكثر من هؤلاء ولا هؤلاء أنقص من هؤلاء» قال: فلما سمعت كلامة قبلت يده ورجعت إلى مكاني متفكرًا في أمره وما أعطاه الله تعالى» قال الشيخ ثابت الراوي لهذا الحديث: أخبرني الثقاة أن الشيخ مكي أقام بعد ذلك الكلام مده وتوفي رحمة الله ودفن في باب الرباط بعدما جهزه سيدي الشيخ الكبير السيد أحمد الرفاعي وكفنة وصلَّى عليه رضوان الله عليه وهذا من بعض إشاراتهِ وكراماته وعظم العطا الذي متحة الله سبحانة وتعالى به لأن الله تبارك وتعالى إذا أعطى عبده عطيةٌ أو منحه منحةٌ حيّر فيه الأفكارء وكان رضي الله عنه كما قال أبو عبد الله محمد بن المنكدر رضي الله عنه حين سئل أي الأعمال أحب إليك فقال: إدخال السرور على المؤمن قالوا: فما بقي منك مما يستلذ به قال: الفضل على الإخوان. ونقل أن السيد أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عنهٌ رأى في المنام مرةً أن الغلاء يأتي على الخلائق مدة ثلاث سنين لا يزيد الماء ولا تمطر السماء حتى تأكل الناس الميتة وتموت الناس على الطرق جوعًاء وكان الشيخ الفقيه علي بن نصر من الأموصية بينهُ وبين السيد أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عنهُ صحبة مؤكدة وكان كثير العيال» فبينما هو يومًا في بيته إذ رأى السيد أحمد الرفاعي وليس معة أحد من الفقراء فقصص عليه رؤياه وعرض أن يشتري من الغلّة في الرخاء ما يكفيه لتلك المدة فقال الفقيه: لا والله ما فعلت ذلك وكيف أشبع وجاري جائع فقال السيد أحمد الرفاعي رضي الله قلادة الجواهر/ م 5 4 الباب الرابع في ذثر كراماته العلية تعالى عنهُ: أي علي أحسنت بارك الله فيك وجزاك الخيرء فأين غلتكم التي لكم في البيت؟ قال: في الغرفة» فقال: خذني إليها فصعد معه إليها فترك السيد أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عنهُ يده فيها وقال بسم الله الرحمئن الرحيم؛ ثم قال: أي علي لا تترك أحدًا يصعد إلى الغلة ويأخذ منها إل زوجتك وحدها تأخذ حاجتهاء فقال: السمع والطاعة ثم خرج السيد أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عنهُ من البيت وودع الفقيه؛ ثم رفع قدمهُ في الهواء وغاب عن الفقيه فلم يدرٍ كيف مرّء ثم أتى الغلاءٌ والقحط على الناس كما رأى السيد أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عنهُ: فلم يزل الفقيه وعيالة يأكلون من تلك الغلة مدة الغلاء وبقيت بحالها إلى زمن الرخص ببركات السيد أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عنهُ. ونقل أنه كان في زمان السيد أحمد الرفاعي رجل من الصابئين وقد فقد لهُ دواب فخرج في طلبها ولم يعرف لها خبرء فوصل في طريقه إلى أَمّ عبيدة ليلا فدخلها وكان قد مكث ثلاثة أيام لم يذق طعامًا لأن الصابئين لا يأكلون من خبز المسلمين» وكانت تلك الليلة شديدة الظلمة والبرد فدخل الرواق وقد أضرٌ به الجوع والتعب والبردء فألقى نفسه بين الفقراء ونام فأظهر الله تعالى حالهٌ على السيد أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عنهُ فجاء لأجلهٍ في الحال» فلما وضل إليه قعد عند رأسه وأيقظة فانتبه منزعبجًا مرعوبًا وقال: أي سيدي ماذا تريد مني أنا فقير غريب» فقال: قصدت أي ولدي فإنما أظنك جائعًاء ثم أمره أن يمضي معه إلى المنزل فقام ومشى معهُء فلما دخل المنزل أحضر لهُ دقيمًا وسمكنةً وتمرًا وركوة للماءٍ جديدة وأمره أن يمضي بنفسهٍ ويغسل السمكة ويمذ الركوة من ماءٍ الدجلة بيده» فمضى الرجل وغسل السمكة وأتى بماء وشرع في عجن الدقيق» وأما السيد أحمد الرفاعي فإنهُ أحضر حطبًا وأوقعة في التنور وأوقد فيه النار. فلما فرغ الرجل من العجن خبز وشوى السمكة ثم قدم الجميع بين يديه فأكل حتى شبع ثم أمره السيد أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عنة أن يأخذ الباقي معهُ لصغاره فأخذه. ثم قام السيد أحمد الرفاعي وخرج قدامهٌ رجاء أن يجد سفينة ينحدر فيها الرجل إلى أهله فوجد سفيئةٌ فيها جماعة ينحدرونء فقال لهم السيد أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عنهُ: تأخذون هذا الرجل الفقير معكم إلى موضع كذا وذكر قربتهُ وتأخذون أجرتكم. قالوا: نعم فقدموا السفينة وأخذوه فوصاهم به ثم رجع بعد أن ودّع الرجل فلما وصل أولئك الجماعة إلى القرية سألوه عما جرى لهُ فأخبرهم» وحكى لهم القصة مع السيد أحمد الرفاعي رضي الله عنةء ثم قال: ما هذا إلا رجل كريم على ربه وإني داخل في دينه ثم قال: أشهد أن لا إلله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول اللهء فاتبعةٌ أهلهُ في الحال وأسلموا جميعًا فلما أصبحوا خرج إلى بني عمهٍ وعشيرتهِ وكان كبيرهم ومعتقدهم فاجتمعوا وسلّموا عليهء فأخبرهم بما جرى لهُ الباب الرابع في ذكر كراماته العلية م وأنهُ قد أسلم هو وجميع أهله ورغبهم في الإسلام؛ فكشف الله تعالى الغمة عن قلوبهم فأسلموا بأجمعهمء وكان ذلك. ببركات سيدي أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عنة وأحسن نيتة وأخلص طويتهٌ أعاد الله علينا وعلى كافة محبيه من بركته وحشرنا بفضله في زمرته. ونقل أن السيد محيي الدين إبراهيم بن سيدي عمر الفاروثي رضي الله تعالى عنهما كان طفلاً صغيرًا في حياة سيدي أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عنهُ فحملهٌ والده إلى حضرته المقدسة فوقع نظره عليه وقال لهُ: أي إبراهيم جملت بك المحافل ولا امندت عليك يدء قال صاحب الترياق: فعاش سيدي إبراهيم معزّرًا مكرمًا موقرًا محترمًا. كما قال قدس سرّه حملت به المحافل ولم تمتد إليه يد جاهل إلى أن توفي إلى رحمة الله تعالى. ونقل في بعض السير غير السير الثلاثة المذكورة أن السيد أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عنهُ قال للشيخ عمر: إذا صعدت الكرسي وتكلمت في البلاد ووقف عليك المجلس فاذكرني» قال الشيخ عمر: فسافرت إلى بلد من البلاد وجلست على الكرسي وتكلمت حتى أضحى النهار فلم يتحرك أحد فذكرت قول السيد أحمد الرفاعي رضي الله عنة لي فقلت: أي سادة كان لي شيخ يقال له: السيد أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عنه وشرحت القصة فالتطم المجلس ببعضهٍ وأسلم على يدي في الحال ثمانمائة رجل وتاب ما شاء الله حتى لن يعرفوا من الذين أسلمواء ومن كراماته المشهورة المستفيضة لا زالت بركاتهٌ علينا في الدارين مفيضة التي لا يستطيع إنكاره جاحد ممن قلبهُ عن الحق وأهلهِ حائدء ولم ينقل عن غيره من أسلاف المشايخ الكبار وهي الآن مشهودة من المتتسبين إليهِ حالة الاختيار دخولهم في التنانير المضرمة في النار فيطفؤنها ولم تضرّهم بأمر الملك الجبارء وتسخير الله تعالى إياهم الحيات والأفاعى حيث قالوا عند أخذهم إياها: يا أحمد الرفاعي واسقي المنكرين إياهم السموم. ولم تضرهم بإذن الله كاشف الهموم وتسخير الله تعالى إياهم الأسود فيركبونها وهي مطيعة لهم بإذن الله تعالى الملك الودود. قال ابن جلال في جلاء الصدا ما نصهٌ: نقل عن السيد إبراهيم الأعزب أنه قال: كنت جالسًا في الغرفة مع السيد أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عنهما ورأسة على ركبتيه فرقع رأسه وضحك بأعلى صوته فضحكت أنا أيضًا مع البشاشة فصاح علي وقال: أي إبراهيم مما تضحك فقلت: أي سيدي رأيتك تضحك فضحكت أنا أيضًا ثم ألححت عليه ليخبرني عن سبب ضحكه فقال: أي إبراهيم ناداني العزيز سيحانه إني أريد أن أخسف الأرض وأرمي السماء على الأرض فلما سمعت هذا النداء تعجبت وقلت: إللهي مَن ذا 44 الباب الرابع في ذكر كراماته العلية الذي يعارضك في ملكك وإرادتك» قال سيدي إبراهيم: فأخذتة الرعدة ووقع على الأرض؛ وبقي في ذلك الحال زمانًا طويلاً. ونقل عن السيد أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عنة أنهُ كان مغمومًا مطرقًا رأسه سنة ليلها ونهارها حتى عرف ذلك خواص أصحابه فدخل الرباط يومًا وقد زال عنة ذلك وقد ظهر في وجهه آثار الفرح فسأله الشيخ يعقوب عن ذلك فقال: أي يعقوب قد كنت مطلعًا في هذه المدة على فعال الخلق بعضهم يهرقون دماء المسلمين بغير حق وبعضهم يهتكون أعراض المسلمين» وقد كشف لي ذلك في كل مكان فكان غمي لأجل ذلك وخوف مكر الله تعالى فنوديت الآن: أي أحمد أنت خلقت الخلق أم أنا؟ قلت: أنت يا إللهي» ثم نودي: أنت تحكم عليهم وتقدر أم أنا؟ فقلت: أنت. فجاء النداء: أنت ترحم وتغفر لهم أم أنا؟ فقلت: أنت. فجاءً النداء: أنت تمحو وتثبت أم أنا؟ قلت: أنت يا أرحم الراحمين» فنوديت: أي أحمد الرفاعي فطيب نفسك فإن أهلك جميع الأرض لم يمخطر لي شيءٌ» قال: فبعد ذلك ظهر القحط فصار سيدي أحمد يدور على الخلق في السكك» فقال لهُ السيد عبد الرحيم أو غيره: ما ترى الخلائق في هذه الشدائد وما تسمع بحالهم؟ فقال: نعمء قال: ما تترحم عليهم لعل الله تعالى يرحمهم يبركة ترحمك عليهم ويخلصهم من تلك الشدائد؟ قال: لا لا. ونقل عن المولى الإمام الشيخ المقدام أنه قال: كفا دائمًا نرى السيد الرفاعي رضي الله تعالى عنهُ متغير اللون فسألناه عن ذلك فقال: إن سيف القهر ينجذب في وجهي في كل يوم خمس مرات» قال تعالى: #إن الله كان عليكم رقيبًا© [النساء: ]١‏ يلاحظني حالة القهر. ونقل أن السيد أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عنهُ قال للسيد إبراهيم الأعزب: لو أن على فخذي هذا واحد بيده سكين يقطع لحمي ويمزقة وعلى فخذي الآخر واحد بيده مروحة يروحني ويلعقني العسل» لا هذا يزيد عني بفعله ولا هذا ينقص بفعله. وقال في الشفا: إن ذلك كان في ابتداء حاله. كان يقول في آخر الأمرء لو أن على فخذي الأيمن خمسمائة وتسعون في إيصال خير وراحة إليّء ٠‏ وعلى فخذي الأيسر خمسماثة يقطعون من لحمي بمقراض من 00 9 حصل لهؤلاء الزيادة ولا لهؤلاء النقصان. ويحتمل أن هذا ليس من الأحوال بل من المقامات» لأنهُ استوى عنده الضر والنفع والعطاء والمنع» ولا يرى ذلك منهم» بل يراه من الفاعل المطلق سبحانة. وعلم أن هو المعطي والمانع والضار والنافع» ورضي بقضاء الله المبرم الذي لا يرد ولا يدقع. واختلف المشائخ في الرضا: هو من جملة المقامات أو من جملة الأحوال» فحارث المحابسي قال: رن عي الأحوال وأخذ مشايخ خراسان بقوله» ومشايخ العراق خالفوه وقالوا بل هو من جملة المقامات. ونقل عن الإمام الولي الرشيد الشيخ الباب الرابع في ذكر كراماته العلية 16 الكبيرء المسمى سعيد وكان من كبار أصحاب السيد أحمد الرفاعى رضي الله تعالى عنة أنهُ قال: كنت في بيتي ليلة من الليالي إذ ناداني السيد أحمد الرفاعي؛ فقمت مبادرًا وجئت إليه وقبّلت يدهء وسألته عن حاجته فأخذ بيدي وخرجنا من الرواق حتى وصلنا إلى بستان يعرف بالقنوري»؛ وهو مكان خالي فوق أم عبيدة ما فيه شيءٌ يستظل به. قال أي سعيد قف هاهنا حتى أرجع؛ فوقفت مكاني حتى مضى من الليل شطر وهو لم يرجعء فمشيت على أثره لأعرف خبرهء فإذا أنا بثيابه ملقاة على الأرض وعلى جانبهِ ماءً يبرق كالنجم» فجعلت أطوف يميئًا وشمالاً فلم أجدهء فرجعت إلى موضعي وأنا مرعوب من ذلك إذ هو أقبل علي وأنواره تشرقء» فقلت له ما رأيت وأقسمت عليه بالعزيز سبحانه وبالمصطفى يليه فاستخبرته عن ذلك فقال: أي ولدي أنا كنت ذلك الماء الذي رأيتة» نظرني العزيز سبحانة بعين القهر فذبت كما يذوب الرصاصء» فصرت كما رأيت ماء ثم نظرني بعين اللطف فصيّرني كما ترى بشرًا سويًا. أي سعيد وحق العزيز سبحانة لولا أن نظرني بعين اللطف. لما رجعت إليكم أبدًا. وكان السيد أحمد الرفاعي عليه الرحمة والرضوان إذا حضرت لهُ حضرة من جناب العزيز جل جلاله؛ يتململ تململ السقيم ويقول أيّ حيرة أيّ دهشة أيّ حرقة» ثم يقول يا هو يا مّن لا يعلم ما هو إلا هوء ثم ييكي . وذكر في أم البراهين ما نصهٌ: حدّثني به الشيخ يعقوب ابن كراز رحمه الله تعالى» قال كان قد مرض شخص من كبار بني الصيرفي مرضًا شديدّاء وعجز عنهُ الأطباء ولم ينفعه الدواة» وقال فحملوه أهله إلى سيدي الشيخ الكبير السيد أحمد الرفاعي وتركوه بين يديهء وسألوه أن يدعو لهُ فلم يفعل وأبى عليهمء فقال لهم بعض الفقراء: احملوه إلى باب الرواق لعل الشيخ في ممره ومجيئه عليه يرحمهء فإنة رقيق القلب رحيمء قال: فحملوه وألقوه على باب الرواق» فبقي مدة ثلاثة أيام ملقى وسيدي الشيخ الكبير السيد أحمد الرفاعي يمرٌ عليه في اليوم والليلة مرارّاء وهو يتوسّل به وهو لا يلتفت إليه ولا يدعو أكثر مما يقول: الله لطيف بعباده» قال قلت لهُ: أي سيدي أما تنظر إلى هذا الرجل المسكين وترحمة وتسأل الله له العافية» فقال لي: أي يعقوب لا تعلمني الغلط هو أرحم وأحكم بخلقه. أي يعقوب لي على العزيز سبحانة وتعالى كل يوم ألف حاجة مقضية. ما سألته منها حاجة في الدنيا إنما أريدها منه في الآخرة» قال يعقوب قلت له: أي سيدي تكون ألف إلا حاجة. فقال لي: أي يعقوب لا حيّا ولا كرامة لم لا تكون ألف وواحدة؟ أي يعقوب اعلم أن الرجل الجيد المتمكن من نفسه الكامل بحاله؛ إذا سأل ربه حاجة وقضيت لهُء نقصت درجتة عند الله تعالى» قال: فقلتٌ له: أي سيدي أنت تدعو في عقيب كل صلاة وفي كل مجلسء وتسأل الله تعالى. فقال لي: أي يعقوب ذلك الدعاء 45م الباب الرابع في ذكر كراماته العلية تعبّد مندوب إليهِ لأنهُ مما يلي أمر الدين ويصلح العبادة» وأما أمور الدنيا وأهلها والالتفات إليهم» فإنني أستحي من الله تعالى أن أسأله شيئًا من ذلك» وأخاف الرد كما روى الشبلي رحمه الله: قال كنت بعرفة فرأيت شابًا ساكدًا والناس يبكون ويصرخون ويكبرون ويدعون» فقلت لهُ: يا شاب هاهنا موضع السكوتء فقال: يا شبلي قد وقعت وحشة» وأخشى قبح الره وأخشى أن أقول لبيك اللهم لبيك» فيقول لا لبيك ولا سعديك» ثم بكى وجعل يقول شعرًا: أروح وقد ختمت على فؤادي بحبك أن يحل به سواكا ولو أني استطعت غضضت طرفي فلمأنظر به حتى أراكا وفي الأحباب مخصوص بوجد وآخر يدعي معة اشتراكا إذا انسكيت دموعي في خدودي )2 تبين من بكى ممن تباكا قال سيدي أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عنه: أي يعقوب, أما الدعاءٌ فلهُ شروط وافتداء بحديث رسول الله يي حاكيًا عن ربهِ عرّ وجل حيث قال لنبيه موسى عليه السلام لما أراد أن يدعو الله تعالى» فقال يا موسى: هب لي من عيئنيك الدموع. ومن قلبك الخشوع؛ ومن جوارحك الخضوعء ثم ادعني فإني قريب مجيب. وهذا أيضًا من عظم تواضعه لربهِ وتعظيمه له ما سألهُ يومًا ولا طلب منه حاجة من حوايج الدنياء وإنما كان يطلب لأصحابهِ من ربهِ الوصول إليه والقرب منهُ والعلم به» ولا يطلب لنفسهٍ شيئًا ويقول: أنا وأي شيءٍ عند ربي جل جلالة» إن أنا إلا ابن امرأة تخدم الفقراة بنفسها. وأنشد شعرًا: يقولون خبّرنا فأنت أمينها ‏ وماأناإنأخبرتهمبأمين فبعد يومين عوفي المريض بإذن الله لنفسهء وذكر مثل هذه القصة عنة قدس سرة الإمام السبكي في طبقاته كما تقدم . وقال أيضًا في أم البراهين ما نصه: أن السيد أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عنهُ كان يخفض جناحه ويغض صوتهء ولا يتكلم إلا بآية من كتاب الله تعالى أو بخير عن رسول الله َه ويقول: واخجلتاه غدًا بين يدي الله تعالى إذا جئت مقصرّاء وقد سبقوني مان الأعمال المر هينه رقيو 11ب السسكوات فنا رك وخلارق عند طن لها يكف عله خافية» عالم السر والعلانية. ثم إنهُ أنشد شعرًا: قالوا غدًا تأتي ملوك الحمى وينزل الركب بمغناهم الباب الرابع في ذكر كراماته العلية فكل مَن كان مطيعًا لهم قالوافإن العفو من شأنهم وذكر أيضًا ما نصه» ورواه لنا عنهُ صاحب السر الجلالي والمقامات والمعالي الإمام الولهان» سيدي علي بن عثمان رضي الله تعالى عنهُ قال: خلوت مع سيدي الشيخ الكبير السيد أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عنهُ ذات يوم من الأيام» ولم يكن معنا آلف غير الله تعالىء فأخذت أسأله عن شيءِ أصلح به ديني وأقوي به يقيني وأنفع به قريني» وسألته عن أشياء من علوم الغوامض. ثم إني رأيته قد بلغ من العلوم إلى ما لم يبلغ غيره. فقلت له: أي سيدي من أي القوم أنت؟ فقال لي: أي علي أنا من قوم أمروا بالعمل قعملواء وبالعلم فتعلموا فعملوا بما علمواء فَمُبلُوا فرَصَلوا وسُقُوا فشربوا حتى سكرواء أي علي أنا ممن حكم عليها ولم تحكم هي عليه وملكها لما وصلت إليه. ثم أنشد يقول 0 ولماشربناها ودب دبيبها إلى معدن الأسرار قلت لها قفي مخافة أن يسطو علي مدامها فتظهر جلاسي على سري الخفي أي علي: كل القوم شربوها فحكمت عليهم؛ فعربدوا وباحوا وخالك شربها فحكم عليها فكتم حبه وأخفى وجدهء فظهر بكتمانه على أقرانه وارتفع بكتمان حبه عند حبه على صحبهء أي علي عليك بكتمان الأسرار تنال الفخار وترضي الملك الجبار. ثم أنشد يقول شعرًا: الحب أظهر أهليه على الناس إلا أخوثقةمستبيصريقن في ألحان مولده طفلاً ومنشأوه يسقي ويشرب لا تلهيه سكرته أطاعه سكره حتى تمكن من انتهسى. وذكر في أم البراهين أيضًا ما نصهء وحكاه لنا سيدي علي رضي الله عنه قال: إننا قصدنا زيارة سيدي الشيخ منصور قدس سمرة» فلما وصلنا ودخلنا الرباط وستلمنا فلايرى فيهم سه ولا ناسي مولهراسخ في علمهوراسي بين الرفاق مطيع الكأس والطاس سهل الخلائق من خمر الهوى حاسي عن النديم ولا يلهو عن الكاس حال الصحات وهذا أعظم الناس 44 الباب الرابع في ذكر كراماته العلية عليه وبقينا ساعة؛ خرجت وحدي ومشيت إلى سيدي الزعفراني قدس سره وكان من كبار أصحاب الشيخ منصورء وكان له كشف عظيم قال: فلما وصلت إليهِ ودخلت عليه وسلّمت وقبّلت يده وسألته الدعاء وجلست بين يديهء قال لي: كيف خالك المكدي؟ فلم أكلمه ولا رددت عليه جوابًا ولا علمت ما أقول لهء ثم إني قضيت منه وطري واستأذنته وخرجت وأنا مضطرب لأجل قوله. وجئت إلى سيدي الشيخ الكبير السيد أحمد الرفاعي وأخيرته بما قال لي الزعفراني» فقال لي: وأي شيء قلت له؟ فقلت: سيدي ما استجريت منك أكلمه فقال لي: أي علي ارجع إليه وسلّم عليهء وقل له: يقول لك خالي اللاش حميد إن كذبت سوف ترى العجب أي رجل سيدي منصورء قال سيدي علي فرجعت إلى الزعفراني. وعرفته قول سيدي الشيخ الكبير السيد أحمد الرفاعي فنكس رأسه ولم ينطق بحرف» ثم خرجت من عنده وأقمنا عند الشيخ منصور الذي قسم الله تعالى» ثم رجعنا إلى أم عبيدة وبقيت كل مدة أقول لسيدي أي سيدي وصل المقام إلى الكدية''"» فيقول: لا ومضى على ذلك سئين وأنا أقول له وصل المقام إلى الكدية؛ فيقول: لاء فلما كان في بعض الأوقات قلت له: أي سيدي بحق العزيز سبحانه وتعالى» إذا وصل المقام الكدية ما تفعل مع أصحابك؟ فقال: أي علي تصير ملوكًا. قال: فبقيت سنيئًا أكثر سوأله عتنها وأقول: هل وصل المقام الكدية؟ فلا زلت أسأله حتى قال لي: نعم أي علي إن قال لك قائل بقي على باب العزيز سبحانه غير خالك مكدي فلا تصدقهء وهذا كما روي عن أبي أيوب السجستانى رحمه الله أنه كان يقول: ما ذاق العبد شيئًا أطيب ولا ألذّ من كديته على باب مزلا وأنا أحب أن أكون مكديًا على باب العزيز سبحانه وتعالى» فلينظر العاقل إلى أنه لم يزل مع الذلٌ والانكسار حتى وصل إلى مقام المقربين الأبرار وبلغ المجد الأدنى» فكان لا ينطق إلا يذكر الرحمئن ولا يلفظ إلا بالقرآن عليه الرحمة والرضوان. شعر: أنا إن نطقت فلا أنطق بغي ركم 2 وإن ضمرت فأنتم عقد إضماري يحول بيني وبين النوم ذكركم ولا أنام إذا ما نامس ماري تزول عني ثيابي من ضنى جسدي ولو عقدت على الألباب أزراري النار عندكم والنار في كبدي فإن هربت فمن نرر إلى نار )١(‏ الكدية: الأرض الغليظة التي لا تعمل فيها الفأس: يقال بلغ الناس كدية فلان إذا أعطى ثم منم وأمسك . الباب الرابع في ذكر كراماته العلية 44 ولما أراه الله تعالى هذه المنزلة الرفيعة وأعطاه العطايا البديعة» كان يتحمل الأذى ويحسن لمن أسا ويزور الإخوان ويتعهدهم بالإحسان رضي الله عنة» وكان يقول: «مَن جد وجد ومن لج وَلَج'2 ومّن دخل في التواضع المزيد حصل لَهُ ما يريد»؛ ويتمثل بالحديث الشريف قوله يِةِ: «جاهدوا واجتهدوا ورفعوا وسددوا فلكل مجتهد نصيب»» ثم يتلو قوله تعالى: #وجاهدوا في الله حق جهاده# [الحج: 8ل] وينشد قول الإمام الغالب علي بن أبي طالب كرّم الله تعالى وجهة. شعر: بقدر الجد تكتسب المعالي ومن طلب العلا سهر الليالي ترومالعرّئم تنام ليلاً 2 يغوص البحر من طلب اللآلي افرع أن كمال سغبرا تع , +متالا لا سيل إن التسحال فمن هجر الكرى وصل الأماني فذاك الهجر داعي ةالوصالٍ قال في أم البراهين: ومن خصائصه رضوان الله عليهء ما رواه لنا ثمرة الولاية وسلالة الهداية العظيم الحنيفي المذهب الرابح في المكسب» سيدي إبراهيم الأعزب رضي الله تعالى عنه؛ أنه قال: حضرت يومًا من الأيام بين يدي سيدي الشيخ الكبير السيد أحمد الرفاعي» وجرى بيني وبينة الكلام فقلت لهُ: أي سيدي إن الفقراء تذاكروا في الطريق إلى الله فزادوا وأكثروا. فقال أي ولدي: الطريق إلى الله بعدد أنفاس الخلائق» أي إبراهيم ما ترك جدك للقوم مسلكا إلا سلكهُ إلا ما شاء الله أي إبراهيم درت جميع الطرق فلم أرَ أقرب وأمنح وأرجى وأحب من طريق الذل والانكسار والحيرة والافتقاره ثم تلا قوله تعالى: #إنا هديناه السبيل إما شاكرًا وإما كفورًا» [الدهر: ”] وقول رسول الله ييةِ: (إذا أراد الله بعبد خير أحبب إليه الخير». وقول أبي بكر رضي الله تعالى عنه: «الحمد لله الذي لم يجعل الوصول إليه إلا بالعجز والعجز عن الإدراك إدراك». وقول الجنيد رحمة الله. وقد سألة جماعة من الفقراء عن طلب الرزق فقال لهم: إن علمتم أين هو فاطلبوه فقالوا: نسأل الله تعالى» فقال لهم: إن علمتم أنه ينساكم فذكروه. فقالوا لهُ: كيف الحيلة؟ فقال: ترك الحيلة. وقول الله تعالى لنبيه موسى على نبينا وعليه أفضل الصلاة والسلام؛ أي موسى ائتنيى بما ليس في خزائني» فقال موسى: يا رب وهل خزائنك خالية من شيء؟ فقال: نعم يا موسىء خزائئي مملوءة عرز وكبر وعظمة وجلال وقدرة وجبروت» ولكن ائتني بما ليس عندي» ائثتني بالذل والانكسار والمسكنة والاحتقارء فأنا عند المنكسرة قلوبهم دق لج: تمادى في الأمر وأبى أن يتصرف عنه)2 ووَلجٌ: الولوج : الدخول . 5 الباب الرابع في ذكر كراماته العلية من أجلي يا موسى ما تقرب المتقرب إليّ بأعظم من ذلك» ثم وعظه بما هو عليه رحمة له. وذكر في أم البراهين ما نصِهُ: وحكى لنا عنةُ قدّس سره الشيخ يعقوب بن كراز رحمة الله تعالى قال: دعاه أقوام من أهل برجوته ليعمل جمعية فأجابهم إلى ذلك» فأتى معهُ الجمع وانضاف إليهُ خلق كثيرء وأقبل الناس يهرعون من كل جانب ومكان» قال: فرأيت خلقًا كثيرًا وازدحموا فقلت لسيدي الشيخ الكبير: أي سيدي ما هذا الأمر العظيم في هذا الجمع؟ وكيف جاءوا على وجوههم من بيوتهم» فقال: أي يعقوب أما تعلم كيف الحال. قلت: لاء فقال: هذا لعب اللعين إبليس قد صاح فيهم وجمعهم يريد تثبور هذه النفس على هذا المسكين اللاش حميدء لكن وحياتك ما يقدر على ذلك. أي يعقوب حشرت مع فرعون وهامان وقارون إن كان خطر في سري أو يخطرء أني رئيس هذا الجمع أو شيخه أو متقدم عليْهِ أو أحكم عليدء إلا إني أردى وأدون فقير في هذا الجمع» أي يعقوب لولا أن يتكفل العزيز سبحانه وتعالى بهذا الأمر ويجعل أزمة القدرة في رقايهم ويسوقهم سوق الغنم» وإلا فمن أنت أي لاشء. ثم التفت إليّ وقال لي: أي يعقوب لو أن أحمد يتقطع قطعًا لما بان ذلك في جنب كرم الله تعالى عليه ونعمته السابغة إليه؛ وذلك اقتداء بالإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه. حين قال معاوية لضرار: يا ضرار صف عليًا؟ فقال: يعفيني أمير المؤمنين» فقال: لا بدء فذكره وقال قريب الوفاء شديد القوى يقول فصلاً ويحكم عدلآء يتفجر العلم من جوانبه وينطق بالحكمة من يقينه يستوحش من الدنيا وزهرتها ويستأنس بالليل وظلمته. وكان والله غزير الدمعة طويل الفكرة ولقد رأيته في بعض مواقفه وقد أرخى عليه الليل سدله وأزهرت نجومه؛ وتمثل في محرابه قابضًا على لحيته يتملل كالسقيم ويبكي بكاء الحزين ويقول: يا دنيا غري غيري لا حاجة لي بك» ولو تعرضت وإليّ تشوفت ولي تزخرفت هيهات هيهات؛ عمرك قصير وخيرك حقير وزادك يسيرء آه من قلة الزاد وبعد السفر ووحشة الطريق. انتهى. وقال في أم البراهين ما نصه: ومن خصائص سيدي الشيخ الكبير السيد أحمد الرفاعي. ما حكاه لنا الشيخ مقدام شيخ القراء بالحدادية رحمة الله تعالى قال: بينما سيدي الشيخ الكبير ذات يوم جالسًا يحدث الفقراء»ء إذ قام إليه فقير فقال لهُ أي سيدي بلغنا أن سيدي الشيخ منصور رحمة الله تعالى كان عاشقاء فقال لهُ: أي ولدي صدق الذي قالء فقال الرجل: أي سيدي فغيره - يعني به أنت ‏ فقال: غيره عاشق ومعشوق. إك كان معدي متصور عد ذات باطعه قفر إذات ياطلة وظاهرو كم بالنفيف الا العية الباب الرابع في ذكر كراماته العلية 5 يعقوب وقال لهُ: أي يعقوب الرجل من تظهر آثاره بعده. ثم قال أي يعقوب: وحق العزيز سبحانةُ وتعالى ما كان لي اختيار في مجيء هؤلاء الخلق» وإنما العزيز سبحانة مَن جاء بهم وأظهرهم من العدم إلى الوجود وجذبهم إلى هذه البقعة بعنايته» أي يعقوب وعدني العزيز سبحانة أنه يجيب إلى هذه البقعة للزيارة زبدة الخلق لاغتنام بركتهاء وأن يجعل خواص خلقه من مشارق الأرض ومغاربها بينهم في هذه البقعة. لا لأجلي ولكن لأجله سبحانه ووعده الحق وقوله الصدق. قال: وكان يعقوب من أصحاب الشيخ منصور رحمه الله وممن تاب على يديه وصحب الشيخ الكبير السيد أحمد الرفاعي وما كان يقول لهُ إلا أي شيخنا فيقول له لبيك أي يعقوب: قال سيدي عبد الرحيم حذثني يعقوب بينما أنا نام ليلة مع أولادي» وقد قضيت وردي إذ غلبني النوم فرأيت كأني وسيدي الشيخ الكبير السيد أحمد الرفاعي نمشي في أرض وهو قدامي؛ فوصلنا دربندا وعليه رجال فلما وصلنا عبر سيدي الشيخ الكبير ومن كان معهُ من أصحابهء ولم يمكنوني من العبور خلفهُ» فقلت لهم: أنا من أصحاب الشيخ منصور فقالوا: ما معنا إذن أن نترك أحدًا يجوز غير أصحاب هذا الرجل» قال: فالتفت إليهم سيدي الشيخ الكبير السيد أحمد الرفاعي وقال: دعوه يجوز فتركوني ثم جئنا دربندا آخرء ففعلوا بنا مثل الأول ثم جئنا دربندا ثالكًا ففعلوا مثل الأول» كل دربند يقولون ما معنا إذن أن ندخل إلا أصحاب الشيخ الكبير السيد أحمد وهو يدخلني» قال: فانتبهت فزعًا مرعوبًا ثم قمت آخر الليل وأتيت الرواق وأنا ضيق الصدرء ولم أعلم أين هو فقال لي أنعم الله صباحك أي يعقوب» قال: فقلت: صبحك الله بالسعادة والرضا أي سيدي؛ فقال لي: أي يعقوب بحياة الشيخ منصور على عادتك فهذا لا يزيدني شيء» ثم قال لي: أي يعقوب خليت الصغار وحدهم بهذا الليل وجئت» فقلت له: أي سيدي جاءً بي رؤيا رأيتها وأنا أستغفر الله العظيم من سوء أدبي بين يديكم» ثم قلت: أي سيدي توبني فقال لي أي يعقوب: ما الذي أحوجك إلى هذا ما كان إلا خيرّاء فقلت لهُ: لا بد تأخذ العهد عليّ قال فتوبني ثم قال: أي يعقوب بحياتك على ما أنت عليه لا تقول لشيخناء ثم قال: ثم إلى الصغار ولا تخليهم وحدهم قال: فقمت من عنده أمشي إلى بيتي متحيرً! من أمريء وأنشد شعرًا: سأسعى إليكم إن أذنت على رأسي 22 وذكركم في ظلمة الليل إيناسي ذكرتكم والكأس صرفًا براحتي فأمزجت دمعي عند ذكركم كأسي وخَيّلَ لي بألحانٍ أن جليسكم2 كفى بمحياكم عن الورد والطاس وذكزفن أم المرافين انما فيه :كال مدي عيد الرعيع اقدص انه سوه كان يقول سيدي الشيخ الكبير السيد أحمد الرفاعي: لو عرفتموني ما ظلكم معي جدار ولا 1 الباب الرابع في ذكر كراماته العلية وجدتم معي لذة عيش ٠»‏ ولا كان يقرّ لكم قرارء إنما نظرتموني بعين بصركم ولم تنظروني بعين بصيرتكم» ولو نظرتموني بعين القلب والبصيرة لضاقت عليكم الأرض. وأنشد 3 . ستعرا: تعرضت لي حتى رأيتك جهرة وغيّبتني بالكل عن باطن الحجب أراك بقلبي أينما كنت حاضرًا كأنك اسم الله في أول الكتب وعنهُ أيضًا رضوان الله عليهء ما حكاه لنا الإمام المهذب والسيد المنتخب المعصوم من ريب المنون إلى أشرف الرتب. سيدي السيد إبراهيم الأعزب رحمة الله قال لي والدي: أي ولدي أشتهي أن تجمع بيني وبين جدك خلوة؛ فلي إليهِ حاجة واسألهُ عن حاله قال: فقلت سمعًا وطاعة. ثم خلوت بسيدي وعرفتة قول أبي فسكت ولم يتكلم» فلما كان وقت المغرب وقد فرغ من ركوعه وسجوده واشتغل برمي الطعام النقيب» خرج سيدي الشيخ الكبير السيد أحمد الرفاعي من بين الجمع وقال لي: أي إبراهيم هات الإبريق» فأخذت الإبريق وخرجت خلفة فقام خادمة علي بن الطراز رحمة الله ليخرج معنا فمنعهُ الشيخ عن الخروج معناء وقال لي أي إبراهيم نادي لأبيك. قال: فناديتة وخرجنا حتى بعدنا عن الجمع فأخذ أبي الإبريق مني وقال لي: قف ولا تخلي أحذا يجِيءٌ خلفنا فوقفت مكاني» فتقدما وجلسا وجلست قريبًا منهما لأسمع كلامهماء فقال سيدي الشيخ الكبير السيد أحمد الرفاعي: أي علي قل لي ما حاجتك فقال أبي نحن كم شيخ في هذا الجمع؟ فقال سيدى الشيخ الكبير السيد أحمد الرفاعي شيخ واحدء فقال أبي أي سيدي أحمد شيخ واحد قال: نعمء قال: بل نحن ست مشايخ» فقال سيدي الشيخ الكبير السيد أحمد: لا بل شيخ واحدء فقال أبي الأول أنا وأنت وسيدي صالح وابني وأخي وابنهُ» فهذه ستة مشايخ» فقال سيدي الشيخ الكبير السيد أحمد أي علي نزهني عن المشيخة» فقال لهُ أبي أي سيدي فمن الشيخ فقال: أي علي أنت الشيخ لبني صالح وبني عثمان شيخهم أخوك وشيخ الرفاعية الشيخ منصورء إلى أن ينفخ في الصور. فقال أي سيدي تعيش وأنت القطب فقال: نزهني عن القطبية» فقال أبي أي سبدي تعيش أنت الغوث فقال: نزهني عن الغوثية» فقال أبي: ماذا أقول فقال: قل شعرًا: 1 ْ هي البدر لكن بالليالي كمالها هي الشمس لكن ليس من دونها ظل فقال: أي سيدي أي حيرة أنت» فقال: أي علي أنا ما يعجز عنهُ السالك ويكل عن ذكره السامع وينقطع عنه الجوارح وينفذ فيه العمرء فعند ذلك قال لهُ علي: خذ علي العهد وتوبني توبة عبد ما عرف الله ولا عرفك إلا هذه الساعة. فقال: هذه الغايةء قال: الباب الرابع في ذكر كراماته العلية ٠.‏ فظئنت أنة يتوبني على جاري العادة» فأخذ يدي وتوبني توبة من لا عرف الله طول عمرهء ثم قال: أي علي أنت شيخ بني عثمان وذريتك والمشيخة فيكم إلى يوم القيامة» وأنت للولاية على طريق النبوة» قال: فشددت وسطي وحملت الغاشية ومشيت بين يديه وناديت: بسم الله بسم الله بسم اللهء ولا يمكنني أن أكون إلا بإرادة» وأنشد شعرًا: أهابك أن أبدي إليك الذي أخفي2 وأنت عليهم ما يلاحظه طرفي نهاني حيائي منك أن أكشف الغطا فأغنيتني بالفهم عنك وبالكشف أراك وبي من هيبة لك وحشة فتونسني باللطف منك وبالعطف ثم قال لي: اعلم أن الأمر صعب وسلوكك الطريق غير سهل» ويحتاج صاحب هذا المقام إلى أدب وتسليك واحتمال؛ ومداراة وحسن خلقء. أي علي اعلم أن مثل الفقير عند دخول هذا الطريق» مثل الكتان أول ما يزرع» بنظر له أرض جيدة يدقهُ ويرميه فيهاء ثم يسقيه الماء ويحفظة من الطير ويراعيهِ حتى يستوي» فإذا استوى على سوقه مشت تلك المشقة عليه وشد الأكار عليه وقلعه ويبسه. وحواه باقات ودقة وحوى بذره وأخذ منهُء ثم يجلسهُ تحت الماء أيامًا ثم يرفعه وييبسة ويدقة ثانية» ثم يسلمةٌ إلى النفاض لينفضه ولا يزال يضربهُ بالمنفاض حتى يخرج منهُ شيءٌ» وإن هو لم يصبر هلك ولم يعد يصلح إلا للنار» فإذا صبر وصلح وخرج منة شيء سلموه إلى النساء بمجرد يسرحوه على شوك النخل ثم ينزهوه ويكبوه على محايد القصبء, ثم يغزلوه طاقة واحدة ينحر بين أسنانهم فإذا فرغوا من غزلهِ عملوه بنودًا وسلموه إلى القصارء فيرميه في الماء ثم يرفعه على الحجر ثم يرميه في الماء المالح في النورة والقلى المخيس فيبقى أيامّاء ثم يرفعهُ ويوقد لهُ النار ويدخله فيها ويسد عليه رأس التنور ويتركه ليلة ويرفعة ويبرده ويحملة الماء ويغسلة من الدواء. ويدقة على الحجر ثانية ثم يغسله ثم ييبسه ثم يدقهُ على الحجر ثالثة. فإذا صلح وصح ولم ينقطع سلموه إلى الحايك فيكبة ويسديهء ثم يدقهٌ ويمشطة بالمشط فإذا صح على سقيه أوصله بالإيزار وأدخلهُ أضيق مكان» ثم يدق فوقةٌ باليمين وبالشمال فإذا صح تحت هذه الأهوال واحتمل هذه الأثقال طواه ودقهُ؛ وقال: الآن صلحت أن ترقى رؤوس الملوك والسلاطين والمشايخ والصالحين والأئمة المعتبرين» ويتغالى بثمنه وكلما رق غلاء وأنشد شعرًا: مناتقى الله قذاك الذي يفوز بالخيرات يوم الحساب ويأمن الهول إذا بعشرت 20 قبور من أودع تحت التراب وي حشر العبد إلى ربه مكرما لا يحسبن العقاب 4 الباب الرابع في ذكر كراماته العلية ثم قال أي عليء وكذلك الفقير إن هو صبر على ما يلقى من الشدائد في طاعة جميل العوائد. كانت منزلتة عنا. الله أعظم من منزلة ذلك الثواب الجميل عند السلطان. انتهى . يككر أيضا في أم البراهين ناتسة حككنا نه الطريو اوعس جوال ذختن أونيه» قال: حضرت في بعض الأيام في أم عبيدة» واجتمعت بسيدي. الشيخ الكبير السيد أحمد الرفاعي وبقيت عنده أيامًا أرشف كاسات وصاله وأجتني ثمر إقبالو» وأمتع نظري بجميل جماله وأغتنم منة ما يغتنم وأشفي بمهالته أليم السقام؛ فلما كان في بعض الأيام قال لي أي جمال الدين هات الإبريق وتعالى وراءي» قال: فأخذت الإبريق ومشيت خلفةُ؛ فلما خرجنا ولم يكن معنا ثالث غير الله ووصلنا لبعض البساتين» ونحن نتحدث بحديث الصفا وأهله فتجارينا بالحديث» فقلت له: أي سيدي أرى الطير يأوي للوحوش والحيوانات ويفر من بني آدم ويستوحش منهمء فقال لي: أي جمال الدين أما علمت لماذا؟ فقلت: لا وحياتك أي سيديء فقال: لأجل خبث صدر بني آدمء قال: فقلتٌ له: أي سيدي فمتى يأنس الطير؟ فقال: فإذا صفا الصدر أنس الطيرء قال: ففتشت قلبي فلم أر فيهِ غلاً ولا حقدّاء فقلت لهُ: أي سيدي قد صفا الصدر ولم يأنس الطيرء فقال,: أي جمال الدين لو صفا الصدر لأنس الطيرء فكررت القول عليه وهو يقول مثل ذلك» قلت: أي سيدي فما علامة صفاءٍ الصدر؟ قال: أي جمال الدين علامة الصفاء أن لا يبقى فيك بقية من الخبث ولا من الغل» ولا يبقى لنفسك شيءٌ ويصفو سرك لعدوك وصديقك ولسائر الخلق. وتسلم أمورك إلى الله وتصير الخلق كلهم عندك بمنزلة واحدة» حتى لو أنك كنت مارًا في طريق فجاءك سهم من خلفك فمزرّق صدرك. لا تلفت وتبصر من خلفك ولا من وراءك ولا يتغير ما عندك ولا يتكدر خاطرك ولا يخطر لك شيةءٌ سوى الله. فإذا فعلت ذلك صفا صدرك وآنسك الطير وسعد فيك الغير وثيت فياك الخير» قال: وكان هناك شجرة وعليها حمامة قاعدة ففتح سيدي كمه وأشار نحو الحمامة فطارت الحمامة وأتت إليه ودخلت كمهء فضم عليها الكم ساعة وهو يحدثني ثم قال لي: أي جمال الدين افتح كمك ففتحت كمي فناولني الحمامة؛ وقال: ضم عليها كمك فضممت كمي عليها وكانت قد باضت في كم سيديء نأعطاني البيضة فتركتها تحتها فرفضتها وجعلت تجول في كمي وتطلب الخروج» فقال سيدي: أي جمال الدين افتح كمك» ففتحت كمي فطارت الحمامة كأنها كانت في السجن ونفرت نفورًا عظيمّاء وقعدت على الجسهرة كتال شدي أى مان الدوى اصية إلى هده ادر وعدن" لها تعش اردرك هذه البيضة فيه حتى لا يطالبنى الحق بهاء قال: فصعدت الشجرة وعسلت لها كما أمرني سيدي» فجاءت الحمامة قت على البيضة؛ ثم قال لي: أي جمال الدين إذا صفا الباب الرابع في ذكر كراماته العلية 4 الصدر من الهجر وحصل الأجر آنست الوحوش والهوام والطيرء وتزايدت الخيرات وتضاعفت البركات لأنهُ من علامات الرضا من إلله السماءء وإذا تكدر الصدر وقسى القلب وعجزت من برءٍ دائه الأطباء»ء وخرب وأظلم واسود واقتم ولم تنفعة الموعظة صار مأوى للشيطان» وأنشد في المعنى شعرًا: إذا قسى القلب لم تنفعة موعظة والأرض إن سبخت لم ينفع المطر بالملح تصلح ما تخشى تغيره 2 فكيف بالملح إن حلت به الغير انتهى. ازقال في أم البراهين ما نصة: وعن الشيخ كمس الدين. محمد بن عثمان؛ آنه خرج مع الشيخ الكبير السيد أحمد ذات يوم إلى الصحراء» فبينما هما سائران في الصحراء إذ رأوا أسدًا كاسرّاء مفترسًا لشاب وقد خلع كتفهُ من جسده ومكث يأكله. فزجره الشيخ الكبير السيد أحمد زجرًا شديدّاء وقال لهُ: أي خلق الله ما نهيتكم عن أذية الخلق الذين يمرون ببلادناء فنطق السبع وأتى إلى حضرة الشيخ مسَلّمًا عليه بلسان عربي فصيحء فقال له: أي سيد السادات وصاحب الجود والكرامات» لي سيعة أيام ما أكلت شيئًا وأنا دائر على ولدي فما وجدتهٌء وهذا الشاب قد أرسله الله إليّ رزقًا مقسومًا بسبب غضب والدته عليه فأنتم تريدون قطع نصيبي من ذلك الأمر إلى الله ثم إليكم» فلما سمع كلامةُ لم يعبأ به بل التفت إليه بنظر الغضب والجلال فوقع السبع ميثًا لوقته في الحال. فأخذ ذراع الرجل ووضعهٌ في مكانه وقال: بسم الله الرحمئن الرحيمء ومسح عليه بيده المباركة فعاد كما كان أولاً بل أشد وأقوىء. وقال الشيخ للشاب: ما أسمك؟ قال: اسمي داوود بن إبراهيمء فقال لهُ الشيخ: أي داود اسلخ غريمك فسلخهُ وأخذ الجلد ومضى إلى والدته وأخبرها بالقصة وتاب على يديها مما يغضبها ويغضب الله تعالى؛. وعلق الجلد على باب تكيته في عاناء إلى الآن الناس يزورونة إلى يوم القيامة وصار من الأولياء العظام رضي الله تعالى عنهُ وأرضاه. ومما رواه لنا السيد المفضال الصادق في المقال. الشيخ حسن النقيب رضي الله تعالى عنة قال: حضرنا في مجلس الشيخ الكبير السيد أحمد مع جماعة من المشائخ الكبار. ذوي القدر والافتخار أصحاب الكرامات والأسرارء منهم سيدي بقائن بطوٌ ومنهم سيدي حماد الدباس ومنهم سيدي أبو سعيد الخراز علي المخزومي ومنهم سيدي أحمد بن تاج الدين أبو الوفاء ومنهم سيدي عبد الرزاق الواسطي ومنهم منصور بن الحسين الواسطي ومنهم عقيل المنبجي» ومنهم سيدي حياب بن قيس الحراني ومنهم سيدي عبد القادر الكيلانيى ومنهم سيدي أحمد الأزرق ومنهم سيدي محمد بن عيدو ف الباب الرابع في ذكر كراماته العلية ومنهم سيدي عدي بن مسافر الشامي» وغيرهم من بقية الأولياء العظام وهم ببلاد النبط على شاطىء الفرات يتحادثون في علوم وأسرار عجيبة وأحوال غريبة» أطلعهم الله تعالى عليهاء فبينما هم كذلك إذ قام من القوم رجل والتفت بالكلام إلى الشيخ الكبير السيد أحمد وللحاضرين وقال: أي سادة أيدكم الله يصدق الكلام والسعادة» ما منا إلا ومن هو تحدثة نفسة بأنة شيخ الشيوخ وسلطان العارفين وهذه دعوة لا دليل لها إلا ببرهان قوي مبين» فأطرق الحاضرون رؤوسهم ولم يرد أحد جوابه» فعاد القول ثانيًا وثالئًا فالتفت إليه الشيخ الكبير السيد أحمد بن أبي الحسن الرفاعي وقال: حشرت مع فرعون وهامان وقارون إن خطر ببالي أنني شيخ على أحد من خلق الله تعالى مطلقّاء إلا أن يتغمدني الله برحمته فأكون كأحد المؤمنين» لكن أي سادة انظروا إلى أمامكم من ذلك الشاطىء ماذا ترون؟ فقالوا: أي سيدنا نرى شجرة كبيرة ممتدة الأغصان طويلة الأفنان» فقال لهم: أي سادة من كان منكم يريد مشيخة الشيوخ إليه فيدعوها بأن تأتي إليهِ إلى هذا الجانب» فنقوم كلنا نبايعة ونكون في خدمته وترعى حنّ حرمتهء فلما سمعوا كلامة 1 واحد بعد واحد فلم تتحرك بحركة؛ فلما قام قطب الوجود سيدي تاج العارفين أبو الوفا ودعاهاء تمايلت واضطربت اضطرابًا شديدًا حتى كادت أن تنكسر و 1 تقم من مقامهاء فقام قطب السادات السيد عبد القادر الكيلاني ودعاها فقامت من مكانها وسعت إلى عند كنار 5 ووقفت هناك؛ فلما جاءت نوبة الشيخ الكبير السيد أحمد جاءوا إليه وقالوا لهُ: نريد نوبتك أي سيدي» فقال لهم: ومّن هو حميد اللاش حتى يكون له نوبة» فقا! لوا له: نقسم عليك بالعزيز سبحانة أن تقوم في نوبتك وتدعوها حتى نرى مقام عزتك». فقال لهم: أي سادة اقسمتم على بعزيز لا يمكنني المخالفة» وقام قائمًا على قدميهِ وقال: أي خلق الله أقسم عليكِ بالعزيز سبحانه إلا ما أجبت دعوتى وأتيتيني طائعة مقرة بما ألهمك الله تعالى بو»ء فشقت الأرض والبحر وأتت طائعة مقرة شاهدة بلسان عربي فصيح قائلة: أشهد أن لا إلله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله وأنك شيخ الشيوخ على الإطلاق وشيخ أهل الأرض والسماء بالوفاق» فلما شاهدوا من كراماته ما شاهدوه عيانًا قاموا على أقدامهم وكشفوا رؤوسهم وبايعوه أن يكون شيخًا عليهم وعلى كل من يلوذ بهم هو وذريتة إلى يوم القيامة. ومما رواه لنا أيضًا الشيخ حسن النقيب رحمة الله تعالى قال: كنا ذات يوم في الرواق عند الشيخ الكبير السيد أحمد بن أبي الحسن الرفاعي؛ وكان جالسًا في مجلسهِ جماعة كثيرة من المشائخ المتصرفين في الجزئيات والكليات؛ وهو يحذثهم بكلام غريب وسر عجيب؛ إذ جاءه رجل مغتم ومرعوب ووقع مغشيًا عليه بين يديهء فقال له الشيخ الكنين السيد أحمد أي ولدي ما بالك؟ فقال: أي سيدي أنا السواق على الساقية التي يتوضاً منها الفقراءء الباب الرابع في ذكر كراماته العلية 4 فبينما أنا كذلك إذ جاء أسد كبير ضرغام وافترس الثور الذي يدور بالساقية وأكلة. فقال لهُ الشيخ الكبير رحمة الله: ادعوا السبع أن يأتي إليّء فقال: لا أقدر على ذلك وأخاف أن يأكلنيء فقال: لا تخف فإنة لا يقدر على ذلك ولا يؤذيك بشيء من ذرات الوجودء فقام الرجل وقمت معة فدعونا الأسد فجاء سريعًا مطيعًاء فلما قرب من الشيخ وقف أمامهُ وقال: السلام عليك يا ولي اللهء فقال لهُ: أي خلق الله لأي شيء أسأت الأدب مع 0 وأكلت ثورهم الذي يخرج الماء الذي يتوضؤون بهء أما خفت من الله تعالى وخشيت منةء ققال لهُ الأسد: أي سيدي حملني على ذلك حلمك وجودك وكرمك» لأنني لي خمسة أيام لم أذق شيئًا من الزاد وأنت أكرم الأولياء على الإطلاق فحملني على ذلك الحلمء فقال الشيخ: قبلت عذرك وعفوت عنك لكن بشرط أن تكون قائمًا بهذه الخدمة أنت ونسلك وذريتك إلى يوم القيامة» فقبل منهُ الأسد هذا الشرط بشرط آخرء أن لا يؤذي من الصيادين أحدًا لا أنت ولا نسلك إلى يوم القيامة» وبويع على ذلك وهو الآن قائم بالخدمة هو ونسلهُ إلى يوم القيامة» وكل من توجه إلى أم عبيدة فإنهٌ يراه عيانًا. انتهى. وقال' في أم 'البراهين لانطة: دك به العيخ الصالخ الفاروتي ريه الله تغالن» قال: كنا في بعض الأيام جلوسًا عند سيدي الشيخ الكبير السيد أحمدء وهو في الرباط بين الفقراء فاستولت عليه الأمور الربانية؛ فخرج عنها وتكلم مع غيرها وأخذ يقول في بعض كلامه قاف حتى عد مائة وما وراء ذلك». ثم بحر بعد بحر وما وراء ذلك ثم قال أرض بعد أرض وما وراء ذلك» ثم إنهُ ارتعد وهاج وحن وانزعج وتململ واغرورقت عيناه بالدموع. ثم قال: آتيه ولا أبرح من مكاني أيش فوق الفوق وأيش تحت التحت» آتيه ردأ سك لعا و فلما أفاق قال أَيِ حيرة أي دهشة أيّ حرقة؛ وقال تَنعًا: أنت الحبيب فلا سمعًا لمن عذلا عذبت قلبي إذا قال العزول سلا عن كل شيء خلا قلبي فواعجب ذا قد سلا الكل أماعن هواك فلا التهسئ: وقال في أم البراهين أيضًا ما حكاه لنا الشيخ يعقوب رحمة الله قال: كنت ذات يوم مع سيدي الشيخ الكبير السيد أحمد الرفاعي رضي الله عنهُ في بعض البساتين يعمل الوضوءء فنظر إلى نخلة والأعناق معلقة برأسهاء فقال: أي يعقوب انظر إلى هذه النخلة حيث رفعت رأسها جعل الله تعالى ثقلها عليها ولو حملت مهما حملت؛ وإلى أصل اليقطين حيث وضع نفسهُ وألقى خده على الأرض حمل ثقلهُ غيره ولو حمل مهما حمل. قلادة الجواهر/ م ب 514 وعلى: أي شيء جاز شب عليه وارتفع وهو من سائر الأشجار مرحومء لا يؤذيه أحد ولا الباب الرابع في ذكر كراماته العلية يحرد منهُ أحد ويحبة كل أحدء وأنشد غائبًا عن نفسه: رفعت رايتي على العشاق وتنحّى أهل الهوى عن طريقي سرت في الحب سيرةٌ لم يسرها فحديثي يجول في كل أرض مشل العاشقون فوق بساطي لم أخن بالوداد قط حبيبًا وإذا ما اذعيت بالحب دعوى واقتدى بي جميع تلك الرفاق وانثنى عزم من يروم لحاقي في الورى عاشق من العشاق وطبولي تدق في الآفاق في مقام الهوى وتحت رواقي ولوأني أموت مما لاقي وينادى عليّ في الأسواق شهد العالمون باستحقاقي انتهى. وقال في أُم البراهين أيضًا ما نصٌ: وحدّثنا الشيخ مقدام رضي الله تعالى عنهُ قال: سمعت سيدي الشيخ الكبير السيد أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عنهُ يقول: كل شيخ لم يحضر تلميذه عند الموت فليس هو عندنا برجل. وكل شيخ ينتكشف تلميذه خلف القاف في ظلمة الليل ولا يمد يده يغطيه فما هو عندنا برجل» وكل شيخ لا يغير صفات تلميذه ويكتب الشقي سعيدًا فما هو عندنا برجل» وكل شيخ لا يراعي تلميذه في القرب والبعد في حال حياته وبعد مماته فليس هو عندنا برجل. فانظر يا أخي إلى هذه الكلمات العظيمة عند أرباب الطريق» حيث لم يعلموا ما معناها ولا فهموا فقهها وذلك من بعض مواهب الله سبحانهُ وتعالى وفضله وكرمه. الذي لا يحصى ولا يزال واصلاً إليهء فإنةُ يحدث بعطاء الكريم الذي أعطاه إياه» لقول رسول الله يَكيةِ: «إن الله إذا أنعم على عبد بنعمة يحب يظهرها ويبين أثرها عليه" »؛ وهذه أكبر نعمة وأسنى منحة وأعلى درجة وأوفى عطية» ومع هذا ما يتكلم إلا إذا غلب عليه الأمر وظهر بغير اختيارهء فيقول القول فإذا صحى إلى نفسه استغفر الله سبحانة وتعالى. وفيهِ يقول الشيخ مقدام الخطيب الحدادي رضي الله تعالى عنةٌ: يا أعظم الئاس عفوًا عند مقدرة وأبذل الناس عند الجود بالمال )١(‏ الحديث أخرجه ابن حبان في صحيحه (17/ 775)؛ كتاب اللياس وآدابه؛ حديث رقم !041. وأحمد في المسندء حديث رقم 12897. الباب الرابع في ذكر كراماته العلية 44 لو أصبح النيل يجري ماءه ذهبًا فماأشرت إلى جور بمثقال تغني بما فيه رق الحمد تملكة وليس شيءٌ عياض الحمد بالغال تفك بالبشر أسر العسر من زمن إذا استطال على قوم بإقلال لم يحك كفك من جودٍ متخبط ومرهف قاتل في رأس قتال إن كنت منك على ما قد مننت به فإن شكرك من قلبي على بالي انتتهى. وذكر أيضًا في أُم البراهين عن الشيخ مقدام رضي الله تعالى عنه قال: كنا ذات يوم جالسين عند سيدي الشيخ الكبير السيد أحمد الرفاعي رضي الله عن وهو يحدثنا ويرغبنا. فلما ختم المجلس بالدعاء غلب عليه الأمر وورد بحر الكرمء فقال: أي سادة تعالوا إلى الطلب كل يطلب ما يريدء تعالوا إلى الاقتراح كل يقترح ما يريدء تعالوا إلى التمني كل يتمنى ما يريد. قال: وبقي كذلك زمانًا طويلاً والفقراء حولةٌ وقد مدوا الأكف ورفعوا الأبصارء وهم يسألون ويطلبون وعلى دعائه يؤمنون»ء وكل حصل لهُ مطلوبة بإذن الله تعالى كما رواه صاحب الترياق وغيره انتهى. قال في أم البراهين ما نصهُ: وحدّئني سيدي إبراهيم الأعزب قدس سره أنه كان سيدي الشيخ الكبير جالسًا في المجلس يتحدث؛» فبلغ في حديثهِ إلى ذكر التصوف فقام إليهِ أبن تركي فقال لهُ: أي سيدي ما التصوف؟ فقال لهُ: سيدي الشيخ الكبير أي ولدي تصوفكم أو تصوفناء فقال ابن تركي: أي سيدي كنا في مسألة واحدة صارت ثنتين» فأريد أن تعرفني الحالين» فقال لهُ: أي ولدي تصوفكم فهو أن تصفي أسرارك» وتنقي أكدارك» وتطيب أخبارك وتطيع جارك وتقوم ليلك وتصوم نهارك» وأما تصوف القوم فترك الكل والخروج عن الكل والتمسك بالكل» وأن لا يقنع بغير الكل» وقال في المعنى شعر: ليس التصوف بالخرق ‏ من قالهذاماصدق إنذالتصوفيافتى | حرقيمازجهاقلق قال فلما سمع ابن تركي كلام سيدي الشيخ الكبير صرخ صرخة ووقع مغشيًا عليه فلما أفاق من غشوته كشف رأسة وقال لهُ: أي سيدي خذ العهد علي وتوبني. فأخذ عليه العهد وتوبة وسأله التوفيق والدعاءء فقال لهُ سهّل الله عليك العلوم وكفاك شر الهموم وأغناك في الدنيا والآخرة» قال: قبلغ فيه جميع ما أراد من العلوم ووصا إلى مراده انتهى . 1 الباب الرابع في ذكر كراماته العلية وذكر في أم البراهين أيضًا ما حكاه لنا الشيخ إبراهيم بن عبد الرحمئن شيخ القراء بالخراطين» قال: طلب الفقراءٌ مني زيارة الشيخ خطيب الحصن رحمة الله فأجبتهم؛ ثم إننا اجتمعنا وانحدرنا للزيارة» فلما وصلنا القرية وقصدنا دار الشيخ» والوقت قد هجر وحمي النهار والحر موجودء فوقففت على الباب وطرقتها فقالوا من داخله: من أنت؟ فقلت: فقراء يريدون السلام على الشيخ» فلما سمعوا كلامي لم يلبثوا دون أن خرج الشيخ إلينا حافيًا مكشوف الرأس» رداءه ينجر خلفة على الأرض وبعضهٌ ملتف بحلقه فلما رأيته على تلك الحالة سلّمت عليه وقبّلت يده وفعل الفقراءً مثل ما قعلت ثم قلت له: أي سيدي أزعجناك وشق علينا خروجك على هذه الحالة وأردنا الراحة فصادفت إِذا حيث خرجت في هذا الوقت الحرء وكريمتك مكشوفة وأنت حافء فقال له: أي أخي لا تضيق صدرك على ما كان فما تم إلا الخيرء معي وصية من سيدي الشيخ الكبير السيد أحمد رضي الله عنه؛ قال لي أي محمد ما ورد وارد على مورود إلا بيده سيف مجذوبء. فإن التقاه بالبشر والرحب وإلا أخذ السيف رأسه. ثم قال أي محمد أنت تعيش بعدي كثير ولا تموت حتى يظهر فيك عيبء قلت لهُ أي سيدي يكون في جسدي ولا يكون في ديني فقال فى جسدكء ثم قال أي محمد إذا ورد الفقراءٌ عليك وأنت عريان فلا تقف حتى تلبسء» وإن كان رأسك مكشوفًا فلا تغطيه وإن كنت حافيًا فلا تركب مداسك حتى تخرج إليهم» ثم قال: أنعموا نمشي إلى البيت؛: فقلت له: أي سيدي البيت الساعة فيه النساءٌ فلا ندخلهُ ونزعج النساءةء ولكن تجيء معنا أنت من أجل الله تعالى إلى الجامعء حتى نبصرك ساعة ونصعد. قال: فجاء الشيخ معنا وهو يرتعد» فلما وصلنا الجامع وكان قريبًا منا وجدنا الحائط قد كسر فيا قليلاً فدخلنا وجلسنا قليلاًء وأخذ الشيخ يحدّئنا فقلت لهُ: أي سيدي نشتهي أن تحدّثنا بما رأيتهُ وسمعتهٌ من الشيخ الكبير السيد أحمد. فبكى الشيخ وقال: جاء سيدي الشيخ الكبير بعض الكرات إلى هذه القرية وغنى الحادي» فلما فرغ الفقراءٌ من مجلسهم ودعا سيدي وقال لي أي محمد نريد موضمعًا نعمل الوضوءء فقلت لهُ: بسم الله ثم خرج. فأخذت الإبريق وخرجت خلفهُ أنا وخادمة على بن الطرى» فلما خرجنا إلى الصحراء قلت لهُ: أي سيدي أشنهي من أجل اله تعالى أن يطأ قدمك هذه الجبانة فقال لي: أي بحي له كلني عذا الأمره قن أناحتن افع هذاه فلت الها نطأها من أجل الله تعالى وألحيت عليه بالقول» فأتى إلى الجبانة ونزع نعلهُ فأخذتةُ وتركتة على رأسي وبكى بكاء كثيراء ثم رمى نفسه إلى الأرض وهي سخنة وقد أثارها الحر وصارت: ترابّاء وجعل يتمرغ على التراب ويمرغ شيبتة وخدوده حتى علا التراب عليه واسودت ثيابةُ» وما بقي يعرف وجهة من قفاه واتكشف رأسةء قال: فبقيت أنا آكل لحمي ندامة الباب الرابع في ذكر كراماته العلية لجل مني كيف كلفتةُ ذلك وما علمت ما يجري لهُء وبقي على ذلك زمانًا طويلآء ثم إنةُ جلس ومسح التراب عن وجهه وكريمته وثوبه وغطى رأسهُ ونهض قائمّاء وجعل يتخطى على أطراف أصابعه حتى وصل إليناء فقدمت له المداس فركبة ثم تمشى إلى البر. فلزمتة وكشفت رأسي بين يديه» وقلت لهُ: أي سيدي أنا أستغفر الله تعالى من غفلتي ومما جرى على يدي وبسببي» فقال لي: لا واخذك الله. أي محمد من أنا وما قدري حي تكرق فد كلفتى أن ادل على اثراف هذا متيف وهنا بعلت وعدا بست وهذا مقيد وهذا مغلل» ومن أين لي قوة على هذا الأمر فلم يزل هذا المسكين الضعيف يتمرغ بين يدي العزيز سبحانة وتعالى» حتى وهبه جميعهم ووهبة كل من يدفن في تلك الجبانة إلى يوم القيامة» وأنشد: وقوفي على باب الحبيب وذلتي وقهري وإتلافي وعظم تخضعي الذ لعلبي وانشفاة لعلكي إذا جاد مولاي بعتقي وجاد لي تمتعت في حبي لهُ وأطعتة وعاملتة بالشكر والحمد والثنا وأحييت في ذكراه نفسًا رضيةً ومن يشكر المولى على نيل فضله وتعفير وجهي بالثرى ويكائي وإسكاب دمعي واضطراب حشائي إذا نلت منة بغيتي ومنائي بسؤلي وأعطاني الهدى ورضائي وأرضيتةً جهدي بكل رضاء على أن ةٌأهل لكل ثناء ترى ذكرهُ طبالأعظمداء سيجزيهٍ في العقبى بخير جزاء انتهى. وذكر في أم البراهين أيضًا ما نصهٌ: وحدّئنا عنهُ رضوان الله عليه عبد الأحد بن كروباد رحمة الله تعالى قال: سألت سيدي نجم الدين قدس سره عن حال بدر بن شمراخ» فقال لي: أي عبد الواحدء بدر بن شمراخ كان رجلاً ملاحًا لبعض الولاة مجذبتةُ العناية فأتى سيدي الشيخ الكبير فنظرهٌ نظرة أراه بها ألف عالم حرّها وعبدها ذكرها وأنثاها شقيّها وسعيدهاء فأعجب بنفسهٍ وعبرت عينهُ على نبيه وشيخهء فقال: ما بقي لي حاجة إلى نبي ولا إلى شيخ فسلبة الله ذلك النظر وأعمى قلبهُ وبصيرتةُ فلما وقع بالنقص والعجز ندم وبكى ولام نفسهٌ على تفريطهء ثم أتى أ عبيدة وفرش خده على باب الرباط وبقي سنة كاملة مطروحًا يبكي والشيخ الكبير يمر كل وقت ولا يكلمة وإذا سألهُ لا يردُ لهُ جوابّاء فبعد السنة مرّ سيدي الشيخ الكبير على عادته وبدر ملقى على عادتهِ ودموعه تجري. فقال بدر: 0 الباب الرابع في ذكر كراماته العلية أرى ماء وبي ظمأ شديدٌ. «فأجابةُ الشيخ الكبير»: ولكن لا سبيل إلى الورود. قال: فلما سمع بدر الجواب آيس أن يرجع إليه ما سلب منهء فعند ذلك خرج بدر من أم عبيدة ليلاً وهام على وجهه في البراري» تأسفًا على ما فاتهُ وطلب مكة حرسها الله تعالى فحجٌ واعتمر ورجع إلى العراق» وأتى إلى مرادر وأقام عند سيدي أحمد المدلل رحمة الله تعالى وتوفي هناك وكان بينهُ وبين صالح بن بكران أخوّة وعهدء فرآه صالح في منامهُ وهو في شاخورة في جهنم وهو يستغيث فلا يغاث فلما أفاق قلق لهُ» وأتى إلى سيدي الشيخ الكبير فعرفةٌ ما رأى من حال بدر بن شمراخ وكونه مأخودًا في شاخورة في جهنمء فقال لهُ الشيخ الكبير: صدقت فإنهُ تعرض هذا الرجل على النبوة والولاية وعبرت عينة على نبي وشيخه. فقال لهُ صالح: أي سيدي وأين الصفح والعفو والتجاوزء فقال لهٌ: أي صالح الولاية يقع فيها السماحةء وأما النبوة فلا يقع فيها السماح» قال: فلما سمع صالح كلام سيدي الشيخ الكبير نهض من عنده وأتى كبار الجمع والمشايخ وأصحاب سيدي الشيخ الكبير السيد أحمد؛ وحدّثهم بما رأى وبما قال لهُ الشيخ الكبير ثم سألهم المجيء مع إلى سيدي الشيخ والشفاعة إليهء قال: فنهض معهٌ جماعة من أصحاب الدالة منهم: مريد بن علان ونفيس ومحمد خطيب الحصن وعبد المولى وأخوه عبد الرحمئن وحسين بن ربيع والشنبكي ونصر الهمامية وسعد الله التبراني والشيخ زفرى والشيخ يعقوب بن كراز رحمهم الله تعالى» فأتوا معة إلى سيدي الشيخ الكبير وكشفوا رؤوسهم وشفعوا لبدرء فلم يقبل منهم فرجعوا وهم يرتعدون فزعَاء قال: فلما رأى صالح ذلك عظم عليه وتركهم وأتى إلى الجمال أبي محمد بن يونس خطيب أونيه» وحدّثهُ بذلك الأمر وطلب منهُ الشفاعة لبدر من سيدي الشيخ الكبير السيد أحمدء فأتى إليه وشفع وسأل فيه فقال لهُ: أي جمال الدين أحب إليك أن تسكت وإلا يحل فيك ما حل بهء قال: فرجع جمال ولم تقض حاجتةء فلما رأى صالح ذلك قال: ما بقي لي إلا أني ألتزم زوجتةُ الست رابعة أم صالح رحمهم الله ثم إن دخل صالح إلى الدار وهو مكشوف الرأس مشبوك بمئزره وأتى إليها وقبّل الأرض بين يديها وكان صالح من أصحاب الدالة. ثم عض ذيلهُ وبكى حتى أبكاها فقالت: أي صالح قل لي حاجتك وإن أردت ولدي صالح فخذهٌء فقال لها: أي بنت الشيخ تعرفين حديث بدر بن شمراخ مع سيدي الشيخ الكبير» وما جرى لهُ وما وقع منة من الغلط وإعراض الشيخ عنهُ» وحدّثها حديثهُ كلهُ وسألها الشفاعة لهُ إلى سيدي الشيخ الكبير فقالت لهُ: أي صالح كنت تتشفع له بمشايخ الجمع والرؤساء منهم. فقال لها: قد سألوه فلم يقبل منهمء فقالت: كنت تجيءٌ لهُ بجمال خطيب أونيهء فقال لها: فقد جئتة وأتيت به إليه فلم يقبل منهُ وما بقي لهذه النوبة إلا أنتِ لأنةٌ يرعى لك حقوق الباب الرابع في ذكر كراماته العلية يذل آبائك وأجدادكء فقالت لهُ أي صالح إذا كان الرجال أرباب المقامات والأحوال» ما قبل منهم قولهم يقيل قول امرأةٍ لا قدر لهاء فقال لها: ما أعرف إلا الله تعالى ثم أنت» فقالت لهُ: أي صالح علي الشفاعة وعلى ربنا التمام» قال: وكان لها عادة إذا دخل سيدي الشيخ الكبير إليها إلى الدار تنهض لهُ قائمة وتتلقاه بالرحب وإذا جلس تغمزه ساعة» ثم تأخذ المروحة ساعة ثم تقدم لهُ طعامًا وتقف قائمة وبيدها الماءء فلما كان ذلك اليوم خبت صالح بن بكران في خزانة وتغطت بإيزارها وقبلت وجهها إلى الحائط وجلست كالمغضبة» فلم يكن إلا ساعة وإذا سيدي الشيخ الكبير قد دخل الدار وسلّم عليها فلم تجبه ولا نهضت إليهء فقال لها: أي بنت الشيخ أليس الخبرء لا يغير الله بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم» [الرعد: ]١١‏ أي بنت الشيخ أراك معرضةء فإن كان أخبرك عني شيئًا فأستغفر الله منهء فقالت لهُ: أي سيدي ما بلغني عنك إلا الخير» فقال لها: ما هذا الذي لم أبلغهُ عنك في الإعراض فقالت لهُ: أي سيدي لي معك حق صحبة وأريد أن أشفع إليك شفاعة فإن قبلتني وقضيت حاجتي فبفضل الله تعالى وبفضلك» وإن رددتني خائبة فأنا لا أبرح من مكان أبكي على سوء حظي وكسر قلبي» لأجل ردك لي خائبة» فقال لها: أي سيدتي بنت الشيخ اشفعي ولو ببدر بن شمراخ» فقالت له:أي سيدي ولا شفاعتي إلا فيهء قال: فلما سمع كلامها وعلم قصدها نكس رأسة ساعة ورفعهٌ وقال: أي بنت الشيخ قضيت الحاجة ببركتك قد نظر العزيز سبحانة وتعالى إلى قلبك وصدق نيتك وأخرجه من النارء فقالت لهُ: أي سيدي تجيز صالح حتى يحضرء فقال: أجزناه قال: فعند ذلك نادتهُ فخرج من الخزانة وهو مكشوف الرأس ثم قبّل الأرض وبكىء» فقال لهُ سيدي الشيخ الكبير السيد أحمد: أي صالح كيف رأيت أخاك بدر الآن فقال يا سيدي رأيتهُ في مقعد صدق عند مليك مقتدر بيركتك» فقال لهُ: أي صالح جزاك الله خيرًا عن ربك وعن نبيك وعن شيخك وعن أخيك فمثلك من ترجى صحبتة وتصفو مودت وتصلح أخوتهُ في الدنيا والآخرة» أي صالح أنت عملت بقول الله سبحانة وتعالى: «الأخلاءٌ يومئظٍ بعضهم لبعد عدو إلا المتقين» [الزخرف: 17] وقوله تعالى: طفما لنا من شافعين ولا صديق حميم» [الشعراء: ]٠١١‏ وأما قول النبي يَليِ: «لا يرجع الأخ عن أخْيهِ ولو رأى منهُ سبعين ذنبًا يوجب الهجرة وأما قول الولاية: «لا يترك المرءٌ أخاه عن سبعين خلة أهونها وأدناها المنكر» وأنت أي صالح الأخ الحميم والصديق الصادق» ومثلك مَن يرجى للدنيا والآخرة ويشفع لإخوانه في الدنيا والآخرة: واقتدى بقول النبي كَلِهِ: «أكثروا من الصحبة في الله تعالى» فإن الرجل إذا رزقة الله تعالى درجة عالية في الجنة رفع أخاه إليه» وقوله: ١ما‏ اصطحب اثنان في الله سبحانة وتعالى إلا وكان أحبهما إلى الله سبحانه لل الباب الرابع في ذكر كراماته العلية وتعالى أرفقهما بصاحبه”'' وقول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرّم الله تعالى وجههء أخوك من ترك رضاه لرضاك ومراده لمرادكء وكان معك في سائر أحواله وآثرك على نفسه وأنشد في المعنى قول علي كرّم الله تعالى وجهه: إن أخاك الحق مَن كان معك ومن يضر نفسة لينتفعك ومن إذا ريب الزمان صدعك>>-61' شتت فيه شملهليجمعك انتهى. قال في أم البراهين ما نضَّهُ: وحدث به الشيخ إبراهيم بن أحمد المعروف بابن الندا النقارء قال: حدّئني سيدي علي بن سيدي نجم الدين؛ قال: سمعت إبراهيم الأعزب رحمة الله تعالى يقول: حضرت يومًا من الأيام أنا وسيدي الشيخ الكبير على طعام» فبينما نحن نأكل وإذا به قد بهت وغاب عنا ساعة حتى سقطت اللقمة من يدهء ثم أفاق ورجع إلى الطعام قال: فلزمت يده وقلت لهُ: أي سيدي أخبرني أين كنت الساعة» فقال: أي إبراهيم عندك». فقلت لهُ: بحياة الشيخ منصور أخبرني أين كنت» فقال: أي إبراهيم أقسمت علي بقسم عظيم؛ اعلم أنه قد خرج من خلف سبع بحار رجل يريد المجيء إلى هذه البقعة ويأخذ العهد على يد جدك وهو مشرك» فأدركتة الوفاة في طريقه فنادى وهو يجود بنفسه: أي سيدي أحمد فأدركته فأسلم على يدي وأخذت العهد عليه» ثم قبض فحضرت وفاتهة وواريتة تحت الثرى ورجعت إلى عندك. انتهى. وذكر أيضًا في أم البراهين: ما حكاه الشيخ الخطيب أحمد بن أبي طالب» المعروف بابن المقري قال: كان عندنا في الصحاونة رجل صالح من أصحاب سيدي عبد الرحملن الطفسونجي رحمة اللهء وكان زاهدًا عابدًا متورعًا لهُ قدم بالخير والصلاح» قال: فقال لنا يومًا من الأيام وقد اجتمعت بالرباط الصحاونة: أي سادة رأيت البارحة رؤيا عجيبة» فقلنا لهُ: خبرنا عن رؤياك فقال: رأيت فيما يراه النائم كأن مراكب كثيرة منحدرة على القرى وفي كل مركب علمء فقدم المراكب على القرى وصعد منه أقوام وأخذوا من القرية الرجل والاثنين والخمسة والعشرة والعشرين والأقل والأكثر ومضواء وصار يجيءٌ المركب الآخر فيفعل مثل ذلك. حتى قدموا كلهم في القرى وأخذوا منها أناسًا قلائل ثم أقبل آخر المراكب مركب عظيم المنظر لأجل كبره ومنظره وسعته» وفيه علمان وعلى صدره رجل أشعث أغبر عليه قميص قصير الأكمام والذيل؛ وعلى رأسهٍ حرام وهو منكس رأسه على ركبته لا )١(‏ الحديث أخرجه الزبيدي في إتحاف السادة المتقينء :»)5١17/1(‏ والعراقي في المغني عن حمل الأسفار .)١97/5(‏ الباب الرابع في ذكر كراماته العلية ل يكاد يرفعه.ء وجعل كلما خرج مركب من المراكب المقدمة أمامة من قرية وأخذوا بغيتهم» قدم هو مركبه وصعد منة أقوام كرحوا كل من في القرية كبارها وصغارها ورجالها ونسائهاء حتى كلاب القرية فينزلوهم المركب ويتوجهون نحو القرية الأخرى فيفعل بها كذلك. فلا المركب يمتلىء ولا الرجال تسأم من كثرة الناس وأخذهم معة في المركبء. فلما رأيتُ أبهرني وخرق عقلي» فتقدمت إلى بعض الناس فقلت لهُ: برحمك اه اشر عن اينات عله الدراكب وكن طعي 34 الدركت الكبير ويا شأنهم؟ فقال لي: أما تعرف من هؤلاءء فقلت: لا والله. فقال: أصحاب المراكب الصغار هم المشايخ يأخذون مريديهم من القرى» قلت: فلمن هذا المركب الكبير الذي فيه العلمانء فقال: هذا مركب الشيخ الكبير السيد أحمدء فإن المشايخ أخذوا مرادهم والذي يصلح لهم من المريدين» وقدم الشيخ الكبير السيد أحمد وأخذ جميع ما بقي في القرى من الآدميين حتى أخذ كلابهم» أما سمعت عنهُ أنهُ قال أنا تمام كل ناقص» قال: فاسكت عنة إلى أن قدمت المراكب وصعد الئاس منها فرأيت الرجل يصعد وخلفة العشرة والعشرين والخمسين والمائة والمائتين») حتى قدم مركب فصعد وصعد خلفة عالم لا يحصي عددهم إلا الله تعالى حتى ظننت أن القيامة قد قامت وقد نفخ في الصور لكثرة الخلق والعالم» فانتبهت وأنا مرعوب لما رأيت ذلك» ثم قال: أي فقراء وحق العزيز سبحانة وتعالى لولا أن لا يجوز الخروج من مذهب إلى مذهب والانتقال من شيخ إلى شيخ لكنت قد انتقلت من سيدي عبد الرحمئن إلى سيدي الشيخ الكبير السيد 0 وأنا آخذ عليه العهد لهذا الشيخ حتى لا يفوتني» قال: فأخذنا عليه العهد ولم يزل يروي هذه الرؤيا على الفقراء» حتى مات ودفن بالرباط بناحية الصحابة رحمة الله. انتهى. وقال أيضًا في أم البراهين ما نصةُ: سمعت الشيخ الصائح أحمد بن مصدق رحمة الله يقول: حدّئني الشيخ أحمد بن عبد الرحملن بن الشيخ يعقوب بن كراز رحمهم الل قال: كان في أم عبيدة رجل يهودي صباغ وله فيها بيت وأولاد وهو ساكنها سنين كثيرة» فذكروه يومًا عند سيدي الشيخ الكبير السيد أحمد فأنفذ يطلبة فلما حضر عنده وسلم عليهوء قال لهُ: أي فلان أنت رجل كبير وقد أفنيت عمرك بالمعاصي والضلالة وأنت اليوم جاريء ونبينا محمد يله أوصانا في حق الجار وأن نريد لهُ ما نريد لأنفسناء والله سبحاتة وتعالى يقول: #إن الدين عند الله الإسلام» [آل عمران: ]١4‏ وأشتهي أن يكون لجوارنا لك أثرء فقال اليهودي: أي سيدي قل لي أي شيء تريد حتى أقوم بهء فقال الشيخ الكبير السيد أحمد أي مبارك أشتهى أن تقول معنا: لا إلله إلا الله محمد رسول اللهء فقال اليهودي: أي سيدي لي أهل وأسات ومال وأولاد فأخاف إذا قلتهاء يجفوني أهلي ل الباب الرابع في ذكر كراماته العلية ويأخذون أولادي ومالي وأبقى فقيرًا بلا مال ولا أولادء فقال لهُ الشيخ الكبير: أي مبارك قل معنا أشهد لك عند الله سبحانة وتكون مسلمًا سرًا وعلى دينك ظاهرّاء فقال اليهودي: أي سيدي إذا كان الأمر على هذا امدد يدكء فأنا أشهد أن لا إلله إلا الله وأن محمدًا رسول الله كله وأن خير الئاس بعد رسول الله يكقٍ أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضي الله تعالى عنهم أجمعين» وأن كل دين غير الإسلام باطل ثم أنه أعادها عليه ثلاث مرات وكساه ونهض من عنده» وجاء إلى دكانه وبقي على حالهِ مدة حياة الشيخ الكبير السيد أحمد» فلما توفي الشيخ الكبير وتولى بعده سيدي علي قدس سره وتمهد به الوقت أحضر اليهودي وقال لهُ: أي فلان تعلم أن سيدي الشيخ الكبير السيد أحمد كان وسيع الصدر عظيم الخلق يحتمل مزاجة كل شيء» وإني لست كذلك وأشتهي إما أنك تقولها معي أو ترحل من جوارنا فلا يمكن أن تكون جارنا وأنت يهودي» فلما سمع كلام الشيخ على رضى الله تعالى عنه بكى بكاء شديدّاء ودق على رأسهٍ وقال: أي سيدي والله مالى حاجة إليك» نفيك أن دامع" انيع ري الروك يعن ره التنيدة جمد الكتين برسي اله عنةء وأخذها علي وشهد لي بها وعليها أحيى وعليها أموت» ثم حدث السيد علي بالقصة فبكى وخلاهء وهذا كان من بعض مكارم أخلاقه وتلطفاته بالخلق واستجلاب قلوبهم إلى الخيرات والطاعات» وأما الرجل فرجع إلى أهله وعرفهم حاله وأنهُ مسلمًا فأسلم أهلهُ وأولاده» وأجهروا إسلامهم ببركة سيدي الشيخ الكبير السيد أحمد الرفاعي» وفيه يقول الرجل الأسلمي رحمة الله : تلطفت فضلاً بي تملكت مهجتي202 وأخرجتني من ظلمة الكفر باللطف وأوضحت لي سبل النجاة إلى الهدى فلاحت لي الأنوار تخبر بالعطف حويت من الإحسان خلمقًا وعفة وفضلاً وتأييدًا يجلّ عن الوصف الحيكئ: ومن كراماته أيضًا: أنه كلما خرج متنزهًا للصحراء تخرج الأسماك من بطن بحر البصرة لالتماس بركاته» وتزدحم على أقدامه الشريفة كازدحام الإبل على موارد الماء» ومنها أنه لمس بيده المباركة فاطمة العرجاء فعادت سليمة بإذن اللهء وتقوم اعوجاجها ونبت شعرها وتنئور بصرهاء ومنها أنه ذهب لزيارته الشيخ محمود الزنجي قدس سرهء وكان قد بلغ من العمر أكثر من ثمانين سنة وضعف جسمةء وقد حمل يزنبيل على أكتاف المريدين وكان له تسعون ألف مريدء قلما دخلوا به على حضرة الغوث قال من داخل الزنبيل بعد السلام: إني قد أتيت لتحصيل فيوضات الحقيقة ونيل عنايات الطريقة» فقال السيد الغوث قدس سرّه: يا محمود جئتنا مستويًا كالخاروف المشوي» ثم أخذه من يده الباب الرابع في ذكر كراماته العلية 0 وقال: وما ذاك على الله بعزيز وصاء الله فارتعدت مفاصل الزنجي من هيبة السيدء وحسن الله حالةٌ ووجهةء ومنها أنه كان يقرأ الدرس في البصرة فيسمعون كلامة أهل القرى من الجهات الأربع» مسافة تسعة أيام ويجتمعون في كل يوم وقت درسه الشريف في بيوتهم لسماع نصائحه الجوهرية وحكمه المحمدية» حتى أن أهل أرجونه والحدادية يسمعونةٌ كما في الترياق» ومنها أنهُ صلى الصيح في مكة المكرمة والظهر في المدينة المنورة والعصر في بيت المقدسء والمغرب في بعليك في مقام نبي الله نوح عليه السلام والعشاء وراء جبل قاف». ومنها أنه أنكر عليه علماء بغداد وأكثروا مذمته بمجلس الخليفة وأجمع رأيهم أن يرسلوا لهُ رجلاً من العلماء ويرسلون معهُ ظرفين مملوئين نبيذّاء وأمروا ذلك الرجل أن يقدمهما هدية للسيد لكي يظهر لهم جهل سيدنا على ما زعمواء فذهب الرجل إلى البصرة ودخل مجلس سيدنا ومولانا القطب» وكان الرجل المذكور عينهُ اليمنى عميا فبعد أن جلسء قال لهُ سيدنا الغوث جئت من بغداد» قال: نعم قال: وكيف علماءٌ بغداد في غيبتنا وما الذي أرسلوه إلينا وأين الهدية التي معك؟ فأحضر الظرفين ففتحهما بيده المباركة وأخذ بيده كأسًا وملأه؛ وأمره أن يشرب فتمنع لعلمه بما في الظرف فأقسم السيد أن لا بد من أن تشرب» فشرب فانقلب الخمر ماء عسل» فأمر السيد بعد ذلك لجميع الأخوان أن يشربوا منهُ وقال لهم: لو علمت أنه خمرًا لما أقسمت على الرجل بشربه ولكن الله يأبى أن يدخل رواقنا م! يكرهة فاشربواء فشربوا منهُ حينئظذٍ كلهم» ثم قام الرجل وقبل قدمي السيد وطلب منة الطريقة والعهد العالي فمنحة بذلك» ثم لمس السيد بسر الله على عينه العمياء فتنورت وصارت بإذن الله تعالى أحسن من الصحيحة. فازداد اعتقادًا ومكث برهة يخدم بزاوية سيدنا الغوث قدس سرّهء فبعد تلك الأيام قال له قدس سره اذهب إلى بغداد بجواب رسالتك التي جئت بهاء فأمر سيدنا حيتتئذٍ بإحضار قرطل مشبك من قصب ووضع في أسفلهٍ ماء وفوق الماء قطنا وفوق القطن نارًا وفوق النار ثلجَاء وقال بسم الله الرحمئن الرحيم» اذهب إلى مجلس خليفة بغداد بحضور العلماء وقل لهم إن الذي يجمع الله لهُ بين الأضداد يقلب لهُ الأعيان ويجعل لهُ خمركم عسلاً بكرمهء فأخذ القرطل وحضر إلى مجلس الخليفة والعلماء ففتحوه فلما نظروا إلى ما فيه تعجبوا من ذلك غاية العجب لأن كراماته رضي الله عنهُ كالمعجزات فسلّموا لهُ» وسافروا لزيارته والتمسوا الطريقة منهُ ولازموا بخدمة عتبات حضرته السنية» ومنها أنهُ دخل عليه رجل وهو يبكي فسألهُ عن سبب بكائه. فقال لهُ: يا سيدي ذهبت لآخذ الطريقة من الشيخ عبد القادر الجيلاني قدس سره»ء فولى وجهه الشريف عني وقال لي: اخرج أنت من أهل الشقاوة. والآن قد تقطعت من الخوف. فقال لهُ سيدنا الغوث: لا بأس عليك» قم حتى أبايعك في طريقي وأكون لك حجة بين يدي الله تعالى. فقام وتمثل بين يدي 8 الباب الرابع في ذكر كراماته العلية حضرة السيد فبايعة ومسح بيده المباركة على جبهتهء وقال: اذهمب الآن لحضور الشيخ عبد القادر فذهب» فلما رآه حضرة الشيخ عبد القادر قام واستقيلة وقرّبة منه فتعجب الأخوان من ذلك». فقال لهم: لا تعجبوا إن الله محا من جبهته سطر الشقاوة يبركة السيد أحمد الرفاعى رضى الله عنهء وفيه يقول الشاعر: كراماتة يسمو عن العد قدرها ومن أين رمل البحر نحصيه بالعدد انتهى. ومن أجل كراماته ما تكرّر ذكرها واشتهر أمرها وعطر الأكوان عطرها وأذعن لها الأغيان وسارت بها الركبان» قضيّة مد يد النبي يكِيةِ له كما تقدم»؛ قال العلأمة الشيخ عبد الرحمان الصفوي رحمة الله تعالى في كتابه نزهة المجالس بعد أن ذكر هذه القصة ما نصه: ولا إنكار في ذلك فإن إنكار ذلك يؤدي - والعياذ بالله ‏ إلى سوء الخاتمة. قال العلامة الأبيدري رحمة الله تعالى: وإنكار هذه الكرامة كفر لأنهُ يتضمن إنكار المعجزة المحمدية والكرامة الأحمدية. وقد وقع قريب من ذلك مرة أخرى للسيد المشار إليه قدس الله أسراره وشيد آثاره» وذلك أنه في العام الذي توفي فيه رضي الله تعالى عن حجٌ وزار قبره يكوه الذي هو أفضل من الجنة بل من العرش والكرسي» ولما وقف تجاه القبر الشريف يريد الوداع» أنشد قائلاً: بن قيل زرتم بما رجعتم ياأشرف الرسل مانقول فخرج صوت من القبر الشريف؛ سمعهُ كل مَن حضر في ذلك الروض المعطر وهو يقول: ولاشك أن كرامات الأولياء حق وصدق ولذلك قال اللاقاني في جوهرة التوحيد: وأثبتن للأوليا الكرامة ومن نفاها فانيذن كلامه وقد نصٌ الحافظ السيوطي كغيرهء على أنه يلي متصرف بعد موته في العالم العلوي والسفلي»؛ حتى إنهُ وقع الخلاف في خروجهٍ من قبره الشريف وفي كون ما له باقيّا على ملكهٍ بعد موتو لكن لا يسمى ذلك بعد موته معجزة لفقد التحدي بل كرامة وآية» وصمحٌ أنه يك مرّ ليلة الإسراء بموسى قائمًا يصلّي في قبره» وسماع ابن المسيب الآذان من القبر الشريف في وقعة الحرة. ونص المواهب: وقد ثبت أن الأنبياء يحجون ويلبون. انتهى. الباب الرابع في ذكر كراماته العلية لحل ونقل الإمام عبد الله أبو المواهب الصديقي في كتابه الجواهر البهية في مناقب السادة الأحمدية» عن سيدي عبد الوهاب الشعراني أن مجيء سيدي أحمد اليدوي بالأسرى قد تعددء حتى إن سيدي عبد الوهاب رضي الله تعالى عنهُ كان في المقام في بعض السنين» فشاهد مجيء سيدي البدوي بالأسير والوقائع كلها منقولة» نقل الحديث بالأسانيد المعتبرة فلا ينبغي لمن يخشى سوء العواقب وغضب الله تعالى أن ينكر كرامات الأولياء بعد الموت» وكون الميت صار في حكم الجماد لا ينافي وقوع الكرامة منة» فإن الروح لها اتصال بالميت لأجل النعيم وغيره» وغايته أن الاتصال يختلف قوة وضعمًا على أن الجمادات ثبت نطقهاء فمن ذلك الحجر الأسود كان يسلّم على رسول الله كَلٍِ كلما مرّء وحنين الجذع وتسبيح الحصىء فكلام الأولياء بعد الموت كرامة أقرب من كلام الجمادات وهذا جليٌ لمن وفقه الله تعالى للخير واحترام أولياءٍ الله تعالى وأحبابه؛ على أن الكرامات للأولياء بعد الموت لا تقاس على المعجزات من الأنبياء بعدهمء إذ لا يلزم من نفي المعجزة بعدهم نفي الكرامة بعدهمء لأن المعجزة إنما ثبتت للأنبياء لأجل المعارضة ولا معارضة بعد الموت. وأما كرامات الأولياء فمنة وفضيلة ليظهر الله تعالى بها عظمة عبده وعلوٌ رفعته عنده تعالى» وحاشا الله تعالى أن يقطع منته عن أحبابهِ بل يزيدهم بدليل قولهُ تعالى: «نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة# [فصلت: ]"١‏ والأولياء رؤوس المخاطبين بهذه الفضيلة؛ بل المعارضة في ثبوتها بعد الموت ترجع لمعارضة القرآن في هذه الآية الشريفة؛ لأن الآية دلّت منطوقًا على أن الله تعالى إذا منح شخصًا إيمانا وصلاحًا كان وليه وناظرًا إليه في الدنيا وبعدها برزحًا وقيمة في الجنة» وبالجملة فثبوت الكرامة للأولياء بعد الموت يكاد أن يكون معلومًا علمًا شبيهًا بالضروري؛ يخشى على منكر ذلك من سطوة الله تعالى وبطشْهٍ به وما تخيله بعض الأغبياء من أن ذلك فيه نسبة تأثير للمخلوق؛ فخيال باطل لما علمت أن ذلك الخارق يخلقه الله تعالى على يد مَن اصطفاه من عباده والله تعالى أعلم. انتهى. وأجاب الإمام العالم العلامة حافظ العصر بقية السلف وشرف الخلف». شيخ مشايخ الإسلام أحمد المقدسي الحنبلي بقوله: نعم كرامات الأولياء ثابتة فلا تنقطع بموتهم كما هو منصوص عليه: ولا ينكر ذلك إلا مَن ابتلي بالحرمان والله تعالى أعلم. انتهى. هذا في شأن الأولياء. والنبي كَل حي في قبره سميع بصير مطعم يأكل وبشرب ويتنعم وقد شاهد ذلك أهل الكشف من خواص هذه الأمة المحمدية يعني عند المراقبة انكشف لهم ذلك في العالم الروحاني لا الجسماني الخ» وإلى ذلك أشار القطب العارف بالله تعالى سيدنا الشيخ أبو الحسن الشاذلي قدس سرهء يقولهِ لو حجب عني رسول الله وه طرفة عين» ما عددت ودين التسليق» وذكر الشيخ القدره اتججة حولانا يد الرعاي الشعزانق قدين اله لل الباب الرابع في ذكر كراماته العلية سرهء في مننهٍ وكثير من كتبهٍ أن سيدنا الشيخ إبراهيم المتبولي قدس سره كان يرى النبي ييِْةِ ويتلقى أوامره المحمدية» كذلك ذكر سيدنا الشيخ عبد الوهاب الشعراني قدس سره أن الشيخ أبا العباس المرسي خليفة الشيخ أبي الحسن الشاذلي قدس سرهماء كان يرى النبي يةِ يقظة» ويرى أن الانحجاب عن رؤيته ييِِ نقص في مقام ولايته؛ وقد ذكر الإمام العارف بالله سيدنا الشيخ أحمد بن جلال المصري خليفة شيخ الشيوخ» مولانا الشيخ أبي بكر زين الدين الخوافي الرفاعي خليفة سيدنا الغوث الأكرم» نور الدين عبد الرحمئن القرشي المصري الرفاعي قدست أسرارهم» في كتابه جلاء الصدا: أن السيد الجليل والعلم الطويل شيخ مشايخ العرب والعجم صاحب النوبة والعلم محيي الدين أبا العباس السيد الشيخ أحمد الكبير الرفاعي الحسين قدس سره ونفعنا الله ببركة علومهء يقول: من صلَى على النبي يك وأشار بإصبعه ولم يتحقق أنه يمس بها صدره الشريف كلما صِلَّى عليهء لا حصل عليه يَكِةِ ولا حصل له شيءٌ من اليقين الذي أمره الله تعالى بهء ولا علم كيف يصليء ولا يخفى أن كثيرًا من الأولياء يرونة كله ويسمعون خطابة الكريم» الذي ورد فيه الحديث وعليه جماهير الأمة سلمًا وخلفًا أنه يرد على مَن يسلّم عليه السلام» والفرق بين الولي وغيره سماع خطابه المبارك وعدمه» ومن هنا يستدل أيضًا على ما أيّد الله تعالى به مولانا السيد أحمد الكبير الرفاعي رضي الله تعالى عنة وميّزه به عن أوليائه من القرب المحمديء فإن الأولياء الكرام يرونة كي ولمثلهم أن يراهء لأن الحجب الثقيلة كالتراب ونحوه لا تمنع حذق أبصارهم التي طهرها الله تعالى من الأغيار؛ إلا أن السيد الكبير السيد أحمد قدس سره عند خروج اليد المحمدية لَهُء رآها حينئذ كل من كان في الحرم الشريف النبوي من مقرب ومحجوب وتواترت بها الأخبار وسارت بها الركبان في الأمصار وتعطرت بذكرها محافل السادات والأكابر وامتثلت بنقلها بطون الدفاترء فما أعظم هذه المزية والرتبة العلية وما أحسن ما قلت في هذا الباب. من موشح». مدحت به السيد أحمد الكبير قدس سره: قطب أقطاب الورى زاكي الأصول بضعة الأعيان من آل البتول حائز لثم يد الهادي الرسول علئّافي عام حج أطيبٍ بعد وقت العصر قبل المغرب رتبة فاق بعلياهاالسلفف وعلا فيها على كل الخلف شرف تمبههمجدالشرف ويد بيضا تت بالأرب جمعت مابينابن وأب الباب الرابع في ذكر كراماته العلية 01 وقد سئل سيدنا الإمام الهمام الجلال السيوطي رضي الله تعالى عنهء عن هذه الكرامة الباهرة فأجاب عنها بكتاب حقّق فيه غاية التحقيق ودقق أكمل التدقيقء» فلهذا أحبينا أن نورد ما كتبه هناك وهو: وقع السؤال عن مدّ يد النبي يق من قبره الشريف إلى الولي الكبير» الإمام الشهير مولانا السيد أحمد بن الرفاعي رضي الله عنهء هل هو ممكن أم لا؟ وهل أسانيد هذه الرواية المشهورة عالية صحيحة؟ والجواب عن السؤال المذكور حرّرتة بهذا الكتاب وسمّيته الشرف المحتم في ما من الله به على وليِّهِ السيد أحمد الرفاعي رضي الله عنه. من تقبيل يد النبي صلَى الله تعالى عليه وسلّمء وأول ما أقول إن حياة النبي يل هر وسائر الأنبياء معلومة عندنا قطعًاء لما قام عندنا من الأدلّة في ذلك وقام بذلك البرهان وصحت الروايات وتواترت الأخبار؛ وقد كتبت في حياة الأنبياء كتابًا مخصوصًا وبسطت فيه الأدلة والأخبارء وها أنا أذكر لك بعضهاء منه: ما أخرجه إبراهيم في الحلية عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي يل مرّ بقبر موسى عليه الصلاة والسلام وهو قاثِم يصلي فيه”'2. وأخرج أبو يعلى في مسنده عن أنس أن النبي ِ: «قال الأنبياء أحياء في قبورهم يصلون»(© ولا يخفى أن الله جمع لنبينا وسيدنا محمد #قِ مرتبة النبوة والشهادة. بدليل ما أخرجه البخاري والبيهقي عن عائشة رضي الله عنها: أن النبي يي كان يقول في مرضه الذي توفي فيه لم أزل أجد ألم الطعام الذي أكلت بخيبر فهذا أوان انقطاع أبهري من ذلك السمة”" فثبت كونه عليه الصلاة والسلام حيًا بنص قوله تعالى: #ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أموانًا بل أحياء عند ربهم يرزقون» [آل عمران: ]١594‏ والأنبياء أولى بذلك من الشهداء» ونبينا أولى من جميع الأنبياء عليهم صلوات الله وسلامه أجمعين» لما منّ الله عليه بهِ من المعالي الفائقة والخصائص الزكية» وقد أفرد الرجال لإثيات حياة الأنبياء جميعًاء وقد رأى نبينا يك جماعة منهم وأنهم في الصلاة؛ وأخبر وخبره صدق أن صلاتنا معروضة عليه وأن سلامنا يبلغه وأنةُ يرد على مّن يسآم عليه السلام» وسئل البارزي عن النبي يخ هل هو حي بعد وفاته؟ فأجاب أنه يي حي وكان سعيد بن المسيب رضي الله عنةُ أيام الحرة» لذ عرف ريت السلذة إلا يسيم سعدا من قبر رسول الله كوه وأخرج الزبير بن بكار في أخبار المدينة» عن سعيد بن المسيب )١(‏ الحديث أخرجه اين حبان في كتاب الإسراء »)747/١(‏ حديث رقم: 0860 وإسناده صحيح على شرط مسلم وأخرجه ابن أبي شيبة /١15(‏ 20707 وأحمد في المسند (148/9). (؟) الحديث أخرجه في مجمع الزوائد عن أنس .)51١/8(‏ (©) الحديث أخرجه العسقلاني في تغليق التعليق» حديث رقم: .1١91‏ 0 الياب الرابع في ذكر كراماته العلية قال: لم أزل أسمع الأذان والإقامة في قبر رسول اله يك أيام الحرة حتى عاد الناسء وقال اليافعي عفيف الدين: الأولياء يرد عليهم أحوال يشاهدون فيها ملكوت السملوات والأرضء» وينظرون الأنبياء أحياء غير أموات كما نظر النبي وي إلى موسى عليه الصلاة والسلام في قبرهء قال: وقد تقرر أن ما جاز للأنبياء معجزة جاز للأولياء كرامة بشرط عدم التحدي» قال: ولا ينكر ذلك إلا جاهل» ونصوص العلماء في حياة الأنبياء كثيرة لا تحصى فلنكتف بهذا المقدارء وحيث أن الحياة ثبتت وسماع كلامهم ورؤيتهم عليهم الصلاة والسلام صم وقوعها عند الأولياء» فخروج يد النبي يقةِ لسيدي السيد أحمد بن الرفاعي رضي الله عنهُ ممكن. ولا يشك فيه إلا ذو زيغ وضلالة أو منافق طبع الله على قلبوء وأن إنكار هذه المزية ومثلها يؤدي إلى سوءٍ الخاتمة. حمانا الله لما فيهِ من إنكار المعجزة الدائمة والكرامة الباهرة. حدّئنا شيخنا شيخ الإسلام الشيخ كمال الدين إمام الكاملية»؛ عن شيخ مشايخنا الإمام العلامة الهمام الشيخ شمس الدين الجزري» عن شيخه الإمام الشيخ زين الدين المراغي؛ عن شيخ الشيوخ البطل المحدث الواعظ الفقيه المقرىء المفسر الإمام القدوة الحجة الشيخ عز الدين أحمد الفاروثي الواسطي. عن أبيهِ الأستاذ الأصيل العلامة الجليل الشيخ أبي إسحتق إبراهيم الفاروثي. عن أبِيهِ إمام الفقهاء والمحدثين وشيخ أكابر الفقراء والعلماء العاملين الشيخ عز الدين أبي الفرج الفاروثي الواسطي قدست أسرارهم أجمعين» قال: كنت مع شيخنا ومفزعنا وسيدنا أبي العباس القطب الغوث الجامع الشيخ السيد أحمد الرفاعي الحسيني رضي الله عنه. عام خمس وخمسين وخمسمائة. العام الذي قدر الله لَهُ فيه الحج فلما وصل مديئة الرسول كله وقف تجاه حجرة النبي عليه الصلاة والسلام وقال على رؤوس الأشهاد: السلام عليك يا جديء فقال له عليه الصلاة والسلام: وعليك السلام يا ولدي» سمع ذلك كل مَن في المسجد النبوي فتواجد سيدنا السيد أحمد وأرعد واصفر لونه وجثئا على ركبتيهء ثم قام وبكى وأنّ طويلاً وقال يا جداه: في حالة البعد روحي كنت أرسلها تقبل الأرض عني وهي نائبتي وهذه دولة الأشباح قد حضرت فامدد يمينك كي تحظى بها شفتي فمدّ لهُ رسول الله كفْةٍ يده الشريفة العطرة من قبره الأزهر المكرمء فقبلها في ملاء يقرب من تسعين ألف رجلء والناس ينظرون اليد الشريفة» وكان في المسجد مع الحجاج الشيخ حياة بن قيس الحراني والشيخ عبد القادر الجيلي» المقيم ببغداد والشيخ خميس والشيخ عدي بن مسافر الشامي وغيرهم, نفعنا الله بعلومهم وتشرفنا معهم برؤيا اليد المحمدية الزكية» وفي يومها لبس الشيخ حياة بن قيس الحراني خرقة السيد أحمد الباب الرابع في ذكر كراماته العلية يِل الكبير واندرج في سلك أصحابهء ومن طريق آخر حدّئنا الشيخ محمد العلمي؛ عن الشيخ أبي الرجال اليونيين البعلبكي»؛ عن الشيخ عبد الله البطائحي القادري.» عن الشيخ علي بن إدريس اليعقوبي عن شيخه القطب الفرد الشيخ عبد القادر الجيلي ثم البغدادي» قال: كنت في محفل الكرامة التي أكرم الله بها الشيخ أحمد الكبير الرقاعي بتقبيل يد النبي وقد قال اليعقوبي: فقلت أي سيدي أما حسده على هذه الكرامة من حضر من الرجال» فبكى رضي الله عنهُ ثم قال يا ابن إدريس على هذا يغبطه الملا الأعلى. ومن طريق آخر حدّئنا الإمام القوصي. عن الشيخ قطب الدين ناظر الخزانة» عن الشيخ ركن الدين السخاوي. عن شيخه عدي بن مسافرء وعن خادمهٍ الشيخ علي بن موهوبء قالا: كنا في مسجد النبي يكِةِ عام حجناء وكان الشيخ أحمد بن الرفاعي رضي الله عنهٌ واقفًا تجاه الحجرة الطاهرةء وقد تكلم بكلمات ضبطها عنهة جماعة. فما أتم كلامة إلا وقد مدت لهُ يد رسول الله كك فقبلها ونحن ننظر مع الحاضرين» قال ابن موهوب والله كأني بها وقد خرجت من القبر المبارك» يدا بيضاء سوية طويلة الأصابع كأنها البرق المضيء وكأني بالحرم وأهلهٍ وقد كاد يميدء وقد كادت تقوم قيامة الناس لما ألم بهم من الدهش والحيرة والهيبة والسلطان المحمدي» وقد قام الرحب وقعد بتكبير الناس وصلاتهم عليه يل ومن المعلوم أن هذه المنقبة المباركة بلغت بين المسلمين مبلغ التواتر وعلت أسانيدها وصحة رواياتهاء واتفق رواتها وإنكارها من شوائب النفاق معاذ الله. فائدة: قيل يدخل السيد أحمد رضي الله عنه في الصحابة» لكون هذه المنقبة أثبتت لهُ وللزوار بسيبه رؤية النبي كل الجواب الذي عليه مشايخنا أنه محل نظرء والأصح عدم الدخول وبهذا قال السخاوي والفرا وغيرهماء لأن الحجة استمرار حياته عليه الصلاة والسلامء وهذه الحياة أخروية ليست بدنيوية» لا تتعلق بها أحكام الدنيا. وقد ثبت أن السيد أحمد رضي الله عنهُ لما حج ثانيًا في العام الذي توفي فيه وزار القبر الطيب الطاهر على ساكنه أفضل صلوإات الله وسلامه» قال وهو تجاه القبر بانكسار ومسكنة: إن قيل زرتم بمارجعتم ياأكرمالرسل ماتقول فظهر صوت من القبر الشريف. سمعة كل من في المسجد المبارك يقول: قولوارجعنابكل خير واجتمع الفروع والأصول ولا غرابة في هذاء فإن الحبيب عليه الصلاة والسلام كان يخاطب كل قوم بلسانهمء وجوابةُ للحميري عن قوله: أم من البر صيام في السفر حين قالها على لغة حميرء واضعًا محل اللامين من البر والسفر ميمين» معلوم مشهورء وجوايه إلى السيد قلادة الجواهر/ م م 14 الباب الرابع في ذكر كراماته العلية أحمد رضي الله عنهُ من هذا القبيل فافهم» والذي أدين الله بهِ أن السيد أحمد بن الرفاعي الشريف الفاطمي الحسيني رضي الله عنهُ كان جبلاً راسشًا وبطلاً جحجاحًا ووليًا عظيمًا وبحرًا من بحار السئة عجابجًا وسيدًا سنداء انتهت إليهِ رياسة طريق القوم وانعقد عليه إجماع العلماء والأولياء» وقال بتقديمه وتقدمه رجال عصره كافة ومشى أكابر قادات عصره تحت لواء إرشاده تمكن من الاتباع للنبي عليه السلام وصح فيه قدمهء وانتهى إليه التواضع ومكارم الأخلاق: هيهات أن يأت الزمان بمثله إن الزمان بمثلولبخيل نفعنا الله بعلومه وإمداده وحاله وإرشاده؛ إلى آخر ما قال نفعنا الله به. ولا شك في أن السيد يشرف عبده والوالد يؤيد ولده. سيما هذا الرسول الجليل الأعظم والبحر الخضم المطلسم ذلك فهو مورد الأنبياء ومصدر الأولياء» وهاطل الفيض الإللهي؛ الذي جل قدر ساكبه عن التناهي وفي هذا الباب ما يكفي من علو منزلة هذا الإمام الجليل والعلم الطويل» رضي الله عنه ونفعنا والمسلمين ببركاته آمين. هيهات أن يأتي الزمان بمثله إن الزمان بمثلهو لبخيل الباب الخامس في ذكر وقوفه عند حدّ العبودية والتزامه في صحوه وغيبته الأداب المحمدية؛ وتحمله وصفحه وحلمه وتمكنه وعلو قدمه؛ وما أسبغ الله عليه من مزيد نعمه وكرمه وفيه مباحث شريفة وأساليب رقيقة لطيفة» وليعلم أنه لما كان مقام الوقوف عند حد العبودية أعظم المقامات وأفضلها وأجلها وأكملهاء أردت أن أذكر ما يناسب هذا الباب من سيرة النبي يك الأواب» وأن أبين أن الخروج عن هذا المقام نقص عند كُمُل الرجال الأعلام» وقد بسطت لهُ مقالة لطيفة في كتابنا: ضوء الشمسء» وها هي بحروفها وفيها ما يكفي في هذا الشأن إن شاءً الله تعالى» قلت: وإن مقام العبودية هذا أعلى المقامات ورتبته أعظم الرتب وهو المنصب الرفيع والنسب الأعلى: لأن فيه سر الوقوف عند حد المخلوقية والثبوت تحت نفوذ الأوامر الإلهية والانقياد الكامل لمراسم الشريعة الربانية؛ وهذا طريق الأنبياء والمرسلين وعليه كُمّل أفراد الأولياء والصالحين» وقد عد العارفون من أهل الله مقام الانبساط والإدلال الذي يحصل من القوم ويرتاح له بعضهمء حالة كونهم غائبين عن شهود أنفسهم مطموسين في بحر الفناء عن الأغيار؛ مقام نقص عند أهل الكمال منهم؛ وقالوا إن هذا الانبساط إنما ينشأ من الانسلاخ عن رؤية حد العبودية؛ فينطق لسان الفناء بلسان البقاء وينطق لسان العجز بلسان القدرة» وعند الخروج من ساحة الانبساط المذكور يقع العبد من مرتبة انبساطه إلى مرتبة عبوديته الصحيحة» ويتوب من هفوته ويعدها زلة توجب الذلة» حتى إن أهل الكمال الذين وصلوا إلى مرتبة المتابعة الجامعة إذا دخلوا ساحة الانبساط وازدادوا طيب قلب وارئياح لب؛ وتمكنوا في مقام البساطهم ألجموا الألسن عن التكلم بما ينافي رتبة العبدية في تلك الحضرة العلية» ولينظر إلى ما قالهُ شيخنا السيد أحمد الكبير الرفاعي رضي الله عنهُ إلى سبطه القطب الأنجب السيد إبراهيم الأعزب قدس سره: كل القوم شربوها فتحكمت عليهم فعربدوا إلا جدك شربها وتحكم عليهاء وقال رضي الله عن دخلت على الله من كل باب فرأيت على الكل 135 الباب الخامس في ذكر وقوفه عند حدّ العبودية والتزامه في صحوه وغيبته الآداب المحمدية ازدحامًا عظيماء فدخلت من باب الذل والانكسار» فوصلت ونلت مقصودي والطلاب على الأبواب» وذكر الشيخ الحجة مولانا عبد الوهاب الشعراني الشافعي قدس سرّه في كتابه: الجواهر والدررء الذي ألفهُ فيما استفاده من شيخه المحقق العارف بالله سيدي علي الخواص رضي الله تعالى عنهٌ» فقلت لهُ أي لشيخهء فأذن مقام الإدلال في هذه الدار نقص» فقال رضي الله تعالى عنهُ: نعم لأنها دار تكليف ومتى يتفرغ العبد للإدلال وجميع الحقوق الإللهية تطلبهُ في كل نفس ولمحة» وقل عبد يخلع الحق تعالى عليه خلعة السيادة إلا ويدخلة شهود الزهو والعجب» ومن هنا قال بعضهم: «اقعد على البساط وإياك والانبساط؛ أي اقعد على بساط العبودية وإياك ومقام الإدلال ما دام التكليف» ولكن إذا حفظ الله العبد لا يضره لبس خلعة السيادة: فيبرز فيها عبدًا في نفسهٍ سيدًا عند الناظرين» ولما خلعت هذه الخلعة على أبي يزيد البسطامي صار الناس يتبركون بمرقعته فلامه بعض الناس» فقال إنما يتبركون بخلعة الحق تعالى لأبي؛ ورأى بعض الفقراء الشيخ عبد الله بن أبي جمرة» المدفون بقرافة مصر رضي الله تعالى عنهُ وهو جالس على كرسي وعليه حلة خضراء والأنبياء كلهم واقفون بين يديه فأشكل ذلك عليهِء فعرضة على بعض العارفين» فقال لهُ وقوف الأنبياء إنما هو أدب مع من ألبس الخلعة؛ لا مع مَن لبس الخلعة» فقلت له قد بلغنا أن الإمام عليًا رضي الله تعالى عن كان يقول في خطبته على رؤوس الأشهاد: أنا نقطة بسم الله أنا جنب الله الذي فرطتم فيهء أنا اللوح وأنا القلم وأنا اللرح المحفوظ وأنا العرش وأنا الكرسي وأنا السملوات السبع والأرضونء فإذا صحى وارتفع عن تجلي الوحدة في أثناء الخطبة» يعتذر ويقرٌ بعبوديته وضعفهِ وانقهاره تحت الأحكام الإللهية» فقال رضي الله عنهُ: نعمء وقد كي أن سيدي أبا الحسن النووي رضي الله تعالى عنهُ قال لبعض الفقراء: من أنت؟ قال: من أصحاب الشبلي» فنظر إليه نظر الغعضب. وقال: قل خادمه فإن مقام الصحبة عزيزء وقال: سيدي أحيد بن الرفاعي رضي الله تعالى عنه يومًا لأصحابه: من وجد في عيبًا فليطلعني عليهوء فقام إليهِ يعقورب وكان من أجل أصحابدء فقال: يا سيدي فيك عيب واحدء قال: ما هو؟ فقال: كون مثلنا من أصحابك فغشى على الشيخ رضي الله تعالى عنهُ وعنهم أجمعين» وقال: يا يعقوب إن سلم المركب حمل من فيّهِ في التعدية» وذكر سيدنا العارف الجليل والعالم العلآمة النبيل الشيخ عبد الوهاب الشعراني قدس سره في كتابه: اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابرء في البحث السادس والأربعين» من الباب المذكور ما نصهٌ: فإن قلت إن بعضهم يقول إذا اعترضوا عليه في فعله أمرًا من الأمورء ما فعلت ذلك إلا بأمر من الله تعالى» كما نقل عن سيدي عبد القادر الجيلي رضي الله تعالى عنهُ» أنه ما قال قدمي هذه على عئق كل ولي لله تعالى إلا بعد أمر الحق لهُ بذلك فهل صحيح؟ فالجواب الأمر الباب الخامس في ذكر وقوفه عند حد العبودية والتزامه في صحوه وغيبته الآداب المحمدية ١1‏ بذلك غير صحيحء ولعل الناقل لذلك اشتبه عليه الإذن بالأمرء إذ الإذن يطلق على المباح شرعًاء بخلاف الأمر فإنه تشريع جديدء فإنهُ يقتضي عصيان مَن خالفة» وقد قال الشيخ محيي الدين في الباب الثاني والعشرين من الفتوحات: من قال من الأولياء أن الله تعالى أمرهٌ بشيء» فهو تلبيس لأن الأمر من قسم الكلام وصفتهء وهذا الباب مسدود دون الأولياء من جهة التشريع» وإيضاح ذلك أنهُ ليس في الحضرة الإللهية أمر تكليفي إلآ وهو مشروعء فما بقي للأولياء إلا سماع أمرها إذا أمرهم الأنبياء بشيء. كما أن لهم المناجات واللذة السارية في جميع وجودهم لا غيرء ومعلوم أن المناجاة لا أمر فيها ولا نهي إنما هي حديث وسمرء وكل من قال من أهل الكشف أنه مأمور يأمر إللهى .مخالف لأمر شرعى محمدي تكليفي» فقد التبس عليه الأمرء وإن كان صادقًا ليما ثالل ان تجيعة فدقال “.يمك أن دمن الارناء كعات الله عن قله التسهانه» ويقيم الله تعالى له مظهرًا محمديًا فيسمع فيه أمر الحق ونهيه لمحمد يله فيظن أنه الحق تعالى كلمهُ هوء وإنما كلم روح سيدنا محمد كك فيكون ذلك من باب التعريف للأحكام الشرعية لا شرعًا جديدّاء فإن ذلك باب قد أغلق بموت رسول الله يكلو انتهى بحروفه. والذي فهمته من ارتياح الحضرة القادرية أن الأمر كان حمنة رضي الله عنهُ في البداية» وإلاً فقد كانت نهايتهُ رضي الله عنهُ على أعظم قدم وأتم حال وأكمل خلق وكمال تواضع وانكسارء وأما الواردات الثقيلة التي كانت ترد عليه قدس سرهء وتأخذه من حال إلى حال فينطق بكلمات تتجاوز حد الصحوء فإنها حالة بداية لا تضرٌ بمقامه العالي: ولا تحجب نور إرشاده المتلالي» وهي كقولهِ حالة غيبته: (قدمي هذه على رقبة كل ولي لله). وكقوله: انزلوا يا ملائكة ربي احضروا فربما كان جمعنا أكمل من جمعكم. كما ذكر ذلك صاحب البهجة القادرية وغيرهء فإنها حالة إدلال لا يتحملها حال مبتدئيهم رضي الله عنهم»: وإلا فشأن الملائكة الكرام عليهم السلام معلوم: وقدر أخوانه أولياء الله جليل يعلو عن ظاهر هذه الكلمة؛ وإن كان المقصود من القدم عندي الأتباع لأمشط الرجل المركب من لحم وعظم وهو الصحيح» وإن مرتبتة النهائية رتبة تقصر عنها المطامع» وتلتذ بذكر أخبارها المسامعء وقد تعرضت لذكر هذه الكلمة لمناسبتها في هذا الباب لا غيرء وبينت ما ذكره بعض أعيان الرجال فيها حفظًا لمقام حضرة الشيخ رضي الله عنهُ؛ء وإرشاد البعض خدام طريقتهِ المباركة من الذين لا علم لهم ولا فهمء فإنهم يزعمون أنها مزية ترفع رتبة الشيخ قدس سرهء على بقية أخوانه وأقرانه الأولياء العظام رضي الله عنهمء رفعة يتوهمون منها حطة قدر أولياء الله وتحقيرهم والعياذ بالله. فلذلك جعلت كلامي هذا إنذار وتنبيهًا لهم على ما هو الحق» والحق أحق أن يتبع» وإلا فرتبتهُ رضي الله عنهُ من أعلى مراتب الأولياء رتبة وهيبتة من ١14‏ الباب الخامس في ذكر وقوفه عند حذ العبودية والتزامه في صحوه وغيبته الآداب المحمدية أعظم هيباتهم هيبة» قال بتعظيمه وعلوٌ قدره عامّة المسلمين وأذعن بفضله شيوخ الأمة أجمعين: ولا أجوّز لفاضل أو.جاهل أن يتخطر من بحثي هذا غير ما ذكرتةُ أو سوى ما شرحتةء لأني من أخص المنسوبين إلى أبوابه والمحسوبين على أعتابه» وقد عقدت لهُ في آخر هذا الكتاب ترجمة مخصوصة. وإني أشكر الله على أن جعلني من المعنقدين بغوثيته» وتمكين إرشاده ومن أخلص المحبين لعشيرته وأولاده» وقد علقت بوصلة حب تلحقني بجنابه الكريم» وتعلقت بحبل التمسك بولايته عن قلب سليمء إلا أن الرسول المكرم المعظم كك حد لنا حدودًا وأخذ علينا عهودًا أن نقول الحق وأن لا تأخذنا في الله لومة لائم؛ وما هذه الإيضاحات إلا عين الخدمة لعتبة الباز وتحشية مذهبه على ذيل ذلك الطراز. واعلم يا أخي أن سيدنا المشار إليه رضوان الله عليه حجة في طريق الله وقدوة مكينة يتوصل به إلى الله وقد كان يجلس مع الفقراء ويأكل معهمء ويخدمهم ويقوم بقضاء حوائجهم؛ ويتعالى على الملوك وأبناء الدنياء ويعظم المساكين وينقاد إليهمء وقد انطبع رضي الله عنة في كل أوصافه على الذل والتواضع» وأما مظهريتة الوجهية فلا تنافي حالتةُ القلبية» كيف لا وهو الغوث الأعظم والشيخ الأكرم والمرشد المحترم! الذي سارت بذكره الركبان واعتقده الإنس والجان. وأقرٌ بفضلهٍ الأكوان وكرامتة ثبتت بالتواتر» وهممة العلية ونجداتة مشهورة لدى المسلمين في جميع الأقطار والبلاد والأمصارء وليعلم أن هذه الكلمة وقعت بوجه آخر من الشيخ أبي الحسن الشاذلي قدس سرهء كما هي مروية عنه من أهل خرقتهء فإنهم يقولون: إنهُ قال قدمي هذه على جبهة كل ولي للهء وتبع هذا الحذو الشيخ أحمد التيجاني المغربي صاحب الطريقة التيجانية المشهورة الآن في المغرب» فإنهُ زاد على القدم القدم الآخرء وقال: قدماي هاتان على هامة كل ولي للهء كما هو منقول عنهُ من أهل طريقته وخرقته: فليس لنا إلا التأويل لهذه الألفاظ أدبا مع القوم» وباب التأويل واسع فإنا نأول للسيد الجيلاني القدم باتباع النبي كله وبهذا ينتظم شأن الكلمة ويتساوى بها قائلها وغيرهء لأنة يقول اتباع أمر رسول الله يَككِْ نافذ على رقبة كل ولي» وقوله قدمي مفتخرًا بحسن اتباعه للنبي عليه السلام ومعلمًا بأنهُ من خلص أتباعه ويؤيدها قوله في لاميته المروية علة: وكل ولي له قدم وإني على قدم النبي بحر الكمال هذا ما يصح قوله في هذه الكلمة لا غيرء وإلا فعلى ظاهرها لا تنقل ولا تقبل ومع ردها فمقام قائليها محفوظ وشأنهم معتقد قدست أء رارهم» ولا يخفى أن كلمة الحضرة القادرية أول مَن رواها ودوّن لها كتايّاء صاحب البهجة الشيخ علي الهمداني والمؤلف الباب الخامس في ذكر وقوفه عند حذ العبودية والتزامه في صحوه وغيبته الآداب المحمدية حل المذكور من أهل القرن السابع ووفاتةٌ في حدود السبعمائة كما يدرك من بهجته» وبينة وبين الحضرة القادرية ما يزيد عن مائة سنة وطرق رواياته محصورة» لا تخفى على ذي علم وكل ما نقل في الكتب السائرة بشأن هذه الكلمة فأمه البهجة المذكورةء ولا بد أن يكون المنقول أحد روايات البهجة المذكورة» فإن صح الخبر عن الشيخ رضي الله عته فحالة شطح لا تفيد أمرًا ولا غيره» كما عليه كبار الطائفتين الصوفية وعلماء الشريعة» والدليل واضح وإلا فكلمة قيلت. وفضله رضي الله عنهُ فوق ما أراده لهُ صاحب البهجة فإن هذه الكلمة ومثلها لا تكون دليلاً لقائلها على أفضليته على غيره من أقرانه أبدّاء على أن الشريعة البيضاء والمحجة الغراء أثبتت لنا من أحوال النبي كلةِ وأطواره وظواهر أقواله وبواطن أسراره» ما كقانا لقياس الأقوال والأفعال في كل زمن ووقت» والحجة القاطعة كتاب الله ولا تبديل لكلمات الله: والذي أعتقده جزمًا أن الشيخ رضي الله عنه بنظر العناية ملحوظ. ومن كل ما يسلط المؤاخذة الشرعية عليه مصون محفوظء. وهذا الظن به وبأمثاله نفعنا الله به وبأحواله. وكلمة الشيخ الشاذلي قدس سره والتيجاني أيضًا إن صحت عنهما فهي حالة شطح جاوزت المقام المحدود ووارد غيبة ردّه أدب الشرع ء وهو مردود وكلاهما من الصلاح والكمال على حال وفضلهما اشتهر أيضًا في أكثر البلاد الإسلامية بين فحول الرجال» ولا يخفى أن هذا الرد لا ينافي صدق الود لهؤلاء السادات الكرام والأولياء العظام الذين اشتهر أمر ولايتهم بين الإسلام عند الخواص والعوام» فإن السيدة عائشة الصديقة رضي الله عنها وعن أبيهاء» ذكر لها أحد الصحابة رضي الله عنهم أجمعين رؤية النبي يأ ربهُ بعين البصر فأنكرت ذلك» وقالت: قف شعري إلى آخر ما قالت. والحديث معلوم ذكره صاحب الشفا وغيره» فما كان ذلك منها رضي الله عنها إلا القول بما علمت وثبت لديهاء لأنها ثبت عندها الرؤيا بعين البصيرة القلبية»؛ ومعلوم بالبداهة أنها أحرص الناس على إعلاء شأن رسول الله يقوِْ وهو عليه السلام أحب الناس إليهاء هذا وقد أنبأنا القرآن برؤية البصر بقولهِ تعالى: ما زاغ البصر وما طغى أفتمارونه على ما يرى» [النجم: ١7‏ - ؟١]‏ ومع ذلك فأمر الخلاف مشهور وخبره مذكورء والاختلاف في شأن الرؤيا قيل في الشارع الكريم والحبيب العظيم» إلا أن البعض من الأصحاب ومنهم السيدة عائشة الصديقية لم يثبت عندها رؤية البصرء أي بعيني الرأس فأنكرت ذلك حرصًا على الشارع والشرعء وابن عباس رضي الله عنهما وَجَمْ من الصحابة رضي الله عنهم» ثبت عندهم الرؤية بعيني الرأس فقالوا بهاء فانظر كيف اختلف الآل والأصحاب في شأن نبوي نزل به القرآن وتكلّموا به رضي الله عنهمء ونقلنا ذلك عنهم بالأسانيد وعلمنا أن الكل على هدى وصدق محبة الحبيب المقتدى يِه فكيف بكلمات أشكل علينا فهم ظاهرها وما ثبتت لدينا صحة أسانيدها إلى قائلهاء والمؤاخذة الشرعية فيها واضحة وقد أسندت ليل الباب الخامس في ذكر وقوفه عند حد العبودية والتزامه في صحوه وغيبته الآداب المحمدية إلى إمام عظيم المقام يقتدى به في الدين ويتبع في طريقة الشرع المبين» فهل يصح إلا تأويلها أو القول بعدم صحة إسنادها إليهء سواءًٌ كان الشيخ عبد القادر الجيلي رضي الله عنهُ أو غيره من أولياءٍ الله نفعنا الله بهم أجمعين؛ وليعلم أن بعد اعتقاد ولاية الرجل ووصلته بربهٍ والقول بكونهٍ من-حزب الله وأولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون» وحسن الظن بصحة جميع ما ينقل عنهُ من الكرامات والإيمان بهاء ما بقي مجال لزوائد الأقوال وليس لرجل يؤمن بما أنزل الله ويقف عند حدود الله؛ أن يظن السوء أو يسيء الأدب في شأن من يبحث عن القول. مع تعظيم القائل أخذًا بالتفريق بين الحق والباطل» مبرأ إعراض الأولياء العظام من هفوات الكلام» والحاصل هذا الحق الأحق الذي لا تمسة الشبهات وإنما الأعمال بالنيات وإني والحمد لله أؤمن بكرامات الأولياء رضي الله عنهم أجمعين؛ ومذهبي حفظا لشرفهم تأويل كلماتهم وهذا الحق المبين» ولا يخفى ما كان عليه سيدنا القطب الجيلاني رضي الله عنهُ من علو المنزلة في الولاية» ومع كل هذا عد القوم العارفون حالة الإدلال والانبساط الذي كان يقع منه في البداية نقصًا بالنسبة إلى ما من الله بهِ عليه في النهاية» من مقام العبودية. فافهم والزم يا أخي باب الذل والانكسار ولا تتعالى عن حد عبوديتك تغنم»ء وتفكر أيها المحجوب في أن الانبساط والإدلال ودعوى القول والفعل والفتق والرتق» لما كانت لا تصلح لأحد في هذه الدار الفانية» عد أهل القدم الكامل وقوعها من إخوانهم أهل الله في البدايات من جملة النقص بالنسبة إليهم. والحال أنها وقعت منهم رضي الله عنهم بعد انطماس رعونات”'' النفوس ومحو الآثار بالكلية» ونطقوا حمقًّا وقالوا صدهًا لأن مقالهم حصل بالاتحاف والوهاب والإلهام الصادق القلبي والإذن المعنوي» وبعد كل ذلك عد من أحوال البداية وفوقه وفوق حده رتبة ومقامًا وشأنًا وحالاً» حالة الذل والخضوع والانكسار وكتم الأسرار والانقهار تحت الأحكام الإللهية: على أن صاحب مقام الانبساط والإدلال إذا وقع منهُ كلام فوق مرتبة عبديته وحد مخلوقيته» حال انبساطه وسري عنهُ ذلك الحال وسئل حالة صحوه عما صدر منهُ في الحالة الأولى من المقال» أنكر واعتذر وندم واستغفرء فكيف بنا وقد لعبت فينا رعونات النفس وانبسطت همتنا للشهوة وصارت الأغيار مطمح نظرنا وغاية أملناء فهل بليت الدعوى التي تصدر منا حاصلة إلا من عدم العلم بالكتاب المبين وحكم الشرع المتين» وناشئة عن الجهل الصرف بسنة سيد المخلوقين وطريق أولاده الطاهرين وخلفائه الراشدين وعلماء هذا الدين وأوليائه العارفين رضي الله عنهم أجمعين» وهل هي إلا الغفلة الكلية عن درك حالة البشرية» وأتى الباب الخامس في ذكر وقوفه عند حذ العبودية والتزامه في صحوه وغيبته الآداب المحمدية لفن للمسكين المخلوق العاجز من قوة يمعل بها ويقول ويكر بها ويصول» كيف تجتمع الحياة والممات أو العجز والقدرة أو الفقر والغنى. كلا الضدان لا يجتمعانء ولكن الناس نيام فإذا ماتوا انتبهواء لأن الدنيا حجاب ورؤيا النفس حجاب» وكم تحت هذا علامات التوفيق الانسلاخ من حب الدنيا ورؤيا النفسء على أن العاقل لو صرف فكره إلى ذاته وكلياته وجزثياته انسلخ بطوعه عن رؤيا نفسه والدنيا أيضاء وما أحسن ما قلت بفضل الله من قصيدة» تخلصت فيها بمدح النبي َل تذكر الصواب في هذا الباب وهذا مطلعها: الله أكبره ذه الآثار فلكل شيء حكمة وحقيقة والكون لو حققتهُ وفهمته بستانرمزمغلق بطرزه هو مستعار كالوديعة عندنا فاعجب بحقك من عبيد عجز فالمرء منا لو تفكرثوبه وإذا انتحى بيت الخلى متبصرًا وإذاامسشئ:في التسير آبرك أنه ووجوهه إن نام أرشده إلى وبنفس هيكله بكل دقيقة والستمم والصيع الفقيل وغيلة والأمن والخوف المريع وغيره ليل تدور عليه أحكام الدجى والكل للرجل الرشيد حقائق فإذا عرفت بقاء نفسك فانيًا وعلمت أن الفعل ظاهر فعله فاخلع لعمرك ثوب وهمك بالسوى منها بسابق خلقهاأسرار حارت بغهم ضميرها الأفكار كبر وفيهٍ شؤنناالإضمار أرواحنا برياضهو الأطيار وكأنناالملاك والأمار يتصرفون كأنهم أحرار حال اغتسال ذاق كيف يعار خضعت به في ذاتها الأطوار فرد وظ ل الدار والدينار ترك الوجود ونومه الإجبار يتبارز الأخطار والإخطار وشفاؤها والبسط والأكدار ينييه كيف تمزق الأغيار حال به تتسلسل الأدوار ويليه في دور الشؤون نهار تجري بهافي سفنهاالأقدار أدركت كيف إلى الإلله يسار وهو القدير الفاعل المختار فالجهل عند ذوي البصائر عار يفن الباب الخامس في ذكر وقوفه عند حد العبودية والتزامه في صحوه وغيبته الآداب المحمدية واصرف وجود الروح للباب الذي والحق بأرواح الأعزاء الأولى فهم الكرام السادة الأخيار رأوا الوجود بنور عين بصيرة ١‏ فرأوه ظ لاما لديه قرار وتفكروا الصنع القديم وحادث ال طرز الكريم فضاءت الأبصار وتجردوا عنهم فهم بين الورى أهل العقول السادة الأحرار علقوا بذيل محمد شمس الهدى02 وعلى طريقتهٍ الكريمة ساروا ولا يخفى على كل حاذق متشرع أن نبينا يي كان يركب الحمارء ويخصف النعل ويرقع القميص ويلبس الصوف ويردف خلفه ويضع طعامة على الأرض» ويجيب دعوة المملوك ويكنس بيتهُ وبخيط ثوبة» ويخرج إلى العيد ماشيًا ويرجع ماشيًا ويسلم على الصبيان ويمسح رؤوس اليتامى ويجلس على الأرض ويعتقل الشاة» ويجيب دعوة العبد على خبز الشعير ويبيت الليالي المتتابعة طاويّاء وأهله لا يجدون عشاء ويأتي ضعفاء المسلمين ويزورهم ويعود مرضاهم ويشهد جنائزهم ولا يمنع شيئًا يسألهُ؛ وإذا جلس جلس إليه أصحابه حلقًا حلقًا وإذا دخل عليهم جلس حيث انتهى به المجلس. ولا يأنف ولا يستكبر إن يمشي مع الأرملة والمسكين والعبد حتى يقضي له حاجتهء وكان يقول عليه الصلاة والسلام لست من الدنيا وليست مني» إني بعثت والساعة نستبق وكان يقول يَلْهْ لو تعلمون ما أنتم لاقون بعد الموت ما أكلتم طعامًا على شهوة أبدًا ولا دخلتم يتا تستظلون به» ولمررتم إلى الصعدات تلدمون صدوركم وتبكون على أنفسكم. وكان يقول أيضًا عليه الصلاة والسلام ما من صباح يصبحه العباد إلا وصارخ يصرخ «يا أيها الناس لدوا للتراب واجمعوا للفناء وابنوا للخراب»» فتفكر أيها العاقل كيف وقف السيد الكامل عند حد عبديته وأوضح لنا هذا الحد بحكمته» وتقلب يله على بساط القربية في حضرة العبودية ولم يلتفت إلى الأغيار بالكلية منذ برز إلى الوجود يل إلى أن انتقل من هذه الدار عَكِنِ. ولينظر أنه عليه الصلاة والسلام حالة كونهٍ الشارع العظيم والحبيب الكريم. هو الرحمة الشاملة العامة والنعمة الكبرى التامة والعلة الغائية لخلق الخلقى ومعرفة الحقء» كان يقوم الليل يِه ويدعو ويبكي ويذكر الله أكثر ليله عليه الصلاة والسلام وقد لازم القيام حتى تورمت قدماهء وأنزل الله عليه لطمًا به وكرمًا #طله وما أنزلنا عليك القرآن لتشقى» [طله: ١‏ ؟] تثبينًا لقلبهِ الكريم وإجلالاً لشرف مقامهٍ العظيم. وهو أيد الله مناره العالي ما دامت الأيام والليالي. لا زال منعكمًا على باب ربهِ باسطا أكف الخشية والخضوع. متواصل الأحزان كثير الدموعء نأعظم بهذا المقام السامي من مقام هو غاية كل مقام الباب الخامس في ذكر وقوفه عند حد العيودية والتزامه في صحوه وغيبته الآداب المحمدية اوفق ومنتهى كل مرامء فإذا أردت أيها البصير أن تصل إلى مقام المجد الكبيرء فعليك بمعرفة نفسك» وقف عند حذها وإنه نفسك عن هواها ولا ترفعها عمن سواهاء فإنك من مضغة ابتدائك وجيفة انتهائك. وأنت وغيرك من تراب فحذر نفسك من الكبر والإعجاب» ويحسن في هذا المقام قول سيدنا الشيخ عبد القادر الجيلاني في كتابه الفتح الرباني بما نتصه: يا قوم دعوا التكبر على الله عزّ وجل وعلى خلقد؛ اعرفوا قدركم وتواضعوا في نفوسكمء أوُلكم نطفة قدرة من ماء مهين وآخركم جيفة ملقاة» وقال في الكتاب المذكور في محل آخر: كل البلايا والأمراض شركك بالخلق ورؤيتهم في الضر والنفع والعطاء والمنع» وكل الدواء وزوال البلاء في خروج الخلق من قلبك» وعزمك عند نزول الأقضية والأقدارء وأن لا تطلب الرياسة على الخلق والعلو عليهم» وأن يتجرد قلبك لربك عر وجل وقال رضي الله عنة: اترك الخير والشر على ظاهرك واشتغل بباطنك مع خالق الخير والشرء من عرفة ذل له وكلٌ لسانه بين يديه وتواضع له ولعباده الصالحين» وتضاعف همه وغمه وبكاؤه وكثر خوفة ووجله وكثر حياؤه وكثر ندمه على ما تقدم من تفريطه. وتشدد حذره وخوفة من زوال ما عنده من المعرفة والعلم والقرب» لأن الحق عر وجل فعال لما يريد لا يُسأل عما يفعل وهم يسألون؛ يتردد بين نظرين إلى ما تقدم من تفريطه ووقاحته وجهالتهِ وطربه؛ فيذوب من الحياء ويخاف من المؤاخذة» وينظر إلى مستقبل الحال هل يقبل أو يرد هل يسلب ما أعطي أو يخلّى له على حاله؟ هل يكون يوم القيامة في صحبة المؤمنين أو الكافرين؟ ولهذا قال النبي كَةِ: «أنا أعرفكم بالله وأشدكم لَهُ خوفًا؛ من جتملة العارفين في الشذوذ والندورء من يأتيهِ الأمن إلا يتلى عليه ما سبق لهُء يعلم يموئلهِ وما يكون مصيره إليهِ يقرأ سره مالهُ في اللوح المحفوظء ثم يطلع القلب على ذلك ويأمره بكتمهٍ وأن لا تطلع النفس على ذلك ابتداء هذا الأمر الإسلام؛ وامتثال الأمر والانتهاء عن النهي والصبر على الآفات؛» وانتهاؤةُ الزهد فيما سوى الحق عر وجلٌ» وأن يستوي عنده الذهب والتراب والحمد والذم والعطاء والمنع والجنة والنار والنعمة والنقمة والغنى والفقر ووجود الخلق وعدمهم.ء فإذا تم هذا كان الله عر وجل من وراء ذلك كلة» ثم يأتي التوقيع منهُ بالإمارة والولاية على الخلق كل من رآه يتتفع به لهيبة الله عرّ وجل ونوره الملتبس بهء ربنا آثنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب الثار. انتهى . وانظر ما قاله في هذا الباب سلطان العارفين محيي الدين ابن العربي قدس سره في فتوحاتهء وقد أحسن وأوضح وأعرب وأفصح. فإنهُ يقول: لا يتكبر على الأمثال إلا مَن جهل أنهم أمثال» فكما لا يتكبر الشيء على نفسه لا يتكبر على مثله: ومن لم يتكبر على خلق الله فقد أعطاهم حقهم الذي وجب لهم عليهء كما أعطاه الله خلقه الذي لم يكن هو فق الباب الخامس في ذكر وقوفه عند حدذ العبودية والتزامه في صحوه وغيبته الآداب المحمدية إلا بوء وإلا فما هو هو فإن الإنسان إذا لم يكن هو الحيوان الناطق» وإلا فليس بإنسان» فعلم حينئذ من كلام الشيخ قدس سره: أن التواضع للأمثال أي للآدميين وعدم التكبر عليهم وصف الإنسانية وعكسها وصف البهيمية» ولما كانت معرفة النفس باب معرفة الرب». ألزم القوم رضي الله تعالى عنهم كلاً من أخوانهم العمل بهذا الأدب» وعرفوا المريد أن الوصول إلى الله لا يصح إلا بمعرفة النفس والتخلص من عوائقها وعلائقهاء وذلك إنما هو لترتفع حجب الغفلة والغرور والذهاب الكاذب وحب الرياسة والتقدم والتهالك على الدنيا عن قلب المريدء وليحصل لهم التخلق الكامل بأخلاقه يل ولكيلا ينحرف المريد عن قدم الاستقامة والوفاء بالعهد لا غيرء هذا وأن الله تعالى رفع مقام نبيه َك على كل مقام. وجعلهُ إمام كل إمام» وأثنى عليه باتصافه بالعبودية المحضة في عدة آيات: منها قولة تعالى: #فأوحى إلى عبده ما أوحى» [النجم: ]1٠١‏ وقولهُ تعالى: #سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام» [الإسراء: ]١‏ قال العلآمة الرازي في تفسير هذه الآية الكريمة ما نصهُ: وسمعت الشيخ الإمام الوالد عمر بن الحسين رحمة الله تعالى قال: سمعت الشيخ الإمام أبا القاسم سليمان الأنصاري قال: لما وصل سيدنا محمد صلوات الله عليه إلى الدرجات العالية والمراتب الرفيعة في المعارج» أوحى الله تعالى إليه يا محمد بم أشرفك؟ قال: يا رب بأن تنسبني إلى نفسك بالعبودية» فأنزل الله فيه سبحان الذي أسرى يعبده الآية .اه. ولما كان عليه الصلاة والسلام سيد من تحقق بمقام العبودية» وأعظم مَن عرف بهذه الرتبة العلية» كان يعود المساكين ‏ كما تقدم ‏ ويجالس الفقراء ويجيب دعوة العبد» ولما فتحت عليه مكة ودخلها بجيوش المسلمين وعساكر الموحدين» طأطأ رأسة الشريف على رحله حتى كاد يمس قادمته تواضعًا لله تعالى. وهذا السئن المجمدي المبارك وهو الطريق الأعظم إلى الله سبحانة وتعالى»: وبهِ يصل الواصلون ويّهتدي المهتدون» لا بالتصوف الكاذب والشقشقة اللسانية ودعوى وحدة الوجود. وجعل العبد ربًا - العياذ بالله ‏ والاشتغال عن الله وعبادته وسنة رسوله كله وما كان عليه الخلفاء الراشدون والصحابة رضي الله عنهم والتابعون والصالحونء نقعنا الله بهم؛: بل وعامة المسلمين: الفرقة الناجية التي طهرها الله من الزيغ والضلال بالمذهب الباطل والقول الكاذب والطريق القبيح: الذي ينتهي بسالكه إلى النار وغضب الجبارء بدعوى أن طريقهُ طريق العارفين ومذهب الصالحين» وكأنهم على دعواه كتموا ذلك وما بيتوى وباسم التصوف والعرفان سموه قلا والله ما من عارف من عهدنا هذا إلى زمن رسول الله يقول بذلك» ويتعدى حدود الله» وقد عمت البلوى في هذا الزمان حمانا الله منهُ ومن أهلهء فإنك ترى من يدعي التشيخ والإرشاد حال كونه آلة كفر وفساد طمس الله الباب الخامس في ذكر وقوفه عند حذّ العبودية والتزامه في صحوه وغيبته الآداب المحمدية يفنل على قلبهء قبل أن يعرف أحكام الوضوء فضلاً عن غيرها من الأمر التعبدي والفقه الديني» الذي أوجبهُ الله على كل مسلم ومسلمةء يقول بوحدة الوجود ويجعل العبد عين المعبود؛ ويقلب جهلة الناس عن الشريعة والحقيقةء ويجعل لهم هذه العقيدة الزائغة طريقة» فترئى: الرجل الحراث الذي لا يفرق بين الشحم والورم ولا بين القلم والألم» يترك الاشتغال بأصول الشريعة الرصينة ويهدم بهذه الأقوال المردودة دين ويظن بافترائه على ربهِ أنه صار من أهل الله وحزبهء ولم يقنع بذلك. بل يصرف العينية الذاتية إلى كل من الذرات المخلوقة الكونية» وإذا طولب هو وأمثالة من الخذلة اللثام بأقوالهم أنكروهاء وإذا خلوا إلى شياطيئهم ترنموا بها وذكروهاء وكأنهم يرون من حماه الله من هذه المصيبة الدينية» وقف عند حالة غير مرضية وإني أرى أن الواجب على كل مؤمن ومؤمنة الغيرة الدينية والهمة الإسلامية» لدفع هذا الفساد المبين من بلاد المسلمين» وأرى أيضًا أن من الواجب على الحكام في سائر بلاد الإسلام الاعتناء بكسر علم هذا الفساد المنصوب. وسوق الناس متصوفة وغيرها إلى العمل بشريعة النبي المحبوب» عملاً بقول الله في كلامه القديم «فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم» [النور: 117 وانظر كيف وقف النبي الكريم عند حد عبديته وتخلق بما يلزم لهاء وكان ييه يحلب شاتهُ ويخصف نعلة ويخدم نفسة» ويأكل مع الخادم ويحمل بضاعتهُ من السوق» وإن الأمة من إماءِ أهل المدينة لتأخذ بيد رسول الله يله فتنطلق بهِ حيث شاءت حتى يقضيها حاجتهاء ودخل عليه رجل فأصابتة من هيبته رعدة فقال: هون عليك فإنى لست بملك إنما أنا ابن امرأة من قريش تأكل القديد» وما ذلك إلا رحمة منه كيه بالخلق» كيف لا وهو أرحم خلق الله بخلق الله وهو القائل عليه الصلاة والسلام «الراحمون يرحم الرحمئن ارحموا مّن في الأرض يرحمكم من في السماء”'' وله درٌ الحافظ ابن حجر القائل: إن من يرحمأهل الأرض قد جاءنا يرحمةٌ من في السما فارحم الخلق جميعًاإنما 2 يرحمالرحمنن مناالرحما وما ألطف قول الزين العراقي في هذا الباب: إن كنت لا ترحم المسكين إن عدما ولا الفقير إذا يشكو لك العدما فكيف ترجو من الرحمئن رحمتة2 وإنمايرحم الرحمئن من رحما )١(‏ الحديث أخرجه في مجمع الزوائد عن جابر (1417/4)» باب رحمة الناس. وأخرجه في كنز العمال 0 حديث رقم: 041/8. 05 الباب الخامس في ذكر وقوفه عند حدّ العبودية والتزامه في صحوه وغيبته الآداب المحمدية وقد أشار إلى ذلك سيدنا القطب العارف باللهء أستاذنا الشيخ عبد القادر الجيلاني قدس سره في كتابهٍ الفتح الرباني بما نصِة: يا قوم تشبعون وجيرانكم جياع» وتدعون أنكم مؤمنون ما صح إيمانكم؛ يكون بين يدي أحدكم طعام كثير يفضل عنهُ وعن أمله ويقف السائل على بابهِ ويرد خائباء عن قريب تبصر خبرك عن قريب تصير مثلة» وترد كما رددتةُ مع القدرة على عطائه ويحك! هلا قمت وأخذت ما بين يديك وأعطيتهُ؛ تجمع بين الحالين التواضع في قيامك والعطاء من مالك» نبيّنا محمد يَقةٍ كان يعطي السائل بيده ويعلف ناقتة ويحلب شاتهٌ ويخيط قميصةء كيف تدعون متابعته وأنتم مخالفون لهُ في أقوالهِ وأفعالهء وأنتم في دعوى عريضة بلا بينة» يقال في المثل: «إما أن تكون يهوديًا خالصًا وإلا فلا تتولع بالتوراة» وهكذا أقول لك إما أنك تأتي بشرائط الإسلام» وإلا فلا تقل أنا مسلم» عليكم بشرائط الإسلام عليكم بحقيقة الإسلام وهي الاستسلام بين يدي الحق عزّ وجل واس الخلق اليوم حتى يواسيك الحق عر وجل غدّاء برحمته ارْحَمْ من في الأرض حتى يرحمك من في السماءء وقال قدس سره في الكتاب المذكور: يا قوم اعرفوا الله ولا تجهلوه وأطيعوا الله ولا تعصوهء ووافقوه ولا تخالفوهء وارضوا بقضائه ولا تنازعوه واعرفوا الحق عرّ وجل بصنعته هو الخالق الرازق الأول الآخر والظاهر والباطن. هو القديم الأول الدائم الأبدي الفعال لما يريد. لا يسأل عما يفعل وهم يسألون؛ هو الغني هو المفقر هو النافع المحيي المميت المعاقب المخوف المرجوء خافوه ولا تخافوا غيره وارجوه ولا ترجو غيره» دوروا مع قدرته وحكمته إلى أن تغلب القدرة الحكمة» تأدبوا مع السواد على البياض0ء إلى أن يأتي ما يحول بينكم وبينهُ تكونوا محفوظين من خرق حدود الشرع؛ الذي أشير إليه معنى لا صورة؛ لا يصل إلى هذا الأمر إلا آحاد الصالحين» ما لنا حاجة خارجة عن دائرة الشرع؛ ما يعرف هذا الأمر إلا مَن دخل فيدء فأما بمجرد الصفة فلا تعرفه. كونوا في جميع أموركم بين يدي الرسول يقةِ مشددين الأوساطء تحت أمره ونهيه واتباعه إلى أن يدعوكم الملك إليه. فحينئظٍ استأذنوا الرسول كُليةِ وادخلوا عليه. إنما سمي الأبدال أبدالاً لأنهم لا يريدون مع |إرادة الله عر وجل إرادة ولا يختارون مع اختياره اختيارّاء يحكمون الحكم الظاهر ويعملون الأعمال الظاهرة ثم يتفردون إلى أعمال تخصهم كلما ترقت درجاتهم ومنازلهم. يزيدون أمرًا ونهيًا إلى أن يبلغوا إلى منزل لا أمر فيه ولا نهي؛ بل أوامر الشرع تنفعل فيهم وتضاف إليهم. وهم في معزل لا يزالون في غيبة مع الحق عرّ وجلء وإنما يحضرون في وقت مجيء الأمر والنهي» يحفظون فيهما حتى لا يخربون حدًا من حدود الشرع» لأن ترك العبادات المفروضات زندقة» وارتكاب المحظورات معصية» لا تسقط الفرائض عن أحد في حال من الأحوال؛ يا غلام: اعمل بحكمه وعلمهِ ولا تخرج عن الباب الخامس في ذكر وقوفه عند حذ العبودية والتزامه في صحوه وفيبته الآداب المحمدية يل الخطة» لا تنس العهد جاهد نفسك وهواك وشيطانك وطبعك ودنياك» ولا تيأس من نصرة الله عر وجل فإنها تأتيك مع ثباتك» قال الله عر وجل: «إن الله مع الصابرين> [البقرة: ]١167‏ وقال: طفأن حزب الله هم الغالبون» [المائدة: 07] وقال: «والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا» [العنكبوت: 14] أمسك لسان نفسك عند شكواها إلى الخلق» كن خصمًا لله عرّ وجلّ عليها وعلى جميع الخلق» تأمرهم بطاعته وتنهاهم عن معصيته» تنهاهم عن الضلال والابتداع واتباع الهوى وموافقة النفسء وتأمرهم باتباع كتاب الله عر وجل وسئة رسوله يكِه يا قوم: احترموا كتاب الله عر وجل وتأدبوا معةء هو الوصلة بينكم وبين الله عر وجلّ لا تجعلوه مخلوقًاء يقول الله عر وجل هذا كلامي: تقولون أنتم لاء مّن رد على الله عر وجل وجعل القرآن مخلوفًا فقد كفر بالله عرّ وجل وبرىء منهُ هذا القرآن. هذا القرآن المتلو هذا المقروء هذا المسموع هذا المنظور هذا المكتوب في المصاحف كلامه عرّ وجل» كان الإمام الشافعي والإمام أحمد رضي الله عنهما يقولان: القلم مخلوق والمكتوب به غير مخلوق» والقلب مخلوق والمحفوظ فيه غير مخلوق. (يا قوم): انصحوا القرآن بالعمل بهء لا بالمجادلة فيهوء الاعتقاد كلمات يسيرة والأعمال كثيرة. عليكم بالإيمان بهوء صدقوا بقلوبكم واعملوا بجوارحكم؛ اشتغلوا بما ينفعكم لا تلتفتوا إلى عقول ناقصة دنية. (يا قوم): المنقول لا يستنتج بالعقل؛ والنص لا يترك بالقياس. لا تترك البينة وتقف مع مجرد الدعوىء أموال الناس لا تؤخذ بالدعوى من غير بيّنةء قال النبي كلِ: «لو أخذ الناس بدعاويهم لادّعى قوم دماء قوم وأموالهم لكن البيّنة على المدعي واليمين على من أنكر»"'. لا ينفع لسان عليم وقلب جاهلء عن النبي يله أنه قال: «أخوف ما أخاف على أمتي من منافق عليم اللسان"”" يا علماء يا جهال يا حاضرون ويا غائبون: استحيوا من الله عزّ وجل وانظروا بقلوبكم إليه: ذلوا له صيروا أنفسكم تحت مطارق قدره وألزموها بالشكر على نعمه» واصلوا الضياء بالظلام في طاعتهء فإذا تحقق ذلك منكم جاءتكم كرامة الله عرّ وجل وجنته في الدنيا والآخرة» وقال بالكتاب المذكور في محل آخرء عن النبي يليه أنه قال: «أضنوا شياطينكم بقول لا إلله إلا الله محمد رسول اللهء فإن الشيطان يضنى بها كما يُضني أحدكم بعيره بكثرة ركوبه وشيل أحماله عليه؛ (يا قوم) أضنوا شياطينكم بالإخلاص في قول لا إلله إلا الله )١(‏ الحديث أخرجه ابن حيان (١9//1/ا4)‏ كتاب الدعوى. حديث رقم: 202087 وابن ماجة في الأحكامء باب البينة على المدعي واليمين على المذّعَى عليه. () الحديث أخرجه ابن حبان (758317/1) كتاب العلم» حديث رقم: علمء وإستاده صحيح على شرط البخاري. ١4‏ الباب الخامس في ذكر وقوفه عند ححدذ العبودية والتزامه في صحوه وغيبته الآداب المحمدية لا بمجرد اللفظ. التوحيد يحرق شياطين الأنس والجن, لأنهُ نار للشياطين ونور للموحدين؛ كيف تقول لا إلله إلا الله وفي قلبك كم إلله» كل شيء تعتمد عليه وتثق بهِ دون الله» فهو صنمك لا ينفعك توحيد اللسان مع شرك القلب» لا ينفعك طهارة القالب مع نجاسة القلب». الموحد يضني شيطانة والمشرك يضنيه شيطانة» الإخلاص لب الأقوال والأفعال لأنها إذا خلت منه كانت قشرًا بلا لب» القشر لا يصلح إلا للنار اسمع كلامي واعمل به فإنة يخمد نار طمعك ويكسر شوكة نفسك. لا تحضر موضعًا تثور فيه نار طبعك؛ فيخرب بيت دينك وإيمانك» يثور الطبع والهوى والشيطان فيذهمب بدينك وإيمانك وإيقانك»: لا تسمع كلام هؤلاء المنافقين المتصنعين المزخرفين» فإن الطبع يسكن إلى كلام مزخرف مصنع هوس”'' كعجين فطير بلا ملح» يؤذي بطن آكلهُ ويهدم بيته» العلمٌ يؤخذ من أفواه الرجال لا من الصحف. من هؤلاء الرجال رجال الحق عرّ وجل» المتقون التاركون الوإرثون العارفون العاملون المخلصونء ما هو غير التقفوى هوس وباطل. الولاية للمتلقين دنيا وآخرةء الأساس والبناءٌ لهم دنيا وآخرة» الله عز وجل إنما يحب من عباده المتقين المحسنين الصابرين» لو كان لك خاطر صحيح عرفتهم وأجبتهم وصحبتهم؛ إنما يصح الخاطر إذا تنور القلب بمعرفة الله عر وجلء لا تسكن إلى خاطرك حتى تصح المعرفة ويتبين لك منهُ الخير والصحة» غض بصرك عن المحارم وأمسك نفسك عن الشهوات وعود نفسك أكل الحلال: واحفظ باطنك بالمراقبة لله عرّ وجل وظاهرك باتباع السنة؛ وقد صار لك خاطر صحيح مصيب وتصح لك المعرفة بالله عرٍّ وجلء إنما أربى العقول والقلوب أما النفوس والطباع والعادات فلا ولا كرامة. (يا غلام): تعلم العلم واخلص حتى تخلص من شبكة النفاق وقيده؛ اطلب العلم لله عزّ وجل لا لخلقه ولا لدنياهء علامة طلبك العلم لله عزرْ وجل خرنك ووجلك منهُ عند مجيء الأمر والنهي» تراقبة وتذل لهُ في نفسك وتتواضع للخلق من غير حاجة إليهم لا طمعًا فيما في أيديهم» وتصادق في الله عرّ وجل وتعادى فيوء لأن الصداقة في غير الله عر وجل عداوة. الثبات في غيره زوال العطاء في غيره حرمان» قال النبي يلةِ: «الإيمان نصفان: نصف صبر ونصف شكر إذا لم تصبر على النقم ولم تشكر على النعم فلست بمؤمن”" حقيقة الإسلام الاستسلام» اللهمْ أحيي قلوبنا بالتوكل عليك وبالطاعة لك بالذكر لك بالموافقة لك بالتوحيد لك» فالحمد لله الذي هدانا بنبيه إلى صراطه المستقيم وطهرنا به من الزيغ والخلق الذميم» وأكرمنا باتباعه )١(‏ الهوس: من هاس فلان إذا سار أي سير كان. (؟) الحديث أخرجه في كنز العمال )97/1١(‏ حديث رقم: .31١‏ الباب الخامس في ذكر وقوفه عند حدّ العبودية والتزامه في صحوه وغيبته الآداب المحمدية اأخل واجعلنا من أتباعه. هذا وقد خير يَكةِ بين أن يكون نبيًا ملكا أو نبيًا عبدّاء فاختار أن يكون نبيًا عبدّاء فقال له إسرافيل عليه السلام عند ذلك: إن الله قد أعطاك بما تواضعت لهُ أنك سيد ولد آدم يوم القيامة» وأول من تنشق عنة الأرض وأول شافع. وليعلم أن الله قد عصم السيد أحمد الكبير رضي الله عنهُ من الشطح والدعوى حالة غيبته» ولم يكن لَهُ إذا ورد عليهٍ وارد الكرم وغاب عن نفسوهء إلا التكلم بما وهبه الله إياه والإفصاح عن ما منّ الله بهِ عليهء وما هو إلا التحدث بنعمة الله وهو الأمر المسنون وقد كان يقع ذلك للنبي يي والأحاديث النبوية طافحة في هذا الباب» منها: «أنا سيد ولد آدم ولا فخر وأنا أتقاكم»”'2 إلى غير ذلك مما يطول شرحه؛ وقد وقع لهُ بعض الكلمات القليلة تحدنًا بالنعمة في بداية أمره وسكت عنها بالكلية بعد البداية» ومضى على حال التمكين إلى نهاية أمره رضي الله عنةٌء ألا تنظر كيف قال رضي الله عنهُ: الدعوى رعونة لا يحتمل القلب إمساكها فيلقيها إلى اللسان. فينطق بها لسان الأحمق. وقال: الفقير كلامه موزون ولسانه مخزون وقلبه محزونء» فانظر كيف عرفك أن كلام الفقير السالك إلى الله موزون بميزان الشريعة» مخزون لسانهُ عن أن ينطق بما ينافي أدب الشرع بحرف واحدء محزون قلبه لعلمهِ بانقهاره تحت رق عبوديته وفنائه ومحو كليتهٍ وانطماسهٍ تحت الأوامر الإللهية» وكونه مطالبًا في كل نفسء فمن أين للمحزون فلتة الدعوى والشطحء. ونصب عينه ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد. وقال رضي الله عنة: من لم يزن أقوالة وأفعاله وأحوالة في كل وقت بالكتاب والسنة ولم يتهم خواطرهء لم يثبت في ديوان الرجال. وانظر ما قالهُ الشيخ محيي الدين قدس سره في فتوحاتوء حين بحث عن الشطح وها هو نص بحروقه: الشطح دعوى في النفوس بطبعها لبقية فيها من آثارالهوى هذا إذا شطحت بقول صادق من غير أمر عند أرباب النهي اعلم أيدك الله أن الشطح كلمة دعوى بحق» تفصح عن مرتبته التي أعطاه الله من المكانة عنده؛ أفصح بها من غير أمر إللهي» لكن على طريق الفخر بالراء فإذا أمر بها فإنه يفصح بها تعريقًا عن أمر إللهي لا يقصد بذلك الفخرء قال عليه السلام: «أنا سيد ولد آدم ولا فخره. يقول يِه ما قصدت الافتخار عليكم بهذا التعريف. لكن أنبأتكم به )١(‏ الحديث أخرجه الحاكم في المستدرك كتاب تواريخ الأنبياء (57/7): حديث رقم: .4١84‏ وأخرجه في كنز العمال /1١١(‏ 8 2)47 حديث رقم: 5798. قلادة الجراهر/ م 9 فيل الباب الخامس في ذكر وقوفه عند حذ العبودية والتزامه في صحوه وغيبته الآداب المحمدية المحققين إذا لم يؤمروا به فيقولها كما قالها عليه السلامء فلهذا بِيّن فقال ولا فخر فإني أعلم أني عبد الله كما أنتم عبيد الله: والعبد لا يفتخر على العبد إذا كان السيد واحدًا. وكذا نطق عيسى عليه السلام» فبدأ بالعبودية وهو بمنزلة قولهِ عليه السلام ولا فخرء فقال لقومه في براءة أمهِ. ولما علم'من نور النبوة التي في استعداده أنه لا بد أن يقال فيه إنهُ ابن الله» فقال: إنى عبد الله. فبدأ في أول تعريفه وشهادته في الحال الذي لا ينطق مثلة في العادة» فما أنا ابن لأحد 5 طاهرة بتول ولست ارد اللهء كما أنه لا يقبل الصاحية لا يقبل الولدء ولكني عبد الله مثلكم أتاني الكتاب وجعلني نبيّاء فنطق بنبوته في وقتها عنده وفي غير وقتها عند الحاضرين؛ لأنة لا بد لهُ في وقت رسالته أن يعلم ينبوته كما جرت عادة الله في الأنبياء قبلهُ» فهم مأمورون بكل ما يظهر عليهم ومنهم من الدعاوي الصادقة التي تدل على المكانة والزلفى» والتميز على الأمثال والأشكال بالمرتبة المثلى عند الله» :وجعلني مباركاء أي محلاً وعلامة على زيادات الخير عندكمء أينما كنت» يعني في كل حال من الأحوال ما تختص البركة فيكم بسببي في حال دون حال» وذكرها كلها بلفظ الماضي وهو يريد الحال والاستقبال» فما كان منة في الحال فنطقه شهادة ببراءة أمه وتنبيهًا وتعليمًا لمن يريد أن يقول فيه إنهُ ابن الله؛ فئزه الله وهو نظير براءة أمه مما نسبوه إليها. فهو في جناب الحق تنزيه وفي جناب الأم تبرئة» ويدل لفظ الماضي فيه وفي أينما كنت أن يكون التعريف له بذلك من الله كما كان لمحمد يكَكِ لما قال: «كنت نبيًا وآدم بين الماء والطين»”' فعلم مرتبتهُ عند الله وآدم ما وجدت صورتة البدنية؛ وأعلم عيسى بلفظ الماضي أن الله آتاه الكتاب وأوصاه بالصلاة والزكاة ما دام في عالم التكليف والتشريع؛ وهو قولهُ ما دمت حيّا يريد حياة التكليف في ظاهر الأمر عند السامعين» ويريد عندنا هذا وأمرًا آخْرًا وهو قوله تعالى في عيسى إنهُ كلمة الله والكلمة جمع حروف وسيأتي علم ذلك في باب النفس بفتح الفاءء فأخبر أنه آتاه الكتاب يريد الإنجيل» ويريد مقام وجوده من حيث ما هو كلمة والكتاب ضم حروف رقمية لإظهار كلمة أو ضم معنى إلى صورة حرف يدل علي فلا بد من تركيب» فلهذا ذكر أن الله أعطاه الكتاب مثل قوله: #أعطى كل شيء خلقة# [طله: ]5٠‏ ويريد بالوصية بالصلاة والزكاة العبادة» كما تدل على العمل هي على العبادة أدل» لأنها لا تفتقر في كونها عبادة إلى بيانء وأذا أريد بها العمل احتيج إلى تعيين ذلك العمل وبيان صورتهء حتى يقيم نشأتة هذا المكلف بوء فإذا كانت العبادة: دل على أنهُ لا يزال حيّا أينما كان وإن فارق هذا الهيكل بفراق يسمى الموت 2 .5٠0ا/ الحديث أخرجه في كشف الأسرار (؟74/1١)) حرف الكاف» حديث رقم:‎ )١( الباب الخامس في ذكر وقوقه عند حدّ العبودية والتزامه في صحوه وغيبته الآداب المحمدية ميل فالحياة تصحية؛ لأنها صفة نفيسة لهُ ولا سيما وقد جعلهُ روح الله ثم ذكر أنهُ بر بوالدته أي محسن إليهاء فأول إحسانه أنهُ برأها مما نسب إليها في حالة لا يشكون في أنه صادق في ذلك التعريف» ثم تمم فقال: ولم يجعلني جبارّاء فإن الجبروت وهو العظمة يناقض العبودية وهو قولهُ: إني عبد الله» أو يريد بقوله جبارًا: أي لا أجبر الأمة التي أرسلت إليها بالكتاب والصلاة والزكاة» إنما أنا مبلغ عن الله لا غيرء لست عليهم بمصيطر فأكون جبارًا فأجبرء وأبلغ عن الله كما قال تعالى: يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك# [المائدة: 117] وما على الرسول إلا البلاغ» [المائدة: 49] «إنما أنت مذكر لست عليهم بمصيطر» [الغاشية: 1١١‏ ؟1] فقولهُ مذكرء والمذكر لا يكون إلا لمن يكون على حالة منسية ولو لم يكن كذلك لكان معلمًا لا مذكرّاء فدل أنه لا يذكرهم إلا بحال إقرارهم بربوبيته تعالى عليهمء حين قبض الذرية من ظهر آدم في الميثاق الأول؛ ثم قال: والسلام عليٌ يوم ولدت» بما نطقت فيكم به من أني عبد الله» فسلمت من انتساب وجودي إلى سفاح أو نكاح» ويوم أموت» فأسلم من وقوع القتل الذي ينسب إليّ أنه فعل بي وهو قول بني إسرائيل إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم فكذبهم الله فقال: وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبّه لهم» [النساء: /191] فقال لهم: إن السلام عليه يوم يموت سالمًا من القتل» إذ لوقتل لقتل شهادة» والشهيد حي غير ميت» ولا يقال فيه أنهُ ميت كما ورد النهي في ذلك عندناء وكذلك لم يزل الأمر فأخبر أنه يموت ولا يقتل» فذكر السلام عليه يوم يموت ثم ذكر أن السلام عليه يوم يبعث حيّاء يعني في القيامة وهو موطن سلامة الأبرياء من كل سوء مثل الأنبياء وغيرهم من أهل العناية» فهو صاحب سلامة في هذه المواطن كلهاء ومائم موطن ثالث ما هي إلا حياة دنيا وحياة أخرى بينهما موت» فهذه كلها لو لم تكن عن أمر إللهي لكانت من قائلها شطحات,. فإنها كلمات تدل على الرتبة عند الله على طريق الفخر بذلك على الأمثال والأشكالء وحاشا أهل الله أن يتميزوا عن الأمثال أو يفتخرواء ولهذا كان الشطح رعونة نفس فإنهُ لا يصدر من محقق أصلاء فإن المحقق ما له مشهود سوى ربه وعلى ربه ما يفتخر وما يدعي؛ بل هو ملازم عبوديتةُ مهيأ لما يرد عليه من أوامرفء فيسارع إليها وينظر جميع ما في الكون بهذه المثابة» فإذا شطح انحجب عما خلق لهُ وجهل نفسه وربه ولو انفعل عنهُ جميع ما يدعيه من القوة فيحيي ويميت ويولي ويعزل» وليس عند الله بمكان بل حكمة في ذلك حكم الدواء المسهل أو القابضء يفعل بخاصية الحال لا بالمكانة عند الله» كما يفعل الساحر بخاصية الصنعة في عيون الناظرين فيخطف أبصارهم عن رؤية الحق فيما أتوا بهو فكل من شطح فعن غفلة شطحء وما رأينا ولا سمعنا عن ولي ظهر منهُ شطح لرعونة نفس وهو ولي عند يضن الباب الخامس في ذكر وقوفه عند حدذ العيودية والتزامه في صحوه وغيبته الآداب المحمدية اللهء إلا ولا بد أن يفتقر ويذل ويعود إلى أصلهٍ ويزول عنة ذلك الزهو الذي كان يصول بوء فذلك لسان حال الشطحء هذا إذا كان بحق هو مذموم فكيف لو صدر من كاذب» فإن قيل وكيف صورة الكاذب في الشطح مع وجود الفعل والأثر منهُء قلنا: َعم ما سألت عنهُ فأما صورة الكاذب في ذلك. فإن أهل الله ما يؤثرون إلا بالحال الصادق إذا كانوا أهل اللهء وذلك المسمى شطحًا عندهم حيث لم يقترن به أمر إللمهي أمر بهء كما تحقق ذلك من الأنبياء عليهم السلام» فمن الناس من يكون عالمًا يخواص الأسماء فيظهر بها الآثار العجيبة والانفعالات الصحيحةء. ولا يقول إن ذلك عن أسماء عندمٌء وإنما يظهر ذلك عند الحاضرين أنه من قوة الحال والمكانة عند الله والولاية الصادقة» وهو كاذب في هذا كله وهذا لا يسمى شطحًا ولا صاحبهُ شاطحًا بل هو كذب محض ممقوت» فالشطح كلمة صادقة صادرة من رعونة نفس عليها بقية طبع» تشهد لصاحبها ببعده من الله في تلك الحال» وهذا القدر كاف في معرفة حال الشطح. انتهى . وهنا لذَّ البحث عن بعض كلمات سيدي السيد أحمد الكبير الرفاعي رضي الله عنهُ الذي تحدث بها بنعمة الله تعالى» وضبطها بمقياس العرفان على الأساس المبحوث عنهء فإن كل من يتأمل بعين البصيرة والإنصاف يجدها واضحة لا شك فيهاء ولا ريب يعتريها على أن وجود القطب الغوث ثابت ومعلوم عند القوم وأئمة الرجال كافة؛ وله أوصاف منها أنهٌ يصير صفة من صفات الله» كما ورد فى الحديث القدسى: «لا يزال عبدي يتقزب إل بالتؤاقل حتئ احية فإذا أحيبتة كنت سمعة وبصره'" إلى لخر الحديث» والقطب الغوث هو سيد المقربين من الله في عصره بلا نزاعء لأنهُ وارث السر المحمدي والعلم الأحمدي والفيوضات النبوية والمعارج المصطفوية» وله مرتبة تذكر ومنزلة لا تنكرء وقد ثبتت غوثية سيدنا السيد أحمد رضي الله عنهُ» وتمكن في مقام غوثيته حتى علت رتبتة عن رتبة الغوثية المجردةء لأن منن الله ومواهبة لا تتناهى. وما عند الله من منة وفضيلة إلا وفي خزانة كرمه وعلمه أعظم وأجلى منهاء وقد تكرّم الله عليه قدس سره فتمكن في مقام غوثيته ومرتبة سلطتته وقطبيته؛ حتى بلغ مقامة حدًا رتبةٌ الغوئية الأولى قصرت عنهُء وذلك فضل الله يؤتيه مَن يشاءء ومع كل ذلك ملك لسانةٌ وقهر أحوالهُ وغلب أسرارهء وعلى هذا اتفق أكابر الرجال عامة» ولم يجرٍ على لسانه الشطح الذي يجتاز حده ومرتبتهء ولا الإدلال الذي عدوه نقصًا في مقام الولي ومنزلته لغيبته في ما أشهد عن حدهء فنطق بما ليس لهُ وشطح على من هو أعلى منة )١(‏ الحديث سبق تخريجه في صفحة ”الا. الباب الخامس في ذكر وقوفه عند حذ العبودية والتزامه في صحوه وغيبته الآداب المحمدية وفرل منزلة وأعظم مرتبة وأقرب زلفى» حتى أن بعضهم رضي الله عنهم حالة غيبتهِ وإدلاله شطح على الصديقين والأنبياء»ء كما كان يقع لسيدي أبي العباس البستي المراكشي قدس سره وغيرةُ» وسيأتي تفصيلة بما نصه عنهم سيدي محيي الدين العربي في فتوحاته؛ بل كان إذا فاض عليه بحر الكرم وانبسط وارتاح تكلم متحدنًا بنعمة الله بما لا يجاوز حده ورتبته» وهذه عصمة من الله له وعناية من الكريم به رضي الله عنهُء» وهذا ملشخص كلماته من هذا المقام على الغالب» قال قدس الله أسراره وضاعف أنواره: أنا شيخ مَن لا شيخ لهُ أنا شيخ المنقطعين؛ أنا مأوى كل شاة عرجاء انقطعت في الطريق. وقال رضي الله عنهُ لرجل قال لهُ: أي سيدي هل يكون بعد هذا مثل هذا الجمع ومثل هذا القدم؟ فقال: نعم يكونء ولكن قصير ما تشد إليه الرحال وآخر الأمر يؤخذ منهُ سيف الولاية ويعلق في هذا الباب أبداء وقال رضي الله عنهُ للشيخ يعقوب وحق العزيز سبحانهُ وتعالى: ما وجد أحد من الفقراء باطءًا ولا ظاهرًا أذى إلا وجدت ألمهُ في قلبي» ولا هبت ريح حارة على قسطنطين العلياء إلا وجدت لهبها بين جنبي» وغدا يطالبني العزيز سبحانة وتعالى بكل من تمسك بي ودعاني. وأخذت عليه عهدًا مني ومن ذريتي» وقال رضي الله عنة :. بلغت إلى مقام إن عصيت قلبي عصيت الله. وقال رضي الله عنهُ: إذا كان لكم حاجة ولم تقدروا إلى الوصول إلى أم عبيدة» فتوجهوا نحوها لله تعالى ثلاث خطوات واسألوا حاجتكمء وقال رضي الله عنه لما بويع مع الشيخ منصور في حضرة الربوبية» قيل لهُ: أي منصور اطلب شيئًا فقال: أي رب ما تعطيني إياه أعطه لأصحابي» فنودي مرة أخرى» فأجاب مثل ما أجاب في الأولى» فقيل لهُ في الثالثة: أي منصور أنت ما تريدء فقال: أنا أريدك». فلما قال السيد أحمد الرفاعي رضي الله عنهُ هذاء قال لهُ الشيخ يعقوب: أي شيخنا بحق العزيز سبحانهُ أخبرني بما طلبت إذ قيل لك. فقال رضي الله تعالى عنه:أي يعقوب مَن أنا حتى أذكر» فبالغ معهُ وألح عليه فقال: أي يعقوب لما اجتمعت القوم في الحضرة الشريفة وحصل لهم رخصة التكلم» طلب كل فأخذوا منهُ مقصودهم ووصلوا إلى مطلوبهم. ودارت النوبة إلى هذا اللاش أحمد» نوديت: أي أحمد اطلب شيئًا كما طلب أخوانك» فقلت: علمك محيط بكل شيء لا حاجة إلى غرضيء فقال سيحانة كذلك ولكني أريد أن أسمع أخوانك مطلوبك» فقلت أي رب أريد أن لا أريد واختار أن لا أختار» فأجابني إلى ذلك» وصار أمري مفوضًا إليه كما لم يزل مفوضًا إليهء فمن يختاره يجيء إلى هذه البقعة ويسلم إلىّء فأعجز عنه في الحال فأسلمة إليه. وأقول لا أقدر على حفظه ولا أعرفة. فيقبلهُ مني ثم قال: وفقني فأنا أعرف كلكمء وأعلم أن الله أعطى هذه البقعة خاصية تقرب الخلائق إلى الله تعالى وتبعدهم منة؛ وأنا أعرف صغيركم وكبيركم ذكركم وأنثاكم انق الباب الخامس في ذكر وقوفه عند حذ العبودية والتزامه في صحوه وفيبته الآداب المحمدية خفيفكم وثقيلكم» مَن قربتهُ من العزيز فهو قريب ومَن أبعدتهُ فهو بعيدء قلت: لا يخفى أن ما ذكره سيدي السيد أحمد رضي الله عنه هنا من خاصية اليقعة ومن كونة يقرب إلى الله ويبعد عنهُ؛ فهو من التحدث بالنعمة ولا شك أن محبة الولي تقرب من الله وبغضه يبعد عن الله ومواهب الله لعباده لا تنكر وهذا أمر لا خلاف فيه: وأما ما ذكره من خطاب الله لهُ وللشيخ منصورء وما ذكره غيره من الأولياء من المكالمة» فقد أوضحة سيدي أحمد زروق المغربي قدس سره في كتابه شرح حزب البحر للشاذلي قدس سرهء فإنهُ قال بعد كلام ألزم به الأخذ بالأحزاب المأثورة عن السادة الصوفية قدست أسرارهم ما نصة: ثم ما يذكر في هذه الأحزاب من الأذكار ونحوها لا يخلو من ثلاثة أوجه: أحدها أن يكون مستعملاً بالتكلف والصناعة» وهذا منهي عنهُ شرعًاء إذ قد نهى عليه الصلاة والسلام عن تكلف السجع في الدعاء؛ فكيف لغيره وقد نهى عليه الصلاة والسلام عن الاعتداء في الدعاء إلى غير ذلك. الثاني أن يكون بغير ذلك ا محتويًا على موهمات ومهمات لا وجه لها في إطلاق الشرع» فإن كان لها وجه في المعنى وهذه تمتنع في العموم وقد تباح في الخصوص بقيد الحال أو ما يقوم 0 تأدبًا مع الله تعالى وحفظا لعقائد الضعفاء. الثالث أن تكون سالمة من ذلك وفيها رموز واقعة في القرآنء أو في السنة أو مواطئة لما فيهماء فيجري فيهما الخلاف على ذلك ما لم تكن منقولة بلفظهاء فيقع البحث في وضعها وهذا الوجه هو المعترض على الشاذليةء وجوابة أن ذلك جار بحكم الإلهام الصحيح أو الإقراء الصريح في العنام والإلهام» معمول به فيما لا ينافي الحكمة ولا يغير الحكم ولا يك يثبت الأحكام» وهذا منة لقولهِ عليه الصلاة والسلام: «كان في الأمم محدثون فإن 05 في أمتي فعمر منهم)") وقوله عليه الصلاة والسلام: «الرؤيا الصالحة من الرجل الصالح جزءٌ من ستة وأربعين جزءًا من النبوة»'"2 وفي رواية «وما كان من النبوة لا يكاد يكذب» نعم» وأحزاب سيدنا رضي الله عنهُ قد صح كونها من أحد الوجهين؛ بل صرح رضي الله عنه بأنهُ ما وضع منها حرفًا إلا بإذن من الله ورسوله. وقال رضى الله تعالى عنة: من دعى إلى الله تعالى بغير ما دعى به رسول الله 6 فهو مبتدع: نعم الإذن الذي أشار إليه إما أن يكون بالرؤيا في النوم» وإما أن يكون بالوجه الحكمي على معنى أنه لم يضع منةُ إلا ما أذن )١(‏ الحديث أخرجه الحاكم في المستدرك (/97): كتاب معرفة الصحايةء باب مناقب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب» حديث رقم: 4544. (؟) الحديث أخرجه في مجمع الزوائد عن ابن عباس (97/ 175) كتاب التعبيرء ياب الرؤيا الصالحة. والبخاري (44/8)» 0 التعبير» باب الرؤيا الصالحة جزء من ستة وأربعين جزءًا من النبوةء حديث رقم: 5984. الباب الخامس في ذكر وقوفه عند حذّ العبودية والتزامه في صحوه وغيبته الآداب المحمدية ل الشرع في وضعوء وإما أن يكون بالإذن الحالي الذي عهدتة الإلهام: والأول أولى إذ لا خصوصية للثاني والثالث أبين» لأنة مقتضى الطريقة لكن شرطه موافقة الذي قبلهُ ولو بوجه ما جمعًا بين الحقيقة والشريعة» ثم إن تأيد ذلك برؤيا المنام فهو أتم وظاهرء وحال الشيخ جمع الثلائة والله تعالى أعلم. فإن قلت فقول الشيخ في غير موقف قيل لي كذاء على أي وجه هو؟ قلنا: هو بمعنى الإلهام بأن يقع في نفسه وقوعًا لا يمكن تكذيبهُ ولا يصح ردهء ولا يصحبة هوى يبلج" به الصدر وينشرح به القلبء ويسري في عوالمه سريانًا يفهم بهِ حقيقة» ولا يستند إلى دليل خارج عنهٌ مع موافقته لأصل الشرع في الإباحة والطلب» وهو معنى المكالمة في اصطلاح القوم. قال الشيخ أبو أحمد المرجاني رضي الله تعالى عنهُ: مَن ظن أن الله تعالى يكلّم أحدًا بعد الأنبياء كما كلم موسى عليه الصلاة والسلامء فقد ضل وحاد عن الحقء أو كما قال» وإنما المكالمة التي عند القوم مخاطبة عوالمهم اللطيفة التي لا يتطرق إليها الغلط ولا يدخلها الشكء, والتردد لشاهد الحال ودوام التجربة؛ مع موافقة أصل الشرع والله تعالى أعلم. انتهى. ثم قال سيدي السيد أحمد رضي الله عنهُ لسيدي علي بن عثمان قدست أسرارهم: وأما هذا الجمع من الفقراء فإن العزيز سبحانة تكفل بهم وأمرهم إليهء أي علي: اعلم أنهُ لما قبض العزيز سبحانه القبضة ودعاني إلى تسلّمهاء نضعفت عن حملها وعجزت عن نقلهاء ولم يقر بها جناني ولم يقدر عليها جثماني» فقلت: يا رب لست من أهلهاء وطرحت نفسي عجرًا عن نقلهاء فعلم الحق سبحانة حقيقة حالي وصدق مقالي وتسلمها مني وقال جلت عظمتة: أنا لها فكن أنت أي أحمد نائبًا لجنابناء فلا أعرفها منهُ إلى يوم القيامة إلا هي صافية نقية كما سلمتها إليه صافية نقية بيضاء جلية» وهذه بيعتي معهُ عر وجلء ثم قال لي: أي علي وليس لقبضتي كل الخلق ولكن كل مّن تمسك بي أو كان عليه شرط التوبة مني أو من خلفائي في سائر الأرض من مشارقها ومغاربهاء وأنا ملتزم به وثقلهُ عليٌ وأنا لهُء ثم قال: أي أولاد عثمان قد عقدت لكم مع العزيز سبحانة عقدة وبايعت لكم بيعة لا تنحل أبدًا منهاء أنتم خدم لهذا القدم أشار بذلك إلى خدمة الفقراءء ثم قال: أي أولاد عثمان من خرج منكم إلى سفر أو إلى جمعة أو إلى مكان كان هو الصورة وأنا المعنى .اه. )١(‏ الأبلج الأبيض الحسن الواسع الوجهء وشيء بليج مشرق مضي والبلوج الإشراق (لسان العرب). إضرل الباب الخامس في ذكر وقوفه عند حد العبودية والتزامه في صحوه وغيبته الآداب المحمدية وقال السيد عبد الرحيم رضي الله عنهُ: قلت للسيد أحمد الرقاعي رضي الله عنة ما نقول بعدك؟ فقال: قل في شأن هذا اللاش خالك لم يأمر بأمر دون ما فعلهُ؛ ثم قرأ قولهُ تعالى: #لمَ تقولون ما لا تفعلون» [الصف: ؟] وقال الشيخ ابن النصر للسيد أحمد الرفاعي رضي الله عنهما: أيش نقول بَعدَك؟ فقال: قل إن لي شيسًا بقى إحدى وعشرين سنة وفيه يدفع البلاء وفيه يمطرء وفيه يرحم الخلق وفيه تخضر الأرض وفيه يدر الضرع وفيه تنزل البركات وفيه ترفع الدرجات» ثم قال: أيش تقدر أن تقول غير هذاء وقال الشيخ علي بن النصر أي سيدي أغير ذلك شيء» فقال: قد قلنا ما تعرفة الناس» وكم وراء ذلك أمور لا يعلمها إلا الله تعالى» وقال رضي الله عنة لسيدي السيد إبراهيم الأعزب» تحت دالية ماء حين سألة عن سبب القعود: أي إبراهيم اختبأت في هذا المكان لأن كل ما في مملكة الله تعالى تشبث بذيلي ويستعيئون في جميع الأحوال بجدك. فمن هو بين الخلق حتى كانت له هذه القدرة المملكة مملكة الله تعالى» يتصرف فيها كما يشاءء أيش يقدر جدكء وقال سيدي السيد علي بن عثمان للسيد أحمد الرفاعي رضي الله عنه: أي سيدي أنت الشيخ» فقال: أي علي نزهني عن المشيخة؛ فقال: أي سيدي تعيش أنت القطبء فقال: أي علي نزهني عن القطبية» فقال: أي سيدي تعيش أنت الغوث فقال: أي علي نزهني عن الغوثية فقال: أي سيدي أنت السلطان» فقال: أي علي نزهني عن السلطنة؛ فقال: أي سيدي فأيش أقول في شأنك» فقال رضي الله عنهُ قل: هي البدر لكن في الدياجي كمالها 2 هي الشمس لكن ليس من دونها ظل فقال السيد علي: فأي حيرة أنت» فقال: أنا ما يعجز عنهُ لسانك ويكل عن ذكره سمعك وتنقطع عنهُ جوارحك وينفذ فيه عمرك. ولا تصل إلى مرتبتي من ربي عر وجل» أي علي هذا اللاش خالك لا يحد ولا يوصف ولا يعرفة أحدء قلت: يريد بذلك أن من رجال عصره لا يعرف نهاية مرتبته أحدء كما شهد له بذلك غير واحد من أفراد العصر رضي الله عنهم أجمعين. ومن المعلوم ما جاء في الحديث القدسي: «أوليائي تحت قبابي لا يعرفهم غيري» أي لا يعرفهم حق المعرفة باطنًا وظاهرًا غيره تعالى. نفعنا الله بهم. وقال رضي الله عنةُ للسيد عبد الرحيم قدس سرة: لو عرفتموني ما أظلكم معي جدار ولا وجدتم معي لذة عيش ولا يقرٌ بكم قرارء إنما رأيتموني بعين رؤوسكم ولو تروني بعين قلوبكم ضاقت عليكم الأرض بما رحبت وفنيتم من العيان» وقال الشيخ ابن كراز قدس سره للسيد أحمد الرفاعي رضي الله عنه: أي سيدي مثلك مثل العروس على الباب الخامس في ذكر وقوقه عند حذ العبودية والتزامه في صحوه وغيبته الآداب المحمدية يفنل المنصةء فهي قائمة لا يزال ينادى عليها والطبل يضرب والمدعيات يأتين» فإذا نزلت العروس سكت المنادي وانقطعت المدعيات» فقال: لا أي يعقوب ما يزال المنادي والعروس على المنصة والطبل يضرب والمدعيات يأتين» فلا العروس تنزل ولا المنادي يسكت ولا المدعيات ينقطعنّ إلى يوم القيامة» وبها جرت البيعة ولن يخلف الله وعده وهو أعلم وأحكمء. وقال رضي الله عنه لسيدي إبراهيم الأعزب: القبل ثلاث: العرش قبلة الهمم؛ ومكة قبلة الجباه؛ وجدك قبلة المريدين. قال فقير للسيد أحمد الرفاعي رضي الله عنة : بلغنا عن الشيخ منصور أنه كان عاشقّاء فقال أي ولدي صدقء. فقال الرجل وغيره ‏ يعني به السيد أحمد الرفاعي رضي الله عنه ‏ فقال رضي الله عنهُ: «غيره عاشق ومعشوقء. وإن كان السيد منصور قد ذاب باطنه فغيره قد ذاب ظاهره وباطنه» ثم التفت إلى الشيخ يعقوب وقال: أي يعقوب الرجل من تتبين آثاره بعده. وقال رضي الله عنهُ: أعطيت خصلتين لم يعطهما الشيخ منصورء أعطيت الحكمة ولم يعطهاء وأنا معشوق وهو كان عاشقًا والعاشق متعوب والمعشوق مذللء فإذا تفكرت أسرار هذه الكلمات ودققت النظر في مضمونها فهمت أنه لم يعد مرتبة غوئيته ومنزلة تمكنه ولم يتجاوز ذكر النعمة والتحدث بهاء لأن الغوث الفرد الجامع مرجع كمل الواصلين وموثئل أهل عصره أجمعين» وأما ما أشار به رضي الله عنة إلى أن سيف ولاية كل ولي بعد موته يعلق في بابهِ العالي؛: فتلك موهبة خاصة وعناية من ربهِ له يؤيدها رؤيا الشيخ منصور الرباني رسول الله وْْةِ قبل ولادة سيدنا السيد أحمد الكبير» وقول له مثلما أنا رأس الأنبياء فكذلك هو رأس الأولياء» وفى هذه البشرى إشارة صريحة وعنئاية صحيحة» تقد انتقافة: الأزلياء يمحس يحكم الوراثة من السرلةالسكينية والمركية العظلمة النبوية» والشاهد على ذلك أخلاقةُ وسيرتة وحالتة وبصيرتة؛ فإنهُ رضي الله عنهُ تخلق بالأخلاق المحمدية وسار السيرة الأحمديةء وكان حالهُ طبق حال رسول الله وأوصافة موافقة في كل الشؤونات لأوصاف حبيب الله» وقد جرت عليه أحكام المطابقة الاضطرارية كموت أبيه قبل أَمهِ وهو حمل» وبعضهم قال وهو في المهد. وكتسميته بلا سعي منهُ أحمد. وكنشأتهِ في البطاح العربية» وكولادته في قرية حسنء وإقامته بأم عبيدة بلدة جده وموته فيهاء وبينهما كما بين مكة والمدينةء» وكظهوره بين عرب جفاة وكبروزه في حالة مظهريته فقيرّاء وكموت أولاده الذكور قبلهُ وكحصول الذرية لهُ من بنتيهِ الكريمتين ومن صلبي ولدي ابن عمهٍ سيف الدين وعثمان كما سيأتي ذكره منصلا :.-وغين ذلك وكؤقيال العامة والققراء عليه وكتحمله وخلعه وسعة صدروه وسخاوته وكقوة عزمهٍ في الله وكعلوية همته على الملوك والخلفاء وعدم التردد إليهم. وكتواضعه للفقراء واشتغالهِ بخدمة الأرامل والأيتام وضعاف الناس وفقراء النصارى لوق الباب الخامس في ذكر وقوفه عند حذ العبودية والتزامه في صحوه وغيبته الآداب المحمدية واليهود ومحتاجيهمء وبهذا أسلم على يديه منهم خلق لا يحصى عددهم وككثرة وقوع الإرشاد على يديه؛ وكتمكنه في مرتبة عبادته وعبوديته من غير ملل ولا كسل ولا استفزه حال ظهوره قطء وكعدم جلوسهٍ على سجادة وجلوسه مع أخوانه كأحدهم وكثرة صبره على أذية قومهِ وعشيرته حتى أرشدهم الله على يديه» وكحسن معاشرته ولطف طبعه وصفاء سريرته وعذوبة لفظهء وغير ذلك من المقابلة الاختيارية التي هيأها الله لهُ وهيأه لهاء مما تقف عنها الآمال وتنقطع دونها عزائم الرجال. قال في جلاءٍ الصدا: كما سبق وتكرر أن الشيخ البستي كان يحط على سيدي أحمد رضوان الله تعالى عنة وينسب لهُ المعايب ويكتب له الكلمات القبيحة» فكلما أخذ كتبة قراف ويقول لا واخذه الله» ويكتب لَهُ بعد البسملة من العبد اللاش أحمد الرفاعي إلى الشيخ المكرم المحتشم البستي» أما بعد فإن الله خلقني كما شاء واسكن في ما شاء ولا تخلني من دعائك وهمتك وحلمك يسعني» وبقي على هذا الحال حتى هام البستي على وجهه ولم يدر به أحد أين ذهب, وكان رضي الله عنهُ إذا عظم عليه اجتماع الناس في رواقه الشريف يقبض قبضة من تراب ويقول: أي سادة من هو مخلوق من هذا من أين لهُ قدرة ولسان ينطق بهء ويقول لأخوانه: إن كان فيكم من يعرف بي عيبًا فليدلني عليوء ويقول لهم إن قال لكم قائل إن في مملكة الرحمئن مخلوقًا هو أضعف من هذا اللاش حميد فلا تصدقوهء وكثيرًا ما يقول حشرت مع قارون وفرعون. إن كان خطر في سري أني المتقدم على هذا الجمع؛ إلا أن تكرم علي ربي وجعلني مثل واحد منهم» ويقول كثيرًا أنا لاش اللاش وأنا أرذل الناس» ليتني كنت فسحة دم ليتني لم تلدني أمي» وقد عدا عليه يهودي قبيل الفجر وهو ذاهب إلى رواقه للصلاة وظنة أنه من آحاد الفقراء وأراد تعويقة عن الصلاة؛ وأمسكه وصار يضربةُ وهو لا يقابلهُ وكلما أراد السير إلى الرواق منعهء فلما علا ضوء الفجر رآه فعرفة فأغشي على اليهودي خوفًا وهيبة» فأخذه بيده وصار يقول لهُ: يا أخا اليهود لا تخف واجعلني في حل فقد روعتك وقم إلى بيتنك» ولا تذكر ما وقعء فإني أخاف عليك من أخواني المسلمين» فذهب اليهودي إلى بيته متعجبًا وذهب سيدي أحمد إلى رواقه» فأتى الأخوان وهم بانتظاره فصلى فيهم الصبح؛ وبعد ورده وعيادته دعا خازن طعامه وأمره بأخذ مونة سنة إلى اليهودي وعيالهء وقال لهُ: سلم عليه مني. فلما وصلت الأطعمة وذخيرة البيت إلى دار اليهودي وعرف القصة. ذكر الحكاية لزوجته وأولاده فتعجب كلهم, وقالوا ما هذا إلا صاحب شأن سماويء فأسلم الرجل وزوجته وأولاده وكان جميعهم ثمانية أشخاص» وحسن الله حالهم وصاروا على قدم عظيم من الصلاح» فكان كلما رآهم يبكي ويحمد الله ويقول هذه نتيجة غلبة النفسء» وأما زهده في الدنيا الباب الخامس في ذكر وقوفه عند حدّ العبودية والتزامه في صحوه وغيبته الآداب المحمدية كيل فإنةٌ اقتفى به أثر النبي يل وتمسك بسنتهء لأنة كان مقتديًا برسول الله في جميع أحواله وأفعالهِ» وقد سرت عليه أحوال النبي كما ألزم نفسة أفعالة عليه السلام» فإنهُ كانت الدنيا عليه متعذرة ممسوكة أكثر أوقاته لا يجد في بيته شينًا يأكل» فكان يطوي اليوم واليومين والثلاثة والأكثرء فإذا فتح الله عليه بشيء آثر به» انتهى. وكان رضي الله عن مع ذلك يسألهُ الشيخ عمر الفاروثي قدس سهرهء أن يدعو لهُ. فيقول رضوان الله تعالى عنهُ» قد أقبلت على جيفة الدنيا وأصبحت وما لي بمحمد وآله في الفقراءء أسوة حسنةء فأي شيء أدعو إذا جئت إلى ولم تجد عندي ما تأكل» قل لي أدعّ فحينئذ ادعو يستجاب. شكى قوم يقال لهم بنو الصيرفي على السيد أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عنهُ عند قاضي الهماميةء فدعاه إلى المحكمة فلما حضر قال لهم القاضي: بماذا تدعون على السيد أحمد الرفاعي؟ قالوا: إن البرج الفلاني لنا. فقال له القاضي: ما تقول؟ قال: صدقوا هو لهمء قالوا: الموضع الفلاني لناء قال: صدقواء كلما يقولون إنه لهم فهو لهمء قال القاضي: إذا كان الأمر كذلك لمّ جئتم بوء فقال السيد أحمد الرفاعي أنا لا أنازعهم على الدنيا الجايفة الفانية» والله لو طلبوا البيت الذي أنا فيه لأعطيتهم إياهء فلما سمعوا كلام كشفوا رؤوسهم وتابوا على يدهء ووقع مرة أخرى بين يدي السيد أحمد الرفاعي رضي الله عنهُ وبين أنسابه منازعة في شيء فطلبوا منهُ أن يحضر معهم الشرع الطاهرء فمشى معهم فلما وصلوا إلى القرية المعروفة بالضنية بقرب أم عبيدة» وكان القاضي حيتئذ فيها فدخل السيد أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عنه جامع القرية» ليصلي به فسبقوه إلى القاضي وتكلّموا في حقهٍ كلامًا قبِيحَاء فلما حضر عند القاضي ادعوا عليه فطالبهُ القاضي بالجواب عن دعوتهم» فقال السيد أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عنة: أي سادة اشهدوا عليّ إن كل ما يدعيه هؤلاء أنسابي هو لهم دوني. وليس لي معهم قليل ولا كثير ثم سلم عليهم وانصرف» فلما رجع إلى أم عبيدة قالوا لهُ بقية أنسابه: أعطيتهم مالك وبقيت أنت بلا شيء؛ قال لهم: لا واخذكم الله أعطيتهم ما علموا وأعطاني مولاي ما علموا وما لم يعلموا فالخير كانء ثم كان بعد ذلك رجع أنسابه المنازعون لهُ عن منازعتهم إياه وصاروا لهُ خدمًا. نقل أنه جاء مرة إلى بيته ورأى على رأس زوجتهِ الست رابعة مقنعة من عمل كوهستان» فقال لها: أي بنت الشيخ تريدين أن تجلسين معي يوم القيامة في مخدعة محمد المصطفى كه وتليسين هذه. وحياة الشيخ منصور لا نجمع بينهما. ونقل أن ليلة من الليالي جاء الشيخ يعقوب إلى السيد أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عنه فقال لهُ ما جاء بك هذه الليلة» قال: رأيت الشيطان واقمًا على باب داري فهممت بضربهء فقال: أي يعقوب أنتم أهل الإنصاف إن في بيتكم الأحمر والأصفر وهما لي. كيف لم أجىء إلى 1١‏ الباب الخامس في ذكر وقوفه عند حذ العبودية والتزامه في صحوه وغيبته الآداب المحمدية بيتكم» فقال السيد أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عنه أنفقهما في سبيل الله فإن طريقتنا أن لا تسأل ولا ترد ولا تدخرء ولا يخفى أن مظهرية مولانا السيد أحمد قدس سرهء قامت على نسق مظهرية جده يك من الظهور العظيم والشهرة الكبيرة والفقر بأمر الدنيا. ولقد ذكر العيني في تاريخهو: أن بعض مشائخه ذكر أنه وجد في أم عبيدة ليلة في رواق السيد أحمد وعنده أكثر من مائة ألف إنسان» وقد قام بكفاية الجميع. وقال صاحب الترياق حين وصف السيد المشار إليهِ: كان يتواضع للفقراء والمساكين» ويتذلل لله ولخلقه تذلل العجزة والمضطرينء وينفق على الناس لمرضة الله إنفاق الملوك والسلاطين؛: وأحسن ما يقال فيه: إذا نظرت إلى الدنيا وهيئتها فانظر إلى ملك في زي مسكين إن كان من يصلح الدنيا بواحدها فذاك يصلح للدنياوللدين وأما طريقة: فإنهُ الفاقة وكل الافتقار إلى الله تعالى والتجرد من رؤيا وجوده حالة غيبته وحضوره بالكلية» وكان يقول ما رأيت أقرب ولا أسهل طريقًا إلى الله من الذل والافتقار والانكسار بتعظيم أمر الله والشفقة على خلق الله والاقتداء بسئة سيدنا رسول الله كِْخْ .اه. وهذا الكلام وغيره يشهد له رضي الله عنهُ بالتجرد من حالة الإدلالء التي ترد على بعض ساداتنا الأولياء قدست أسرارهمء ويؤيده قولهُ رضي الله عنهُ من لم يحاسب نفسهُ على كل نفس ويتهمهاء لم يثبت عندنا في ديوان الرجال» وهذا أجل المقامات وأعظمها. وانظر كيف قال سيدي محيي الدين العربي قدس سره العزيز في فتوحاتهء في الباب التاسع والثلاثين: التزم ما تعطيه حقيقة العبودية من حيث أنها مكلفة بأمورء حدها لهُ سيدها فإنهُ لولا تلك الأمور لاقتضى مقامها الإدلال والفخر والزهوء من أجل مقام من هو عبد لهُ ومنزلتة كما زها يومًا عتبة الغلام وافتخرء فقيل لهُ ما هذا الزهو الذي نراه في شمائلك مما لم يكن يعرف قبل ذلك معك؛ فقال: وكيف لا أزهو وقد أصبح لي مولاً وأصبحت لهُ عبدّاء وما قبض العبد عن الإدلال وإن يكونوا في الدنيا مثل ما هم في الآخرة إلا التكليف. فهم في شغل بأوامر سيدهم إلى أن يفرغوا منهاء فإذا لم يكن لهم شغل قاموا في مقام الإدلال الذي تقتضيه العبودية وذلك لا يكونء إلا في الدار الآخرة فإن التكليف لهم مع الأنفاس في دار الدنياء فكل صاحب إدلال في هذه الدار فقد نقص من المعرفة بالله على قدر إدلالهء ولا يبلغ درجة غيره ممن ليس لهُ إدلال أبدّاء فإنهُ فاتتهُ أنفاس كثيرة في حال إدلاله غاب عما يجب عليه منها من التكليف الذي يناقض. الاشتغال بهِ الإدلال. فليست الدنيا دار إدلال» إلى آخر ما قال: نفعنا الله بو. وذكر في فردوس العارفين أن أبا يزيد قال: ما رأيت شيئًا إلا رأيت الله قبلهُ. وقيل لأبي يزيد: ترى الباب الخامس في ذكر وقوفه عند حذد العبودية والتزامه في صحوه وغيبته الآداب المحمدية 14 الخلق قال به أراهمء وسئل محمد بن واسع هل عرفت ربك؟ فسكت ساعة» ثم قال مَن عرف الله تعالى قل كلامة ودام تحيرهء صم عن الاستماع من غير الله وبكم عن النطق مع غير اللهء وقال أبو يزيد العارف: إن تكلم بحاله هلك وإن سكت احترق» هذا شأن كمل الرجال. وذكر الإمام الشعراني في كتابةٌ الجواهر والدرر: أن شيخة سيدي علي الخواص قال لهُ بعد كلام: وكذلك بلغنا أن الشيخ عبد القادر الجيلي رضي الله عنهُ لما حضرتة الوفاة وضع خده على الأرضء وقال هذا هو الحق الذي كنا عنهُ في حجاب الإدلال» فشهد على نقسه بأن مقام الإدلال الذي كان منهُ نقص بالتسبة إلى حالوء الذي ظهر له عند الموت» فقلت لهُ في هذا دليل على عدم صحة أمره بالتصريف والإدلال» كما هو مشهور بين أهل خرقتهء فقال رضي الله عنة: نعم» لو كان أذن لهُ في ذلك ما وقع منة ندم؛ ولكن من شدة صدقه تمم الله عليه حاله فمات على كمال حال. انتهى. قلت هذا ما ظهر للشيخ علي الخواص قدس سره وأما الذي اشتهر أن الشيخ عبد القادر رضي الله عنهُ ثبت لهُ التصريف في وقته بلا شبهة» ولعل مراد الشيخ علي التصريف المطلق والله أعلم» ولا يخفى أن البحث هنا إنما هو على حالة الإدلال التي تقع لبعض الفوم رضي الله عنهم؛ ولما كان الشيخ عبد القادر رضي الله عنهُ ممن ذكر عنة الإدلال؛ ذكره الشعراني قدس سره لشيخه نفعنا الله به. ومن المعلوم أن أهل هذا الشأن جماعة كثيرونء. منهم الشيخ أبو يزيد البسطامي والشيخ الحلاج والشيخ أبو الغيث اليماني والشيخ أبو العباس البستي المراكشي والشيخ أبو الحسن الشاذلي قدست أسرارهم وغيرهم؛ ولهؤلاء السادات وأمثالهم اصطلاحات وشطحات وكلمات غامضات» فما كان وأذعناء وما كان مجهولاً تركناه على حاله لله تعالى» وما كان مردودًا بظاهر الشرع لا واعتقادًا بأنهم يدورون مع الحق حيث دارء ويعجبني ما قالهُ العلامة الإحساني في كتابه نصيحة الأصدقاء وهو: وإياك يا أخي والتعصب لأحد منهم فإن ذلك مذمومء بل هو من مداخل اللعين المرجرمء فإن كل أحد من الأنام يؤخذ من قولهِ ويرد عليه ما عدى الأنبياء عليهم الصلاة والسلام» فكن مع الحق حيث دار كما هو دأب الصحابة الأبرار ومن تبعهم من السلف الأخيار» واحذر يا أخي كل الحذر من رد الحق إذا تبين فإنة من الكبر المهلك الذي وجب اجتنابة وتعين» انتهى. وإنا نعتقد أن هؤلاء الأشياخ وننكر صحة نسبة ما لم يؤول من الكلام المعزو إليهمء ولا شبهة أنهم كلهم على هدى وبهم يقتدى» وما أحسن ما قاله العلامة أبو بكر الحنفي في نصيحته: واحذر يا أخي قل الباب الخامس في ذكر وقوقه عند حدّ العبودية والتزامه في صحوه وغيبته الآداب المحمدية كل الحذر من الابتداع في العقائد وإن سرك أن تكون على الهدى فاعرض جميع نياتك وأعمالك وأخلاقك على الكتاب والسنةء فخذ ما وافق ودع ما خالف» ولا تبتدع في الدين ولا تتبع غير سبيل المؤمنين. انتهى ‏ وأما أحوال القوم فقد سلمت بالتأويل من اللوم» وكلهم واحد ألا تراني كيف راعيت مقادير الأولياء» ملاحظًا سر قوله تعالى: #ولقد كرمنا بني آدم» [الإسراء: ]٠١‏ بتأويل ما نقل عن القطب الجيلي أنهُ قال: قدمي هذه على رقبة كل ولي لله وإن الأولياء خضعت رقابهم لقدمهء حين قالها وكيف راعيت شأنهُ قدس سرهء وقلت ولاح لي في معنى خضوع الأولياء» عند قول سيدنا الشيخ عبد القادر قدس سره هذه الكلمة إن صحت. على ما رواه صاحب البهجة القادرية ومن نقل عنة أنه لا يفيد علو مرتبة الشيخ على رجال عصره أبدّاء لأن الخضوع كما نقل الشعراني فيما تقدم في حكاية ابن أبي جمرةء خضوع لمن ألبس الخلعة لا لمن لبسهاء لأن الجبل الذي تجلى الله لهُ؛ لا يكون عند الله أكرم من موسى عليه السلامء بل موسى عليه السلام أكرم عند الله بلا شك. ومع ذلك لما نظر إلى الجبل بعد تجلي الله لهُ» خرٌ موسى صعقًا لهيئة المتجلي لا لهيبة الجبل» ومثل ذلك نقلهُ العارف الشعراني في اليواقيت والجواهرء فحينئذ خضوع الأولياء على ما قيل من هذا القبيل» ألا ترى أن الشيخ الأكبر قدس سره. والشعراني وغيرهما قالوا: بأن الشيخ أبا السعود ابن أبي الشيل تلميذ الإمام العارف الجيلاني» أكمل منهُ وأتم حالاء وهذا أعظم دليل على ما قلناه» وإنا نرى الأدب مع كل الأولياء في هذا الباب» أفضل من الأدب مع الشيخ الجيلي أو الشاذلي وحده قدس سرهماء وهذا الذي يرضاه القوم في الطريق رضي الله عنهمء فإن قيل ومن الأدب قولك بخضوعهم للواحد لأنهم خضعوا لهُ كلهم» فالجواب لم يثبت ذلك عنهم ولم تصل إلينا روايته بطريقة موفرة الشروطء بل لم نر هذه القصة في كتب السهروردية والأحمدية والهوازنية وغيرهم من طوائف الصوفية. مع أنهم قوم طهرهم الله من الحسد والإنكارء فمن ثم ألزمنا الأدب التأويل وألزمنا الشرعٌ الأدب مع نوع الأولياء رضي الله عنهم. وهذا اللازم فافهم فإن من لم يتأدب مع النوع لا يتأدب مع الواحد وقد سبق لكء. والحمد لله ما أبرزتة من الأدب في تأويل هذه الكلمة المنسوبة للحضرة القادرية بأن قصده قدم الاتباع وهو الصحيح الذي ينظم شمل هذه الكلمة» ويؤيد ذلك ما ذكره الهمداني رحمه الله في البهجة القادرية بما نصهُ وبإسناده إلى الشيخ القدوة شهاب الدين أبي حفص عمر بن محمد بن عبد الله السهرودي. قال: سمعت الشيخ عبد القادر يقول على الكرسي يبغداد كل ولي على قدم نبي» وأنا على قدم جدي رسول الله يَْةٍ وما رفع المصطفى بَكِةٍ قدمّاء إلا وضعت قدمي في الموضع الذي رفع قدمةء إلا أن يكون قدم من أقدام النبوة فإنة لا سبيل إلى أن ينالهُ الباب الخامس في ذكر وقوفه عند حدٌ العبودية والتزامه في صحوه وغيبته الآداب المحمدية 11 غير نبي. انتهى بحروفه. ومن هذا ظهر لك أن القدم الاتباع بالأقوال والأفعال لا قدم الرجل» فإنهُ لو صرفناه لهذا المعنى للزم أن يطأ الشيخ قدس سره كل موطىء أرضي أو سماوي مسهٌ قدم رسول الله يه وهذا مستحيلء» وحينئذ يقع التناقض في العبارة فتبين بالبداهة لكل ذي عقل أن القدم قدم اتباعه والتمسك الكامل بسنته عليه الصلاة والسلام» وهذا أعظم المراتب وأجل المناصب وعليه كان الشيخ قدس الله سرهء وإني أرى أن كلما ذكر في الفتوحات المكية وغيرها في شأن شطح الشيخ رضي الله عنة على الغالب كان في البداية» وأما الصولة التي عدها الشيخ محيي الدين وإضرابه شطحًا للشيخ قدس سرهء فهي حالة تجليه وقوة مظهريته ونتيجة صدقهٍ مع ربهء وانظر ما قالهُ صاحب البهجة القادرية: من أن الشيخ حماد الدباس رضي الله عنهُ كان عنده الشيخ عبد القادر فتكلم الشيخ عبد القادر بكلام عظيم» ققال له الشيخ حماد: يا عبد القادر لقد تتكلم بعجبء أما تخاف أن يمكر الله بك فوضع الشيخ عبد القادر كفهُ على صدر الشيخ حماد وقال لهُ: انظر بعين قلبك ما في كفي مكتوبّاء فسهى الشيخ حماد سهوة ثم رفع الشيخ عبد القادر كفة عن صدر الشيخ حماد» فقال الشيخ حماد قرأت ما في كفهِ أنهُ أخذ من الله سيعين موثقًا أن لا يمكر بهء فقال الشيخ حماد لا بأس عليك بعدها لا بأس عليك؛ ذلك فضل الله يؤتيه مّن يشاء والله ذو الفضل العظيم. انتهى. ولقائل أن يقول كيف ذلك والصديق الأكبر رضي الله عنهُ يقول له أن رجلي اليمنى داخل باب الجنة واليسرى خارج الباب ما أمنت مكر الله فالجواب أن الأمن الذي حصل للشيخ دس سرهء أمن طماأنينة شغلهِ يرب وأوقفةُ عند حدود الله» فطاب لحلاوة الطمأنينة» فظهرت عليه بهجتها مع التزام أحكام العبودية وملاحظة الأوامر الشرعية في كل قول وفعل يصدر منهُ رضي الله عنة. قال في الفتوحات المكية من الباب السابع والتسعين والثلاثمائة ها نصهٌ: وقال فك «بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه”"2. هذا في تدبير هذا البيت» فما زال يحكم فيه بحكم الله إلى أن انقدح لهُ فى سره أنه وإن حكم فيه بحكم اللهء أنه إنما يحكم فيه الله بحكم الله مع ثبوت عينه عنده» فلما عاين ذلك أنف من الحصر في ظلمة هذا الهيكل؛ وطلب التنزيه عنهُ فوجد الله قد هيأ لهُ من عملهِ مركبًا ذلولاً غير جموحء برزخيًا دون البغل وفوق الحمار سماه براقّاء لأنه تولد من عالم الطبيعة كما يتولد البرق في عالم الجوء فأعطاه الله السرعة في السير فيضع حافره عند منتهى طرفه براكبهء فخرج )١(‏ الحديث أخرجه المنذري في الترغيب والترهيب (173/7)» باب الترهيب من الإمعان في الشبع» ورواه الترمذي وحستهء وابن ماجهء وابن حبان في صحيحه . 155 الباب الخامس في ذكر وقوفه عند حد العبودية والتزامه في صحوه وغيبته الآداب المحمدية مهاجرًا من مدينة جسمه وأخذ في ملكوت الملاء الأعلى وآياته» لما تعطيهٍ الآيات من العلم بالله فتلقاه الحق عند وروده عليه من أكوانه والأكوان الموجودات» فأنزله عنده خير منزل وعرفه بما لم يكن قبل ذلك يعرفه معرفة خطاب إللهي» وشهود مشيئة من أجل المناسبة حتى لا يفجئه الأمر بغتة فيهلك عند ذلك» كما صعق موسى عليه السلام. فإنه تعالى ما يتجلى إلا في صورة محمدية فيراه رؤية محمدية وهي أكمل رؤية يرى فيها الحق» وبها يرفعه منزلاً لا ينالهُ إلا المحمديون وهو منزل الهوية فلا يزال في الغيب هذا مشهدهء فلا يرى لهُ أثر في الحس وهذا كان مشهد أبي السعود ابن الشبلي ببغداد من أخص أصحاب عبد القادر الجيلي؛ فإذا كان صاحب هذا الشهود غير صاحب هوية؛ بل يشهده في الملكوت مليكاء وكل مشاهد لا بد أن يلبس صورة مشهوده فيظهر صاحب هذا الشهود بصورة الملك» فيظهر بالاسم الظاهر في عالم الكون بالتأثير والتصريف والحكم والدعوى العريضة والقوة الإللهية» كعبد القادر الجيلي وكأبي العباس البستي بمراكش» لقيتهُ وفاوضتة وكان شياعي”' الميزان أعطي ميزان الجود. وعبد القادر أعطي الصولة والهمة فكان أتم من البستي في شغله؛ وأصحاب هذا المقام على قسمين: منهم مَن يحفظ عليه أدب اللسان كأبي يزيد البسطامي وسليمان الدبيلي» ومنهم مَن تغلب عليه الشطحات لتحققهِ بالحق» كعيد القادر فيظهر العلو على أمثاله وأشكاله وعلى مَنَ هو أعلى منهُ في مقامه؛ وهذا عندهم في الطريق سوء أدب بالنظر إلى المحفوظ فيهء وأما الذي يشطح بالله على الله فذلك أكثر أدب مع الله من الذي يشطح على أمثاله؛ فإن الله يقبل الشطح عليه لقبوله جميع الصورء والمخلوق لا يقبل الشطح عليه لأنهُ مربوط بمقام إللهي عند اللهء مجهول من الوجه الخاصء فالشاطح عليه قد يكذب من غير قصد ولا تعمد وعلى الله فما يكذب كالهيولى الكل التي تقبل كل صورة في العالم؛ فأي صورة نسبتها إليها أو أظهرتها صدقت في النسبة إليها وصدق الظهورء فإن الصور تظهرها والهيولي الصناعية لا تقبل ذلك» وإنما تقبل الصور المخصوصة فقد يمكن أن يجهل إنسان في النسبة إليها فينسب إليها صورًا مخصوصة لا تقبلها الهيولي الصناعية.؛ هكذا هو الأمر فيما ذكرناه من الشطح على الله والشطح على أهل الله أصحاب المنازل إلى آخر ما قال» نفعنا الله بهِ. ولا يخفى عليك أن ما ذكرناه في هذا الباب من كلمات القطب الجليل سيدنا الشيخ عبد القادر قدس سرهء يؤيد ما قلتهُ من أن بعض الكلمات المنقولة عنهُ إن صحت فهي في بدايته؛ وأما صولتة فهذه حالة تجليه وشأنة الذي وهبه الله له ومن به عليه واختاره لهُ ولكل من القوم؛ مشرب وشأن فمنهم مَن غاب ومنهم من هاب ومنهم )١(‏ الشياع النداء والبوق يدعى به. الباب الخامس في ذكر وقوفه عند حد العبودية والتزامه في صحوه وغيبته الآداب المحمدية 156 مَن طاب ومنهم من رفع لهُ الحجاب ومنهم من لذ لهُ السكر فشرب وطابء» ومنهم مُن لزم الباب بكل الآداب وتمكن من حال الصحاة بعد شرب الشراب» وهكذا هم لكل وجهة هو موليهاء ألا ترى أن من الجماعة الشيخ الحلاج» قال: أنا الحق والآخر قال سبحاني ما أعظم شأنيء والآخر قال ما في الجبة إلا اللهء فهل لهذا الكلام من تأويل إلا برده اعتقادًا وتأويله بما يوافق ظاهر الشرع تبرئة لعرض من نسب إليهم إن صح عنهم» وإذا لم يوافق التأويل الشرع فالحدود الشرعية تقام عليهم» ولا تأخذ مَن أقامها عليهم في دين الله لومة لائمء كيف لا وقد قال الحبيب الأعظم ككييِ: «لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدهاة”' فما ثم لنا إلا التمسك بظاهر الشرع والوقوف عند حدوده» وأن ندرأ الحدود بالشبهات» وهذا هو القصد من تأويل كلمات القوم رضي الله عنهمء وإذا بلغنا عن أحدهم كلمة لا تقبل التأويل ننكر صحة نسبتها إليهِ لعدم الأدلة الموفرة الشروط بنقلها عنهُ وهذا الصحيح. فإذا تفكر العارف في سيرة القوم ومناقبهم وصحوهم وغيبتهم وأدبهم وتحملهم وحلمهم وتمكنهم وعلو قدمهم. وتفكر سيرة سيدنا السيد أحمد رضي الله عنه» وطابق كل حالة ومنزلة ومنقبة وكلمة وخلق لهُ بسيرة القوم رضي الله عنهم أجمعين» رأى أن الله مَنّ عليه بأرفع منزلة وأجل قدم وأكرم خلق وأوسع صدر وأوضح حجة وأبلج مكانة وأتم تمكين؛ على أنهُ تخلق بأخلاق رسول الله يقد واقتدى به عليه السلام كل الاقتداءء فرفع الله ببركتهِ على يده أعلام الهدى رضي الله عنهُ وعن أخوانه أولياءٍ الله أجمعين ونفعنا ببركتهم آمين . )١(‏ الحديث أخرجه مسلم 2»)١1716/(‏ كتاب الحدودء باب قطع السارق الشريف وغيره» حديث رقم: 8. وأخرجه البخاري 4)71١/4(‏ كتاب الحدود» باب إقامة الحدود على الشريف والوضيع» حديث رقم: /51/41. قلادة الجواهر/ م ٠١‏ في بعض كلماته الشريفة الجوهرية ومجالسهٍ العطرة السنية وأجوبته عن أسئلة وردت إليه رضوان الله تعالى عليه قال رضي الله عن للشيخ الإمام الكبير والسيد العارف الخبيرء سيدي إبراهيم الأعزب قدس سرهء حين ضربةُ عمه السيد عبد الرحيم قدس سره وجاء إليه وهو يبكي من ضربة عمه قدس سره: أي ولدي لا تبك ثم أدناه منه ومسح دموعةه بيده. وقال لهُ: أي إبراهيم لا علي ضرار ولا عليك ضرارء وحق العزيز سبحانه وتعالى قيض العزيز جل جلالهُ من نور وجهه قبضة فخلق منها سيدنا المصطفى محمذدًا وَل فرشحت فخلقني منها وخلقك؛ لا علي ضرار ولا عليك ضرارء أي لا علي بأس ولا عليك بأس» وقال أيضًا رضي الله عنة للسيد إبراهيم الأعزب قدس سره: اعلم أني لما دعيت إلى هذا الأمر حملت إلى قبلة هذا البلد وشق صدري ملك من الملائكة المقربين» فأخرج منة شيئًا مظلمًا وغسلة بماءٍ الحيوان من الرياء وسوء الخلق» وكل ما كان للشيطان فيه نصيب» كل ذلك وأنا أنظر بعيني كما فعل برسول الله يك وإلا فمن أين يكون لحميد طاقة على هذا الأمر. وقال رضي الله عنه لرجل قال لهُ أي سيدي هل يكون بعد هذا مثل هذا الجمع ومثل هذا القدم؟ فقال: نعم يكون ولكن قصير ما تشد إليه الرحالء وآخر الأمر يؤخذ منه سيف الولاية ويعلق في هذا الباب أبدّاء وقال رضي الله عنهُ قال الرب جل جلالهُ من دعي إلى ضيافة فليجبء» ولا يلبس الثوب الرقيق. وقال رضي الله عنة: اتفق أئمة الهدى في الدين أن لا يتكلفوا في لياسهم ليقتدي بهم الأغنياءً ولا تنكسر قلوب الفقراء. وقال رضي الله عنهُ من رق ثوب رق إيمانة. وقال رضي الله عنة سمُوا أولادكم أحمدًا ومحمدًا ومنصورّاء فإنهُ ليس في هذه الأسماء للشيطان نصيب. وقال رضي الله عنة: أنا اخترت الخدمة فكيف يكون للخادم خادم. وقال رضي الله عنهٌ للشيخ يعقوب الباب السادس في بعض كلماته الشريفة فذل حين قصد زياتة والتبرك به من واسط أناس كثير» وهو يعجب من كثرة الجمع: أي يعقوب هذا لعب إبليسء يريد ثبور هذه النفس وكذلك ما يظن» ثم أخذ قبضة من تراب وقال: أي يعقوب من هو مخلوق من هذا من أين لهُ قدرة ولسان ينطق بهء أي يعقوب إن قال لك قائل إن في مملكة الرحمئن مخلوفًا هو أضعف من هذا اللاش حميدء فلا تصدقة. وقال رضي الله عنه أيش أنا ومن أنا وأيش قدريء أنا إن صلحت كنت ملاحًا في سفينة الشيخ منصور الرباني قدس سره. وقال رضي الله عنهُ في الكف عرق متصل بالقلب» إذا أخذ به شيء من الدنيا تسرى آفتها إلى القلب. وهذه آفة عظيمة مخفية لا قال رسول الله يكقِ: «حب الدنيا رأس كل خطيئة”'2. وقال رضي الله عنهُ لأهل بيتهِ: بعدي يفتح الله عليكم» وقال رضي الله عنهُ وقد اجتمع الفقراءً والمشايخ من كبار الجمع حولهُ وهو على الكرسيء بعد أن حمد الله وأثنى عليه وذكر النبي يَلْهِ وذكر أصحابةٌ رضي الله عنهم وأثنى عليهم: أي فقراأءٌ إذا كان يوم القيامة وحشر العالم في صعيدء وحكم الله بين خلقهِ بما علم وقسم الجنة وقسم النارء فتهب على أهل الجنة نفحة من روايح الأمر قبل دخولهم الجنة فيسكرون ما شا الله. ثم يصحون فيقول لهم الحق سبحانه وتعالى وهو أعلم بهم: يا عبادي هل بقي عندكم من حزن الدنيا وخوفها ووصبها؟ فيقولون: لا يا ربناء فيقول لهم ادخلوها بسلام آمنين: ثم إنهُ يرسل على أهل النار نفحة الغضب قبل دخول النار» فيسكرون من شدة نتنها ولهبها وجيفتهاء فيسألون هل بقي عندكم شيء من نعيم الدنيا ولذاتها التي شغلتكم عني؟ فيقولون: لا يا ربنا فيقول لهم ادخلوا النار لا يخفف عنهم العذاب» وقال: قال رسول الله يلةِ: «إذا كان يوم القيامة وحكم الله بين خلقهِ فتفرق أهل الجنة فرقة وأهل النار فرقة» فأما أهل الجنة فتهب عليهم ريح من تحت العرش فتمر على كثبان المسك فتنثرها عليهم فتسكرهمء ثم ينادي لهم منادي من قبل الرحمئن هذه الجنة فادخلوها بسلام آمنين» فيدخلون وينعمون؛ وأما فرقة أهل النار فإن جهنم تزفر عليهم زفرة وتنفس عليهم نفسًا فيصيبهم ذلك الريح الخبيث النتن فيسكرهم بجيفته ونتنهء وينادي لهم منادي الغضب من قبل الحق عر وجل هذه جهنم التي كنتم بها تكذبون» ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فيدخلون النار وهم صاغرون» ثم أنشد رضي الله عنةُ: )١(‏ الحديث أخرجه في كشف الخفاء (549/1). حرف الحاءء حديث رقم: .1١44‏ وأخرجه في الترغيب والترهيب (5/ 7817) ياب الترهيب من شرب الخمر وبيعهاء حديث رقم: 18. 144 الباب السادس في بعض كلماته الشريفة لين منتساك وإن تشضييعة طالع الدهر وتصريف الغير إن ذا الدهر سريع مكره إن علا حط وإن أوفى غدر أوثق الناس به في أمنه خائف يقرع أبواب الحذر وقال رضي الله عنهُ للشيخ يعقوب: وحق العزيز سبحانة وتعالى ما وجد أحد من الفقراء باطنًا ولا ظاهرًا أذى» إلا وجدت ألمهٌ في قلبي» ولا هبّت ريح حارة على قسطنطين العليا إلا وجدت لهبها بين جنبي؛ وغدًا يطالبني العزيز سبحانة وتعالى بكل مَن تمسك بي ودعاني وأخذت عليه عهدًا مني ومن ذريتي» وقال رضي الله عنة لترجمان الحكمة سيدي إبراهيم الأعزب حين سألة: أي سيدي هل لمخلوقات الله تعالى حد؟ أي إبراهيم استغفر الله مما خطر لك وتب إليه؛ أي إبراهيم كما ليس لذات العزيز سبحانة وتعالى حد ولا لصفاته حد ولا لكيفيته حدء ليس لمخلوقاته ولا لمملكته حد ولا لعطاياه حد ولا لقدرته حد ولا لأمره حدء أي إبراهيم ما هلك من هلك إلا يكاف الكيف. وقال رضي الله عنه من ليس له شيخ فشيخة الشيطان» وإن المريد ينال من الله سبحانة وتعالى ببركة شيخ بقدر ما تأدب لهُ وحفظ الحرمة وراقب السرء وينيغي للمريد أن يعرف لشيخه الحق بعد وفاته» كما كان يعرف لهُ الحق بحال حياتهء ويعلم أن السماع لهُ باطن غير هذا الظاهرء وأنه لا يصح إلا لأربابه وأدناه ذكر الصمت للحق فيه وأعلاه سيران الهمة إلى العزيز جل وعلاء وإن أرباب الطريق فيه متفاوتون. منهم أقوام لا يدركون حقيقته» وإذا لم يعلموا ذلك يغرقون في جهلهم ويحملون على مركب الشرع الظاهرء إذا لم يكونوا من أهلهء وما هو إلا لأصحاب القلوب والنهضة والرغبة إلى جناب علام الغيوب» وإن الداخل فيه لا يخلو من ذكر الله ولا يلهو ولا يلغوء ولا يشتغل بغير معاملة سره ومعاينته ومشاهدته لتخويفه ورده عن الأدنى إلى الأعلى وجذبهِ إلى الآخرة وتأسفه على ما فات منةء إلا من استعمال الأشياء المقربة إلى الله سبحانهُ وتعالى ومن الأولياء والأتقياء» وقال رضي الله عنهُ إن للحق سبحانة وتعالى كلامًا لا يسمع من شيطان وإن صاحب الخطاب يستلذ بذلك» بسمعهٍ كما يجد لذاذة معناه بقلبهِ وإن في الناس من يطلبه فيجده بقلبهِ وسره بعيدًا من الأوهام والتخيلات» حتى أنه يجد ذلك في النوم ومنهم من يشاهد آثاره في مجالس الذكر وفي المساجد الخالية وفي وقت قراءة القرآن ووقت التواجد في السماع ومشاهدة الآثار. وقال رضي الله عنهُ من أتم الرجال حالاً وقبولاً من إذا رفع القصة جاءه الجواب وقد اختلفوا أيضًا في ذلك فمنهم من يأتيه جواب إلهام ومنهم من يأتيه جواب اختصاص: ومن القوم من لهُ شهود يفهم منهُ المقصود. فيا طوبى لمن يكون لهُ هذا السر في الحقيقة مشهودًا. وقال رضي الله عنة: إن الولي الكامل في غالب أموره لا يعمل الباب السادس في بعض كلماته الشريفة 1545 عملاً إلا عن أذن سماوي». وإنة يبلغ إلى حال من ربهء أنهُ يعطي لله ويمنع لله ويغني لله ويفقر بالله ويمسك بالله ويطلق بالله: فإن مواهب الله تعالى لهم مختلفة على قدر قربهم منهء فمنهم من يكون لهُ حماية خمسين فرسخًا ومائة فرسخ وألف فرسخء وكذلك تفاوتهم بالنظر ومنهم من يكون له حماية كذا وكذا سنة؛ وكل ذلك بقدر معلوم وحد محدودء ولاية مقسومة وأرزاق مفهومة مكتوبة في اللوح المحفوظ» وقال رضي الله عنهء إن الحق سبحانهُ وتعالى يغار للولي فيقبل عليه وينظر إليه فيرحمة» وينظر إلى المسيء إليه فيعاقبةُ» وقد جاء في الخبر عن سيد البشر محمد يي حاكيًا عن ربه: «من آذى لي وليّا فقد نازعني في ملكي وباء بغضبي وحق عليه سخطي» وحق غضبي على من أغضب مَن لم يجد لنفسه ناصرًا غيري". وقال رضي الله عنةُ: إن ذرية الأولياء منظور إليهم بعين الرحمة في الغالب» وإن ذرية الظالم منظورة بعين الغضب والسخط في الغالب» إذا أراد بالله بعبده خيرًا أبغض إليه الدنيا وأهلها وحبب إليه الآخرة وأهلهاء وقال رضي الله عنه للفقراء غلبكم طول الأمل فإنهُ يوجب تقليل العمل وتأخير التوبة. وقد روي أن أسامة بن زيد شترى وليدة بمائة ديئار إلى شهرء فقال رسول الله يَكيدِ: «ألا ترون إلى أسامة .اشتر إلى شهرء إنهُ لطويل الأمل والذي نفسي بيده ما طرفت عيناي إلا وظننت أن جفنيٌ لا يلتقيان» حتى يقبض الله روحي ولا رفعت طرفي فظننت أني واضعة حتى أقبض ولا لقمت لقمة إلا ظننت أني لا أسيغها حتى أغتص بها» وقال رضي الله عنهُ عليكم بالإصلاح بين الناس» فقد روي عن أبي أيوب الأنصاري قال: قال لي رسول الله وَ: «ألا الك كان تحن يحب :مو قعها :قلت باى باني ‏ أنتد رأنئ. با رسول لافقا تصلح بين الناس» فإنها فضيلة يحب الله موقعها». وقال كَكِلو: «ألا أخبركم بخير لكم من الصدقة والصيام قالوا: بلى قال: إصلاح ذات البين وإياكم والبغضة فإنها الحالقة»”'' وقال رضي الله عنهٌُ: إياكم والتحريش بين الناس والإفساد. وقال رضي الله عنهُ للفقراء: تفرغوا لشهر رمضان وقيام ليلو»ء عسى أنكم تظفرون في ليلة القدر فإنها جليلة القدرء وشدوا مئزر الحزم خصوصًا في العشر الأخير. عن عائشة رضي الله عنها وعن أبويها قالت: قلت يا رسول الله إذا أنا رأيت ليلة القدر فما أسأل الله سبحانة وتعالى فقال لها: «قولي اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عناة”". وقال رضي الله عنهُ قال سيدي الشيخ منصور الرباني قدس الله سره: ليلة القدر ليلة عظيمة ما يراها إلا .0148 الحديث أخرجه في كنز العمال (09/5) باب إصلاح ذات البين» حديث رقم:‎ )١( .50/17 فصل جوامع الأدعية الحديث رقم:‎ )١146 (؟) الحديث أخرجه في كنز العمال عن عائشة (؟/‎ 16 الباب السادس في بعض كلماته الشريفة أصحاب القبول والعناية» وأنشد رضى الله عنة: سقيت بها قلبًا أبلَّ غليلةُ زمانًافكانت ليلتي بليالي وقال رضي الله تعالى عن للفقراء: عليكم عند الإفطار من الصوم بالدعاءء الذي دعا به رسول الله يي: اللهم لك صمت وبك آمنت وعليك توكلت وعلى رزقك أفطرت وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله. وقال رضي الله عنة للفقراء: وعليك بالإفطار على التمر فإن لم يوجد فعلى الماء» قال أنس رضي الله عنه: قال النبي كيد همَن وجد تمرًا فليفطر ومّن لم يجد فعلى الماء فإنهُ طهورة”'' وقال رضي الله عنهُ أجد قلبي في ليالي رمضان بخلاف غيره من الشهورء وأنشد: أراني إذا ما أظلم الليل أشرقت0 بقلبي من نار الغرام مصابيح أصلي بذكراكم إذا كنت خاليًا إلا أن تذكار الأحبة تسبيح يشح فؤداي أن يخامر سركم كذلك بعض الشح في المرء ممدوح وقال رضي الله عن للشيخ شمس الدين محمد قدس سره: أي محمد لا يصل المريد إلى مراده حتى يخرج عن نفسه ومألوفات حسهء ويترك جميع الشهوات المياحات وغيرهاء ويصرفة الله في كون وجوده وعوالمه؛ وإذا صرفهٌ في كون وجوده وعوالمه صرفةُ تعالى في الكون المطلق وإذا صرفة في الكون المطلق صار أمره بأمر الله تعالىء إذا قال للشيء كن فيكون؛ وإذا التفت إلى هذا النهر الجاري وقال لأسماكه: أجيبوا طائعين مطبوخين مشويين فيطلعون بإذن الله تعالى ويطيعونة ولا يخالفون أمرف قال عمر الفاروثئي: أي سيدي هذا الرجل الذي ذكرتة لم يكن مخلوقًا بل يكون ربا ثانيّاء فغضب رضي الله عنهُ غضبًا شديدًا وقال: تأدب يا عمر لا أفلح من كفرء وحاشا وكلاً ثم حاشا وكلاً أن يصل المخلوقات إلى مرتية الربوبية؛ بل لله أسماء وصفات فإذا تخلق العبد بأسماء ربهِ وصفاتهء فينظر إليهِ الحق يعين قربهٍ فيصير فعله فعل ربه عزّ وجلٌ» وكان رضي الله عنهُ يقول: الكشف قوة جاذية بخاصيتها نور عين البصيرة إلى فضاء الغيب» فيتصل نورها به اتصال الشعاع بالزجاجة الصافية حال مقابلتها إلى فيضوء ثم يتصادف نوره منعكسًا يضوئه على صماءٍ القلب ثم يترقى ساطعًا إلى عالم العقل فيتصل به اتصالاً لا7٠ أخرجه الترمذي عن أنس (507/5)» كتاب الصيام» باب ما يفطر عليه. حديث رقم:‎ )١( كتاب الصيام؛ باب ذكر الاستحياب للمرء أن‎ )18١/4( وأخرجه ابن حبان عن سلمان بن عامر‎ .5816 يكون إفطاره على التمر. حديث رقم:‎ 16 الباب السادس في بعض كلماته الشريفة بهو؛ وكان يقول الصدقة أفضل العبادات البدنية والنوافل. وكان يقول أخوك الذي يحل لك أكل ماله بغير إذنه هو الذي تسكن نفسك إليه ويستريح قلبك بهء وكان إذا رأى على فقير جبة صوف يقول لهُ: يا ولدي انظر بزي من تزييت وإلى من انتسبت قد لبست لبسة الأنبياء وتحليت بحلية الأتقياء» هذا زي العارفين فاسلك فيه مسالك المقربين وإلا فانزعه وكان يقول إذا صلح القلب صار مهبط الوحي والأسرار والأنوار والملائكة» وإذا فسد صار مهبط الظلم والشياطين. وكان يقول: إذا صلح القلب أخبرك بما وراءك وأمامك ونبهك عن أمور لم تكن لتعلمها بشيء دونة» وإذا فسد حدثك بباطلات يغيب عنها الرشد وينفي معها السعد. وكان يقول: من شرط الفقير أن يرى كل نفس مِن أنفاسهٍ أعز من الكبريت الأحمرء فيودع كل نفس أعز ما يصلح لهُء فلا يضيع لهُ نفسًا. وكان يقول: السفر للفقير يمزق دينهُ ويشتت شملة. وكان يقول لمن شاوره في التزوجء قال رسول الله كَقِيِْ: «مَن تزوج لله كفي ووقي». وكان يقول من لم ينتفع يأفعالي لم ينتفع بأقوالي. وكان يقول الأمر أعظم مما تظنون وأصعب مما تتوهمونء وإنّ كل أخ لا ينفع في الدنيا لا ينفع في الآخرة. وكان يقول: إذا تعلم أحدكم شيئًا من الخير فليعلمة الناس يثمر له الخير. وكان يقول” طريقنا مبنية على ثلاثة أشياء: لا نسأل ولا نرد ولا ندخرء وكان يقول: من علامات المريد أن لا يتعب شيخة في تربيته» بل يكون سميعًا مطيعًا للإشارة» وأن يفتخر شيخهُ به بين الفقراء لا أنه يفتخر هو بشيخه. وكان يقول: الفقير إن غضب لنفسهٍ تعب وإن سّلْم الأمر لمولاه نصره من غير عشيرة ولا أهل. وكان يقول: ما من ليلة إلا وينزل فيها نثار”'؟ من السماء إلى الأرض يفرق على المستيقظين ويحرم النائمون. وكان يقول: ما لي خيرة إلا الوحدة فيا ليتني لم أعرف أحدًا ولم يعرفني أحد. وكان يقول: ما نظر أحد إلى الخلائق ووقف مع نظرهم في العبادات إلا سقط من عين الله تعالى. وكان يقول: من شرط الفقير أن لا يكون لهُ نظر في عيوب الناس. وكان يقول: إياكم وتعاطي أسباب الشهرة والفرح بالمحبين والمعتقدين؛ فكم طيرت طقطقة التعال حول الرجال من رأس» وكم أذهبت من دين. وكان يقول: من تمشيخ عليكم فتلمذوا لهُ. فإن مذ يده لكم لتقبلوها فقبلوا رجلةء ومن تقدم عليكم فقدموه وكونوا آخر شعرة في الذنب» فإن الضربة أول ما تقع في الرأس. وكان يقول: وعدني ربي أن لا أعبر عليه وعلى شيء من لحم الدنياء قال يعقوب الخادم رضي الله عنهُ: ففني لحمه بأجمعهٍ قبل خروجه من الدنياء وكان يقول إن العبد إذا تمكن من الأحوال بلغ محل القرب من اللهء وصارت )0غ( ما ينثر في حفلات السرور من حلوى أو تقردء والثثار والنّئارة ها تنائر من الشيء. الباب السادس في بعض كلماته الشريفة يدل همتهُ خادمة السبع السملوات وصارت الأرضون كالخلخال برجلهوء وصار صفة من صفات الحق جل وعلاء لا يعججزه شيءٌ وصار الحق يرضى لرضاه ويسخط لسخطه» قال: ويدل لما قلناه ما ورد في بعض الكتب الإللهية يقول الله عرّ وجل: يا بني آدم أطيعوني أطعكم واختاروني أختركم وارضوا عني أرضى عنكم وأحبوني أحبكم وراقبوني أراقبكم وأجعلكم تقولون للشيء كن فيكونء يا بني آدم من حصلت له حصل لهُ كل شىء ومن فته فاتة كل شيء. وكان يقول: إذا أراد الله عرّ وجل أن يرقي العبد إلى مقامات الرجل يكلفه بأمر نفسه أولاً فإذا أدب نفسهُ واستقامتء كلَّمْهُ جيرانة وأهل محلته فإن هو أحسن إليهم وداراهم؛ كلفهٌُ جهة من البلاد فإن هو داراهم وأحسن عشرتهم وأصلح سريرتة مع الله تعالى» كلَفهُ ما بين السماء والأرض» فإن بينهما خلقًا لا يعلمهم إلا الله تعالى» ثم لا يزال يرتقي من سماء إلى سماء حتى يصل إلى محل الغوث. ثم ترتفع صفته إلى أن يصير صفة من صفات الحق تعالى» فيطلعةُ على غيبهِ حتى لا تنبت شجرة ولا تخضرٌ ورقة إلا بنظرهء ويتكلم هناك عن الله بكلام لا تسعة عقول الخلائق» لأنهُ بحر عميق غرق في ساحله خلق كثير وذهب به إيمان جماعة من العلماءء فضلاً عن غيرهم. وكان يقول لولده صالح: إن لم تعمل بعملي فلست لك أبَا ولا أنت لي ولدًا. وكان يبتدىءٌ من لقيه بالسلام حتى الأنعام والكلاب» وكان إذا رأى خنزيرًا يقول له أنعم صباحًا فقيل لهُ في ذلك» فقال: أعود نفسي الجميل» وكان يقول لا يحصل لعبد صماءًٌ الصدر حتى لا يبقى في قليه شيء من الخبث والبغض لأحد من المؤمنين» وهناك تأنس به الطيور والوحوش ولا تنفر منةء وكان يقول إن القلب إذا انجلى من محبة الدنيا وشهواتها صار كالبلور وأخبر صاحبة بما مضى وبما هو آت من أحوال الناس» وإذا صدىء قلب الفقير حدثة بأباطيل يغيب معها رشد الرجل وعقله» وكان يقول الطرق إلى الله بعدد أنفاس الخلائق وأقربها الذل والانكسار. وكان يقول الطرق إلى الله بعدد أنفاس الخلائق وأقربها وأوضحها وأيسرها وأصحًّها وأرجاها وأحبها إلى الله تعالى الذل والانكسار والحيرة والافتقارء وكان يقول من طلب الطريق بنفسه تاه في أول قدمء فمن أريد به الخير دل على الطريق» فطوبى لمن كان قصده ربهُ دون غرض من أغراض الكون. وكان يقول: المعرفة أن تعرف الله بكمال الربوبية وتعرف نفسك بنعوت العبودية. وتعلم أنهُ تعالى أول كل شيء وبهِ يقوم كلّ شيء وبه يصير كل شيء وعليه رزق كل شيء. وكان يقول إذا بدت الحقائق سقطت آثار العلوم والفهوم وبقي لها الرسم الجاري بمحل الأمر وسقط عنة حقائقها. وكان يقول عارف الحق لا يخلو ظاهره هن بوائق الشرع وباطئه من نيران المحبة. وكان يقول: الشفقة على الأخوان مما يقرب إلى الرحملن. وكان يقول صحبة 1 الباب السادس في بعض كلماته الشريفة الفقراء تزيد في اليقين وكان يقول ما سعد من سعد إلا بالاجتهاد ولا شقي من شقي إلا بالعناد. وكان يقول الصدق سلم العناية والتقوى بيت الهداية والتسليم عين الرعاية والإخلاص حسن الوقاية والانكسار لله هو الولاية. وكان يقول: الحكمة خوف الله والرباط التوكل على الله والتدبير التفويض إلى الله والتسليم العمل بسر: قل كل مَن عند الله . وكان يقول: القلب جوهرة مظلمة مغمورة يتراب الغفلة وجلاؤها الفكر وتورها الذكرء وصندوقها الصبر. وكان يقول: الذكر حفظ القلب من الوسواس وترك الميل إلى الناس والتخلي عن كل قياس وإدراك الوحدة بالكثرة وحسن ملاحظة المعنى. وكان يقول: حلقة الأخوان تحتاج لحركة روحية وحركة قلبية وحركة لسانية وحركة جثمانية؛ فالحركة الروحية ناشئة من الفكرء والحركة القلبية ناشئة من الذكر» والحركة اللسانية ناشئة من إظهار العبودية» فحركة الروح تحتاج لترك الوسواس. وحركة القلب تحتاج لحسن الإخلاص» وحركة اللسان تحتاج للتجرد عن الناس»؛ وحركة الجسم تحتاج للأدب على أحسن قياس. فترك الوسواس يكون من ترك أكل الحرام. وحسن الإخلاص يكون من خوف الله؛ والتجرد عن الناس يكون من ذكر الموت؛ والأدب على أحسن قياس يكون من الندم على الماضي من الذنوب. وكان يقول: الفكر نور العقل والذكر نور القلب والإخلاص نور السر والتقوى نور ألوجه. وكان رضي الله عنهُ يقول لولده صالح الأكبر قدس سره الأزهر: يا ولدي جمال القلب بالخوف وجمال العقل بالفكرء وجمال الروح بالشكر وجمال اللسان بالصمت؛: وجمال الوجه بالعبادة وجمال النية بترك الخواطر» وجمال الفواد بترك الحسد وجمال النفس بالمخالفة» وجمال السر بالصبر وجمال الحال بالاستقامة؛ وجمال السير بالتسليم وجمال الخدمة بالأدب: وجمال الكلام بالصدق وجمال الطريق بموافقة الشرع؛ وجمال الكل بتوفيق الله. وكان يقول لولده المذكور: يا صالحء الوصول باب والعناية مفتاح والسخاوة سلم والإخلاص قوةء فإذا أخلصت صعدت إلى السلم» وإذا صرت سخيًا وصلت إلى المفتاح وفتحت الباب بإذن الفتاح» يا ولدي بني الطريق على الصدق والإخلاص وحسن الخلق والكرم؛ يا ولدي الغنى بالعلم والزينة بالحلم» والكرامة والتقوى والعزة بمخالفة النفس» يا ولدي أكثر من الدعاء المأئثور ومل عن الطريق المشهور وتذلل للفقير المستوره وعد نفسك من أهل القبورء يا ولدي قل اللهم أغنني بالعلم وزيني بالحلم وأكرمني بالتقوى وجملني بالعافية» يا ولدي التاج بالإبرة والحرير والتصدر بالقليل والكثيرء والزاوية بالدراهم والدنانير والله بالإخلاص وترك التصديرء يا ولدي أكثر الناس في بيت الغفلة فلا تكن من الغافلين» يا ولدي إذا نظرت بعين البصيرة رأيت حقيقة فناء الكل» فإذا تحققت فناء الكل تركت الكل» يا ولدي إياك والظهور فالظهور يقصم الظهورء يا ولدي عملك خير لك من الباب السادس في بعض كلماته الشريفة 7 نسبك» وأدبك خير لك من أبيك؛: وحسن خلقك خير لك من قبيلتك. وتوكلك على الله خير لك من مالك». وتفويضك إلى القدر خير لك من تدبيرك. وكان يقول لخليفته عماد الدين الزنجي قدس سرهما: يا عماد الدين قف في باب الاستقامة واسكن في بيت المداومة والزم الصبر على العخل» فقد قال كَلِ: «أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل6”"©. يا عماد الدين من طرق الباب بالخضوع فتح لهُ بالقبول» ومّن دخل الرحاب بالانكسار جلس في بيت العزة. وكان يقول لبعض تلاميذه: يا ولدي عليك بملازمة الشرع بأمر الظاهر والباطن» ويحفظ القلب من نسيان ذكر الله ويخدمة الفقراء والغرباء» وبادر دائمًا بالسرعة للعمل الصالح من غير كسل ولا ملل» وقم في مرضاة الله تعالى؛ وقف في باب الله وعود نفسك القيام في الليل» وسلمها من الرياء في العمل وابكِ في خلواتك وجلواتك على ذنوبك الماضية؛ يا ولدي إن الدنيا خيال ما فيها زوال: يا ولدي همة أبناء الدنيا دنياهم وهمة أبناء الآخرة آخرتهم» وإياك والدعوى الكاذبة واترك الخوض في بحور التوحيد واجعل اعتقادك اعتقادًا ثبوتيًا لا يتغير»ء واشغل ذهنك عن الوساوس الشيطانية؛ وحذر نفسك من مصاحبة صديق السوء فإن عاقبة مصاحبتهٍ الندامة والتأسف يوم القيامة؛ كما قال الله تعالى: «ليتني لم أتخذ فلانًا خليلاً» [الفرقان: 18] وقال الله تعالى: «يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين» [الزخرف: 8"] فاحفظ نفسك من القرين السوءء لكيلا تخاطبةُ متأسفًا على مقارنته بين يدي الله بهاتين الآيتين» وهناك ندامتك لا تنفع وكلامك لا يسمع؛ يا ولدي ما أكلته تفنيه وما لبسته تبليه وما عملتة تلاقيه» والتوجه إلى الله حتمًا مقضيًا وفراق الأحبة وعدًا مأتيّاء والدنيا أولها ضعف وفتور وآخرها موت وقبورء لو بقي ساكنها ما خربت مساكنهاء فاربط قلبك بالله وأعرض عن غير الله وسلم في جميع أحوالك لله؛ واجعل سلوكك في طريق الفقراء بالتواضع واستقم بالخدمة على قدم الشريعة» واحفظ نيتك من دنس الوسواس وأمسك القلب عن الميل إلى الناس وكل خبرًا يابسَا وماء مالسًا من باب اللهء ولا تأكل لحمًا طريًا وعسلاً من باب غير الله» وتمسك بسيب لمعيشتك بطريق الشرع من كسب حلال» واترك الحيلة بالسبب وإياك من كسر خواطر الفقراءء وَصِلْ الرحم وأكرم الأقارب» واعف عمن ظلمك وتواضع لمن تكبّر عليك» ولا تتردد لأبواب الوزراء والحكامء وأكثر من زيارة الفقراء» وأكثر من زيارة القبورء ولين كلامك للخلق وكلمهم على قدر عقولهم. وحسن خلقك وامتزج الناس بحسن )١(‏ الحديث أخرجه في كشف الخفاء (57/1). حرف الألف. حديث رقم ؟15. وأخرجه الشيخان عن عائشة . ل الباب السادس في يعض كلماته الشريفة المزاج» وأعرض عن الجاهلين وقم بقضاء حوائج اليتامى وأكرمهم وأكثر التردد لزيارة المتروكين من الفقراء» وبادر بخدمة الأرامل وارحم ترحم وكن مع الله ترى الله معك؛ واجعل الإخلاص رفيقك في سائر الأقوال والأقعال؛ واجتهد بهداية الخلق لطريق الحق» ولا ترغب للكرامات وخوارق العادات» فإن الأولياء يستترون من الكرامات كما تستتر المرأة من الحيضء ولازم باب الله ووجه قلبك لرسول الله واجعل الاستمداد من بابه العالي بواسطة شيخك المرشد» وقم بخدمة شيخك بالإخلاص من غير طلب ولا أربء واذهب معهُ بمسلك الأدب واحفظ غيبتهُ وتقيد بخدمته وأكثر الخدمة في منزله» وأقلل الكلام في 00 0 لهُ بنظر التعظيم والوقارء لا نظر التصغير والاحتقار» وقم بنصيحة الأخوان وأ لف بين قلوبهم» وأصلح بين الناس واجمع الناس مهما استطعت على الله بطريقتك» ورغب الناس بالصدق للدخو في باب الفقر والسلوك بطريق القومء وعمّر قلبك بالذكر وجمل قالبك بالفكرء ونور نيتك بالإخلاص واستعن بالله» واصبر على مصائب الله وكن راضيًا من الله.» وقل على كل حال: الحمد لله وأكثر الصلاة على رسول الله يكوه وإن تحركت نفسك بالشهوة أو بالكبر فصم تطوعًا للهء واعتصم بحبل الله واجلس في بيتك» ولا تكثر الخروج للأسواق ومواضع الفرج فمن ترك الفرج نال الفرجء وأكرم ضيفك وارحم أهلك وولدك وزوجتك وخادمك». واذكر الله في كل أمر واخلص لله بالسر والجهرء واعمل للآخرة عملاً حسنًا واجعل عملك في الدنيا عمل الآخرة» وقل الل ثم ذرهم في خوضهم يلعبون. هذه نصيحتي لك ولكل من سلك بطريقتي. ولأخواني ولجميع المسلمين والمحبين كثرهم الله وأستغفر الله العظيم من جميع الذنوب خفيها وجليها كبيرها وصغيرهاء وتب إليه إنهُ هو التواب الرحيم يا ولدي. قال سيد الأنام كلِْهِ: «ما أسر عبد سريرة إلا ألبسه الله رداءهاء إن خيرًا فخير وإن شرًا فشرل"'' يا ولديء قال سيد الأنام عليه الصلاة والسلام: «إن الله يحب العبد التقي الغني الخفي»7؟؟ يا ولدي إن ملكت عقلاً حقيقيًا ما ملت إلى الدنيا وإن مالت لكء» لأنها خائنة كذابة تضحك على أهلهاء تو مال مها سر متها ومو ماك إليها بن اقيهاء وفي الحديث: «حب الدنيا رأس كل خطيئة»ء فكما أن حبها رأس كل خطيئة فكذلك بغضها )١(‏ الحديث أخرجه في مجمع الزوائد »)556/٠١(‏ كتاب الزهده باب في من أسر سريرة حسنة أو غيرها. (1) الحديث أخرجه المنذري في الترغيب والترهيب عن عامر بن سعيد (479/5)» باب الترغيب في العزلة لمن لا يأمن على نفسه عند الاختلاطء حديث رقم: .١‏ وأخرجه في كنز العمال عن سعد بن أبي وقاص (”/ 894) باب البذاذة والتقشف. حديث رقم: 259. الباب السادس في بعض كلماته الشريفة 16 والإعراض عنها رأس كل حسنة» هي كالحية لين لمسها قاتل سمهاء لذاتها سريعة الزوال وأيامها تمضي كالخيال» فاشغل نفسك فيها بتقوى الله ولا تغفل عن ذكره تعالى ذرة واحدةء وإن طرقك طارق الغفلة فاستغفر الله وارجع لباب الملاحظة» واذكر الله واستح منهُ وراقبهٌ في الخلوات والجلوات واحمده واشكره على الفقر والغنى» واترك الأغيار فما في الدار غيره دَيّاره وكن صوفيًا صافيًا ولا تكن صوفيًا منافقًا فتهلك؛: يا ولدي التصوف الإعراض عن غير الله وعدم شغل الفكر بذات الله والتوكل على الله وإلقاء زمام الحال في ياب التفويضء وانتظار فتح باب الكرم والاعتماد على فضل الله والخوف من الله في كل الأوقات» وحسن الظن به في جميع الحالات» يا ولدي إذا تعلمت علمًا وسمعت نقلاً حسنًا فاعمل به ولا تكن من الذين يعلمون ولا يعملونء يا ولدي نجاة العالم عمل بعلمه وهلاكة ترك العمل» ففي الحديث: «إن أشد الناس عذابًا يوم القيامة عالم لم ينفعة الله بعلمه'' فلا تضيع أوقاتك باللهو والطرب وسماع الآلات وكلمات المضحكين» واترك الفرح فإن الفرح في الدنيا جنون؛: والحزن فيها عقل وكمال الخلود فيها محال والانكباب عليها جهل وضلالء اجعل فكرك يا ولدي مشغولاً بمن سلف قبلك من الأنبياء والمرسلين والجبابرة والسلاطين؛ ماتوا وكأنهم ما كانواء هم السابقون ونحن اللاحقون» فسر على منهج الصالحين لتحشر في زمرتهم ولتكون من فرقتهم «أولنك حزب الله إن حزب الله هم المفلحون4 [المجادلة: ؟؟] وقد طلب حضرة مولانا السيد محمد صالح قدس سره من جانب سيدنا والده المذكورء أن يريهُ ليلة القدر فقال له: يا ولدي لو جليت مرآة بصيرتك بجلاءٍ الفكر الحقيقي». لكان كل وقت من أوقاتك كليلة القدر. وقال كذلك قدس سره لأخوانهِ في محفل: سر الحقيقة ظاهر وعلم المعرقة منصوب وباب الوصول مفتوح» حجبكم عن رؤية هذه المعاني الشريفة حب الدنيا ونسيان الموت؛ فالعجب ممن يعلم أنه يموت كيف ينسى الموت والعجب ممن يعلم أنه مفارق الدنيا كيف ينكب عليها ويقطع أيامه. بمحبتها والعجب ممن يعلم أنه راجع إلى الله كيف ينحرف عنة ويلتفت لغيره؛ والله غفلتكم هذه خطب جسيم لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم». بالكذب تنشرحون وفي بساتين الجهل تسرحون:؛ وبأمر الرزق تحتالون ومن العذاب تأمنون. وكأنكم ما قرأتم #أفحسبتم أنما خلقناكم عبئًا وأنكم إلينا لا ترجعون4 [المؤمنون: ]١١6‏ أو كأنكم ما سمعتم لاوما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون )١(‏ أخرجه الزبيدي في إتحاف السادة المتقين .)774/١(‏ وابن حجر في لان الميزانء حديث رقم: 4 . وأخرجه في كنز العمال عن أبي هريرة )1١8/٠١(‏ حديث رقم: 14044.: باب آفات العلم ومن لم يعمل به. 0 الباب السادس في بعض كلماته الشريفة ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون# [الذاريات: 57 07] تكفل برزقكم فبحيلته اشتغلتم. ولم يتكفل لأحد بالجنة» ويعمل المبشرين بها عملتم» ضيعتم الأوقات باللهو والنسيان» وقطعتم الأيام بالغفلة والعصيان؛ء مزاحكم مزاح من أ الندامة ولهوكم لهو من لم يسمع يوم القيامة» كأنكم للقبور لا تنظرون وبمن سكنها لا تعتبرون أين آباءكم أين أجدادكم الذين مضوا من قبلكم أين من جمعوا مالا أكثر منكم وحملوا جهلاً أزيد من جهلكم؟ أبالله كفرتم أم على الله استكبرتم» أخواني من عرف نفسه بالفناء وعرف الله بالبقاء أمال نفسه عن الدنياء قال تعالى: #وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى4 [النازعات: ]4١ 4٠‏ خاطب حبيبةُ معدن جوهر سره المكنون: #بأنك ميت وإنهم ميتون؛ فاجمعوا همتكم على الوصول لمراتب السلفء لكيلا تدخلوا تحت قولهِ تعالى: #فخلف من بعدهم خلف# [مريم: 04] واقرعوا باب الكريم بيد الفقر والاضطرار وادخلوا عليه تعالى من باب الذل والانكسارء فلا بد والله من نقلتي وإياكم لدار الآخرة ولا بد من وضعي وإياكم في القبور الداثرة #فمن يعمل مثقال ذرة خيرًا يره ومّن يعمل مثقال ذرة شرًا يره» [الزلزلة: ؛ - 8] فالناجي من عامل الله بتقواه وكان في الحياة يخشاءء أخواني أصعب الأشياء مفارقة الأحباء ومقارنة الأعداء» وأحلاها مفارقة الأعداء ومقارنة الأحباءء 0 أعمال السوء لتقارنوا أعمالكم الصالحة في قبوركم» فوالله لم يقارن المرءُ من أصحابهِ تحت طي لحده إلا عملهُ الصالح» أخواني إن غركم لباس. الحكام والأعيان وزينتهم وسلاحهم وضاقت صدوركم بهذاء فاذهبوا إلى المقاير وانظروا آباءكم وآباءهم تجدون الكل في التراب» والله أعلم بمن هو في النعيم وبمن هو في العذابء نأنتم كذلك مع هؤلاء تتساوون #وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون» [الشعراء: 70؟] يا ولدي إياك من الاشتغال بما لا يعنيك من الكلام والأعمال وغيرها وارجع بنفسك عن طريق الغفلة؛ وادخل من باب اليقّظة وقف بميدان الذل والانكسارء واخرج من مقام العظمة والاستكبارء فإنك من مضغة ابتدائك وجيفة انتهائلك. فقف بين الابتداء والانتهاء بما يليق لمقامهاء وإياك يا ولدي من الحسد فإن الحسد أم الخطايا لأن الشيطان لما حسد آدم تكبر عليه وأبى أن يسجد لهُء وكذب عليه حين حلف لهُ ولحواء #إني لكما لمن الناصحين» [الأعراف: ١؟]‏ فطرد من رحمة الله تعالى» فالكذب والكبر والحسد سبب لطرد العبد من ياب الربء فلا تعود نفسك على هذه الخصال قطعًا واقطع نفسك إلى الله واعلم بأن الرزق مقسوم فإذا تحققت ذلك ما تكبرت» واعلم بأنك محاسب فإذا تحققت ذلك ما كذبت؛ واغضض طرفك عن النظر إلى أعراض الناس. فضلاً عن العمل الرديء فإنك كما تدين تدان» وكما أن لك عيئًا فلغيرك عيون» وكما أنت يولى عليك»: وأمسك لسانك عن مذمة الخلق فإن للخلق ألسناء نظرك الباب السادس في بعض كلماته الشريفة 6 فيك يكفيك. وكما تقول بالناس يقولون فيك» وحاسب نفسك في كل يومء واستغفر الله كثيرًا وكن طبيب نفسك ومرشدهاء ولا تغفل عن حساب نفسك وإياك من الاشتغال بحظ النفسء وكان رضي الله عنه يقول للفقراء اطلبوا من الله الإعانة على نفوسكم حتى تغلبوها ويظفركم عليها. وكان رضي الله عنهُ يقول: يا فقراء تقيدوا بأشغالكم حتى تشتغلوا عن الخلق وأحوالهمء ولكن اشتغلوا بما يكون لكم فيه الفائدة الدنيوية والأخروية. وكان رضي الله عنهُ يأمر الفقراء بقيام الليل ومداومة خدمة الوالدين وتعظيمهم وإجلالهم» وكان رضي الله عنهُ يقول إن قدرتم أعطوا الصدقة فإنها تبرد النار وتزيل غضب الله والإحسان للوالدين وبرّهم يهوّن سكرات الموت. وكان يقول: معاملة عباد الله بالإحسان توصل إلى الله. وكان رضي الله عنهُ يأمر بالمداومة على الصلاة على رسول الله وَِِ ويقول: إن الصلاة عليه تسهل المرور على الصراط وتجعل الدعاء مستجابًا. وقال رضي الله عنة إن الفقير كالمرآة فكل شيءٍ ينظره يراه في وجوده من أمور الدنيا مرتسمّاء وإذا اختلظ بالخلق ورأى ما في أيديهم وملابسهم صدأت مراآتة» فلا ينبغي لهُ أن يخطر بباله شيءٌ من أمور الدنياء وكلما حفظ الفقير نفسه من ذلك» انكشفت مرآته وانجلت وظهرٌ فيها المغيبات وارتسمت. وقال رضي الله عنه نمس الفقير مثل الكبريت فحقة إذا اهتم بأمر فيه نفع أن يتعلق به بسرعة ليكون». ولا يؤخره فإن التأخير لهُ آفات. وقال رضي الله عنة يجب على الفقير أن يقطع لسانة عن غير الحقء وإذا أراد أن يتكلم بكلام فلازم عليه أن يعرف ما يترتب عليه وما ينتجه» وإذا أراد أن يسكت فلا يسكت إلا عن حسن سكوت وحلم» وإذا سثل الفقير سؤالاً فينبغي أن لا يعجل بالجواب» وإذا أجاب فيكون جوابةٌ عن تأمل وتفكرء وعلى الفقير أنه إذا رأى من هو أعرف منه يستفيد منهُ ويحذر من الكلام معهُ في الخطاء والزلل والغلط والشيء الذي لا يعرفة» لا يذكره ولا يتفوّه به. وقال رضي الله عنهُ الشيخ هو الذي يحضر مع مريده ويلاحظهٌ في أربعة مواضع: الأول: حين النزع وخروج الروح من الجسد. الثاني: عند سؤال الملكين منكر ونكير لهُ في القبر» الثالث: عند العيور على الصراط والمرور بهء الرابع: عند وزن أعماله بالميزان. وقال رضي الله عنهُ الصلاة على ثلاثة أقسام: صلاة تقبل بصلاة واحدةء وصلاة تقبل بصلاتين» وصلاة مردودة على فاعلها فلا تقبل بواحدة ولا باثنتين» فأما التي تقبل بواحدة فهي صلاة الذي يرفع رأسه مع رقع إمامه رأسه ويسجد مع سجودهء وأما الصلاة التي بصلاتين فهي صلاة مَن يرفع بعد رفع الإمام ويسجد بعد سجوده؛ وأما القسم الثالث فهي صلاة مّن لا يفعل الصلاة الأولى ولا الثانية»ء وقال رضي الله عنة إذا كان لأحد داعية إلى شغل يفعلهُ فلا يفعل إلا ما فيهِ الخيرء وما يوصلة إلى طريق الحق ويعود نفسهٌ على الأعمال الحسنة والائتلاف بهاء ولا يرى فعل خير ويقصر في إتيانه وفعلهء ولا يقول لنفسهٍ غدًا بعد ل الباب السادس في بعض كلماته الشريفة موتك يفعل لأجلك الخيرات والحسنات فتنفعك» فهيهات! فإنه لا ينفع المرء إلا ما قدّمت يداه» ولو كان ما وَرِّتَ المرء لأهلهِ مثل الجبال» ومما ينبغي أن يجعل المرء نفس قائلاً بقول النصائح والمواعظ ويكون ملتبسًا بأفعال المعروف ممثلاً للأوامر مجتنبًا للنواهي واقمًا مع الحق وطريق الشرعء حتى إذا أمر بالمعروف ونهى عن المنكر قبل منهُ وامتثل لهُء وكان لأمره تأثير في نفس المأمور ولنهيه. وإلا فلا يقبل منهُ ذلك ولا يسمع ها يقول وكان من العظيم عليه قولهُ تعالى: #لمَ تقولون ما لا تفعلون كبر مقنًا عند الله# [الصف: ؟» "] ولهذا كانت قلوب الصالحين مهبط الوحي وأنوار الإللهية وكانت تطلع على المغيبات» وإن لم يكن القلب منورًا بئور العبادة والطاعة وأفعال الخيرات» كان مهبط الشيطان ويلقي صاحبهٌ في ظلم الباطل ويجره إلى الشقاق» فنعوذ بالله من ذلك. وقال رضي الله عنه الفقر والتصوف مبنيان على خصال متعددة: أن يتجرد ويعلم الله علمًا يقيئا» ويقر لهُ بالوحدانية في أفعالهِ وصفاته وذاته» وأنه ليس كمثله شيء» فإن من علم الحق بهذا العلم» خرج من باب العلم الظني ومن باب الوهوم والشكوك وخلع من عنقهِ ربقة التقليدء وأن يسلك طريق الإيثارء ومعنى الإيئار عندهم أن العبد إذا فعل حسنًا لا يشهد أن له فيه اختيارًا ولا إرادة» حتى يشهد بذلك أنهُ يستوجب على الله ويستحق لهُ ثوابًا عليهوء لأن العبد وفعلهُ كل ملك لمالك الممالك ومبدع الوجودء والعبد لا يستحق لهُ على سيده ومالكه مال. تعالى الله عن ذلك. وأن يكون في وقت السماع والوجد مجتهذا فيه سابقًا غيره إليه» ليس بقلبهِ وخاطره غيره» ويكون قلبة حاضرًا في مقام الحضور والمراقبة والشهودء حتى ينكشف لهُ باب الكشف ويرتفع لهُ حجاب الحجب» وأن يكون في أكثر أوقاته ساكنًا وأن يترك الاكتساب وادخار الذخيرة» وأن لا يسلك غير طريق الصدق فلا يجعل حركاته وسكناته إلا مبنية عليهء وأن لا يكثر الكلام خشية أن يقع في الخطأ والكذبء. وأن يجتنب أكل الحرام»ء وأن لا يطلب ما ليس لهُ قدرة على أن يكون في يده ولا يلتفت إليهِ ويلتفت لما هو الأهم من أمور آخرته ومعاده؛ وأن لا يحرص على ما هو في يده ويمسكه؛ بل يصرفهُ في استحقاقه ويبذلة؛ فإن المدبر الحق عرّ وجلء وأن لا يلتجىء في أموره ويعول على غير الله تعالى: وقال شرط الفقير أنه لا يعلق نظره بملبوسات الخُلق وغيرهاء فإنه إن علقة بذلك التبس عليه الأمرء وكلما اختلط الفقير بالخلق ظهرت عيوبةُ. وقال رضي الله عنه للشيخ يعقوب يوصيه: يا شيخ يعقوب لا تنظر إلى عيوب الخلق؛ فإن نظرت إلى عيوبهم أظهر الله فيك جميع العيوب وإن كان ما فيك عيب» يا شيخ يعقوب لا تنحرف عن الطريق المستقيم ولا تراع هوى النفس وشهواتها؛ بل راع التقوى وأنواع الطاعة وملازمة السنة والجماعة؛ يا شيخ يعقوب إذا جلست بالخلوة فاحذر الوسواس وصف الباب السادس في بعض كلماته الشريفة 5 خواطرك من الكدورات والرعونات البشرية» وإذا صدر من أخيك ذنب أو عيب فاصفح الصفح الجميل واستر الستر الجليل» وعامل عباد الله بالصلاح والنصح والتقوى» وعظم أهل الخشوع والمراقبة ومّن كان لك عليه حق أو لهُ عليك حق فداره كي يعطيك قك» أو إلى أن تعطيه حقهء بل إذا كان لك عند أحد حق فسامحةء يعطيك الله ويعوض عليك» وكن مع الخلق بالأدب فإن الأدب مع الخلق أدب مع المولى وقليل الأدب خير من عمل أو علم كثيرء يا شيخ يعقوب من اللازم عليك ترك الدنيا ومخالفة النفس والحذر من الهوى والهوسء» فإنهما أكبر أعدائك» وإنما ذكرت هذه الوصية لك لأنها موصلة إلى الحق وباعثة على معرفة طريقهء يا شيخ يعقوب: اعلم أن التوفيق في جميع الأحوال إنما هو من الله سبحانة وتعالى. وقال السيد الكبير رضي الله تعالى عنه لسيدي إبراهيم: يا إبراهيم كل من أراد أن يكون لك شيحًا فكن أنت مريدًا لهة» وكل من تقدم عليك فقدمه وعظمه. وقال رضي الله تعالى عنه: يا إبراهيم إياك والتقرّب من أهل الدنيا فإن التقرب منهم يقسي القلب والتواضع لهم موجب لغضب الرب وتعظيمهم يزيد في الذنوب. وقد ورد في الحديث: «من تواضع لغني لغناه أذهب الله ثلثي دينو»''' والتواضع لأهل الدنيا مذموم عند الله والناس. وقال رضي الله عنهُ يا إبراهيم اتخذ الفقراء أصحايًا وأحبابًا وعظمهم وكن مشغولاً بخدمتهم. وإذا جاء لك واحد منهم فانتتصب لهُ على أقدامك وتذلل له وإذا وقعت خدمتك معهم في حيز القبول فاسألهم الدعاء الصالح. لعلل تعمر لك عندهم منهم مقامًا في قلوبهم. لأن الفقراء في القيامة يعطون دولة الأنبياء. وقال رضي الله عنة: يا إبراهيم لا تنظر إلى الفقراء بعين الحقارة ولا تعبهه لأجل أفعالهم فإنهم إذا صدر منهم فعل يظنة الناس قبِيحًاء فإنهُ عند الله مقبول. د .بر هيم جهد نفسك لكي تكون من الفقراء وكن شبيها بهم وفي صورتهمء فقد ورد في الحديث الشريفا. فل رسول الله كقو: «مَْن تشبه بقوم فهو منهمء ومّن أحب قوم حشر معهم'ا لب ,براهيم اجعل إرادتك الفقراء من صميم قلبك. واصرف مقدورك في خدمتهه وضب رضاهم. وقال رضي الله عنهُ: لو عرف العالم كله رب العالمين حق المعرفة مثر م عرفهُ الفقراء» لانقطعوا عن معاش الدنيا وأحوالها بالكلية. وقال رضي الله عنه: .ذ صرف أحدكم عمره كله في العبادة والطاعة من غير غفلة عنها ساعة واحدة وترك وقد من أوقاتها من غير عبادة» كان كأن لم يكن يتعبد أبدًا ولم .1444 الحديث أخرجه في كشف الخفاء عن ابن مسعود (741/7): حرف الميمء حديث رقم:‎ )١( باب من تشبه بقوم فهو منهمء‎ )7091/1١( (؟) الحديث أخرجه في مجمع الزوائد عن حذيفة بن اليمان‎ حديث رقم: 51974. وأخرجه الحاكم في‎ 0)1١/94( وأخرجه في كنز العمال عن ابن عمر‎ المستدرك (8/5) وقال صحيح ووافقه الذعيى.‎ ١١ قلادة الجواهر/ م‎ 1 الباب السادس في بعض كلماته الشريفة تساو طاعات عمره عظيم جرم ذلك الترك. وقال رضي الله عنة العاقل الكامل هو الذي إذا طلب شيئًا طلبهُ بإذن الله ومشيئتهء ومن علامة الفقير أنه إذا أعطى شيئًا أعطاه لوجه الله ومرضاتهء لا لشيء آخر غير ذلك. وقال رضي الله عنهُ: مقصودي أني لا أعرف أحدًا ولا أحد يعرفني» ومرادي أني أريط في عنقي حبل ليف وأدور به من المديئة إلى المدينة؛ حتى ألحق نفسي بأهل السلامة. وقال رضي الله عنة: الفقير الذي هو من أهل الله علامتة أنه إذا سألهُ في شيء تقبل الله من وأعطاه ما تمناه وسألهُ في سرعة» وقال رضى الله عنهُ إذا قال لك أحد أنا صعدت إلى السماء أو أنا أصعد إلى السماء فصدذقة ولا تكر عليه ولا تكذبةء فإنة إن كان كاذبًا فكذبهُ عليه ولا يضرك منهُ شي:» وإن كان صادقًا وكذبتة أو أنكرت عليه فالضرر حاصل لك أنت. وقال رضي الله عنة من اللازم على الفقير أنهُ يتقيد بملابسة الكمالات وبتحصيلها في أي موضع حل به وسار إليه؛ حتى أنهُ يصير في كل وقت في ازدياد من الكمالات» فقد ورد في الحديث الشريف قول رسول الله كَليةِ: «مَن تساوى يوماه فهو مغبون» وقال السيد الكبير رضي الله عنهُ: لا تخالط أحدًا لأجل الدنيا ولا تعاملهُ» ولا تصاحب أحدًا من أهلهاء كي لا يحصل لك من مجلسه وملازمته نقصان» وقال رضي الله عنهُ إذا كنت تعرف علمًا منتفعًا بِهِ فعلمهُ للناس حتى ينتفعوا به ويظهر أثرك في الدنيا والآخرة» وقال رضي الله تعالى عنهُ العشق مصيدة الحق يصيد به أهل الوفاء والودادء وقال رضي الله عن لا يكون أحقر وأرذل من عبد ليس بينهُ وبين عباد الله ألفة ومحبة» بل مثل هذا لا يكون به نفع. وقال رضي الله عن الإنسان الكامل هو الذي يكون مشتملاً على خصال حميدة» منها: أنه إذا عاشره إنسان صاحب خلق غير حسن يعود بعشرته لهُ خلقه حسناء ومنها: أنه لا يمنعهُ مانع من الحق والتكلم به وفعله مع أهلهء فإذا كان لمائة ألف من الآدميين حقوق عنده يقوم لكل واحد منهم بحقه ويوفيه لهُ» ويقضي حوائج الجميع ولا يتغافل عن أحد منهم ويسوف به طرفة عين؛ ومنها: أن أحدًا لا يطلع على أحوالهٍ ولا على أسراره» بل بخفي أمره ويتكتمةٌ ويعرف الإنسان الكامل بقبول دعائه؛ وإذا اجتمع عنده الخلق الكثير الذي لا يحصى عددهمء ولكل حاجة وضمير يعرف حاجة كل وضميره من قبل أن يذكره لهُء وإذا لم يعرف ضميره كلهُ قنصفه أو ثلثه أو ربعه ويعرف مقامه أيضًا عند الله. وقال رضي الله عنه: الإنسان الكامل هو الذي لا يتفكر في زمانه الماضي ولا المستقبل من حيث الرزق والمعاش بل يكون متوكلاً على الله معتمدًا في جميع أموره عليه تاركًا التنعمات الدنيوية والتلذذات النفسانية» معودًا نفسه على التعب والمشاق؛ ويعرف إنعام الله عليه على إقراره لهُ على الطاعات والعبادات» وإذا أعطى الله لَه رزقًا فلا يبخل به على خلقهِ وعباده الفقراء. وقال رضي الله تعالى عنهُ: لا يعجب أحد منكم بنفسه ويقول في الباب السادس في بعض كلماته الشريفة لاحل نفسه إن الذي أعطاه الله لي ما هو عند أحد ولا بلغة أحد غيره ولا يصل أحد إلى مكاشفته ولا خصائله؛ فإن هذه دعوى منه ينكرها الشرع ومخالفة لَه وهي كاذبة ولا يجوز الاعتماد على ذلك قإن ذلك غرور. وقال رضي الله عنة: إذا رأيتم شخصًا يضر الئاس ويريد أن يتحملوا ضرره وأن يعتمدوا أقواله وأفعاله ويكون قدوة لهم ويحب ترددهمء فكونوا من مثل هذا الشخص على حذرء ولا تخالطوه كي لا يحصل لكم منهٌ الضرر. وكان رضي الله عنهٌ يقول: أنا تجارتي خدمة النساء الأرامل واليتامى: وأحب أن أشهد نفسي في خدمتهم دائمّاء وإذا رأيت يتيمًا يبكي تهتز مفاصلي وترتعد أعضائيء. حنانة لهُ وشفقة عليهء وأخافه من بكائه. وقال رضي الله عنهُ: حق الفقير أن يكون قبلة وإمامًا للناس يقتدون بهء فلازم على الفقير أن تكون أقواله مطابقة ده الشريف المحمدي»؛ حتى لا ينخرط في سلك من اتخذهم الناس رؤوساء جهالاًء فضلوا وأضلوا وكان رضي الله عنة يقول: من اللازم على الفقير إذا نزل بمحل ينفع وينتفع» وكان رضي الله تعالى علهُ يقول: يحتاج الفقير إلى أشياء لا يسعهٌ جهلهاء أن يتعلم ربع العبادات فيعرف الوضوء وفرائضة وواجباته ومندوباته» وصلاة الجنازة وغسلها وأحوالها وشؤونهاء ومن اللازم عليه أن يراقب الشيخ الذي يعمره في حالي الحياة الدنيا والممات. ويعتبره ويعرف حق الشيخ عليه. وأن يشفق على الفقراء والمساكين والأرامل ونم وأن يقول الكلام الحق. سواء كان مغضيًا أو غير مغضب فينهر بالغضب من يستحق النهر من أرباب الكبائر والصغائرء وإذا أحب أحذًا فلتكن محبة خالصة لوجه الله تعالى» ففى الحديث: «شوق الإيمان وعلامتة المحبة لعباد الله والألفة في الله ويعطي الله لأرليائه" وتخييهم القردونن الأعلى ولا يتخاقوة يوخ القيافة» :قلا ينب الفقير اذا كما هو اللازم عليه لحاجة ولا مصلحة من عز أوجاه. وقال رضي الله عنهُ كل مَن ينظر للفقير والمسكين بعين الحقارة ويكسر خاطرهء كان محاربًا لله تعالى» لأن الفقراء جيوش الله تعالى وعيالهء وكل من حارب الله لا شك أن يكون من المغضوب عليهم من جانب الرب». ويكون مظهر الآية الكريمة وهي قوله تعالى: #وباؤوا بغضب من الله» [آل عمران: ؟١١]‏ فنعوذ بالله من ذلك» وكان رضي الله عنهُ يقول اعشموا واختاروا العزلة وانظروا ما يظهر لكم ويحصل من الفوائد الكثيرة» وكان رضي الله عنهُ يقول: تعلّموا العشق من الشمع فإن لونة أصفر وعيئهُ ملآنة بالدموع وبدنه دائمًا في احتراق وانمحاق. واعلم أن العشق لهُ ثلائة أحوال محمودة: الأكل القليل والنوم القليل والكلام القليل» فنتيجة الأول النوم القليل» ونتيجة الثاني العقل والفراسة. ونتيجة الثالث الحكمة . 156 لباب السادس في بعض كلماته الشريفة وكان رضي الله عنة يقول إذا فعل الفقير عبادة جاء له في مقابلتها من جانب الحق خلعة» فلو رآها وعلمها علم أنها خير من الدنيا وما فيهاء وقال رضي الله عنهُ إذا أعطى لله عبدًا سعادة استمرت باقية إلى يوم القيامة بإذن الله تعالى. وقال رضي الله عنهُ: من الأدب اللازم على الفقير إذا ذهب لمكان أو دعي إليهِ ودخلهٌ ووجد مكانًا خاليًا أنه يجلس فيه كائنًا ما كان ولا يتعداهء ولو كان بأطراف المجلسء لأن رسول الله يَكةٍ كان يجلس حيث انتهى بهِ المجلسء» وليحذر الفقير من تخطي الرقاب لأنه أفحش شيء وعليه أن يمشي مع خلق الله تعالى بالأدب والحياءء فيعطيه الله بذلك المراتب الجليلة ويدخلة في رحمته. وقال رضي الله عنهُ من اللازم على الفقير أنه إذا تكلم فلا يكون كلامة إلا مشربًا كله بالحكمة والفوائد. وقال رضي الله عنهٌ من علامة الفقير أن يكون مثل الماء الجاري» إذا صاحب شخصًا بهِ درن ونجس نظفه وطهره؛ قال تعالى عزّ وجل: #وجعلنا من الماء كل شيء حي 4 [الأنبياء: ]٠‏ والفقير الواصل يطهر جليسة من الرعونات النفسانية ومن الكدورات الشهوانية» وقد اصطفى الله تعالى الفقراء من بين خلقهٍ فألبسهم خلعة القرب وحلاهم بحلية الحب» وأجلسهم في بابهِ فهم دائمًا معهُ وعنده لا يتوجهون إلى غير بابوء لأنهُ لا سيد ولا مولى ولا ملجأ إلا هو تعالى الله علوًا كبيرًا. وقال رضي الله عنه: إذا أراد الله سبحانة وتعالى أن يدخل عبدًا من عبيده في سلك أوليائه ينعم عليه بأمور أن يلهمه رعاية خلقهِ وأن لا يرية طريمًا إلا طريق الاستقامة» وأن يقدره على متنتافحة النلكة ويمكنة من أذللفة» وآن يليمة أن يقرا عبن عل مكوت: رن كان ميا نهإذا أنعم الرب بهذه الخصال الأربع على عبد من عبيدهء كان ذلك العبد وليًا عارفًا وحينئذٍ فلا يبقى يتكلم إلا مع أهل التصرف, وإذا أحب اطلع على أهل العقاب والعقوبة وعلى أهل الإحسان والمثوبة إلى غير ذلك مما امتاز به أهل الله وأوليائه عفا الله عنهم. وقال رضي الله عنه لسان الورّع يدعو إلى ترك الآفات ولسان التعبد يدعو إلى دوام الاجتهاد. ولسان المحبة يدعو إلى الذويان والهيمان والمحو ولسان التوحيد يدعو إلى الاثيات والصحوء ومن أعرض عن الإعراض أدبا فهو الحكيم المتأدب. وقال رضي الله عنهُ: لو تكلم الرجل في الذات والصفات كان سكوتة أفضل ولو خطا من قاف إلى قاف كان جلوسة أفضل. ولو أكل ملء بيت طعامًا ثم تنفس عليه نفسًا فأحرقة كان جوعةُ أفضل. وقال رضي الله عنه: يا يعقوب كن ذأنبا ولا تكن رأسًا فإن الضربة أول ما تقع في الرأس» وإياك ورؤية نفسك على الفقراء والأخوان فمن رأى نفسهُ على الأخوان لا تقال له عثرة ولا يساعده أحدء وانظر إلى النخلة لما رفعت رأسها وأشرفت على الجيران جعل الله ثقل حملها عليها ولو حملت مهما حملت لا يساعدها أحد» وانظر إلى شجرة اليقطين لما اتضعت وألقت خدها على الأرض» كيف جعل ثقل حملها على غيرها ولو حملت مهما الباب السادس في بعض كلماته الشريفة ىا حملت لا تحس بهء وقال رضي الله عنه أفضل العبادات البدنية الصدقة. وقال رضي الله عنهُ: هّن كان سروره بغير الحق فسروره يورث الهموم» ومّن لم يكن في خدمة ربه فهو من السئة في راحة. وقال رضي الله عنهُ: علامة الأنس بالله الوحشة من جميع الخلق إلا الأولياءء فإن الأنس بهم أنس به. وقاك رضي الله عنه مَن توهم أن عمله يوصله إلى مأموله الأعلى فقد ضلّ طريقه. وقال رضي الله عنهُ: قرب قلبك من مجالسة الذاكرين لعله ينتبه من غفلته. وقال رضي الله عنه أقرب الأشياء من المقت رؤية النفس وأحوالها وأعمالهاء وأشد منهٌ طلب العوض على العمل. وقال رضي اللهعنه: أفضل الطاعات مراقبة الحق على دوام الأوقات. وقال رضي الله عنه العبودية الوفاءً بالوعد والحفظ للعهود والرضاءٌ بالموجود والصبر على المفقود. وقال رضي الله عنه: علامة الأنس رفع الحجب بين القلوب وبين علام الغيوب. وقال رضي الله عنه المحبة أغصان تزرع في القلب فتثمر على قدر العقول. وقال رضي الله عنهُ للشيخ الأكبر الدوراقي قدس سره: يا أكبر اعلم أن المداح الذي يمدح بمجلس الفقراء بغير طمع وتوقع دنيا وقصده مجرد وجه الله تعالى» يكون له من الفقر سبعة قراريط”"2» لكن بشرط أن يكون مداحًا بالحقيقة لا مداحًا مجارّاء وحينئذٍ يتصرف في تلك الحصص المذكورة كيف شاءء واعلم أن لهذا الشرط في المعنى شروطا: الأول أن يكون فقيرّاء الثاني أن يكون مؤدبًا - أي لمجمعهم . الثالث أن يكون قوالاً ‏ أي منشدهم الداخل ‏ » الرابع أن يكون نديم مجلس الشيخ؛ الخامس أن يكون صاحب حال ووجدء السادس أن يكون أمين الخزائن السرية» أي أميئًا على الأسرار فلا يكون مبيحًا بالسرء السابع أن يكون شجاعًا أي فداويّاء كي يظفر على عدو الدين إذا وقع بِهِ فيمحوه والمدّاح في عسكر الفقراء كالطبل في عسكر الحرب. فكما أن طبل الحرب يحرك الفرسان على اقتحام نار الهيجاء؛ كذلك المداح يحرك عسكر الفقراء على الاهتمام بالذكر والولوج في حلقهِ ومجالسهء وكما أن الطبل يحصل به للعسكر رونق كذلك صوت المداح يحصل لمجلس ذكر الفقراء بهِ رونق» واعلم يا أخي أنه بقي من أقسام المداح اثنان» لكل واحد منهما نصيب واحد من الفقراء» الأول: مداح ملوث بطمعه في الدنياء وهو الذي يكون مدحه لأجلهاء الثاني: مداح أعطي وظيفة خدمة السفرة أعني السماطء يكون ميلةُ مع بعض الفقراء دون بعض فيعطي من يميل إليه نصيبًا من الآخر من الطعامء واعلم أن لكل فقير كان ملازمًا على ذكر كلمة التوحيد إذا سمع اسم الله تعالى يأتي بها دائمّاء مع تلبسهٍ بالسماع والخشوع ومداومته على الصلوات الخمس في أوقاتها من الأجر )١(‏ قراريط: جمع قيراط وهو معيار في الوزن وفي القياس. كل الباب السادس في بعض كلماته الشريفة المترتب على الفقر ثمائية عشر قيراطًا كاملة من غير زيادة ولا نقص» بل زائدة راجحة ويكون جميع أعماله مقبولة عند سيده غير مردودة مثل ما يقبل الصراف الذهب الخالص الموزون الراجحء فإن الوجد والسماع شمع الطريقة والتوحيد والمعرفة شمع الحقيقة. وإن كل درويش كان مداومًا على تلاومة القرآن والصلاة في أوقاتها وممضيًا أفعالة على قواعد الشريعة المطهرة وكان متصمًا بالسماع والوجد في طريقة الفقراء؛ وسائرًا في جادة الطريق المحمدية ومستكملاً حقيقة التوحيد للذات العلية» يجوز لهُ أن يقرأ القرآن بغير العربية للعجز عنهاء كما هو مذهب الإمام الأعظمء فيجوز له أن يقرأ الفاتحة بالفارسية أو غيرها والشريعة من باب الظاهر ولذلك يكون في المسألة الواحدة أقوال عديدة كل منها يحمل الدليل على حسب ما ظهر لهُ؛ ونحن معشر الفقراء بابنا باب الباطن فلا نحكم بالظاهر إلا إذا وافق الباطن الظاهر لأن الله تعالى لا ينظر إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم ونياتكم. ونقل عن السيد الكبير رضي الله تعالى عنة أنهُ قال لمريديه وفقرائه يا إخواني اتبعوني واسمعوا نصائحي ترشدوا وهي: كونوا مواظبين على الصلاة المفروضة؛ وابعدوا عن الحرام؛ وراعوا الآداب على مقتضى آداب الخالق الرب» وامشوا على منهج الحق والطريق المستقيم» وتقيدوا بخدمة الفقراء إخوانكم والضيوف والغرباء والمساكين وعليكم بالآذان حسبةٌ فإن للمؤذنين درجةٌ عالية عند الله والمؤذنون أطول أعناقًا يوم القيامة» وقال رضي الله عنهُ: الزهد أول قدم القاصدين إلى الله تعالى فمن لم يحكم أساسه فيه لم يصح لهُ شيء مما بعده من المقامات». وقال رضي الله عنهُ: بلغت إلى مقام إن عصيت قلبي عصيت اللهء وقال رضي الله عنة: من كان سروره بغير الحق فسروره يورث الهموم ومن لم يكن في خدمة ربهِ فهو مِن أنسه في وحشةء وقال رضي الله عنهُ: قرب قلبك من مجالسة الذاكرين لعلهُ ينتبه من غفلتهء وقال رضي الله عنه أقرب الأشياء من المقت رؤية النفس وأحوالها وأعمالها وأشد منه طلب العوض على العمل؛ وقال رضي الله عنة: أفضل الطاعات مراقبة الحق على دوام الأوقات» وقال رضي الله عنهُ: المحبة أغصان تزرع في القلب فتثمر على قدر العقول» وقال رضي الله عنه: إذا كانت نفسك غير ناظرة لقلبها فأدبها بمجالسة الحكماء من أهل خاصتهء وقال رضي الله عنة: من لم يحسن رعاية نفسه أسرع إلى الهلاك»: والخاسر الشقي المطرود المحروم؛ من أبدى للناس أحسن أعمالهِ وبارز بالقبيح من هو أقرب إليهِ من حبل الوريد» وقال رضي الله عنة: كل مَن ادعى ولم يقم الفقير من عنده غنيًا والغني فقيرًا فليس على شيء» وقال رضي الله عنة: لا تزن الخلق بميزانك وزن نفسك بميزان المؤمنين لتعلم فضلهم وإفلاسك؛. وقال رضي الله عنهُ: مَن ظن بأحد فتنةٌ فهو المفتونء وقال رضي الله عنهُ: استحسان الكون على الباب السادس في بعض كلماته الشريفة 1 العموم دليلٌ على صحة المحبة واستحسانه على الخصوص يورث الظلمة» وقال رضي الله عنة: إذا تمكنت الأنوار في السر نطقت الجوارح بالبرء وقال رضي الله عنه أف لأشغال الدنيا إذا أقبلت وأف لحرارتها إذا أدبرت» والعاقل لا يركن إلى شيء إذا أقبل كان شغلاً وإذا أدبر كان حسرةء وقال رضي الله عنهُ: الدعوى رعونة لا يحتمل القلب إمساكها فيلقيها إلى اللسان فينطق بها لسان الأحمق وقال رضي الله عنهُ: عجبت لمن له طريق إلى ربه كيف يعيش مع غيره» وهو يقول: أنيبوا إلى ربكم؛ وقال رضي الله عنهُ: جليت الأرواح فهي تعلو أبدًا إلى محل الفرح وخلقت الأجساد من الأكماد فلا تزال ترجع إلى كمدها من طلب هذه الغاية والاهتمام بها ولهاء وقال رضي الله عنهُ: مَن قال: الله أكبر وفي قلبه شيء أكبر منة فقد كذب نفسه على لسانهء وقال رضي الله عنهُ: كن شريف الكلمة فإن الهمم تبلغ بالرجل مقام القرب والنجوى» وقال رضي الله عنهُ: لا يحصل لعبد مقام الصفاء حتى لا يبقى في قلبه خبث ولا بغض لمؤمن» وهناك يأنس به الطير والوحش ولا يفر منة؛ وقال رضي الله عنهُ: ظلمة الطبع تمنع أنوار المشاهدة . وقال رضي الله عنهُ: كم من مسرور سروره أبلاه» وكم من مغموم غمهُ نجاه وقال رضي الله عنهٌ: من أراد أن يعرف قدر معرفته بالله فلينظر قدر فيبتهِ عنده وفي خدمتهء وقال رضي الله عنه: من قدر على إسقاط جاهه عند الخلق سهل عليه الإعراض عن الدنيا وأهلهاء وقال رضي الله عنهُ: مّن أظهم محاسنه لمن لا يملك ضره ولا نفعة فقد أظهر جهلةء وقال رضي الله عنة: من ذل في نفسه رفع الله قدره ومّن عز فيها أذله الله في أعين عباده» وقال رضي الله عنهُ: لا شيء أضر بالمريد من مسامحته لنفسه في ركوب الرخص وقبول التأويلات» وقال رضي الله عنهُ: قربك منة بلزوم الموافقات وقربه منك بدوام التوفيق» وقال رضي الله عنة: الرجاء ارتياح القلب لرؤية كرم المرجوء والزهد سلو القلب عن الأسباب ونفض الأيدي من الآمالء وحقيقة التبري من الدنيا وجود الراحة فى الخروج منهاء والقناعة الاكتفاء بالبلغة وحقيقتها ترك التشوق إلى المفقود والاستغناء بالموجود؛ وقال رضي الله عنة: القلب هو محل الأنوار ومورد الفوائد من الجئان وبه يصح الاعتبار جعلةٌ الله أميرًا فقال: إن في ذلك لذكرى لمن كان لهُ قلب ثم جعلة أسيرًا فقال: إن الله يحول بين المرء وقلبه؛ وقال رضي الله عنهٌ: الدنيا ما دنا من القلب وشغلة عن الحق؛ وقال: ها حياة القلب إلا فى إماتة النفسء وقال رضى الله عنهة: الاستهانة بالأولياء من قلة المعرفة بالله. وقال عن الله عنهُ إذا أوصلك إلى مقام ومنعك حرمة أهله والالتذاذ بما أوصلك إليه فأنت مغرورء وقال رضي الله عنهُ: ما استصغرت أحدًا إلا وجدت نقصًا في ديني ومعرفتي»: وقال رضي الله عنهة: رأس مالك قليك ووقتك وقد ل الباب السادس في بعض كلماته الشريفة شغلت قلبك بهواجس الظنون وضيعت وقتك بما لا يعنيك فمتى يربح من ضيع رأس مالهء وقال رضي الله عنه : الطريق إلى الله صعب إلا على مُن دخله بوجد صادق غالب وبشوق مزعج فيهون عليه حمل الأثقال وركوب الأهوال؛: وقال رضي الله عنهُ: الشهوة أغلب سلطان على النفس فلا مزيل لها إلا خوف مزعج أو شوق مقلقء. وقال رضي الله عنهُ: ثمرة التوحيد اليقين فمن صفا توحيده صفا يقينه» وقال رضي الله عنة: من أسكن نفسه شيئًا من محبة الدنيا فقد قتلها بسيف الطمعء وقال رضي الله عنهُ: مَن جد وجد وبالاعتقاد يحصل علم الحقيقة وبالاجتهاد يتفق سلوك الطريقة. وكان رضي الله عنه إذا تحدث بحديث غريب لم يسمع من غيره يقول: أي فقراء اسمعوا مني وحدثوا ما على المستمع من درك إنما الدرك على من يقول ثم يقول: ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد» [قَ: ]١8‏ وقال رضي الله عنه: أي فقراء قدرته باهرة وأموره عجيبة لهُ سبحانة من مصنوعاته ومخلوقاته في السماء الرابعة بحر رمل يجري مثل جريان الريح العاصف بقدرة من خلق السملوات والأرضء لا يعلم طوله وعرضة إلا الله تعالى ولا يدري من أين يجيء وإلى أين يمشي إلا الله تعالى بكل ذرة منها دنيًا مثل دنياكم هذهء وما من ساعة تمضي في الليل والنهار إلا ولله تعالى فيها قيامة تقوم على قوم وميزان ينصب وصراط يمد وقوم يدخلون الجنة وقوم يدخلون النار» غير هذه التي ذكرت لنا وغير هذه الجنان الموعودة لنا إن شاء الله تعالى. وقال رضي الله عنة: السفر يمزق الأديان» وقال رضي الله عنهُ: عوّدوا ألسنتكم الخيرء وقال رضي الله عنهُ: من صبر قدرء. وقال رضي الله عنة: خيائة الشريك تذهب اليركة» وقال رضي الله عنهُ: المؤمن كلهُ رحمة أين كان» وقال رضي الله عنه: إمساك الموجود سر مشكل بالمعبود» وقال رضي الله عنة: الأدب سنة الفقراء وزين الأغنياء» وقال رضي الله عنة: الأنس بالخلق انقطاع عن الحق» وقال رضي الله عنهُ: خير الناس مّن ينفع الناس» وقال رضي الله عنه: كلوا الحلال كلوا متحزنين وابكواء وقال رضي الله عنهُ: من لج وجدَّ ولج ووجده. وقال رضي الله عنهُ: خدمة الفقير تزيد في صحة اليقين» وقال رضي الله عن: طريق الحق لا يدرك إلا بالصبرء وقال رضي الله عنه: قدوة الباري تتجاوز مفهوم العقول. وقال رضي الله عنه: ليست النائحة الثكلى مثل النائحة المستأجرة» وقال رضي الله عنهُ: ما أحب أن يعرف إلا شقي: وقال رضي الله عنهُ: مَن اعتز بغير الله ذل» وقال رضي ألله عنة : مَن تزوج لله كفى ووقى» وقال رضي الله عنة: من حرم اليقين حرم درجة المتقين» وقال رضي الله عنه: أكل الجماعة بركة وتنزل فيه الرحمةء وقال رضي الله عنة: الجار إلى أربعين بينًا من كل جاتب» وقال رضي الله عنة: الأمر أعظم مما يظنون وأصعب مما يتوهمون؛ وقال رضي الله عنة: سموا أولادكم الباب السادس في بعض كلماته الشريفة 15 بأحمد ومحمد وعبد الله وعبد الرحملن» وقال رضي الله عنه: مَن أهان نفسه لله أعزه الله بالتقوى» وقال رضي الله عنهُ: من حقر فقيرًا لفقره وفاقته حقره الله؛ وقال رضي الله عنةُ: مَن عرف الله حق معرفته قطعة إلِيهِ بكليتهء وقال رضي الله عنُ: من لم ينتفع بأفعالي كيف يتتفع بأقوالي» وقال رضي الله عنهُ: إذا رأيت يتيمًا يبكي تقلقل كل عضو مني» وقال رضي الله عنهُ: تدبروا القرآن المجيد فقد دلّكم على الأمر السديد» وقال رضي الله عنه: العاقل لا يشكو لا إلى قاض ولا إلى سلطان» وقال رضي الله عنة: إن نازعني أحد تركت منازعتة ومزاحمتة؛ وقال رضي الله عنة: ليس من التصوف أحبوني ولا أكرموني ولا زودوني» وقال رضي الله عنهُ: ما وقف على باب أحد من أهل الدنيا كامل المعرفة» وقال رضي الله عنه: ما ثبت عن فقير أخذ مال الفقراء» وقال رضي الله عنه: من عصى الله أطمع الله فيه الخلق» وقال رضي الله عنه: الوقت سيف إن قطعتة وإلا قطعك والسعيد لا يهمل وقتهُء وقال رضي الله عنة: الإيمان والإسلام أن تنصف من نفسك وتؤدي الحق الذي عليك؛ وقال رضي الله عنهُ: كل أخ لا ينفع في الدنيا لا ينفع في الآخرةء وقال رضي الله عنه: ما أمرت بأمر دون ما فعلتهُ فلا حجة لكم علىّ؛ وقال رضي الله عنة: من آذى فقيرًا أو مسكيئًا لفقره ومسكنته فقد حارب الله تعالى» وقال رضي الله عنهُ: وددت أن يكون في أم عبيدة حلقة للقرآن وحلقة للفقه؛ وقال رضي الله عنهُ: لا يجوز على الصراط من في ذمته من الصداق قيراطء وقال رضي الله عنه: لا يعرف قدر نعمة الله إلا عبد أيد بالتوفيق» وقال رضي الله عنهُ: لا يكون الرجل رجلا حتى يظهر أثر بركته من بعده» وقال رضي الله عنهُ: إذا تعلم أحدكم شيئًا من الخير فليعلمة الناس يثمر لكم الخير» وقال رضي الله عنة: اقرأ القرآن بخوف ووجل ومهابة وذلة فرب قارىء القرآن والقرآن يلعنهُء وقال رضي الله عنهُ: أقرب الطرق إلى الله تعالى التعظيم لأمر الله والشفقة على خلق اللهء وقال رضي الله عنهُ: السماع عبادة عن قلب ورب فمن وجد ذلك وجد السماع» وقال رضي الله عنة: الصوم صون الجوارح وصون القلب عن كل مناف للحقء وقال رضي الله عنه: طريقتنا هذه مبنية على ثلاث: لا نسأل ولا ندخر ولا نردء وقال رضي الله عنهُ علامة الفقير الصادق جمع الهم والطرف وحضور القلب وسكون الجوارح» وقال رضي الله عنهُ: قلة الطعام وقلة الكلام وقلة المنام تورث الدخول إلى دار السلام؛ وقال رضي الله عنهُ: ولدي صالح إذا لم يعمل بعملي فليس مني ولا أنا منه. وقال رضي الله عنة: المقبل من لا يتعب شيخة فيه ولا يكون شيخة يفتخر به بين القومء وقال رضي الله عنهُ: مَن أتم الرجال قبولاً وحالاً من إذا رفع القصة جاء الجواب» وقال رضي الله عنه: من لم يرفع قضيتة إلى الله عر وجل عجز وضلّ عن فين الباب السادس في بعض كلماته الشريفة الطريق: وقال رضي الله عنهُ: هلاك الرجل نفسهُ وخلاصة خروجة عنهاء فمن ملكتة ذل ومّن ملكها سادء وقال رضي الله عنةُ: إذا أراد الله بعبدٍ خيرًا بغض عليه الدنيا وأهلها وحبب إليهِ الآخرة وأهلهاء وقال رضي الله عنهُ: إذا رضي ربي فقد هانت علي مصائبي»: وإن أبعدني فقد عظمت علي نوائبي» وقال رضي الله عنة: مَن فقد الميزان وأمن يخشى عليه أن يترك جماله» وقال رضي الله عنة: أقدر أن أرضي كل عدو لي إلا حاسد نعمة الله فإنهُ لا يرضى إلا بزوالهاء وقال رضي الله عنه: التوبة أن لا يرجع إلى الذنب كما لا يرجع اللبن إلى الضرع؛ وقال رضي الله عنهُ: الخوف سوط الله يقوّم به نفسًا تعوّدت سوة الأدب»: وأفضل العمل ما قارنة العلم؛ وقال رضي الله عنهٌ الشيخ في قومه كالنبي في أمته والشيخ سلم الفقير يصل به إلى معالي الأمورء وقال رضي الله عنة: الفقراكُ في حبل الله من تمسك بهم نجا وسلم وفاز وغنم» ومن تركهم هلك وندمء وقال رضي الله عنة: القرآن مأدية الله قمن لم يتأدب به فليس له أدب ولا لمرض قلبه دواءء» وقال رضى الله عنة: إن الحق سبحانة وتعالى يغار للولى فيقبل على المحسن إليه وينظر إليهِ فيرحمة» وينظر إلى المسيء إليهِ فيعاقبٌ» وقال رضي الله عنة: إن السماع عبارة عن وجدان القلب مع الله تعالى وذلك بغية الأنبياء ومنية الأولياء؛ وقال رضي الله عنه: تعلموا خلال التصوف تعليمًا وأكرهوا النفس عليها فإن هداة الحق في هذا الزمان كُلْتَء وقال رضي الله عنهُ: غالب ما سلط الله بِهِ على العراق الأذى منع الزكاة وقلة نظر بعضهم بالإحسان إلى بعضء» وقال رضي الله عنهُ: لا ينصح إلا مَن يتوسم فيه مخايل القبول فالنصيحة إذا لم تقبل صارت فضيحة؛» وقال رضي الله عنة: إذا ديست الحبة ولم تحترم شكت إلى الله تعالى فيكون من ذلك ما يغلو به السعرء وقال رضي الله عنهُ: دارت رحى الإرادات على ثلاث الثقة بوعد الله والفراغ لأمر الله ودوام قرب باب الله وقال رضي الله عنهُ: من الخشية تكون المحاسبة ومن المحاسبة تكون المراقبة ومن المراقبة يكون الشغل ومن الشغل يكون دوام الشغل باللهء وقال رضي الله عنه: مَن حصل لهُ ذرة من الولاية فهو من الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنونء وقال رضي الله عنة: لا تعتبروا الإسلام إلا بالإنصاف في المعاملة والبيع والشراء والأخذ والعطاءء فمتى أنصف المرءٌ فهو مسلمء وقال رضي الله عنة: الناس بخير ما حجوا البيت وما شدت الرحال إلى النبي يِه وقال رضي الله عنه: مَن جد وجد ومن اجتهد ولج ولج ومّن ولج دخل المنزل وحصل له ما يريدء» وقال رضي الله عنه: من نظر إلى امرأة أجنبية ليست لهُ محرمًا ليس له عند الله عذر وقد تجرّأ على الله تعالى: وقال رضي الله عنهُ: إذا كان لكم حاجة ولم تقدروا إلى الوصول إلى أم عبيدة فتوجهوا نحوها لله تعالى ثلاث خطوات واسألوا حاجتكم. الباب السادس في بعض كلماته الشريفة ا الاح ل ل وعد جوري ا اا د وغضب لهُ نصره من غير عشيرة وأهل» أمور الدنيا تنقضي بقليل وكثير وأمور الآخرة ليس منها بد ولا عنها غنىء» والاشتغال بغير أمور الآخرة اوه وقال رضي الله عنة: إن ذرية الأولياء منظور إليها بعين الرحمة في الغالب وذرية الظالمين منظور إليها بعين السخط في الغالب» وقال رضي الله عنهُ: ما سعد من سعد باجتهادٍ ولا شقي من شقي باقتصادٍ جف القلم بما كان والأعمال بخواتيمها والله المعطي» وقال رضي الله عنة: ما من ليلة إلا وينزل من السماء إلى الأرضس نثار لا يحصل لهُ من إلا من كان مستيقظاء وقال رضي الله عنة : مَن اشتغل بالعلم كان له معنا سهمان: سهم العلم وسهم الفقر ولو انقطع عن المجيء إلينا باللاشتغال فيهوء وقال رضي الله عنة: العاقل يقدم بين يدي كل عمل يعملة لم ولمن فإن كان لله أمضاه وإن كان لغيره تركه وأبقاه؛ وقال رضي الله عنهٌ: انقبض عن أهل النقائص وأهل الفضول وكل من ترى الزيادة بفضلهِ فاصحبه ومّن ترى النقيصة بصحبته فلا تصحبة» وقال رضي الله عنةُ: من زار مكة والصالحين ولم يكن عليه آثار الزيارة في دينه دل على عدم قبولهاء وقال رضي الله عنة: لا تصحب مع الله إلابالموافقة لا مع الخلق إلا بالمناصحة ولا مع النفس إلا بالمحاربة وقال رضي الله عنة: حشرت مع قارون وفرعون إن خطر في سري أني متقدم على هذا الجمع إلا أن تكرم الله علي وجعلني واحدًا منهم؛ وقال رضي الله عنة: إذا قرأ القارىءٌ آية الغيبة واغتاب وآية الزور وشهد بالزور وآية الكذب وكذب وقد عرف التهديد والأمر والنهي لعنتة الآيات وجميع الملائكة المتقربين» وقال رضي الله عنهُ: ما لي مسرة إلا بالخلوة والوحدة فيا ليتني لم أعرف أحذا ولم يعرفني أحد حتى أود أن أشد في عنقي حبلاً واختئق تنق لعلي أسلمء وقال رضي الله عنه: مَن نسى آية من القرآن جاءً يوم القيامة مجذومًا مقطوع الحيلة وليس له وسيلة إلى الله تعالى ولا شافع إلا أن يتوب ويرجع إلى حفظهاء وقال رضي الله عنهُ: ما نظر إلى الخلق ووقف معهم في العادات إلا مَن سقط من عين الله ومن خرج عنهم متوجهًا إلى الله تعالى» يلقاه الله بعفوه وغفرانه وإحسانهء وقال رضي الله عنهُ: واحجلتاه بين يدي الله تعالى إذا جئت مقصرًا وقد سبقني أصحاب الأعمال المرضيات وقربوا من إلله السملوات» فماذا يكون عذري عند مَن لا يخفى عليه خافية عالم السرّ والعلانية؛ وقال رضي الله عنه: إذا آنا الله أن يتخذ وليّا أنعم الله عليه بأربعة بالكفاية والحماية والرعاية والهداية فإذا تحققت لهُ هذه الأربعة أكرم بأربعة: يقرأ ما على الجباه ويصافح الملائكة ويصافحونهُ ويكلم الموتى ويكلمونة ويدخل القبور فيعرف المنعم من المعذب» وقال رضي الله عنهُ: إذا طبعت مرأة بصيرة القلب بتراكم صدأ الغفلة عن الرب توارت وجوه الحقائق عن بواطن الأفهام؛ وامتنع عنها نفاذ نور الإلهام فأظلم وجه البيان بتصاعد فل الباب السادس في بعض كلماته الشريقة أبخرة الخيالات وغمامات الأوهام ما يغنيى الشمس عن المكفوف مع كمال إشراقها وما لهُ عيون تقبل منها نورها وبرهانهاء وما يجدي فرط الإشراق مع ضعف الأحداق نحن في موقف إشراق شمس القدرة وعيون أفهامنا ضعيفة وبغمامات الغفلة محتجبة فما لنا عيون تصلح لرؤية ذلك الجمال ولا قلوب تحمل مهابة تلك العظمة وعزة ذلك الجلال» كلنا تجري بنا سبل الفناء وتقذفنا في أغوار غايتنا المغيبة عنا المحجوبة دوئنا كلنا تجري بنا سفن المنايا برياح حرصنا وشراع أطماعنا في بحار آمالنا وتقذفنا في لجج آجالنا وهمومنا موكلة بقضاء مهماتنا عن جاعل أمورنا وأيدي الحوادث تتلاعب بئا وهواتف الفناء تزعجناء شعر: الناس في غفلاتهم ورحى المنية تطحنٌ مادون دائرةالرحى حصن لمن يتحصنٌ وكل يوم ينادي ملك الموت من بين أيدينا ومن خلفنا: أينما تكونوا يدرككم الموت وظلمات أجداثنا تنتظر ولوج أجسادناء ونحن غرقى في غمرة غفلتنا وسكرة شهواتناء فيا أيها العاقل إلى متى تصرف نفسك عن طريق النجاة إلى سبيل المعاطب والمهلكات وتصرفها عن فسحة الطاعات إلى مضايق المخالفات وتعرضها لما بين يديهاء وتسقيها من كؤوس الخطيئات وأدناس السيئات وتوردها موارد الفتن والآفات. وقال رضي الله عنه: لما أراد الله سبحانة وتعالى وله الإرادة والتدبير أن يخلق عرشة العظيم خلقى ألف ألف صف من الملائكة المقربين ما بين كل صف كما بين المشرق والمغرب؛ وما لرؤوسهم منتهى ولا لأرجلهم مستقرء ثم قال لهم كالمعاتب لا كالمستشير: يا ملائكتي أريد أن أخلق عرشًا عظيمًا وأكونة تكويئًا كما أشاء لا على الأرض ولا على السماءء أبتدعة ابتداعًا وأجعل إشارة خلقي كلهم نحوه إليّ ومنتهى حوائجهم لديٌ. فإذا خلقتهُ وسويتة ودحيتة كونوا إليّ طائعين ولما آمركم به خاضعين ممتثلين؛: فخروا لهُ ساجدين ولهيبته خائفين» وقالوا: يا إللهنا ومولانا من ذا الذي يعارضك في ملكك وأنت على كل شيء قدير. فهناك حمل عرش ربنا حملة عظمة العرش بغير يد ولا بطشء لهُ قوائم بعدد نجوم السماء والنجم الواحد تكل عن وصفهِ ألسن الوصاف فكيف تحصى وتوصف نجوم السملوات ومقدار كل قائمة من القوائم بقدر استدارة الدنيا طولاً وعرضًا ثمانين ألف مرة» ولهُ أربعة أركات كل ركن منها بقدر السماء واستدارة الدنيا طولاً وعرضًا أربعة وثمانين ألف مرة» ثم خلق جل جلالة طائفتين من الملائكة طائفة من نور على نجب من نورء وطائفة من ريح على نجب من ريح وأمر إحدى الطائفتين أن تصعد الأعلى وأمر الطائفة الأخرى أن تقطع الباب السادس في يعض كلماته الشريفة يل الركن عرضًا فمنذ خلق الله السملوات والأرض والعرض إلى أن ينفخ في الصور لا هؤلاء إلى ذروتهٍ وصلوا ولا هؤلاء الركن قطعواء خطفة أحدهم أعظم من البرق المار من المغرب إلى المشرق فلا من فوقه يعلم ما تحتهُ ولا من تحته يعلم ما فوقُ» وإنما نصف من ذلك ما ذكره أهل العلم التام من الرواة الأعلامء قالوا: ليس خلق العرش متصلاً بالكرسي ولا خلق الكرسي متصلاً بالعرش» ولكن الأنوار متواصلة بالأنوار تليها مشيئة الجبارء ثم قالوا: إن خلق العرش بالنسبة لخلق الكرسي كمثل حلقة ملقاة في أرض فلاة إلا أن أكثر القلوب منكرة لعجائب قدرتهٍ تعالى لحجابها عنة سبحانة وتعالى. وقال رضي الله عن: اعلموا وافهموا أن العاقل متيقظ محزون وأن الجاهل غافل مفتونء فتنبه أيها الغفول وتيقظ أيها الجهول وانتبه من سنة الغفلة الغائلة والمصيبة الهائلة» ولا يغرنك سلامتك القصيرة بإتلاف نفسك ومهجتك الحقيرة» وقم في ظلام الليل مبتهلاً إلى مولاك وابسط أناملك بصدق عملك ودعائك واسأل الملك الجبار ليغفر لك الذنوب والأوزار» وامسح من جفونك مدامع الندم وتضرع تضرع الخدم فعسى أنك من سكرك تفيق وترجع بعد حجرك إلى الطريق» وانظر بعين اليقظة وتأمل شأنك في كل لحظة؛ وأبصر بعين قلبك يا مسكين وأصلح رشدك بصحة اليقين؛ هل كان لهذه الدنيا الغدارة صديق إلا صرعتة؟ وصاحب إلا فجعتة؟ أو أعطت أحذًا إلا أخذت منه أضعاف ما أعطتة؟ أو أفرحت أحدًا بفرحة إلا أعقبتهُ نوحة؟ فهذه طريق الجنة لائحة لطالبها ومحجة الحق واضحة لراكبها ولكنها عن أعين هذا الخلق محجوبة مستورة» فإذا ماتوا كشف لهم الحجاب وشاهدوا ما قدموا مسطورًا في كتاب. وقال رضي الله عنة: إن العاقل يتفكر في فناء العمر ووقوع الأجل وما بين يديه من الأموال» ويتحفظ من الزلل ويبادر لتجويد العمل أجل» ويتبغي لهُ التأهب إلى الموت واللقاء وإن الواجب عليه الاستعداد لهذا الأمر المهم والخطب الملمء فيا لها من صرعة ما أعظمها وفجعة ما أصعبهاء تتجدد عندها الحسرات على التفريط في أيام الغفلات والبطالات يستنبط فيها عن الأعمال وتقع فيها الرجال» وتصير السئين شهورًا والشهور أيامًا والأيام ساعات والساعات أنفاسًا والأنفاس معدودة كل نفس بما عمل فيه إن كان خيرًا فخير وإن كان وا فين وقال رضي الله عنة: إن رياح الحوادث تجري على صحراء الوجود وتلفح نساثم مكارهها وجه كل موجودء ألا وإن البطل الأبي من قمع رأس الحرص ونكس عنق الأمل بقوة اليقين والتوكل وهشم وجه الطمع بيد العفة والورعء فنجا من الشح المطاع تمن الباب السادس في بعض كلماته الشريفة والهوى المتبعء وكان رضي الله عنهُ يدعو بهذا الدعاء: اللهم سلم سفارة الهمم وسيارة الفظن في طلب مكاسب الحكمء وأعن مطايا العزائم على سلوك سبيل المكارم» واحمها من قواطع الأوصاف الذمائم واصرف عنها ما يفتر سيرها ويمنع خيرها وميرها من لؤم نفس ولومة لائم برحمتك يا أرحم الراحمين. وكان رضي الله عنهُ يقول: من بركة السحور أن المتسحر يذكر الله تعالى ويسبحةٌ وربما أسبغ الوضوء وصلى ركعتين واستغفر الله تعالى وصلى على نبيهِ محمد يد ويرغب أصحاية في قيام الليل والتهجد فيه وفيى شهر رمضان خصوضاء ويقول لهم: تفرغوا لشهر رمضان وقيام ليلو عسى أنكم تظفروا بليلة القدرء وكان رضي الله عنهُ يشد مئزر الحزم خصوصًا في العشر الآخر منه ويذكر حديث عائشة رضي الله عنها أنها قالت: يا رسول الله إذا أنا رأيت ليلة القدر ما أسأل؟ فقال لها: «قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني:"', ويقول رضي الله عنة: قال سيدي الشيخ منصور قدس الله سره: ليلة القدر ليلة عظيمة ما يراها إلا أصحاب القبول والعناية» وكان رضي الله عنهُ يقول: الأشهر الحرم اليوم العاشر من كل شهر منها عظيمء» فاليوم العاشر من ذي الحجة يوم النحر واليوم العاشر من محرم يوم عاشوراء واليوم العاشر من رجب يمحو الله ما يشاء ويثبت فيه ما يشاءء واليوم العاشر من ذي القعدة أفضل ما عبد الله تعالى فيه وفيه يستجاب الدعاء فتبتلوا لهذه الأيام المعدودة والأشهر المعلومة» وواظبوا على كثرة الاجتهاد وصلوا فيها أرحامكم وإخوانكم وإياكم من الغفلة عن الطاعة فإن الله تعالى لا يقبل عملاً من قلب غافل. وقال رضي الله عنهُ لسبطه سيدي إبراهيم الأعزب قدس سره: أي إبراهيم أوصيك بوصية إن أنت حفظتها وعملت بها حفظك الله تعالى في الدنيا والآخرة وأبرأك من الرياء والنفاق وعشت حميذًا رشيدًا مهيبًا وحشرت مع الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام» فقال له: أي سيدي أوصني بما تشاء تجدني مستمعًا مطيعًاء فقال لَه: أي إبراهيم أحب الفقراء وأكرمهم واخدمهم وانهض لهم واخفض لهم جناحك وأظهر لهم سماحك واغتنمهم واغتئم أدعيتهم واتخذ عندهم اليد فإن لهم غدًا عند الله تعالى دولة وشفاعة كشفاعة الأثبياء؛ قال رسول الله يٍِ لأبي ذر: ”يا أبار ذر لكل شيء مفتاح ومفتاح الجنة حب الفقراء والمساكين والدنو منهم وهم جلساء الله يوم القيامة» يا أبا ذر الفقراهُ ضحكهم عبادة ومزاحهم تسبيح ونومهم صدقة وينظر الله إليهم في كل يوم ثلاث مرات»» ثم قال لهُ: أي إبراهيم عش فقيرًا ومت فقيرًا فقد قال رسول الله يقةٍ لبلال: هيا )١(‏ سيق تخريجه. الاب السادس في بعض كلماته الشريفة 1 بلال عش فقيرًا ولا تعش غنيّاه!'؟ فقال بلال: ومن لي بذاك ولا النارء ثم قال: أي إبراهيم لا تحقر الفقراء ولا تزدر بهم فإن الفقر شين عند الناس وزين عند الله أي إبراهيم تزيٌ بزي الفقراء وكن منهم وتشبه بهم فقد قال رسول الله كَقِْ: امن تشبه بقوم فهو منهم ومن أحب قومًا حشر معهمل”" أي إبراهيم اخدم الفقراء وقف على رؤوسهم بانشراح صدر وفرح وسرورء وتلذذ بخدمتهم وابذل جهدك برضاهم» فقد قال رسول الله يِهِ: «الخادم في أمان الله ما دام في -خدمة أخيه المؤمن وللخادم في الخدمة أجر الصيام بالنهار والقيام بالليل» وكخادم المجاهدين في سبيل الله وكخادم الحاج وكخادم المرابطين في سبيل الله وكأجر كل بر في الأرضء» وطوبى للخادم يوم القيامة ليس على الخادم حساب ولا عذاب وللخادم شفاعة في مثل ربيعة ومضرةء فقالوا يا رسول الله: وإن كان فاجرًا؟ فقال: «خادم السوء أفضل عند الله من سبعين عابدًا مجتهدّاء ومن معلم محتسبء وللخادم مثل أجل من يخدمهم. ثم قال: أي إبراهيم لا تتواضع للأغنياء ولأبئاء الدنيا ولا تنهض لهم ولا تقرب أبوابهم وإن دعوكء أي إبراهيم أبناء الدنيا إن أكرمتهم أهانوك وإن أحببتهم أبغضوك وإن مازحتهم لا يهابونك وإن غبت عنهم اغتابوك؛ وفي كل أحوالهم يعيبونك لأنهم لم يروا حبك لهم والسلام عليهم والتردد إلى أبوابهم والترحب بهم إلا لاجل دنياهم وأنك محتاج إلى عزهم» فأعِرّ نفسك عن صحبتهم وخدمتهم» فقد نهى رسول الله كَقِْةِ عن القرب منهم والتواضع لهم فقال كَكِهِ: «لعن الله من أكرم الغني لغناه وأهان الفقير لفقره ومّن فعل ذلك فقد سمي في السمئوات عدو الله وعدو الأنبياء لا يستجاب لهُ دعوة ولا تقضى له حاجة ومن تواضع لغني لأجل غناه أكبه الله في النار على وجهه». ثم قال: أي إبراهيم إذا خدمت الغني زدتة تكبرًا وتجبرًا ونقصت من عين الله؛ وإذا خدمت الفقير جبرت قلبة وزدت في رغبته وعظمت عند الله تعالى وخدمتك الملائكة واستغفرت لك» ثم قال: أي إبراهيم احفظ وصيتي لك ووصٌ بها إخوانك الفقراء والمحبين والمريدين الراغبين» ثم قال رضي الله عنهُ للسيد إبراهيم وأبيه السيد علي رضي الله عنهما: اشكرا الله تعالى على نعمته واصبرا على البلاء ونوازله ولا تأمنا عقوبة الله تعالى ومكره ولا تقنطا من رحمة الله. واعلما أن ما أصابكما لم يكن ليخطئكما وما أخطأكما لم يكن ليصيبكماء ولا تلتمسا رضاء مخلوق بسخط الخالق ولا تؤثرا الدنيا على الآخرة ولا تبخلا على )١(‏ أخرجه المنذري في الترغيب والترهيب عن بلال (01/7) باب الترغيب في الإنفاق في وجوه الخير» حديث رقم : 0 (؟) سبق تخريجه قريبًا. ا الباب السادس في بعض كلماته الشريفة الإخوان بما في أيديكما وانظرا في أمر دينكما إلى من فوفكما وفي أمر دنياكما إلى مَن هو دونكماء ولا تخالطا أهل الكبر ولا تقربا السلطان ودعاة الباطل وأهلة: ولا تغضبا لأنفسكما إذا شتمتا وأدبا الأهل والولد وعلّماهما الرشد والعلم والخيرء ولا تلعتا أحدا من خلق الله تعالى ولا تحلفا بالله كذبًا ولا تشهدا بالزور لأجل قريب أو بعيد ولا تعملا بالهوى ولا تلعبا مع اللاعبين ولا تلهيا مع اللاهين» ولا تقولا للقصير أي قصير ولا للطويل أي طويل تريدان بهِ عيبه» ولا تمشيا بالنميمة بين الإخوان وأكثرا التهليل والتكبير وقراءة القرآن على كل حال؛ ولا تدعا الجمعة والعيدينء: وانظرا فيما لا يرضيكما أن يقال بهِ أو يصنع به ثم تسنداه إلى غيركماء ثم قال: هذه وصية رسول الله يبِ إلى سلمان وهي الآن وصيتي إليكما أطالبكما بها بين يدي الله تعالى. وخرج السيد أحمد الرفاعي رضي الله عنهُ في بعض البساتين ليتوضأ فنظر إلى نخلة والتمر معلق برأسها وكان معه الشيخ يعقوب بن كراز أكرمة الله بالإكرام والإعزاز فقال لهُ: يا يعقوب انظر إلى هذه النخلة حيث رفعت رأسها جعل الله ثقلها عليها ولو حملت مهما حملت» وأصل اليقطين حيث وضع نفسة وألقى خده على الأرض حمل ثقلهُ غيره ولو حمل مهما حمل» وقال رضي الله عنهُ للسيد إبراهيم الأعزب قدس الله سره: أي إبراهيم من تمشيخ لك فتتلمذ لهُ؛ ومن مد لك يده فقبلهاء ومّن تقدم عليك فقدمة وكن آخر شعرةٍ بالذنب» فإن الضرب لا يقع إلا على الرأس» وكان رضي الله عنة إذا رأى أحدًا من الفقراء لبس ثوب صوف يقول لهُ: أي ولدي أبصر بزي من تزييت وإلى من انتميت» قد لبست لبسة الأنبياء وتحليت بحلية الأتقياء هذا زي العارفين فاسلك به سلوك المقربين؛ وقال رضي الله عنة يومًا للفقراء: أي سادة أعينوني على أنفسكم بخمس خصال: أولها: سنة رسول الله يَلِدِ وصفتة كما قال لعائشة رضي الله عنها: «يا عائشة إن سرك اللحوق بي فإياك ومجاورة الموتى ومجالستهم ولا تصنعي ثوبًا حتى ترقعيه» الثانية: موافقة السلف على كل حالهمء الثالثة: لباس ثوب التعرية من الدنيا والنفس. الرابعة تحمل البلاء والاستسلام له الخامسة: لبس الوفاء واجتناب الجفاء كما قال بعض الحكماء: انزع لباس الجفاء والبس لياس الوفاءء وعليك بليس المرقعة فإنها لباس الذل والانكسار والتواضع» وعليك بقهر النفس والهوى وترك الدنيا وبغض الرياسة»؛ وقال رضي الله عنهُ لزوجته رابعة: أي بنت الشيخ إن سرك اللحوق بالقوم فأقلي الطعام واهجري المنام وصلي بالليل والناس نيامء وكان رضي الله عن يوقظها بالليل ويقول لها: أي بنت الشيخ قومي إلى وردك فإن العبد إذا سلك طريق القوم كان قريبًا منهم. وكان رضي الله عنهُ يقول: يحتاج الفقير منكم إن كان سالكًا في طريقه مقتدرًا على نفسهٍ أن يكون فيه ست خصال: أولها: فقد المعلوم المسوس المدلي إلى البوس الثانية: الصبر الباب السادس ني بعض كلماته الشريقة ففن والإياس من جميع الأشياء إلا من الله تعالى الثالئة: كتمان السر حتى لا يشكو إلى مخلوق مثله الرابعة: ترك المسألة لكيلا يهرب إلى الخلق من باب الله تعالى» الخامسة: أن يظهر الغنى في الفقر السادسة: أن يعمل لله تعالى ولا يرى أنه يعمل شيئًا . وقال رضي الله عنهُ: يكون الفقير جوال الفكر جوهري الذكر كثير حلمة عظيم حكمه جميل المنازع قريب المراجع؛ أوسع الناس صدرًا وأذلهم نفسّاء كثير العطاء قليل الأذىء ضحكه تبسيمًا واستفهامة تعليمّا» مذكرًا للغافل معلمًا للجاهل لا يؤذي من يؤذيه ولا يخرض فيما لا يعنيهء لا يشمت بمصيبة ولا يذكر أحدًا بغيبة» نازْحًا عن المحرمات واققًا على الشبهات؛ عونا للغريب أبّا لليتيم بشره في وجههٍ وذكر الله تعالى في قلبوء مسرورًا بفقره مشغولاً بنفسهء أحلى من الشهد وألين من الزبد وأصلب من الحديد؛ لا يكشف سرًا ولا يهتك سترًا لطيف الحركات حلو المشاهدات حسن المذاق لين الجناب طويل الصمت» حليمًا إذا ُهل عليه صبورًا على من أساة إليهوء يبجل الكبير ويوقره ويرحم الصغير ويؤدبة أميئًا على الأمانات بعيدًا من الخيانات» إلفه التقى وُلّقه الحياء» كثير الحذر قليل الزلل» حركاتهُ أدب وكلامهُ عجب راضيًا وقورًا شكورًا لا نمامًا ولا مغتابًا ولا حلاقًا ولا خبانًا ولا كذابًا ولا عجولا ولا طياشًا ولا فحاشًا ولا حقودًا ولا خؤونّاء الفقير كلامهُ موزون ولسانة مخزون وقلبة محزون وفكره يجول فيما هو كائن ويكونء ولله الموفق لمن يشاء من عباده. وقال رضي الله عنة: علامة الفقير الصادق إظهار الشبع وهو جائع والفرح عند الحزن والنشاط عند الكسل والذل بعد العز والفقر بعد الغنى؛ وأن يصير مردودًا بعد أن يكون مقبولاً. وكان رضي الله عنةُ يسر بأربعة أشياء إذا نزلت بأصحابه ويفرح لهم بها ويسأل الله تعالى لهم الصير عليها ويقول: هي شعار الصالحين الجوع والعرى والفقر والذل. وقال رضي الله عنهُ: لما كنت على جبل عرفات بايعت الله تعالى على ترك النفس والغرض والمال» وقال رضى الله تعالى عنهُ: أول ما ينبغي للإنسان أن يأمر نفسه بالمعروف فإن ائتمرت يأمر الناس بالمعروف وينهى نفسة عن المنكره فإن انتهت فينهى الناس وإلا فقد قال الله تعالى: #لم تقولون ما لا تفعلون» [الصف: ؟] #أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم» [البقرة: 44] وقال رضي الله عنهُ: للفقر والتصوّف خصال معدودة محمودة أولها تجريد التوحيد ثم الإيثار وإيثار والإيئارء ثم حسن العشرة ثم فهم السماع ثم ترك الاختيار ثم سرعة الوجد ثم الكشف عن الخواطر ثم كثرة الصمت ثم ترك الاكتساب ثم تحريم الادخار. وقال رضي الله عنه: علامة الفقير الصادق في جميع الحركات التقلل من المباحات والصمم عن كثير من المسموعات» وأن لا يطلب المعدوم حتى يبذل الموجودء وانقطاع قلادة الجواهر/ م ١١‏ ل الباب السادس في بعض كلمائه الشريفة الحيلة حتى لا يرى في كل أحواله وشدائده ورخائه وتقلبه غير خالقهِ ومكونهء وقال رضي الله عنةُ : الفقير متى نظر إلى ما يلبس التبس عليه أمره ومتى رأى الخلق دونه ظهرت عيوب الفقير ابن ساعته لا يومهء الفقير يرى كل نفس من أنفاسه أعز من الكبريت الأحمر يودع كل ساعة ما يصلح لها ولا يضيع من وقته لحظة» الفقير مثلهُ مثل المرآة يِنظر فيها كل شيء» وقال رضي الله عنه: إن القلب إذا صلح صار مهبط الأسرار والأنوار والملائكة؛ وإذا فسد صار مهبط الظلم والشياطين» وإذا صلح أخبرك عما وراءك وأمامك ونبهك عن أمور لم تكن تعلمها بشيء من دونه» وإذا فسد حدثك ببطلان يغيب معهٌ الرشد وينفي معه السعد فيا طوبى لمن أصلح الله قلبة» وقال رضي الله عن: مّن لم تكن لهُ داعية من نفسهٍ لم تنفعة داعية غيره» وقال رضي الله عنة: النفس ثلاثة أضرب أمارة وهي نفس الجاهلين والعصاة؛ ولوامة وهي نفس المؤمن تسره حسنتة وتسوءه سيئتة ومطمئئة وهي نفس المؤمن الموفق العارف. وقال رضي الله عنة: مجالسنا هذه مجالس المأتم لأن الفقير لا يزال متأسفًا على ما فاتهُ متحسرًا على إدراك الفضائل يرجو الحق سبحاتةٌ ويخافة» وإن سمع شيئًا من المواصلة رجا ومن المفاصلة خاف وإن دعا أجيب وإن سمع ردًا بكىء وقال رضي الله عنه: صلاة بصلاة وصلاة بسبعين صلاة وصلاة بلا صلاة» فأما الأول فهو الذي يرفع مع الإمام ويضع معه وأما الثاني فهو الذي يرفع ويضع بعده, وأما الثالث فهو الذي يرفع ويضع قبلهء وقال رضي الله عنة للفقراء: لا تضيعوا أوقاتكم بما ليس لكم فيه راحة فما يمضي منكم نفس إلا وهو عليكم معدود وإياكم وما تعتذرون منهُ واحفظوا وقتكم وقلوبكم فإن أعز الأشياء الؤقت والقلب» فإذا أهملتم الوقت وضيعتم القلب فقد ذهبت منكم الفوائد» واعلموا أن الذنوب تعمي القلوب وتسودها وتمرضهاء وقال رضي الله عنة لهم: استعينوا بالله عما في أيدي الناس فما استغنى أحد بالله إلا افتقر الناس إِليهِ» واجتنبوا المزاح والمماراة وإخلاف الوعد» وقال رضي الله عنه لهم: أي سادة إذا حصل لكم الله حصل لكم كل شيء؛ وقال رضي الله عنهُ: من اشتد خوفه من الله تعالى اليوم كثر أمنه غدًا ومّن عرف عدل الله تبارك وتعالى خاف عذاب الله ومّن عرف كفالة الله توكل على الله» ومن تحقق بالحب لله لم يختر غير الله ومّن عرف لطف الله قطع رجاءة عن غير الله تعالى ثم تلى قولهُ تعالى: «#إنا لا نضيع أجر من أحسن عملاً» [الكهف: ]٠‏ وقال رضي الله عنهُ للشيخ يعقوب بن كراز: أي يعقوب لا تعب الناس بعيوبهم فيظهر الله لك عيوبًا وإن لم يكن لك عيوب؛ وعليك بتقوى الله تعالى وطاعته ولزوم السئة والجماعة ورعاية النفس وتصفية الخلق والتجاوز عن هفوات الإخوان وستر عيوبهم وإظهار محاسنهم. وأجلّ أصحابك الصالحين والورعين وأهل الخشية والمراقبة بالمداراة والمرافقة وأداء حقوقهم منك وترك حقك عليهم» وعليك بالأدب فإن الياب السادس في بعض كلماته الشريفة هن قليلاً من الأدب خير من كثير من العلم وعليك بترك الدنيا ومخالفة النفس ومعاداة الهوى فهذه بها الوصول إلى الله تعالى» وقال رضي الله عنه: أي يعقوب اعلم أن التوفيق منة وبهِ وإليه وهو المعطي وهو المانع» وقال رضي الله عنه للسيد إبراهيم الأعزب قدس سره: أي إبراهيم من علم ما يحصل لهُ هان عليه ما يبذل» وقال رضي الله عنه: لم يزل أقواله وأفعالة وأحوالهٌ في كل وقت بالكتاب والسنة ولم يتهم خواطره لم يثبت في ديوان الرجال . وقال رضي الله عنة إذا نشأ الرجل في غير الطريق فكيف يكون حالة؟ فقيل لهُ: أي سيدي يتمزق ويتعب ولا يصل إلى مراده سريعًاء وربما رجع من بعض الطرق. وقال رضي الله عنة: وكذلك الفقير إذا لم يستقم حالةُ ظاهرًا وباطنًا يتمزق ولا ينفعهُ شيخة وتدخل عليه الدواخل من كل مكان ويبقى لا يصلح لشيخه ولا لربه ويهلك مع الهالكين» وقال رضي الله عنهُ للسيد عبد الرحيم: خذ قصبة صحيحة غير مرضوضة وشدهاء ثم قال: لا تقدر على ذلك ولكن إذا رضضتها ودستها برجلك صارت لكسرها تصلح أن تشد بها شيئًاء وكذلك الفقير إذا كسر نفسهُ وداسها ولم يرفعها رفعة الله تعالى وجعله ظلاً نافعًا وشد به الأزرء وقال رضي الله تعالى عنهُ: أي سادة قالت المشايخ بلسان حالهم من استقام بنفسهٍ استقام بهِ غيرهء أي سادة كيف يستقيم الظل والعود أعوج» وقال رضي الله عنهُ: لما انداست الطرق بالأقدام صلحت للسلامة والنجاة وصارت مقصدًا لكل أحد. وكذلك الفقير إذا كسر نفسة وذل وانداس واحترق بين يدي الله تعالى كان معدن الخيرات ومقصد الراحات وصار كالغيث إذا وقع نفع وانتفع بهِء فيكون رحمة وسكينة على خلق الله تعالى؛ وقال رضي الله عنهُ: إذا أراد الفقير العز وطلب الشرف فالكل فيه إذا عرف العز بالذل والقناعة والشرف بالتواضع والعلم؛ فإذا كان الفقير متمسكا بهذه الأشياء. وكان هيا لينًا صح فقره وحصل له مراده؛ وقال رضي الله عنة للسيد عبد الرحيم قدس سره: مَن لم يكسر نفسه لم يبلغ مراده ولم يبلغ مبالغ الرجال ولم تشد نحوه الرحال؛ وقال رضي الله عنهُ لولده صالح: إذا لم تسلك طريقي وتتبع مناهجي بالذل والانكسار والتواضع لله ولسائر الفقراء لا أنت لي ولد ولا أنا لك أب» وقال رضي الله عنهُ للفقراء يومًا: أي سادة الفقير لا يكون لهُ قولان وكان رضي الله عنهُ يقول لهم: عليكم بإكرام الفقراء تنالوا بهِ الشرف وتحصل لكم شفاعتهم يوم القيامة فإنهم أكبر شافع: وقال رضي الله عنهُ للشيخ يعقوب بن كراز يومًا: كم طيرت طقطقة النعال من رأس وأذهبت من دين» وقال رضي الله عنهُ: مثل الفقير في أول دخوله هذا الطريق مثل الكتان إذا أراد الأكار أن يزرعهُ يشق أولاً أرضًا جيدة ويدقها ويقسمها أقسامًا ثم يرميه فيهاء ويشتخل بسقيه ومحافظتهِ ومراعاته حتى ينبت فإذا استوى على سوقهٍ ويبست تلك الشقفة عليه شد 1 الباب السادس في بعض كلماته الشريفة الأكار عليه وقلعه ويبسهُ وحواه بأزقات ودقة وأخذ رأسة ثم حبسه تحت الماء والطين أيامًا ثم أخرجة ونشره ويبسة ودقة ثانية» ويقول بعد: ما جاء منه شيء ثم قطعهُ قطعًا وسلمة إلى النفاض فلا يزال يضربهُ حتى يخرج جوهره ولا يبقى إلا لبه فإذا هو صبر على الضرب خرج منهُ شيءٌ جيد وإن هو لم يصبر هلك ولم يصلح إلا للنارء فإذا صبر وخرج منهُ شيء سلموه إلى النساء فينزهنهُ ويضربن عليه بالأيدي ويفرقنه طاقة طاقة ويجرينة بين أسنانهن ويبللئهُ بريقهن» ثم يغزلنة ويفتلنه ثم يقولون: ما يجي منهُ شيء إلا بالصبرء فيسلمونة إلى القصار فيغسله بالماء المالح ويقول: لا بد لهُ من دخول النار فإن هو صبر أخرجهُ وغسلة مرة أخرى ودقة بالحجر طاقة طاقة وأوصله وأدخلة أضيق مكان ودقة من فوقهِ وتحته وبمينه وشماله» فإذا صبر تحت هذه الأهوال واحتمل هذه الأثقال طواه ودقهُ» ثم بعد ذلك غلا ثمنة وصلح لمماسة أعضاء السلاطين» وكذلك الفقير إن هو صبر على ما يلقى من الشدايد في طاعة جميل الفوائد كانت منزلتهُ عند الله تعالى أعظم من منزلة تلك الثياب الجميلة عند السلطان؛ وكذلك الفقير إذا صبر وتحمل وخدم من دونه وبذل مجهوده وسمع قولهٌ وتجاوز عن هفوات الإخوان وتذلل لهم وجعل أوقاتة مغنمة وتأثر بمن هو دونه وأخلص في عملهِ وهجر إخوان الغفلة وقارق مواطن الهفوات وندم على ما فرط وشد مئزر الكد وأخذ في إدراك ما فات وتذكر ما مضى من زلله وتحسر عليه وحرث لما بين يديهء فإذا وفقه الله تعالى لهذه السعادات صار وقته كلهُ يقظة ونفى عنةُ الغفلة وأثمر لهُ الذل والندم والخوف والكره وتواترت عليه من الله تعالى النعم فحيث أيقظة الله تعالى وسبقت لهُ العناية وظهرت له آثار الولاية وعزت نفسه عن ملاذ الدنيا وجيفتها وحطامها وقنع منها بالقليل وكان قوتهُ ما وجد ولباسه ستر العورة» ولا يضيع أوقاته الشريفة في طلب القوت واللباس» ورغبتةُ فيما عند الله تعالى: وصارت الدنيا سجنة وكثر في طلب نجاة الآخرة همه وسال دمعة وزاد شوقهُ ويكون دائمًا في خوف الفوت وتوقع الموت ولم يفرح بشيء من الدنيا وزينتهاء ويكون فرحة يوم إقباله على مولاه فحصل له عند ذلك رضاه وهذه الفائدة في الدنيا والآخرةء ودخل رضي الله عنهُ الرواق في بعض الأوقات فوجد الفقراء يتحدثون في قدرة الله تعالى وعظمته وقضائه وقدره فيما مضى من الأمم السابقين والموت والحياة؛ وفي تفرد الله تعالى بالوحدانية والبقاء وأمور الآخرة فقال لهم أي سادة: بم أنتم تتحدثون؟ فأخبروه يما هم فيه فقال لهم: أي سادة هذا البحر الذي أنتم تغوصون فيه غرق فيه وفي ساحله ماثة ألف وأربعة وعشرون ألف نبي ومائة ألف وأربعة وعشرون ألف ولي ومثلهم صديقون ومثلهم أولياء وما وجدوا لهُ قرارّاء وحارت فيه أفكارهم وضاعت فيه أوهامهم وذهبت فيه عقولهم فكيف أنتم؟ أي سادة هذا بحر عميق لا يعرف إلى وصولهٍ طريق ولا يعلم أحد كيف الباب السادس في بعض كلماته الشريفة 14١‏ حاله فكفوا عن هذا الجدال واقصروا هذا المقال فما لكم فيه مجالء فقال الشيخ يعقوب: أقسمت عليك بالعزيز سبحانة الذي لا عزيز غيره ايش قراره فقال رضي الله عنهُ: #وإنه لقسم لو تعلمون عظيم* [الواقعة: “7] أي يعقوب قراره آية الدبوس «لا يسئل عما يفعل*» [الأنبياء: 17]. وقال رضي الله عنهُ للفقراء: أي سادة وجدت فيما أنزل الله تعالى على إبراهيم الخليل وَيِِ من الصحف: يا ابن آدم خلقتك وخلقت لك رزقك معكء. فإن صبرت وقنعت أكلتة وأنت محمود مشكور مأجور وإن لم تقنع وتصبر سلطت عليك الدنيا تركض فيها كركض الأسد ولا يصيبك إلا ما قسمت لك وأنت غير محمودء وقال رضي الله عنة في بعض الأيام: أي فقراء إذا كان يوم القيامة وحشر العالم في صعيد وحكم الله تعالى بين خلقهِ بما علم وقسم قسم الجنة وقسم النار يهب على أهل الجئة نفحة من روائح الأمن من قبل دخولهم الجنة فيسكرون ما شاء الله ثم يفيقون فيقول لهم الحق سبحانة وتعالى وهو أعلم بهم: يا عبادي هل بقي عندكم شيءٌ من حزن الدنيا وخوفها ووصبها؟ فيقولون: لا يا ربنا فيقول: ادخلوها بسلام آمنين؛ ثم إنهُ يرسل على أهل النار نفحة الغضب قبل دخول النار فيسكرون من شدة نتنها ولهبها وجيفتها ثم يفيقون فيقول لهم الحق سبحانهُ: هل بقي عندكم من نعم الدنيا ولذاتها التي شغلتكم عني؟ فيقولون: لاء فيقول لهم ادخلوا النار خالدين فيها لا يخفف عنهم العذاب. وكان رضي الله عنهٌ يرى الفرار مما لا يطاق من ضرر في الدين مشهودء وكان رضي الله عنة يشير إلى أرباب الولاية أنهم ينتقلون من دار إلى دار ويتنعمون بأنواع التنعمات وأرباب الغواية يعاقبون بأنواع العقوبات لكثرة المخالفات» وكان رضي الله عنهُ يقول: العارف الحق الذي لا يخلو ظاهره من قوانين الشرع ولا باطنة من نيران المحبة» وقال رضي الله عنهُ: أي بني عثمان أنا قادر من كرم العزيز سبحانة على أن أجعل لكم على كل ميل غير أم عبيدة دولة وسيفًا وملجاء وشيوحًا ونوبة وسفراء» ولولا ذلك ما سقاكم أحد شربة ماءء فأحسنوا العشرة مع الفقراء ولا تعيبوهم ولا تغتابوهمء وقال رضي الله عنهُ لما مرض السيد صالح قدس سره: بعثت أمهُ إليهِ أن يشفع لها فيه ويسأل الله تعالى شفاءه من النبي محمد المصطفى ذَلْدِ أو قالت من شيخه سيدي الشيخ منصورء فقال ما اشتغلت عنه تعالى طرفة عين لا مع نبي ولا مع شيخ فكيف بولديء ثم قال للشيخ يعقوب: أيا يعقوب أنا طالب ما طلب سيدي الشيخ منصور أي وحقه سبحانة» ثم قال على سبيل الاستفهام: يا يعقوب من أعطى محمدًا كِ؟ فقال الشيخ يعقوب: الحق سيحانة فقال: أنا طالب ممن أعطى محمذدًا ولِةِ وبجلهُ وشرَّفهُ واصطفاهء وقال رضي الله عنهٌ: ما ورد على ولي وارد إلا وبيده سيف مجذوب. فإن التقاه بالبشر والرحب وإلا أخذ السيف رأسة»؛ وقال رضي الله اما الباب السادس ني بعض كلماته الشريفة عنه: من لم يكن لهُ شيخ فشيخة الشيطان» وإن المريد ينال من الله تبارك وتعالى ببركة شيخهٍ بقدر ما تأدب وحفظ الحرمة وراقب السرء ويتبغي للمريد أن يعرف لشِيحْهٍ الحق بعد وفاته كما كان يعرف لهُ الحق في حالة حياتوء وقال رضي الله عنهُ: الشيخ يغار على تلميذه ومريده أن يأخذ غيره من المشايخ» وقال رضي الله عنهُ: ممن يذكر الله تعالى بلا شيخ لا الله لهُ حصل ولا نبيه ولا شيخه: وقال رضي الله عنهُ: المشايخ عند المريدين كالقبلة والنظر إلى وجه الشيخ عبادة يزيد في الدين والعقل والإيمان ومن البلاء أمان؛ وقال رضي الله عنهُ: العشق شبكة الحق يصيد بها قلوب أهل الصفاء ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلفء, وقال رضي الله عنهُ: تعلموا العشق من الشمع فهو شيخ العاشقين لصفرة لونه وجريان الدمع واحتراق البدن» والعشق يجلب ثلاثة أشياء قلة الطعام وقلة المنام وقلة الكلام» فقلة الطعام تورث الفطنة وقلة المنام تورث اليقظة وقلة الكلام تورث الحكمة» وقال رضي الله عنه للفقراء: يحتاج الفقير منكم إلى أشياء لا بد له منهاء مثل علم فروض الوضوء وفروض الصلاة وسئنهما ولا يصلحهما وما يفسدهما والغسل وسئتة وفرائضة والصوم والحج وسننهما وفرائضهما وغسل الميت والصلاة عليه وكل ما ندب الشرع إليه وحب النبي يَكهْ ومعرفة الصحبة وحقوقها وشروطها ومراقبة شيخهٍ في حياته وبعد وفاته ولزوم الأدب معهء ولو علت مرتبتهٌ وإجابة أمره يلا توقف ومعرفة حقه عليه وقبول كلمة الحق في الرضا والسخط والتودد إلى الإخوان على سبيل المعونة لهم والقيام بحوائجهم في أمور الدنيا والآخرة فإن النبي تَفِِ قال: «رأس العقل بعد الإيمان التودد إلى الناس2006, وأهل التودد لهم درجات في الجنة من كانت لهُ درجة في الجنة فهو من الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنونء وإذا كانت قضية التودد لله وبالله تشمر لكم الخير في الدنيا والآخرةء وقال رضي الله عنهُ: إن قال لكم قائل: أنا صعدت إلى السماء فصدقوه فإن كان كاذبًا فعليه كذية وإن كان صادقًا يصيبكم بتكذيبكم إياه المضرّة؛ وقال رضي الله عنهُ: الرجل من كان كما لا يتفكر في الأمس لا يتفكر في الغد ويتوكل على الله تعالى ويترك اللذات ويعتاد على التعب والمشقة. وقال رضي الله عنه: الجود الإللهي يقتضي أن يبذل السعادة للخلائق فإنهُ ليس فيه بخل» وقال رضي الله عنة: تجارتي مع الأرامل والأيتام وفرحتي في خدمتي إياهم. وقال رضي الله عنهُ: كلما يجدد الفقير التوبة فذلك لطف وإنعام يجود الكريم بهء وقال رضي الله عنة : العبد إذا دخل مجلسًا وجلس حيث أدرك وكان يستحق أن يتخطى الرقاب فلم يفعل استحيا الله منه وغفر لهُ؛ وقال رضي الله عنهُ: من علامة الفقير أنه إذا تكلم تكلم )١(‏ أخرجه في كتزل العمال حديث رقم: 754 بزيادة واصطناع الخير إلى كل بر وفاجر. الباب السادس في بعض كلماته الشريفة الذي بالحكمة وإذا تحرك تحرك للخدمة» وقال رضي الله عنهُ: من علامة الفقير أنهُ مثل الماء الجاري الذي يطهر كل شيء وصل إليه يحيي ميت قلب كل من وصلة من الكدورات النفسانية ويطهره» والفقير الذي هذه صفاتة فهو من الفقراء الذين اصطفاهم الله تعالى واجتباهم بنعمة التقرب إليه وحباهم وجعلهم من خواص حضرتهء بحيث لم يلجؤوا إلى غيره وعلموا بعلم اليقين أن لا إلله غيره وأنهُ هو سيدهم ومولاهمء وقال رضي الله عنة: الفقير قبلة وإمام يقتدى به ينبغي أن تكون أفعالهُ وأقوالهُ وحركاتة مطابقة للشريعة المحمدية لثلا ينخرط في سلك اتخذ الناس رؤساء جهالاً فضلوا وأضلواء وقال رضي الله عنهُ: أنا بريء ممن يسبني» وكانت جماعة من الفقراء حولهُ فقالوا: كيف نسبك وأنت قبلتنا؟ قال: تقولون عني ما لا أقول وتفعلون ما لا يجوزء فمن يراكم يقول: لو لم يسمعوا شيخهم ويرونة لما فعلوه» ونقل أن الشيخ مختار قال: كنا جلوسًا عند السيد أحمد الرفاعي رضي الله عنهُ يوم الخميس في نهر وليدة العلياء» فقال السيد أحمد الرفاعي رضي الله عنهُ قد حان أوان زوال هذه المجالسء» فليعلم الحاضر الغائب من خلا بامرأة أجنبية غير ذات محرم لهُ بشهوة فأنا بريء منهُ» وسيدي الشيخ منصور بريء منة والمصطفى بريء منةء وقال رضي الله عنة: دعوا كل شيء ولا تدخروا شيئًا وإن كان قليلٌ واتقوا جميع المعاصي وإن كانت هي عندكم قليلة» وقال رضي الله عنهُ: ذرية الأولياء تنسب إليهم إلى سبعين بطن» وقال رضي الله عنة: من أراد صديمًا بلا حيف بقي زمانة بلا صديق؛ وقال رضي الله عنة: دولتي قائمة إلى يوم القيامة» وقال رضي الله عنة: أعطاني ا لهاي الج لعو وقال رضي الله عنه: ينبغي للفقراء أنه إذا ظهر بين الخلق بدعة أن ينكروها ولا يدعون أن تغرّهم الدنيا ويشتغلون بقهرهاء وقال رضي الله عنه: إذا اقتدى المتأخرون بالمتقدمين ساعدهم المتقدمون وإن لم يقتدوا بهم سلط المتقدمون عليهم الظلمة وكلما يتشبثون بذيلهم لم ينفعهم؛ وقال لرجل فقير: لعن إبليس وهو يسمع أي مبارك عوض اللعنة» قل: سبحان اللهء فقال الفقير: أيرحم الله تعالى هذا؟ فقال رضي الله عنهُ: أي ولدي غدًا في القيامة يظهر من كرم الحق سبحانة وتعالى على الخلق ما يتطاول إليه أهل هذا المذكورء وللحق فى الكل تدبير والله الموفق للصواب. وقال رضي الله عنهُ: من قرأ القرآن ولم يعظم التاق هذ استهان بالقرآن فيهينة الله ومن يهن الله فما لهُ من مكرمء قال رسول الله يقِةِ: «أهل القرآن أهل الله وخاصتة وأفضل عبادة أمتي قراءة القرآن»» وقال رضي الله عنهُ: لولا لطف الله تعالى بخلقهٍ ما استطاعوا أن يقرأوا القرآن ولا أن يستمعوهء من أين للناس قلوب يعرفون القرآن» لو حمل القرآن على الجبال الرواسي لهدمهاء وقال رضي الله عنه: يجب على من قرأ القرآن أن ينظر بعين قله لمن يخاطب» ويجب عليه أن يتفكر ويعرف أين يكون قلبهُء فإن قلبهُ 185 الباب السادس في بعض كلماته الشريفة يخاطب ربه وينظره ولسانه ينطق بكلامه وبذكره. فإذا تفكر واعتبر وذل وخشع وتواضع وخضع فعند ذلك ينظره الله تعالى بعين الرحمة والمحبة فيحبة ويحبب إليه خلقةٌ ويجعل لهُ الهيبة في قلوب العالمين» وكل من رآه هابهُ وأحبه وقرّبهُ فيضاعف لهُ بذلك الحسنات ويرفع لهُ الدرجات ويجعلة عيئًا لصفاته تعالى» وقال رضي الله عنة: مُن أحب الله أحب القرآن» ومّن واظب على تلاوة القرآن فقد وجبت له الجنة ووجبت له محبة الله ونجا من سوء الحسابء. وقال رضي الله عنه للفقراء: عليكم بإكرام القرآن وأهله لتنالوا به الشرف ويحصل لكم شفاعته يوم القيامة فإنة أكبر شافع» وكان رضي الله عنه إذا سمع القارىء يقرأ: يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم» [المائدة: ]٠١١‏ يبكي بكاء شديدًا حتى يغمى عليه ويقول: عليك يا أحمد كيف لا يضرك؟ قال: بلى والله يضرني بل يضرني» وقد قال: مثل هذا الصديق الأواب والناطق بالصواب إمام الأئمة وقائد الأمة أمير المؤمنين حضرة أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه وأرضاءء وقال رضي الله عنهُ: إذا قرأ القارىة آية الغيبة واغتاب وآية الزور وشهد بالزور وآية الكذب وكذب وقد عرف التهديد والنهي لعنته الآيات وجميع الملائكة المقربين. وقال رضي الله عنة: القرآن حبل الله تعالى من تمسك بهِ نجا وسلم وفاز وغنم» ومَن تركةٌ هلك وندم» وقال رضي الله عنهُ: القرآن مأدبة الله فمن لم يتأدب به فليس لهُ أدب ولا لمرض قلبهِ دواء» وقال رضي الله عنهُ للفقراء: عليكم بقراءة الحمد وآية الكرسي كل يوم اثنتي عشرة مرة قبل طلوع الشمس وائنتي عشرة مرة قبل الغروب, وقال: هن الحافظات من جميع الآفات وإن جماعة من الفقراء حافظوا عليها فانتفعوا بها كثيرًا في البر والبحر والحضر والسفرء وأمر الفقراء بالمواظبة عليهاء وقال: إنهُ لم يطلع أحد على فضل الحمد وآية الكرسي لا ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا يحصي ثوابها إلا الله تعالى» وقال رضي الله عنه: في سورة الحشر من قرأها ليلة الجمعة ومات في ليالي ذلك الأسبوع مات شهيدّاء وقال رضي الله عنة: في سورة النبأء والطارق من قرأهما أمن من عذاب يوم القيامة وظفر بمراده ونصر على أعدائه وحاز أجرًا جزيلاً وثوابًا عظيمّاء وسورة التكاثر من قرأها في هم فرّج الله عن همهُ وكفاه شره وآمن من مصائب الدنيا وعصم من الشيطان. وقال رضي الله عنة: أي فقراء عليكم بقراءة القرآن ومن لم يعرف القرآن فعليه بقراءة قل هو الله أحد فإن قراءتها ثلاث مرات ختمةء: وقال رضي الله عنهُ في شأن نبينا ييةِ: هو الدليل هو الباب وهو الواسطة وهو صاحب الحظ الأوفى والسر الأعظم» وقال: أي فقراء ما روى أحد من جناب الحق سبحانة مثل ما روى هذا السيد المكرم من الله تعالى؛: وقال رضي الله عنةٌ: النبي شجرة والولي بقلة وكم تحت هذه الشجرة من هذه الباب السادس في بعض كلماته الشريفة 146 البقلة» وقال رضي الله عنهُ للسيد إبراهيم الأعزب قدس سره: أي ولدي شعرة من ساق نبي ولو كان غير مرسل لا يوازنها أحد من الأولين والآخرين» فقال: كيف هذا الأمر؟ فقال: أي ولدي سر الحق سبحانة وتعالى مع تلك الشعرة»؛ والرب سبحانة وتعالى لا يوازنةُ شيءٌ» وقال رضي الله عنة لللفقراء: أي فقراء من جملة صحة الاعتقاد تصديق إشارات الصالحين رضي الله تعالى عنهم أجمعينء» وإن أبا العباس الخضر عليه السلام حي مرزوق في الدنيا يسمع منهُ مشاهدة ويرى وهو من أهل التكليف بالشرع المحمدي شرع نبينا صلوات الله وسلامة عليهء وكذلك إلياس عليه السلام وإن إدريس وعيسى عليهما السلام في السماء وإن سيد البشر بمملكة الرحملن محمد يك رأى الأنبياء قاطبة عليهم الصلاة والسلام في ليلة الإسراء وشاهدهم وشاهدوه وصافحهم وصافحوه وصلوا ورائهُ روحًا وجسذاء وإنه يك أسلم على يده طوائف من الجان والهوام وإنهم مختلفون اختلاف الأمم» وإن الشياطين قاطبة من أهل النار وإن الجان الموحدين العاملين يدخلون الجئة ولكنهم لا يبلغون منازل المؤمنين الموحدين من الآدميين إذ التكرمة لهم والرسول منهم وإن منهم من يتبع الصالحين منا ويقرأ عليهم ويسالمهم ويتعلم منهم الدعاء والأدب» ومنهم الأشرار كما قسم الله تعالى فريقًا في الجنة وفريمًا في السعيرء وإن الأولياء لهم شفاعة دون شفاعة الأنبياء وإن لهم اجتماعًا في البرزخ ولكن تكميلهُ يكون في الآخرة ويكون دونةٌ» وإن الشيخ إذا كان كاملاً يحضر عند مريده ويغطيه إذا انكشف ويرفع عنهُ الأذى ما استطاع ويقرب منهُ المنافع. وقال رضي الله عنه: أي أولادي عظموا شأن أهل البيت وأكرموهم ويجلوهم وإذا سمعتم أحذا يقول في شأنهم أشياء قبيحة فأنكروها إن استطعتم وإلا فاجعلوا أصابعكم في آذانكم لأن لهم في ديوان الربوبية مَن يبدل سيئاتهم حسنات والدنيا والآخرة وما حوتاه موهوبة لهمء قال الله في حقهم: 9«إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرًا» [الأحزاب: 1] وقال الله: #قل لا أسألكم عليه أجرًا إلا المردة في القربى» [الشورى: 17] وقال رضي الله عنهُ: اجتمعت أرباب الولاية على أن كلام الموتى لهم واقع وحديثهم معه وسوآلهم على قدر حال المتكلم والمكلمء وكذلك السلام على الملائكة والمصافحة لهم ومعرفة الشقي من السعيد ومشاهدة الطرف من العيان كل على قدر ما أنعم الله عليه وقسم لهُ» وعلى قدر الهمم وعلوها إلى صاحب القدم وكل منهم لهُ مقام لا يتجاوزه وحد لا يتعداه: وعلى أن أفضل الناس بعد رسول الله كد أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم على رضي الله عنهم أجمعين؛ وقال رضي الله عنهُ لمن قال: كل الصحابة سواء: هذا كفر أي مبارك قال الله تعالى: #لا يستوي منكم مَن أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجةً» [الحديد: ]٠١‏ فمن ردّ آية من القرآن أو حرقًا من كما الباب السادس في بعض كلماته الشريفة فقد رد القرآن ومن رد القرآن كفرء وكان رضي الله عنهُ يذب عن أعراض الصحابة قاطبةٌ ويأمر بمحبتهم ومدحهمء؛ وقال: إن هؤلاء القرم قد عفا الحق سبحانة عنهم ولا يوآخذهم بما جرى بينهم وإنهم يتواهبون ويدخلون الجنة؛ وقال رضي الله عنهُ: أحب ريح الجنوب لأنها تأتي برائحة بيت الشيخ منصور يعني خالةُ الشيخ منصور البطائحي الرباني قدس سرهء وقال رضي الله عنهُ: لا أدخل بلدة سيدي الشيخ متصور إلا وأنا على طهارة من الالتفات إلى غيره» وقال: لا أرى كبارها وصغارها وأرضها إلا معظمة لأجل سيدي الشيخ منصورء وقال رضي الله عنهُ: كل خطوة إلى نهر دقلى لأجل سيدي الشيخ منصور خطوة إلى الله تعالى» وقال رضي الله عنة: إذا قبلتم عتبة الشيخ منصور فاعتقدوا أنكم تقبلون يده وقال رضي ألله عنة: بيت الشيخ منصور بيت العزء وقال رضي الله عنه: سيدي منصور صاحب طريق عجيب وسرّ غريب لأنهُ كان يقول في أكثر أوقاته» قال لي العزيز سبحانة: كذا وقلت للعزيز سبحانة كذا وناداني العزيز وفال لي ربي وقلت لربي» وقال رضي الله عنة: كان الشيخ منصور يتوب الطفل في المهد والأجنة في البطون؛ وقال رضي الله عنة: إذا ذكرتم الشيخ منصور فأمِرُوا أيديكم على وجوهكم ينورها الله تعالى ببركته. وقال رضي الله عنه: سيدي الشيخ منصور يتصرف في هذا الجمع ويرتبه وأهل أم عبيدة يرتبون سائر الجموع. وقال: سيدي الشيخ منصور نائب النبوة قال الله تعالى: #النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم» [الأحزاب: 7 وقال رضي الله عنه: لما بويع مع الشيخ منصور في حضرة الربوبية قيل له: أي منصور أطلب شيئًاء فقال: أي رب ما تعطيني إياه أعطه لأصحابي فنودي مره أخرى» فأجاب مثل ما أجاب في الأولى. فقيل له في الثالئة: أي منصور أنت ما تريد؟ فقال: أنا أريدك»: فلما قال السيد أحمد الرفاعي رضي الله عنه هذا: قال لهُ الشيخ يعقوب: أي شيخنا بحق العزيز سبحانة أخبرني بما طلبت إذ قيل» فقال رضي الله تعالى عنه: أي يعقوب من أنا حتى أذكر؟ فبالغ معة وألخ عليه؛ فقال: أي يعقوب لما اجتمعت القوم في الحضرة الشريفة وحصل لهم رخصة التكلم؛ء طلب كل فأخذوا منهُ مقصودهم ووصلوا إلى مطلوبهم ودارت النوبة إلى هذا اللاش أحمد نوديت أي أحمد أطلب شيئًا كما طلب إخوانك؛: فقلت: علمك محيط بكل شيء لا حاجة إلى عرضي فقال سبحانة كذلك: ولكني أريد أن أسمع إخوانك مطلوبك فقلت: أي رب أريد أن لا أريد وأختار أن لا أختار. فأجابني إلى ذلك وصار أمري مفوضًا إليه كما لم يزل مفوضًا إليهِ فمن يختاره يجيء إلى هذه البقعة ويسلم إلي فأعجز عنهُ في الحال فأسلمة إليه وأقول: لا أقدر على حفظه ولا أعرفة فيقيلهُ مني ثم قال: وفقني فأنا أعرف كلكمء واعلم أن الله أعطى هذه البقعة خاصية تقرب الخلائق إلى الله تعالى الباب السادس في بعض كلماته الشريفة ما وتبعدهم منهء وأنا أعرف صغيركم وكبيركم ذكركم وأنثاكم خفيفكم وثقيلكم» من قربتة من العزيز فهو قريب ومن أبعدتهُ فهو بعيدء وقال رضي الله عنهُ: لم يجلس في البساط مع النبي يَلِهِ في حضرة الربوبية إلا ثلاث سهل بن عبد الله التستري رضي الله عنة والشيخ منصور قدس سره والرجل الآخر يشير بها إلى نفسهٍ الطاهرة ولم يصرح بها أدباء فقال رجل: أنت الرجل الآخر قأدبه ونهاهء وذلك لأنة يريد إخفاء هذه المرتبة الكريمة والمنقبة العظيمة» وقال رضي الله عنهُ في شأن المشايخ والأولياء العارفين الواصلين رضي الله عنهم أجمعين: إن هؤلاء القوم هم الذين سبقت لهم من ربهم الحسنى أعطاهم ابتداء من غير سؤال وتوجهم بتاج الكرامة والإجلال» هؤلاء ورثة الأنبياء وصفوة إلله السماءء وقال رضي الله عنهُ: حين سئل عن المشايخ والأولياء: حدث عن البحر ولا حرج حدثوا إن تحدثوا عنهم ولا عجبء وقال: أي سادة هؤلاء القوم بايعوا الله بصدق النيات وحسن المعاملات وخالص الطويات» على كثرة المجاهدات وملازمة المراقبات والطاعات والصبر على جميع المكروهات وسبق لهم سر قول عالم الخفيات: #إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة» [التوبة: ]١١١‏ وعلم سبحانة وتعالى في مكنون علمه السابق أنه سيكون منهم الصدق والوفاء والصحة والصفاء وتجانب الخلل والجفاءء فأعطاهم الزيادة وبلغهم السيادة من قبل خلقهم وزكاهم إذ قال سبحانه وتعالى في حقهم: #من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليهِ» [الأحزاب: “"1] ولما خرجوا! إلى الدنيا وظهرت لهم تلك العناية القديمة الأزلية بادروا إلى ركوبهم العزم وقوة الحزم» فهجروا المنام وتركوا الشراب والطعام وقاموا لله بالخدمة في حنادس الليل والظلامء وخدموا بالخشوع والسهر والقيام والركوع والسجود والصيام وتمللوا في محاريبهم بين يدي محبوبهم لنيل مطلوبهم حتى وصلوا إلى مقام القرب ومحل الأنس وبان لهم سر قولهِ تعالى: «أنا لا نضيع أجر مَن أحسن عملاً» [الكهف: ]"١‏ فسلكوا طريق الأنبياء ودعوة الخلق إلى الهدى فأعطاهم الدرجة العليا والمحل الأدنى. وقال رضي الله عنه حين سئل عن السماع فقال: أي سادة السماع سر ما وصل إليه إلا القليل من العارفين وخص الله به أقوامًا استذلهم الخلق فاستقبلهم الحق وأظهرهم على ما يصل إليه كثير من أهل الاجتهاد إلا بالعناية بالقديمة وذلك لأجل نظره سبحانه إلى استحقار الخلق لهم وكسر قلوبهم وذل أنفسهم فأسمعهم القول بأسماع القلوب عن بساط القرب من غير حضور النفس» فمنهم من سمع بأذنه ومنهم مَن سمع بقلبهِ ومنهم مَن سمع بسره ومتهم من سمع بروحة» لهم في كل صورة مليحة وحركة لطيفة حظ من أوراد الغيب وكذلك في كل هبوب ريح لذة؛ فهم رالهون حيارى مفتقرون أسارى خاشعون 144 الباب الادس في بعض كلماته الشريفة سكارى؛ لهم في وقت السماع حنين وأنين لأنهم يسمعون بقلوب رقيقة خالية عن الأكدار قد أضرمت في قلوبهم نيران الاشتياق ولهبات الأحزان فأحرقت كليتهم من غير أن يعلم المستمعون أي شيء أصابهم لا يعرف حالهم غير مولاهم الذي أبلادهم فباطنهم محترق بالله وظاهرهم محفرظ مع الله فساعةً تراهم وقد نزلت عليهم السكينة وساعة معذبين مجزونين وساعة متلذذين مسرورين فواحد يصرخ وآخر يرقص وآخر يبكي وآخر يطرب. فحالهم لا يعرفهُ إلا أهل المعرفة والصفاء والذين ماتوا قبل ألف موتة وباتوا ليلةٌ جياعًا وليلةَ عطاشًا وليلةَ دهاشّاء احترقوا بنار الجحيم ألف مرة وحيوا ألف حياة فلا يعرفهم إلا أمثالهم» ثم قال: اعلموا أن السماع للألحان مباح لقول رسول الله كل «حسنوا القرآن بالصوت الحسن2''8 وذكر حديث عائشة رضي الله عنها يوم العيد وقال: ولهذا صار السماع مباحًا ولا سيما بالألحان الطيبة والأشعار المستلذة ما لم يعتقد الشيخ المستمع محظورًا ولم يكن مذمومًا في الشريعة ولم ينخرط في سلك الهوى ولم ينجر بزمام اللهو فقد سمع رسول الله ييٍ الأشعار حين أنشدت بين يديه أحسن استماع فإذا جاز استماع الأشعار بغير الألحان الطيبة فلم يمنع جوازها بالألحان الطيبة» ولا سيما سماع الألحان يوفر الرغبة في الطاعات ويرفع إلى ما أعد الله لعباده من الدرجات ويحمل المستمع على التحرز من الزلات ويؤدي قلبهُ إلى صفاء الواردات ثم قال رضي الله عنهٌ: أي سادة السماع على ثلاثة أوجه: الأول منها سماع المريدين والمبتدئين يستديمون بذلك الأحوال الشريفة ويخشى عليهم بذلك الرياء» الثاني: سماع الصديقين الصادقين يطلبون الزيادة في أحوالهم ويسمعون بذلك ما يوافق لقبولهمء الثالث: سماع أهل الاستقامة من العارفين فهؤلاء لا يختارون على الله فيما ينزلة على قلوبهم من الحركة والسكون» ثم قال رضي الله عنة: أي سادة أخبر العزيز سبحانة عن السماع في الكتاب المجيد نبيه محمدًا عَلِةٍ بقوله تعالى: 9افهم في روضة يحبرون4 [الروم: ]١8‏ قيل: يسمعون السماع. وقال ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير هذه الآية: إذا كان يوم القيامة ودخل أصحاب الجنة الجنة وأصحاب النار النار أمر الله تعالى مناديًا ينادي يا داود ارق على كرسيك وأسمع الناس ساعة ليستريحوا من شدة تعبهم فيصعد داود على كرسيهٍ فيقرأ لهم ويسمع الناس أصواتة الطيبة وأطرابه المستلذة» فيصعد المحبون إلى سطوح قصورهم فهذا يصرخ وهذا يبكي وهذا يقول: الله الله وهذا هو هو وهذا يقول: أنت أنت فيقول الله تعالى للملائكة: يا ملاتكتي أما ترون المحبين في سماعهم فيبلغ أهل النار أصواتهم وصياحهم وضجاتهم )١(‏ أخرجه في كنز العمال حديث رقم: 2.7778 بلفظ حسنوا القرآن بأصواتكم فإن الصوت الحسن يزيد القرآن حسنًا . لباب السادس في بعض كلماته الشريفة 144 فيقولون: ماذا وقع فيقال لهم: المحبون في سماع المحبوب في روضة عدنء فيصيح أهل النار واحسرتا أولئك في السماع ونحن في الانقطاعء: أولئك يحبرون في الرياض ونحن نقتل بصولة الأعراض؛ وقال مجاهد: في روضة يحبرون أن السماع من الحور العين بأصوات مطرية وألحان طيبة يقلن نحن الخالدات فلا نموت أبدًا نحن الناعمات فلا نلقى بؤسًا نحن زوجات المؤمئين نحن خادمات المحبين. وقال رضي الله عنة: إن الله تعالى قد أباح السماع لبعض عبيده وخواصه من خلقهٍ بدليل قوله تعالى: #يستمعون القول فيتبعون أحسنه» [الزمر: 18] معناه أنهم سمعوا القول ولكن قصدوا المرادء وقال الله تعالى: ظوإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى» [الأعراف: ؟17] فسمع من سمع بلا حد ولا رسم ولا صفة فبقيت حلاوة السماع فيهم تتردد. فلما خلق الله آدم وكونة وأظهر ذريتة إلى الدنيا ظهر ذلك السر المكئون فيهم فإذا سمعوا حنوًا إلى ذلك النداء فهم العارفون بالله تعالى في الأزل المتحابون فيه من أجله وقولة تعالى: لفهم في روضة يحبرون4 [الروم: ]١5‏ قيل هو السماع في الجنة» والسماع موجود في طبع كل موجود وكل ذي روح وتسمع روح كل جنس بطبعها وتعمل فيها النغمة حتى أن الطفل إذا سمع طرب ونام» وكذلك الجمال إذا حُدِي لها سارتء وبلغنا عن أبي عبد الله المغربي رضي الله عن أنه قال: أهل السماع خلقهم الله من نور بهائه وخلق مثلهم سبعين ألف ملك من الملائكة المقربين قد أقامهم الله تعالى بين العرش والكرسي في حضرة القدسء لباسهم الصوف الأخضر ووجههم كالقمر ليلة تمامهِ لهم شعور كشعور النساء وهم قيام متواجدون والهون منذ خلقهم الله تعالى إلى أن ينفخ في الصورء يسمع بكائهم وأتينهم وفجعهم وحنينهم أهل السمئوات السبع والأرضين فهم أهل السماء؛ ويتهدلون من العرش إلى الكرسي ومن الكرسي إلى العرش شبيه السكارى لما بهم من شدة التوله إسرافيل قائدهم ومرشدهم وجبريل عليه السلام رئيسهم والله تعالى مليكهم وجليسهم وأنيسهم وهم إخواننا في النسب وأصحابنا في أهل السماءء ونقل عن رسول الله كي أنه قال: لما هبط آدم عليه السلام إلى الأرض بكى ثلاث مائة سنة فأوحى الله تعالى إليه يا آدم ممْ بكاؤك وممٌّ جزعَك؟ فقال: يا رب لست أبكي شوقًا إلى جنتك ولا خوفًا من نارك وإنما بكائي شوفًا إلى الملائكة الصوفية المتواجدين حول العرش سبعين ألف صف جرد مرد يرقصون ويتواجدون حول العرش يدورون يد كل واحد منهم بيد صاحبه وهم يقولون: جل الملك ملكنا لولا الملك هلكنا من مثلنا وأنت إللهنا ومن مثلنا وأنت حبيبنا ومستغاثنا ومستفزنا وذلك دأبهم إلى يوم القيامةء قال: فأوحى الله تعالى إليه يا آدم ارفع رأسك وانظر إليهمء لل الباب السادس في بعض كلماته الشريفة قال: فرفع رأسةٌ إلى السماء فنظر إلى الملائكة وهم يرقصون حول العرش وجبرائيل رئيسهم وميكائيل قوالهم فلما رآهم سكن روعه وأنيئهُ وبكاؤه وحنينه؛: وما خلق الله تعالى في خلق السملوات والأرض ألذَّ من صوت إسرافيل عليه السلام فإذا قرأ في السماء قطع على أهل السملوات السبع ذكرهم وتسبيحهم ثم أنشد رضي الله عنة: أتوب إلى الذي أمسى وأضحى وقلبي يتقيهٍ ويرتجيه الا ان وشغلي في محبته وفيهٍ ثم قال: أي ابن الشيخ خالد ارقص 1 الرقاصة باعتقادٍ صحيح وقلب صافٍ ويقينٍ 0 وقال رضي ألله عنة : السماع ينفع أرباب القلوب لأنة يحرك أزمة قلوبهم وأسرارهم إلى المحبوب» وهو يضر بأرباب ا لأن النفس تمنع من جناب الحق ولا تخلو الجماعة ممن يحضر معهم فيتعطرون بعطرهم وينالون من فتوح الله الذي أنعم عليهم: وهذه شيمة الكرام؛ وإنما يحتاج إلى السماع من ليس لهُ جاذبة من باطنهء وأما من له جاذبة من باطنه فشوقة إلى ربهٍ فلا يفتقر إلى هذاء والفقير إذا غلب عليه الشوق أنشد وتواجدء وكان رضي الله عنهُ في مرض موتهِ سلط الإسهال عليه ودوامة أكثر من شهر وما قال قطٍ في مرضه آه وكان يعاوده الإسهال في كل يوم وليلة نحو ثلاثين مرة» وكان عقيب كل مرة يسبغ الوضوء وبصلي ركعتين» وأخبر أن الله تعالى وعده أن لا يعبر وعليه شيءٌ من 2 الدنياء وقال: الآن ما بقي إلا المخ والعظام ففئي لحمة بأجمعه قبل خروجه من الدنياء ودخل الشيخ ابن التركي عليه في ذلك المرض فوضع يده عليه فقال: ما بقي شيءٌ» فقال: أي عمر ها بقي هو قال: بلى فقال هو المقصودء فقال سيدي علي بن عثمان قدس سره: أوصناء فقال: أي ابن عثمان من عمل خيرًا قدم عليه ومّن عمل شرًا ندم عليه وأشرف الناس من شرفت طاعة الله وأوضعهم من أهانتةٌ معصية الله أي علي أبعد البعيد من معرفة الله من آثر سخط الله على رضاه ثم غشي عليهء فلما أفاق قال: لا إلله إلا الله محمد رسول الله ما أقرب رحمة الله ممن أحسن وأطاع ثم قرأ: #إن رحمة الله قريب من المحسنين4 [الأعراف: 55] أي بني عثمان أوصيكم بطاعة الله ومراقبته في السر والعلانية وبذل المعروف واحتمال الأذى وإيجاد الراحة لسائر الخلق ما استطعتم فإن أزكى الأموال اعد بأمر الله ووجه في مراضي الله وأعان على طاعة الله؛ وأخبث الأموال ما اكتسب من الحرام فهو كسهام الرامي وقبح ذكره بين الأنام وكونوا كما قال أبو يزيد البسطامي موصيًا لبعض تلامذته: إذا صحبك إنسان سيء الخلق فأدخل سوء خلقه في حسن خلقك يطيب لك العيش معهُء وإذا أنعم إنسان عليك بنعمته فأمسك الخالق تعالى ابتداء فإنه هو الذي يسخر لك الباب السادس في بعض كلماته الشريفة لكل القلوب؛ وإذا ابتليت ببلية فعجل الاستغاثة إليه فإن البلاء لا ينفك إلا بالصبر عليه والالتجاء إلى اللهء ثم قال بعد ساعة أخرى: لا إلله إلا الله محمد رسول الله لكل أجل كتاب ولكل عمل حساب وثواب عمل الطاعة مشكور وعاملها مأجور والمعصية مذمومة وعذابها مجزوم؛ وقال رضي الله عنهُ: أي علي من لم ينتفع بأفعالي لم ينتفع بأقوالي» أي علي أنت شيخ بني عثمان وشيخ إخوتك وشيخ ابني صالح وشيخ الرفاعية من الشيخ منصور إلى قيام الساعةء ثم قال: أي علي غدًا تجتمع الملائكة في هذا المقام كثيرًا غذًا تهطل نعمة الله تعالى في هذا المقام مثل ما هطلت من اليوم الأول إلى هذا اليوم» ثم قال: وأما هذا الجمع من الفقراء فإن العزيز سبحانة تكفل بهم وأمرهم إليه» أي علي اعلم أنه لما قبض العزيز سبحانة القبضة ودعاني إلى تسلمها فضعفت عن حملها وعجزت عن نقلها ولم يقربها جناني ولم يقدر عليها جثماني» فقلت: يا رب لست من أهلها وطرحت نفسي عجرًا عن نقلهاء فعلم الحق سبحانة حقيقة حالي وصدق مقالي وتسلمها مني وقال جلت عظمتة أنا لها فكن أنت أي أحمد نائبًا لجنابنا فلا أعرفها منهُ إلى يوم القيامة» وهي صافية نقية كما سلمتها إليه صافية نقية بيضاء جلية» وهذه بيعتي معة عزّ وجلء ثم قال: أي علي وليس لقبضتي كل الخلق ولكن كل من تمسك بي أو كان عليه شرط التوبة مني أو من خلفائي في سائر الأرض من مشارقها ومغاربها وأنا ملتزم به وثقلهُ علي وأنا لهُ» ثم قال: أي أولاد عثمان قد عقدت لكم مع العزيز سبحانة عقدة وبايعت لكم بيعة لا تنحل أبدّاء منها أنتم خدم لهذا القوم» أشار بذلك إلى خدمة الفقراءء ثم قال: أي أولاد عثمان من خرج منكم إلى سفر أو إلى جمعة أو إلى مكان كان هو الصورة وأنا المعنى» أي أولاد عثمان اسمعوا مني واحفظوا عني واعلموا أن الله تعالى قد جعلكم قناطر تحت أقدام الفقراء يعبرون عليكم وأنتم طريقهم. فانظروا كيف تكونون معهمء. احملوا أثقالهم وحسنوا أحوالهم وتجاوزوا عن أقوالهم وسدوا خلاتهم واجبروا قلوبهم واستروا عيوبهم ولا تروهم بعين النقيصة ووقروا كبيرهم وارحموا صغيرهم وأعطوا سائلهم وتجاوزوا عن ميتهم وأحسنوا على محسنهم ومسيئهم أجمعين يحسن الله إليكم: «#إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون» [النحل: ]١١8‏ ثم قال: أي أولاد عثمان أنتم ينظركم الناس بعين الله سبحانة ويعتقدون فيكم الخير ويحسنون فيكم الظنء. إن كنا كما يظنون فينا فقد سعدنا وما شقيناء ثم تنفس نفسًا كاد يحرق الجلاس من شدة الكمدء ثم قال: أي بني عثمان إني مفارقكم وموصيكم بالتمسك بكتاب الله تعالى والمحافظة على ما كان عليه أصحاب رسول الله كلد واجتنبوا شؤم العصيان ولا تحصل بينكم الفرقة ولا يحمل بعضكم على بعض: «وكان الله على كل شيء رقيبًا» [الأحزاب: ؟5]. ذل الباب السادس في بعض كلماته الشريفة وذكر وصية لقمان لولده إذ قال لهُ ابسط حلمك للقريب والبعيد وأمسك جهلك عن اللئيم والكريم» واحفظ إخوانك وصل أقرباءك أولئك مَن إذا فارقتهم ما فارقوك ولم تغتبهم ولم يغتابوك» واعلم أنه لم يطأ بساطك إلا راغب إليك فمن رغب إليك فأظهر لهُ البشر وأبدأه بالنوال قبل السؤال فإنك من تلجئة إلى المسألة تأخذ من ماء وجهه أكثر مما تعطيه؛ وقد أوصى رضي الله عنهُ أهلهُ وبعض إخوانه بقراءة هذا الدعاء وهو له: اللهم أطلق ألسنتنا بذكرك وطهر قلوبنا عما سواك وروّح أرواحتا بنسيم قربك واملأ أسرارنا بمحبتك واطو ضمائرنا بنية الخير للعباد وألف أنفسنا بعلمك واملأ صدورنا بتعظيمك وصير كليتئا إلى جنابك وحسن أسرارنا معك؛ واجعلنا ممن يأخذ ما صفا ويدع الكدر ويعرف قدر العافية ويشكر عليها ويرضى بك كفيلاً لتكون لهُ وكيلاً ووفقنا لتعظيم عظمتك وارزقنا لذة النظر إلى وجهك الكريم» تباركت وتعاليت يا ذا الجلال والإكرام يا من لا إلله إلا أنت. وقد قال السيد عبد الرحيم قدس سره للسيد أحمد الرفاعي رضي الله عنة: ما نقول بعدك وأيش تورثنا؟ فقال: أي عبد الرحيم تعلم أن ليس لي ما أورثئك بل قل عني أنه ما نام حتى قرأ إنا أنزلناه ست مراتء قال: قلت: كل الفقراء كذلك. فقال: قل ما نام إلا ورأى الخلق أفضل منه» وأما الميراث فأورئك قلوب الخلائق» قال: فأخيرت الشيخ يعقوب بذلك فقال: لك حسب لا لذريتك فرجعت إلى الشيد أحمد الرفاعي رضي الله عنهُ وأخبرت بقوله. فقال: أي ولدي لك ولذريتك فرجعت إلى الشيخ يعقوب» وقلت لهُ ذلك فقال صدق يودّك الناس الذين في زمانك حسبء فرجعت إلى السيد أحمد الرفاعي رضي الله عن وأخبرتهُ بقوله فقال: لكم ولذرياتكم الذرية التي في أصلاب الآباء. وقال السيد عبد الرحيم أيضًا قلت للسيد أحمد ال فاعي رضي الله عنة ما نقول بعدك؟ فقال: قل في شأن هذا اللاش خالك ما يأمر بأمر دون ما فعلهُ؛ ثم قرأ قولهُ تعالى: #لم تقولون ما لا تفعلون» [الصف: ؟] وقال الشيخ ابن النصر للسيد أحمد الرفاعي رضي الله عنهما: أيش نقول بعدك؟ فقال: قل: إن لي شيحًا بقي إحدى وعشرين سنة فيه يدفع البلاء وفيه يمطر وفيه يرحم الخلق وفيه تخضر الأرض وفيه يدر الضرع وفيهِ تنزل البركات وفيه ترفع الدرجات» ثم قال: أيش نقدر أن نقول غير هذا؟ وقال الشيخ على ابن النصر: أي سيدي غير ذلك شيء» ققال: قد قلنا ما تعرفةُ الناس وكم وراء ذلك أمور لا يعلمها إلا الله تعالى. وقال رضي الله عنةُ لسيدي السيد إبراهيم الأعزب قدس سره: إن كنت ترى رجلا يزني خلف هذا الغمود وفرغ وقام ثم كيف أنت تراه؟ فقال: أراه رجلا زانيّاء فقال رضي الله عنة: ليس هذا طريق الفتوة ولا طريق جدك. قال: فكيف أراه؟ قال: رجلا عارقًا أي ولدي يمكن أنهُ حين اشتغاله بهذا الأمر نزل بقلبه خوف الله وتاب وقبل الله توبته فينبغي الباب السادس في بعض كلماته الشريفة 1 أن ترى الخلق بعين الرضاء ثم قال رضي الله عنهُ: عميت لي عين أنظر بها عيب إخواني؛ وقال رضي الله عنة للسيد عبد الرحيم قدس سره إذا أراد أخوك أن يضرب عنقك ينبغي أن تكون إرادتك تبعًا لإرادته؛ فإن الله تعالى يعلم نيتك ونيتة» وقال 1 الله عنة لسيدي السيد إبراهيم الأعزب تحت دالية ماء حين سألهُ عن سبب القعود: أ إبراهيم اختبأت في هذا المكان لأن كل ما في مملكة الله تعالى تشبث 0 في جميع الأحوال بجدك فمن هو بين الخلق حتى كانت لهُ هذه القدرة المملكةء مملكة الله تعالى يتصرف فيها كما يشاءٌ أيش يقدر جدك» وقال سيدي السيد علي بن عثمان للسيد أحمد الرفاعي رضي الله عنهُ أي سيدي أنت الشيخ» فقال: أي علي نزهني عن المشيخة» فقال أي ضيدي تعيش أنت القطبء فقال: أي علي نزهني عن القطبيةء» فقال: أي سيدي تعيش أنت الغرث. فقال: أي علي نزهني عن الغوثية» فقال: أي سيدي أنت السلطان» فقال: أي علي نزهني عن السلطنة؛ فقال: أي سيدي فأيش أقول في شأنك». فقال رضي الله عنه قل: هي البدر لكن في الدياجي كمالها ‏ هي الشمس لكن ليس من دونها ظل فقال السيد علي: فأي حيرة أنت فقال: أنا ما يعجز عنهُ لسانك ويكل عن ذكره سمعك وتنقطع عنهُ جوارحك وينفذ فيه عمرك ولا تصل إلى مرتبتي من ربي عر وجلء أي علي هذا اللاش خالك لا يحد ولا يوصف ولا يعرفةٌ أحدء وقال رضي الله عنة للسيد عبد الرحيم قدس سره: لو عرفتموني ما أظلكم معي جدار ولا وجدتم معي لذة عيش ولا يقر بكم قرار إنما رأيتموني بعين رؤوسكم ولو تروني بعين قلوبكم ضاقت عليكم الأرض بما رحبت وفنيتم من العيان. وقال الشيخ ابن كراز قدس سره للسيد أحمد الرفاعي رضي الله عنه: أي سيدي مثلك مثل العروس على المنصة فهي قائمة لا يزال ينادي عليها والطبل يضرب والمدعيات يأتين: فإذا نزل العروس سكت المنادي وانقطعت الدعات فقال: لا أي يعقوب ما يزال المنادي والعروس على المنصة والطيل يضرب والمدعيات يأتين فلا العروس تنزل ولا المنادي يسكت ولا المدعيات ينقطعن إلى يوم القيامة» وبها جرت البيعة ولن يخلف الله وعده وهو أعلم وأحكم. وقال السيد علي بن عثمان للسيد أحمد الرفاعي رضي الله عنهٌ: أي سيدي من أي قوم أذ نت؟ قال: أنا من القوم الذين أمروا بالعمل فعملوا وبالعلم فتعلموا فعملوا بما علموا فتقبلوا فوصلوا وسبقوا وشربوا حتى سكرواء أي علي أنا ممن حكم عليها ولم تحكم هي عليه وملكها لما وصلت إليه؛ أي علي كل القوم شربوها فحكمت عليهم فعربدوا وباحوا فخالك شربها فحكم عليها فكتم جده وأخفى وجده فظهر بكلماته على أقرانه» أي علي عليك قلادة الجواهر/ م١‏ 155 الباب السادس في بعض كلماته الشريفة بكمال الأسرار تئال الفخار وترضي الملك الجبارء قال علي بن عثمان: بحق العزيز قل لي من أي القوم أنت؟ فقال رضي الله عنه: من القوم الذين شربوا من زلال المحبة ومن شراب العنايدة الأزلية وطاب عيشهم وسقوا حتى تدمعوا والتدمع عند القوم من السكون عن التعرض لمراد الله والصبر تحت اختيار الله والطلب لمراضي الله تعالى» وقال رضي الله عنهُ لسيدي السيد إبراهيم الأعزب: القبل ثلاث العرش قبلة الهمم ومكة قبلة الجباه وجدك قبلة المريدين» وقال رضي الله عنه يقدر الرجل أن يتصرف في باء بسم الله الرحمئن الرحيم من الهلال إلى الهلال. وقال رضي الله عنه للفقراء: أكثروا قراءة بسم الله الرحمئن الرحيم في كل حال ويقول: هو اسم الله الأعظمء وقال رضي الله عنة للفقراء: قولوا بسم الله الرحمئن الرحيم عند كل شيء تفعلوه خاصة عند الطعام والشراب وعند قربكم من نسائكم وفي القيام والقعود وفي المشي في الطريق وفي علف الدواب وجمع الحطب وكنس البيت» ويقول لهم: أي فقراء علموا نساءكم وأولادكم بسم الله الرحمئلن الرحيم يقولوتة على كل حالء وقال سيدي السيد إبراهيم الأعزب للسيد أحمد الرفاعي رضي الله عنهُ: أي سيدي أراك تكثر من هذا الاسم؟ فقال: أي ولدي أحبة ومن أحب شينًا أكثر ذكره ولو عرف الناس ما يجعل لهم بقراءة هذا الاسم من الأجر والفضل والإنعام والبركة والزيادة والرحمة لاشتغلوا بوء قال الشيخ عمر الفاروثي قدس سره: كنت ذات يوم عند السيد أحمد الرفاعي رضي الله عنةُ فأجرينا حديث الأمم الماضية والقرون السالفة» فقلت أي سيدي عند المفسرين الأمم كلها ثمانون ألف أمة أي فرقةء فقال رضي الله عنهُ: أي عمر صدقوا ذلك مبلغهم من العلمء أي عمر إنما هي علوم وصلوا إليها وعلوم لم يصلوا إليها لقوله تعالى: #وما يعلم جنود ربك إلا هو [المدثر: ]"١‏ أي عمر إنما هي ثمانمائة ألف يأكلون ويشربون وينكحونء ولا يكون الرجل رجلاً حتى يعرفهم ويعرف صورهم وكلامهم وصفاتهم ومقاماتهم وأرزاقهم وآجالهم وذراريهم وشقيهم وسعيدهم ذكرهم وأنئاهم حرهم وعبدهم» قال: فلما سمعنا كلامة أبهر عقولنا وتعجب الشيخ يعقوب وقال لهُ: أي شيخنا أيش هذا الأمر العظيم الذي لا تحملة السرائر ولا تجوّزه الخواطرء فقال لهُ: أي يعقوب أزيدك شيئًا آخر لا تستقر نطفة ذكر في محل الأرحام منهم إلا ينظرها ذلك الرجل فزاد تعجبه وقال: أي شيخنا أهذا رب آخر فقال: تأدب أي يعقوب واستغفر ربك إنما يصير صفة من صفات الرب جل جلالة والحق لا يعجزه شيءٌ وكم من وراء ذلك أمور لا يعلمها إلا الله تعالى. الباب السادس في بعض كلماته الشريفة ١146‏ وقال رضي الله عنة: كل من لا يحضر تلامذتة عند الموت فليس هو عندنا برجل وكل شيخ ينكشف مريده خلف جبل قاف في ظلمة الليل ولا يمد يده ليغطيه قما هو عندنا برجل وكل شيخ لا يغير صفات تلميذه ولا يكتب الشقي سعيدًا فليس هو عندنا برجل» وقال رضي الله غنه: الكامل من_فيه أربع صفات أن يبدل الله ببركة صحبته الخلق السيء بالحسنء وأنهُ كلما رفع رأسةُ إلى الله سبحانة وتعالى يسمع الجواب فإنة لا يشغلة شيء عن الخالق جل جلالهُ بحيث لو اجتمع عليه مائة ألف رجل وعرض كل منهم حاجة لقضى حاجتهم من أولهم إلى آخرهم ولم يشتغل بواحد منهم بل يكون متوجهًا بقلبه إلى ربه سبحانة وتعالى حتى يقضي ببركته حاجتهم وأنه لم يعرف رتبتة حق المعرفة كل أحد بل يعرفة من تمكن في مقام المشاهدة فإن الذين نالوا درجة الكمال لهم التمكن في ذلك المقام: وفيه تظهر مرتبة الشخص رجلاً كاملاً أو متنزلاً من درجة الكمال» وقال رضي الله عنهُ للفقراء: شيخ الوقت من كتب محبتة على القلوب وكتب محبته على الماء والهواء فمن شرب الماء وشم الهواء أحبهُ وقال رضي الله عنهُ: الولي الكامل في غالب أموره لا يعمل عملاً إلا عن إذن سماوي وأنهُ يبلغ إلى حال من ربهِ أنهُ يعطي بالله ويمنع بالله ويغني بالله ويفقر بالله.ء ويجلس بالله ويحبس بالله ويطلق باللهء قال فقير للسيد أحمد الرفاعي رضي الله عنه: بلغئا عن الشيخ منصور أنة كان عاشقّاء فقال: أي ولدي صدق فقال الرجل وغيره يعني به السيد أحمد رضي الله عن فقال رضي الله عنهُ: غيره عاشق ومعشوق وإن كان السيد منصور قد ذاب باطنة فغيره قد ذاب ظاهره وباطنة؛ ثم التفت إلى الشيخ يعقوب وقال: أي يعقوب الرجل من تتبين آثاره بعده» وقال رضي الله عنة: أعطيت خصلتين لم يعطهما الشيخ منصور أعطيت الحكمة ولم يعطها وأنا معشوق وهو كان عاشقًا والعاشق متعوب والمعشوق مدلل» وقيل له رضي الله عنة: إن سيدي أبا محمد بن عبد ذكر في بعض مجالسه أن لله تعالى خمسمائة اسمء فقال رضي الله تعالى عنهُ: صدق الشيخ ذلك مبلغهم من العلم إن للحق سبحانة وتعالى بعدد كل شيء خلقة أسماء أي ولدي قد علمت الأمم كلها كم هي وكذلك نبات الأرض مما له جناح أو ساق على اختلاف الألوان والأجناس للشجر مع الورق اسم وللعود اسم وللزهر اسم وللقشور اسم وللثوب اسم فإذا تمزق صار لكل خيط منها لسانًا يسبح الله تعالى به لا يشبه اسم أسماء وكذلك الطير لهُ لسان واحد فإذا مات أو ذيح وفارق ريشة جسده صار لكل ريشة لسانًا يسبح الله تعالى» ثم قال: الدليل على ذلك قوله تعالى: #وإن من شيء إلا يسبح بحمده» [الإسراء: 55] وزاد في أم البراهين وكذلك الملائكة لكل ملك منهم لسان وعشرة وعشرون لسانًا وماثئة لسان وألف لسان يسبحون الله تعالى يتلك الألسن على اختلاف اللغات. وكان السيد أحمد الرفاعي رضي الله عنه مرة يتحدث في المجلس فذكر 145 الباب السادس في بعضص كلماته الشريفة القافء فقال الشيخ يعقوب له أيش بعد القاف قال قاف فأعاد السؤال فقال: قاف وهو يسأل وهو يقول قاف» حتى عد عشر قافات»: فقال للشيخ يعقوب وهو يقول تلك القافات: أي يعقوب أرض بيضاء ما عصي ربنا فيها طرفة عين فيها خلق عظيم لا يعلم عددهم إلا الله تعالى ما سمعوا خلق آدم ولا لعن إبليس» فقال الشيخ يعقوب: يقدر أحد يقول ما لم يتحققة؟ قال: لا أي يعقوب «اما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد» [قَ: ]١8‏ ثم قال السيد أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عنهُ: إلا إذا كنا ثم دعى وقام من المجلس وكان بعض الفقراء يحسن الظن في الشيخ يعقوب ويعتقده فلما رأى كلامه السيد أحمد الرفاعي رضوان الله تعالى عليهم أجمعين هكذا ظن وتصور أن السيد أحمد الرفاعي لم يتحقق هذه الأخبار واعترض عليه ويقول في شأنه على الاستهزاء أحياثاء فأذن الشيخ يعقوب في يوم من الأيام وجلس في الأول وجاء السيد أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عنة وجلس في المحراب وأدخل رأسهٌ في قميصه وفعل الشيخ يعقوب مثل ذلك حتى مضى من وقت الصلاة كثيرء وكان الشيخ يعقوب إذا أذن لا يقدر أحد أن يقول لهُ شيئًا حتى يفرغ من الصلاةء فقام ذلك الفقير المعتقد في شأنه المعترض على السيد أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عنهُ ومد يده إلى الشيخ يعقوب وحركةهٌ فلم يجد غير قميصه وعمامته فتعجب من ذلك وأعلم الفقراء به» فلما كان بعد ساعة طولة رفع الشيخ يعقوب رأسةُ وقام فقال السيد أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عنهُ للشيخ يعقوب: أي يعقوب تعبت وتعبك علي شديد» ثم قال الرجل المعترض للشيخ يعقوب: ما شاهدت؟ فقال لهُ: ما خليتمونا من فضولكم حتى أخذنا السيد أحمد الرفاعي بهذه اللحى البيض ودار بنا المواضع التي ذكرها بأجمعها حتى لا يبقى منها قليل ولا كثير. قال الشيخ صالح أبو بكر الخطيب وكان من أصحاب السيد أحمد الرفاعي رضي الله عنه: كنت يومًا من الأيام عند السيد أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عنهُ وقد نزل الغيث فقال: كل قطرة يقع معها ملك موكل بهاء لا يصعد إلى يوم القيامة» ثم قال: انظروا هل ترون قطرة تختلظ بقطرة أخرى؟ ثم انصرفت عنهُ فحضرت يومًا عند الشيخ إبراهيم التربيتي وقلت له قول السيد أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عنه فقال: هذا ليس بصحيح فصعب عليّ ذلك فقدر الله الجمع بينهما وأنا حاضر وقولهُ يجول في قلبي وكلما أردت أن أتكلم نظر السيد أحمد الرفاعي إلى فأسكتء فقال السيد أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عنه: قال النبي يَنيْةِ: «كل قطرة ينزل منها ملك موكل بها لا يصعد إلى يوم القيامة وهم سكان المساجد المهجورة يصلون ويسبحون فيها وثوابهم لمن يصلي فيها'؛ ثم قال السيد أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عنه: أنا أقول ولم يسمع منى قبل ذلك كلمة أنا هو ذا تحت قوائم العرش ملك عظيم الخلقة خلق الله له جنذا من الملائكة تحت أمره الباب السادس في بعضي كلماته الشريفة 1 ونهيه بعدد كل قطرة وقعت على الأرض إلى يوم القيامة وكل ذرة ومذر وورق» يسيرون لسيره ويقفون لوقفته لا يعلم عددهم إلا الله تعالى» ثم تأزه وقال: وكم لله مثل ذلك» فلما سمع الشيخ التربيتي ذلك القول أطرق رأسة إلى الأرض ولم يقبل شينًا. قال السيد إبراهيم الأعزب قدس سرهٌ كنت نائمًا في بعض الليالي في موضع هناك للسيد أحمد الرفاعي رضي الله عنه فأيقظني وقال: أي إبراهيم ألا أخبرك أظهرني الله سبحانه في هذه الساعة على سبعة مداين»؛ كل مديئة منها بقدر هذه الدنيا سبع مرات» وهي مملوءة من الخلق ليسوا من الجن ولا من الإنس وما فيهم من يذكر الله تعالى» وكل ليلة عند غروب الشمس يأمر الله تعالى الملائكة فيأخذون ذنوب أمة محمد يلل وينفضونها على تلك المدائن السبعةء وكل مَن أصاب منهم ذنبًا فهو من أهل الجنة. وكان السيد أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عنه إذا تحدث بحديث غريب لم يسمع من غيره يقول: أي فقراء اسمعوا مني وحدثوا عني ما على المستمع من درك إنما الدرك على من يقول؛ ثم يقول: #ما يلفظ من قول إلا لديهِ رقيب عتيد» [ّ: 118 قال السيد إبراهيم الأعزب قدس سره حضرت في بعض الأيام عند السيد أحمد الرفاعي وقد نشر بر المشايخ وعطر ذكرهم وطيب وصفهم ومدحهم وحسن الثناء عليهم ثم قال: أي فقراء الشيخ عثمان السالم أبادي قدس سره يصعد كل يوم عند غروب الشمس إلى ديوان الربوبية وينظر ديوان ذريتهِ فما يجد من سيئة يمحها ويكتب عوضها بلا معارضة؛ قال السيد إبراهيم الأعزب فأخذتني الغيرة من ذلك فالتفت إلى السيد أحمد الرفاعي وقال: أي إبراهيم لا يكون الرجل ممكنًا في سائر أحوالهِ حتى يعرض عليه عند غروب الشمس جميع أعمال أصحابه وأتباعه وتلامذته بالقرب والبعد فيمحو منها ما يشاء ويثبت فيها ما يشاء بكرم الله ولطفهء أي إبراهيم قل عن هذا العبد الفقير الحقير البائس المسكين معدن الذل والانكسار. لا يكون الشيخ شيخًا كاملاً في سائر أموره وأحواله وأقواله وأفعاله ولا يصلح له الجلوس في المخدة حتى يحضر عند تلميذه في أربع مواضع عند خروج روحه من جسده وعند مسألة منكر ونكير لهُ وعند جوازه على الصراط وعند الميزان. أهم. وقال السيد أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عنه: الرجل الكامل من فيه أربع صفات أن يبدل الله تعالى ببركة صحيته الخلق السيء بالحسن وأنهُ كلما رفع رأسة إلى الله سبحانة وتعالى يسمع الجواب فإنهُ لا يشغله شيءٌ عن الخالق جل جلالهُ بحيث لو اجتمعت عليه مائة ألف رجل وعرض كل منهم حاجتة لقضى حاجتهم إلى آخرهم ولم يشتغل بواحد منهم بل يكون متوجها بقلبه إلى ربهِ سبحانة وتعالى حتى يقضي ببركته حاجتهمء وإنة لم 154 الباب السادس في بعض كلماته الشريفة يعرف رتبتة حق المعرفة كل أحد بل يعرفة كل مّن تمكن في مقام المشاهدةء فإن الذين نالوا درجة الكمال لهم التمكن في ذاك المقام وفيه تظهر مرتبة الشخص رجلاً كاملاً أو متنزلاً من درجة الكمال. وقال جماعة من الفقراء للسيد أحمد الرفاعي رضي الله عن أي سيدي التلميذ لمن؟ قال: لشيخ الوقت» قالوا: من شيخ الوقت؟ قال: من كتبت محبته على القلوب؛ فسألوه مرة ثانية فقال: من كتب محبتة على الماء والهوى فمن شرب الماء وشم الهواء أحبهُ اه. وسأله الشيخ يعقوب بن كراز يومًا وقال: أي سيدي بأي الطريق وصل المقربون إلى مقام الكشف والمشاهدة؟ فقال: بترك الاختيار وطاعة الملك الجبار وكثرة التواضع والانكسارء وسئل عن الفتوة فقال رضي الله تعالى عنهُ: هو الصفح عن عثرات الإخوان وأن لا ترى لنفسك فضلاً على غيرك» وقال قي أم البراهين الفتى من لا خصم لهُ الفتى خصم لربه على نفسيء الفتوة أن لا يفاخر الفتى مَن آمن بالله وهدي بالإيمان وتوكل على الرحمئن» وسثئل عن الصديق الذي يحل أكل ماله بغير إذنه فقال: هو الذي تسكن النفس إليه ويستريح القلب فيه ثم إنهُ أنشد شعرًا: أصحب من الإخوان من قلبه ١‏ أصفى من الياقوت والجوهر ومن إذا سرّك أودعته لم يظهر السر إلى المحشر ومن إذا أذنبت ذنبًاأتى معتذرًاعنك ومستغفر ومن إذا غيبت عن عينه أزعجةالشوق ولميصبر قال خادمة علي بن الطري ثم التفت إليّ بعد إنشاده وقال أي علي من كان له أخ في الله فقد وجب عليه حقة والمواساة لهُ وحفظة في مشهده وغيبته وأنتم إخواني وأصحابي ولزمي» فعليكم بمراقبة الله تعالى وطاعته حتى لا تخجلوني غدًا بين يدي الله العزيز سبحانة. أي على صديقك من حذرك الذنوب ورفيقك من بصرك بعيوبك وأخوك من أرشدك إلى الله تعالى» أي علي من صحت لهُ صحبة مع الله تعالى لازم قراءة كتاب الله تعالى بالتدبرء واتبع آدابهٌ وأوامره وما خطب بهء ومّن صحت صحبته مع الرسول كك اتبع آدابة وأخلاقة وشريعته وسئنة» ومن صحت صحبته مع الأولياء اتبع سيرتهم وطريقتهم وتأدب بآداب طريقتهمء ومن سقط من هذه الوجوه فقد سلك سبيل الهالكين. وسئل لما لا تحب إجابة الدعوة؟ فقال: لقلة الحلال» وسئل عن سهم الفقير من الله تعالى فقال رضي الله عنه: سهم العبد من ربنا على قدر رغبته والرغبة على قدر المعرفة والمعرقة على قدر حسن اليقين وحسن اليقين على قدر العناية من الله تعالى» وسئل عن الذين يموتون في طريق الحج كيف حالهم فقال رضي الله تعالى عنهُ: يحضرون الحساب على الباب السادس في بعض كلماته الشريفة 154 سبيل النظارة ولا يفزعون ولا يعطشون ولا يجوعون بل ينظرونهم أهل الحساب مسرورين بقبول الحق عليهم وهم آمنون» وسئل أن الله تعالى من قبل الولي أو الولي من قبل الله تعالى فقال رضى الله تعالى عنهٌ: الولى من قبل الحق سيحائة بإقامة الفرائض وأداء الحقوق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكرء ورد الشاره واتباع الشريعة المحمدية» والحق سبحانة من قبل الولي بإجابة الدعاء والانتصار له وأنهُ يغار لهُ وعليه فيأخذ حقة ممن يتعدٌ عليه وينتقم لهُ ممن يظلمهُ من حيث لا يعلمء ويجيب دعائهُ ويقضي لهُ الحوائج» ثم قال: أي فقراء لو لم يكن الحق سبحانة وتعالى من قبل الولي على هذا الوجه في سائر أحواله وبإظهار إشاراته وبيان كراماته لما قامت هيبة الولاية فهيبة الولاية وهيبة النبوة من هيبة الله تعالىء ولما كان الولي من قبل الله تعالى مطيعًا له كان الله تعالى من قبلهِ مجيبًا لهُ. قال السيد إبراهيم الأعزب قدس سره سألني بعض الفقراء عن حال القطبية فسألت السيد أحمد الرفاعي عن ذلك فقال: إذا أراد الله تعالى لعبد أن يؤهلة لهذه المنزلة وهذه الأحوال أول ما يكلفة نفسهٌ فإذا داراها وأدبها وساسها واستقامت معه كلفة أهلة فإذا داراهم وأحسن عشرتهم كلفهُ جيرانة ومحلتة» فإذا داراهم وأحسن إليهم وأقام بحقوقهم كلفة أمر بلده فإذا أحسن إليهم وداراهم كلفهُ جهة من الأرضء فإذا أقام بحقوقهم وأحسن إليهم كلفهُ جميع الأرض وإن سبقت له العناية الأزلية وأحسن إليهم وداراهم وأحسن سريرتة مع الله تعالى فيهم كلفة أمور الدنيا كلهاء فإذا أقام بها كلفهُ ما بين السماء والأرض فإن بينهما خلقًا كثيرًا لا يعلمهم إلا الله تعالى» فإن هو داراهم وأحسن إليهم كلفهُ ما عدا بني آدم من المخلوقات» فإن هو داراهم وأحسن إليهم كلفهُ سماء بعد سماء إلى جميع السمئوات حتى ينتهي إلى مقام الغوثية» ثم يرفع منزلتة حتى تصير صفتة من صفات الحق سبحانة وتعالى» شعرًا: ما زال من وطن يهدي إلى وطن حتى استقرٌ لهُ في الصدق أوطان فإذا صح لهذه الأمور صار عين سر الله في أرضة فيه ينزل الغيث وبه يرفع البلا وبهِ تنزل البركات» حتى لا تنبت شجرة ولا تخضر ورقة ولا يطلع الله على خلقهٍ إلا بنظره ولا تقطر قطرة إلا بإذنهو» وسئل عن مدفن أمير المؤمنين علي رضي الله تعالى عنة فقال: قد اجتمعت جميع السادات العارفين على أنه مدقوة مهد الكرسخي» فقيل لَهُ: أرباب الحديث يقولون إنهُ مدفون بالنجف. فقال: صدقوا فقال آخر: بعض أهل العلم يقولون إنهُ في أول ديار بكرء فقال: صدقواء فقالوا: كيف الجمع بين هذه الأقوال المختلفة؟ فقال: أنتم تقولون إن النبي كَةٍ قال: إن سعة قبر المؤمن مسيرة سئة فكيف 6 الباب السادس في بعض كلماته الشريفة يكون مثل هذا السيد المحتشم علي بن أبي طالب كرّم الله تعالى وجهة؛ وقال في أم البراهين وهل عندكم أحد بعد النبيين والصديقين أفضل من علي عليه السلام وأكثر من إيمانه فلا تستكثروا لهُ أن يكون قبره روضة مسيرة يومين أو ثلاثة أو شهرين أو ثلاثة. وسئل آدم من محمد أو محمد من آدم عليهم الصلاة والسلام؟ فأطرق رأسه ثم رفع وقال للسائل : أيش قلت؟ فأعاد السؤال ثم أطرق رأسة ثم رفع وسأل عن سؤالهِ حتى فعل ذلك ثلاث مرات ثم جثى على ركبتيه وقال: محمد يفيدٍ من آدم ذرية وانتقالاً وآدم عليه السلام من محمد ذل نبوة وسبقًا وعطاءً. وسئل رضي الله عله وقيل لهُ: أي سيدي سمعنا أن رسول الله يكم كان يسبق جبرائيل عليه السلام وقت نزولهِ بالوحي. فهل كان يعرف للقرآن قبل ذلك أم لا؟ فقال رضي الله تعالى عنهُ: تكلم الحق سبحانهُ وتعالى بالقرآن المجيد قبل خلق السملوات والأرض وكتبه في اللوح المحفوظ فلما خلق الله تعالى روح محمد كَلِةٍ عرض القرآن المجيد على روحهٍ فتمثل على قلبهء فلما ظهر إلى الدنيا وبعث بالرسالة ونزل عليه الوحي على لسان جبرائيل عليه السلام وتذكرت روحة الكريمة وق ذلك العرض السابق فجرى القرآن على لسانه فنطق بهء فأنزل عليه «ألم ذلك الكتاب لا ريب فيد» [البقرة: ١١‏ ؟] أي ذلك الكتاب الذي عرضناه على روحك الشريفة وعلمناه سابقًا أنك ستذكره ولا تنساهء ثم أدبة جل وعلا بقوله تعالى: «ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضي إليك وحيه وقل رب زدني علمًا» [طله: ]١١5‏ وسئل عن قول الله تعالى: ما زاغ البصر وما طغى» [النجم: ]١7‏ فقال رضي الله تعالى عنه: نزلت هذه الآية مخبرة عن رسول الله يَةٍ أنه ليلة الإسراء أوقفهُ الله تعالى بين يديه وعرض عليه جميع الكرامات فلم يشتغل بها عن مطلوبه من ربهِ عر وجل ولم يلتفت يمينا ولا شمالا لشدة شوقه إلى الله تعالى ولذيذ مناجاته والتمتع بمحيوبهٍ ونيل مطلوبهء ولهذا قال الله تعالى مخبرًا عنة يَكِةِ: «ما زاغ البصر وما طغى» [النجم: ]١7‏ أي ها زاغ عنا وما طلب غيرنا ولا التفت إلى ما أريناه من عجائب أمورنا ومخلوقاتنا ونعمتنا التي خولناه بهاء ولهذا كان عليه الصلاة والسلام يقول: «اللهم متعني بالنظر إلى وجهك الكريم وأشغلني بالشوق إلى لقائك من غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة» لأنه يق كان الشوق مركب وإلى الله مطلبهُء وسثل عن قول الله تعالى: وما يعلم تأويلهُ إلا الله والراسخون في العلم» [آل عمران: 7] أهم الوعاظ والذين يكتبون الفتاوي؟ فقال: لا بل مثل سيدي الشيخ منصور وسيدي أبي محمد الشنبكي وسيدي محمد بن عبد وسيدي أبو الوفاء وأشباههم. وقال رضي الله عنه في شفاء الأسقام: ما هم يعرفونهُ نحن نعرقه حرفًا حرقًا والذي نعرقة لا يعرقونة وما هو الباب السادس في بعض كلمائة الشريفة "١‏ عليهم مكتوم عندنا مشهور بيننا وبينهم حجب ومسافاة كثيرة من جملتها حجاب مسيرة خمسمائة عام . وسئل عن قول الله تعالى: #يحبهم ويحبونه أذلة» [المائدة: 05] وقيل: كيف محبة الخلق للحق ومحبة الحق للخلق؟ فقال رضي الله تعالى عنه: يحبهم بلا ملل ويحبونة بلا علل يحبهم بلا ملل أبد الآباد زمانًا لا ينقضي وما لهُ نفاد. يحبونهُ لا رغبة في الجنة ولا خوقا من النارء يحبهم وفا ويحبونة صفا يحبهم بالعصمة يحبونة بالخدمة. يحبهم بالتوفيق يحبونة بلا تعويق يحبهم هداية يحبونة دراية» يحبهم بالأمان يحبونه بالإيمان» وسألهُ فقير عن قول الله تعالى: #وزرع ونخيل؟ [الرعد: 4] فسكت ساعة ثم قال له: اشتغلت فردد عليه القول مرارًا ثم فاق من حاله وقال: أي ولدي أقول لك شيئًا قليلاً على كل نخلة منها ثلاثين ألف عتق في كل عتق ثلاثين ألف شمراخ واحد من ذهب والآخر من فضة» وكل شمراخ ثلاثين ألف رطبة كل رطبة ألف رطل لا يشبه بعضها بعضًا لا في طعمها ولا في لونها ولا في ريحها. وسئل عن حال الميت في القبر فقال رضي الله تعالى عنه: أجمع العارفون على أن السعيد في قبره يأكل ويشرب ويتنعم بسائر النعماء كما أن الشقي يعذب بأنواع العقوبة؛ فقال: أي سيدي هذه العظام البالية كيف تتنعم وتتعذب؟ فقال لهُ: أي مقبل ليس لك عين تشاهد بها الآخرة خلقت عيناك للفناء فلا ترى إلا فانيّاء فلما كان بعد أيام خرج السيد أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عنهُ للسفر ومعة ابن مرزبان فبينما هم في الطريق إذ وجدوا جمجمة رأس باليةٍ ناخرة» فقال ابن مرزبان: أي سيدي هذه كيف تأكل وتشرب؟ فقال السيد أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عنة: الآن هي تسلم علي وتتبسم من كلامك؛ قال ابن مرزيان: فلما قدم السيد أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عنهُ عليها نظرت إليه وسلّمت وتكلمت وتبشمت» وفي بعض السير أنه سئل عن الصور فقال رضي الله تعالى عنهُ: أي فقراء فم الصور مثل الدنيا سبع مرات أي فقراء ويزيد فم من يدور عليه يعني فم إسرافيل عليه السلام؛ وهو منذ خلقة الله تعالى لا قم فم الصور ينتظر الأمر بالنفخة. وسئل عن لون الهوى فقال: هو أخضرء فقال السائل: ما الدليل على ذلك؟ فقال: أي ولدي الدليل على أنه أخضر حيث أن النفس تتنزه فيه من الكروب وأنهُ يذهب به الناقز وترتاح إليهِ القلوب كما ترتاح إلى الخضرة» وسأله بعض الفقراء لأي شيء إذا دخلنا بلدًا أول ما تتلقانا الأطفال وكان عنده حينئبٍ رجل من المشايخ الصيادين يقال لهُ ابن زمران؛ فقال رضي الله تعالى عنهٌ: أي فقراء إذا نزل الماءُ إلى البطيحة أيش يصعد عليه أولاً فقالوا صغار السمك؛ فقال: لما فيهم من السلامة والصفا وإن كان يصيبهم قصة أو مدر أو يسمعوا صونًا ما يرجعون والسمك الكبير وإن كان الماءٌ قليلاً وأصابة شية أو سمع صونًا رجع لما فيه من الحسن والخبث» فكذلك فى الباب السادس في بعض كلماته الشريفة الأطفال ليس فيهم خيث ولا رياء؛ وكان قصده التمثل بشيء يقرب إلى أفهام الحاضرين» ولما كان شيخ الصيادين عنده تمثل بالسمك والماءء فقال: قال الله تعالى: #وتلك الأمثال تضربها للناس لعلهم يتفكرون# [الحشر: ١؟]‏ وسأله بعض الفقراء لأي شيء كان السمك في بعض المياه أكثر من بعض؟ فقال رضي الله عنة: لله سبحانة وتعالى بحر كله سمك لا يغادره شيءٌ سواه وعليه ملك موكل به فكل ما أذن لهُ يصل منهُ إلى كل موضع ما هو مقداره ولهم أجنحة يطيرون إلى حيث ما أمر الله تعالى؛ وهو بحر عظيم لا يعلمة إلا الله تعالى وسأله أبو البدر وقال لهُ: ماذا قال ربك؟ فقال رضي الله تعالى عنه: قال ربي جل جلالة دارهم مادمت في دارهم وأرضهم ما دمت في أرضهم » وحضر عنده الشيخ عتيق فسألة وقال لهُ: أي سيدي أنت تعطي الناس يدك يقبلونهاء فقال رضي الله عنهُ: ما يقبلون يديء قال الشيخ عتيق: فكيف هذا وأنت الذي تعطي يدك الخلق يقبلونها؟ فقال له السيد أحمد الرفاعي رضي الله عنة: هؤلاء يقبلون اسم الله العظيم أي سيدي إذا أنت رأيت رقعة ما تقبل منها شيئّاء فقال الشيخ عتيق: أقبل منها اسم الله تعالى» فقال السيد أحمد رضي الله تعالى عنة: انظر إلى أصابعي فإنها اسم الله تعالى» ففرق أصابعةُ وأقام الخنصر في مقام الألف والبنصر والوسطى في مقام اللامين وضم الإبهام بالسبابة حتى صار بشكل الهاء من اسم الله تعالى فتعجب.الشيخ عتيق. وقال: أي سيدي هذا شيء ما سمعناه من غيرك أه. وذكر رضي الله عنهُ المشايخ والأرلياء وذكر منهم جماعة بأسمائهم وأثنى عليهم بما هم أهلهٌ فقال في سيدي أبي محمد الشنبكي قدس سره: إنهُ قلب واصلء» كل السيوف تغمد إلا سيفة فإنهُ سيف القدرة فقدره رفيع وجنابة منيع وله على ربهِ سبحانة الدولة العظيمة» وهي مشيخة هذا الجمع من البداية بالأخذ والعطاء وأمره وحكمة عليه ولا يخرج هذا الجمع إلى مكان إلا وهو معه في السفر أمامة إذا خرج وخلفهُ إذا رجعء وأما محمد بن عبد فإنهُ ينظر إلى إحدى وسبعين قاف كما ينظر أحدكم إلى كفهِ وبسط كفة المباركة . وأما السيد أبو الوفاء قدس سره فإنهُ كان لهُ جاه عظيم ولا يحيى مثلهُ وغدًا يأخذ النبي يَقِةٍ بيده ويباهي به الأنبياء صلوات الله وسلامة عليهم ويقول لهم: هل في أممكم مثل هذا أبو الوفاء وبين عينيه شمس يكشف ضوءها الشمس سبعين ضعفًاء ثم قال: ثلاث رجال برزت تواقيعهم من حضرة العزيز سبحانة وتعالى بانفراد كل واحد منهم بدولة وولاية» وهم سيدي أبو الوفاء والشيخ عثمان السالم آبادي والشيخ عثمان بن مسرورء وأما سيدي الشيخ عثمان بن مسرور فإنهُ سلطان كبير عظيم القدرة إلا أنه فاته ثلاثة أشياء: ما ألقى على رأسه تاج السلطنة ولا جلس على المخدة ولا سير الجيش» لا لنقيصة به ولا عجز عنة ولكن لاشتغاله بربهِ واجتهاده بو؛ وإنهُ لم يفتخر بغير الله تعالى الباب السادس في بعض كلماته الشريفة اوذفن وترك ما دونة ولم يشتغل يغيره لأن المحب قصده محبوبهُ فإذا حصل له فهو المراد به والكفاية عما سواهء وأما سيدي الشيخ منصور قدس الله تعالى سره فإنه لم يزل في السماء مثل الدلو في حوض البئر لهُ صعود ونزول يقضي حوائج الناس وحوائج ذريته وأصحابه إلى يوم القيامة» وأما سيدي الشيخ حمزة قدس سره فرجل عظيم المنقبة على المرتبة عليه خيمة إلى أفق السماء ظل كل ظفر منها لهُ لون من كان له حاجة فليقصده يوم الأربعاء فإنهة يحضر ديوان الربوبية ويقضي الحوائج لا يرى مثله الأولون والآخرون ولا يرون» وأما الشيخ سعد أبادي قدس سره فإنهُ في خيرة أربعين أميرًا مثل الشيخ عمر المرابطين . 'وأما قولهُ رضي الله عنه في السيد أبي محمد الشنبكي قدس سره فإنهُ لم يكن في الشفا تلك القدمة وزاد ونقص في بعضها أشياء فبينهُ بعلاماتها بالحمرة في رأسها وأما سيدي عثمان السالم أيادي قدس الله روحه فإنهُ متواضع معترف يتلاشى ويتذلل لربه لأجل معرفته وقربه متى أراد حاجةًٌ تقضى حاجتهُ من غير مسألة ولا خطاب». وأما السيد أبو الحسن الشنبكي قدس الله تعالى روحه فإنة سلطان كبير القدر كثير الزهد والترك» حتى أنه ما جعل على نفسه أن يجلس على مخدة وما ترك أحدًا يحمل له إبريقًا ولا مَن يخدمة من كثرة زهده وورعهء وأما السيد أحمد بن مسقول قدس سره فإنهُ سلطان محتشم عظيم السطوة كثير الهيبة قوي البأس وكانت لهُ آيات وإشارات من جملتها كلام الثور لهُ وشكواه إليهء وأيضًا أحب الطعام من اليقطين وما تقف لهُ حاجة» وأما سيدي الشيخ عزاز قدس سره فإنهُ عظيم كبير صاحب المرتبة والدولة والصولة» يقدم غدًا إلى حضرة العزيز سبحانة ولا يوقع طرفه ينظر يميئًا ولا شمالاً وما لهُ قصد غير الله تعالى؛ وبين عينيه شمس يزيد نورها على نور الشمس سبعين مرة» قال الشيخ إبراهيم الأعزب قدس الله روحه: كنت يومًا من الأيام عند السيد أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عتهُ فقال: أي إبراهيم قد بقي في الوقت أربعة أنفس رجال فيهم تقضى الحوائج وفيهم ينزل الغيث وهم قضيب البان في الموصل وأبو المكارم في الصلخ والزقري في أم عبيدة وأبو محمد بن عبد في البصرة. وأكثرهم بالله طريقًا الزقري وأكثرهم بصيرة قضيب اليان وأكثرهم حكمة أبو محمدء وأما سيدي أبو المكارم قدس سره فإنهُ كان لا يمر عليه سحاب إلا وسلم عليه ليلا كان أو نهارًا في حياته وبعد وفاته إلى يوم القيامةء وكان الزقري من جملة مريديهء وقيل لهُ رضي الله تعالى عنه: إن أهل بغداد يقولون مشايخ العراق في زمان الحلاج لما احترق وذري في الماء فشربوه فصاروا مشايخ وأخذوا بقوله شعرًا: وما شرب العشاق إلا بقيتي وما وردوا في الحب إلا على وردي ”5 الباب السادس في بعض كلماته الشريفة فقال رضي الله تعالى عنة: ثكلتهم أمهم أيش كان قدرتهم على هذا القول ولمَ لم يأخذ السيف جنوبهم من حيث لا يعلمون؛ ذا ظنّ أنه ورد وذا ظن أنه شرب وذا يظن أنهٌ حضر وذا يظن أنه سمع وما سمع إذ لو سمع لشرب إنهُ هو جاز حول الحمى بحضرة القدس فوصلتة رنة فسمع حنيئًا وطنيئًا وأنيئًا من اتصالهاء فطرب وعربد من غير حضور ولا شرابء أين كان الحلاج يوم وادي أرزن؟ قيل لهُ: وما وادي أرزن؟ فقال: أرض في وادي دمشق وكان الحلاج يومًا مارًا فيه فرأى عظامًا نخرة فتكلم عليها بالاسم الأعظم الذي كان يحفظة وكان سبعّاء فرد الله عليه الروح فحمل عليه فهرب وصاح فزعق الشيخ عزاز بهِ وهو في ظهر أبيهِ فخلصة من السبع. فمتى حرق الحلاج وصار مشايخ العراق برماده مشايخ؟ ثم قال رضي الله عنة: ليس العجب من ذلك ولكن إنما العجب أن الشيخ عزاز لما ظهر إلى دار الدنيا أول ما تكلم بهذه القصة. وقال: يقدم عزاز بن مستودع غدًا إلى حضرة العزيز سبحانة وعن يمينه اثني عشر ألف فارس وعن شماله اثني عشر ألف فارس ما منهم أحد يرضى بمرتبة الحلاج وخادم إبريقه لا يرضى بمقام الحلاج» ولا يقدر الحلاج غدًا أن يقول مثل ما أقول الآن عزاز بن مستودعء ثم قال رضي الله عنه: ولو قال لأخذه السيف من كل جانب من حيث يدري ومن حيث لا يدري. وفي الجلاء ذكر أن هذه الحكاية كذا في البراهين والشفاء كلامهاء وأختلفا فيها بزيادة ونقصان وأوردنا هنا جميع ما ذكر في كتابيهما وأدخلنا بعضها في بعض. حكي أن الفقراء اختلفوا في رجال البطيحة أيهم السلاطين وأيهم الأمراء فسألوا السيد أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عنهٌ فذكرهم لهم وذكر فضلهم ومقاماتهم وقوة أحوالهم وعلو همتهم وعزيز قدرهم وسمو مرتبتهم؛ فعدّ سيدي أبا بكر بن هوازن وسيدي الشيخ مكي البطستاني وسيدي أبا محمد الشتبكي وسيدي أبا الوفاء وسيدي أحمد بن مسرور وسيدي عزاز وسيدي مهبوب وسيدي حمزة وسيدي عثمان السالم آبادي وسيدي أبا الحسن السكناني وسيدي إسحلق السعدي آبادي وسيدي الشيخ منصور وسيدي سهل بن عبد الله وسيدي أبا بكر الهمداني وسيدي عثمان بن مسرور من السلاطين فذلك خمسة عشر رجلاء وقال رضي الله تعالى عنهُ: تمام السبعة عشر يكون من بني الرفاعي. وذكر أن الأمراء لهم فضل كثير فقال: منهم الشيخ خالد وسيدي إبراهيم السرمعالي وسيدي عيسى وسيدي عمر الباقر وسيدي مبارك بن داود وسيدي أحمد بن خميس في الهنية وسيدي أحمد بن خميس في القنطرة وسيدي حبونه سلم إليه السيف ها ظهر رجل في المشرق والمغرب إلا وجاذبة وله فيه ضربة أو ضربتين» وأراد أن يكون رجل الوقت فزاحمت عليه دولة الشيخ منصور بن الرفاعي وما أنفرد به سيدي يحيئ ابن سيدي مكي وسيدي عبد الرحمن السالم أبادي وسيدي أحمد ابن سيدي الباب السادس في بعض كلماته الشريفة ذفن جعفر وسيدي مبارك بن شعيبء» وما انفرد به الشفا سيدي يحيئ النجار وسيدي صالح من قرية الصيادين انتهى. وكان السيد أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عنهُ يبحدث كل أحد من مشربه ويحادث أرباب القلوب بما يشاءً من علم الغيوب وسر المحبوب. ويحدث المريدين بقوانين الشرع وحمسن الأدب ولزوم الطاعات» ويحدث أرباب الخوف والقدرة والعظمة بالموعظة» ويرغب أرباب البدايات إلى الأعمال الصالحة وحسن الظن واليقين ومحبة الصالحين والتمسك بشعار الدين. ويحدث العوام حكايات الأولين وقهر المتجبرين وما جرى على المتكيرين؛ وما اجتمع معهُ أحد قط إلا ويقتدي خاطره فيه باطنًا وظاهرًا حتى أن الإنسان يبقى بعد نظره معطرًا بتلك النظرة المعطرة» قال صاحب أم اليراهين: كان أصحاب السيد أحمد الرفاعي رضي الله عنهُ قد صغت أسرارهم فتنوّرت بصائرهم حكموا على أنفسهم بحسن السيادة فأيدوا بالنظر والفراسة: وشرفوا بخلع القبول وبلغوا بترك الرياسة غاية المأمول» وكانوا كما قال عبد الله بن محمد العابد: من ترك فضول الكلام رزق الخشوع؛ ومن ترك فضول الكلام وفق للحكمة» ومن ترك فضول الكلام وفق للحلاوة والعبادة؛ ومن ترك المزاح وفق للبهاء؛: ومن ترك الضحك وفق للهيبة» ومن ترك التعجسس وفق للإصلاح وستر عيوبه ومن ترك التوهم في صفات الله تعالى وفق للتقى ووقي من الشرك والنفاق» وهذه الأشياء المذكورة من بعض صفاتهم المشهورة لأنهم عملوا أعمالاً مستورة فهي لهم عند الله مذخورة وكذلك. يثبت أقدامهم ويزيل أوهامهم؛ فهم فهموا ما عند الله وأشاروا إلى الله وأعرضوا عما سوى الله فخرقت الحجب أنوارهم وجالت حول العرش أسرارهم وجلت عند الرحمان أخطارهم وعميت دون الله أبصارهم. وهم كما قال رسول الله وَقِ: «مَن أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله ققد استكمل الإيمان:”'" اه وقد أثنى أكابر الأولياء وأجلاء العلماء وأكارم العرفاء الذين تنزهت أخلاقهم من الأغراض وقلوبهم من الأمراض على أصحاب السيد أحمد الرفاعي ووصفوهم بالصلاح والتقوى والتمسك بحبل الشرع الأقوى؛ وقال فيهم معظم مشايخ العرب وعلماء فارس إنهم الطائفة الناصرة لدين الله والذابة عن شريعة رسول الله. ولهم المناقب العظيمة والأيادي الكريمة في خدمة دين الله ونصرة شريعة رسول الله وحماية الملة الإسلامية وعلمائها وشيوخها من الكفرة والزنادقة» بقو الكرامات الصادقة والعنايات الخارقة كما سيأتي ذكر بعضها عند حصول المناسبة» ولم ير في مكتوبات العارفين )١(‏ أخرجه في كنز العمال عن معاذ :»)1١/١(‏ كتاب الإيمان والإسلام حديث رقم: 04١‏ وأخرجه الخطيب البغدادي في تاريخه عن ابن عمر (9/ 4145)» حرف العين» حديث رقم: للا حل الباب السادس في بعض كلماته الشريفة والعلماء المتقدمين وأصحاب السير والمؤرخين إلا ألفاظ التعظيم والتنويه بالكرامة وعظيم الخوارق للطائفة الجليلة الرفاعية بطنًا بعد بطن وجيلاً بعد جيل» نعم شنع عليهم بعض الحسدة وأصحاب التعصب الواهي وقالوا بأن دخول النار وركوب السباع واللعب بالحيات وأمثال ذلك مما أكرمهم الله بها حيلة وبهتاناء وأول مَن شنع عليهم ابن تيمية الحنبلي وتبعه على تلفيقاته الكاذبة وأفكاره السقيمة ابن كثير والحافظ الذهبي المشهور والعيني» ولا يخفى أن ابن تيمية ما سلم من لسانه رجل من أهل الله وقد ابتلاه الله بقلة الأدب مع أهل الحقء ومن العجب أنه حار في أمره فتارة يثبت من الكرامات ويقول كما يظهر لك أن دخول النار وإحياء الفرس وغير ذلك مما عدده في كتابه الفرقان من كرامات الأولياء التي هي من معجزاته يَيِْةِ وتارة ينفي ويقول: إن دخول النار وشرب السم وغير ذلك من الأحوال المنكرة المبتدعة؛ فعلى أي كلمة من كلمات الشيخ نعتمد وإلى أي رأي من آرائه نستندء وما أحسن ما قال فيه الإمام تقي الدين السبكي كما ذكر ذلك الشيخ أحمد زروق المغربي قدس سره في كتابهٍ شرح حزب البحر أنه رجل علمةُ أكبر من عقله؛ ثم قال: ومقتضى ذلك أن يعتبر بنقله لا بتصرفه في العلم والله تعالى أعلم. قلت وقد كان يزعم هو أنهُ ممن يؤيد السنة ويقمع البدعة والحال أن الرجل كان بلية على السنة وداءً للشريعة؛ ولو نظر صاحب علم وفضل إلى أقواله وتكفير مَن خالفة فيها لرأى أن كل من على وجه الأرض إلا من ندر ما بين مبتدع وكافر وقليل بل أقل من القليل من يبقي له الشيخ ابن تيمية المذكور صفة الإيمان والإسلام؛ وناهيك بهذا الأثر السقيم من أثر عم البلاد النجدية وبث فيهم الاعتقادات الغريبة الموجبة لكسر قناة الملة الإسلامية» وأنك ترى بين أظهرنا بقيتهم الطائفة الوهابية قاتلهم الله فإنهم استأصلهم الله حرفوا أحكام الشريعة وتعصبوا لأمانة السئة وإحياء بدعهم الشئيعة حتى كأنك ترى بقوة بذر ابن تيمية كل واحد نجدي شيحًا نجديًا وسهمًا شيطانيّاء وقد حذى حذوه ابن كثير فإنهُ من بقية أتباعه والذهبي فإنهُ مع جلالة قدره جعل نفس من أنصاره وأشياعه» فلا تراهم يعظمون في تواريخهم إلا حنبليًا أو أميرًا أو ملكا أو وزيرّاء ومما يعجبك وتعجب له أن ابن كثير عفي عنهُ ذكر في تاريخهٍ شأن جماعة من المشايخ الرفاعية وأطنب بمدحهم لكونهم من المذهب الحنبلي أو ممن ذبّ عن الإمام أحمد بن حنيل رضي الله عنهُ على رأي الانتصار بهم لما قام عندهم من الأدلة المعزوة لمذهب الإمام أحمد رضي الله عنهُ كالقول والعياذ بالله بالجهة والاستواء بالكيفية وغير ذلك من الاعتقادات الباطلة التي أوضحها الإمام أحمد بن حجر رضي الله عنهُ من عقيدة ابن تيمية وغيره من الحنابلة الذين انحرفوا عن حقيقة مذهب الإمام أحمد وأخذوا اسم لا غير وابتلوا بالخوض في ذات الله وبالطعن في أولياء اللهء وإن هي إلا -خدعة الشيطان أعوذ بالله من الشيطان الرجيم وهنا أردت أن أذكر الباب السادس في بعض كلماته الشريفة ا" لك ملخص ما قاله المسكين ابن كثير في تاريخه عن ما جرى بين شيحْهِ أحمد بن تيمية وبين الشيخ صالح العارف بالله القدوة الشيخ صالح الأحمدي الرفاعي المعروف بشيخ المنيع بنصه وحروفه لتفهم قوة عقل ابن تيمية وما هو عليه من الحسد والبلية على أنه نسي مَن آذى لي وليّا فقد حاربني وذلك قول الله في الحديث القدسي فحارب الله بأذية أوليائه فانتصر الله لهم وكانت نهايتة أن مات محبوسًا في قلعة دمشق مقهورًا وثبتت غارة الله لأوليائه وانتصاره لأحبائهء ولقائل أن يقول: قد ابتلي أحباب الله بالقتل والسجن وغير ذلك» فالجواب ابتلاءٌ الأولياء والصدّيقين محبة من الله وظهور سر القهر في من آذى أولياء الله وأحبابة انتقام من الله سبحانة وتعالى» وبين الانتقام والمحبة بون عظيم وهذا ما قاله ابن كثير بحروفه: وذكر ما جرى للشيخ تقي الدين بن تيمية مع الأحمدية وكيف عقدت لهُ المجالس الثلائة في يوم السبت تاسع جمادى الأول حضر جماعة كثيرة من الفقراء الأحمدية الرفاعية إلى نائب السلطنة بالقصر وحضر الشيخ تقي الدين بن تيمية فسألوا من نائب السلطنة أن يحضر الأمر أو أن يكف الشيخ تقي الدين إنكاره عليهم من وأن يسلم لهم حالهمء فقال الشيخ: هذا ما يمكن ولا يتم لكل أحد أن يدخل تحت الشريعة قولاً واحدًا وفعلا ومن خرج عنها وجب الإنكار عليه وعلى كل أحدء فأرادوا أن يفعلوا شينًا من الأحوال التي يتعاطونها في سماعهم. فذكر الشيخ أن هذا أكثر من باب الحيل واليهتان ومن أراد منكم أن يدخل الئار فليدخل الحمام وليغسل جسده غسلاً جيدًا وينظفة ويدلكه بالخل ثم بعد ذلك كله يدخل النار إن كان صادقاء ولو فرض أن أحذا من أهل البدعة دخل النار فإنهُ لا يدخل على صلاحه بل هو من الأحوال الداخلية المخالفة للشريعة المحمدية إذا كان صاحبها على غير الطريقة السنية» فابتدر شيخ المنيع فضبط عليه هذه الكلمة: الأمراءُ والحاضرون وكثر الإنكار عليهم من كل أحدء ثم اتفق الحال على أنهم يخلعون الأطواق الحديد وأن من خرج منهم عن السنة ضربت عتقة وصنف الشيخ جزءًا في طريق الأحمدية وأصل مسلكهم وما في ذلك من مقبول ومردود بالشرعء وأظهر الله السنة ولله الحمد والمنة» وذكر ابن كثير بعد وريقات في تاريخه المسمى بالبداية والنهاية أن الشيخ صالح الأحمدي الرفاعي شيخ المنيع وكان التتار يكرمونة ولما جاء قطلواشاه نائب التتار نزل عنده؛ وهو القائل للشيخ تقي الدين بن تيمية حين تناظروا بالقصر: نحن ما تنفق حالاتنا إلا عند التتار وأما عند الشرع فلا والله أعلم انتهى ما قالهُ ابن كثير بحروفه. وأما ما قالهُ الذهبي في تاريخه المعبر عند ذكر حوادث ثمان وسبعين وخمسمائة فها هو بحروفهء قال: وفيها توفي أحمد بن الرفاعي الزاهد القدوة أبو العباس بن علي بن أحمد كان أبوه قد نزل البطائح بالعراق بقرية أم م١"‏ الباب السادس في بعض كلماته الشريفة عبيدة» فتزوج يأخت الشيخ منصور الزاهد فولد له الشيخ أحمد في سئة خمسمائة وتفقه قليلاً على مذهب الشافعي» وكان إليه المنتهى في التواضع والقناعة ولين الكلام والذل والانكسار والإزراء على نفسهِ وسلامة الباطن» ولكن أصحابةٌ فيهم الجيد والردي وقد كثر الزغل فيهم وتجددت لهم أحوال شيطانية منذ أخذت التتار العراق من دخول النيران وركوب السباع واللعب بالحيات» وهذا لا عرفة الشيخ ولا صلحاء أصحابه. وعبارة الحافظ الذهبي رحمة الله عين مدرك ابن تيمية وهو من أعجب العجائب وأغرب الغرائب» وسيأني تفصيل هذه الكرامات التي أنكروهاء ويظهر لك أيها المنصف أن الأمر كان من الحسد لمعاصرهم الشيخ صالح الأحمدي المنيعي. الرفاعي لا غير» وانظر ما ذكيره في هذا الباب الفاضل السيد نعمان أفئدي ابن العلامة مفتي العراق السيد محمود أفندي الألوسي البغدادي في كتابهِ جلاء العينين الذي بناه على تبرئة ابن تيمية من الزيغ والكفر وغير ذلك وها هو بنئصه. فإن قلت: قد تبين من العلماء من هو قادح في الشيخ ابن تيمية وإن كانوا أقل من الفرقة الراضية المرضية إلا أنه عرف من القاعدة التي عليها التعويل أن الجرح مقدم على التعديل فما الجواب المميز للخطأ عن الصواب؛ قلت: قال العلأمة شيخ مشايخنا وأفضل المتأخرين في عصرنا السيد محمد أمين بن عابدين الدمشقي محشي الدر المختار في كتابو سل الحسام الهندي لنصرة الشيخ خالد النقشبندي: إن هذه القاعدة المعروفة بين أهل التفريع والتأصيل من أن الجرح مقدم على التعديل إنما هي في غير من اشتهرت عدالتهٌُ وظهرت ديانتة؛ وفي غير من علم أن التكلم فيه ناشىءٌ عن عداوة أو جهلة أو غباوة» فقد قال الحافظ الباجي: الصواب عندنا أن من ثبتت إمامتهٌ وعدالتة وكثر مادحوه ومزكوه وندر جارحة وكانت هناك قرينة دالة على سبب جرحه من تعصب مذهبي أو غيره فإنا لا نلتفت إلى الجرح فيه ونعمل فيه بالعدالة وإلا فلو فتحنا هذا الباب وأخذنا تقديم الجرح على إطلاقه لما سلم لنا أحد من الأئمة إذ ما من إمام إلا وقد طعن فيه طاعنون وهلك فيهِ هالكونء وقد عقد الحافظ أبو عمر بن عبد البر في كتاب العلم بابّا في حكم قول العلماء بعضهم في بعض بدأ فيه بحديث الزبير رضي الله تعالى عنهُ: دب إليكم داءُ الأمم قبلكم الحسد والبغضاء الحديث. وروي يسنده عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أنهُ قال: «استمعوا على العلماءٍ ولا تصدقوا بعضهم على بعض فوالذي نفسي بيده لهم أشد تغايرًا من التيوس في زروبهاءء وعن مالك بن دينار: «يؤخذ بقول العلماءِ والقراء في كل شيء إلا قول بعضهم في بعض»» ومما ينبغي أن يتفقد عند الجرح حال العقائد واختلافها بالنسبة إلى الجارح والمجروح فريما خالف الجارح المجروح في العقيدة فجرحة لذلك» وإليه أشار الرافعي بقوله: وينبغي أن يكون الباب السادس في بعض كلماته الشريفة امن المزكون براء من الشحناء والعصبية في المذهب خوفًا من أن يحملهم ذلك على جرح عدلٍ أو تزكية فاسقء وقد وقع هذا لكثير من الأئمة جرحوا بناء على معتقدهم وهم المخطئون والمجروح مصيب انتهى. وقد أطال في هذا المقام وهو لعمري على رأس المخالف أمضى من حسامء وقال أيضًا في حاشيته على الدار المختار في بحث الإمام أبي حنيقة وذكر مناقبه ورد الطاعنين فيه ما نصة: إن الإمام رضي الله تعالى عنةٌ لما شاعت فضائلة جرت عليه العادة القديمة من إطلاق السئة الحاسدين فيه حتى طعنوا في اجتهاده وعقيدته مما هو مبرأ منة قطعًا لقصد أن يطفؤوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره كما تكلم بعضهم في مالك وبعضهم في الشافعي وبعضهم في أحمد بل قد تكلمت فرقة في أبي بكر وعمر المخزومي وفرقة في عثمان وعلي وفرقة كفرت جميع الصحابة : ومن ذا الذي ينجو من الناس سالمًا 2 وللناس قال بالظنون وقيلٌ وقال الذهبي والعسقلاني: إن قول الأقران بعضهم في بعض غير مقبول لا سيما إذا لاح أنه لعداوة أو لمذهب إذ الحسد لا ينجو منه إلا من عصمةه الله تعالى» قال الذهبي: وما علمت أن عصرًا سلم أهلهُ من ذلك إلا عصر النبيين عليهم الصلاة والسلام انتهى. ونحو ذلك ما نقلهُ الإمام الشعراني في ميزانه عن طبقات التاج السبكي ما نصة: ينيغي لك أيها المسترشد أن تسلك سبيل الأدب مع جميع الأئمة الماضيين وأن لا تنظر إلى كلام بعض الناس فيهم إلا ببرهان واضح.ء ثم إن قدرت على التأويل وتحسين الظن بحسب قدرتك فافعل وإلا فاضرب صنحًا عما ترى بينهم فإنك يا أخي لم تخلق لمثل هذا وإنما خلقت للاشتغال بما يعنيك من أمر دينكء» قال: ولا يزال الطالب عندي نبيلاً حتى يخوض فيما جرى بين الأئمة فتلحقة الكآبة وظلمة الوجه فإياك ثم إياك أن تصغي لما وقع بين أبي حنيفة وسفيان الثوري أو بين مالك وابن أبي ذئب أو بين أحمد بن صالح والشعبي أو بين أحمد بن حنبل والحرث المحاسبي» وهلم جرًا إلى زمان الشيخ عز الدين بن عبد السلام والشيخ تقي الدين بن الصلاح فإنك إن فعلت ذلك خفت عليك الهلاك فإن القوم أئمة أعلام ولأقوالهم محامل ربما لم يفهمها غيرهم» فليس لنا إلا الترضي عنهم والسكوت عما جرى بينهم كما نسكت عما جرى بين الصحابة رضي الله تعالى عنهم أجمعين» قال: وكان الشيخ عز الدين بن عبد السلام يقول: إذا بلغك أن أحد الأئمة شدد النكير على أحد من أقرانه فإنما ذلك خوفًا على أحد أن يفهم من كلامه خلاف مراده لا سيما علم العقائد فإن الكلام في ذلك أشد .انتهى. وقال أيضًا الشعراني في كتابه الأجوبة المرضية عن الفقهاء والصوفية: كما وقع أيضًا للشيخ عز الدين بن عبد السلام من رمي أهل زمانه لهُ بالكفر من أجل كلمة قالها في عقيدته وحرشوا السلطان قلادة الجواهر/ م ١5‏ لق الباب السادس في بعض كلماته الشريفة عليه: ثم تداركة الله تعالى بلطفهء وكذا أنكروا على الشيخ تاج الدين السبكي ورمود بالكفر واستحلال شرب الخمر وغيرهما وأتوا بِهِ مغلولاً مقيدًا من الشام إلى مصر ومعة خلائق يشهدون عليهء وأنكروا على إمام الحرمين شيخ الغزالي وحسدوه وآذوه فبرع له ولد واشتغل بالعلم وصار يدرس نيابة عن والده فأطعموه السم فقتلوه وأفتوا بكفر الإمام الغزالي بألفاظ وجدوها في كتابه الإحياء وحرّقوا ما وجدوه في أرض المغرب من نسخ الإحياء؛ وكان من جملة من قام عليه القاضي عياض وضرب رسول الله يقٍ ابن أبي الخوارزم في المنام مقارعء فلم يزل أثر الضرب على جنبيه حتى مات والواقعة مشهورة» ومن جملة ما شنعوا على الغزالي قولهُ ليس في الإمكان أبدع مما كان وأمر الإمام أبي حنيفة وأحمد بن حنبل من الحبس والضرب مشهورء وما قاساه الإمام الشافعي من أهل مصر لما ادعى الاجتهاد المطلق. وكذا الإمام مالك من أهل عصره. وما قاساه الإمام البخاري حتى أخرجوه من بخارى إلى مديئة خرتنك فمات بهاء وما قاساه سعد بن أبي وقاص وتشكي أهل الكوفة عليه عند عمر رضي الله تعالى عنهما أنه لا يحسن أن يصلي وغير ذلك مما يضيق عن تعدادهم هذا الكتاب» فإن أردتة فارجع إلى المصنفات المفصلة والكتب المطولة وفي كتاب هداية السائل إلى أدلة المسائل لشيخنا أبي الطيب القنوجي حماه الله تعالى قد فتح باب التقليد والتمذهب عداوات وتعصبات قل من سلم منها إلا من عصمة الله تعالى؛ قال: وذكر الحافظ الذهبي في ترجمة أحمد بن عبد الله البناني أن نعيمًا الأصفهاني قال: كلام الأقران بعضهم في بعض لا يعبأ به لا سيما إذا لاح لك أنه لعداوة أو لمذهب أو لحسد ولا ينجو منه إلا من عصمة الله تعالى وما علمت عصرًا من الأعصار سلم أهله من ذلك سوى النبيين والصديقين فلو شئت لسردت من ذلك كراريس انتهى . وذكر الفاضل السيد نعمان أفندي الألوسي في كتابه جلاءٍ العينين أيضًا أن ابن تيمية قال في كتابه الفرقان ما نصة: فأولياءً الله تعالى المتقون هم المهتدون بمحمد يقد فيفعلون ما أمر به وينتهون عما نهى عنه ويقتدون به فيما يبين لهم أن يتبعوه فيه فيؤيدهم الله تعالى بملائكته وروح منهُء ويقذف الله تعالى في قلوبهم من أنواره» ولهم الكرامات التي يكرم الله عرّ وجل بها أولياءه المتقين وخيار أولياء الله تعالى كراماتهم حجة في الدين أو لحاجة في المسلمين. مثل ما كانت معجزات نبينا يك كذلك: وكرامات أولياء الله تعالى إنما حصلت ببركة أتباع رسوله يكلم فهي في الحقيقة تدخل في معجزات الرسول عليه الصلاة والسلام التي جمعت نحو ألف معجزة وكرامات أصحابه والتابعين بعدهم وسائر الصالحين كثيرة جدًا مثل ما كان أسيد بن حضير يقرأ سورة الكهف فنزل من السماء مثل الظلمة فيها أمثال السرج وهي الملائكة» الباب السادس في بعض كلماته الشريفة الم فنزلت تسمع لقرائته وكانت الملائكة تسلم على عمران بن حصينء وكان سلمان وأبو الدرداء يأكلان في صحفة فسيحت الصحفة وسبح ما فيهاء وعباد بن بشر وأسيد بن حضير»ء خرجا من عند رسول الله و في ليلة مظلمة فأضاء لهما طرف السوط فلما افترقا افترق الضوءٌ معهما رواه البخاري وغيرهء وخرجت أم أيمن مهاجرةًٌ وليس معها زاد ولا ماء فكادت تموت من العطش فلما كان وقت الفطر وكانت صائمةٌ سمعت حسًا على رأسها فرفعتةٌ فإذا دلو برشاء أبيض معلق فشريت منة حتى رويت وما الله يكيةِ فمشى معه الأسد حتى أوصلة إلى مقصده. وخالد بن الوليد حاصر خصنًا فقالوا: لا نسلم حتى تشرب السم فشربهٌ فلم يضره» وعمر رضي الله تعالى عنهُ نادى سارية من المنبر والقصة مشهورةء ومثلة كثيرء» ومثل ذلك ما جرى لأبي مسلم الخولاني الذي ألقي في النار فإنهُ مشى هو ومن معهُ من العسكر على دجلة وهي ترمي بالخشب من مدهاء ثم التفت إلى أصحابه ققال: هل تفقدون من متاعكم شيئًا حتى أدعو الله تعالى فيه؟ فقال بعضهم: فقدت مخلاة فقال: اتبعني فاتبعة فوجدوها قد تعلقت بشيء فأخذوهاء وطليهُ الأسود العنسي لما ادعى النبوة فقال لهُ: اشهد أني رسول الله قال: ما أسمعء قال: اشهد أن محمدًا رسول الله قال: نعمء فأمر ينار فألقي فيها فوجدوه قائمًا يصلي وقد صارت بردًا وسلاماء فقال عمر: الحمد لله الذي لم يمتني حتى أراني من أمة محمد يَكيْةٍ من فعل به كما فعل بإبراهيم خليل الله وصلة ابن أشيم مات فرسة وهو في الغزو فقال: اللهم لا تجعل لمخلوق علي منة ودعا الله سبحانة فأحياه لهُ فلما وصل إلى بيته قال: يا بني خذ سرج الفرس فإنه عارية» فأخذ سرجه فمات وقد وقع لهُ كثير من ذلك» وكان سعيد بن المسيب في أيام الحرة يسمع الأذان من قبر النبي يةٍ أوقات الصلاةء وكان المسجد قد خلا فلم يبق فيه غيره؛ء وكان إبراهيم التميمي يقيم الشهر والشهرين لا يأكل شيئًاء وكان عبد الواحد بن زيد أصابة الفالج فسأل ربه سبحانة أن يطلق لهُ أعضاءه وقت الوضوء فكان تطلق لهُ أعضاؤه وقت الوضوء ثم يعود بعدهء وهذا يابٌ واسمٌ قد بسط الكلام على كرامات الأولياء في غير هذا الموضع انتهى بحروفه. وهذا في الحقيقة من أعجب الأمور فكأنٌ الشيخ ابن تيمية عفي عنة أذعن واعتقد ببعض الكرامات وأنكر البعض. وفي هذا كفاية فلا حول ولا قوة إلا بالله. ولا يخفى أن وجود الأولياء في المسلمين ثابت بالنص القرآني وكرامات أولياء المسلمين معجزة للنبي يَكةٍ وإنكار كرامات الأولياء كإنكارهم وإنكارهم كفر لما فيه من تكذيب النص ولنبحث هنا على وجوب اعتقاد كرامات الأولياء كما قالهُ العلماءً كافة واتفق عليه في المسلمين عامة؛ قال محب الدين محمد بن الشحنة في نف الباب السادس في بعض كلماته الشريفة منظومتهِ التي شرحها السيد الشريف أحمد الحموي وسماها تعليق القلائد على شرح العقائد: قال الشارح: وخالد هو خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب أبو سليمان المخزومي سيف الله وصاحب رسول الله كَكِيخٍ في الهدنة طوعًاء واستعملة أبو بكر رضي الله تعالى عنهُ على قتال مسيلمة ومّن ارتد من الأعراب بنجدء ثم وجهة إلى العراق ثم وجهة إلى الشام. وأمْره على أمراء الشامء وهو أحد الأمراء الذين ولُوا فتح دمشق وقصتهُ على ما في تاريخ الحافظ بن عساكر عن أبي السفر قال: نزل خالد بن الوليد الحيرة فنزل على بني أم المرازية فقالوا لهُ: احذر السم لا تسقيك الأعاجم فقال: أتوني به فأتي به. وفي حديث ابن المقري اثتوني منه بشيء فأخذه بيده ثم اقتحم وقال: بسم الله فلم يضره شيء انتهى . وقال الإمام اللقاني في شرح جوهرة التوحيد: وأثبيتن للأولياالكرامه ومن نفاها فائِبذن كلامه يعني أنهُ يجب عليك أيها المكلف أن تعتقد حقيقة كرامات الأولياء بمعنى جوازها ووقوعها كما هو الحق عند جمهور أهل السنة جمع كرامة» وهي أمر خارق للعادة غير مقرون بدعوى النبوة ولا هو مقدمة لها يظهر على يد عبد ظاهر الصلاح ملتزم لمتابعة نبي كلف بشريعتهِ مصحوب بصحيح الاعتقاد والعمل الصالح علم بها أو لم يعلم» فامتازت بعدم الاقتران المذكور عن المعجزة وينبغي مقدمتها عن الأرهاصء» وبظهور الصلاح عما يسمى معونة كما يظهر على يد بعض عوام المسلمين تخليصًا لهم من المحن والمكاره؛ وبالتزام متابعة نبي إلى آخره عن الخوارق المؤكدة لكذب الكذابين وتسمى إهانة كبصق مسيلمة في بئر عذبة الماء ليزداد ماؤها حلاوة فصار ملخًا أجاجاء وبالمصحوبية بصحيح الاعتقاد إلى آخره عن الإسرار كما خرج السحر من جهات عدة ومنهُ علم أن الخوارق سبعة أقسام محتجين على الجواز بأن ظهور الخارق المذكور أمر ممكن في نفسهٍ وكل ما هو كذلك فهو صالح لشمول القدرة لإيجاده؛ ودليل جواز ذلك الأمر وإمكانه أنه لا يلزم من فرض وقوعهٍ محال» وعلم الوقوع بأمرين أحدهما ما جاء في الكتاب من قصة مريم وولادتها عيسى دون زوج مع كفالة زكريا لها عليه الصلاة والسلامء وكان لا يدخل عليها غيره وإذا خرج من عندها أغلق عليها سبعة أبواب» وكان يجد عندها فاكهة الصيف في الشتاء وفاكهة الشتاء في الصيف» ومن قصة أصحاب الكهف ولبثهم في كهفهم سنين بلا طعام ولا شراب: ومن قصة آصف ابن برخيا وإتيانه بعرش بلقيس قبل ارتداد طرف ألباب السادس في بعض كلماته الشريفة يلف سليمان إليه يو والثاني ما تواتر معناه والقدر المشترك منه وإن كانت تفاصيلة آحادًا من كرامات الصحابة والتابعين ومن بعدهم إلى وقتنا هذا مما ملأ الآفاق وضاقت عنة الدفاتر والأوراق» وقوله ومن نفاها فانبن كلامة إشارة إلى رد مذهب جمهور المعتزلة وللأستاذ وأبي عبد الله الحليمي مباحث قالوا بعدم جوازها متمسكين بما عمدتة أنه لو ظهرت الخوارق من الأولياء لالتبس النبي بغيره إذ الفارق إنما هو المعجزة ويأنها لو ظهرت بكثرة كثرت الأولياء وخرجت عن كونها خارقة للعادة» والفرض كونها كذلك هذا خلف وبأنها لو ظهرت لا لغرض التصديق لانسد باب إثبات النبوة بالمعجزة لجواز أن يكون ما يظهر من النبي لغرض آخر غير التصديق» وبأن مشاركة الأولياء للأنبياء في ظهور الخوارق يخل تعظيم قدر الأنبياء ووقعهم في النفوس . وإنما نبذنا كلامهم هذا لضعف هذه المتمسكات» فقد أجيب عن أولها بالفرق بين المعجزة والكرامة باعتبار دعوى النبوة والتحدي في المعجزة دونهاء وعن ثانيها بالمنع إذ غايتة استمرار نقض العادات وذلك لا يوجب كونة عادةٌ؛ وعن ثالثها بأن ظهورها عند مفارقة الدعوى يفيد تصديق النبي قطعًا ويحصل معها به العلم الضروري الذي لا يقدح فيه ذلك الاحتمال» وعن رابعها بالمنع بل ذلك مما يزيد في جلالة أقدارهم والرغبة في اتباعهم حيث نالت أممهم مثل هذه الدرجة ببركة الاقتداء بهم والتدين بعقائد شريعتهم والاستقامة على طريقتهم أماتنا الله على مهمات الأولى الولي عرفا هو العارف بالله تعالى وبصفاته حسب الإمكان المواظب على الطاعات المجتنب للمعاصي المعرض عن الانهماك في اللذات والشهوات المباحة» فعيل بمعنى مفعول لأن الله سبحانةُ تولى أمره فلم يكلهُ إلى نفسه ولا إلى غيره لحظة بل تولى رعايتة قال تعالى: #وهو يتولى الصالحين4 [الأعراف: ]١95‏ أو بمعنى فاعل لأنة يتولى عبادة الله وطاعته على الدوام والتوالي من غير أن يتخللها عصيان وكلا المعنيين واجب تحققة حتى يكون الولي عندنا وليّا في نفس الأمر بحيث يتحقق قيامة بحقوق الله تعالى عن الاستقصاء والاستيفاء بجميع ما أمر به ويتحقق دوام حفظ الله تعالى إياه في السراء والضراءء قاله القشيري ونحوه قول ابن دهاق في شرح الإرشاد للولي أربعة شروط: أحدها أن يكون عارفًا بأصول الدين حتى يفرق بين الخلق والخالق وبين النبي والمتنبي. الثاني أن يكون عالمًا بأحكام الشريعة نقلاً وفهمًا ليكتفي بنظره عن التقليد في الأحكام الشرعية كما اكتفى عن ذلك في أصول التوحيدء فلو أذهب الله تعالى علماء أهل الأرض لوجد عنده ما كان عندهم ولأقام قواعد الإسلام من أولها إلى آخرهاء فإنهُ 14" الباب السادس في بعض كلماته الشريفة لا يفهم من قولنا ولي الله إلا الناصر لدين الله تعالى» وذلك ممتنع في حق من لا يحيط علمًا بدين الله تعالى وقواعده وأصوله وفروعه. الثالث أن يتخلق بالخلق المحمود الذي يدل عليه الشرع والعقل» وأما ما يدل عليه الشرع فالورع عن المحرّمات وامتثال جميع المأمورات» وأما ما يدل عليه العقل فهو ما يثمره العلم بأصول الدين وهو أنهُ إذا علم حدوث العالم بأسره لم يتعلق قلبه بشيء منهُ ولا طمع فيه لعلمه بأنهُ في قبضة الله تعالى: وإذا علم الوحدانية أخلص لله تعالى في سائر أعماله إذ الربوبية لا تحتمل الشركة في شيء» وإذا علم أن القدر سابق يما هو كائن لم يخف فوت شيء مما قدر ولم يرج نيل شيء مما لم يقدرء وهذا هو المعبر عن بالرضا بالقدر. وسبب تحقق ذلك يلتزم الرفق بالخلق والصفح عنهم عند أذيتهم لهُ لعلمهِ أنهم لا يستطيعون لأنفسهم فضلاً عن غيرهم دفع ضرر ولا جلب نفعء الرابع أن يلازمه الخوف أبدًا سرمدًا ولا يجد لطمأنينة النفس سبيلاً فإنهُ لا يحيط علمًا بأنهُ من فريق السعادة في الأزل أو من فريق الشقاوة» ثم لينظر إلى أسباب الشقاوة وأماراتها فيجدها منحصرة في المخالفات فهو يخاف الوقوع فيها زوالها بأضدادها حتى يخاف أن يبدل علمة وفهمة إلى الشك والجهل» وكذا يخاف أن يطالبه ربهُ بالقيام بشكره فيما أنعم به عليه فلا يطيق ذلك» وكذا يخاف أن تخدعة نفسهُ فيحصل في علمه ما يفسده ويحيطة من الرياء والسمعة» وكذا يخاف من توجه الحقوق عليه للآدميين فتنقل أعمالةٌ إلى صحائفهم وهذه أحوالهم مع الله والله يرزق من يشاءً بغير حساب انتهى. وتأمل قولهُ تعالى: «ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم» [يونس: ؟ 35‏ 14] تجد ما قالوه مطابقًا له والله أعلم. الثانية يجوز في الكرامات أن تقع بسائر وجوه خوارق العادات على اختلاف أنواعها ولو انقلبت العصا حيةٌ وكوجود ولد من غير أب إلا بمثل القرآن مما خرج عن المعجزات إلى باب الاختصاص؛ قاله السعد والنووي خلافًا لمن ادعى أنها تختص بمثل إجابة دعاء ونحوهء قال النووي: وهو غلط من قائله وإنكار للحس بل الصواب جريانها بقلب الأعيان انتهى. الثالئة الولاية غير مكتسبة كما قالهُ بعض المتأخرين ونبهنا عليه فيما مرٌ. الرابعة لا يصل الولي ما دام عاقلا بالعًا قادرًا إلى مرتبة سقوط التكليف عنة بالأوامر والنواهي لعموم الخطابات الواردة بالتكليف وإجماع المجتهدين على ذلك خلافًا لبعض الإباحيين كما يسطناه فيما مر. الخامسة الأولياء محفوظون بمعتى أنهم كلما أذنبوا وفقهم الله للتوبة لا معصومون فلا يمتنع وقوع الذنب منهم ولذا لا يأمنون مكر الله سبحانة فهم يرجون رحمتة ويخافون عذابهُ جعلنا الله منهم بفضله ورحمته انتهى بحروفه. الباب السادس في بعض كلماته الشريفة للف فإذا أمعنت النظر علمت أن من الواجب اعتقاد وجود الأولياء في الأمة واعتقاد كرامائهم رغمًا للمعتزلة وأهل الجحود على أن كرامات الأولياء معجزة من معجزات رسول الله يِه ومن أنكرها فقد حذا حذو أهل الجحود والعناد الذين أنكروا معجزة رسول الله يك وقال فيهم تعالى: #اقتربت الساعة وانشق القمر وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمرة [القمر: ١ء‏ ؟] فانظر كيف أخبر سبحانة وتعالى بوقوع انشقاق القمر وإعراض أهل الجحود عن آيات سيد البشر ولا يخفى أن الكرامات التي عدها ابن تيمية وابن كثير والذهبي والعيني سامحهم الله من البدعة والأحوال المنكرة في الشرع فإنها ذات أصول ثابتة في السنة والكتاب ولها الأدلة الواضحة والأسانيد الصحيحة الراجحة التي لا يجهلها عالم ولا جاهل ولا ينكرها إلا الحسود المتجاهل. لأن التئام الجروح بعد الضرب بالسيوف وآلات الحديد سبقتة معجزة النبي الكريم يوم بدر حين قطع أبو جهل لعنة الله يد معوز ابن عفراء رضي الله عنهُ فجاء يحمل يده فبصق عليها رسول الله يي وألصقها فلصقت. رواه ابن وهب؛ ومن روايتهِ أيضًا أن حْبيبًا ابن بساق أصيب يوم بدر مع رسول الله وفةٍ بضربة على عاتقهِ حتى مال شقهُ فرده رسول الله يلخ ونفث عليه حتى صح. ونفث على ضربة بساق سلمة بن الأكوع يوم خيبر فبرئت» ونفث في رجل زيد بن معاذ حين أصابها سيف إلى الكعب يوم قتل ابن الأشرف فبرئت وغير ذلك مما يطول شرحة وهو في كتب السير الثابتة المحمدية مسطور وبين علماء الدين معروف مشهوره وأما أخذ الحيات فإنها مسبوقة بمعجزة موسى عليه السلام قال تعالى: #وقال موسى يا فرعون إني رسول من رب العالمين حقيق علي أن لا أقول على الله إلا الحق قد جنتكم بيه من ريكم فارلل مف بكي إمترائل قال إن كدت يتك باية :قات برها إن فتن الصادقين» فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين ونزع يده فإذا هي بيضاء للناظرين قال الملا من قوم فرعون إن هذا لساحر عليم» [الأعراف: ]1١4 ٠١6‏ الآبة. قال الإمام جار الله الزمخشري في تفسيره الكشاف عند تفسير هذه الآية ثعبان مبين ظاهر أمره لا يشك في أنه ثعبان» وروي أنه كان ثعبانًا ذكرًا أشعر فاغرًا فاه بين لحييه ثمانون ذراتًا وضع لحيه الأسفل في الأرض ولحيه الأعلى على سور القصر ثم توجه نحو فرعون ليأخذه فوثب فرعون من سريره وهرب وأحدث ولم يكن أحدث قبل ذلك» وهرب الناس وصاحوا وحمل على الناس فانهزموا فمات منهم خمسة وعشرون ألما قتل بعضهم بعضًا ودخل فرعون البيت وصاح: يا موسى خذه وأنا أؤمن بك وأرسل معك بني إسرائيل» فأخذه موسى فعاد عصى إلى أن قال جار الله في تفسيره: قال الملا من قوم فرعون إن هذا لساحر عليم» [الأعراف: ]٠١5‏ أي عالم بالسحر ماهر فيه قد أخذ عيون الناس بخدعة من خدعه حتى خيل لهم العصى حية انتهى بحروفه. فانظر كيف أي الله اف الباب السادس في بعض كلماته الشريفة موسى عليه الصلاة والسلام بهذه المعجزة وكيف أنكرها عليه من طمس الله على قلبهء وانظر كيف كان أخذ الحية أمرًا عظيمًا حتى قرنة الله بقلب العصى حية في العظم وكيف أخاف الله بالحية الكفار وثبت قلب موسى عليه السلام لأخذها بقوله تعالى: وحذها ولا تخف» [طله: ١1؟]‏ قال في الكشاف لما قال لهُ ربهُ: لا تخف بلغ من ذهاب خوفه وطمانيئة نفسه أن أدخل يده في فمها وأخذ بلحيها وهذه المعجزة الموسوية أجراها الله على يد السادة الأحمدية في الأمة المحمدية» وحذا حذو ملا فرعون من أنكر هذه الكرامة حسدًا وعنادًا وعلوًا في الأرض وفسادّاء وأما الدخول في النار المضرمة فمعجزة إبراهيمية ذكرها الله تعالى بقوله: «قالوا حرقوه وانصروا آلهتكم إن كنتم فاعلين قلنا يا نار كوني بردًا وسلامًا على إبراهيم وأرادوا به كيدا فجعلناهم الأخسرين4 [الأنبياء: 78 ]7١‏ قال في الكشاف روي أنهم حين هموا بإحراقه حبسوه ثم بنو بِيئًا كالحظيرة بكُونَى وجمعوا شهرًا أصناف الخشب الصلاب حتى أن كانت المرأة لتمرض فتقول: إن عافاني الله لأجمعن حطبًا لإبراهيم عليه السلامء ثم أشعلوا نازا عظيمة" كاد الطيو يخترق "في الجر من رهيجهاء ثم وضعوه في المنجنيق مقيدًا مغلولاً فرموا به فيها فناداها جبريل عليه السلام: يا نار كوني بردًا وسلاماء ويحكى ما أحرقت منهة إلا وثاقة وقال له جبريل عليه السلام حين رمي به: هل لك حاجة؟ ققال: أما إليك فلاء قال: فسل ربك؛. قال: حسبي من سؤالي علمة بحالي» وعن ابن عباس رضي الله عنهُ إنما نجا بقوله: حسبي الله ونعم الوكيل وأطل عليه نمروذ من الصرح فإذا هو في روضة ومعه جليس لهُ من الملائكة فقال: إني مقرب إلى إللهك فذبح أربعة آلاف بقرة وكفٌ عن إبراهيم»ء وكان إبراهيم صلوات الله عليه إذ ذاك ابن ست عشرة سنة. واختاروا المعاقية بالنار لأنها أهول ما يعاقب بيه وأفظعة» ولذلك جاءً: لا يعذب بالنار إلا خالقهاء ومن ثم قالوا: إن كنتم فاعلين أي إن كنتم ناصرين الهتكم نصرًا مؤزرّاء فاختاروا لهُ أهول المعاقبات وهي الإحراق بالنار وإلا فرطتم في نصرتهاء ولهذا عظموا النار وتكلفوا في تشهير أمرها وتفخيم شأنهاء ولم يألوا جهدًا في ذلك جعلت النار لمطاوعتها فعل الله وإرادته كمأمور أمر بشيء فامتئلهُ» والمعنى ذات برد وسلام فبولغ في ذلك كأنّ ذاتها بره وسلامء والمراد ابردي فيسلم منك إبراهيم أو ابردي بردًا غير ضار. وعن ابن عباس رضي الله عنه: «لو لم يقل ذلك لأهلكته ببردها؛ فإن قلت كيف بردت النار وهي نارء قلت نزع الله عنها طبعها الذي طبعها عليه من الحر والإحراق وأبقاها على الإضاءة والإشراق والاشتعال كما كانت والله على كل شيء قدير. وأما شرب السموم فهي معجزة محمدية وقعت للحبيب العظيم عليه صلوات الله وسلامه حيث روى أبو هريرة رضي الله عنه أن يهودية أهدت للنبي يلد بخيبر شا الباب السادس يي بعض كلماته الشريفة 17 سمتها فأكل رسول الله يِيدٍ منها والقوم أكلوا منهاء فقال عليه الصلاة والسلام: #ارفعوا أيديكم فإنها أخبرتني أنها مسمومة0. وروي عن أبي سعيد رضي الله عنةُ أيضًا مثلة إلا أنه قال: فبسط رسول الله ييٍ يده وقال: كلوا يسم الله الرحمئن الرحيمء قأكلنا وذكرنا اسم الله ولم يضر منا أحدء وسبق لك ما وقع لسيدنا خالد بن الوليد رضي الله عنهُ من شرب السم وقد أسلم أهل الحصن على يديه ببركة هذه الكرامة المقتبسة من أشعة معجزة النبي يمن وخبرها منشور منصورء وأما تسخير الله تعالى الأسود للطائفة الرفاعية فعجيب أن الحيوان يتغلب عليه سلطان الحق فيذعن له ورهط من الإنسان يغلبهم الشيطان فيصرفهم عن الإقرار بالحق الأبلج الواضحء. وفي هذه الكرامة شهد لهم سيد الأنام عليه الصلاة والسلام أنهم القوم الذين لا يخافون غير الله» وقد غلبهم صدق الخوف من الله فلم يسلط عليهم غيره أبدّا بشاهد ما صح أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما رجع من سفر كان فيه مرة فوجد جماعة على الطريق فقال: ما هذه الجماعة؟ فقالوا: الأسد قد قطع الطريق عليهم. فنزل عن دابته ومشى إليه فأخد بأذنه ونحاه عن الطريق ثم قال: صدق رسول الله يقٍ قال: «إنما سلط على بني آدم من خاف غير الله ولو أن ابن آدم لم يخف غير الله لم يسلط عليه غيره» وإنما وكل ابن آدم إلى رجائه ولو أن ابن آدم لا يرجو غير الله لم يكل إلى غيره' انتهى وانظر قول رسول الله َلك: «مَنَ أطاع الله أطاعه كل شيء ومن كان مع الله كان الله معهُ حيث كان وحيث توجد؛ء ولا يخفى ما وقع للإمام الأعظم والغوث الأجل المكرم نور عين الرسالة ونور رياض الجلالة سيد الأولياء الأعاظم الإمام علي الرضا ابن الإمام موسى الكاظم حيث روي أن المتوكل أمر -خدام السباع أن يجوعوا منها ثلاثئة ويحضروهم إلى قصره ففعلوا وقعد هو في المنظرة مع أصحابهِ وأغلق باب الدرج. وبعث إلى الإمام علي الرضا حتى يحضر وأمر أنة إذا دخل من باب القصر يغلق الباب» فلما دخل أغلق الباب ودخل بين السباع وقد أصمت بزئيرها الأسماع. فلما مشى في الصحن يريد الدرجة مشت إليه السباع وقد سكتت وما سُمِعْ لها حسٌ حتى تمسحت به ودارت حولهُ وهو يمسح رؤوسها بكمه ثم ضربت السباع بصدرها الأرض وربضت. فما هاشت ولا زئرت حتى صعد الدرجة وتحدث عند المتوكل مليًا ثم انحدر ففعلت السباع كفعلها الأول وربضت» وما سمع لها حس ولا زئير حتى خرج الإمام رضي الله عنة من الباب الذي دخل منهُ فركب وانصرف إلى منزله فقال المتوكل لجلسائه: والله لئن بلغتم هذا الخبر لأحد من الناس للق أخرجه ابن سعد في الطبقات عن أبي سلمة بن عبد الرحملن )١54/5(‏ باب ذكر ما سم به رسول الله + . للق الباب الادس في بعض كلماته الشريفة لأضربن أعناق هذه العصابة كلهمء فما تجرأ أحدهم ممن شاهد ذلك الأمر أن يتكلم بهِ حتى مات المتوكل انتهى. فهذه هي الكرامات التي أنكرها ابن تيمية وصاحبة المسكين ابن كثير وتبعهما الذهبي والعيني وإن هقوة الذهبي تحمل لغزارة علمه وجلالة قدره ولكونه حافظ الشام» فهذه الإساءة بالنسبة إلى فضائله مرجوة العفو إلا أن تحطط يعض القاصرين والمجهولين على زمرة أهل الله لا يتحمل أبدًا ورحم الله الحجة الإمام المحدث أبا سليمان داود بن علي بن خلف الظاهري فإنهُ نقل عنهُ الإمام الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد أنه كتب لبعض طلبتهِ وقد عقد مجلسًا وتخلف عن مجلس أستاذه فأنشد فيه: ولوأني بليت بهاشمي "2 خرلتةبئو عبدالمدان صبرت على أذاه لي ولكن2 تعالي فانظري بمن ابتلاني ومع ذلك فالله على أوليائه أغير وهو أعظم ناصر وأقدر كيف لا وقد جعلوا هؤلاء الجماعة وسيلة الذم لأوليائه تعالى إكرامة لهم بأن أتحفهم قوة خرق العادات وذلل لهم الحيوانات والجمادات؛ وقابلهم هؤلاء الرجاء بالإنكار فهل هذا الإنكار إلا الحسد الحالق للدين كما نبه عليه سيد المرسلين» وانظر سقم مدرك ابن تيمية وخفة عقلهِ حيث قال يوم المناظرة مع الشيخ صالح الأحمدي الرفاعي يوم ناظره بقصر السلطنة في الشام: من أراد منكم أن يدخل النار فليدخل الحمام وليغسل جلده غسلاً جيدًا وينظفة ويدلكة بالخل ثم يعد ذلك كله يدخل النار إن كان صادقًاء فكأنة على زعم الشيخ ابن تيمية من كان وسحًا لا تحرقة الثار بل من كان نظيقًا بعد الغسل ولم يدلك بالخل كذلك لم تحرقة النارء وانظر بعد ذلك كله لما أرادوا أن يفعلوا لهُ ما طلب تورب حسذًا ونفورًا فقال: ولو فرض أن أحدًا من أهل البدعة دخل النار فإنهُ لا يدخل على صلاحه إلى آخر ما قال كما تقدم؛ فيا عجبًا هل نقول بابتداع الشيخ ابن تيمية ويكفينا حجة لإثبات بدعته ما نقلهُ عنه بالروايات الثابتة الإمام علامة الأنام مولانا أحمد بن حجر قدس سره في كتبه وغيره أيضًا أنة أحدث في مذهب الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنهُ ما لم يكن في المذهب. وخاض في ذات الله وجعلة محورًا عن العالم وصرّح بالجهة وقال بالاستواء على ما يوهم الكيفية والعياذ بالله؛ أم نحسن به الظن ونقول بعدم ابتداعه وهو الأولى ونسأل الله أن يرحمه ويعفو عنهُ وأن لا يسأله عن أوزار من اتبعوه في البلاد النجدية من الطائفة الوهابية المتمسكين بما نقل لهم عنهُ من الأقوال العجيبة التي أولها لهُ مَن أحبه أو حسن فيه الظنء ومع كل ذلك ما قدروا أن يبرؤوه من القول بالجهة فإنهُ صرّح بها في كتبه ونقلها مبرؤه عنه؛ والحال أن الجهة الباب السادس في بعض كلماته الشريفة الف توجب تعيين مكان وربنا منزه عن المكان والبحث عن هذا يستلزم كيفية والله منزه عن الكيفية محيط بكل شىء جل شأنة. وانظر ما قال صاحب الكشاف عند تفسير قوله تعالى: #«وكلمة ريهُ» [الأعراف: 1١4‏ أن موسى عليه السلام كان يسمع ذلك الكلام من كل جهة» قلت: وهكذا شأن الألوهية وذلك لنفي المشابهة بالمخلوقين في كل حال» فلو كان الكلام الإتلهي جاء إلى سمع موسى عليه السلام من جهة واحدة لتعين المحل للمتكلم ولثبتت الجهة كما زعم ابن تيمية وأصحابة؛ ولو صح ذلك لأمكنت الرؤية والله تعالى قال لموسى عليه السلام: #لن تراني» [الأعراف: ]١47‏ وهو محيط سبحانة بكل شيء تنزه عن المشابهة والمماثلة ليس كمثله شيءٌ وهو السميع العليم؛ فحينئذ علم لديك أن الرجل ابن تيمية تجرأ على الله فبالأولى أن يتجرأ على أهل الله وما هو إلا كما قال الإمام الشعراني قدس سره: كناموسة وقفت على جبل وقالت له: أريد أن أطيرء فقال لها لسان حال الجبل: اصنعي ما شئت طرت أو بقيت لست على شيء؛ وكذلك حساد أهل الله في كل أحوالهم ليسوا على شيء, ألا تنظر كيف حرف ابن كثير قول الشيخ العارف بالله القدوة الشيخ صالح الأحمدي الرفاعي يوم المناظرة مع ابن تيمية حين قال له كل العجب من أن حالاتنا هذه سلم لها التتار وأسلموا بها بعد أن كانوا من الكفار ولم تسلم بها أنت مع دعواك أنك من أهل الشرعء فقال ابن كثير: إن الشيخ صالح قدس سره قال: نحن ما تنفق حالاتنا إلا عند التتار وأما عند الشرع فلا انتهى. فإن هذا إلا بهتان عظيم . وانظر قول الذهبي في تاريخه عند ذكر سيدي أحمد الكبير الرفاعي رضي الله عنة وكان إليه المنتهى في التواضع والقناعة ولين الكلام والذل والانكسار والإزراء على نفسه وسلامة الياطن ولكن أصحابة فيهم الجيد والردي وقد كثر الزغل فيهم وتجددت لهم أحوال شيطانية منذ أخذت التتار العراق من دخول النيرات وركوب السباع واللعب بالحيات وهذا لا عرفة الشيخ ولا صلحاء أصحابه» فإن الذهبي رحمة الله وصف سيدا السيد أحمد الكبير رضي الله عنه بالطباع النبوية والأخلاق المحمدية والسريرة الرضية والسيرة المرضية» وألجمة طبعهُ عن ذكر مناقبه الكثيرة وكراماته الشهيرة التي منها دخول الئيران وركوب السباع واللعب بالحيات والتسلق إلا الأماكن الشاهقة وإلقَاءٌ الرجل نفسة إلى الأرض ولم تحصل له أذية بإذن الله كما ذكر في المرآة وغيرها من الكتب رغمًا على أنف منكرها. وانظر ما قالهُ العلأمة سعد الدين التفتازاني في شرح المقاصد وها هو بحروفه: وظهور كرامات الأولياء يكاد يلحق بظهور معجزات الأنبياء وإنكارها ليس لنمفق الياب السادس في بعض كلماته الشريفة بعجيب من أهل البدع والأهواء إن لم يشاهدوا ذلك من أنفسهم قط ولم يسمعوا به من رؤسائهم الذين يزعمون أنهم على شيء مع اجتهادهم في أمور العبادات واجتناب السيئات» فوقعوا في أولياء الله تعالى أصحاب الكرامات يمزقون أديمهم ويمضغون لحومهم لا يسمونهم إلا باسم الجهلةٍ المتصوفة ولا يعدونهم إلا في عداد آحاد المبتدعة قاعدين المثل السائر أوسعتهم سبًا وأودوا بالإبل ولم يعرفوا أن مبني هذا الأمر يعني أمر الصوفية على صفاء العقيدة ونقاء السريرة واقتفاء الطريقة واصطفاء الحقيقة اه. قلت: فهل الذين ذكرهم العلآمة سعد الدين التفتازاني وقعوا في أولياء الله إلا مثل ابن تيمية وابن كثير والذهبي والعيني سامحهم اللهء الذين تصدروا لقلب الكرامة إلى البدعة وجعلوها من الأمور المنكرة فيا عجبًا لهذا الحسد العظيم. وانظر كيف ذكروا بعض أصحاب الحضرة الرفاعية بالسوء ونزهوا مقام الشيخ سترًا لمقاصدهم في أصحابه وأتباعه بمدحه رضي الله عنه» وقالوا عند ذكر كراماتهم: ما عرفها الشيخ ولا صلحاءٌ أصحابه فكيف لا يعرفها وهي كراماتةُ الباهرة وقوة سريرته الطاهرة ودولتة الحاضرة وهمتة السارية الظاهرة. وقد كانت تحصل هذه الكرامات الجليلة والمناقب الجميلة على يد أصحابهِ رضي الله عنهُ وعنهم ببركته في عصرهء وأخذت عنهُ وعنهم وهي في كل عصر ووقت كرامتة الساريةٌ وهمتهُ العالية» وأما كثرة وقوع هذه الكرامات من أصحابه رضي الله عنهم في أيام التتار فإنها لحكمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. قال في البهجة الرفاعية: توفي ولي الله الشيخ أحمد عز الدين الفاروثي بواسط سنة أربع وتسعين وستمائة ولهُ ثمانون سئة» وقد أجمع رجال وقته على فضلهِ وكماله وعلمهِ وزهده وتقدمه وتخرج بصحبته كثير من الشيوخ» وانتمى إليه معظم شيوخ خراسان وفارس ومصر والشامء وممن أخذ عنة العهد ولبس منه الخرقة الشريفة الرفاعية الشيخ محمد المعروف بخاجه الدربندي والشيخ يعقرب ويقال لهُ محزوم جهانيان» وغيرهما من مشايخ تركستان» وهذان الشيخان قدس الله سرهما هما اللذان حضرا عند هلاكو ومعهما تلاميذهما ودخلوا الجميع النار وشربوا السم والنحاس المذاب وبسبب ذلك رجع هلاكو عن الكفر والزندقة وخاف من الأولياء وعظم الملة الإسلامية وأهلها كما ذكر ذلك الشيخ العلأمة أحمد القرماني في تاريخه والبيضاوي أيضًا وغيرهماء وممن أخذ عن الشيخ أحمد الفاروثي أيضًا الشيخ زين الدين المراغي قدس سره ومراغة بلد الشيخ زين الدين هذا هي البلدة التي مات فيها هلاكو ثم نقلوه منها إلى قلعة ثلث من أعمال سلماس انتهى بحروفه. قلت: وإلى الشيخ زين الدين المراغي قدس سره تنتهي إجازة الإمام البحر الطام العارف الرباني مولانا الشيخ عبد الوهاب الشعراني قدس سره من طريق شيخه خاتمة الحفاظ إمام العلماء سيدا الشرخ الباب السادس في بعض كلماته الشريفة 11 جلال الدين السيوطيء عن الشيخ كمال الدين إمام الكاملية عن الإمام الهمام الشيخ شمس الدين الجزري» عن الشيخ زين المراغي المتقدم ذكره عن صاحب الترجمة الشيخ عز الدين أحمد الفاروثي إلى سيدنا وشيخنا ومفزعنا السيد أحمد الرفاعي الحسيني رضي الله عنة كما ذكر ذلك يسنده الشيخ عبد الوهاب الشعراني قدس سره في طبقاته الوسطى» فحينئفٍ يدرك من نص البهجة وتاريخ القرماني والبيضاوي وغيرهم أن دخول الثار وشرب السم والنحاس المذاب وغير ذلك من الخوارق التي أعابها الذهبي وابن كثير والعيني تبعًا لابن تيمية» وشئع كل منهم على الطائفة الرفاعية لأجلها كانت سببًا عظيمًا لستر أعراض المسلمين وحقن دمائهم وإرجاع جيوش الظلم والعدوان عنهم وإسلام ملك من ظلمة الملوك الكافرة كهلاكو الذي أظهر الفساد وخرب البلاد وأخاف العباد وختم الله يسبب هذه الطائفة له بالإسلام» ومن الله بسببهم على المسلمين بأن سلموا منهُ ومن أعوانه اللئام؛ فهل لو لم يكن ظهور هذه الخوارق على يد هذه الطائفة كانت تحصل القناعة لملك التتار هلاكو بمجرد تعصب ابن تيمية الفارغ وطعن ابن كثير البارد»ء وهل كانت تتدرع البيضاء والطائفة الإسلامية العلياء برحلة العيني والذهبي» كلاً بل ليس لشريعة رسول الله ووقاية أمة حبيب الله وتأييد معجزته إلا باهر كرمات أولياء أمته رضي الله عنهم. والآن نذكر حكاية ذكرها الإمام العالم الرباني الشيخ عبد الوهاب الشعراني قدس سره عن بعض أصحاب سيدنا السيد أحمد الذي أحيا الله بهم السنة وأمات بهم البدعة. وذلك ليتبين لك بعض أولئك الأصحاب ولتعلم أن مَن أعابهم أي قوم أعاب» قال الشعراني قدس سره في مننهٍ الكبرى: كان الشيخ صفي الدين بن أبي المنصور يقول: إن جماعة الشيخ أبي الفتح الواسطي بمدينة الإسكندرية الذين كانوا يحضرون ورده كل يوم خمسة آلانف منهم الشيخ عبد العزيز الديريني والشيخ عبد الله البلتاجي والشيخ عبد السلام القليبي والشيخ عبد الله الجيلي والشيخ ضرغام المسيري وغيرهمء وكان الشيخ أبو الفتح من أعظم تلامذة سيدي أحمد بن الرفاعي رضي الله تعالى عنهُ إلى أن قال الشعراني قدس سره: وكان الشيخ أبو الفتح الواسطي مع كثرة تلامذته الزائدين على الألوف لا يصحب إلا أرباب الأحوال إلى أن قال: قال الشيخ صفي الدين بن أبي المنصور: ولما استأذنت لسيدي الشيخ عبد السلام القليبي على باب سيدي أبي الفتح الواسطي وكان قد سكن في مصر وأذن لهُ وكلّمهُ كلامًا حسنًا وأعجب بهء فقال لهُ الشيخ صفي الدين كيف عرفت حال الشيخ بغير أحد يدلك عليها فقال: اجمع لي حطبًا وحلفاء فجمع لهُ وقال: جج النار فأججها ثم دخل فيها سيدي عبد السلام زمانًا حتى طفيت ثم قال لهُ: عانقني»: قال الشيخ صفي الدين: فعانقتهُ فوجدت جسمه كالثلج فانظر يا أخي إلى أصحاب سيدي أحمد وسيدي أبي الفتح تعرف أن المريد لا يسقى إلا من ماء شيخه انتهى بحروفه. فإذا يفف الباب السادس في بعض كلماته الشريفة تبين لك أن مثل الإمام شيخ الإسلام وعلامة الأنام الشيخ عبدٍ السلام القليبي رضي الله عنهٌُ تصدّر لإجراء هذه الكرامة وقاد المحبين ودفع المنكرين بهذه العلامة» وظهر لك أيضًا أن هذه الطائفة المباركة خدمة الدين علمًا وعملاً وقولاً وفعلا فما بقي لابن تيمية وابن كثير وأضرابهما إلا أن ينكر أحدهم الشمس أو يضع عوض اليوم أمسء ومع ذلك فالحق ظاهر على كل حال وما يعد الحق إلا الضلال: والذي أراه أن ابن كثير وجماعتة ممن ابتلوا بالإنكار على أهل الله؛ ألا تراه في تاريخه عند ذكر سيدنا أحمد الرفاعي رضي الله عن ما وسعةٌ إنكار فضله ولا أعانةٌ حسده على ذكر متاقبه وجليل طوله واقتصر على قولهٍ حفظ التنبيه ولأتباعه أحوال عجيبة كنزول التنانير وهي تضطرم ويركبون في بلادهم الأسود إلى آخر ما قال» والحال أن الشيخ أبا الفرج عمر الفاروئي المحدث الشهير الشافعي الكبير تلقّى الفقه والطريقة عن سيدنا السيد أحمد رضي الله عنهُ وكذلك الشيخ أبو شجاع الشافعي والشيخ جمال الدين الخطيب وغيرهم ممن سيأتي ذكرهم في تراجم أصحابه رضي الله عنهم. وأما كراماتة فقد بلغت درجة التواتر في المشرقين والمغربين كالصبح لا يجهلة صاحب عين» وانظر كيف ذكر الشيخ عبد القادر الجيلي رضي الله عنهُ مع كونه حنبليًا ويعبر عنه بين العلماء الأعلام بشيخ الإسلام حسذدًا لكونهٍ من أهل الله اقتصر على قوله عبد القادر بن صالح أبي محمد الجيلي دخل بغداد وسمع الحديث وتفقه على أبي سعد المحزمي الحنبلي إلى أن قال: وكان يتكلم على الناس ويعظهم وله أحوال ومكاشفات وقد صنف كتاب الغنية وفتوح الغيب وفيها أشياء حسنة؛ ولكن ذكر فيهما أحاديث كثيرة موضوعة وكانت وفاتهٌ ليلة السبت إلى أن قال: دفن بالمدرسة التي كانت لهُ رحمه الله والحال أن أقل مُن تفقه على الشيخ عبد القادر وأخذ منهُ علم الباطن والظاهر أعلم من ابن كثير وشيخه ابن تيمية بكثير» وكرامات أبي محمد الباز الأشهب أشهر من أن تذكر تشكر ولا تنكرء وانظر كيف ذكر الشيخ عبد المغيث بن زهير الحربي الحنبلي أنه كان من صلحاء الحنابلة وكان يزار وذكر من جملة مزاياه التي أعجبتة أنه صنف كتابًا في فضل يزيد بن معاويةء وأحج الخليفة الناصر بذلك وقال: لا أسوغ لعنة إلى آخر ما قال. فانظر من مدح ومن ذم تعلم كيف ايتلاه الله بسوء الفهم. ولنرجع للمقصود فنقول إن قلت إن بعض من يضرب نفسة بآلات السلاح وبفعل الخارقات يرتكب المنكرات قلنا لك إنما الخارقة التي تصدر من كرامة الله التي أكرم به وليه السيد أحمد سر تضمتتة البُشْرى الإللهية التي سبقت للأولياء في عالم الأزل والله يرزق من يشاءُ يغير حساب. وليعلم لديك أن الرخصة بإجراء هذه الخارقات تكون حالة إنكار الكافرين على الدين إظهارًا للمعجزة المحمدية المتسلسلة منهُ عليه الصلاة والسلام في أمتهِ الأحمدية وتكون الباب السادس في بعض كلماته الشريفة انففا لتخليص منكر من ورطه إنكاره المؤدي لدماره وإلا فهذه الطريقة الشريفة بنيت أصولها وفروعها على الكتاب والسئة ألا ترى قول سيدنا السيد أحمد قدس سره من رغب لإظهار الكرامات والخوارق وإفشاء براهين الأولياء قاصدًا بذلك التفاخر أو سلمًا لصيد الدنيا قأنا بريءٌ منه في الدنيا والآخرة» وقال: بنيت طريقتنا على الكتاب والسنة ومتابعة رسول الله كوه فإن مَن مال عن طريق متابعته سقط من أول قدم وتمزق» وكل الصدق مع الله اتباع رسوله عليه السلام فطوبى للموفقين. ولنرجع لكلامه قدس سره كان يقول لأصحابه أكثروا من قول بسم الله الرحمئن الرحيم عند كل شيء تفعلوه» قال في جلاء الصدا: كان السيد أحمد يقول لأصحابهِ: أكثروا من قول بسم الله الرحمئن الرحيم عند كل شيء تفعلوه خاصّةٌ عند الطعام والشراب وعند قربكم من نسائكم وفي القيام والقعود وفي المشي في الطريق وفي علف الدواب وجمع الحطب وكنس البيت ويقول لهم: أي فقراء علموا نسائكم وأولادكم بسم الله الرحمئن الرحيم يقولونها على كل حال. نقل أن جماعة من الفقراء رأوا الجن يشكون بعضهم إلى بعض أن هذا الرجل يعني السيد أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عنه قد ضيّق علينا المسالك وكدر علينا عيشتنا لتعليمه أصحابة وتعليمهم أزواجهم وأولادهم قول بسم الله الرحمئن الرحيم؛ وكان السيد أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عنة يكثر قراءة بسم الله الرحملن الرحيم في كل حال ويقول هي اسم الله الأعظم ويديم قراءتها في مجالسهم ذي الذكر معظمًا لها رافعًا لقدرها ويكثر كتابتها في كتبه ودعوته. قال السيد إبراهيم الأعزب قدس سره: رأيت السيد أحمد الرفاعي وهو يصعد درج داره ويقول في كل قدم مرةٌ: بسم الله الرحمئن الرحيمء فقلت: أي سيدي أراك تكثر من هذا الاسم فقال: أي ولدي أحبة ومن أحب شيئًا أكثر ذكره ولو عرف الناس ما يجعل لهم بقراءة هذا الاسم من الأجر والفضل والإنعام والبركة والزيادة والرحمة لاشتغلوا بها دائمّاء قال الشيخ ابن هاشم رحمة الله تعالى عليه: أحضرني السيد أحمد الرفاعي بين يديه وقال لي: توضأ فاشتغلت بالوضوء فلما وصلت غسل الذراعين قلت: حاسبني حسابًا يسيرًا فزعق وقال: أي ولدي اليسير من حسابه لا يطاق وإن حاسب الله كما ورد لا ينجو عيسى وموسى عليهم الصلاة والسلام» فلما وصلت القدمين قلت: اللهم ثبت قدميّ على الصراط يوم تزل به الأقدام»ء فصرخ وسقط على الأرض مغشيًا عليه فلما أفاق قال: أي ولدي إن مد الصراط كما ذكر ما ينجو إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلامء لا تقل ذلك من بعد ولكن قل على كل عضو بسم الله الرحمئن الرحيم بركة وطهورًا وأجرًا عظيمًا ومنحةً وفضيلة يضاعف لك أجرها. رأى السيد أحمد الرفاعي رضي الله عنه فقيرًا يتعمم وهو ساكن فقال لهُ: أي ولدي قل عند كل دورة: يسم الله الرحمئن الرحيم فإذا فرغت فقل عند الفراغ الحمد لله رب العالمين فإنك إذا فعلت هذا نكف الباب الادس في بعضض كلماته الشريفة يصير لكل طاقة منها لسان يسبح الله تعالى» وثواب ذلك التسبيح لك حتى تخريهاء وكان السيد أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عنه يقول: يقدر الرجل أن يتصرف في باء بسم الله الرحمئن الرحيم من الهلال إلى الهلال. وكان السيد أحمد الرفاعي رضي الله 0 عن يحب قراءة القرآن ويحب قراءة الفاتحة حتى أنه كان يقرأها في طرقاته.» وإذا قرأ القرآن يقرأها بين كل سورتين ويقول: ليسهل الله تعالى ببركتها قراءة الباقي؛ وكان رضي الله عنهُ يوصي الفقراء بقراءة الحمد وآية الكرسي كل يوم اثني عشر مرة قبل طلوع الشمس واثني عشر مرة قبل الغروب ويقول: هن الحافظات من جميع الآفات فحفظوها جماعة من الفقراء وحافظوا عليها فاتتفعوا بها كثيرًا في الير والبحر والحضر والسفرء ويأمر الفقراء بالمواظبة عليها. ويقول: إنهُ لم يطلع أحد ' على فضل الحمد وآية الكرسي لا ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا يحصي ثوابها إلا الله تعالى ويأمرهم بقراءة المسبعات العشرة بكرةٌ وعشية ويقول لهم: أنتم بلا شغل وهذه بضاعة سنية» والمسبعات العشر هي التي أوردها الشيخ الخبير الجليل والعالم الفاضل النبيل الممدوح على ألسنة جميع الطوائف الممنوح له المقام العالي والعوارف الإمام الولي الزكي الشيخ ولاك متمد ين قطي لماي لي كانه المركري العميرت المسمى بقوت القلوب في الفصل الرابع منهُ. قال رحمة الله عليه: هي أهداها الخضر عليه السلام إلى إبراهيم التميمي وأوصاه بقولها غدوةٌ وعشية وقال لهُ الخضر عليه السلام: أعطاتيها محمد كَل وذكر من فضائلها وعظم شأنها ما يجل عن الوصف. ولهُ أنه قال: لا يداوم على ذلك إلا عبد سعيد سبقت لهُ من ربه الحسنى وحدّثنا ذكر فضائلها اختصارًا فإن قال ذلك فقد استكمل عليه الفضل. والمداومة عليهنُ تجمع لهُ جميع ما فرقناه من الأدعية؛ روي ذلك سعد بن سعيد عن أبي طيبة عن كوزين وكان من الأبدال: قال: أتاني أخ من أهل الشام فأهدى لي هدية وقال: ياكوزين اقبل مني هذه الهدية فإنها نعم الهدية» فقلت: يا أخي من أهدى لك هذه الهدية فقال: أعطانيها إبراهيم التميمي رحمة الله. وقال: في حين كنت جالسًا في فناء الكعبة وأنا في التهليل والتسبيح والتحميد فجاء رجل وسلم علي وجلس عن يميني ولم أرَ في زماني أحسن وجهًا من ولا أحسن ثيابًا ولا أشد بياضًا وأطيب ريحة فقلت: يا عبد الله مَن أنت؟ ومن أين جئت؟ فقال: أنا الخضرء فقلت: في أي شيء جئتني؟ فقال: جئتك بسلام الله عليك وحبي لك في الله وعندي هدية أريد أن أهديها لك. فقلت: ما هي؟ قال: هي أن تقرأ قبل طلوع الشمس وبسطها على الأرض. وقبل أن تغرب الحمد لله سبع مرات وقل أعوذ برب الناس وقل أعوذ برب الفلق وقل هو الله أحد وقل يا أيها الكافرون وآية الكرسي وتقول: سبحان الله والحمد لله ولا إلله إلا الله والله أكبر كلا منهم سبع مرات وتستغفر الباب السادس في بعض كلماته الشريفة 1 لنفسك ولوالديك وما توالدا ولأهلك والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات أيضًا سبع مرات» ثم تقول: اللهمٌ افعل بي وبهم عاجلاً وآجلاً في الدين والدنيا والآخرة ما أنت لهُ أهل ولا تفعل بنا يا مولانا ما نحن لهُ أهل؛: إنك غفور رحيم جواد كريم رؤوف رحيم أيضًا سبع مرات» فانظر أن لا تدع ذلك من غدوة وعشيةء فقلت: أحب أن تخبرنى مَن أعطاك هذه الهدية؟ فقال: أعطانيها محمد يَيةِ فقلت: أخبرنى يثواب ذلكء فقال: إذا لقيت محمذًا يِه فاسألة عن ثوابه فإنة سيخبرك. ْ وذكر إبراهيم التميمي رضي الله تعالى عنه أنهُ رأى ذات يوم في منامهِ كأن الملائكة جاءتة واحتملتة حتى إذا دخلوا به الجنة فرأت بها ما يدهش العقول» ووصف لنا وصمًا عظيمًا مما رأى في صفة الجنة» قال: فسألت الملائكة وقلت: لمن هذا كله؟ فقالوا: للذي يعمل مثل عملك وذكر أنهُ أكل من ثمارها وسقوه من شرابهاء قال: فأتاني النبي يلل ومعهُ سبعون نبِيّا وسبعون صمًا من الملائكة كل صف كما بين المشرق والمغرب» فسلّم عليٌ وأخذ بيدي» فقلت: يا رسول الله إن الخضر عليه السلام أخبرني أنه يسمع مثل هذا الحديث» فقال كَةِ: صدق الخضر فكلما يحكيه حق. وهو عالم أهل الأرض وهو رئيس الأبدال وهو من نوّر الله تعالى به الأرض» فقلت: يا رسول الله من فعل هذا وعملهُ ولم يرَ مثل الذي رأيت في منامي هل يعطى الذي أعطيتة؟ فقال يَيهِ: والذي بعثني بالحق نبا إِنهُ ليعطي العالم بهذا وإن لم يرني ولم أره في الجنة وإنهُ ليغفر لهُ جميع الكبائر التي عملها ويرقع الله عنهُ غضبهُ ومقتهُ ويؤمر صاحب الشمال أن لا يكتب عليه بشيء من السيئات والذي بعثني بالحق نييًا ما يعمل بهذا إلا من خلقة الله تعالى سعيدًا ولا يتركه إلا مَن خلقةُ الله شقيّاء وقد كان إبراهيم التميمي رضي الله عنهُ يمكث أربعة أشهر لم يطعم طعامًا ولم يشرب شرابًا فلعلهُ بعد هذه الرواية والله أعلم ذكر ذلك الأعمش وقال له فضائل جمة وردت بها الأخبار ليس لها حد ولا قراره فذكرت بعضها للاختصار اه. وقد ذكر الإمام العالي المقام والعالم العامل القمقام سيد الأئمة والشيوخ وقائد أزِمّة الرسوخ نور الهداة وعلم الأعلام محمد بن محمد بن محمد الغزالي حجة الإسلام هذه بالترتيب الذي ذكره أبو طالب». ولكن الإمام الولي والعارف الرضي في كتاب الإرشاد أوردها بغير هذا الترتيب الأولى الحمد والثانية آية الكرسى والثالئة قل يا أيها الكافرون والرابعة قل هو الله أحد والخامسة والسادسة المعوذتين والسابعة والثامنة والتاسعة والعاشرة كما سبق» وكان السيد أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عنهُ يأمر الفقراء بقراءة يس يوم الجمعة على القبور ويقول: تنزل على القبور الرحمة تعم صغارها وكبارها وعاصيها وطائعهاء يعني وقت قراءتها على القبور ويقول لهم: قال رسول الله يَلِ: «مَن قرأ سورة يس على قبر والديه غفر لهُ وإن كانا مسرفين»؛ وكان رضي الله تعالى عنهُ يأمرهم بقراءة قلادة الجواهر/ م ١١‏ هف إلباب السادس في بعض كلمائه الشريغة سورة الكهف في ليلة الجمعة ويومها ويقول: يغفر لقارئها ذنوب الأسبوع ويومين من الأسبوع الآخر ويأمرهم بقراءة آية الكرسي دبر كل صلاة وقراءة سبحان الله حين تمسون وحين تصبحون إلى آخر العشر بكرةٌ وعشية» ويقول لقارئها: أجر غير ممنون وفضل لا يعد ولا يحصى» وقال: إن هذه كانت ورد إبراهيم الخليل صلوات الله وسلامة عليه وبها وصل إلى ما وصل. وذكر ابن السني في كتاب عمل اليوم والليلة عن سهل بن معاذ أنه سأل النبي 5 عن النية في قولهِ تعالى: طوإبراهيم الذي وفى# [النجم: 7”*] قال: كان عليه الصلاة والسلام يقول إذا أصبح وإذا أمسى: «فسيحان الله حين تمسون وحين تصبحون ولهُ الحمد في السملوات والأرض وعشيًا وحين تظهرون يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ويحيي الأرض بعد موتها وكذلك تخرجون» [الأنعام: ]١5 ١7‏ وذكر في كتابه أيضًا في ثواب من قال ذلك عن ابن عباس عن رسول الله 5 أنهُ قال: «مَن قال حين يصبح: «فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون ولهُ الحمد في السملوات والأرض وعشيًا وحين تظهرون# الآية كلها أدرك ما فاتهُ في يومهء ومّن قالها حين يمسي أدرك ما فاته في ليلتوه وكان السيد أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عنه يأمر الفقراء بقراءة: آمن الرسول وشهد الله وقل اللهم إلى قولهِ تعالى: بغير حساب دبر كل صلاة» ويوصيهم بقراءة سورة الحشر كل ليلة ويومها ويقول: من قرأها صلّت عليه الملائكة والجن والإنس وسائر الهوام والوحوش والطيور ويوصيهم بقراءة سورة النساء والطارق ويعظم شأنهم ويوصيهم بقراءة ألهلكم التكائرء ويصف لهم أن لها ثوابًا عظيمًا. وفي الشفا ذكر عنه عليه الرحمة والرضوان في سورة الحشر أن من قرأها ليلة الجمعة ومات في لياليى تلك الأسبوع مات شهيدّاء وذكر في أم البراهين في سورة النبأ والطارق أن من قرأهما أمن من عذاب يوم القيامة وظفر بمراده ونصر على أعدائه وحاز أجرًا جزيلاً وثوابًا عظيمّاء وفي سورة التكائر مَن قرأها في همّ فرّج الله عنهُ همه وكفاه شره وأمن من مصائب الدئيا وعصم من الشيطان . وكان السيد أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عنة يأمر الفقراء بقراءة سورة الملك وسورة يِّس وسورة الدخان ويعظم شأنهم ويأمرهم بسورة إنا أنزلناه بعد كل وضوء سبع )١(‏ الحديث أخرجه في الترغيب والترهيب عن ابن عباس :»)548/١(‏ باب الترغيب في آيات وأذكار يقولها إذا أصبح وإذا أمسى: حديث رقم: #. إلباب السادس في بعض كلماته الشريفة يفف مرات» وبعد عشاء المغرب ويقول لهم: لا يثقل عليكم إن قرأ أحدكم بعد عشاء المغرب سبع مرات إنا أنزلناه في ليلة القدر كل ليلة فإن الله عزّ وجل يوكل لقائلها ائني عشر صمًا من الملائكة يسبحون الله ويمجدونه وثواب ذلك التسبيح لذلك الرجل ويأمرهم في أكثر مجالسه بصلاة التسابيح في كل جمعة أو ليلةٍ جمعةٍ ويقول: هي أربع ركعات بتسليمة واحدةٍ يقرأ في كل ركعة خمسين هرة: قل هو الله أحد ويقول: هي تحفظ صاحيها من جميع الآفات والبليات من الجمعة إلى الأخرىء وأقل ما له أي لفاعلها أنه لا يسلط عليه الظالمون في الدنيا ولهُ في الآخرة من الثواب ما لا يحصى ويرى النبي #فعِ في المنام بعد اختياره جوار الملك العلام» وكان رضي الله عنهٌ يقول: أي فقراء عليكم بقراءة القرآن فقام .إليه إنسان وقال: أي سيدي ومن لم يعرف القرآن» فقال: عليه بقراءة قل هو الله أحد فإن قراءتها ثلاث مرات ختمة» هذا ما سمح الوقت به من جمع بعض كلماته المنثورة فسنذكر هنا البعض مما ورد على لسانه رضي الله عنهُ من الكلمات المنظومة التي كانت ترد على لسانه حالة ورود بحر الكرم عليه وتوجه التجليات الربانية إليه» قال رضي الله عنهُ في المشهد الكريم تجاه قبر النبي العظيم: في حالة البعد روحي كنت أرسلها تقبل الأرض عني وهي نائبتي فهذه دولة الأشباح قد حضرت فامدد يمينك كي تحظى بها شفتي وقال رضي الله عنة : ويحمي الحمى من كان عادته الحمى إذا التقت الفرسان بين الجوانب قال قطب المشرقين والمغربين وغوث الثقلين ومرشد الخافقين ابن الحسن والحسين أبو العلمين القطب الكبير العلم الشهير مرعب الأفاعي محيي الملة والدين السيد الشيخ أحمد الرفاعي قدس الله سره العزيز: خليفتنا معدودٌ منا ونحن منهُ ومن تيعنا كذلك وقال: أمدنا الله بمدده هذه القصيدة واسمها الجلوية: ببيت الصفا لما جليت صفا خمري وعين كمالي فار في الكون ماؤها وألبسني المحبوب ثويًا من البها وتوّجني تابججا من العز أخضرًا وقرّبني عطقًا لأبواب فخره وأدخلني حتى وصلت إلى الحمى وأطلعني فضلاً على عين سره ودهري وفا بعد الجفا وحلا سكري ولاح جمالي في الورى وطفى بحري ففاق على الأقران بين الملا قدري وقد كان إتحافي به على يد الخضر ولي فتح الأبواب داعيه بالفخر وجارزت معنى السر في ميمن السرٍ ونوّر لي سري فتم بهو سري ليقف جلاني بدار القرب بالجلوة التي ولما تجلّى لي بجلوية الرضا وقضيت في تلك الرقابة ليلتي هيم وإنعام ولطف وعزة شدا طربًا لي بلبل الدوح بالهوى ونادى لسان الحال إذ ذاك قائلاً وكل بني الدنيا وحقي رعيتي فمن كان خدامي وخدام خادمي أنا الكعبة الغرا أنا البيت والحمى أنا هيكل الأسرار في مظهر العلا أنا الدولة العظمى أنا السطوة التي فلا مرشد إلا ومن خمرتي سقي وكل رجال الله طافوا بحضرتي طريقتي الغرا بها كل مورد فإن عدت الأقطاب أدعى كبيرهم سلاطين أهل الحال أطفال مجلسي وطاعت لي الحيات والأسد في الفلا أنا ابن علي المرتضي قاتل العدى أنا بضعة الزهرا ومن نور أحمد أنا أحمد الغوث الرفاعي ويصرتي أخا الحال بشر من ينادي بسوقنا وقل بعد عقد الشد في باب عزنا لنختم هذا بالصلاة على النبي الباب السادس في بعض كلماته الشريقة بها جلي المختار من عالم الأمرٍ تجليت مسرورًا يسكر على سكر أفضلها جهرًا على ليلة القدرٍ سلام وإكرام إلى مطلع الفجرٍ وغنى بأفراحي على غصنهٍ القمري أنا القطب خدامي وعصر الورى عصري وجحفل أهل الله منتظرًا أمري بظلي مدروج أمين من المكرٍ أنا المسجد الأقصى لمن جاءً بالذكر أنا معدن الأخبار بالسر والجهر تذل لها الأشياخ في البرّ والبحر ولا عارف إلا وأغرق في بحري ونالوا المدادات العظيمة من ذكري ومسلكها السامي يقرّب للخير وإن عدت الأشياح في بدئهم ذكري وبرعت متي السيع في شطحة البرٍ وباسمي يلقى زمهرير على الجمرٍ أنا ابن الحسين المنتقى من بني الطهر تجمعت من در يفوق على الدرٍ محط رحال القوم في مدة العمر عليه عزيز في العراق وفي مصر أدر يا سويق الخمر كأسًا من الخمرٍ وأصحابه والآل ماجيء للذكر ولهُ أيضًا رضي اله عنهُ وقد يكون أنشد بعض ها سيأتي متمثلاً: روحنى عايدي فقلت له أماترى النار كلما خمدت لالاتزدني على الذي أجد عند هيوب الرياح تتقدٌ الباب السادس في بعض كلماته الشريفة وله أيضًا رضي الله عنة: ياأيهاالمعدودأنفاسه لابدمنيومبلا ليلة وقال رضي الله تعالى عتة: إن يحسدوني فإني غير لاثمهم ندام لي وليح بابي ونايهم ولهُ أيضًا رضي الله عنة: ألا قل لمن بات لي حاسدًا فأنت أسأت على خالقي وكان جوابك أن زادني وله أيضًا رضي الله عنة: ولست أبالي من رماني بريبة إذا كان سري عند ربي منزمًا وله أيضًا رضي الله علة: ومستخبر عن سر ليلي تركتة يقولون خبرنافأنت أمينها ولهُ أيضًا رضي الله عنهُ: قالواغدًا تأتي ملوك الحمى فكل من كان مطيعّالهم قالوافإن العفوهن شأنهم وله أيضًا رضي الله عنة: ولما شربناهاودب دبيبها مخافة أن يسطو علي مدامها لح قبلي من الناس أهل الفضل قد حسدوا ومات أكثرهم غيظًا بمايجدُ أتدر ي على من أسأت الأدب وسدعليك طريق الطلب إذا كنت عند الله غير مريب فماضرّني واشس أتى بغريب وما أنا إن أخبرتهم بأمين وينزلللركب بمغناهم أصبح مسروورًا برؤياهمٌُ بأيّ وج هأناألقاهمُ لاسيماعن من ترجاهمٌ إلى معدن الأسرار قلت لهُ قفي فتظهر جلاسي على سري الخفي حرف وله أيضًا رضي الله عنة : الحب أظهر أهليهِ على الناس إلا أخوثقة مستبصريقن في ألحان مولده طفلاً ومنشأه يغنيك منظره عن كنه مخبره يسقي ويشرب لا تلهيه سكرتة أطاعه سكره حتى تمكن من وقال رضي الله عنة: إذا نطقت فلم أنطق بغيركم يحول بيني وبين النوم ذكركم تزول عني ثيابي من ضنى جسدي النار عندكم والنار في كبدي وقال أيضًا رضي الله عنه: سأسعى إليكم إن أذنت على راسي ذكرتكم والكأس صرفًا براحتي وخيل لي بألحان أن جليسكم وله أيضًا رضي الله عنة : تعرضت لي حتى رأيتك جهرة أراك بقلبي أينما كنت حاضرًا وله أيضا رضي الله تعالى عنة: هي اليدر لكن بالليالي كمالها وقال أيضًا رضي الله عئة : أهابك أن أبدي إليك الذي أخفي نهاني حيائي منك أن أكشف الغطا أراك وبي من هيبة لك وحشة الباب السادس في بعض كلماته الشريفة فلايرى فيهم ساو ولا ناسي مولهُراسخٌ في علم هراسي بين الرفاق مطيع الكاس والطاس سهل الخلايق من خمر الهوى حاسي عن النديم ولا يلهو عن الكاس حال الصحاة وهذا أعظم الناس وإن ضمرت فأنتم عقد إضماري ولا أنام إذا مانام سماري ولو عقدت على الألباب أذراري فإن هربت فمن نار إلى نار وذكركم في ظلمة الليل إيناسي فأمزجت دمعي عند ذكركم كاسي كفي بمحياكم عن الورد والطاس وغيبتني بالكل عن باطن الحجب كأنك اسم الله في أول الكتب هي الشمس لكن ليس من دونها ظلٌ وأنت عليهم ما يلاحظة طرفي فأغنيتني بالفهم عنك وبالكشفٍ فتؤنسني باللطف منك ويالعطفب لباب السادس في بعض كلماته الشريفة وقال أيضًا رضي الله تعالى عنة: مناتقواله فذاك الذي ويامن الهول إذا بعشرت ويحشرالعبد إلى ريه وقال أيضًا رضي الله عنه: إذا قسا القلب لم تنفعهُ موعظة بالماء تصلح ما تخشى تغيره وله أيضًا رضي الله عنة: أنت الحبيب فلا سمعًا لمن عذلا عن كل شيء خلا قلبي فواعجب وله أيضًا رضي الله عنة: رفعت رايتي على العشاق وتنحى أهل الهوى عن طريقي سرت في الحب سيرة لم يسرها فحديثي يجول في كل أرض مَكُلَ العاشقون فوق بساطي لم أخن بالوداد قط حبيبًا وإذا ما ادعيت بالحب دعوى ولهُ أيضًا رضي الله عنه: ليس التصوف بالخرق إنالتصوّفيافتى ولهُ رضي الله تعالى عنة: وقوفي على باب الحبيب وذلتي وقهري وإتلافي وعظم تخضعي يفوز بالخيرات يوم الحساب قبور من أودع تحت التراب مكرمالا يحسبن العقاب والأرض إن سجنت لم ينفع المطرُ فكيف بالملح إن حلت به الغيرٌ عذبت قلبي إذا قال العذول سلا ذا قد سلا الكل أما عن هواك فلا واقتدى بي جميع تلك الرفاقي وانثنى عزم من يروم لحاقي في الورى عاشق من العشاقٍ وطبيولي تدق في الآفاقٍ في مقام الهوى وتحت الرواقي ولو أني أموت مما ألاقي وينادي علي في الأسواقٍ شهد العالمون باستحقاقي من قال هذاماص دق حرق يمازجهاقلق وتعفير وجهي بالثرى ويكائي وإسكاب دمعي واضطراب حشائي ؟ ضف لذ لقلبي والشفاء لعلتي إذا جاد مولايّ بعتقي وجاد لي تمتعت في حبي له وأطعتة وعاملتة بالشكر والحمد والثنا وأحييت في ذكراه نفسًا رضيةً ومّن يشكر المولى على نيل فضلهِ وقال أيضًا رضى أله عه : أرى ماءً وبى ظمأ شديد وله أيضًا رضي الله عنة : إن قيل زرئم يمارجعتم يا نؤوم الليل في لذتهٍ ليس ينساك وإن نسيتة إن ذا الدهر سريع مكاءره أوثق الناس به في أمنه وقال رضي الله عنة : وليلة وصل بات منجز وعده سقيت بها قلبًاأبل غليلة وله رضي الله تعالى عن : أراني إذا ما أظلم الليل أشرقت أصلي بذكراكم إذا كنت خاليًا يشح فؤادي أن يخامر سركم وله أيضًا رضي الله تعالى عنه: الناس في غفلاتهم ماوون دائرةالرحى الباب السادس في بعض كلماته الشريفة إذا لت منة بغيتي ومناثئي بسؤلي وأعطاني الهدى ورضائي وأرضيتة جهدي بكل رضاء على أن هةُأهل لكل ثنهءِ ترى ذكره طبّا لأعظم داء سيجزيه في العقبى بخير جزاء ولكن لا سبيل إلى الورود يا أشرف الرسل ما نقولٌ إن هذا النوم رهن بسهر طالع الدهر وتصريف الغير إنذ غلا حط وإن أوفى غدر خائف يقرع أبواب الحذر زمانا فكانت ليلتي بليالي بقلبيّ من نار الغرام مصابيخ ألا إن تذكار الأحبة تسبِيحٌ كذلك بعض الشح في المرء ممدوحٌ ورحىا لمنية تطحَنٌ 1 ا يتحه ُّ الباب السادس في بعض كلماته الشريفة أتوب إلى الذي أمسى وأضحى تشاغل كل مخلوق بشغلٍ وقال رضي الله تعالى عنة: أصحب من الإخوان من قلبه ومن إذا سرك أودعتة ومن إذا أذنبت ذنبّاأتى ومن إذا ماغبت عن عينه ولهُ رضي الله تعالى عنه: ما زال من وطن يهدي إلى وطن وقال رضي الله تعالى عنهُ أيضًا: الحرٌ يصبر ما أطلق تصبرًا وترى مساعدة الكرام مروءة ويذوب بالكتمان إلا أنه فإذا تكشف واضحًا من حاله ما كلف الإنسان إلا وسعة وإذا تناءى منزل فارقتهة وإذا تغيّر صاحب أرفق به وقال رضي الله عنه أيضًا: حملتم لعمري كلكم شوق واحدٍ وبتم خليين من الهم والأسى فإن كان ما قد نالني ما يضركم وله أيضًا رضي الله عنة: خذ عن الناس جانتيبًا قلب الناس كيفا شك وقلبي يتقيهويرتجِيه وشغلي في محبته وفَيهٍ أصفى من الياقوت والجوهر لم يظهر السر إلى المحشرٍ معتذرًا في زي مستغفرٍ أزعجه الشوق ولم يصبر حتى استقرٌ لَه في الصدق أوطانٍ في كل وقنت تع كن زمان ما سالمتة نوائب الحدثانٍ أحوالة تبنى على الكتمانٍ ألقيتهُ بشكو بكل لسانٍ الله يصرفة على الإنسانٍ والله يلطف بي بخير مكانٍ واصرف لنحو سلوه بعنانٍ وحملتموني شوق كلكم وحدي وبت بكم والنار تضرم في كبدي فقد ساءني ما قد لقيتم من الوجدٍ ليظنوك راهمبا لت تجدهم عقاربًا ثارفا وله أيضًا رضي الله عنة: خذ عن الناس ماتيسر إنماالناس كالزجا وله أيضًا رضي الله عنهُ: علامة من حل الهوى بفؤاده ويصفر منئة اللون يعد احمراره ولهُ أيضًا رضي الله عنة: حسدوه حين رأوه أحسن منهمٌ ولهُ أيضًا رضي الله عنهُ: حيرت فيك العقلا ولهُ أيضًا رضي الله عنةُ: قوموابنابحياتكم قوم إذا ظفرروابنا أمل الغرام تجمعرا ولهُ أيضًا رضي الله عنةُ: إذا أحيبت لم أسل وإن عاتبني الواشي قياسؤلي وياأملي لوأنالعين ناظرة وقال رضي الله عنة : أرى رجالا بدون الدين قد قنعوا إذا رأيت ملوك الأرض أجمعها وله أيضًا رضي الله عنهُ: إذا حل أرضًا كان فيهامكرمًا الباب السادس في بعض كلماته الشريفة جإذالمتقِهتكسّر إذا ما رأى المحبوب أن يتغيرا اقسياتو المت حيرا كالبدر تحسذدهة النجوم إذا بدا أي من لعقلي عقلا فضحتني بين الملا نمضي إلى أحبابنا جادوا بعتق رقابنا وإن واصلت لم أقطع وياذخري الذي يشفع لبك الده لم شيم وما أراهم عن الدنياءٍ بالدونٍ فانظر إلى ملك في ذي مسكين وإن لم يكن من أهله بحسيب وماعاقل في بلدة بغريبٍ الباب السادس في بعض كلماته الشريفة وله أيضًا رضي الله عنةُ: اشتقت يا سفن الفلاة فبنلغي هاتيك دارهمُ وهذاماؤها ولهُ رضي الله عنة: تتقوت تكعبي أذنا رمال فإنالعود كان وقودقوم وصار بعد طييبّاأي طيب وله رضي الله عنه أيضًا: تلبس الناس يوم العيد للعبد والناس قد رجعوا فرحًا بعيدهم إن كان هجرًا فعيد لا سررت به وله رضي الله تعالى عنهُ: إني جمعت من الذنوب فنونها مَن كان يرجو عفو من هو فوقة وله أيضًا رضي الله عنة: إذا هبّت رياحك فاغتتمها ولا تغمّل عن الإحسان يومًا وقال رضي الله عنه أيضًا: قالوا اشتغل مخلصًا بالله قلت لهم فكيف أنسى الذي في القلب مسكنة ولهُ أيضًا رضي الله عنهُ: إذا جنّ ليلي هام قلبي بذكركم وفوقي سحاب يمطر الهم والأسى سلوا أم عمرو كيف بات أسيرها فلا هو مقتول ففي القتل راحةً وطربت يا حادي المطي فغنني اشرب ورد للماء واملى واسقنى ولاتذكرإذا سافرت آلا وكان بأرضه حطبا رزلا وقد لبست ثياب الزرق والسودٍ وقدرجعت إلى نوح وتعديدٍ أو كان وصلاً فلي عيدان في عيدٍ ورجوت من عفو الكريم فنونة عن ذثئبه فليعف عن من دونة فإن لكل خافقةٍ سكونٌ فماتدري السكون متى يكونٌ الله يعلم نين يحت سنا وكل جارحة في الجسم تهواة أنوح كما ناح الحمام المطوقٌ وتحتي يحار بالجوى تتدققٌ تفك الأسارى دونه وهو موتُقٌ ولاهوممنون عليه فيطلقٌ نارفا خرف الياب السادس في بعضص كلماته الشريفة طلبت في الكون باقي كي أهيم به وقال لي خْلُ عنك الغير منخلعًا 0 و . 0 فصرت منه لديهفيهعئهبه غير الحبيب فسر الحب وأفاني عن السوى فسوى من تدره فاني والغير راح بلا تركي ونسياني وذكر العلامة العارف بالله أحمد بن حمد بن محمد بن عيسى زوق البرنسي المغربي قدس سره في كتابه شرح حزب البحر ما نصهُ: وما أحسن ما قيل في الانقطاع إلى الله تعالى والفرار عن من سواه وتركك ما دونة» ما قالهُ الشيخ أبو العباس أحمد الرفاعى رضى الله تعالى عنه وتفعنا به: فليتك تحلو والحياة مريرة وليت الذي بيني وبينك عامر إذا صح منك الود فالكل هين وقال أيضًا رضي الله عنه: ملوك الأرض أرباب الرعايا فإن جلسوا على تخت كبير ركشو توق عنالهانت وإن ركبوا خيولاً صاقنات وإذ فخروا بديباج ولخز ألسنا بالتراب وهم سواء ويندم في القيامة كل عاص وقال قدس سره العزيز: طلعت شموسي في علو مقامي وسلكت أوعار الطريق وجزتها جدي رسول الله تكفي نسبتي أورد إذا وقع الظماءً لحوضهِ عندي مريدي شعرة من حاجبي بتسراكمو يا سالعين طريقض وليتك ترضى والأنام غضابٌ وبيني وبين العالمين خرابٌ وكتل اللي موق العتراب امراك ونحن عيينه خيلاق الندرانا سجدنا بالجباه على الثرايا سكنا في المساجد والزوايا أخذنا الحق والتقوى مطايا قنعنابالمسوح وبالعبايا إذا نزلت بتارسل المنايا وننظر من تحق لهالعطايا وعلت على أقدامكم أقدامي من عزم عزمي قد شددت حزامي مني عليه تحيتي وسلامي مردائكنامع جملة الخدامي عنه إذا صار القصاص أحامي بشراكمو قد نلتم إكرامي الباب السادس في بعض كلماته الشريفة أحميكموا عند الممات وبعده ثم الصلاة على النبي وآله وله قدس سره: لي همة بعضها تعلو على الهمم أنا الرفاعي طبولي في السما ضربت كل المشايخ يأتوا باب زاويتي ولي لواءٌ على الكونين منتشر فالجأ بأعتاب عزي والتمس مددي ولازم الذل في شطحاءٍ منزلتا دارت رحى الكون فينا فهي ناطقة ورن جلجال ملك الله في يدنا وأصبح الكون مسرورًا ببهجتنا وقام فيها منادي حالنا طربًا من لاذ فينا اكتفى عن غيرنا أباًا فالسر منا عروس في الورى جليت صلّى عليه إلله العرش بارئنا وقال قدس سره العزيز: فؤادي في ظهري وظهري في لبي إنائي أنيني من أنانية الجوى جمعت علوم الحال في كل حالة وطاولت أعلام الرجال ولم أزل وفقت كبار القوم في كل مذهب وصرت فريدًا في بني الحبٌّ كلهم وصبيت كأسًا من حميا حقيقتي وهاموا بكأسي قبل شرب الذي به أنا القطب والغوث الكبير الذي على يفيف عند الصراط بأصعب الأيام ولي هوى قبل خلق اللوح والقلم والأرض في قبضتي والأوليا خدمي وفوق هاماتهم حاز العلا علمي وكل أهل العلا ما أنكروا همي وطف ببابي وقف مستمطرًا نعمي تنشو بويع ناامين خخالة العذم يذكرنا فى تسا الغرت والتعجم وقابل الملك معنى الملك بالنغم والأرض جادت بزهر الأنس والنعم يشدو بدوحتها من أبرع الحكم وجاء في ركبنا بالأمن من ندم معنى محاسنها من ساكن الحرم والآل ما أنشد المشتاق بانظم دبطني في سري وسري في قلبي فإتي من أيني وأتمي من حبني وتمت نكن العم قن عبالةالغرت أطول إلى أن جزت من حضرة الربٌ وسرت بلا ثان إلى مذهب الحبٌ وجاؤوا لحاني يطلبوا السكر من شربي لأهل الهوى فاستحصلوا السكر من صبي ونالوا الشفا من صرعة النجر في طبي قباب زوياتي بدا النور من ربي ليرفا أشاهد معنى الكل في كل مشهد فمن عينها عيني ومن سر رمزها وحققت أن الكسب من عين وهيها ولازمت باب المصطفىي في طريقهِ فسر سيرتي يا صاح والزم حقيقتي وصل وسلم في المعاني وفي الهوى محمد المختار والآل من لهم وقال رضي الله عنة : رفعت رايتي على الأعلام وخيولي تدور في كل أرض وطبولي دقت وموكب عزي أنا قطب في مركز الفضل قدري كل نار ذكرت عند سناها فجميع الرجال في باب عزي شهرتي في السماءٍ والأرض دارت وإذا دار وقت ذكري فغفني فأنا أحمد المكنى الرفاعي وأنامن أجل ولاد طه فعليوالصلاة في كل آن وقال عطر الله مرقده: أنا أحمد أناابِنُ الرفاعي أنا في حضرة المختار سكري وربي قال لي هاأنت آمن مريدي إن تكن معنا تمئتى فربي زادني وأعز شأني وأكرمتي بأحوال وبطش الباب السادس في بعض كلماته الشريفة وأنظر من معنى حقيقتها سلبي عرفت بأن الكل من سرها وهبي لهذا تركت السير في برزخ الكسب على المنيخ المعلوم تن ارشع الحتب لتنجو إذا صار المصار من الكرب على ترجمان القلب في حضرة الربٌ علو شريف القدر بالعجم والعرب وصفا الوقت بل وراق مدامي ثم في كل بلدة ومقام في سرور على مدى الأيام وعلى هامة الهلال 2 خمدت لي بإذن رب الأنام يطليون العطاء من إكرامي وافتخاري يزيد في كل عام وتعطر بطيب مسك شتامي وبسلك الحسين صح انتظامي تاج رأسي وموصلي لمرامي وعلى الآل والرجال. العظام وذكري شاع في كل البقاع وفي بيتي الحطيم وكل ساعي لك الحكم العظيم على السباع ونادي بالشدائديار فاعي وأعلا فوق أقراني ارتفاعي وأيدني بأنوار السماع الباب السادس في بعض كلماته الشريفة مل وقال بل الله ثراه: على القبة الخضرا نشرت علامي 2 وفي البمّعة البيضا نصبت خيامي وحكمي بوادي الصين في كل لحظة وأظهرت في صحرا العراق مقامي أنا الدّنُ والخمار والساقي للحما 2 وما شرب السادات مثل مدامي واحمي مريديني على كل حالة وأدخلهم دار النعيم أمامي فمن كان مناأو يلوذ ببابنا غدا يوم أمر الكرب تحت خيامي واحميه ما يختشي يوم خوفه وفي معظم الحالات عنهة أحامي وقال نفعنا الله بمدده العالي: إذا رضنا تداوينايذكركم فنترك الذكر أحيانًا فننئكسش ومن كلامه رضي الله عنة هذان البيتان» قال الشيخ مجرد الأكبر ثالث خلفاء سيدي أحمد: من كانت لهُ حاجة وعسرت عليه فليصل الله تعالى ركعتين ويقرأ الفاتحة لرسول الله كَل ثم يستغفر الله تعالى سبعين مرة ثم يصلي على النبي كل مائة مرة ثم يقرأ الفائحة أيضًا لحضرة الرسول ويقرأ بعدها البيتين ثلاثة مرات بنية حاجته فإنها تقضى بعونه تعاتى وهما شعر: إن أبطأت غارة الأرحام وابتعدت فأقرب الشيء مناغارة الله يا غارة الله جدي السير مسرعة في حل عقدتناياغارة الله ومن كلامهِ رضي الله عنهُ لجلب الرزق ثلاثة أبيات جربهم كثير من العارفين وقالوا: إن فيهم السر العجيب: أصبحت لله ضيقًا والله للضيفايغني أحسنت بالله ظقلني أن يكشف السوء عني ياعالمالسرمني لاتكشف السترعني يا الله ويكرر اسم الذات ثلاثين مرة ومن كلامه مستغيثًا بجده رسول الله وَك: أغقني يا أبا الزهرا أغشني 2 وأدركني بمطلوبي أغثني أغقشني يا إمام الرسل وادرك فقد ضاقت بي الدنيا أغئني قال السيد أحمد الصياد الكبير قدس سره من قرأهما لكرب أهمةُ بعد أن يصلي على النبي كَلِ مائة مرة حالاً يفرج الله كربة بمدد رسول الله يك وبهمة حضرة السيد 33> الباب السادس في بعض كلماته الشريفة أحمد قدس سره انتهى. ولهُ رضي الله تعالى عنهُ هذه القصيدة الميمية والقلادة الدرية التي ابتهج بها أهل هذا الشان وسارت بها الركبان وجربها أهل القلوب لكشف الكروب بإذن علام الغيوب إذا تلاها المحتاج متوسلاً بولاية سيدنا السيد أحمد إلى الله تعالى وهي هذه : مظاهر الأنس دقت لي على نغمي وأقبل السعد يسعى طالبًا مددي ونوبتي ضربت في الأرض واشتهرت وسطوتي ظهرت في الخافقين وقد وكوكب المجد عندي لاح فهو إذا ولمعة الشمس في بابي قد انعقدت وبارق الغيب في بيداء زاويتي هلال سلطان عزي للوجود بدا والسبع يعلم أحوالي ويعرفها شاويش عزي على هام الرجال شذا سقيتهم من حميا خمرتي سكروا أطفال زاوبتي كل الرجال وقد بدفتري كتبوا من أصل حالتهم وصحت في شطحة الأكوان منفردًا فلو ذكرت بأرض لا نبات بها ولوذكرت بنار قط مالهبت ولو دعوت لميت قام لي ومشى لك إلنهنا يا مريدي لا تخف أبدًا إذا دعاني مريدي وهو في لجج أنا ابن من كان في البطحاء مجلسة أنا ابن من قام يهدي للوجود وقد أنا ابن فاطمة الزهرا التي حجبت أنا ابن حيدرة الكرار أشجع من ودولة الفضل غنت لي على علي حتى الزمان أتاني راجيًا هممي ودولتي حكمت في العرب والعجم تحقق الأمر أن الأوليا خدمي معلق لختامالأمرفي خيمي فمظهر الشمس مربوط على علي تلألأت ذاتهُ الحسناء في حرمي وحالتي انفردت في جملة الأمم وترعت الأسند هن العاباتة من ديس فاقيلوا نحو بابي الكل كالغنم فإنهوا عدر بالتهان من كنس أطعمتهم قبل قبل القبل من لقمي وخطهم مردائي في العلا قلمي أجابني سرها باللوح والقلم لأقتبلت بصنوف الخير والنعم ولو ذكرت بحر غار من عظمي بإذن ربي يسعى لي على القدم واشطح بذكري بين البان والعلم من البحار نجا من حالة العدم وداره في بقاع الأرض عله أجاد واستخرج الإنتلام من لم ببرقع من طراز الغيب منتظم مشى على الأرض في سيف وفي حزم الباب السادس في بعض كلماته الشريفة "41١‏ أنا الإمام الذي أدعى أبو الفقرا شيخ العواجز من يقصد حماي حمي أنا الرفاعي فسل عني وعن مددي ا م أنا الرفاعي ملاذ الخافقين فلذ تي بات وري لتددي اعيرس فبيي الآن تم نظامي بالصلاة على 2 شير البرية في بدئي ومختتمي والآل والصحب والأتباع سادتنا والتابعين لهم في منهج الكرم هذا ما وصل إلينا من منظوماته الكريمة وقد طاب أن نختم هذا الباب في ذكر التوسلات بهِ رضي الله عن المأخوذات عن خواص السادة الرفاعية رضي الله تعالى عنهم ونفعنا بهم آمين. قال الشيخ محمد المرتدي: سمعت من حضرة الشيخ أبي بكر الهواري خليفة حضرة القطب الأعظم رضي الله عنة أن مَن ضاق حاله لمهمة أو لحاجة أو عسر عليه مقصد أو كان عليه دين أو كان في سجن أو بغى عليه ظالم فليتوضاً ويصلي لله ركعتين ويصلي على النبي يلد مائة مرة ويكون ذلك العمل في بيت خال ويقرأ الفاتحة للئبي وآلهِ وأصحابه أجمعين ويتوجه قائمًا للشرق لبر البصرة لفلاة أم عبيدة محل مرقد حضرة الغوث الحسيني سيدي السيد أحمد وينادي بالاعتقاد والانكسار: أيظلمني الزمان وأنت فيه وتأكلني الذئاب وأنت ليت ويروى من بنانك كل ظامي وأظمأ في حماك وأنت غيتٌ يا أبا العلمين يا علم الشرق يا علم الدنيا يا باب الرسول يا كنز القبول يا وسيلة الطالبين يا كعبة الطائفتين يا عين الأولياء يا قلب العسلحاء يا تاج العارفين يا سيد الصالحين يا مرشد الواصلين يا غوث الخلق يا باب الحق يا بيت الصدق يا معدن الخير يا كنز البر يا شيخ العواجز يا أشجع الفوارس يا أبا الصفاء يا أبا الوفاء يا أبا لهف نا انا الحدد نا أ ملم ب ان العباس با آنا عبدا اتسين يا سارف اقبي حجة الأحباب يا مصدر الطلاب يا معجزة الرسول يا سر الله يا درة الغيب يا سيف القدرة يا صاحب الشجرة يا نائب النبي الجليل يا خليفة إيراهيم الخليل يا صاحب النيابتين يا ثابت القدمين يا صحيح النسبين يا مظهر الحضرتين يا 5 شيخ الخافقين يا غرث ا ا 0 12111101116 د 0000 الحسين يا خلاصة أولاد زين العابدين يا بيت الأسرار يا سد الأسرار يا ذيل المختار حرم الأمان يا أمان الإخوان يا شيخ العرب والعجم يا بلبل البيت والحرم يا شيخ 0 يا مقبل يمين المصطفى يا جليس الخضر يا معدن السر يا صفوة الحق يا نتيجة الصدق قلادة الجراهر/ م ١١‏ 4" الباب السادس في بعض كلماته الشريفة يا صاحب الهيبة يا ساكن الكعبة يا نائب الحضرتين يا طويل الجتاحين يا ثابت القدمين يا قرة العينين يا شريف الطرفين يا أبا العلمين يا شيخ الكل في مسند الكلية يا إمام الكل في مرتبة القطبية يا صاحب النوبة الأولى يا صاحب الصوت الأعلى يا صاحب الكأس الأحلى يا صاحب الضجة العظمى يا صاحب الهمة العليا يا صاحب القلب والمنصب يا صاحب الموكب المرعب يا مبرد التار يا ممدد الجبار يا مبدل السموم يا معنى عناية الحي القيوم يا مبرىء الجروح يا باب الله المفتوح يا بدل الأبدال يا سيد الرجال يا نجيب الأنجاب يا قطب الأقطاب يا ساقي القوم يا بحر العلوم» يا موصل كل أعرج يا مقوم كل أعوج يا مرعب السباع يا ولي الله بلا نزاع يا سلطان الأولياء والصالحين يا قطب الأقطاب المتصرفين يا مظهر سر حضرة القدس في كل مكان وزمان. يا صاحب الآيات الباهرة والمناقب الظاهرة يا كنز العنايات يا صاحب التصرف في الحياة والممات» يا إشارة الكاف يا علم الإسعاف يا عين العيون يا رمز النون يا قائمًا بأمر الله يا ضاريًا بسيف الله يا متكلمًا بلسان الله يا نائبًا عن رسول اللهء يا ناصر الإسلام يا خليفة خير الأنام يا قطب الفرد يا قطب الأعظم. يا قطب الغوث يا غوث الأكبر يا بحر الله الكبير يا صاحب السرير يا شيخ الكبيرء يا سيد الأولياء يا شيخ الكبراء يا ترجمان الحضرة المحمدية يا بضعة الذات الأحمدية يذ كوكب السر الجلي يا سيف أمير المؤمنين علي» يا ولي الله يا أسد الله يا أبن بنت رسول الله يا وارث علي المرتضى يا أمين سر أهل العباء يا جليل الحضرة يا قمر البصرة يا وجه الرشد الأنيس همتك حاضرة وعنايتك باهرة وأسرارك ظاهرة بحق جدك المصطفى وبحرمة أبيك علي المرتضى وبكرامة والدتك فاطمة الزهرا أغئني وتوجه لجدك خير الأنام وقوموا بقضاء حاجتي فقد حارت فكرتي وقطعت وسيلتي وقلّت حيلتي. أدركني يا أحمد الأولياء يا بهجة الأتقياء يا مجيب الداعي يا نعم المراعي يا أحمد الرفاعي سي الله عنك أغثني أغثني أغثنيء ويذكر حاجتة ويخطى ثلاث خطوات لجهة الشرق وفي كل -خطوة يقول: يا أحمد الأولياء رضي الله عنك أغثني ويقرأ الفاتحة لروحه الشريفة ولأولاده وخلفائه ومريديه ومحبيه ولجميع المسلمين فإنها تقضى بعون الله تعالى بلا شك. قال المرتدي رحمة الله جرّبتها وقد كنت في السجن مرة فخرجت بعد إتمامها بحمد اللهء والكثير من كمل السادة الرفاعية جربوها لحاجات مهمات فقضى الله لهم حاجاتهم ببركة همة سيدي السيد أحمد رضي الله عنةء وفي طريقي بسفري لبغداد اجتمعت بالشيخ علي البصري الرفاعي فذكرت لهُ همة الغوث ونجداته. فقال: يا سيدي كنت مرة بمصر فخرجت من الوكالة وهي الخان إلى صلاة العشاء فضيعت الطريق وصرت أدور في الأزقة فبينما أنا دائر وإذا يجملة من الضابطية مسرعين ورائي وهم يقولون: هذا هو الذي جرح الرجل الباب السادس في بعض كلماته الشريفة 1" فالتفت فلم أرَ غيري فأسرعت بالمشي وتوجهت للشرق وقلت البيتين المنسوبين لحضرة السيد سراج الدين الصيادي قدس سرهم وهما: أترضى بذلي بعد أن جئت للحمى22 وأصبحت مكتوبًا بدفترك العالي أغث يا رفاعي واجبر الكسر واحمني وحرك يد الأسرار وارحم ضنا حالي وبعد قرائتهما وقفت في محلي فمروا علي بأجمعهم ينظرون إليّ بلا كلام فبعد ذهابهم بقي فكري عند الرجوع إلى الوكالة وأنا بأشد الخوف وإذا برجل اختيار مر علي فسألتهُ عن الطريق فقال: امش معي قأوصلني إلى باب الوكالة وقال: ولدي بعد هذه المرة إذا. ضيعت الطريق فنادي للشعراني فهو يدلك فالتفت فما وجدتةء وكان السيد سراج الدين يقول: من أراد أن يستمد من حضرة السيد الكبير فليقرأ هذين البيتين بعد صلاة ركعتين ويربط قلبهُ بالحضرة الأحمدية وعدد القراءة إحدى عشر مرة وبعد القراءة يقول: يا أسد الله الجسور يا باب حضرة الرسول يا ابن فاطمة البتول يا أبا العلمين يا محيي الدين يا أبا العباس يا سيدي يا أحمد الأولياء جعلتك واسطتي لباب ربي بقضاء حاجتي فكن واسطتي وأدركني بغوثة وعونة على قضائها ويذكر حاجتة تفضى ببركة ولايتهُ قدس سره العزيز. وكان السيد محمد الرواس نفعنا الله بهِ إذا أراد الاستمداد من الحضرة الأحمدية يقول بعد الفاتحة للرسول الأعظم يك ولحضرة السيد أحمد قدس سرة: ياسيدالأولياء يا ابن الرفاعي البطل ماصحت في عامل بالكرن إلابطل فانهض وكن مسعفي واسسقي فؤادي بطل وعدد القراءة تسع عشرة مرة قال الشيخ: جربت ذلك لأمور كثيرة فيسرها الله تعالى يبركة السيد أحمد الرفاعي قدس سره العزيز. وقال لي الشيخ الصالح ملآ حسن الموصلي البزاز: كانت لي حاجة فاستمديت لقضائها من جانب كثير من الأولياء فلم تقض فخطر لي أن أستمد مرة من جانب الشيخ الكبير السيد أحمد قدس سره فأقبلت على أبوابه بالقصيدة الآنية فيأقرب وقت قضى الله حاجتي وكنت أستعملها في كل وقت لكل حاجة وأرى بوارق لمعان أنوار التيسير ببركتهء وكنا إذا قرأناها في حلقة الذكر القادري بالجامع الكبير يحضور السيد محمد النوري القادري يحصل لحضرة الشيخ المذكور حال عجيب ولذة عظيمة وفى كل وقت من أوقات الذكر يأمرنا حفظة الله بقراءتها وهي هذه القصيدة المباركة : ١ ١‏ قلبي إليكم بأيدي الشوق مجذوبٌُ22 والصبر عن قربكم للوجد مغلوبٌ "45 لا استفيق غرامًا في محبتكم يا قلب صبرًا على هجر الأحبة لا هم الأحبة إن صدوا وإن وصلوا إني رضيت بما يرضونةٌ وبهم فالروح والقلب بل كلي لهم هبة لي فيهم سيد طاب الوجود به هو الرفاعي سامي الجد أحمد من أكرم به سيدًا طابت عناصره أنعم به منهلاً راقت موارده هذا الذي يفخر الفخر السنىُ به هذا الذي شرف الأشراف تم به هذا الذي يسعد العبد الشقي به غوتٌ مغيثٌ لمن فيه استغاث فكم وكم ذليل به قد عز جانبة سر من الله في كل الوجود سرى شمس المعارف من إشراق حكمته بني رفاعة سدتم رفعةً وعلا تمت محامدكم في عز أحمدكم هو الإمام الذي ديوانة أبدًا فرد بهِ مفردات الفضل قد جمعت راحي وروحي وريحاني مدايحة يا أحمد الأوليا انظر إليّ وقل يا صاحب الهمة العلياء خذ بيدي يشفي لديغ الأفاعي في عزائمكم حاشا لمجدك أن ترضى بيعد فتى ياعترة المصطفى أنتم أكارم لا الباب السادس في بعض كلماته الشريفة وهل يفيق من الأشواق مسلوبٌ تجزع لذاك فيعض الهجر تأديبٌ بل كلما صئع الأحباب محبوبٌ والله يعذب للمشتاق تعذيتٌ وكيف يرجع شيءٌ وهو موهوبٌ فمنهُ في كل ناد يعبق الطيبٌ قد لاذت العجم فيهٍ والأعاريبٌ وكيف لا وهو للمختار منسوبٌ فكم صفى منهُ للأحباب مشروبٌ هذا الذي هو للمطلوب مطلوبُ هذا الذي هو للعلياء مخطوبت فكم وكم نال فيهٍ الأمن مرعوبُ نجا بهمتهوالعلياء مكروبٌ وكم بعيد به أدناه تقريبٌ منه إلى الخلق ترغيب وترهيبٌ للعارفين بدت منها أعاجيبٌ وذكركم في جباه الفخر مكتوبٌ فمجدكم مثل في الكون مضروبٌ في الكائنات مدى الأيام منصوبٌ ندب بكل شديد الهول مندوبٌ وحبة لفؤادي في هوتهذيبٌ لا تخش أنت علي اليوم محسوبٌ إني وحقك للاعداء مغلوبٌ وعبدكم بأفاعي البعد ملسوبٌ لهُ إلى بابكم بالذل تأويبٌ يخيب منكم لذي الأمال مطلوبٌُ الباب السادس في بعض كلماته الشريفة 21> أن تقبلوني على عيبي فيا شرفي فليس لي غيركم قصد ومرغوبٌ فأنعموا بقبولي واملؤوا قدحي من راحكم فهو للأرواح مصحوبٌ صلى الإلله على المختار جدككم 2 مافاح في الكون من ذكراكم الطيبٌ والآل والصحب ما ناذى محبكم قلبي إليكم بأيدي الشوق مجذوبٌ ومن المشهور الذي ذاع وشاع وملا الأسماع أن حضرة السيد أحمد شديد الغيرة سريع النجدة لمن انتسب إليهِ أو انحسب عليه فإن الله يغار لهُ وينتصر له ولمن لاذ به وأحبة مزية اختصة الله بهاء وهو تعالى يختص برحمته مَن يشاء» وانظر ما قاله الشيخ ناصر البغدادي في كتابهِ معراج السالكين الذي استفاد أجوبتة من جدنا الخامس السيد حسين برهان الدين الخزامي البصري قدس سره بعد سؤال طويل سألة منة قلت حينئذ: بيت ما قالهُ بعض الحنابلة بعدم مدد الولي بعد موتهء قال: لا بل لم يثيت لأن المادة الممدة في الولي ليست القطعة اللحمية المعطلة وإنما هي كلمة المدد الرباني المدلاة إليه وهذه كلمة ليست بمعطلة لا ينقطع مددها ولا ينقضي أمدها ولا تبديل لكلمات الله. قلت ولعل المدد وهب بقيد كون الولي حيّاء قال: هذا ظن على وجه باطل إذ لعل المدد وهب بلا قيد وهذا اللائق بالإللهية ولا ينقص من خزانة الكرم شيء» وإذا كانت المادة الممدة الفعالة مادة المدد المدلاة إلى قالب الولي وقلبه المجتمع من ماء وطين الذي لا يضر ولا ينفع ولا يملك لنفسهِ ضرًا ولا نفعًاء وهي المتصرفة الضارة النافعة الممدة وجعل الله عبده الولي موضع مدده ووجهة البعيد عن مدده المحجوب عنة إليه فمتى توجه العبد إلى الوجهة التي جعلها الله موضع مدده وقبل الحق اتجاهه انصرفت إليه مادة المدد من موضعهاء سواء كان موجودًا أو مفقودًا حيًا أو مينًا قريبًا أو بعيدًا ولا فرق في هذا وهو الأصل عند العارفين قلت حينئذ فما مزية الولي حالة كونه مجردًا عن الفعل والفتق والرتق والحول والقوة والوهب والسلب» فقال: مزيتةُ الاختصاص يختص برحمته من يشاءً والله ذو الفضل العظيمء قلت: ولا يلتفت إلى تعصب من حرم الاستغاثة بالأنبياء والأولياء كابن تيمية الحنيلي وجماعتة لأن أكابر الأمة افتوا بجوازها وأدلتهم من كتاب الله وسنة رسولهٍ كه وقد كتب العلامة الأحسائي رحمه الله تعالى رسالةة مخصوصة في جواز الاستغاثة» قال فيها: اعلموا أيها الإخوان أن الاستغاثة هي سؤال الشفاعة من الأنبياء والأولياء كقول القائل يا رسول الله أو يا شيخ أحمد الرقاعي؛ وذلك لأن قوله يا حرف نداء والنداء إذا كان من مخلوق لمخلوق فلا يسمى دعا عبادة لأن المعبود في الشرع واحد لا تعدد فيه وهو الله عرٍّ وجل. وقد علم المسلمون وتحققوا أنه لا يعبد إلا الله ولا يدعى للعبادة إلا الله وإنما ينادون عن يتادون على جهة الشفاعة عنده والنداء لا بأس بي فلن الباب السادس في بعض كلماته الشريفة فيجوز نداءٌ المخلوق للمخلوق سوءً كان حاضرًا أو غاتبًا ولو مينّاء أما نداء الحاضر فلا يشك في جوازه ذو غقلء وأما نداء الغائب فيكفي في جوازه نداء عمر بن الخطاب رضي الله عنهُ وهو يخطب على منبر المدينة لسارية رضي الله عنهُ وهو غائب في أرضص العجم . وأمر النبي يله لمن انفلتت دابته بأرض فلاة أن يقول: ”يا عباد الله احبسوا»2 ثلاث مرات» وفي روايةٍ أخرى: وإذا أراد عونا فليقل: «يا عباد الله أعينوني»» ذكر الروايتين الإمامان المحدثان الجليلان السيوطي وابن الجزري. فلو كان النداء شرك أكبر كما زعم الضالون المضلون لما أمر به النبي يَةٍ وأما جواز نداء الميت فيكفينا دليلاً أن النبي يل نادى أصحاب القليب يوم بدر بأسمائهم واحدًا واحدًا وهو يقول: إني وجدت ما وعدني ربي حقًا فهل وجدتم ما وعدكم ربكم حقّاء ولما قيل لهُ: كيف تناديهم وهم أموات قال: والذي نفسي بيده ما أنتم بأسمع لكلامي منهمء ومرادنا إقامة الدليل على جواز نداء الميتء وقد صح أن الشهداء أحياء في قبورهم والأنبياء من باب أولى» والأرواح لا تفنى إجماعًا فيجوز نداء الأنبياء والشهداء بعد موتهم وكذا غيرهمء ولا بأس بهِ ولا يقال: إن ذلك عبادة لهم وإنما هو نداء على جهة التوسل والاستغاثة بهم فإن المعبود شرعًا وحقيقة هو الله تعالى» وهو واحد في ذاتهِ وصفاته وأفعاله ليس كمئله شيءٌ ونداء المخلوق للمخلوق ليس بعبادة لهُ أصلاًء والدعاء أخص من النداء وهو خاص بالله تعالى كقول العبد يا رب يا الله ونحو ذلك» والطلب إذا كان من الأدنى للأعلى الحقيقي عى الإطلاق وهو الله عر وجل سمي دعاء عبادة» وإن كان من الأدنى لمن هو مثله أو أعلى منه رتبة من المخلوقين سمي نداء» فافهموا أيها الإخوان الفرق بين الدعاء والنداءء فإذا أغاث الله تعالى عبدًا على يد نبي فهي معجزة لذلك النبي أو على يد ولي فهي كرامة لذلك الولي والمعجزات والكرامات لا تنقطع بموتهم لأنها من قدرة الله وكان الله على كل شيء مقتدرّاء فإذا أقدر الله نبيًا على حصول معجزة أو وليّا على حصول كرامةٍ فلا مانع من سؤالها منهُ ولا يسمى من سألها منهُ مشركاء فقد طلب الحواريون من عيسى عليه السلام إنزال المائدة فأنزلها الله عليهم بواسطتهء وقد سأل نبي الله سليمان عليه السلام من آصف امن برخيا أن يحضر لهُ عرش بئقيس كما نطق بهِ القرآن فأحضره في أقل من طرفة عين» ولم يقل أحد بأن ذلك شركء وأيضًا أنبياء الله أولاد يعقوب عليه وعليهم السلام قد نادوا أباهم وجعلوه واسطة لهم في الاستغفار من ربهم فقال تعالى مخبرًا عنهم: #قالوا يا أبانا استغفر لنا ذنوبنا إنا كنا خاطئين» [يوسف: 97] ووعدهم أبوهم بذلك فقال تعالى مخيرًا عنهُ: #سوف أستغفر لكم ربي إنهُ هو الغفور الرحيم» [يوسف: 48] فانظر كيف جعلوه .5١١ أخرجه النووي في الأذكار صفحة‎ )١( الباب السادس في بعض كلماته الشريفة مذكنا لهم واسطةٌ في الاستغفار من ربهم وقد أمر النبي كٍ عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما أن يسألا أويس القرني الدعاء والاستغفار من ربهما إذا اجتمعا به ففعلا كما في مسلم وجعلاه واسطةً لهما في الدعاء والاستغفار» مع أنهما أفضل منة وقد صرّحت الأحاديث والأخبار بأن الأنبياء والأولياء لهم الشفاعة عند الله على قدر مراتبهم في الدنيا والآخرة» أما في الدنيا فباجابة الدعاء ودفع البلاء ونزول الغيث وغير ذلك من المصالحء قال النبي يَْدِ: «إن الله ليدفع بالمسلم الصالح عن ماثة أهل ببت من جيرانه البلدم20 فإذا كان الله عر وجل يدفع البلاء بسبب الرجل الصالح عن جيرانهِ فكيف لا يسألونةٌ الشفاعة عند الله في مهماتهم ومصالحهم. فإن في عياد الله مَن لو أقسم على الله لأبرّه كما في الصحيحينء وقال #لِ: «لن تخلو الأرض من أربعين رجلاً. مثل خليل الرحمئن فبهم تسقون وبهم تنصرون ما مات منهم أحد إلا بدل الله مكانة آخر؟ رواه الطبراني في الأوسط فإذا كانت السماء تمطر ببركاتهم والأعداء تنخذل بترجهاتهم: فكيف لا نستغيث بهم إلى الله وهم أولياؤه وأهل حضرته: ولم يرد في الكتاب ولا في السنة أن الله تعالى أو نبيه كل قال: لا تنادوا أحدًا على جهة الشفاعة وأما قوله تعالى: #فلا تدعوا مع الله أحدًا» [الجن: ]١18‏ وقوله تعالى: #إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم» [الأعراف: ]1١94‏ ونحو ذلك من الآيات القرآنية فالخطاب للكفار والمشركين الذين يدعون مع الله غيره أي يعبدونة كقوله تعالى: #ومن أضل ممن يدعو من دون الله مَن لا يستجيب لهُ إلى يوم القيامة» ولهذا قال تعالى في آخر الآية #وكانوا يعبادتهم كافرين4 [الأحقاف: 5. 7] فدل على أنهم يعبدون غير الله وقد تقدم الغرق بين الدعاء والنداءء» وأما التوسل إلى الله عر وجل بأنبيائه وأوليائه فهو سيرة السلف. وهو من جملة الأسباب المأمور بتعاطيها شرعًا وعقلاًء ومع ذلك فجميع الأسباب لا تأثير لها عند جميع المسلمين وإنما المؤثر هو الله عزّ وجل وحدف فهم وإن دخلوا في الأسباب وتعاطوها بينهم لا يعتقدون لها تأثيرًا البتة» فمن تناول دواء وهو مريض لا يعتقد أن الدواء يؤثر فيه الشفاء والعافية بل يعرف أن الدواء سبب والله تعالى هو الشافي المعافي حقيقة» ولا يقال له أشركت بالله حيث استعملت سيب العافية الذي هو الدواءء ولا بأس بتعاطي الأسباب ولا محذور فيه إلا إذا اعتقد التأثير للسبب خاصة دون الله أو مع الله. فمن توسل بنبي أو ولي إلى الله في حاجة وقضيت لا يعتقد أن ذلك النبي أو الولي هو الذي قضاها بنفسهٍ دون اللهء ولا يلام ولا يقال له )١(‏ الحديث أخرجه المنذري في الترغيب والترهيب (5/ 737): باب الترهيب فى أذى الجار وما جاء في تأكيد حقهء حديث رقم: 54 14" الباب السادس في بعض كلماته الشريفة أشركت بالله؛ كما لا يلام من تناول الدواء لأجل الشفاء فإن الله تعالى قد جعل لكل شيءٍ سببًا من الخير والشر والنفع والضر ومع ذلك لا تؤثر الأسباب إلا بقدرة الله تعالى الكامنة عند الأسباب لا بهاء ثم من العجب العجيب والأمر الغريب أنك إذا قلت: أحرقت النار ثوبي أو أغرق الماء ولدي أو قطعت السكين يدي أو نحو ذلك مثلاً لم يقولوا لك أشركت بالله وإذا قلت إني وقعت في شدة يا رسول الله اشفع لي أو يا ولي الله كذلك مناديًا له قامت عليك القيامة الكبرى ونسبوك إلى الشرك الأكبر وأخرجوك من الملة الإسلامية وما ذاك إلا لأنهم يتكرون معجزات الرسول وكرامات الأولياء فيكرهون ذكرها ولا يحبون سماعها ويريدون أن لا تنسب إلى رسول معجزة ولا إلى ولي كرامة ويوهمون ضعفاء العقول القول إن مرادهم حماية جانب التوحيد وليس كذلك بل هم كما قال تعالى: #يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون» [الصف: 8] فمعجزات الرسل وكرامات الأولياء أنوارها لم تزل مشرقة إنشاء الله تعالى إلى يوم القيامة على رغم أنوف المعاندين الضالين ولا عار على الشمس إذا لم تبصر أنوارها الخفافيش؛ إذا تقرر هذا فنقول: يجوز الاستمداد من الأنبياء والمرسلين والأولياء والصالحين ولا محذور في ذلك. قال شيخ الإسلام أحمد بن حجر في باب الجنائز من تحفته على المنهاج وزوارهم يعني الموتى يعود عليهم منهم مدد أخروي لا ينكره إلا المحرومون اه. وقد حصلت الأمداد الإللهية والمنح الربانية لخلائق لا يحصون بواسطة من ذكر إما معجزة وإما كرامة» وقد سئل شيخ الإسلام والمسلمين شهاب الدين أحمد الرملي عما يقع من العامة من قولهم عند الشدائد يا شيخ فلان ونحو ذلك من الاستغائة بالأنبياء والمرسلين والأولياء والصالحين هل هو جائز؟ وهل للمشايخ إغاثته بعد موتهم أم لا؟ فأجاب بقوله: تجوز الاستغاثة بالأنبياء والمرسلين والأولياء والعلماء والصالحين» ولهم إغائة بعد موتهم لأن معجزات الأنبياء وكرامات الأولياء لا تنقطع بموتهم إذ مرجعها إلى قدرة الله عر وجل وقدرتة باقية لا تنقطع بموت أحد انتهى. وقد ذكر الإمام العارف الشهير سيدي الشيخ أحمد زروق في شرحه على الحكم أن الشيخ العارف بالله أحمد بن عقبة الحضرمي سألة هل إمداد الحي أقوى أم إمداد الميت؟ قال: فقلت لهُ: إنهم يقولون إمداد الحي وأنا أقرل إمداد الميت» فقال: نعم لأنه في بساط الحق انتهى. هذا هو القول المشهور المنصور لأن أهل الله هم الوسائل إلى الله والوسائط إلى رسول الله يكوه لهم عند ربهم المكانة الجليلة ولا تخيب فيهم عند الله الوسيلة» وما أحسن قول السيد حسين برهان الدين قدس سره يهم : لهم قدم بباب الله قدمًّا 2 تورثه عن الأهل الفروعٌ الباب السادس في بعض كلماته الشريفة 41" متى دهمتهم الدنيا بخطب 0 جرت منهم بساحته الدموعٌ وقالوا مالنايا رب ذخر ‏ سوك وأنت مقتدر سميغ فتأتيهم يد المولى بنصر وما تغني عن الخصم الدروعٌ قلت: وقد انقضى هذا الباب وإلى الله المرجع والمآب وهو مفتح الأبواب. الباب السابع في أدعيته المباركة وأحزابه وصلواته على النبي كلد وهي معروفة بين السادة الرفاعية وغيرهم لحصول الفرج وحل العقد ودفع الضرر والكرب» وقد عدها أهل الله بابًا عظيمًا لتوجه قلب رسول الله يِه ولكل حزب منها سند متصل بصاحبه رضي الله عن وقد وصلت إليٌّ من ثلاثة طرق. وسأذكر إن شاء الله في نهاية هذا الباب أسماء الرجال الذين أخذت عنهم الإجازة بقراءة أحزابه ودعواته وصلواته بالأسانيد الصحيحة إليه رضي الله عنةء قال سيدي العارف بالله إمام الفرقة الرفاعية السيد الشيخ سراج الدين الصيادي الرفاعي: من أوراد جدنا وشيخنا خضرة الغوث الكبير قدس سره في كل يوم سورة سبح اسم ربك الأعلى لآخرها مائة مرة ولا إلله إلا الله بعد كل صلاة مائتين وإحدى وعشرين مرة ولا إلله إلا الله الملك الحق المبين محمد رسول الله الصادق الوعد الأمين في كل يوم مائتين وثلاثة وعشرين مرة» ومن أوراده قدس الله سره اللهم صل على سيدنا محمد طب القلوب ودوائها وعافية الأبدان وشفائها ونور الأبصار وضيائها وعلى آله وصحيه وسلم في كل يوم ماثة مرة» ومنها اللهم صل على سيدنا محمد صلاة تكتب بها السطور وتشرح بها الصدور وتهون بها جميع الأمور برحمة منك يا عزيز يا غفور وعلى آله وصحبهِ وسلم في كل يوم ماثة مرة؛ ومنها اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي الطاهر الزكي صلاة تحل بها العقد وتفك بها الكرب وعلى آله وصحبه وسلم في كل يوم مائة مرةء ومنها أستغفر الله العظيم الذي لا إلله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه من كل ذنب أذنبتة عمدًا أو خطأ سرًا أو علانية من الذنب الذي أعلم ومن الذنب الذي لا أعلم إنهُ هو يعلم وأنا لا أعلم وهو علام الغيوب وغفار الذنوب وستار العيوب وكشاف الكروب ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم في كل يوم ماثة مرة انتهى. ومن أوراده قدس سره العزيز في كل ليلة جمعة سورة يس مرة واحدة وسورة سبح اسم ربك لآحخرها الباب السابع في أدعيته المباركة وأحزابه وصلواته على النبي 25 فا سبع مرات والأسماء الحسنى مائة مرة ولا إلله إلا الله ألف مرة وسبحان الله والحمد لله ولا إلله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم مائتين وخمسة وعشرين مرةء ومن أوراده قبل طلوع الشمس في يوم الجمعة اللهم صل على سيدنا محمد النبي المليح صاحب المقام الأعلى واللسان الفصيح وعلى آله وصحبه وسلمء اللهم يا الله صل على سيدنا محمد ومن والاه عدد ما نعلمة من بلءٍ الأمر ومنتهاه وعلى آله وصحبه وسلمء الصلاة والسلام عليك يا سيد المرسلين أنت لها ولكل كرب عظيم. يا رب فرج عنا بفضل بسم الله الرحمئن الرحيم ألف مرة. ومن أوراده الشريفة» اللهم أنت ربي فنعم الرب وأنت حسبي فنعم الحسب ترزق من تشاءً وأنت على كل شيء قديرء اللهم ما كان منك فمنك وما كان من غيرك فمنك أنت أنت وكل شيء منك أنت قامت بقدرتك الأشياء وبسطت الأرض ورفعت السماء فلا قبلك شي ولا بعدك شيء فأسألك بقدرتك على كل شيء أن تسخر لي كل شيء وأن تغفر لي كل شيء ولا تسألني عن شيء إنك قادر على كل شيء وأنت على كل شيء قدير وبالإجابة جدير وصلَى الله على سيدنا محمد وعلى آلْهِ وصحبهٍ أجمعين وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين. ومن أوراده الشريفة: اللهم إني أستغفرك من كل ذنب تبت إليك منهُ ثم عدت فيه وأستغفرك من كل ما وعدتك به من نفسي ثم لم أوفٍ لك بد وأستغفرك من كل عمل عملتة أردت به وجهك وخالطة غيرك؛ وأستغفرك يا عالم الغيب والشهادة من كل ذنب أتيته في ضياءِ النهار وسواد الليل في ملاء وخلاء وسر علانية؛ يا حليم يا كريم اللهم أصلح أمة محمد اللهم ارحم أمة محمد اللهم سلم أمة محمد اللهم اغفر لأمة محمد اللهم اغفر لي ولمن آمن يك ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيمء ومن أوراده المباركة: سورة الواقعة وبعدها منها اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه وسلم اللهم إني أسألك بمعاقد العز من عرشك وبمنتهى الرحمة من كتابك وباسمك العظيم وباسمك الأعلى وبكلماتك التامات التي لا يجاوزهن بو ولا فاجر وبإشراق وجهك أن تصلي على سيدنا محمد وآلهِ وصحبه وسلم وأن تعطيني رزقًا حلالا طيبًا يا طالبًا غير مطلوب ويا غالبًا غير مغلوب يا واسع المغفرة ويا رازق الثقلين ويا خير الناصرين؛ اللهم إن كان رزقي في السماء فأنزلة وإن كان في الأرض فأخرجه وإن كان بعيدًا فقَرّبهُ وإن كان عسيرًا فيسره وإن كان قليلاً فكثره وإن كان كثيرًا فبارك لي فيه» اللهم اجعل يدي اليد العليا بالإعطاء ولا تجعل يدي اليد السفلى بالاستعطاء يا قتاح يا رزاق يا كريم يا عليم؛ اللهم سخر لي رزقي واعصمني من الحرص والتعب في طلبهِ ومن التدبير والحيلة في تحصيله ومن الشح والبخل بعد حصولكوء اللهم تول أمري بذاتك ولا تكلني إلى نفسي طرفة عينٍ ولا أقل من ذلك واهدني إلى صراطك "0١‏ الباب السابع في أدعيته المباركة وأحزايه وصلواته على النبي و8 المستقيم صراط الله الذي لهُ ما في السمئوات وما في الأرض ألا إلى الله تصير الأمور وصلّى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحيية أجمعين وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين. ومن أوراده الشريفة يعد اليسملة: اللهمٌ يا ميسر كل عسير يسر مرادي بفضلك الواسع في كل يوم مأثئة مرة» ومنها بعد كل صلاة مفروضة خمس مرات يسم الله الرحمئن الرحيم اللهمٌ لا تؤتني مكرك ولا تنسني ذكرك ولا تكشف عني سترك ولا تجعلني مع القوم الظالمينء سبحانك اللهمٌ وبحمدك أشهد أن لا إلله إلا أنت وحدك لا شريك لك وأستغفرك وأتوب إليك وصلَّى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم. ومنها هذه الصلاة الشريفة بعد كل صلاة أربع مرات وهي منقولة ومأخوذة عن غير 'شيخنا الكبير من كثير من كبار الصوفية الكرام كشيخنا الجنيد البغدادي وأبي يزيد البسطامي والشيخ شهاب الدين السهروردي وغيرهم قدس الله أسرارهم»: وقال حضرة القطب الكبير قدس الله سره: إن مّن يداوم على هذه الصلاة الشريفة في كل يوم بعد صلاة الصبح على أي مراد ونية تحصل حاجتة بإذن الله تعالى ومن قرأها اثنتي عشرة ألف مرة يرى النبي كَيِةِ في الرؤياء وإذا داوم عليها أربعين صباحًا لكل حاجةٍ ولدفع كل مهمةٍ وعلى أي مقصد كان يحصل بعناية الله تعالى وهي هذه الصلاة المباركة: اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي القرشي بحر أنوارك ومعدن أسرارك وعين عنايتك ولسان حجتك وخير خلقك وأحب الخلق إليك عبدك ونبيك الذي حققت به الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه وسلم. سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين. ومن أوراده الشريفة أعقاب الصلوات بالأوقات الخمس دائمًا: اللهم إني أسألك من النعمة تمامها ومن العصمة دوامها ومن الرحمة شمولها ومن العافية حصولها ومن العيش أرغده ومن العمر أسعده ومن الإحسان أتمهُ ومن الإنعام أعمهُ ومن الفضل أعذبهُ ومن اللطف أنفعة اللهم كن لنا ولا تكن علينا اللهم اختم بالسعادة آجالنا وحقق بالزيادة آمالنا واقرن بالعافية غدونا وآصالنا واجعل إلى رحمتك مصيرنا ومآلنا واصبب سجال عفوك على ذتوبناء ومُنّ علينا بإصلاح عيوينا واجعل التقوى زادنا وفي دينك اجتهادنا وعليك توكلنا واعتمادنا وإلى رضوانك معادناء اللهم ثبتنا على نهج الاستقامة وأعذنا في الدنيا من موجبات الندامة يوم القيامة» اللهم خفف عنا ثقل الأوزار وارزقنا عيشة الأبرار واكفنا واصرف عنا شر الأشرار وأعتق رقابنا ورقاب أبنائنا وأمهائنا وإخواننا من النار يا عزيز يا غفار يا كريم يا ستار يا حليم يا جبار يا الله يا الله يا اللهء اللهم أرني الحق حمًا وارزقني اتباعه وأرني الباطل باطلاً وارزقني اجتنابة ولا تجعل عليّ متشابهًا فأتبع الهورى. اللهم إني أعوذ بك أن أموت في طلب الدنيا برحمتك يا أرحم الراحمير الياب السابع في أدعيته المباركة وأحزابه وصلواته على النبي 27 ١‏ وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين. وهذا الدعاء الذي ذكرناه مروي عن الإمام الغزالي رحمة الله بكتابه . ومن أوراده الشريقة هذا الدعاء وكان يقرأه كل ليلة بعد العشاء: بسم الله الرحمئن الرحيم اللهم سر بنا في سرب النجابة ووفقنا للتوبة والإنابة وافتح لأدعيتنا أبواب الإجابة يا من إذا دعاه المضطر أجابةُ يا من يقول في طاعتهِ أن تغفر لكل منا زلتةُ يا رحيم يا كريم؛ اللهم يا لطيف يا رزاق يا قوي يا خلاق نسألك تَوَلْهَا إليك واستغراقًا في محبتك ولطفًا شاملاً جليًا وخفيًا ورزقًا طيبًا هنيًا مريًا وقوة في الإيمان واليقين وصلابة في الحق والدين وعرًا بك يدوم ويتخلد وشرفًا يبقى ويتأبد لا يخالط تكبرًا ولا عتوًا ولا إرادة فساد قي الأرض ولا علوًا إنك سميع قريب مجيب برحمتك يا أرحم الراحمين» واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين وصلٌ وسلم بجلالك وجمالك على جميع النبيين والمرسلين وعلى آلهم وصحبهم أجمعين. سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين. ومن أوراده الشريفة: اللهم صل على النور اللامع والقمر الساطع والبدر الطالع والفيض الهامع والمدد الواسع والحبيب الشافع والنبي الشارع والرسول الصادع والمأمور الطائع والمخاطب السامع والسيف القاطع والقلب الجامع والطرف الدامع صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأولاده الكرام وأصحابه العظام وأولادهم الفخام وأتباعهم من أهل السنة والإسلام على ممر الليالي والأيام ما ناح الحمام وجن الظلام وحج مسلم وصام وقعد فتى وقام ونطق بحرف من كلام على مدى الدهور والأيام إلى يوم الزحام وعلى إخوانه الأنبياء العظام عليهم وعلى آلهم وأصحابهم أفضل الصلاة والسلام. ومن أوراده الشريفة هذه الصلاة واسمها جوهرة الأسرار وهي مجربة ومعروفة بين أهل الكمال من السادات الرفاعية والمداومة عليها من أحسن الوسائل لنيل المعالي ومعاني الأسرار الخفية من جانب الحضرة النبوية وهي: اللهم صل وسلم وبارك على نورك الأسبق وصراطك المحقق الذي أبرزتهُ رحمةً شاملةً لوجودك وأكرمتهةٌ بشهودك واصطفيتة لنبوتك ورسالتك وأرسلتة بشيرًا ونذيرًا وداعيّا إلى الله بإذنك وسراجًا مثيرّاء نقصة مركز الباء الدائرة الأولية وسر أسرار الألف القطبانية !لذي فتقت به رتق الوجود وخصصتة بأشرف المقامات بمواهب الامتنان والمقام المحمودء وأقسمت بحياته في كتابك المشهود لأهل الكشف والشهودء فهو سرك القديم الساري وماء جوهر الجوهرية الجاري الذي أحييت به الموجودات من معدن وحيوان ونبات» قلب القلوب وروح الأرواح وأعلام الكلمات الطيبات القلم الأعلى والعرش المحيط روح جسد الكونين وبرزخ البحرين وثاني ائنين وفخر الكونين أبي القاسم أبي الطيب سيدنا محمد بن ”> الباب السابع في أدعيته المباركة وأحزابه وصلواته على النبي 2 عبد الله بن عبد المطلب عبدك ونبيك وخبيبك ورسولك النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا بقدر عظمة ذاتك في كل وقت وحين سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين. ومن أوراده الشريفة هذه الصلاة المياركة واسمها مند المسترشد من جانب المرشدء قال أهل الكمال من السادات الرفاعية من داوم على قرأتها في كل يوم صباحًا ومساءً ثلاث مرات مع الإخلاص بلا شبهة يحصل لهُ مدد عظيم من جانب الرسول الكريم ويموت على الإيمان بفضل الله ويحشر تحت لواء النبي كه ببركته عليه الصلاة والسلام» ولها أسرار غريبة وبركات عجيبة ومن آدابها قبل القراءة وبعد القراءة الفاتحة للنبي عليه الصلاة والسلام ولجميع النبيين والمرسلين وأصحابه والتابعين» وفاتحة مخصوصة لروح صاحب الصيغة سيدي السلطان أحمد الرفاعي قدس سره؛ وكان حضرة السيد سراج الدين الصيادي الرفاعي يقرأ هذه الصلاة الشريفة في كل يوم اثنين بعد صلاة العصر مع جميع إخوانه بحلقة كبيرة وكان يقول قدس سره لإخوانه داوموا عليها فإن لها أسرارًا ظاهرةٌ وأنوارًا باهر ومددًا عظيمًا لمن قرأها بالحياء والإخلاص والأدب وهي هله: اللهم أنت المطلع على الأسرار الخفية والعليم بالأشياء الكلية والجزئية دار بسر قدرتك مدار الأكوان وظهر بمعنى حكمتك مظهر الإيمان والعرفان. الكلام عندك كخفي النية والسر عندك كالعلانية» اسمك علي عظيم وعلمك بغيبك قديم تنزهت ذاتك عن مشابهة الذوات وجنت صفاتك عن مماثلة الصفات. حجبت نفسك بنقسك عن أبصار خلقك» فالخلق كلهم في بحر العجز عن إدراك حقيقة هذا السرء وأظهرت نور قدرتك لكل شيء فكل شيء حائر في فهم أصل ذاتك» ا م وي 1ك و شك ولا حيرة في هذا المعنى جلٌ ثناؤك وتقدست أسماؤك سبحانك لا تحصي ثنا بنك رك درسي بان لقا جف لك اعلا ا ع نفسك»: ٠‏ جلي لامع نور معرفتك لامع في سماء ء أفئدة العارفين وخفي مبهم سر حقيقتك مكتوم في أرض قلوب الواصلين؛» لا يطلع عليك إلا أنت ولا يعرفك غيرك معرفة الواصلين عين عجزهم عن معرفتك وجهل العارفين غاية معرفتهم بك العجز العجز عن معرفة ذاتك وعن حصر صفاتك» أحل لنفسي من طي مشكلات وهمها عقد بسر قولك لنبيك: قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن لهُ كفوًا أحد. عقدت أسرار حكمتك في قلبي فنفث عن خاطري أوهام طي المشكلات؛ فلا يحتاج أمر معرفتي لك عند الدليل والإثبات؛ عرفتك وعقدت هناك رمزي وجعلت غاية معرفتي عجزي سبحانك ما أعظم شأنك وما أعز سلطانك وما أجل برهانك»: خطفت لوامع بوارق بواهر أسرارك العقول» وكشفت مظاهر آثار حقائق عظمتك عجز أهل الباب السابع في أدعيته المباركة وأحزابه وصلواته على النبي ك2 »> الأدلة والنقول» الدليل عليك حاجة الكل إليك ووقوف الكل بين يديك» معاني سلطنتك منزهة عن التحويل وحقائق عظمتك لا تحتاج للدليل» فالدليل أنت لمن أدرك بالجملة والتفصيل والنقل الأقرى قدرتك لمن فهم زيدة التقصير والتطويل» غاية معاريج الأولياء العارفين الوقوف عند ساحل بحر هذا الميدان» ومنتهى مراتب معرقة الصلحاء الواصلين إلقاء الذمام في هذا المقام وقبض العنان فأسألك إللهي بسر مددك الحقيقي الذي وضعتهُ في صناديق عقول الكاملين وبنور عنايتك الصمدانية الذي نورت بها بيوت قلوب الصالحينء وبياهر معنى سر اسمك الأجل الأعظم الذي زلت له الجبال وخضعت لسطوة سلطنة قهره هامات فحول الرجال» وبتجلي نور ذاتك المحرق ينار جلال عظمته الطود الشامخ والجبل الراسخ. وخر لذلك موسى صعقًا من هيبة سر ذلك التجلي الجليل والمعنى الباهر النبيل» فلا شيء في الكونين إلا وعبادة عليه ولا لسان في الدارين إلا وعين نداه يا من الكل منهُ والكل إليهِ فبحقيقة ذلك صل على المرشد لذلك نبيك الأقرب وحبيبك المنتخب» جوهرة خزانة قدرتك وعروس ممالك حضرتك وسلطان مديئة أهل معرفتك وتاج هامات المشرفين بنبوتك ورسالتك» إمام الأنيياء وخاتم المرسلين ومقدام الأمراء وملجأ العاجزين مدار فلك الإحسان والكنز الخفي الذي به عرفناك فكفى به برهان عين علمك المكنون ببحر سرٌ معنى ن ودقيقة أمرك المصون بتجلي باهر إشارة كن فيكون؛ واسطة الكل في مقام الجمع ووسيلة الجميع في تجلي الفرق رحمة للعالمين قبل العالمين» وإمام الأنبياء والمرسلين قبل أن يخلق آدم من الطين؛ أقرب خلقك وأجل عبادك وأحسن عبيدك وأجمل عبادكء سرك الباهر الذي جعلتة كعبة لأهل الأرض والسماء ونورك الظاهر الذي لأجله علمت آدم الأسماء. وعلى آله وأصحابه وأزواجه وذريته والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين واغفر لنا ولوالدينا ولوالد والدينا ولمشايخنا ولمشايخ مشايخنا ولإخواننا المسلمين وأحينا بحقه على ملته وأمتنا على حقيقة شريعته واحشرنا في زمرته أجمعين واجعلنا بجواره في الجنة مقيمين وبظلالهِ العالي هنا وهناك آمنين» وصلّ وسلم على جميع إخوانه من النبيين والمرسلين وآلهم وصحبهم أجمعين والحمد لله رب العالمين. ومن أوراده الشريفة هذه الصلاة المباركة وهي معروفة بين أئمة السادات الرفاعية بروح الطالب وهي مجربة مع المداومة لنجاح الأمور ولحصول المطلوبات ولقضاء الحاجات» ووسيلة لقرب الطالب من الله تعالى ولتفتيق الأسرار في قلب الطالب وسببًا لتوجه قلب رسول الله يك بالعطف لذلك القارىء ولها أسرار عجيبة وأنوار عظيمة وهي هذه: بسم الله الرحمئن الرحيم صل على روح السر الكائن بسر الروح روح الطالب ومحل طلب أرباب المطالب راءُ رحمتك الميرقع بسر قولك وما أرسلناك إلا رحمة امف الباب السابع في أدعيته المباركة وأحزابه وصلواته على النبي ك2 للعالمين» وواو ورود وحيك المنزل عليه بلسان عربي مبين» وجاءٌ حقيقتك المطمئن بحصن والله يعصمك من الناس» والمفتخر يباهر سر إنا كفيئاك المستهزئين روح المعرفة الساكن بجسم الحقيقة المتحرك في أعضاء الطريقة الواقف بميدان الشريعة الناطق بكلامك القديم الآمر بأمرك الفخيم الممدوح بقولك: وإنك لعلى خلق عظيم؛ الموصوف بالأديادي الطويلة والأحوال النبيلة والمكارم الجزيلة والأخلاق الجميلة والذات الفضيلة القائم بأوامرك الكثيرة والقليلة» روح العناية المتوطن بقلب الصدق المتكلم بلسان الحق الهادي لجميع الخلق القائم بالإحسان والرفق» حامل لواء العز فاتح مغلاق الرمز سر مظهر الأنس مظهر سر القدس صاحب المعجزات الباهرات والبينات القاهرات حماية اللاجئين وقاية الخاطئين عناية العارفين هداية الكاملين فتوح السالكين روح الطالبين» روح الوصول السالك بطريق القرب الموصول بمدد الرب الموصل لمقام الحب المذكور بجملة الكتب محراب مسجد القبول؛ مسجد محراب الوصول سيف الحق المسلول كرم الله المأمول عين الخلق بصر الصدق حسن الخلق حلو النطق آية الله الكبرى مصدر خطاب المدد الأعلى» بسبحان الذي أسرى روح النعيم نعيم الروح -ختام الأنبياء نظام العظماء باب الأولياء ملاذ الصلحاء تجلي الحق بالوجوه والأنواع حقيقة التجلي بالاتضاع والارتفاع» مآل الطالب آمال المطالب أمل الراغب روح الطالب روح السر روح المعرفة روح العناية روح الوصول روح النعيم بهجة الكل مدد الكل حقيقة الكل سر الكل معرفة الكل عناية الكل وصول الكل نعيم الكل سيد الكل فالكل لأجلهٍ كان وبهٍ نظم فكان معنى الكل لذوي الإدراك بمعنى لولاك لولاك لما خلقت الأفلاك وسلم اللهم عليه وعلى آله وأصحابه الواقفين ببابه القائمين بأمر جنابه وعلى أولاده وأولادهم والتابعين لحزبهم على منهج الحق المبين ليوم الدين واغفر اللهم لنا ولوالدينا ولمشايخنا ولإخواننا المسلمين وألحقنا وإياهم بالصالحين واحشرنا جميعًا بزمرة نبينا الطاهر الأمين وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين. وهنا نذكر أحزابهِ الشريفة فمن أحزابه قدس سرهُ هذا الحزب واسمهُ حزب الحصن وهو: يسم ألله الرحمئن الرحيم اللهم بتلألاً نور بهاء حجب عرشك من أعدائي أحتجبت وبسطوة الجبروت ممن يكيدني استغقت» وبطول حول شديد قوتك من كل سلطان تحصنت» وبديموم قيوم أبديتك من كل شيطان استعذت» وبمكنون السر من سر سرك من كل هم وغمٌ تخلصت. يا حامل العرش عن حملة العرش يا شديد البطش يا حابس الوحش احبس عني من ظلمني واغلب من غلبني #كتب الله لأغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيزة [المجادلة ١؟]‏ وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين. ومن أحزابه الشريفة هذا الحزب الميارك واسمهُ حزب الستر الباب السابع في أدعيته المباركة وأحزابه وصلواته على النبي كَل او" وهو: بسم الله الرحمئن الرحيم اللهمّ إني أسألك بسر الذات وبذات السر هو أنت أنت هو لا إلله إلا أنت احتجبت بنور الله وينور عرش الله وبكل اسم لله من عدوي وعدو الله ومن شر كل خلق الله بمائة ألف ألف مرةٍ لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيمء» ختمت على نفسي وديني وأهلي ومالي وولدي وجميع ما أعطاني ربي بخاتم الله القدوس المنيع الذي ختم به على أقطار السملوات والأرض حسبنا الله ونعم الوكيل وصلى الله على خير خلقه سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين آمين. ومن أحزابه هذا الحزب الشريف واسمة حزب البركات وهو: بسم الله الرحمئن الرحيم اللهمٌ إني أسألك بعظمتك الجليلة وبذاتك الجميلة وبيد قدرتك الطويلة وبمظهر غيبك وبباهر حكمة قدسك وبدقيقة عنوان علمك وبسرك الذي لا يطلع عليه أحد غيرك وبحقائق أسمائك كلها ما علمت منها وما لم أععلم؛ يا الله يا رحملن يا رحيم يا ملك يا قدوس يا سلام يا مؤمن يا مهيمن يا عزيز يا جبار يا متكبر يا خالق يا بارىء يا مصور يا غفار يا قهار يا وهاب يا رزاق يا فتاح يا عليم يا قابض يا باسط يا خافض يا رافع يا معز يا مذل يا سميع يا بصير يا حكم يا عدل يا لطيف يا خبير يا حليم يا عظيم يا غفور يا شكور يا علي يا كبير يا حفيظ يا مقيت يا حسيب يا كريم يا رقيب يا مجيب يا واسع يا حكيم يا ودود يا مجيد يا باعث يا شهيد يا حق يا وكيل يا قوي يا متين يا ولي يا حميد يا محصي يا مبدئء يا معيد يا محيي يا مميت يا حي يا قيوم يا واجد يا ماجد يا واحد يا أحد يا فرد يا صمد يا قادر يا مقتدر يا مقدم يا مؤخر يا أول يا آخر يا باطن يا ظاهر يا ولي يا متعال يا برّ يا تواب يا منتقم يا عفو يا رؤوف يا مالك الملك يا ذا الجلال والوكرام يا مقسط يا جامع يا غني يا مغني يا معطي يا مانع يا ضار يا نافع يا نور يا هادي يا بديع يا باقي يا وارث يا رشيد يا صبور يا من لا إلله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين وأنت أرحم الراحمين: وقد جئت بذنبي وتجردت من عذري فسامحني واغفر ذنوبي وكمل مقاماتي بيك في السر والجهر وجمل فؤادي بعنايتك واكفني يفضلك وقني شر أعدائي وتوفني مؤمنا أنا وأهلي وإخواني وولدي وشيخي ومقري والمسلمين أجمعين واكفني شر الحاسدين وشْرٌ عداوة المعادين وارفع رتبتي واغنني عن خلقك وأرض عني مشايخي وقيدني لخدمتهم بطاعتك وصل على نبيك الذي اخترتة من جوهر خلقك محمد #ِْةٍ وارض بحقه عن أبي يكر وعمر وعثمان وعلي وعن الستة الكرام البررة الذين بايعوه تحت الشجرة وعن الحسن والحسين وعن أمهما وعن أتباعهم أجمعين وعن التابعين لحزبهم إلى يوم الدين. واغفر لي إنك على كل شيء قدير واغفر لإخواننا في طريقنا وللآأخذين منهم والمقلدين عنهم واغفر لأصحاب كل طريقة ومنهج وعطف علينا قلوب أوليائك وأحبابك واغفر لهم بفضلك وأيد ولي أمرنا بالنصر وسلكه في سبيل الشريعة في كل أمر وجازه على حفظ الدين المحمدي قلادة الجواهر/ م ١9‏ باينا آلباب السابع في أدعيته المباركة وأحزابه وصلواته على التي وَل بالعزء وأشغل الناس لهُ بدعاء الخير وميل قلوب أمة محمد أجمعين لسيرنا وطريقناء وقدنا وإياهم إلى تقواك بحبل عطفك وهيّء لنا آمالنا بالخير والإقبال واكفنا همّ زماننا هذا وصروف غمه وبدعه واغفر بفضلك العميم لكافة المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات وصل وسلم بجلالك وجمالك على جميع النبيين والمرسلين وعلى آلهم وصحبهم أجمعين والحمد لله رب العالمين. اللهم أمتنا وأحينا على حقيقة لا إلله إلا اللهء وهنا الواجب على الإخوان أن يقرؤوا كلمة التوحيد خمسة وعشرين مرة ويقولون: لا إلله إلا الله محمد رسول الله كيد وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابهِ وأهل بيته الطيبين الطاهرين أجمعين وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين وعلى نية القبول لروح حضرة الرسول ولأرواح المشايخ الكرام وأهل الطريقة العلية الرفاعية وكافة أصحاب الطرق» ولقبول الدعاء ورد القضاء ونجاح الأمور وإصلاح القلوب الفاتحة ثم يقولون: سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين. ومن أحزابه الشريقة هذا الحزب واسمة حزب الأسرار وهو: يسم الله الرحمئن الرحيم اللهم اجعلنا ممن ركبت على جوارحهم من المراقبة غلاظ القيود وأقمت على سرائرهم من المشاهدة دقائق الشهودء فهجم عليهم نشر الرقيب مع القيام والقعود فتكسوا رؤوسهم مع الخجل والحياء برحمتك وفرشوا لفرط ذلهم على بابك نواعم الخدود فأعطيتهم برحمتك غاية المقصود صل على محمد وعلى آله أهل الكرم والجود وسلم. اللهم ارزقنا منك طول الصحبة ودوام الخدمة وحفظ الحرمة ودوام المراقبة ونشر الطاعة وحلاوة المناجاة ولذة المغفرة وصدق الجنان وحقيقة التوكل وصفاء الود ووفاء العهد واعتقاد الفضل وتجنب الزلل وبلوغ الأمل وحسن الخاتمة بصلاح العمل صل على محمد وعلى آله ما طلع تجم وأقل وسلم. اللهم يا من أجرى محبتة في مجاري الدم من المشتاقين وقطع سطوة الشك بحسن اليقين أثبتنا اللهم في ديوان الصديقين»: ونسألك عزم أولي العزم من المرسلين حتى تصلح بواطننا بلطائف الموانسة ونفوز بالغناء يوم لا ينفع مال ولا بئون إلا من أتى الله بقلب سليم» وألبسنا اللهم جلباب الورع الجسيم وأعذنا من البدع والضلال الأليم صل على محمد وعلى آل محمد الهادي إلى صراطك المستقيم وسلمء اللهم إنا نسألك بصدق الحاجة والاعتذار والإقلاع عن الخطايا والاستغفار أمرتنا اللهمّ بالسؤال فجاءتك قلوبنا بالانكسارء ونظرت إليك مقل الأسرار بسلطان الافتقار فاجبر اللهمٌ ذل انكسارنا بلطف الاقتدار وجنبنا الإصرار ومخالطة الأغيارء يا حليم يا ستار يا جليل يا جبار يا عزيز يا غفار يا مقلب القلوب والأبصار وصلّ على محمد وعلى آله الكرام الأبرار وسلمء اللهمٌ يا مَن حمل أولياءه على النجب والسباق ورفعهم على أجنحة الباب السابع في أدعيته المباركة وأحزابه وصلواته على الني 285 0 الزفير والاشتياق وأجلسهم على بساط الرهبة وحسن الأخلاق وأهطل على لممهم سحب الآماق وشعشع أنوار المعرفة في قلويهم كبرق الشمس عند الإشراق وكشف عن عيونهم حجب سائر الظلمة وأجلسهم بين يديه بتفريد القلوب واتصال العزم وسمو الهممء اللهمٌ صل على محمد وعلى آله سادات الأمم وسلمء اللهمٌ أرخص ما يقربنا إليك وغل علينا ما يباعدنا عنك واغننا بالافتقار إليك ولا تفقرنا بالاستغناء عنك وأخلص أعمالنا بإرادتك واجعلنا نتوكل عليك وبك نستعين» اللهمٌ بجاه أهل الجاه ويمحلٌ أصحاب المحلّ ويحرمة أهل الحرمة وبمن قلت له الم نشرح لك صدرك اشرح اللهمٌ صدورنا بالهداية كما شرحت صدره ويسر أمورنا كما يسرت أمره يسر لنا من طاعتك ما تحول به بيئنا وبين معاصيك ولا تؤاخذنا بالغفلة والمهلة والفترة إنك على كل شيء قدير» اللهمٌ أطلق ألستتنا بذكرك وطهر قلوينا عمن سواك وروّح أرواحنا بنسيم قربك» واملاً أسرارنا بمحبتك وأطوارنا بئية الخير للعباد» وألف أنفسئا بعلمك واملأ صدورنا بتعظيمك وحيز كليتنا إلى جنابك واجعلنا ممن يأخذ ما صفى ويدع الكدر صل على محمد وعلى آله خير البشر وسلمء اللهم اجعلنا ممن يعرف قدر العافية ويشكر عليها ويرضى بك كفيلاً لتكون لهُ وكيلاً ووفقنا لتعظيم عظمتك وارزقنا لذة النظر إلى وجهك الكريم تباركت وتعاليت يا ذا الجلال والإكرام لا إلله إلا أنت وحدك لا شريك لك وأن محمدًا عبدك ورسولك؛ اللهمٌّ إنا نسألك بأحدية ذاتك ووحدانية صفاتك وفردانية أسمائك أن ترزقئا سطوة من جلالك وبسطة من جمالك ونشطة من كمالك؛ حتى يشيع فيك شهودنا ووجودنا ونطلع على شهودنا ومشهودنا وأطلع في شمس كوننا نور معرفتك ونور أفق عيونئا بنور حكمتك وزين سماء زينتنا بنجوم محبتك واستهلك أفعالنا في فعلك واستغرق تقصيرنا في طولك وأشخص إرادتنا في إرادتك واجعلنا لك عبيدًا في كل مقام قائمين بعبوديتك متفرفين لألوهيتك مشغولين بربوبيتك لا نخشى فيك ملامًا ولا ندع علينا غرامّاء وأرضنا اللهم والطف بنا فيما ينزل من القضا واجعل لنا لما ينزل من الرحمة من سمائك أرضًا وافئتا في محبتك كلاً وبعضًاء صحح اللهمٌ فيك مرامنا ولا تجعل في غيرك اهتمامنا وأذهب من الشر ما خلفنا وأمامناء اللهمٌ إنا نسألك بمكنون هذه السرائر يا من ليس إلا هو يخطر في الضمائر صل على محمد سيد السادات ومراد المرادات وقطب دائرة السعادات. حبييبك المكرم ونبيك المعظم النبي الأمي والرسول العربي وعلى آله وصحبهِ وسلمء اللهمٌ إنا نسألك بالألف المعطوف وبالنقطة التى هي مبدأ الحروف وبباء البهاء وبتاء التدقيق وبثاء الثبوت ويجيم الجلال وبحاء الحلم وبخاء الخوف وبدال الديمومية وبذال الذكر وبراء الحرمة وبزاي الزكاء وبسين السناء وبشين الشكر وبصاد الصبر وبضاد الضمير وبطاء الطول وبظاء الظهور وبعين العناية وبغين الغنا ويفاء الفردانية ويقاف القهر وبكاف الكفاية ال الباب السابع في آدعيته المباركة وأحزابه وصلواته على النبي كك وبلام اللطف وبميم الملك ويئون النور وبهاء الهداية وبواو الولاية وبياء اليقين وبلام ألف لا إلله إلا أنت وحدك لا شريك لك وأن محمدًا عبدك ورسولك الفاشي في الخلق حمدك الباسط بالجود يدك لا تضار في حكمك ولا تنازع في سلطانك وملكك وأمرك» تملك من الأنام ما تشاء ولا يملكون غنك إلا ما تريد» إن الله وملائكتة يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلّوا عليه وسلّموا تسليمّاء سبحانك اللهم صل على محمد وآل محمد وسلم سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين. ومن أحزابه الشريفة هذا الحزب المبارك الجليل واسمه الحزب الكبير وقراءته مجربة لنيل المرادات وقضاء الحاجات ولقرب السالك من الله ووسيلة عظمى للفتوح وهو: بسم الله الرحملن الرحيم اللهم إني أسألك يا الله بالحقوق الأزلية والنعوت الإللهية والصفات الربانية والكلمات القدسية والأقسام العلوية والمعائي الملكوتية والأجسام السماوية والملائكة العرشية والأفلاك الدائرة النورانية والقلوب الوالهة في عشقها على بساط الديمومية والعلوم المتلاطمة أمواجها في بحار الصمدانية والعقول المتحيرة في إدراك حقائق المشيئة والنفوس المشتاقة لصفات العبودية والأرواح المحترقة في مكاشفات حضرة الربوبية؛ والأعمال المقدسة الصادقة الزكية» والأسرار المعظمة الشريفة الخفية والعجائب المنزهة عن مناسبات البشرية» والأسماء المكنونة في خزائن اللاهوتية واللطائف الخارجة عن الكيفية» والرسوم البادية في صحراء وجود الديمومية والمعالم المعلومة في معالم الإنسانية» والعظائم المنعوتة في سرادقات الجبروتية» وأسألك يا رب عشر مرات ببهجة تبلج أنوار غرر وجوه عرائس معالي صفات بديع جمال فردائيتك يا فرد عشر مرات. وبهيبة توهيج أسرار درر ثغور نفائس معاني نعوت رفيع بديع جلال لاهوتيتك يا هو عشر مرات. وبعزة عظمة معالي عوالي شامخات باذخات جوامع موانع كمال فيوميتك يا قيوم عشر مراتء وبتشييد تأييد تأكيد متين قوة قواعد أصول بقاء أبدية خلود دوام ديموميتك يا دائم عشر مرات». وبعجيب غريب لطيف خفي غامض مخزون مكنون جواهر معادن ثغور بحور أسرة معالم علوم اللا اراي يكو عرات» وبشرائف لطائف دقائق نشر عطر نسمات رحيق بحر وجود ستر روح فائق حسن نضارة أزهار روض بساتين عرف حضائر رحمانيتك يا رحملن عشر مرات» وبلين إعطاف إلطاف حسن تقويم تركيب صورة عوالي تعالي بكور قصور خزائن صناديق سر رحمتك يا رحيم عشر مرات». وأسألك يا الله بتلألؤ بروق شعاعات توهجات سطعات لمعات سبحات نور وجهك الكريم الأكرم يا كريم عشر مرات. الذي أشرقت بشعاع نور وجوده شمس الوجودات يا جواد عشر مرات؛ يا رب الأرباب مربي الكل بربوبيته أسر علي سريان لطفك حتى الباب السابع في أدعيته المباركة وأحزابه وصلواته على النبي 4 مف أشهد لطيف اللطف من كل جهة الإشارة عليها حتى أغرق في بحار لطفك مبتهجًا بحلاوة ذلك البحرء حلاوة تعدو بأرواح المرتاحين لقهم أسرارك وامنحني اسمًا من أسماء نورك اتدرع بهء وقني شر ما يخرج من الأرض وما ينزل من السماء وما يعرج إليها إنك لطيف خبير وكشفت باطلاع السر شهود ظلمات المعدومات وقام ببركة كنه نور عطفه نظام الموجودات وصلح يحركة سر لطفهٍ أمر الدارين وأسألك بجلال جمال كمال تمام غاية نهاية حقيقة عزة عظمة اسمك العظيم الأعظم الذي تعلقت بذيل معنى حقيقته كليات حقائق معاني بواطن أرواح أنوار أسمائك يا الله» وتمسكت بعروة سر دقائق مثاني ذوات نفوس أسرار آلائك يا الله أن تصلي وتسلّم على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد وأصحابهِ وأن تظهر قلوبنا من المعارضات وتزكي أعمالنا من الغرضيات وتلهمنا لخدمتك في جميع الأوقات وتنورنا بأنوار المكاشفات ريك أبداننا بأنواع الطاعات وتحيد أفكارنا وأفهامنا وعقولنا في ملكوت الأرض والسملوات وتجعلنا يا ربنا ممن يرضى بالمقدور ولا يميل إلى دار الغرور ونتوكل عليك في جميع الأمور ونستعين بك في نكيات الدهور. اللهم اقض حوائجنا واغفر لنا ذنوبنا وطهّر قلوبنا ومتعنا بقربك ونعمنا بحبك واجعلنا في سترك مقيمين ولا تجعلنا يا رب بغيرك واثقين واحفظنا يا رب من المكروهات في ليلنا ونهارنا وقرارنا وأسفارنا وحياتنا ومماتنا واجعلنا ممن يرضى بقضائك وقدرك وأنت راض عنا برحمتك يا أرحم الراحمين آمين آمين» وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين والحمد لله رب العالمين. ومن أحزابه الشريفة هذا الحزب واسمه الحزب الصغير وهو يسم الله الرحمان الرحيم اللهمٌ إني أسألك بعظيم قديم كريم مكنون مخزون أسمائك وبأنواع أجناس أنفاس رقوم نقوش أنوارك وبعزيز إعزاز أعزّ عزتك وبحول طول جول شديد قوتك» وبقدر مقدار اقتدار قدرتك» وبتأييد تحميد تمجيد عظمتك وبسموٌ نموّ علوٌ رفعتك وبحيوم قيوم ديموم دوام أبديتك وبرضوان غفران أمان مغفرتك وبرفيع بديع منيع سلطانك ونصلاة سعاة بساط رحمتك» وبلوامع بوارق صواعق صحيح وهيج بهيج وهيج نور ذاتك» وبيهر فهر جهر ميمون ارتباط وحدانيتك» وبهدير تيار أمواج بحرك المحيط بملكوتك» وباتساع انفساخ ميادين بواذخ كرسيك وبهيكليات ارا روحانيات أملاك عرشكء وبالأملاك الروحانيين المديرين لكواكب أفلاكك وبحنين أنين تسكين المريدين لقربك» وبحرقات زفرات خضعات الخائفين من سطوتك» ونان نوال أقوال المجتهدين في مرضاتك» وبتحمد تمجد تهجد تجلد العابدين على طاعتك ار ا على بلوائك» يا أوّل يا آخر يا ظاهر يا باطن يا قديم يا مقيم اطمس بطلسم بسم الله الرحمن الرحيم شر سويداء قلوب أعدائنا وأعدائك ودق أعناق رؤوس الظلمة بسيوف ذف الباب السابع في أدعيته المباركة وأحزابه وصلواته على النبي 26 نمشات قهر سطوتك» واحجب بحجبك الكثيفة عن لحظات لمحات أبصارهم الضعيفة بحولك وقوتك صب علينا من أنابيب ميازيب التوفيق في روضات السعادات آناء الليل وأطراف نهارك واغمسنا في أحواض سواقي مساق برك ورحمتك» وقيدنا بقيود السلامة عن الوقوع في معصيتك يا أول يا آخر يا ظاهر يا باطن يا قديم يا مقيمء اللهمٌ ذهلت العقول وانحصرت الأفهام وحارت الأوهام وبعدت الخواطر وقصرت الظنون عن إدراك كنه كيفية ما ظهر من مبادىء عجائب أنواع قدرتك. وقصرت الظتون دون البلوغ إلى تلألؤ خطاب لمعان بروق شروق أسمائكء» اللهم محرك الحركات ومبدىء النهايات لغايات ومشقق صم الصلاديد الصخور الراسيات المنبع منها ماء معيئًا للمخلوقات المحيي بها سائر الحيوانات والنباتات والعالم بما اختلج في سرهم نطق إشارات خفيات لغات النمل السارحات» ومن سبحت وقدست وعظمت ومجدت بجلال جمال كمال إفضال عزك ملائكة السبع السملوات» اجعلنا اللهمّ يا مولانا في هذه الساعة المباركة ممن دعاك فأجبتة وسألك فأعطيتهُ وتضرع إليك فرحمتة وإلى دارك دار السلام أدنيتة وقربتة» جد علينا بفضلك يا جواد عاملنا بما أنت أهله ولا تعاملنا بما نحن أهله إنك أهل التقوى وأهل المغفرة يا أرحم الراحمين ارحمنا ثلاث مرات. ومن أحزابهٍ الشريفة هذا الحزب المبارك واسمهُ حزب الفتوح وهو: بسم الله الرحمئن الرحيم حضر الفتوح وجاء المدد وأقبل الإقبال بحل العقد وانفلق الدجى وأفلح الرجا وجلي الظلام ورفعت الأعلام وصحت النقول وركبت الخيول وذهب الحرج وجاء الفرج بسم الله فتح باب الله بسم الله توكلت على الله بسم الله وما النصر إلا من عند الله بسم الله حسبي الله بسم الله قل كل من عند الله بسم الله ما شاء الله ما كان من نعمة فمن الله يسم الله ما شاء الله لا حول ولا قوة إلا بالله إنا فتحنا لك فتحًا مبيئًا ليغفر لك الله وفتحت السماء فكانت أبوابًا وذلك فضل الله إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجًا فسبح بحمد ربك واستغفره إنهُ كان توايّاء الحمد لله مولانا أقبلنا عليك بذنوب كبار وتوجهنا إليك متجردين من الأعذار علمك بالحال يغني عن السؤال وأنت قلت في كلامك القديم المنزل على نبيك الكريم ادعوني أستجب لكم فها نهن واقفين بياب العطا متأزرين بأزر الرجا متكلمين بلسان الدعاء يا من لك الأرض والسماء ومآل الكل الفناء ولك البقاء سبحانك أنت الرؤوف مولانا وربنا وخالقنا همتنا مع عظمتك شيءٌ حقير وذنينا مع كرمك لا يعد شيئًا وإن كان كبيرّاء وخطانا مع عفوك عشر من فتيل وذلنا مع رأفتك مآلهُ العز والتبجيل» يا مفتح الأبواب يا ملهم الصواب يا مؤنس الأحباب يا موصل الطلاب يا مسبب الأسياب يا مسهل الأمور الصعاب يا رحيم يا رحمئن يا كريم يا ديان يا حنان يا منانء أسألك بأسرار الأرواح وبحركات الأشباح الباب السابع في أدعيته المباركة وأحزابه وصلواته على النبي 276 ياف وبنورك الوضاح وبحقيقة سر معنى اسمك الفتاح أن تفتح لنا بابّا من فتوحاتك السبحانية ومدخلاً من مداخل إنعاماتك الربانية لنشغل بك عن غيرك ونتخلص ببركة هذا الفتح الرحماني من علاقة القلق النفساني ونكون ممن سبقت لهم الحسنى ونطلع على أسرار أسمائك الحسنى ونتملى بأنوار جمال معاني إشارات مظاهر ذات سر الحسناءء ونشاهد بك ما كان وما يكون ونفهم بسرك حقيقة ن والكاف والئون ونكون بك ومعك ولك ومنك وإليك من غير لهو ولا خلل ولا التفات ولا كسل ولا انحراف ولا ملل مع الراحة للأجسام الضعيفة والقلوب الملهوفة شدت النفس علينا وثاقها وضيقت خناقها وما لنا ملجأ إلا أنت ولا معتمد إلا إياك» فبحق حبك لمحمد وبحقهِ عليك وبحرمته عندك وبيحرمة الأنبياء والمرسلين والأولياء والصالحين والعلماء العاملين وأمة محمد المقبولين وأحبابك المقربين وبحرمة طله وطس وحمعسق ويّس وكهيعص والم والر وطسم وبراءة وحمء وبسر كلامك القديم ويمدد اسمك العظيم تسألك أن تحل وثاقنا وأن تسهل أرزاقنا وأن تكتبنا في دفتر المحبوبين مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين» واكفنا هم الدنيا وبلاء الآخرة واغننا عن الناس وثبت سر الإيمان في قلوبنا بلا زيغ ولا انحراف ولا شك ولا خلاف» وعلمنا من علومك اللدنية علمًا نسلم به من دسائس الشيطان ونقاد بذمامه لمنازل الإحسان وننزل ببركته بمقامات العرفان ونكفى بصيانته أذية الظلم والعدوان ونأمن بسره من غضب السلطان ونحفظ بعنايته من خيانة أهل الزمان ونحشر ببركة مدده مع أهل الإيمان وندخل بسبب حقيقتهِ بلا حساب للجنان ونتزوج بلطافة بهجته من الحور الحسان ونستخدم بدقة مدده الولدان ونكون بطلعة نوره نجرار إبراهيم خليل الرحمئن نحن ووالدينا وباقي الإخوان وأهلنا وجيراتنا والمسلمين وأهل الإيمان» تقبل اللهم رجاءنا واستجب دعاءنا ولا تردنا بعد الدعاء مطرودين ولا بعد الرجاء خائبين؛ وأدخلنا في باب القبول وأوصلنا بحبل الوصول وأكرمنا بالخير والإيمان والبركة والإحسان واهدنا هداية أهل العرفان واغفر لنا ولأخواتنا الذين سبقونا بالإيمان واغفر لكل المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمئات الأحياء منهم والأموات وصل وسلم على حبيبك الأكرم ونبيك الأعظم محمد قةِ وعلى آله وأصحابه وأهل بيته الطيبين الطاهرين والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين سبحان ريك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين. وهذا الورد الذي كان يفتح به الذكر في وقت المقابلة وهو لقضاء الحاجات واسمة ورد الفيوضات وهو: بسم الله الرحملن الرحيم تقرأ فاتحة الكتاب مرة وسورة سبح اسم ربك الأعلى مرة وسورة ألم نشرح لك صدرك مرة رسورة الإخلاص ثلاث مرات والمعوذتين والفاتحة ومن أول البقرة إلى المفلحون؛ وإللهكم إلله واحد لا إلله إلا هو 33> الباب السابع في أدعيته المباركة وأحزابه وصلواته على النبي وله الرحملن الرحيم وآية الكرسيء ولله ما في السملوات وما في الأرض وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله إلى آخر سورة البقرة وتقول: يا أرحم الراحمين ثلانًا ورحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنهُ حميد مجيد إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرًا إن الله وملائكتةُ يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلّوا عليه وسلّموا تسليماء اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم ويارك على محمد وعلى آل محمدٍ كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميدٌ مجيدٌ عدد خلقك ورضاء نفسك وَزِنَةَ عرشك ومداد كلماتك كلما ذكرك الذاكرون وغفل عن ذكرك الغافلون عشر مرات» وتقول: اللهمم صل أفضل صلاةٍ على أشرف مخلوقاتك سيدنا محمد وعلى آله وصحبهِ وسلم عدد معلوماتك ومداد كلماتك كلما ذكرك الذاكرون وغفل عن ذكرك الغافلون ثلانّاء وتقول: اللهمّ صل على سيدنا محمد عبدك ورسولك النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم عدد ما في السملوات وما في الأرض وما بينهما وأجر يا رب لطفك في أمورنا والمسلمين أجمعين يا رب العالمين ثلانّاء واللهمّ صل وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم عدد ما كان وعدد ما يكون وعدد ما هو كائن في علم الله ثلانّاء واللهمْ صل على روح سيدنا محمد في الأرواح وصل وسلّم على جسده في الأجساد وصلّ وسلم على قبره في القبور وصلّ وسلّم على اسمهِ في الأسماء ثلانّاء واللهمٌ صل وسلّم على سيدنا محمد صاحب العلآمة والغمامة وصلٌ وسلّم على سيدنا محمد صاحب الشفاعة والكرامة وصلٌ وسلّْم على سيدنا محمد صاحب النبوة والرسالة. اللهمٌ صل وسلّم على سيدنا محمد الذي هو أبهى من الشمس والقمر وصلّ وسَلّم على سيدنا محمد عدد حسنات أبي بكر وعمر وعثمان وحيدرء وصل وسلّم على سيدنا محمد عدد نبات الأرض وأوراق الشجر. اللهمّ صل وسلّم على سيدنا محمد النبي المليح صاحب المقام الأعلى واللسان الفصيح. اللهمْ صل وسلّم وبارك على سيدنا محمد الذي جاء بالحكمة والموعظة والرأفة والرحمة وعلى آله وصحبه وسلّم أفضل صلواتك وسلامك وعدد معلوماتك وزنة مخلوقاتك ومداد كلماتك كلما ذكرك الذاكرون وغفل عن ذكرك الغافلون» اللهمّ صلّ وسلّم على سيدنا محمد عبدك الذي جمعت به أشتات النفوس ونبيك الذي نورت به ظلام القلوب وحبيبك الذي اخترتهُ على كل حبيب اللهم صل وسلّم على سيدنا محمدٍ الذي جاء بالحق المبين وأرسلتة رحمة للعالمين وشفيع المذنبين يوم يقوم الناس لرب العالمين اللهم صل وسلّم على سيدنا محمد كما ينبغي لشرف نبوته ولعظيم قدره العظيم؛ وصل وسلّم على سيدنا محمد حق قدره ومقداره العظيم وصل وسلّم على سيدنا محمد الرسول الكريم المطاع الأمين اللهمّ صل الباب السابع في أدعيته المباركة وأحزابه وصلواته على النبي 275 للف وسلّم على سيدنا محمد الحبيب وعلى أبيهِ إبراهيم الخليل وعلى أخيهِ موسى الكليم وعلى روح الله عيسى الأمين وعلى عبدك ونبيك سليمان وعلى أبيه داود وعلى جميع الأنبياء والمرسلين وعلى آلهم كلما ذكرك الذاكرون وغفل عن ذكرك الغافلون» اللهمٌ صل وسلّم وبارك على عين العناية وزين القيامة وكنز الهداية وطراز الحلة وعروس المملكة وشمس الشريعة ولسان الحجة وإمام الحضرة ونبي الرحمة أسعدنا محمد وعلى آدم ونوح وإبراهيم يم الخليل وعلى أخْيهٍ موسى الكليم وعلى روح الله عيسى الأمين وعلى داود وسليمان وزكريا ويحيئ وشعيب وعلى جميع الأنبياء والمرسلين وعلى آلهم كلما ذكرك الذاكرون وغفل عن ذكرك الغافلون؛ اللهمٌ يا دائم الفضل على البرية يا باسط اليدين بالعطية يا صاحب المواهب السنية يا غافر الذنب والخطية صلّ وسلّم على سيدنا محمد خير الورى سجية وعلى آلهِ وأصحابه البررة النقية واغفر لنا يا ربنا في هذه العشية لا إلله إلا الله محمد رسول الله يدِ يا سيدي يا رسول الله يا سيدي ويلا ملاذي وذخري أنت تكفيني لا إلله إلا الله محمد رسول الله يَيِْ: يا صاحب الوقت يا غوث الزمان ويا خلاصة الأنبيايا جوهر الكونٍ لا إلله إلا الله محمد رسول الله عن : ويا رفيع الورى يا جوهر الفقرا وأنت عين الورى يا صاحب العين لا إلله إلا الله محمد رسول الله كَكة: جعلت مدح رسول الله معتمدي لعلهُ عند تكفيني يكافيني إذا أتاني بشير والذي معة بفضلهٍ عند تلقيني يلاقيني لا إلله إلا الله محمد رسول الله يللِ على النور المبين أحمد المصطفى سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين » يا الله يا رحملن ارحم المسلمين» صلاتي وسلامي على البدر التمام إلى يوم القيامة وفي طول الزمان وصلاة الله على مَّن لهُ الشامة علامة يا فيضًا من فيض الله يا مصطفى شية لله يا نورًا من نور الله يا متجلي ارحم زلي يا متعالي أصلح حالي: يارسو الله غوئثًاومدد يارسول الله عليك المعتمد لعف الباب السابع في أدعيته المباركة وأحزابه وصلواته على النبي 254 يا رب أنت الله يسر لنا علم لا إلله إلا الله لا إلله إلا الله عليها نحيى وعليها نموت وبها نبعث من الآمنين برحمة الله» ثم يدعو بما يريده. وصلَى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبهِ أجمعين والحمد لله رب العالمين» والصلاة والسلام عليك يا سيدي يا رسول اللهء الصلاة والسلام عليك يا حبيب الله» الصلاة والسلام عليكم يا أنبياء الله» يا إلنهي تب علينا واعف عنا يا كريمء يا إللهي تب علينا واعف عنا يا كريم يا رجانا تب عليئا واعف عنا أجمعين بجاه سيد المرسلين ألف ألفين صلاة وآلفت الفين سلام عليك وعلى آلك يا سيد المرسلين» ألف ألفين صلاة وألف ألفين سلام عليك وهل النسبا لي وي اال ألف ألفين صلاة وألف ألفين سلام عليك يا خليل رب العالمين ألف ألفين صلاة وألف ألفين سلام عليك وعلى آلك يا خليفة رب العالمين» ألف ألفين صلاة وألف ألفين سلام عليك يا كليم رب العالمين» ألف ألفين سلام عليك يا كلمة رب العالمين» ألف ألفين صلاة وألف ألفين سلام عليكم يا أنبياء الله أجمعين؛ ألف ألفين صلاة وألف ألفين سلام عليكم يا ملائكة الله أجمعين» ألف ألفين صلاة وألف ألفين سلام عليك يا سيد الأولين والآخرين يا حبيب رب العالمين وعلينا وعلى عباد الله الصالحين سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين فاتحة وترى الملائكة حافين من حول العرش يسبحون بحمد ربهم وقضي بينهم بالحق وقيل الحمد لله رب العالمين» فاتحة اللهم اجعلنا من الذين آمنوا وعملوا الصالحات ومن الذين دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين. ومن أوراده رضي الله عنهُ هذه الصلاة المباركة واسمها صلاة الأنس ولها أسرار عجيبة وبركات غريبة وهي مجربة عند كثير من أهل المعرفة والكمال من أصحاب هذه الطريقة العلية نفعنا الله بهم وهي: بسم الله الرحملن الرحيم اللهم صل على ألف أنس إنسان الأزل بحكمة باء برهان مَن لم يزل أصل الأياء الكلية آدم في حقيقة البداية آثر السر في آثار خفايا المظاهر الخفية أول الكل في أول الأولوية؛ إنسان دار الغيب المبرقع بطلسم وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين وإنا أعطيناك ذات القرب المخاطب بلولاك لولاك لما خلقت الأفلاك. أحمدي الصفات المتجلي في سماء المعرفة بظهور مظهر شهادة الرحمئن+ محمدي الذات المدكى إلى قاب الوحدة بتجلي موكبي العناية والإحسان» أوحدي المعتى المطرز بطراز الجمال الوحيدي بحقيقة حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم؛ أنوري المحيا المجمل بخلعة حجة بردة فضيلة بيئة وإنك على خلق عظيمء إمام الأنبياء والمرسلين في جامع جوامع الحكم والدقائق الرحمانية المنبسطة سبحا جيدها في سدة مجلس الكاف أفضل العالمين» المتصدر في رحاب الأسرار في الباب للسابع في أدعيته المباركة وأحزابه وصلواته على النبي 27 ينف مركز دائرتي القبول والإلطاف؛ المنفرشة بسطها في حومة العز وميدان السعد وروضة الإسعاف أصل السبب في الإيجاد فالكل منهُ والكل إليهِ خزانة الأسرار فالوارد والذاهب عنة وعليهٍ آية إنا فتحنا لك فتحًا مبيئًا ليغفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخرء آخذ شرف المحبوبية بأعلا الوثاق المفتخر بإنا أعطيناك الكوثرء أول مخاطب بأحلا خطاب فدنى فتدلى أشرف معظم بنصيحة سيح اسم ريك الأعلى» أجمل متوج بتاج قرب القرب فما انفصل عن القرب ولا نأى؛ أسعد مهيكل بهيكل مجد ما كذب الفؤاد ما رأىء فبحقه يا رب وبحق حرمته وقدره عندك صلني إليك من بابه وأدخلني عليك من أعتابه وعرفتي سرك بواسطة جنابه وصلّ عليه وعلى آله وأصحابه المتأدبين بآدابه واكفنى وإخواني والمسلمين هم البعد والهجر والدين والفقر والسلطان والدهر والأحزان والعسر والشيطان والقهر والزمان وارفع على رأسي ورؤوسهم علم الإقبال والنصر والسعد والفخر والمجد والشرف والإحسانء. وتوفئنا عند انتهاء الأجل على الإيمان واختم لنا بخواتم السعادة وارزقنا القرب والفضل والحسنى والزيادة» وصلٌ وسلّم بجلالك وجمالك على جميع النبيين والمرسلين وآلهم وصحبهم أجمعين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي 5 والحمد لله رب العالمين. قلت: وقد ذكر شيخنا المقبل على الله المعرض عن الناس السيد محمد بهاء الدين مهدي الرواس قدس سره العزيز أن هذا الحزب سيف قاطع للمهمات وحبل موصل للمقصودات وله أسرار غريبة وشؤون عجيبة وسيأتي ذكر البعض منهاء وذكر سند هذا الحزب الجليل والورد الجميل بسلسلته إلى السيد الكبير قدس الله سره ورضي الله عنة. ومن أوراده هذا الورد الشريف وسيأتي ذكر سنده: بسم الله الرحمئن الرحيم الحمد لله رب العالمين الرحمئن الرحيم مالك يوم الدين إياك نعبد وإياك نستعين اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين آمين. الحمد لله الذي خلق السملوات والأرض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا يربهم يعدلون» فأرادوا به كيدا فجعلناهم الأسفلين ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين» كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنهُ من عبادنا المخلصين» ٠‏ لوقه لشاجيوات شا جك زا نشي ببالغيه» فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليمء وسئقول له من أمرنا يسرا أعداؤنا لن يصلوا إلينا بالنفس ولا بالواسطة لا قدرة لهم على إيصال السوء إلينا بحال من الأحوالء وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هياء منثورًا وذلك جَزاءُ الظالمين» ثم ننجي رسلنا والذين آمنوا كذلك حقًا علينا ننج المؤمنين» لهُ معقبات من بين يديه ومن خلفهِ يحفظونة من أمر الله وإنا لَهُ لحافظون.» إن لذو حظ عظيم وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب. أعداؤنا لن يصلوا إلينا بالنفس ولا بالواسطة لا قدرة لهم على إيصال لف الباب السابع في أدعيته المباركة وأحزابه وصلواته على النبي 26 السوء إلينا بحال من الأحوال فصب عليهم ربك سوط عذاب وتقطعت بهم الأسباب جند ما هنالك مهزوم من الأحزاب». وجعلنا لهُ نورًا يمشي به في الئاس فلما رأينة أكبرنة وقطعن أيديهنْ وقلنَ حاشا الله ما هذا بشرًا إن هذا إلا ملك كريم» قالوا تالله لقد آثرك الله علينا إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم والله يؤتي ملكة من يشاء شاكرًا لأنعمه اجتباه وهداه إلى صراط مستقيم» وآتاه الله الملك ورفعناه مكانًا عليًا وقربناه نجيّاء وكان عند ربهِ مرضيًا وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيّاء أعداؤنا لن يصلوا إلينا بالنفس ولا بالواسطة لا قدرة لهم على إيصال السوء إلينا بحال من الأحوال وإن يريدوا أن يخدعوك فإن حسبك الله هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين وألف بين قلوبهم: لو أنفقت ما في الأرض جميعًا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم إنهُ عزيز حكيم هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله كلما أوقدوا نارًا للحرب أطفأها الله وضربت عليهم الذلة والمسكنة وباؤوا بغضب من الله سيّتالهم غضب من ربهم وذلة في الحياة الدنيا. وإذا أراد الله بقوم سوء فلا مردٌ لهُء خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيتهُ خاشعًا متصدعًا من خشية الله فلا تبتئس بما كانوا يعملون: ولاتك في ضيق مما يمكرون» فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون إنا كفيناك المستهزئين فسلام لك من أصحاب اليمين» لا تخف نجوت من القوم الظالمين لا تخاف دركًا ولا تخش لا تخف إني لا يخاف لدي المرسلون لا تخف ولا تحزن إنني معكما أسمع وأرى لا تخف إنك أنت الأعلى » فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنهٌ ولي حميمء إذا أخرج يده لم يكد يراها وأضلهٌ الله على علم وختم على سمعهٍ وقلبه وجعل على بصره غشاوة ليذوق وبال أمره ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله وخشعت الأصوات للرحملن فلن يضروك شيئَاء إنا سنلقي عليك قولاً ثقيلاً فاصبر لحكم ربك فاصبر صبرًا جميلاً ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئًا قليلاً فأعرض عنهم وتوكل على الله وكفى بالله وكيلاء أليس الله بكاف عبده ومن أصدق من الله قيلاً وينصرك الله نصرًا عزيرّاء أعداؤنا لن يصلوا إلينا بالنفس ولا بالواسطة لا قدرة لهم على إيصال السوء إلينا بحال من الأحوال ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلاً والله أشد بأسًا وأشد تنكيلاً وذلك جزاء الظالمين» إنك اليوم لدينا مكين أمين ورفعنا لك ذكرك وألقيت عليك محبة مني إني اصضفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي إني جاعلك للناس إمامًا إنا فتحنا لك قتحًا مبيئاء أعداؤنا لن يصلوا إلينا بالنفس ولا بالواسطة لا قدرة لهم على إيصال السوء إلينا بحال من الأحوال ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون صم بكم عمي فهم لا يرجعون. كبتوا كما كبت الذين من قبلهم فأغشيناهم فهم لا يبصرونء إنا جعلنا في أعناقهم أغلالا فهي إلى الأذقان فهم مقمحونء ولقد آتيناك سبعًا الباب السابع في أدعيته المباركة وأحزابه وصلوانه على النبي 27 ذف من المثاني والقرآن العظيم. أولئك الذين طبع الله على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم وأولئك هم الغافلون» ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه ثم أعرض عنها إنا من المجرمين منتقمون إنا جعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرّاء وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولو أعلى أدبارهم نفورّاء وإن تدعهم إلى الهدى فلن يهتدوا إِذًا أبدّاء أفرأيت من اتخذ إللهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعهٍ وقلبه وجعل على بصره غشاوة عليهم دائرة السوء وغضب الله عليهم فأصبحوا لا يرى إلا مساكنهم دمر الله عليهم ثم عموا وصموا كثيرًا منهم والله أركسهم بما كسبوا وذلك جراءً الظالمين» ومن يتق الله يجعل لهُ مخربًا ويرزقة من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبةء فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم؛ وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانًا نصيرّاء قل إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم إن معي ربي سيهديني عسى ربي أن يهديني سواء السبيل» إن وليي الله نزّل الكتاب وهو يتولى الصالحين؛ رب قد آنيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث فاطر السملوات والأرض أنت ولي في الدنيا والآخرة توفني مسلمًا وألحقني بالصالحين» أو من كان مينًا فأحييناه وجعلنا لهُ نورًا يمشي به في الناس وقال لهم نبيهم إن آية ملكه أن يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم وبقية؛ قالوا ربنا أفرغ علينا صبرًا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين» الذين قال لهم الناس إن الئاس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانًا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل» فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوءء قل أغير الله أتخذ وليّا فاطر السملوات والأرض إنهُ كان بي حفيًا وجعلني نبيًا وجعلني مباركًا أينما كنت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليهِ أنيب» أعداؤنا لن يصلوا إلينا بالنفس ولا بالواسطة لا قدرة لهم على إيصال السوء إلينا بحال من الأحوال صم بكم عمي فهم لا يعقلون» صم وبكم في الظلمات يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق حذر الموت ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت وذلك جزاء الظالمين» إنما وليكم الله ورسولهُ والذين آمنوا وما بكم من نعمة فمن الله وهو القاهر فوق عباده ويرسل عليكم حفظة. يا أيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويومئذٍ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاءُ يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة» فضرب بينهم بسور لهُ باب باطنة فيه الرحمة وظاهره من قبلهِ العذاب والله من ورائهم محيط؛ بل هو قرآن مجيد والله أعلم بأعدائكم وكفى بالله وليّا وكفى بالله نصيرًا فلا تخشوهم قلوب يومئلٍ واجفة أيصارها خاشعة تصيبهم بما صنعوا قارعة وما ينظر هؤلاء إلا صيحة واحدة كأنهم خشب مسندةء أو لم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة فستذكرون ما لوف الباب السابع في أدعيته المباركة وأحرابه. وصلواته على النبي 46 أقول لكم وأفرّض أمري إلى الله وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئًا ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نقيرّاء واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون في الأرض تخافون أن يتخطفكم الناس فآويكم. يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليك إذ هم قوم أن يبسطوا-إليكم أيديهم فكف أيديهم عنكمء يا أيها الناس اذكروا نعمة الله عليكم هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء والأرض لا إلله إلا هو عسى ربكم أن يهلك عدوكم عسى الله أن يكف بأس الذين كفروا ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين ومكر أولئك هو يبورء فإنها لا تعمي الأبصار ولكن تعمي القلوب التي في الصدورء فأخذناهم أخذ عزيز مقتدر ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمتهُ عليكم ذلك تخفيف من ربكم ورحمة, الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفاء يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسرء قل إن هدى الله هو الهدى يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورًا تمشون بهء أعداؤنا لن يصلوا إلينا بالنفس ولا بالواسطة لا قدرة لهم على إيصال السوء إلينا بحال من الأحوال وما لهم من ناصرين وذلك جزاء الظالمين» عليهم دائرة السوء دمر الله عليهم أولئك في الأذلين فما استطاعوا من قيام وما كانوا منتصرين إن الله لا يصلح عمل المفسدين وإن الله لا يهدي كيد الخائنين» فأيدنا الذين آمنوا على عدوهم فأصبحوا ظاهرين إن الله يدافع عن الذين آمنوا يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم الله حفيظ عليهم طوبى لهم وحسن مآب» وهم من فرع يومئذٍ آمنون أولئك لهم الأمن وهم مهتدون أولعك الذين هدى الله فبهداهم اقتده فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين إنا أخلصناهم بخالصة ذكرى الدار وإنهم عندنا لمن المصطفين الأخيارء وجعلنا لهم لسان صدق عليًا ولقد اخترناهم على علم على العالمين واجتبيناهم وهديناهم إلى صراط مستقيم وآويناهم إلى ربوة ذات قرار ومعين وإن جندنا لهم الغالبون؛ فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء إلا قيلاً سلامًا سلامًا وينقلب إلى أهله مسرورّاء أعداؤنا لن يصلوا إلينا بالنفس ولا بالواسطة لا قدرة لهم على إيصال السوء إلينا بحال من الأحوال وما ينظر هؤلاء إلا صيحة واحدة ما لها من فواق ومزقناهم كل ممزق سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق فاستمسك بالذي أوحي إليك إنك على صراط مستقيم» فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرأون الكتاب من قبلك لقد جاءك الحق من ربك فلا تكونن من الممترين» فلا أقسم بمواقع النجوم وإنه لقسم لو تعلمون عظيم وإنهُ لهدى ورحمة للمؤمنين» هو الذي أنزل عليك الكتاب منهُ آيات محكمات هن أم الكتاب. تلك آبات الله نتلوها عليك بالحق فبأي حديث بعد الله وآياته يؤمنون» لكن الله يشهد بما أنزل إليك أنزله بعلمه والملائكة يشهدون وكفى بالله إلباب السابع في أدعيته المباركة وأحرّابه وصلواته على النبي 335 لقف شهيدًا وكفى بالله وكيلاً وكفى بالله نصيرًا وكان الله على كل شيء مقيبّاء قل لو كان البحر مدادًا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددّاء أعداؤنا لن يصلوا إلينا بالنفس ولا بالواسطة لا قدرة لهم على إيصال السوء إليئا بحال من الأحوال ولا إلى قومئنا فسيعلمون من هو أضعف ناصرًا وأقل عددًا فسيعلمرن من هو شر مكانًا وأضعف جندًا وجعلنا لمهلكهم موعدًا ولن يفلحوا إِذَا أبدّاء وألق ما في يمينك تلقف ما صنعوا إنما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى تحسبهم جميعًا وقلوبهم شتى إن هؤلاء متبر ما هم فيه وباطل ما كانوا يعملون وخسر هنالك المبطلون؛ أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيّلا أولئك هم الغافلون كذلك يطبع الله على قلوب الذين لا يعلمون» أعداؤنا لن يصلوا إلينا بالنفس ولا بالواسطة لا قدرة لهم على إيصال السوء إلينا بحال من الأحوال ووقع القول عليهم بما ظلموا فهم لا ينطقون والله أركسهم بما كسبوا هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين» قلنا: يا نار كوني بردًا وسلامًا على إبراهيم وأرادوا به كيدًا فجعلناهم الأخسرين إن ربي على صراط مستقيم والله من وراءهم محيط بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظء وصلَى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين والحمد لله رب العالمين. قلت وإن هذا الحزب الذي تحرر حزب جليل التأثير عظيم البركة ويسمى بين الرجال الأحمدية بالسيف القاطع. قال سيدنا ومولانا السيد محمد بهاء الدين المهدي الرواس قدس سره العزيز إن هذا الحزب المبارك حصن حصين ودرع متين من توسل به إلى الله نال بإذن الله مناه ما دعى به داع وخاب ولا توسل به متوسل إلا وفتح له الله الباب أخذه شيخنا السيد محمد مهدي الرواس قدس سره عن شِيِخْهٍ الإمام العارف بالله السيد عبد الله الراوي عن شيخحهٍ السيد أحمد الكبير الراوي قدس سره عن شيخه صاحب المعالي القدسية والمعاني الربانية سيدنا السيد نور الدين حبيب الله الحديثئي والشيخ نور الدين قدس سره» أخذه عن الإمام العارف بالله السيد حسين برهان الدين الصيادي الخزامي البصري» وهو أخذه عن أخيه الشيخ نور الدين بن عبد العلام بن خزام قدس سره عن أبيهِ عن عمهٍ الشيخ سراج الدين رضي الله عنهُ» وسند الشيخ سراج الدين قدس سره العزيز إلى سيدنا الغوث الأكبر والعلم الأشهر السيد أحمد الكبير الرفاعي رضي الله عن سيأتي في بقية هذا الباب انتمى. ومن أوراده رضي الله عنهُ هذا الورد المبارك وقد ثبت من طريق شيخنا الأستاذ الأجل والقطب المبجل لابس ثوب الخفاء وشارب كأس الاختفاء المقبل على الله يفف الباب السابع في أدعيته المباركة وأحزابه وصلواته على الني كله المعرض عن الئاس مولانا السيد محمد بهاء الدين مهدي الرواس نفعنا الله بوء إن هذا الورد هو الذي كان يفتتح فيه الذكر في رواق أم عبيدة ولا ينافي أن يكون افتتاح الذكر حصل بهذا الورد وبالذي سبق فيما تقدم وقد شاهدنا لهذا الورد الشريف بركة عجيبة ونورانية عظيمة لا تخفى عند قراءته على صاحب ذوقٍ وقلب سليمء وما أحسن ما قال فيه بعض الرفاعية : عليك بأوراد الرفاعي إنها إلى شيخ أشياخ الطرائق تنسبٌ وداوم عليها فهي حصن وجنة و شاي سيان يي وباب لوصل العبد بالله عامر ونهج به للمصطفى يتقرٌ تقدت وهو هذا: بسم الله الرحمان الرحيم الحمد لله رب العالمين اق اسع ان يوم ا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين آمين. محمد رسول الله وقف فرض والذين معهُ أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعًا سجدًا يبتغون فضلاً من الله ورضوانًا سيما هم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التورية ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقهِ يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرًا عظيمًا. بسم الله الرحمان الرحيم سبح اسم ريك الأعلى الذي خلق فسوّى والذي قدر فهدى والذي أخرج المرعى فجعلهُ غثاء أحوى سنقرئك فلا تنسى إلا ما شاءً الله إنة يعلم الجهر وما يخفى ونيسرك لليسرى فذكر إن نفعت الذكرى سيذكر مَن يخشى ويتجنبها الأشقى الذي يصلى النار الكبرى . ثم لا يموت فيها ولا يحيى قد أفلح مَن تزكى وذكر اسم ربه فصلّى بل تؤثرون الحياة الدنيا والآخرة خير وأبقى إن هذا لفي الصحف الأولى صحف إبراهيم وموسى. بسم الله الرحمئن الرحيم إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خيرٌ من ألف شهر تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر سلام هي حتى مطلع الفجر. يسم الله الرحمئن الرحيم إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجًا فسبح بحمد ربك واستغفره إنهُ كان توايًا. بسم الله الرحملن الرحيم قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد. بسم الله الرحمئن الرحيم قل أعوذ برب الفلق من شر ما خلق ومن شر غاسق إذا وقب ومن شر النفاثات في العقد ومن شر حاسد إذا حسد. بسم الله الرحمئن الرحيم قل أعوذ برب الناس ملك الئاس إلله الناس من شر الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس من الجنة والناس. بسم الله الرحملن الرحيم الحمد لله رب العالمين الرحمئن الرحيم مالك يوم الدين إياك نعبد وإياك نستعين الباب السابع في أدعيته المباركة وأحزابه وصلواته على النبي 6 وفنا اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين آمين. بسم الله الرحمئن الرحيم اللهم صل وسلّم وبارك وشرف وعظم بكلٌ وقت من الأوقات وساعة من الساعات ملء الأرضين والسمئوات على سيد السادات وإمام القادات ورئيس الكل في الحضرات وعلى آله وأصحابهٍ أصحاب الكمالات وعلى المشايخ العارفين أرباب الحالات والسلام على الفرد الأمجد القطب الغوث الأوحد النائب عن حضرة رسول الله في ملك الله والآمر بأمر الله في سملوات الله وأرض الله ورضي الله تعالى عن الإمامين والسبعة الأقطاب وعن الأبدال والأنجاب والأطراز الأحباب والأوتاد والأفراد والرجال أهل الإرشاد والقائمين بمصالح العباد وعلى صلحاءٍ المسلمين رحمة الله وبركاتةٌ إنهٌ البر المعين» ونسأل الله أجمعين أن يمدنا بمدد رسوله الأعظم وحبيبه الأكرم يي وبمدد حضرات الأنبياء الكرام عليهم الصلاة والسلام ونسأله أن يعطف عليتا قلب صاحب الزمان وأهل حاشيته الكرام الأعيان» جعلناهم وسيلتنا إلى الله في كل أمر حسن يدل على الله دفعنا بهم شر الزمان والسلطان والإخوان الخوان والأعداء من الإنس والجان أخذناهم درعًا لرد كل بلاء ودفع كل قضاءء قبلناهم بايا لنيل كل خير دنيوي وأخروي خفي وجلي كلي وجزئي» والسلام علينا وعلى عباد الله الصالحين وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين. بسم الله الرحمئن الرحيم الحمد لله رب العالمين الرحمئن الرحيم مالك يوم الدين إياك نعيد وإياك نستعين اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين آمين. لا إلله إلا الله عدد ماية وإحدى عشر مرة. الله عدد مائة وإحدى عشر مرةء ويختم الذكر بالفاتحة أيضًا ويقوم كل من جماعة الورد ويتوجه للقبلة ويقول: الصلاة والسلام عليك يا سيدنا يا رسول الله الصلاة والسلام عليك يا حبيبنا وحبيب الله. الصلاة والسلام عليك يا وسيلتنا إلى الله الصلاة والسلام عليك يا أول خلق الله وخاتم رسل الله؛ الصلاة والسلام عليكم يا أنبياء الله أجمعين» ويختم الصلوات بالفاتحة أيضًا وهنالك يدعو الشيخ بما ثيسر. قلت: وإن هذا الورد المبارك راتبه الكبير أن تقرأ السور والآيات والصلوات ثلانًا ثلانًا ولا إلله إلا الله ثلاث مائة وثلانًا وثلاثين مرة واسم الذات كذلك. وراتبه الصغير أن يقرأ كل من السور والآيات والصلوات مرة مرة ولا إلله إلا الله مائة وإحدى عشر مرة واسم الذات كذلك» وحلقته تجتمع في ليلة الجمعة وليلة الاثنين وأكابر هذه الطريقة يقرؤون ذلك كل يوم صباحًا ومساءء وقد قال شيخنا ومولانا الشيخ سراج الدين المخزومي الصيادي قدس سره: إن من داوم على قراءته لا يموت إلا غنيّا بفضل الله ولا يغلبهٌ عدو قط ويرجى له حسن الخاتمة بيركة رسول الله وق وتشملة بركة الحضرة الرفاعية وله بركات عجيبة لا تحصى انتهى. وإن من راتب هذه الطريقة العلية الرفاعية أن يقرأ المريد في كل يوم بعد قلادة الجواعر/ مهما مف الباب السايع في أدعيته المباركة وأحرابه وصلواته على النبي 276 كل صلاة الفاتحة ويذكر الله بعدها بلا إلله إلا الله مائة مرة وأقل الذكر عشرون مرةء وأن يستغفر الله بعد الذكر ثلانًا ويصلي على النبي كك مائة مرة أو عشرين مرةء ومن آدابها أن يستفيض المريد بعد قراءة هذا الورد المذكور من روحانية الحضرة الشريقة الرفاعية ويجعلها واسطة للاستفاضة من الحضرة المكرمة النبوية ولهذه الملاحظة والرابدة بركة عظيمة مجربة عند الطائفة المباركة الأحمدية انتهى. ومن أوراده هذا الورد الشريف المبارك وهو: بسم الله الرحمئن الرحيم اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه وسلّم اللهم إني أسألك بمعاقد العز من عرشك وبمنتهى الرحمة من كتابك وباسمك العظيم وباسمك الأعلى وبكلماتك التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجرء وبإشراق وجهك أن تصلي وتسلم على سيدنا محمد وآلهِ رصحبهء وأن تعطيئي رزقًا حلالاً طيبًا يا طالبًا غير مطلوب ويا غالبًا غير مغلوب يا واسع المغفرة ويا رازق الثقلين ويا خير الناصرينء اللهم إن كان رزقي في السماء فأنزلة وإن كان في الأرض فأخرجه وإن كان بعيدًا فقربهُ وإن كان عسيرًا فسهلهُ وإن كان قليلاً فكثره وإن كان قريبًا فبارك لي فيهء اللهمٌ اجعل يدي اليد العليا بالإعطاء ولا تجعل يدي اليد السفلى بالاستعطاء يا فتاح يا رزاق يا كريم يا عليم» اللهم سخر لي رزقي وأعصمني من الحرص والتعب في طلبهِ ومن التدبير والحيلة في تحصيله» ومن الشح والبخل في بعد حصولهء الهم تولى أمري بذاتك ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين ولا أقل من ذلك واهدني إلى صراطك المستقيم صراط الله الذي لهُ ما في السملوات وما في الأرض ألا إلى الله تصير الأمور وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين؛ وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين اه. ومن أحزابه الشريفة المباركة هذا الحزب وهو: بسم الله الرحمئن الرحيم اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إلله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحدء اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إلله إلا أنت المنان بديع السملوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم لا إلله إلا أنت سبيحانك إني كنت من الظالمين؛ الله الذي لا إلله إلا هو الرحمئن الرحيم الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر الخالق البارىء المصور الغفار القهار الوهاب الرزاق الفتاح العليم القابض الباسط الخافض الرافع المعز المذل السميع البصير الحكم العدل اللطيف الخبير الحليم العظيم الغفور الشكور العلي الكبير الحفيظ المقيت الحسيب الجليل الكريم الرقيب المجيب الواسع الحكيم الودود المجيد الباعث الشهيد الحق الوكيل القوي المتين الولي الحميد المحصي المبدي المعيد المحيي المميت الحي القيوم الواجد الماجد الباب السابع في أدعيته المباركة وأحزابه وصلواته على النبي 25 لففا الواحد الأحد الفرد الصمد القادر المقتدر المقدم المؤخر الأول الآخر الظاهر الباطن المنتقم العفو الرؤوف مالك الملك ذو الجلال والإكرام المقسط الجامع الغني المغني المانع الضار النافع النور الهادي البديع الباقي الوارث الرشيد الصبورء أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق اللهم أنت ربي لا لله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ يك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك عليٌ وأبوء يذنبي فاغفر لي فإنة لا يغفر الذنوب إلا أنت. سبحان الله وبحمده أمسينا وأمسى الملك لله والحمد لله لا إلله إلا الله وحده لا شريك له له الملك ولهُ الحمد وهو على كل شيء قديرء رب اسألك -خير ما في هذه الليلة وخير ما بعدها وأعوذ بك من شر هذه الليلة وشر ما بعدهاء رب أعوذ بك من الكسل وسوء الكبر رب أعوذ بك من عذاب النارء أصبحنا وأصبح الملك للهء اللهم إني أعوذ بك من الكسل والهرم وسوء الكبر وفتئة الدنيا وعذاب القبر باسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيءٌ في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلانّاء اللهم بك أصبحنا وأمسينا ويك نحيا ونموت وإليك المصيرء اللهم فاطر السملوات والأرض عالم الغيب والشهادة رب كل شيء ومليكه أشهد أن لا إلله إلا أنت أعوذ بيك من شر نفسي وشر الشيطان وشركه. ثم تقرأ الإخلاص والمعوذتين والفاتحة؛ وذكر الشيخ الإمام شيخ الإسلام تاج الدين أبو النصر عبد الوهاب ابن سيدنا الشيخ تقي الدين السبكي الأنصاري الخزرجي الشافعي في طبقاته أن من أوراد سيدي أحمد هذا الورد العظيم وهو كان يصلي أربع ركعات بألف قل هو الله أحد ويستغفر كل يوم ألف مرة واستغفاره قول لا إلله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين عملت سوءً! وظلمت نفسي وأسرفت في أمري ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الرحيم؛ يا حي يا قيوم لا إلله إلا أنت. وقد قلنا في مقدمة هذا الباب أن أسائيد الإجازة بقراءة كل حزب من أحزاب سيدنا الغوث الرفاعي وأوراده وأدعيته وصلواته وصلت إليّ من ثلاث طرق: الأول من سيدي ووالدي وقرة عيني ووسيلتي إلى الله مولانا السيد الشيخ حسن وادي الصيادي بن السيد علي ابن السيد خزام ابن السيد الشيخ علي الخزام الصيادي الرفاعي الخالدي دفين حيش من أعمال معرة النعمان قدس سرهء وسيدي الوالد تلقى الإجازة بكل ذلك من شيخنا الولي الأنجب السيد الشيخ رجب قدس سرهء وهو أخل عن شيخه السيد أحمد عن أبيهِ السيد مصطفى عن السيد العارف بالله مولانا السيد محمد عرفات عن شيخنا صاحب معالي الهمم السيد خير الله الكبير أبي العلم. والطريق الثاني صح لي عن سيدي وشيخي وابن عمي ومولاي المولى العارف بالله السيد علي بن خير الله وهو عن والده السيد خير الله عن أبيه السيد محمد عن أبيهِ السيد خير الله الكبير صاحب العلم. وهو عن أبيه ذف الباب السابع في أدعيته المباركة وأحزابه وصلواته على الني 7# السيد أبي بكر عن ابن عمهٍ السيد محمد بن حجازي عن ابن عمه الشيخ أبي بكر عن أبيه الشيخ عمر عن جده الشيخ موسى الكبير عن أبيهِ الشيخ عبد السميع عن أبيه الشيخ شمس الدين محمد عن أبيه السيد صدر الدين علي عن أبيه الغوث الفرد الجواد السيد أحمد عز الدين الكبير الصياد عن أخيه السيد عبد المحسن أبي الحسن عن جده عقد هذه السلسلة شيخ من لا شيخ لهُ كعبة الآمال وأستاذ أهل الحال القطب الغوث الجامع الشهير سيدنا السيد الشيخ أحمد الرفاعي الكبير رضي الله عنه. والطريق الثالث فهو عن سيدي ومولاي ومالك عقد ولاي تاج رأسي وقرة عبني وغذاء روحي المقبل على الله المعرض عن الناس السيد محمد بهاء الدين مهدي الرواس قدس سره وهو أخذ عن شيخه الأمام العارف بالله السيد عبد الله الراوي عن شيخه السيد أحمد الراوي عن شيخه السيد نور الدين حبيب الله الحديثي عن السيد حسين برهان الدين الخزامي الصيادي عن أخيه السيد نور الدين عن أبيهِ السيد عبد العلأم الخزامي عن عمهٍ إمام العارفين السيد سراج الدين عن جده السيد محمود الصوفي عن أبيهِ السيد محمد برهان عن أبيهِ السيد حسن الغراص عن أبيهِ السيد الحاج محمد شاه عن أبيه مقتدي الرجال الأعلام السيد محمد خزام دفين الموصل عن عمهٍ السيد ملك المندلاوي عن أبيهِ السيد محمود الأسمر عن أبيه السيد حسين العراقي عن ابن عمهٍ السيد تاج الدين عن ابن عمهٍ السيد عبد الرحممن شمس الدين عن جده السيد محمد خزام السليم عن أبيه السيد شمس الدين عبد الكريم أبي محمد الواسطي عن أبيه السيد صالح عبد الرزاق عن أب السيد شمس الدين محمد عن أبيه السيد صدر الدين علي عن أبيه قطب الأفراد السيد أحمد الصياد عن عمه القطب المتمكن أبي الحسن عبد المحسن عن جده لاثم يد الرسول المكرم غوث العرب والعجم أبي العباس مولانا السيد أحمد الكبير الحسيني الرفاعي رضي الله تعالى عنهُ وعنهم أجمعين . وإني أجزت لكل من وقع في يده هذا الكتاب المستطاب أو وصل إليه ورد أو حزب من رواتب هذا الغوث المستجاب له بلا ارتياب أن يقرأها مفتتحًا ومختتمًا بالصلاة والسلام على النبي الأواب والآل والأصحاب ويتبعها بالفاتحة لصاحب هذه الأحزاب الكريمة والأوراد المباركة العظيمة والله ولي التوفيق وهو الهادي إلى سواء الطريق. الباب الثامن في ذكر مشايخه وآداب طريقته وعلو مسلكهٍ وتربيتهٍ وذكر موكبه وعلامته وما كان عليه أوصل الله رضوانة ورحمتة إليه لا يخفى أن سيدنا السيد أحمد الكبير الرفاعي رضي الله عنهُ أخذ العهد والطريقة وليس الخرقة من شيخهٍ الشيخ علي الواسطي القارىء وهو لبسها من الشيخ أبي الفضل بن كامخ» وهو لبسها من الشيخ غلام بن تركان وهو لبسها من الشيخ ابن علي الروزبادي» وهو لبسها من الشيخ علي العجمي» وهو لبسها من الشيخ أبي بكر الشبلي» وهو لبسها من الشيخ الإمام أبي القاسم الجنيد البغدادي» وهو لبسها من خالهِ الشيخ سري السقطيء. وهو لبسها من الشيخ معروف الكرخيء وهو لبسها من الشيخ داود الطائي» وهو لبسها من الشيخ حبيب العجمي وهو لبسها من الشيخ أبي سعيد سيدنا الحسن البصري؛ وهو لبسها من زوج البتول وابن عم الرسول مولانا وسيدنا الإمام علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه ورضي الله عنه وعنهم أجمعين؛ وهو ليسها من النبي المعظم والرسول المكرم يب وهو يِ قال: «أدبني ربي فأحسن تأديبي2"'”6. ومن طريق آخر أخذ سيدنا السيد أحمد الرفاعي الكبير رضي الله عنهُ الطريقة؛ ولبس الخرقة من يد خالهِ شيخ الشيوخ صاحب الفتح الصمداني سيدنا منصور البطائحي الرباني» وهو لبسها من خاله سيدنا الشيخ أبي المنصور الطيب وهو لبسها من ابن عمهٍ الشيخ أبي سعيد يحيئ البخاري الأنصاري. وهو لبسها من الشيخ أبي القرمذي» وهو لبسها من الشيخ أبي القاسم السندوسي الكبيره وهو لبسها من الشيخ أبي محمد دويم البغدادي» وهو لبسها من الشيخ الإمام تاج العارفين أبي القاسم الجنيد البغدادي» وهو لبسها من خالهِ الشيخ سري )١(‏ الحديث أخرجه في كنز العمال عن ابن مسعود )1١٠5/1١١(‏ باب في فضائل متفرقة تنبىء عن التحدث بالتعم » حديث رقم: 51896. 01 اباب الثامن في ذكر مشابخه وآداب طريقته السقطي» وهو لبسها من الشيخ معروف الكرخيء: وهو لبسها من إمام الزمان وحجة أهل العرفان الإمام ابن الإمام علي الرضى وهو لبسها من أبيه نور حدقة العناية والإمامة ونور حديقة الولاية والكرامة ملجأ الأولياء الأعاظم أبي الحسن موسى الكاظمء وهو لبسها من أبيه صاحب القدم السابق الإمام جعفر الصادق؛ وهو لبسها من أبيه صاحب السر الطاهر الإمام محمد الباقرء وهو لبسها من أبيه كهف المحتاجين وإمام الأفراد أبي محمد الإمام زين العابدين علي السجاد»ء وهو لبسها من أببه أحد سبطي رسول الله شهيد كربلا الإمام الحسين أبي عبد الله؛ وهو لبسها من أبيه إمام الأئمة ومجن هذه الأمة صاحب القدر العظيم والشرف الجلي أمير المؤمنين الإمام أبي الحسن علي رضي الله عنه وعنهم أجمعين» وهو لبسها من سيد المرسلين وأكرم المخلوقين وحبيب رب العالمين صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين أجمعين آمين: ولا يخفى ما ذكره الإمام اللقاني في كتابه هداية المريد لجوهرة التوحيد عند قوله: ومالك وسائرالأئمة كذا أبو القاسم هداة الأمة فواجب تقليد حبر منهم كذا حكى القوم بلفظ منهم قال: وأما قولهٌ: كذا أبو القاسم فيعني به أن أبا القاسم الجنيد سيد أهل التصوف علمًا وعملاً من هداة الأمة أيضًا أي طريقه مقوم مثل طريقهم في الصحة والسداد خَالٍ عن الابتداع والزيخ في الاعتقادء دائر من سبيلي التسليم والتفويض والتبري من النفس ومن كلامه الطريق إلى الله تعالى مسدود على خلقهٍ إلا على المقتفين آثار رسول الله يكن ومن كلامهٍ أيضًا رأيت في المنام أني أتكلم على الناس يعني يعظهم فوقف عليّ ملك فقال: ما أقرب ما تقرب به المتقربون إلى الله سبحانة فقلت: عمل خفي بميزان وفي قولي وهو يقول كلام موفق والله أعلم انتهى. قلت: فمن ذلك علم لديك أن علماء الشرع رضي الله عنهم أوجبوا تقليد الإمام الجنيد البغدادي في طريقه قدس سرهء وقد رأيت أن الطريقة العلية الرفاعية تنتهي تحقيقًا إلى تقليد الإمام الجنيد البغدادي وقد ظهر لك من سيرة سيدنا السيد أحمد الرفاعي قدس سره ورضي الله عنة أنه أشد القوم اقتفاء لآثار رسول الله كل وقد بلغ من تمكينه في مرتبة الاقتداء بالنبي كَل أن قال رضي الله عنه: لو بلغنا أن رسول لله كل أمر بقص الأعناق لقصصناها امتثالاً لأمره الشريف». وقد ذكرت في كتاينا هداية الساعي ترتيب الدخول بسلوك طريقته العلية كما وصل إليّ من مشايخي وكما رأيتهُ في كتب سلوك الطريقة الأحمديةء وقد اتفق رجال هذا الطريق العالي على أنهُ لا يتم ولا تحصل النفحة فيه للسالك إلا بمتابعة الشارع يلك وأن يجمع السالك العارف بالمتابعة الباب الثامن في ذكر مشايخه وآداب طريقته لحف بين الظاهر والباطن فلا يدخل الفرق بينهماء فإذا تمسك بهذا المسلك كان ذلك السالك كاملا وينبغي لطالب همة الحضرة الرفاعية المشتاق لدخول طريق السادة الأحمدية أولاً أن يبايع في هذه الطريقة لمرشد كامل متشرع متدين عارف في أصول الطريقة وأركانها وآدابها وخلواتها وجلواتها وأذكارها وأسرارها وسلوكها مطابق للشرع الشريف في آقواله وأفعاله وأحوالهء عار من الكبر والعجب والحقد والحسد والكذب» خال من دسائس النفس متواضع ذو حرمة للفقراء والمشايخ والغرباءء طلق اللسان في تعريف السلوك غير عنين في الجواب مهذب الأخلاق صاحب قلب ولسانٍ ثابت قدم» متسلسل بإجازةٍ مربوطة .واصلة إلى: رسول الله 36 قمبايعة مكل هنا المرشد هي من أهم المهمات ومن أعظم اللازمات للمطالب لأن المرشد هو حبل الوصول وسلم الترقيء وقد جرت العادة وجربت بأن التطهير من النجاسات المعنوية وأدناس الطوية والخضوع والخشوع في الصلوات وسائر العبادات بمشهد أن تعبد الله كأنك تراه المعبر عنهُ بمقام الإحسان لا يتيسر في الغالب الأكثر إلا بالسلوك على يد شيخ عالم كامل خبير بعلاج هذه الأمراض وحكمة معاملاتها ذوقًا وتجربةٌ» بل لو حفظ المبتلي بهذه العلل كتبًا متعددة لا يستغني بها عن التربية على يد مثل هذا الشيخ ليخرجة من رعونات نفسه الأمارة ودسائسها الخفية . 1 قال الإمام الشعراني قدس سره في كتابه مشارق الأنوار القدسية في العهود المحمدية أخذ علينا العهد العام من رسول الله يق أن لا نغتر بحفظ العلم الذي يطلب منا العمل به من غير عمل كما عليه غالب الناس اليوم» وما هكذا كان السلف الصالح رضي الله عنهم ثم قال قدس سره: ويحتاج من يريد العمل بهذا العهد إلى سلوك على يد شيخ ليرقيه إلى درجات المراقبة لله تعالى والخوف من عذابهِ كما كان عليه العلماءٌ العاملون. وسمعت شيخنا شيخ الإسلام زكريا رحمة الله يقول: كل فقيه لا يجتمع بالقوم فهو كالخبز الجاف بلا أدمة» وسمعت سيدي عليًا الخواص رحمة الله يقول: لا يحمد طالب العلم إلا بالاجتماع على أحد من أشياخ الطريق ليخرجةُ من رعونات النفس ومن خطرات تلبيس النفس ومن لم يجتمع على أهل الطريق» فمن لازمةُ التلبيس غالبًا ودعوى العمل بما علمء وكل من نسبهُ إلى قلة العلم أقام لهُ الأدلة التي لا تمشي عند الله ومن شك في قولي هذا فليجرب. واسلك يا أخي على يد شيخ والزم خدمتة واصبر على جفائه لك وتغرباته عليك» فإن الذي يريد أن يطلعك عليه أمر نفيس لا يقابل بالأعراض الدنيوية فإن للعلم رئاسة عظيمة وللنفس فيه دسائس» فربما خفيت على مشايخ العلم فضلاً عن الطلبة والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم» وروى مسلم وغيره أن رسول الله كلْدْ كان يقول في دعائه: «اللهم إني أعوذ بك من نفس لا تشبع لمكا الباب الثامن في ذكر مشايخه وآداب طريقته وعلم لا ينفع»؛ وروى الطبراني مرفوعًا: «كل علم وبال على صاحبه إلا من عمل يه» وفي رواية له أيضًا مرفوعًا: «أشد الناس عذايًا يوم القيامة عالم لا يتفعة الله يعلمه» انتهى ملخصًا وهذا الآص اولوت الطالب إلا بالسلوك على يد شيخ ناصح فإذا أراد العمل به فليطلب لهُ شيخحًا يرشده إليه وإلا فلا سبيل لهُ إلى ذلك ولو عبد الله بعبادة الثقلينء ومن هنا افترق السالكون والعابدون فربما مكث العايد يعبد ربهُ على علة خمسمائة سنة والسالك يخرج من العلة من أول قدم يضعهُ في الطريق؛ لأن بداية الطريقة التوحيد لله تعالى في الملك ثم الفعل ثم الوجود والعابد لا يذوق لهذه الثلائة طعمًا فوالله لقد فاز من كان له شيخ وخسر من لم يتخذ لهُ شيحّاء أو لو اتخذه ولم يسمع لنصحهء وذكر ابن أيمن في رسالته أنهُ كان الإمام أحمد والإمام الشافعي رضي الله عنهما يترددان إلى مجالس الصوفية ويحضران معهم في مجالس ذكرهم فقيل لهما: ما لكما تترددان إلى مثل هؤلاء فقالا: عندهم رأس الأمر كله وهي تقوى الله عر وجل ومعرفتة انتهى. وقال سيد الهمام العارف بالله الشيخ أحمد الصاوي الخلوتي المالكي قدس سره في رصالته «الأسرار الرحمانية»: لا يسلك مريد من غير شيخ البتة فلا بد من شيخ عارفٍ تستند إليهِء قال بعضهم: الزم بابًا واحدًا تفتح لك الأبواب واخضع لسيد واحد تخضع لك الرقاب» وقال الفقيه محمد بن الحسين البجلي رضي الله عنهُ: رأيت النبي #ُةِ في المنام فقتل: يا رسول الله أي الأعمال أفضل؟ قال: وقوفك بين يدي ولي الله كحلب شاة أو كشي بيضة خير لك من أن تعبد الله حتى تتقطع إربًا إرباء فتلت لهُ: حيًا كان أو مينًا؟ فقال: حيّا كان أو ميئًا. وقال الإمام الغزالي رحمة الله عليه فى رساله أيها الولد: اعلم أنه ينبغي للسالك شيخ مرشد مربي ليخرج الأخلاق السوء منة بتربيته ويجعل مكانهُ خلقًا حسنًا انتهى. فإذا بايع الطالب للمرشد الكامل وربط حبل قلبهِ بالاعتقاد والتسليم لذلك المرشدء فيجب حينئذٍ على الطالب معرقة الآداب التي تطلب منهُ في حق المرشدء قال الشيخ العارف بالله سيدي سراج الدين الرفاعي الصيادي قدس سره: ومن آداب المريد اللازمة أولاً حفظ قلب شيخه ومراعاته في الغيبة والحضور وعدم التفاخر عليه وإن كبر شأنهُ وسما مقامة. والتواضع لهُ ولذربته وأقاربه وثبوت القدم على خدمته وأوامره كليها وجزئيها وربط القلب بو واستحضار شخصه في قابهِ في جميع المهمات واستمداد همتهٍ والفناء فيهوء وأن يكون ملازمًا ا ا 0 الشيخ ما لا يعلمهُ المريد ويكون مراد الشيخ بذلك امتحان المريد حينئذٍ بالأمور الصعبة في المحن والعياذ بالله تعالى من ذلك» كما وقع لبعضهم أنه دخل على شيخه فرأى عنده امرأة جميلة يلاعبها ويعانقها ويجامعها فخرج منكرًا على شيخه فأخذ منهُ حالاً جميع ما الياب الثامن في ذكر مشايخه وآداب طريقته لدف استفاده من شيخوء ومع ذلك إن الامرأة امرأة الشيخ وزوجتة وجعلها امتحانًا للمريد فأعوذ بالله من تغيير قلوب المشايخ» فإن من تغيرت عليه قلوب المشايخ لا يفلح أبدّاء ومن آداب المريد أن لا يطيع في حق شِيحْه قولاً ولا يصاحب لهُ عدوًا ولا يباعد لهُ صديقًا ولا يباغضة. وكذلك لا يجالس من يخرج على شيخه ويقول: أنا ما عندي شيخ إلا فلانًا الذي لم يتصدر لمشيخته قط لينفر بذلك المريد عن طريق شيخهء وقال سيديأ أحمد الصاوي: الآداب التي تطلب من المريد في حق الشيخ أوجبها تعظيمة وتوقيره ظاهرًا وباطنًا وعدم الاعتراض عليه فى شيء فعلهٌ ولو كان ظاهره أنهُ حرام ويؤول ما يبهم عليه ولا يلتجي لغيره من الصالحين إلا بإذنهِ. ولا يزور صالحًا إلا بإذنه ولا يحضر مجلس غيره ولا يسمع من سواه حتى يتم سقيه من ماء سر شيخدء ولا يقعد وشيخة واقف ولا ينام بحضرته إلا بإذنه في محل الضرورات» ولا يكثر الكلام بحضرته ولو باسطه ولا يجلس على سجادتهِ ولا يسبح بسبحته ولا يجلس في المكان المعد له ولا يفعل فعلاً من الأمور المهمة إلا بإذنهِ ولا يمسك يده للسلام وهي مشغولة بشيء بل يسلم عليه بلسانه؛ ولا يمشي أمامة ولا يساويه في مشيه إلا بليل مظلم ليكون مشية أمامة صونًا لهُء وأن لا يذكره عند أعدائه وأن يحفظه في غيبته كحفظه في حضورهء وأن يلاحظة بقلبه في جميع أحواله ويرى كل نعمة وصلة لهُ من بركتهء وأن لا يعاشر من كان الشيخ يكرهة وأن يصبر على جفوتهِ وإعراضه عنهٌ وأن يحمل كلامةٌ على ظاهره فيمتثلةُ إلا لقرينة صارفة عن إرادة الظاهرء وأن يلازم الورد الذي رتبه فإن مدد الشيخ في ورده فمن تخلف عنهُ حرم المددء وأن يقدم محبتهُ على محبة غيره ما عدا الله ورسوله فإنها المقصودة بالذات ومحبة الشيخ وسيلة انتهى. فإذا أتقن السالك معرفة هذه الآداب اللازمة المطلوبة منهُ في حق مرشده علمًا وعملاً فحينئذ يلزم عليه أن يدخل باب القوم رضي الله عنهم يفناء النفس والإعراض عن الدنيا بالكلية والإعراض عن الخلقء. والأدب والانفراد إلى الله وملازمة الكتاب والسئة وخلع ثوب الحقد والحسد والكبرء وأن يعود نفسه على الخدمة والمداومة على ذكر الله والصلاة على رسول الله يد والاستناد إلى الله والتفويض لهُ بالرضا في جميع الأحوال» ومحبة الإخوان والمسلمين والقيام بحقوق الله والتوكل على الله والعصمة بالله والالتفات عن غير الله وعدم التفاخر وترك الدعوى وستر الأحوال وكتمان الأسرار» والسخاوة والسياحة وبذل المال والجاه في طريق الله وترك البخل والحرص وموافقة الأطباع على ما به موافقة الشرع وإعانة الفقراء واحترام الغرباء وعدم الإنكار على أحد من خدمة الطرائق كلها لا في الباطن ولا في الظاهر» وأن يكون مراعيًا لإخوانهِ محبًا لهم ولا يخصص نفس بشيءٍ دونهم» ويحب لهم ما يحب لنفسه ويعودهم إذا مرضوا ويسأل عنهم ذ الباب الثامن في ذكر مشايخه وآداب طريقته إذا غابوا وليبتدرهم بالسلام وطلاقة الوجه وأن يراهم خيرًا منة ويطلب منهم الرضا ولا يزاحمهم على أمر دنيوي بل يبذل لهم ما فتح عليه به يوقر كبيرهم ويرحم صغيرهم ويتعاون معهم على حب الله؛ وليجعل رأس ماله مسامحة إخوانه يخدمتهم ولو بتقديم النعال لهم فإذا دخل من باب القوم رضي الله عنهم بهذه الأوصافء قفاللازم عليه أن يلبس -خرقة التوبة والتسليم للمرشدء وأن يجاهد نفسة على التخليص من الأخلاق الردية والدخول في الأطباع المرضية» وأن يلبس الزي المشروط عند السادة الرفاعية وهو التاج الأبيض المعبر عنه بالعرقية والزي الأسود المائل للخضرة. وأن يتغرب ولو أيامًا قليلة وأن تكون تلك الغربة بأمر المرشد وأن يجبر نفسة على الانفراد للشيخ بترك أحبابه الأوائل لكي 'لا يشغلونة عن خدمة المرشدء وأن يترك الكلام في ما لا يعنيه وأن يتركه قطعًا بحضرة المرشد وأن يحفظ نفسه من الإنكار على حال من أحوالهء وأن لا يجادلة ولا يسألهٌ وأن يخلع رداء الفجور والضحك واللعب في حضرتهء وأن يلبس ثوب الحياء والخشية والأدب بمجلسه دائمّاء وأن ينسلخ من الرياء وطلب السمعة والشهرة في السلوك فإن الرياء وطلب السمعة يفسدان العمل الكثير ويجلبان التدمير» فإذا تم بخدمة المرشد معرفة هذه الخصال واتصف بهذه الأوصاف وتخلق بأخلاق السادات السالفين على ضمن ما ذكرناهء فحينئذ يفتح لهُ المرشد باب السير ويسلكة في طريق الخير كما سلك على يد شيخه في هذه الطريقة الشريفة» وإني رأيت كثيرًا ممن تصدر لمشيخة هذه الطريقة العليا الرفاعية لا يعرفون أصولها ولا فروعها ولا خلواتها ولا أورادها وبسبب جهلهم ظن أكثر الناس أن هذه الطريقة العلية بلا أوراد ولا سلوك ولا خلوات. لأن تلك الفرقة التى ذكرناها غاية مأ عرفوا في هذه الطريقة اللعب بالنار والدبوس والحيات وغيرهاء وادعوا أن هذه البراهين كرامات لهم حاشا بل كل ذلك في الحقيقة من بيركات أسرار حضرة صاحب الطريقة قدس الله سره؛ وأن هذه الحماية والحفظ الذي يصدر من جانب فيض كرم الله من ضرر النار والسلاح والحيات هو سر ساري في جميع الملتمسين لخدمة طريقة هذا الغوث السيد قدس سرهء وهي مروءة وغيرة من على ستر الطريق خوفًا من فضيحة شرف الطريق بين العوام . وقد قال السيد أحمد قدس سره ورضي الله عنهُ: من رغب لإظهار الكرامات وخوارق الأحوال وإقشاء براهين الأولياء قاصدًا بذلك التفاخر وجلبًا لحسن الظن به وسلمًا لصيد الدراهم فأنا بريء منهُ في الآخرة هو عدوي وأنا عدوّه وأصل الرخصة في عمل هذه الأشياء فى طريقتنا يكون في وقت إنكار أحد الكافرين على أصل هذا الدين» أو كاذ طاليًا من براعين هدًا الدين دلبلا بشرط بعد مقاهدته لهذا البرهان المعمدي أن يصير مندرجًا في سلك أمته يل فلا بأس هنالك في إظهار هذه الأحوال خفيها وجليها الياب الثامن في ذكر مشايخه وآداب طريقته م كليها وجزئيها وإلا فلا رخصة في عمل شيء منها قطعاء وأن مَن اشتغل بها آثم واقع في الحرام عاصيًا للشرعء وقال بعض السادات: لا بأس بذلك في حضور المنكرين للطريقة العلية بنية تخليصهم مما هم فيه من اليلية حمانا الله فالمقصود هذه الطريقة المباركة بنيت على الكتاب والسنة بالأصول والفروع أسرارها عجيبة وأحوالها غريبة» وهمم رجالها تتدكدك منها الجبال فإذا أراد الصوفي الداخل فيها أن يكن مطلوق العنان فليحافظ على أمور الدين على الحقيقة والشريعة لقول مّن قال: مَن تشرع ولم يتحقق فقد تفسق ومن تحقق ولم يتشرع فقد تزندق» وعلم الشريعة المطلوب من السالك أن يعلم الأوامر والنواهي وأن يلازم حقائق أمر الشرع الشريف كما هي فأول السلوك في هذه الطريقة الرفاعية المباركة هو حضور القلب مع الله ولفته عن غير الله لأن ترك الأغيار هو عين التصوف عند العارفين والمطلوب في كل الأحوال الحضور مع الله في دائرة القلب بحيث يقر الذكر في سر القلب قرارًا قويًا وباب الدخول على الحضور مع الله في أصول سلوك طريقتنا الاشتغال بالصلاة على رسولهٍ كخٍ على مقتضى أمر المرشدء لأن الصلاة على النبي يه حبل المقطوعين وسلم الواصلين للسالكين» ومعلوم أن مّن ذاق لذة وصال المصطفى ذاق لذة وصال ربوء لأن الحضرة واحدة ومن بلغ الوسيلة شهد المقصد ومن فرق بين الوصالين لم يذق للمعرفة طعمّاء قال تعالى: فيا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة» [المائدة: 0"] ولا وسيلة في الدارين بين الأولين والآخرين أعظم وأقرب منة يك وهو باب الله الأعظم ولهذا أشار القطب سيدئ محمد بن وفا قدس سره بقوله: وأنت باب اله أي امرىء ‏ أتاهمن غيرك لايدخل وليس مقصود العارفين بكثرة الصلاة على النبي كه حصول الثواب لهم أو نفعة بذلك وإن كان ذلك حاصلاً في نفس الأمرء ولكن القصد حصول فيوضاته النبوية ونفحاته المحمدية ولكون الصلاة عليه أعظم الأسباب لشهود أنواره الذاتية ووسيلة عظمى لزوال الحجب التي بينهُ وبين ذلك المصلى عليه» قال العارف بالله مرداش رضي الله عله : ليس قصدي من الجنان نعيمًا غيرأني أريدهالأراكا وإن شهود رسول الله يةٍ هو الغاية القصوى لأهل الله: ولذلك قال أبو الحسن الشاذلي قدس سره: لو غاب عني رسول الله يْهِ طرفة عين ما عددت نفسي من المسلمين» وقال الإمام البوصيري رضي الله عنه: ليته خصني برؤية وجه زال عن كل من رآه الشقاء 414" الباب الثامن في ذكر مشايخه وآداب طريقته وقال القارضي نفعنا الله به: شربنا على ذكر الحبيب مدامة سكرنا بها من قبل أن يخلق الكرم وقال السيد الرفاعي قدس الله سره العالي: في حالة البعد روحي كنت أرسلها تقبل الأرض عني وهي نائبتي وهذه دولة الأشباح قد حضرت فامدد يمينك كي تحظى بها شفتي وقصة هذين البيتين مشهورة» وقيل لرسول الله يَكلْهُ: أرأيت صلاة المصلين عليك ممن غاب عنك وممن يأتي بعدك ما حالهما عندك؟ فقال: «أسمع صلاة أهل محبتي وأعرفهم وتعرض علي صلاة غيرهم عرضًا اه. وغاية المقصد أنه هو يَلِدِ باب الله والصلاة عليه باب قربهِ فمن أكثر من الصلاة عليه صار قريبًا منهُ» ومتى وصل إليه وصل إلى الله بلا شبهة قطعًا بالاتفاق» ولهذا كانت عادة السادة الرفاعية رضي الله عنهم إذا انتسب لخدمة طريقهم أحد أولاً يأمرونة بالصلاة على النبي يله ولها صيغ مربوطة» قلنا: إن كان السالك أميّا فيكفي أن يقرأ بعد كل صلاة على حسب أمر المرشد: اللهمّ صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم ثم ينتقل للذكر وهو لا إلله إلا الله كذلك على حسب أمر المرشدء وإن كان السالك قارئًا فصيحًا فعليهٍ أن يقرأ بأمر مرشده أحد الصلوات الخمسة المعروفة بين السادة الرفاعية وسنذكرهم إن شاء الله تعالى» ومن المعلوم أن السالكين على قسمين: منهم مّن يلتمس الطريقة العلية للتبرك اتحسابًا على صاحب الطريق قدس سره ومنهم من يلتمسها مجتهدًا في سائر حالاته على ممر أوقاته لتحصيل فيوضات الحقيقة ولنيل رموز غوامض أسرار الطريقة» فمن كان دخولة في الطريقة تبركا فحده في العمل ورد يصدر لهُ من مرشده للتبرك بحسب الإلهامء ومن كان دخوله للسلوك فسلوكه يكون على مقتضى ما ذكرناه من الأخلاق والأوصاف. وعلى ما سنذكره من العمل والأصول؛ وهنا نذكر صيغ الصلوات الخمسة التي كان حضرة سيدي أحمد يفتح بهن أبواب السلوك للإخوان: الصيغة الأولى: اللهمٌ صلّ على سيدنا محمد سيد السادات ومنبع الكمالات وباب الهدايات وكتز العنايات وبحر الإفادات ومظهر السعادات وسلم الرقايات وعين الخيرات وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم في كل الحالات واجعلنا يا رب من المقبولين عنده والمقربين لديه والعارفين به إنك سميع قريب مجيب الدعوات الثانية اللهمٌ صل وسلم وبارك على سيدنا محمد النبي المليح صاحب المقام الأعلى واللسان الفصيح وعلى آله وأصحابه أصحاب المدد العالي والقدم الصحيح آمين الثالثة اللهمٌ يا الله صلٍ على محمد ومن والاه عدد ما تعلمهُ من بدء الأمر ومنتهاه وسلم عليه وعليهم كثيرًا الرابعة اللهمّ صل على سيدنا محمد عدد ما كان وعدد ما هر الباب الثامن في ذكر مشايخه وآداب طريقته ف كائن في علم الله وعلى آله وصحبه وسلم الخامسة اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي الطاهر الزكي صلاة تحل بها العقد وتفك بها الكرب وعلى آله وصحبهٍ وسلم. وفتح باب السلوك للطالب يكون بصيغة من هذه الصيغ الخمسة وهو أن يقرأها الطالب بعد كل صلاة خمسين مرة أقل العمل وشرط القراءة بعد تمام الفريضة والسنة استقبال القبلة وحضور القلب وربط القلب بالمرشد والتخيل النبوي وهو أن يتخيل كأنة يقرأ هذه الصيغة بحضور النبي وله مع الأدب والخشوع والانكسار والخضوع ويستغفر الله ثلاث مرات قبل القراءة ويقرأ الفاتحة لروح النبي يي ويبتدي بالقراءة فإذا أتم العدد يستغفر الله ثلاث مرات ويقرأ الفاتحة لروح سيدي أحمد الرفاعي قدس الله سرهء ويبتدىء بكلمة التوحيد كذلك خمسين مرة مع الخضوع والأدب والحيا والخشية وكل هرة من القراءة التي تجري على لسانهِ يلزم أن يجري ببالهِ لا إلله غيره يعبد ولا رب سواه يقصد ما سواه فانٍ وهو باق . وقال البعض من السادات الرفاعية: جريان كل هذه النية على خاطر المبتدي صعب والأولى أن يجري على خاطره لا معيود بحق إلا الله فإذا أتم العدد وقرأ الفاتحة يأخذ بقلبه الرابطة الأحمدية وهي أن يتخيل حضور حضرة صاحب الطريق سيدي أحمد الكبير قدس الله سره في تلك الحضرة» وهو واقف بين يديه ويستمد منهُ قدس سره في لسان القلب على حسب الإلهام. وإذا ألم به عارض وسواس فليفتح عينيه ويستغفر الله ويرجعم إلى الرابطة حتى تحصل له اللذة الخفية المعروفة بين أهل الطريق وتلك تكون على حسب خلوص الطالب» وشرط الاستمداد في وقت الرابطة التخلي عن الغير ونسيان الأهل والأولاد والبيع والشراء وقطع الفكر الدنيوي والأخروي؛. وهناك يجعل حضرة صاحب الطريق واسطة لرسول الله ْو فإذا استدام الطالب على هذه الحالة تحصل له ححالاات وتظهر عليه إشارات وينقطع فكره عن الغير ويندهش بالفكر الحقيقي» فيكون مستغرق الأوقات في حب الشيخ. وهذا المقام أول مقامات السلوك وهو مقام الفناء في الشيخ. فإذا عرف الشيخ المرشد من المريد الطالب حقيقة الصدق في الفناء وجربة ووجده في بحر الإخلاص غرقان ومن خمر المحبة سكران فحينئذٍ يعرفة قرار حلاوة الذكر في قلبهِ ولسانه بشروط الذكر وأصوله المعروفة ويدخلة في التربية» وهي تهذيب نفس الطالب ونقلها من الطمع إلى الزهد ومن البخل إلى السخاوة ومن الاعتراض إلى التسليم ومن التدبير إلى التفويض ومن الجهل إلى المعرفة ومن الكسل إلى العبادة ومن الكبر إلى التواضع ومن الحمق إلى حسن الخلق ومن العداوة إلى المصالحة ومن إيذاء الناس إلى نفعهم ومن الغفلة إلى الخوف» فإذا تهذبت نفسه وحصل بكأس الذوق أنسه وصار كالجوهرة النقية فحينئذٍ يعرفة المرشد حقائق الذكر ومعاريج القلب ودقائق إلهام 34”> ألباب الثامن في ذكر مشايخه وآداب طريقته الحق وإدخال القلب في ميدان السلسلة الرفاعية المسماة بسلسلة الذهب ويعرفةُ حقيقة التوحيد وحقيقة التصوف وحقيقة الخلوة وشروطهاء والتوجه وربط القلب بالشيخ والفناء فيه والفناء في الرسول وربط القلب فيه والفناء في الله وربط القلب فيه» وهناك إذا وصل لهذا المقام يجول في ميدان قول القطب سيدي محمد بن وفا: وبعد الفنا في الله كن كيفما تشا فعلمك لا جهل وفعلك لا وزر صاحب هذا الوصف يقال لهُ في اصطلاح القوم في حضرة الإطلاق ويقال له من الأحرار لكونه مطلوقًا من طبايعه ومن كل ما سوى مولاه باق بربه لا يشهد إلا علاهء ولا يتم للسالك الدخول في باب التربية إلا بالتوبة الكاملة وطهارة القلب والنية والميل عن الحرام والوقوف في أبواب الطريقة بالخشوع والأدب وخلع الأخلاق الردية» فإن القلب المشغول بالناس المعمور بالوسواس الغافل عن الله الخائض في بحور الجهل ومحارم الله هو القلب المنافق حمانا الله تعالى. قال الشيخ عبد الغني النابلسي قدس سره: تنقسم القلوب على ثلاثة أقسام قلب مذبوح وقلب مشروح وقلب مطروح.ء فالقلب المذبوح هو قلب الكافر والقلب المشروح هو قلب المؤمن والقلب المطروح هو قلب المنافق والعياذ بالله تعالى: وقلب المنافق لا يجلي بالتربية بل يزداد نفرةً وقسوة ولذلك لا يحسن حال المريد إلا بالتوبة الكاملة الخالصة وبطهارة القلب وبصفاء خالص النية لقوله عليه الصلاة والسلام: 9إنما الأعمال بالنيات»”2 الحديث؛ وتعريف النية حقيقة حكم محل وزمن كيفية شرط ومقصد حسنء وشرط النية القصد والتعيين ونية الفريضة حقيقتها قصد الشيء مقترنًا بفعلو» وحكمها الوجوب وكيفيتها أن يميز العبادة من العادة وشرطها الإسلام والبلوغ والعقل» والمقصود أن يقصد بها المخدوم لا الخادم والتعيين الذي يعين الفرض من العبادات» والفريضة هي الفرض وهي للخادم دون المخدومء والنية عند أهل الحقيقة زبدة الأشياء لسر قوله ك: «إنما الأعمال بالنيات» وإنما لكل امرىءٍ ما نوى6”'"» فإذا طهر المريد قلبه وأخلص بنيته فحينئذٍ يكون دخولة من باب التربية على بيت الإرشاد بتلقين الذكر والأورادء وقد جعل ساداتنا الرفاعية للذكر آدابًا أربعة: الأول: طلب الحقء والثاني: الإعراض عن الخلق» والثالث: أن يجعل شيخة بين عينيه قبل الذكر» والرابع: أن يقف كالميت لا يتحول عن الباب والذكر الذي يلقن للمريد في طريقتنا الرفاعية أولا لا إلله إلا الله وللاشتغال بهذا )١(‏ اللحديث أخرجه البخاري عن عمر بن الخطاب /1١(‏ 07 كتاب بدء الوحيء حديث رقم .١‏ وأشرجه مسلم عن عمر بن الخطاب في كتاب الإمارة )١51//7(‏ باب قوله 26 إنما الأعمال بالنيات. والزبيدي في إتحاف السادة (9/ ؟5). الباب الثامن في ذكر مشايخه وآداب طريقته فذف الذكر شروط وهي الحضور وفهم المعنى وطرد الخواطر عن القلب وخلع الأكوان والانفراد للرحمئن والتخلي عن ما سواه تعالى» وطهارة الثوب والبدن والوضوء الجديد واستقبال القبلة وتغميض العينين والجلوس في مكانٍ خالٍ وخفض الصوت بحيث يسمع صوت نفسه ولا يسمعهُ غيره» والتخلص من واردات الرياء والوقوع في بحر الإخلاص واستمداد الهمة من شِيخْهٍ عند ابتداء الذكر وربط قلبه به لكونه هو الواسطة لهُ إلى الله في طريقه» وأن يجعل شيحْةٌ ياب الدخول لباب الله وحضرة الحضور وقت الذكر على الخصوص لأن الذكر محل الفيوضات الرحمانية فإذا استفاض المريد بتلك الحضرة مدد الفيوضات من قلب شيخه بالتصوير المعنوي يحصل لهُ الفيض الحقيقي ويسري سر شيخه فيه ويلحق بسالسلة الطريقة المباركة» وتزرع في فضاء قلبه حبة المعرفة فتثمر شجرة لبه أنواع المعاني والحكم الخفية» فإذا علم المرشد الكامل قرار حلاوة لا إلله إلا الله بأصولها وفروعها وشروطها مع حقائق الذكر وشروط الاشتغال به على ما ذكرناه قرارًا قويًا فى قلب المريد السالك. وظهر لوح إشارة حلاوة الذكر على لسانه واستدام على الأوراد المباركة المخصوصة لهُ في العادة ورأى منهُ الإخلاص في العمل ولمع نور سريرته على وجههٍ وأثمرت شجرة عملهِ خدمةً وزهدًا وورعًا ومحبةً لشيخه وشغمًا فيه فهنالك يأمر المرشد بالذكر الشريف بعدد مربوط في الأوقات الخمسة بعد كل صلاة أقلهُ ألف مرةٍ بقاعدة الذكر الشريف من غير عجلة ولا تضييع معنى ولا غيبة قلب» فمتى سار التوحيد في قلب ذلك المريد السالك وأشرق قلبهُ بنور الذكر وأثمر ذلك النور فكرًا وخشية وربط قلبه بحبل الصدق فحيئئذٍ ينقلهُ المرشد من ذكر النفي والإثبات إلى الذكر الأوحد وهو اسم الذات وشروط الاشتغال بهذا الذكر كما تقدم آدابّاء والملاحظة فيه هي أن يلاحظ مع كل مرة من قوله: الله لا إله إلا هوء وأن يكون الذكر بفتح الألف الأولى وتشديد اللامين والمد بين اللامين والهاء وتسكين الهاء والقطع بعد الهاء في كل مرة والابتداء باللفظة الثائية» وشرط الصوت في الذكر كما قررنا أولاً أن يكون غايتهُ ما يسمعة هو بنفسوء وتعريف الذكر أن يأخذ الألف الأول من الروح من تحت ثديه الأيمن وأن يجري مد اللامين كالحبل إلى القلب الصنوبري الذي محلهُ تحت الثدي الأيسر فيسكن الهاء في قلبهِ فمتى قر سر ذلك الاسم في روحهٍ وقلبهِ وظهر نوره عليه فهناك يأمره المرشد بالذكر الشريف بعدد مربوط كذلك كما تقدم في الأوقات الخمسة بعد كل صلاة أقلهُ ألفين وخمسمائة مرة مع حضور القلب واستحضار روحانية المرشد وإجراء قاعدة الذكر الأوحد الذي هو ذكر اسم الذات على شروطه المذكورة» ويكون ذلك الاشتغال برهة زمانية أقلها للسالك ثلاثة أشهر لكي ينجبل الذكر الشريف بقلبه ويظهر نوره على وجههٍ وتخرج ينابيع حلاوته القدسية على لسانه. فإذا كان الأمر كذلك تقدم لمرتبة لين الباب الثامن في ذكر مشايخه وآداب طريقته الشاويشية بمقتضى أصول الطريقة الرفاعية. ويشتغل بخدمته الفقراءً ويبقى على قرار ذلك الذكر الشريف فهنالك يعامله المرشد بالرياضات والخلوات على أصولها وعدد الرياضات المربوطة في هذه الطريقة المباركة للمريد السالك بعد دخوله في مرتبة الشاويشية أربع رياضات: الأول ثلاثة أيام والابتداء يوم الأحدء الثانية: ثلاثة أيام والابتداء يوم الاثنين الثالثة: أربعة أيام والابتداء يوم الثلاثاءء الرابعة: خمسة أيام والابتداء يوم الأربعاء وشرط الأكل في هؤلاء الرياضات أن يأكل المتريض في الصباح بحسب الكفاية الجزئية» وهو ما يسد الرمق وفي المغرب كذلك؛ وشرط الطعام أن لا يدخلهُ شيءٌ ذي روح وأن يكون المتريض محجوبًا عن الناس بالكلية في محل مخصوص طاهر لا يدخل على أحد ولا يدخل عليه أحد لا من عيالهِ ولا من أولاده. وإذا خرج لقضاء حاجة فليخرج تحت قناع وستر من غير انحراف إلى طريق آخر وأن يشتغل بالذكر الأجمل في كل وقت من أوقات الصلاة وهو: يا رحملن بعدد مربوط أقلهُ بكل وقت ثلاثة آلاف مرة مع آداب الذكر المذكورة أولاً وتعريف الصلاة بالرياضات بالسئن الكاملة» وبالقواعد المطلوبة التامة في الصلاة والوضوء على حسب أمر الشرع بالكمال مع حضور القلب في الصلاة والخوف والخشوع» وأن يجري آداب السئن مستحبها وواجبهاء وأن يتهجد في الليل باثنتي عشرة ركعة وأقل التهجد أربع ركعات وبعد كل ركعتين من السئة يصلي على النبي وكيد ثلاث مرات؛ وبعد كل فريضة يصلي على النبي يَككِةِ ثلاثئة وعشرين مرة ويختم بالفاتحة ويشتغل بذكره الذي هو فيهء والذكر المربوط للرياضة الثانية بعد كل صلاة يا رحيم أقلهُ أربعة آلاف مرة» والذكر المربوط للرياضة الثالثة بعد كل صلاة يا وهاب أقله خمسة آلاف مرة والذكر المربوط للرياضة» الرابعة بعد كل صلاة يا قدوس أقله ستة آلاف مرة والوقت الذي جعل بين الخروج من الرياضة والدخول في أختها عشرة أيام وفي اليوم الحادي عشر يدخل للرياضة إلى أن يتم الرياضات الأربعة» وبعد خروجه من الرياضة الرابعة يأمره المرشد بذكر التعظيم وهو ذو الجلال والإكرام في كل يوم ألف مرة ويبقى على هذه الحالة إلى أن تصدر للمرشد إشارة في شأن ذلك السالك من طرف أهل السلسلة المباركة الرفاعية» فإذا صدرت إشارة التقريب للمرشد في شأنه فحينئظٍ يجعلهُ المرشد نقيبًا ويعامله بالرياضات المربوطات للسالك بعد دخولهٍ في مرئبة النقابة؛ وعدد الرياضات المربوطات للنقيب خمسة: الأولى أربعة أيام والابتداء يوم الخميسء الثانية خمسة أيام والابتداء يوم الجمعة بعد الصلاة» الثالثة ستة أيام والابتداء يوم السبتء الرابعة سبعة أيام والابتداء يوم الأحد الخامسة ثمانية أيام والابتداء بالدخول في الرياضة المذكورة يوم الاثنين» والطعام المعين للسالك في تلك الرياضات الخمسة خبز الشعير والملح والزيت والسعتر بحسب طاقته من القلة ويكون الطعام المذكور صباحًا ومساء موزونًا بقدر واحد والأسماء التي تقرأ الباب الثامن في ذكر مشايخه وآداب طريقته 4 في الرياضات المذكورات في الرياضة الأولى يا حق أربعة آلاف» وفي الثانية يا حنان حي ]لا وفي الثالئة يا حليم ستة آلاف: وفي الرابعة يا حي سبعة آلاف» وفي الخشامسة يا حافظ ثمانية آلاف» وهذا العدد المذكور يكون بعد كل صلاة مع إتقان الصلوات المفروضات والسنن بأحسن إتقان والفرصة التي جعلت بين الخروج من الرياضة والدخول في أختها خمسة أيام» فإذا أتم السالك حد الرياضات الخمسة فهناك يأمره المرشد بذكر الاستغاثة وهو: سبحانك لا إلله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين في كل يوم بعد كل صلاة خمسمائة مرة ويبقى على هذه الحالة إلى أن تصدر للشيخ إشارة من طرف السلسلة المباركة الرفاعية بتقريب ذلك السالك لمجالس حضرات هممهم السنية» فعئد صدور الإشارة يدخلة المرشد بخلوة التهذيب وهي إحدى وأربعين يومًا على الأصحء وشرطها صيام الأيام المذكورة ويكون الفطور والسحور على خبز الشعير وماء السكر واللوز. قال بعض السادات الرفاعية: وشرط الأكل في الفطور والسحور أن يكون بوزن واحد فوزن الخبز ثلاثة وعشرين درهماء والماءٌ والسكر سبعة وعشرين درهمًا واللوز تسعة عشر درهمّاء ويكون النوم في الليل بعد قراءة الورد وذكر العشاء أقلهُ ساعتين وأكثره أربعة ثم يقعد متهجدًا إلى الفجر ويذكر الله ويصلي الصبح ويبتدىء بالورد الشريف؛ والاسم المربوط لهذه الخلوة واحد وهو يا حميد في اليوم والليلة الأولى ألف مرةء وفي كل يوم يزيد الذكر ألف مرة إلى -ختام الواحد وأربعين يومًا فيكون عدد الذكر بيوم الختام واحد وأربعين ألماء فبعد خروجه يأمره بذكر مناجاة الطالبين وهو: ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيء لنا من أمرنا رشدًا بعد كل صلاة خمسمائة وسبعة وخمسين مرةء. ويبقى على هذه الحالة إلى أن تظهر لمرشده إشارة من طرف أهل السلسلة المباركة الرفاعية بتقريبه لمجالس أنسهم البهيةء فحينئذ يجعله خليفة لهُ ونائيًا بطريقة مشايخه الكرام ويأذن لهُ بالورد المربوط للخليفة بعد الخلافة وهو سورة الإخلاص في كل عم مائة مرة» وسورة سبع أسم. ربك الأعلى سبع مرات» والصلوات على النبي يل مائة مرة ولا إلله إلا الله مائة مرة والحزب أو الورد التي تحصل فيه الرخصة من جانب المرشد من الأحزاب والأوراد المنسوبة لسيدي الغوث قدس سره» وفي ليلة الجمعة على الخصوص منفردًا أستغفر الله العظيم مائة مرة وسبحان الله والحمد لله ولا إلله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم مائة مرة؛ والصلاة على النبي ككِِ بهذه الصيغة اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي الطاهر الزكي صلاةً تحل بها العقد وتفك بها الكرب وعلى آله وصحبه وسلم مائة مرة» وسورة الفاتحة سبع مرات وبعد هذا الأوراد يكون إجراءً الرابطة الأحمدية والفاتحة وعلى قلادة الجواهر/ م 1١9‏ الف الباب الثامن في ذكر مشايخه وآداب طريقته الخليفة حتمًا لازمًا في أصول طريقتنا الرفاعية في كل سنة خلوة سبعة أيامء وابتداء الدخول في الخلوة يكون في اليوم الثاني من عاشوراء؛ ويكون الطعام خالٍ من كل ذي روح؛ وذكر هذه الخلوة المباركة باليوم الأول لا إلله إلا الله ثلاثة عشرة ألف مرة» وعلى رأس كل ماثة هذا الدعاء-وهو: اللهمٌّ اغرس في قلبي شجرة لا لله إلا الله وأظهر على لساني ينابيع حكمة لا إلله إلا الله وانشر على وجهي برقع نور لا إلله إلا الله وأغرق روحي في بحر معرفة لا إلله إلا الله» واحفظني يا رب من كل شك وكفر ورياء ومن مكر الماكرين وحسد الحاسدين وعداوة المعادين ومن شر نفسي وشيطاني ودنياي وهواي بعناية وقاية حفظ لا إلله إلا اللهء وذكر اليوم الثاني: الله سبعة وعشرين ألف أمرة» والدعاء: اللهمٌّ اسقني من خمر المشاهدة وأغرقني في بحر المراقبة وفهمني دقائق المعرفة وحقائق الحقيقة لأكون منك حائًا وبك عارقًا يا الله . وذكر اليوم الثالث: وهّاب اثنين وثلائين ألف مرة ودعاؤه اللهمٌ ارزقني من مواهبك الربانية موهبة اطلع ببركتها على مخفيات الرموز ومغيبات الكنوز فتجلى عين بصيرتي يكحل موهبتك يا وهّاب» وذكر الرابع حيّ خمسة وثلاثين ألف مرة ودعاؤه: اللهم أحيني حياةٌ طيبة أذوق بها حياة الحب وطعم شراب القرب فأكون بك حيّا ولك وليّا فأموت بك تقيًا وأحيا بك مرضيًا يا حي؛ وذكر اليوم الخامس: مجيد ثمانية وثلاثين ألف مرة ودعاؤه: اللهمّ مجد قدري بحبك وشرّف مرتبتي بقربك حتى أكون بحبك ممجدًا ويقربك مؤيدًا وأطلع على دقائق المجد ورقائق المدد والجد وألبس من تيجان المجد والسعد بفضل براهين مجدك يا مجيدء وذكر اليوم السادس: معطي أربعين ألما وثلاثمائة مرة ودعاؤه: اللهمٌ أعطني من فضلك عطاء وفيا أتقرّب بسببه لأبواب محبتك وأكون من أهل حضرتك وأشاهد أسرارك القدسية فأفوز بعطية جودك الوفية يا معطيء وذكر اليوم السابع: قدوس خمسة وأربعين ألف مرة ودعاؤه: اللهم قدس سري وروحي بسر سرك وبروح روحك وأدخلني لمنازل الأنس واسقني من مشارب القدس» فيكون سري بك مقدسًا مطهرًا من كل عيب ودنس عرضي أو وهمي بثبوتي أو خاطري ببركة قدسك يا قدوسء» هذه الخلوة المخصوصة بالخليفة وللأخوان خلوة كذلك في كل سنة باليوم الثاني من يوم عاشوراء سبعة أيام» وهي حتمًا لازمًا على كل من أخذ الطريقة الرفاعية والتمس لأهلها من المرداء والإخوان كثر الله منهم؛ وشروطها صيام السبعة أيام المذكورة وأن يكون الصائم دائمًا متوضى: وأن لا ينام في تلك السبعة أيام مع عياله بفراش قطعًاء وأن لا يأكل من كل ذي روح وأن يحفظ لسانة من التكلم بكلام الدنيا وأن يربط قلبه في الله بسائر أوقاته بخلواته وجلواته مع استحضار همة مرشده. والذكر المربوط للإخوان بهذه الخلوة هو بعد كل صلاة مائة مرة يا الباب الثامن في ذكر مشايخه وآداب طريقته "١‏ وهاب» وبعد الذكر مائة مرة يقول: اللهمْ صل على سيدنا محمد النبي الأمي الطاهر الزكي وعلى آله وصحبهة وسلّمء والفاتحة عند ابتداء الذكر والورد وعند الختام لحضرة سيد الأنام عد ولأصحابه وأولاده ولصاحب الطريق رضي الله عنهمء والسلسلة المباركة الرفاعية ولوالد شيخه ولإخوانهٍ المسلمين أجمعين؛ قال السيد الكبير قدس سره: خلوة السبعة سبب الفيض للسالك وللمريد الصادق في كل سئة من جهة أهل السلسلة» وقال إمام أهل طريقتنا القطب الجواد السيد الشيخ أحمد الصياد قدس الله سره: خلوة السبعة حبل التذكار بين المريد وبين أهل السلسلة رضي الله عنهم» وقال السيد المصباح وخلوتنا في سبعة توصل المنا إذا دخل المشتاق من غير سمعة ومن جهل كذاب أتاها بسمعة وأمل أن يدعى وليّا بسبعة وقال السيد جندل الرفاعي قطب حمص قدس سرةة على خلوة الأسبوع لازم مدا المدا وفي كل عام جل بميدان عزها فتلك هي الحبل الموصل للمنا إذا أسلمتها النفس من طعن رمزها وقال سيدي قاضي القضاة نقيب الأشراف بدمشق السيد محمد عجلان الرفاعي قدس سيره : بخلوة السبعة إن دخلت من غير ريا تنال ما تطلبهُ من فيض ونور وضيا فشروط الخلوة التجرد من الرياء والسمعة» والشروط المطلوبة في وقت الذكر سِواءٌ كان الذكر بالخلوة أو بغيرها فهي استقبال القبلة بالخضوع والأدب والسكون والحياء من اللهء واستمداد همة أهل السلسلة وحضور القلب وصرف الخاطر عن غير الله» واستخحضار معاني الذكر في القلب والروحء والأهم الحضور مع الله في الدائرة القلبية بحيث يقرر الذكر في لب القلب وهذا المسلك عند العارفين أقرب من التشبث بالعبادة الظاهرية الزائدة عن العبادة المقيدة كالجوع المفرط والصلوات الكثيرة والتريض وغيرهاء فكل ذلك مع غفلة القلب لا يفيد بشيءٍ ولا يضر التظاهر بنعمة الله فيها من المأكل والملبس مع ليس التصوف لبس الصوف والخَلِقي بل التصوف حسن الصمت والخُلّق فالبس من اللبس ما تختار أنت وقم جنح الظلام وأجر الدمع بالغسق فرْبٌ من يلبس الديباج أشغلة حب الذي خلق الإنسان من علق بذ الباب الثامن في ذكر مشايخه وآداب طريقته وكم فتى لابس للخيش تحسبة ناج وذلك عند العارفين شقي فذا مع اللبس لم يحجبة ملبسة وذاك باللبس محجوب فلم يفن وقد سألت مرة من سيدي الشيخ محمد مهدي الرواس رحمة الله تعالى عن أقرب المسالك إلى وصول الله تعالى فقال: دوام الحضور مع الله تعالى واستدل بقول حضرة الغرث الرفاعي قدس سره: إذا م رضنا تداوينا بذكركم فنترك الذكر أحيانًا فننتكسش ثم قال: ولدي مرتبة حضور القلب أقرب من الرياضات والمجاهدات والجوع والسهر وإنا إذا علمنا صدق الحضور وصحة الإخلاص من السالك نأمره بالأذكار المربوطة في السلوك بلا رياضة ولا جوعء, لأن المقصود من الرياضة حفظ القلب من العوارض الوسواسية وحضوره مع الله تعالى في جميع أحوالهء فإذا كان السالك صاحب حضور فشغلهُ بالذكر من غير رياضة أليق» وقد كان الشيخ علي أبو الحسن الشاذلي قدس سره العزيز يقول لأصحابه: كلوا من أطيب الطعام واشربوا من أل الشراب وناموا على أوطىء الفراش والبسوا ألين الثياب وأكثروا من ذكر ربكم فإن أحدكم إذا فعل ذلك وقال: الحمد لله رب العالمين يستجيب كل عضو فيه الشكرء بخلاف ما إذا فعل ضد ذلك فإنة يقول: الحمد لله وعنده اشمئزاز وبعض سخط على مقدور الله تعالى» ولو أنه نظر بعين البصيرة لوجد إثم اشمئزاز والسخط الذي عنده يرجح على إثم من تمتع في الدنيا المباحة» أخف بيقين من حصول الاشمئزاز والسخطء وكان سيدي أبو المواهب الشاذلي قدس سره يقول: طريقنا إظهار النعمة في الملبوس وغيره دون التقشف لما فيه من عدم انشراح النفس بهوء فثياب أحدنا كثياب الأغنياء وقلبهُ قلب فقيرء فلا يكاد أحد ينسبهُ إلى الفقر لما هو عليه من الفخامة وأكل الأطعمة الفاخرة. وقال المحقق العلامة الشيخ علي القاري الحنفي رحمة الله في شرح كتابه: ليذكرون الله أقوام في الدنيا على الفرش الممهدة يدخلهم جنات العلى من الحصن الحصينء وفيه دليل على أن الملك والأمراء ومّن يجري مجراهم من أهل الدنيا المرفهين لا تمنعهم حشمتهم ورفاهتهم عن ذكر الله تعالى» وهم في ذلك مأجورون ومثابون ويدخلهم برحمته الجنات العلى انتهى. فالأحسن حفظ القلب دائمًا ومراعاة ذكر الله في الباطن كما يراعي أمره تعالى في الظاهر وبحيث ثبوت ذكر الله في القلب أمر عظيم يصل العبد بهِ إلى الله تعالى بوقت قريب. قيل المشتغل بالأحوال الظاهرية جهده وقلبة مشوش لأن القلب محل نظر الحق تعالى لا الأعمال الصورية كما ورد: «إن الله تعالى لا ينظر الباب الثامن في ذكر مشايخه وآداب طريقته يأف إلى صوركم وأعمالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم»”'' وكما ورد: إن في جسد ابن آدم مضغة لآخر الحديث الشريف؛ لأن القلب ملك مدينة الجسم والجوارح فعمل القلب يكون ملك الأعمال ولذلك ورد ذرة من أعمأل الباطن خير من الظاهر كالجبال الرواسيء» لأن الأعمال الظاهرية قد يعارضها النفس والشيطان. وأعمال الباطن لا معارض لها قطعًا. وذكر في أسياب النزول أن هذا الحديث ورد في معاوية رضي الله عنه فإنهُ في مبادىء إسلامه لم يكن لهُ مشرب الذوق الباطنيء: فقال يِ: «ذرة من أعمال الباطن» لآخر الحديث» وفي حديث آخر: «قليل العمل مع العلم كثير وكثير العمل مع الجهل قليل:”' وذكر في أسباب النزول أن معاوية رضي الله عنة كان يجتهد في كثرة العمل فقال يَةِ: قليل العمل مع العلم لآخرة» وذكر في أسباب النزول أيضًا أنهُ ليس المراد من إسناد الجهل إلى معاوية رضي الله عنهُ الجهل المستقبح» بل ذلك كناية عن أنهُ رضي الله عنهُ كا رجلاً زاهدًا ولم يكن لهُ مشرب التجليات الذوقية فأرشده كك بقولهو: «قليل العمل مع العلم كثير» ثم اعلم أن هذا الحديث وأمثاله مصروفة على نوافل الطاعات ومحمولة على زوائد الأعمال لا على أصول الأعمال والفرائض التي هي بين الناس مشتركة. وقال سيدي السيد محمد مهدي الرواس نفعنا الله بهِ: ولا بد من الخدمة والسلوك في طريقتنا العلية الرفاعية لأن السلوك والخدمة القصد منهما معرفة الآداب» ومن جهل الآداب مقره اصطبل الدواب» وقد قال سيد الأنام عليه الصلاة والسلام: «أديني ربي فأحسن تأديبي”" والأدب عند أهل الطريق هو باب رسول الله كلق وهو كل باب الله ولا يدخل السالك على باب رسول الله إلا بالأدب ورعاية حفظ معرفة الآداب الدينية وإدراك ملاحظ مواقع الآداب القلبية» فإذا أتقن معرفة هذه المعاني وفهم رموزها ومواقع أسرارها بخدمة المرشد الكامل وحافظ على رعاية العمل بهاء فحينئلٍ يفتح لهُ باب الدخول من جانب حضرة الرسول؛ ومن دخل من هذا الباب وصل إلى الرحاب وقد أحسن سيدي محيي الدين العربي بقوله في صلاته الفيض الرحماني: فهو بابك الذي من لم يقصدك من سدت عليه الطرق والأبواب ورد بعصا الأدب إلى اصطبل الدواب» وفي هذا السير سرُ الفنا في الشيخ والفناء في الرسول والفناء في الله لأنة لا يتم للطالب أمر )١(‏ الحديث أخرجه ابن حبان في صحيحه عن أبي هريرة (؟/١11١)‏ كتاب البر والإحسانء باب الإخلاص وأعمال السره حديث رقم: 5945 وأحمد في المسند (05174/1)» ومسلم في البر والصلةء باب 4 حديث رقم: 56034 (؟) الحديث أخرجه في كنزل العمال عن أنس )١191/٠١(‏ كتاب العلم» باب الترغيب فيه» حديث رقم: 584٠2١‏ (') سبق تخريجه . 5545 الباب الثامن في ذكر مشايخه وآداب طريقته الوصول إلى الله إلا بالدخول من باب فضل رسول الله ولا يتم لهُ الدخول من باب فضل رسول الله إلا بالآداب وإتقان رعاية تطهير القلب والخاطر وهذه المعانى لا سمل للظاتي "إلا خنع البرقيه العام «والمتميره من التقدمة للمرهه القناد ند والفناء حقيقة سر الاعتقاد به من سر قولهِ عليه الصلاة والسلام: "لو اعتقد أحدكم على حجر لنفعه6"' قال السيد سراج الدين الرفاعي الصيادي قدس سره: حقيقة الفنا في الشيخ أن يفني المريد فكره عن غير الشيخ من الخلق بحيث لا يرى لنفسه شيئًا ولا مالا ولا أهلاً ولا حضورًا مع أحد ولا خطابًا لأحد ولا خاطرًا بأحد ولا التفانًا لأحد إلا للشيخ بالشيخ؛ حتى لو أفنى جميع ما يملك على الشيخ لا يرى بعد إتلاف ذلك لنفسه مزية عند الشيخ» وأن يجعل الشيخ محل نظره من العالم فلا يوجه نظره القلبي والبصري إلا للشيخ» وأن يعتقد أن شيخة مدار العالم وكنز مدد الله وعلى فيض الله في هذا العصر وإمام المرشدين» ويطاعته يصل إلى الله وأن يخلو في أمر خدمة الشيخ من الوساوس والظنون الفاسدة والعوارض السيئة؛ والطمع والبخل ونظر السوء لهُ في الباطن أو في الظاهرء وأن يعتقد أن جميع ما يصل لهُ من الخيرات من طرف الله تعالى ببركته» فهذه الشروط شروط الفناء في الشيخ ولا يفتئح باب الفتوح لمريد في السلوك إلا بعد ثبوت الفناء في الشيخ فيهء وحقيقة الفناء في الرسول كَلْهَ هو حفظ شريعته المطهرة في الباطن والظاهرء وملاحظة سره النبوي في جميع الأوقات والساعات بحيث إن أراد الضبحك فضلاً عن الخطايا المشهورة» وكان حينئذٍ في البر الأقفر يطرقة الحيا من الحضرة النبوية ويتخيل أنهُ واقف بين يدي رسول الله كه وأن يجعلهُ سلم أموره ومحل أسراره ومصدر شكواهء وأن يتحقق في الباطن والظاهر كما تحقق جمهور السادات العارفين والعلماء الكاملين أن لا مدد يصدر من الله ولا عناية ولا همة ولا نفحة إلا وتمر بقلبهِ الشريف». وهو يتحئن بها على صلحاء أمته ومحبيه القائمين بأمره العالي على منهاج شريعتهء وأن لا يسمع إلا كلامة ولا يرى في الكونين إلا شخصة ولا يستمد إلا منه ولا يدخل إلا من بابهء ولذلك أشار القطب الولي العارف بالله سيدي محمد بن وفا رضي الله عنة بقوله: : وأنت باب الله أي أمرء أتاهمن غيرك لايدخل وقال في هذا المقام سيدي القطب الشاذلي الكبير قدس سره العزير: والله لو حجب عني رسول الله يقِِ طرفة عين لما عددت نفسي من المسلمين وحقيقة الفناء في .46٠ أخرجه الألباني في السلسلة الضعيفة حديث رقم:‎ )١( الباب الثامن في ذكر مشايخه وآداب طريقته الك الله الخوف منه وحسن الظن بهِ وملازمة أوامره وترك ما نهي عنة والإعراض عما سواف وأن يتحقق المريد بأن الكل منهُ والكل إليه وأن يتوكل في جميع الأمور عليه» وأن يتفكر في مصنوعاته ويمنع الفكر عن الخوض بذاته وأن يستحيي منة بخلواته وجلواتو» وأن لا ينسى ذكره تعالى لا بالقيام ولا بالقعود ولا باليقظة ولا بالرقود ولا مسافرًا ولا مقيمّاء وإن خطرت الدنيا على قلبهِ خطرة جزئية تاب وآب واستغفر الله العظيم» وأن لا ينسى مصيره إليه ووقوفة بين يديه وأن يتخيل بالخيال الحقيقي أنهُ في جميع أوقاته بين يدي قدرتهِ معترفًا بالخطأء طالبًا للرضا فهذه المعرفة إلهام من الله تعالى يجريها في قلب الصادق من أحبابه وهي عين المعرفة لقولهِ عليه الصلاة والسلام: «مَن عرف نفسةُ ققد عرف ربه”'2 فمتى علم الرجل السالك وتحقق أنهُ بجميع أحواله وأقواله وأفعالهِ مع الله وبالله ولله؛ وهو الحقير الفاني والله العظيم الباقيى» وكانت هذه المعرفة ثابتة في لوح قلبه من غير نسيان في مجمع جميع حالاته وبسائر أوقاته في حركاته وسكناته فهنالك يكون فاتيًا في الله : وبعد الفنا في الله يوصل للبقا 2 وعين البقا بالله ترك الخواطر ومن سر الفناء يحصل للسالك البقاية سبحانة فتحيى روحه بنقطة الحياة الصمدانية وتنبع بميدان قلبهِ ينابيع الحكمة الربانية فيكون بالله من الله إلى الله مع الله يسمع بالله ويتكلم بالله ويبطش بالله ويكرم بالله ويقهر بالله ويوصل بالله ويقطع بالله» ويكون من مظاهر الحق بالإرشاد للخلقء يهدي الله به إلى الصواب ويفتح لمريده يسببهٍ باب الصواب؛ ويطلعة على السر المكنون ويدخلة في سلك من قال في حقهم تعالى: #ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون» [يونس: ؟1] وقال سيدي العارف الغوث الكبير السيد أحمد الرفاعي قدس سره العالي: الفناء والبقاء بالله ترك ما سواهء وقال سيدي سراج الدين الرفاعي قدس سره: الفناء في الله هو أن يلاحظ السالك في جميع أقواله وأفعاله وأحواله أنهُ ميت وموقوف بين يدي الله تعالى» ولا سماء ولا أرض ولا خلق ولا شيء ولا نفسه بذاته ولا باطل ولا حق موجود في الوجود بحق إلا الله» وهذه الملاحظة سرها نسيان غير الله بالكلية كما قال سلطان العاشقين حضرة سيدي عمر بن الفارض رحمة الله : ولو خطرت لي في سواك إرادة على خاطري يومًا حكمت برذتي 70137 الحديث أخرجه في كشف الخفاء (577/5)ء باب العين» حديث رقم:‎ )١( ”> الباب الثامن في ذكر مشايخه وآداب طريقته وقال سيدي سراج الدين الرفاعي أيضًا: أما نسيان غير الله بالكلية فهو فناء العوام من أهل الحالء وأما فتاء الخواص هو أن لا يعرف السالك شيئًا غير الله فينساه ولا يرى مطلبًا بالوهم والفهم والمعنى والخاطر بالعرض سوى الله فيتركه» فإذا مَنَ كان لا يعرف إلا الله لا يحتاج إلى نسيان غيره ومّن كان لا يطلب إلا الله لا يحتاج إلى ترك السوى؛ وهذا المقام هو المسمى بمقام الوحدة عند العارفين ومن هذا المعنى» قال سيدي السيد محمد مهدي الرفاعي شيخ السادة بالبصرة: إن عيني غيركممانظرت )2 عميت عن غيركم فأبصرت وقال سيدي الغوث الكبير السيد أحمد قدس سره العزيز ونفعنا به: طلبت في الكون باق كي أهيم بو 2 غير الحبيب فسر الحب وافاني وقال لي حل عنك الغير منخلعًا 2 عن السوى فسوى من تدره فاني فشرت بع لديو كييامطة بو “والشيراراع نه درك رياني فهذه منزلة فناء الخواص نفعنا الله بهم وترك الأغيار فناء العوام: لأن الخواص ينظرون بعين البصيرة فيرون ما في الدار غيره ديارء فبهذا النظر لا يحتاجون لترك الأغيار» اللهمٌّ بلغنا وصول هذه المقامات العلية» وعرفنا بكرمك حقيقة هذه المعاني الدقيقة» وفهم هذه المعاني لا يحصل بالتعريف كما قال سيدي محمد البوني نفعنا الله به في كتابه أسرار الحروف والفهم بالإلهام: لا يوجد بالطلب ولا بالدراية ولا بالقياس» وإنما هو موهبة الله لأوليائه المؤمنين الذين لا تشتغل بواطنهم بغيره طرفة عين أولئنك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب: هم القوم من أصفاهم الود مخلصًا تمسك في أخراه بالسبب الأقوى هم القوم فاقوا العالمين مناقبًا محاسنهم تحكى وآياتهم تروى أمذنا الله من فيض إمداداتهم وجعلنا الله من المنظومين في عقد خدامهم ومثل هذه الأسرار الباهرة لا يطلعون عليها ساداتنا أهل الطريق إلا لمن خلع ثوب الكبر والعظمة» وتردى برداء المذلة والانكسار والخدمة وسلك بهذه المسالك مع القيام بواجب حقوق السلوك في كل المناهج بالانقياد والتسليم خلافًا لبعض المشايخ الآن ممن رأيتهم في سياحتي بطرف العراق والشام وغيرهاء وقد كنت في بعض البلاد أذهب لزيارة المشايخ بنية نيل فائدة من مطلوبي» فكنت إذا سألت الشيخ عن أحوال السلوك وخلواته واللازم فيه من الخدمة يجاوبني بذكر كرامات آبائه وأجداده ويفتخر بذلك» وأكثر وقوع هذا الداء في مشايخ القرى بنواحينا الآن الأكثر منهم إذا سأله المريد عن الورد المربوط لطريقته لا الباب الثامن في ذكر مشايخه وآداب طريقته ينذا يعرفةء وإذا ذكر أحد العارفين بمجلسه يضحك ويقول: متى صار هذا ويتكلم بالمعنى عليء وإلا فالثناء كلهُ كذب. وقد سألت مرة من بعض المشايخ الرفاعية عن شروط الخلوة الأسبوعية المعروفة بين جميع أصحاب الطريقة الرفاعية فقال: جدي دخل الخلوة المذكورة وفي الليلة الثالثة كشف لهُ الغطاء وخرج من الخلوة؛ فقلت: وهل جناب سيدنا دخل الخلوة كذلك؟ فقال: كفتنا خلوة الجد المرحوم. قال صاحب التاجية الشيخ الإمام المحقق تاج الدين الهندي الحنفي النقشبندي المدفون بمكة المكرمة قدس سره: اعلم أن مكافأة بعض حقوق الشيخ لا تتيسر إلا برعاية حسن الأدب فالتعظيم لمشايخ الطريقة من معظمات حقوقهم والإهمال عين التقصير والخسرانء لأن له نسبة الأبوة المعنوية قلت: وهذه النسبة عند أهل المحبة الإللهية أشرف من نسبة الأبوة الظاهرية وهي التي جعلت بلال الحبشي وسلمان الفارسي وصهيب الرومي رضي الله عنهم من أهل البيت وأبعد عنها أبو طالب ولم تنفعه نسبة العمومية التي هي أقرب الأنساب الأهلية وإلى هذه النسبة أشار سلطان العاشقين ابن الفارض قدس سرّه الفائفض بقوله: نسب أقرب في شرع الهوى 2 بيننا من نسب من أبوي انتهى. وقال الشيخ الأكبر سيدي محيي الدين العربي قدس سره الأنور في كتابه الأمر المحكم المربوط ويجب على الشيخ إذا رأى شيحًا آخر فوقةُ أن ينصح نفسة ويلزم خدمة ذلك الشيخ الآخر هو وتلامذتة؛ فإنهُ صلاح في حقهِ وحق أصحابهٍِ ومتى لم يفعل هذا فليس بمنصف ولا ناصح نفسهُ ولا صاحب همةء بل هو ساقط الهمة ضعيفها بل ربما هو محب في الرئاسة والتقدم؛ وهذا في طريق الله تعالى نقص ألا ترى محمذا يقِْ كيف قال: لو كان موسى حيّا لما وسعه إلا أن يتبعني» وإلياس وعيسى تحت حكم شريعة محمد يلِ انتهى. وقال الشعراني قدس سره في المئن الكبرى: ثم إني إذا رأيت أحدهم أعرف مني بالطريق تلمذت لهُ ولو كنت مأذونًا قبل ذلك من شيخ آخرء لأن المقامات ليس لها حد يقف عليها العبد انتهى. وما القصد من هذا الكلام الطعن بالمشايخ بل هو ترغيب لهم بخدمة طرائقهم وحسن السلوك فيها على أصل مسالك الأسلاف الطاهرين رضي الله عنهم أجمعينء لأنّ الكسل في مثل هذا العمل من أعيب المعيبات والعمل به وتمام معرفته من أهم المهمات؛ والقيام بإرشاد العباد على من كانت مطوية فيه أسرار معرفة الإرشاد على منوال الأصل الذي بيناه حكم الواجب بل هو الواجب» وعلى الخصوص إن كان متبحرًا في علوم الشريعة والحقيقة وأمر أشياخه له فاللازم عليه أن ينشر فوائد الطريقة ودعوة الخلق إلى الحق 14 الباب الثامن في ذكر مشايخه وآداب طريقته على بصيرة باتباع سبيل المبعرث رحمة للخليقة لتكثر السالكون ويعم الهدى لما في الحديث الشريف: «لأن يهديّ الله بك رجلاً واحدًا خير لك من حمر النعمة”'؟ وقولةٌ تعالى : #ومن أحسن قولاً ممن دعي إلى الله4 [فصلت: 77] وقال ككِ: «الدال على الخير كفاعله4»: وقال يَلِ: «من سن سنة حسنة قله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة»!”": وفي الحديث: «أوحى الله إلى داود يا داود من رد إلى هاربًا كتبتة جهبدًا ومن كتبتةٌ جهبذًا لم أعذبة أبدًا؛ ويحرم عليه الإخفاء وكتم هذه الفوائد عن طلابها وغيرهم لقوله عليه الصلاة والسلام: «مَن كتم علمًا ألجم بلجام من نار يوم القيامة”" وقال ي: «إذا ظهرت البدع والفتن فليظهر العالم علمهُ»”' فالظهور في مثل هذا السير من أحسن الأمور وكتمه عين القصورء وقد قال العارفون: ليس الرجل من كمل في نفسه بل من كمل به غيره» ولا من زال عنهُ الخوف في نفسهٍ ولكم من زال به الخوف عن غيروء وفي الحقيقة الدال على الله تعالى هو الوارث الداخل في قولهٍ كَكةِ: «العلما ورثة الأنبياء»”: فلهذا كانت رغبة السلف الصالح في إعطاء الطريق للعام والخاص» وذلك بقصد الإرشاد لهم وبخلوص النية رأفة على المسلمين مع حسن الظن بالله أن يلهم التوفيق» وبأقوى اتفاق آراء السادة العارفين أن التقليد في هذا الطريق ينقلب تحقيق» وأما المتشبهون بلبس الخرق المنهمكون في الشهوات وأنواع الجهالات ولا يعرفون من طريقة شيخهم إلا اسمها وينكبون على الدنيا انكباب الأسد على الفريسة» ويخترعون أمورًا لا تحل في الشرع كالطبول والزمور والكاسات خصوصًا في مساجد اللهء ويكثرون من وقيد الزيت والشموع ويزعمون أنها طريقة الرحملن» كلا والله بل طريقة الشيطان لأن الطريقة الصحيحة هي العمل بالواجبات والمندويات حسب الإمكان» وترك المنهيات والتخلي عن فضول المباحات» ولها أركان وشروط وآداب تحصل للطالب بخدمة المرشد الكامل العارف». وكل معانيها على منهاجها الحقيقي توصل للحقيقة حيث استوفى المريد الشروط والآداب والأركان وإلا كان كحمار الرحى غاية .4 الحديث أخرجه مسلم عن أبي هريرة (771/1): كتاب فضائل الصحابة؛ باب‎ )١( )20( الحديث أخرجه في مجمع الزوائد عن وائلة ب بن الأسقع. كام باب في من سن خيرًا أو غيره . (5) أخرجه في كشف الخفاء عن أبي هريرة (7//ا7): باب الميم. وأخرجه في كنز العمال عن ابن عمروء باب آفات العلم ومن لم يعمل به (١٠/!١؟):‏ حديث رقم /ا791141. (4) أخرجه في كنز العمال »)5١5/٠١(‏ باب آفات العلم ومّن لم يعمل به» حديث رقم: .1914٠‏ (5) أخرجه في كنز العمال عن علي (١٠/4؟1١)2‏ كتاب العلمء باب الترغيب فيهء حديث رقم: ينندية الباب الثامن في ذكر مشايخه وآداب طريقته 44" ومن لم يكن في الشوق والشوق صادق أحاديثِهُ بين المحبين لا تروى وقلت: طريق رجال الله غايتة قصوى ونعمتة عظمى وسلمة التقوى وزبدته ترك السوى في سلوكهو22 وكتم المعاني والتخلي عن الدعرى فهذا هو السير السليم من الجفا ومذهبة عند الرجال هو الأقوى فهذه حقيقة آداب السلوك في طريق القوم وملخص باب المشيخة هو نصح المسلمين ومحبة الخير والترقي لهم لا غيرء وأما من كان ينكر على المشايخ العارفين المتصدرين للإرشاد فهو مخطي إن كان من أهل الفضل لعلمهٍ بحقيقة قصدهم الذي بيناه وإن كان جاهلاً فلا تفاضل بينهُ وبين الأشياخ الجهلة وللأشياخ العارفين أسوة بالرسل عليهم السلام؛ قال تعالى: #وكذلك جعلنا لكل نبي عدوًا من المجرمين» [الفرقان: ]”١‏ فهي للأشياخ بحكم الإرث والإنكار على مثل هؤلاء المشايخ من أسوأ بيوم القيامة» ومن أبوابهم تحصل المرادات وبتوجهاتهم تقضى الحاجات. 20 : ٠. تحيى بهم كل أرض ينزلون بها. كأنهم لبقاع الأرض أمطارٌ وللفقير شعر: قوم إذا نزل العاني بساحتهم نال العلا والمعاني من معاليها هم سادة سرهم كنز الوصول وهم من بابهم تحصل الدنيا وما فيها ويجب على اللابس خرقة الخلافة أن يخلص المحبة لجميع الأولياء ولجميع أصحاب الطرائق؛ وأن يستمد همة رجال الغيب رضي الله عنهم في جميع أوقاته وأن يلازم بقلبهِ التوجه لقطب الزمان ساكن الكعبة وأقطاب الدائرة السبعة أصحاب الأقاليم» والخلفاء الأربعين سكان الشام والنقباء السبعين سكان مصر والأبدال الثلاثمائة سكان الغرب» وأن يلازم بقلبه التوجه لحضرة الخضر عليه السلام لكونه نقيب الرجال وأن يجعل الواسطة بيئهُ وبيئهم للتوجه صاحب الطريق رضي الله عنهُ وشيخة المرشد» وملاحظة استمداد همة رجال الغيب رضي الله عنهم من أعظم اللوازم للخليفة المأذون» 6 الياب الثامن في ذكر مشايخه وآداب طريقته لأن الاستمداد الباطني منهم حبل الوصول إليهم وهو السبب لعطف قلوبهم الشريفة ونظرهم الإكسيري العالي» فإذا انطوت في الخليفة هذه المعاني وفهم أسرار معارف السادة الصوفية رضي الله عنهم فحينئذ يجب عليه القيام بإرشاد العباد كما تقدم معناء والقصد من المشئيخة دلالة الخلق على الحق وإن كان أكثر الطالبين الآن للطريقة العلية طلبهم للعلة» فالواجب على المرشد حسن الظن بإخلاص المريد لهُ كما يجب على المريد الاعتقاد الكامل بشيخهء وقد سألت مرةٌ من سيدي وشيخي الشيخ محمد مهدي المرحوم الرفاعي المعروف بالرواس عن حال طلاب هذا الزمان من الفقراء المتصوفين وغيرهم وعن حال تقليدهم في السيرء فقال نفعني الله به: يا ولدي اللازم عليك إدخالهم بباب الطريق وحسن الظن بهم والنصح لهم فإن التقليد في طريقنا هذا ينقلب تحقيقًا بإذن الله والمجاز قنطرة الحقيقة والريا قنطرة الإخلاص والتكرار يثبت الدعوى . وقال بعض السادات الرفاعية أنا أتكفل لمن دخل بطريقنا أن ينقلب تقليده تحقيقاء وهذا مقام حسن الظن بالله أن يلهم التوفيق: ودليل التحقيق وفور ذكر الله بصدر المريد وهذه مرتبة عظيمة لقولهِ تعالى بالحديث القدسي: «ما وسعني سمائي ولا أرضي ولكن وسعني قلب عبدي المؤمن التقي» وهذه المرتبة مرتبة أكابر العارفين وفي هذا المعنى قال الشيخ الأكبر سيدي محيي الدين العربي قدس سره: من لم يذق لم يعرف؛ وقال أبو يزيد البسطامي قدس الله سره: شربت الحب كأسًا بعد كأس فما نفدالشراب ولارويت وهذا مقام الاستغراق بذكر ألله تعالى بحيث لا يسمع ولا يدري ولا يتكلم إلا بذكره تعالى» ولما وصل أبو يزيد لهذا المقام قال: لو ألقي العرش ألف ألف مرة في زاوية من زوايا قلب العارف ما أحسن بهء وابتدأ أمر الإرشاد للمريد الطالب لا يكون إلا بالذكر وهنا اختار بعض المشايخ الإذن للمريد بالذكر الخفي كما ذهب إليهِ السادة النقشبندية» وباقي أكابر ساداتنا الرفاعية اختاروا الجهري وقالوا: هو أولى لكل شخص ابتداءً وانتهاء لأنهُ عمل كثير ولهُ ثواب عظيمء وقال ابن حجر: الذكر الكامل ما اجتمع فيه ذكر القلب واللسان وهنا دأب السادة الرفاعية في أمر الإرشاد وآدابهم كلها هكذاء وهي مراعاة حفظ ذكر ألله دائما في القلب وحسمن الاشتغال به في اللسان» وذكر في شرح المشارق أن أفضلية الجهر والإخفاء إنما هو بحسب المقام» والشيخ المرشد قد يأمر المبتدي برفع الصوت لينقلع عن قلبه الخواطر الراسخة فيه لأن الجهر في الذكر والدعاء ليس لإعلام ألله تعالى بل التصوير النفئس بالذكر ورسوخه فيها ومنعها عن الاشتغال بغيره الباب الثامن في ذكر مشايخه وآداب طريقته م وهضمهما بالتضرع » وقال لي مرة سيدي الشيخ محمد مهدي الرواس: يا محمد لم تكثر من الذكر الخفي وتقلل من الجهري فقلت: سيدي احترص من الرياءء» فقال: عجب والله أذكر في المئارة بأعلى صوت في محل اجتماع الناس ولا أخاف من وقوع الرياء لأني مشتغل وتعبان وأتحقق إذا علمته رياء ذهب الثواب وبدل بالعقاب وراح التعب بلا جزاءء وإذا لم أراني حصلت الفائدة وأرضيت الرب وما ضيعت التعب» فببركة هذه القاعدة لا أرائي قطعًا فببركة الشيخ المذكور من تعالى علي بوقوع سر هذه القاعدة بفكري» وقال بعض المشايخ: ينظر إلى شأن الذاكر فإن كان خالصًا من الرياء فالجهر أولى في حقه وإن لم يخلص فالإخفاء في حقهِ أولى» قال سيدي الغوث الكبير السيد أحمد الرفاعي قدس سره: طريقنا هذا طريق تقَّى وإخلاص فمن أدخل في عمله الرياء والفجور فقد بعد عنا وخرج مناء وقال سيدي القطب الجواد السيد أحمد الصياد صاحب السجادة الرفاعية بعد جده الغوث الكبير رضي الله عنهما: لو علم الناس تجارتنا في طريقتنا ورأس مالنا فيها لما تاجروا إلا فيهاء فقال له الشيخ عبد المعطي اللاونجي الرفاعي قدس سره: وما تجارتكم ورأس مالكم فيها؟ فقال: تجارتنا العمل ورأس مالنا الإخلاص «وتزودوا فإن خير الزاد التقوى» [البقرة: 1917] هذا معراج السير وسلم الوصول بسلوك طريقتنا وإن الرياء وترك العمل يجلبان التدمير ويورثان الكسل انتهى. وشروط البيعة للمريد في هذه الطريقة العلية الرفاعية: أولها أن يأمر المرشد للمريد بالوضوء الجديد وبصلاة ركعتين بنية التوبة» ثم يجلس المرشد على السجادة ويجلس المريد مقابلاً لهُ بالأدب والخضوع لاصمًا ركبتيه بركبتي المرشد مطرقًا خاضعًا لله تعالى متجردًا من وساوس النفس الخبيثة ومن الدسائس الشيطانية» فحينئذ يقرأ المرشد ثلاثة فواتح سرًا ثم يقرأ: الاستعاذة وآية المبايعة وهي: #إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم فمن نكث فإنما ينكث على نفسهٍ ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرًا عظيمًا» [الفتح: 1٠١‏ ثم يقرأ #إوأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الإيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلاً إن الله يعلم ما تفعلون4 [النحل: ]4١‏ ثم يقول: استغفر الله العظيم الذي لا إلله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه من جميع الذنوب ثلانّاء ويتابعةٌ المريد سرًا بالاستغفار ثم يمسك بيده اليمنى في يد المريد ويلقنه الذكر وهو القول: لا إلله إلا الله ثلاثاء ثم بعدانتهاء قول المرشد يقول المريد مثل قول المرشدء ثم يلقنة الشيخ العهد وهو أشهدٌ الله وملائكتة وكتبة ورسلةٌ وأنبياءه والحاضرين من خلقه إني تائب إلى الله تعالى ورسولهٍ من جميع الخطايا راغبًا في امتثال أوامر الله مجتنبًا لمحارمه مجتهدًا في طاعته منيبًا إليه مواظبًا على خدمة الفقراء بحسب الطاقة. وإن الطاعة تجمعنا والمعصية تحول بيئنا والعهد عهد بذكن الباب الثامن في ذكر مشايخه وآداب طريقته الله ورسولهء وإن اليد يد سيدنا وشيخنا السيد الكبير والغوث الشهير القطب الداعي سيدي أحمد الرفاعي وهو شيخنا في الدنيا والآخرة والله على ما نقول وكيلء ثم يقول المرشد مخصوضا بنفسه: العهد عهد الله واليد يد الله والبيعة بيعة رسول الله والهمة همة الشيخ الأعظم قدوة الأولياء شيخ مشابخ العرب والعجم قطب الأقطاب سلطان العارفين سيدنا الشيخ أحمد الرفاعي الكبير قدس الله أسراره العلية ثم يقرأ الفاتحة سرًا ويقرأ: «#يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت فى الحياة الدنيا وفى الآخرة» [إبراهيم : 7 ]. ١ ١‏ وفي هذا المقام قال بعض كبار السادة الرفاعية: ينبغي أن يقول المرشد للمريد: قم مريدًا بالطريقة العلية الرفاعية واقعد كذلك» ثم يقرأ الفاتحة لأهل العهد قال العالم العلأمة الشيخ ناصر البغدادي في كتابهٍ معراج السالكين إلى المقام الأمين: سألت القطب العارف بالله السيد حسين برهان الدين ابن السيد عبد العلام ابن السيد عبد الله شهاب الدين المبارك الزبيدي الرفاعي عن سر البيعة فقال: حد من حدود الحق يقفه عند أهل الصدق الذين صدقوا ما بايعوا الله عليه وعاهدوا الله فخافوا سوال وعظموا جلالهُ فتغلب على قلوبهم سلطان الهيبة وأخذهم من علة نفوسهم إلى حضرته العلية» فانطمست قوابس أوهامهم بأشعة أنوار عظمتهٍ فإذا سوّل لهم الشيطان خروجًا أو دخولاً وقفوا على قدم الاستقامة ذاكرين الله قائلين: إن العهد كان عنهُ مسؤولاً أولئك الذين قالوا ربنا الله ثم استقامواء وانحجبت يصائرهم عن غيره فأبصروه بها وعن الأغيار تعاموا وعلى طريق رضاه قعدوا وإلى داعيه قامواء وما البيعة إلا بيع النفس وقطع علائقها والأعنة #إن الله اشترى من المؤمنين أتفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة» [التوبة: ]١١١‏ فإن انطيع المبايع على الصدق ودخل حضرة قوم تجردوا من علائق رطبهم ويابسهمء فقد لوحظ من النبي يله بمعونة النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وعلى ذلك يقوم منار الأمر ويتم نظام الخير وتصح الوصلة إلى الله ويأخذ القلب عن الله ويصير العبد صفة من صفات اللهء يصل بالله ويقطع بالله ويتكلم عن الله ويستهدي بالله ويسير إلى الله ويعان من الله. أجل قال الله لحبيب الله: «#إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله4 [الفتح: ]٠١‏ وإن بيعة الإمام المبين والصادق الأمين عليه الصلاة والسلام نافذة سارية باقية هي هي تتلقاها الأنفس السليمة وتعقد عليها الأكف الكريمة لا تبديل لكلمات اللهء وأهل الله نواب رسول الله وبهذا سيقت إرادة الله فنوّر يصدق البيعة مضمونك وانشق نُسَيْمَة قوله تعالى: #لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك# انتهى . ْ الباب الثامن في ذكر مشايخه وآداب طريقته و وقال بعض أهل هذه الطريقة إن كيفية المبايعة أن يأمر المرشد للمريد بالوضوء الجديد وبصلاة ركعتين بنية التوبة ثم يجلس المرشد على السجادة» ويجلس المريد أمامة بالأدب والخضوع لاصمًا ركبتيه بركبتي الشيخ مطرقًا خاضعًا لله تعالى متجردًا من وساوس النفس الخبيئة ومن الدسائس الشيطانية» فحينئذ يقرأ الشيخ ثلاث فواتح سرًا ثم يقرأ آية المبايعة وهي: #إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ومن أوفىئ: بما عاهد علية الله فسيؤتيه أجرًا عظيمًا» [الفتح: ]٠١‏ تيمنًا وتفاؤلاً يتحقق المبايعة في الطريق كالشريعة إلا أن يبدي الله لهم أعلام الحقيقة» ثم يقرأ هذا الحديث الشريف المستخرج من صحيح الإمام البخاري رضي الله عنة الباري عن عبادة بن الصامت رضي الله عنةُ أنهُ قال: قال رسول الله يَكهِ وحولة عصابة من أصحابه: "بايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئًا ولا تسرقوا ولا تزنوا ولا تقتلوا أولادكم ولا تأتوا ببهتان تفترون بين أيديكم وأرجلكم ولا تعصوا في معروف. فمن أوفى منكم فأجره على الله ومن أصاب من ذلك شيء ثم ستره الله فهو إلى الله إن شاء عفى عنهُ وإن شاء عاقبة»» فبايعنا على ذلك. وفي حديث آخر عن عبادة أيضًا أنهُ قال: «بايعنا رسول الله يهْ على السمع والطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكره ونقول الحق حيث كنا ولا نخاف في الله لومة لائم»» ويبايع المريد على مآل هذين الحديثين ثم يقرأ: «وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الإيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلاً إن الله يعلم ما تفعلون# [النحل: ]4١‏ ثم يقول الشيخ والمريد معهٌ: استغفر الله العظيم الذي لا إلله إلا هو اتحي القيوم وأتوب إليهٍ ونسألة 5 التوبة والمغفرة والهداية لنا إنهُ هو التواب الرحيم ثلاث مرات». ثم يمسك بيده اليمنى في يد المريد ويلقنه العهد وهو: أشهد الله وملائكتة ورسلهُ وأنبيائة والحاضرين من خلقه أنني تائب إلى الله ورسوله من جميع الذنوب والخطايا راغبًا في امتثال أوامر الله ورسولهٍ مجتنبًا لمحارمه مجتهدًا على طاعته منيبًا إليه مواظبًا على خدمة الفقراء والمساكين على حسب الطاقة» وأن سيدنا وقدوتنا إلى الله تعالى القطب الغوث الداعي السيد أحمد الرفاعي شيخنا في الدنيا والآخرة» الطاعة تجمعنا والمعصية تفرقنا والله على ما نقول وكيل» ثم يقول الشيخ: العهد عهد الله واليد يد الله ورسوله ويد شيخنا وقدوتنا إلى الله شيخ المشايخ أحمد الرفاعي وهمتة ثم يقول: يغبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة» ثم يجلس على ركبتيه تفن عن نراطين يديه على ركبتيه ويلقنة قول: لا إلله إلا الله ثلاث مرات وفي الرابعة محمد رسول الله ويقول المريد كذلك» ويقرآن والحاضرون الفاتحة ويهدونها إلى أهل القبور وإلى جميع المؤمنين» وبعدها يلزمةُ المرشد المداومة على الذكر كما تقدم بشروطه المعروفة اه. ليان الباب الثامن في ذكر مشايخه وآداب طريقته وذكر أيضًا الشيخ ناصر البغدادي في كتابهِ معراج السالكين ما نصة قال: سألت سيدي القطب العارف بالله السيد حسين برهان الدين رضي الله عنه عن أكمل الذكر. فقال: ما حصل. من لسان صادق وقلب واثق ولب عاشق وحضور مع المذكور وغيبة عن الأغيار وفهم صحيح واعتقاد راجح وعزم ما شابه الكسل وذوق ما خالطة الملل وروح حنت إلى داعي ألست بربكم في الأزل» ونفس ما خرجت عن طور الروح» وفكر عطرته نفحات الفتوح. وحال عن باب الحبيب ما حال» وقال غير اسم المحبوب ما قال» ووجد أنتجه إيمان وسكون صححه عرفان وأدب كامل وعلم الآداب الشريعة شاملء ولا يكون الذاكر ذاكرًا حتى يعلم ويعتقد ما قررتة العلماء من أن الله واحد لا شريك لهُ فرد لا مثال لهُ صمد لا ضد لهُ متفرد لا يِذ لهُ قديم أزلي مستمر الوجود أبدي قيوم وأنهُ الحي المقيت المحيي المميت الأول الآخر الظاهر الباطن لا يمائل موجودًا ولا يمائلهُ موجودء وليس كمثلهِ شيءٌ ولا هو مثئل شيء؛ لا يحده المقدار ولا تحويه الأقطار ولا تحيط به الجهات ولا تكتنفة السملوات» العرش وحملتة محمولون بلطف قدرته ومقهورون في قبضتهوء بائن بصفاته عن خلقهِ ليس في ذاته سواه ولا في سواه ذاته» مقدس عن التغيير والانتقال منزه عن الغيبة والزوال قادر جبار بارىء قهار لا يعتريه قصور ولا عجز ولا تأخذه سنة ولا نوم ولا يحيط بهو شيءٌ» لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير لا حول ولا قوة إلا بالله سبحانة وتعالى عما يقولوا الظالمون علوًا كبيرّاء ولا تصح له نفحة الوصلة في الذكر حتى يفتح الباب بالاستفاضة من جناب الباب الأعظم نبينا وسيدنا وهادينا أبي القاسم محمد يل ولا يصل إلى ذلك المدرك بحق إلا بواسطة شيخدء فإن الشيخ سلم المريد يصل به إلى معالي الأمورء ويلزم على المريد بعد الاستفاضة من الباب المحمدي أن يقطع العلاقة القلبية عن الخلق بالكلية ولا يشرك بعبادة ربهِ أحدًا. ثم سكت قدس سرهء وسألتة حمّه الله بألطافه عن أول علامات الفتوح فقال: وقوع ذكر الموت في القلب لأنهُ يقطع الأمل ويزهد في الدنيا والزهد أول قدم القاصدين إلى الله لأن القلب متى تعلق بالخلق انفصل عن الخالق ومتى انفصل عن الخلق وصل إلى الخالقء. ولا قاطع للقلب عن الخلق أعظم من وقوع ذكر الموت» ومتى حصل ذلك تنشطت الهمة وصحت العزيمة في طلب الحق» وإذا لم يحصل ذلك كسلت الهمة وتأخرت العزيمة عن طلب الحق وأسرع جواد العزم في طلب الأغيارء لأن الغفلة والانتباه ضدان ولهما رفيقان رفيق الغفلة طلب الخلق ورفيق الانتباه طلب الحق» قال الشيخ ناصر البغدادي في كتابهو المذكور: وسألتة أيضًا لا زال قدوة وإمامًا عن سر تلقين الأسماء الحسنى للمريدين» فقال: أما الذكر والدعاء بأسماء الله تعالى فقد صح فيه التلقين القرآني على لسان الرسول عليه الصلاة الياب الثامن في ذكر مشايخه وآداب طريقته ونع والسلام بقولهِ تعالى: «اذكروني4 [البقرة: ؟107] وغيرها من الآيات الآمرة بالذكر وبقوله تعالى: «ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها» [الأعراف: ]١8١‏ وغيرها من الآية المشيرة إلى طلب الدعاء»: إلا أن الحال المحمدي أفيض إلى قلوب الختصها الله باقترابه واقتراب نبيه فانطبع في ألواحها الذنوق المحمدي الذي كان يصدر من قلبه الشريف عليه السلام حالة الذكر والدعاء فأفرغوا على محبيهم حالة التلقين شمة الشوق وحالة الذوق» ولذلك نرى أن السالك إذا تلقى عن شيخه كلمة التوحيدء وذكر الله بها يرى لها حالاً في الحال غير الحال الأول الذي كان يجده حالة قوله لا إلله إلا الله قبل التلقي» وما ذلك إلا سر الحال المحمدي المفاض من صدره عليه الصلاة والسلام المتدلي بحسب التلقي إلى صدر المرشد وعلى حسب حاله واستعداد السالك وهذا سر عظيم قل إدراكه في هذا الزمان. وسكت قدس سره. وسألتة أيدنا الله بنفحة إرشاده عن قول الطائفة النقشبئدية إن طريقتهم أقرب الطرق إلى الله لأن ذكرها خفي يذكره المريد بالقلب من دون لفظ ققال: قرب الطريقة وبعدها عن الله تعالى لا يتعين لأن هذا يوهم مكانًا ومسافة وهذا -خطأ كبير وأمر -خطير والعياذ بالله تعالى» وأما قول طائفة من الصوفية طريقة فلان قريبة من الله إنما هي عبارة عن جذب الغافل من حالة غفلتهِ عن ربهِ إلى الانتباه إلى أمر الله وكأنهم يقولون: إن طريقة فلان فيها هذا الانتباه أكثر من غيرهاء وعلى هذا ظن الطائفة النقشبئدية من اشتغالهم بالذكر القلبي أنهم انفردوا بهذا الشأن دون غيرهم من رجال الطرق العلية» وهذا غلط بين فإن الطرق الباقية وبالخاصة طريقتنا الرفاعية لها حضرة وسلوكء فأما الحضرة فهي الجمعية التي يراها الناس جهرًا يذكرون الله بها قيامًا وقعودًا وجهرًا وهمسًا ويتنبهون وينبهون ويذكرون ويذكرون فترى سر حضرتهم يسري في عامة الناس وخاصّتهم ويسمعون في حضرتهم أحسن القول فيتبعونة؛ وتشتغل قلوبهم وقوالبهم بخدمة الله فأجسامهم متحركة لله وألسنتهم ناطقة بالله» وقلويهم ذاهبة إلى الله دالة على الله وفيوضاتهم واردة من الله» وهذا الشأن من أصول السنة المحمدية فرع عظيم ومن طرق الشريعة الأحمدية طريق مستقيم» وأما السلوك فهو ما يأخذ به المرشد زمام المريد ويسلك به الطريق إلى المبدىء المعيد وفيهِ الذكر الخفي وهو وقت العبد مع الله وسلم وصلته إلى باب الله وسريرته التي لا يطلع عليها الملائكة الكروبيون ولا الروحانيون» وحالتهُ التي يدق مدركها عن ملاحظات العيون وحضرتة المجللة ببرقع الأدب والحياء من رب الأرض والسماءء وساحته المطهرة من شوائب الغرض والرياءء وفيها تعلو درجاته وتعظم بركاته وما هذا الأمر بالحال المخصوص بطريقة من الطرائق أو بعلاقة من العلائق» إنما هو فضل الله يختص بهِ من يشاء وإحسان الله يودعه أين شاءء ومن قلادة الجواهر/ م ١؟‏ حصن الباب الثامن في ذكر مشايخه وآداب طريقته ظن غير هذا فقد ارتكب جهلاًء اللهمٌ لا سهل إلا ما جعلتهُ سهلاً انتهى. وإن أمر الطريقة العلية الرفاعية لما قام على الكتاب والسنة كان سلوك هذه الطريقة بعد الأعمال المفروضات التقرب إلى الله بالنوافل الكثيرة؛ وقد جعلوا أول ذلك كثرة الصلاة على النبي و ليتنور العبد بمحبة النبي عليه الصلاة والسلامء ولتلزمه محبة النبي هِ حسن الاتباع لقولهِ عليه الصلاة والسلام: «ما نهيتكم عنهُ فاجتنبوه وما أمرتكم به فافعلوا منهُ ما استطعتم:”'2 الحديث» وأتبعوا الصلاة على النبي يَلِ بكثرة الدعاء والحمد والشكر والاستغفار والذكر والوقوف عند حدود الله أخذين بحديث أبي ذر رضي الله عنه عن النبي يق فيما يروي عن الله عرّ وجل أنه قال: «يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلتة بينكم محرمًا فلا تظالمواء ياعبادي كلكم ضال إلا من هديتهُ فاستهدوني أهدكم, يا عبادي كلكم جائع إلا مَن أطعمتةٌ فاستطعموني أطعكمء يا عبادي كلكم عار إلا من كسوته فاستكسوني أكسكمء يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعًا فاستغفروني أغفر لكمء يا عبادي إنكم لم تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني» يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئًاء يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئّاء يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل واحد مسألتهُ ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المحيط إذا دخل البحرء يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها فمن عمل خيرًا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسة”". وقال بعض العارفين: سلوك القوم اجتمعت فيه أحكام العبودية وشيدت فيها أركانها قولاً وفعلاً ونية فهم أهل الجمع الخالص بين النية والقول والفعلء وهذا هو مذهب السادة الرفاعية في سلوك طريقهم وتسليكه لمريديهمء فإن قال قائل: إن من أوراد السلوك وأحزابه ما هو لجماعة من المشايخ ولم يكن بالمأثور إنما هو مما جرى به الإلهامء فالجواب: إن ذلك استنبط من صريح السنة والأحاديث النبوية بتقريره عليه الصلاة والسلام كما ذكر ذلك غير واحد من الفضلاء والأذكار والأدعية سمعها عليه الصلاة والسلام من كثيز من أصحابه بألفاظٍ متباينة ومعانٍ واضحة في أوقات مختلفة» وأثنى عليها وعليهم مع أنه لم يتقدم لهم تعليم ولا تعلم منه عليه الصلاة والسلام في 1441 أخرجه في كنز العمال الجزء (؟) حديث رقم:‎ )١( .45809٠ حديث رقم:‎ )١5( (؟) أخرجه في كنز العمال الجزء‎ الباب الثامن في ذكر مشايخه وآداب طريقته ينان ألفاظها وإن كان هو المعرف لمعانيها والمشيد لمبائيهاء فمن ذلك حديث معاذ بن جبل رضي الله عنةُ أنه يلك سمع رجلاً يقول: يا ذا الجلال والإكرام فقال: استّجيب لك فسل تُعْطه؟ أخرجه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح. وفي حديث أنس أن النبي كله مر بأبي عياش الزرقي وهو يصلي ويقول: اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إلله إلا أنت يا حنان يا منان يا بديع السملوات والأرضء يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام فقال: «لقد دعا الله باسمهٍ الأعظم الذي إذا دُعي به أجاب وإذا سثل به أعطى» أخرجه أبو داود والنسائي وابن حبان في صحيحه. وقد وقع من ذلك في الأذكار والأدعية ما يفيد الجواز المحض بوجه لا يمكن دفعه وكيف وقد أقر عليه الشارع العظيم يكِةِ وهذا الأصل وكفى» ولا يخفى أن السلف الصالح قوم يصح بهم الاقتداء لكونهم أنابوا حق الإنابة إلى الله والله تعالى قال: #واتيع سبيل من أناب» [لقمان: ]١6‏ كيف وقد صحت أعمالهم بالسنة والتقوى وتكلموا عن هدى لا عن هوى وتركوا الدعوى ظاهرًا وياطنًا وأحكموا أمرهم بالبصيرة النافذة والعمل الصحيح فهم ممن يقتدى بهم ويهتدى بهديهمء وعلى الخصوص صاحب هذه الطريقة الرفاعية مولانا وسيدنا ووسيلتثا إلى الله الشيخ السيد أحمد الرفاعي الحسيني رضي الله عنهُء فقد كان من أعظم القوم مكانة في وقته وأكبرهم منزلة؛ ووقع إجماع أهل عصره على قبول طريقتهِ في حياته وبعده أيضاء لرسوخ قدمهِ وتمكنه في دينهٍِ وكمال عقلهٍ وحسن خلقهٍ وصحة عمله وسداد طريقته وحفظ لسانه مما لا يشكل تأويلة» كما وقع لغيره من قادة المشايخ قدست أسرارهم ولكونه أمر بالتمسك في كل الأحوال بالسنة المحمدية» وكذلك اتباعه فإن سلوكهم صدق التوكل على الله والعمل بشريعة رسول الله والانقطاع عن كل باب غير الباب المحمديء علمًا بأنهُ عليه الصلاة والسلام باب الله فلا تصح الوصلة إلى الله إلا بواسطتهٍ واتباعه وصدق محبته والفناء فيه عن غيره بدليل قوله عليه الصلاة والسلام لعمر بن الخطاب رضي الله عنه فيما أخرجة البخاري من حديث عبد الله بن هشام حين قال لهُ عمر: أنت أحب إليّ يا رسول الله من كل شيء إلا نفسي التي بين جنبي. فقال لهُ عليه الصلاة والسلام: ١لا‏ تكون مؤمئًا حتى أكون أحب إليك من نفسك». فقال عمر: والذي أنزل عليك الكتاب لأنت أحبٌ إلى من نفسي التي بين جنبي» فقال: «الآن يا عمر قد تم إيمانك»: وقيل لرسول الله يةِ: متى أكون مؤمئًا صادقًا؟ قال: (إذا أحببت الله»ء فقيل: ومتى أحب الله؟ فقال: «إذا أحببت رسولة»: فقال: ومتى أحب رسولة؟ قال: (إذا اتبعت طريقتة واستعملت سنتة وأحببت بحبه وأبغضت ببغضهٍ وواليت بولايته وعاديت بعداوته» الحديتٌ وقال َي: لوكا الباب الثامن في ذكر مشايخه وآداب طريقته «لا يؤمن أحدهم حتى أكون أحب إليه من نفسه وماله وولده ووالده والناس 2 أجمعين7 5 وقد وفقني الله أن ذكرت نبذة صالحة في كتابي ضوء الشمس في معنى قوله : «بني الإسلام على خمس”" تشير إلى حسن اتباعه وصدق محبته عليه الصلاة والسلام» لأن ذلك هو الطريق إلى الله عند من عرف الله بلا ريب» وهذه النبذة المذكورة بحروفها| ومن -خصائصه ذل أن الله تعالى خاطبه باسم الرسول واسم النبي في القرآن دون سائر أنبيائه عليهم الصلاة والسلام» وإذا أطلق النبي أو الرسول في القرآن أو السنة» فالمراد نبينا ورسولنا يل وهو الرسول المطلق لكافة الخلق من الأولين والآخرين» فرسالتهُ عامة ودعوتة تامة ومزاياه كاملة ورحمتةُ شاملة ونعمة متواصلة وكل من تقدم من الأنبياء الكرام والرسل العظام عليهم الصلاة والسلام فهم نواب عنه يَيْوَه وهو أولهم خلمًا وآخرهم بعنّاء فإنه كل خلقت أنواره قبل خلق آدم فهو سابق عليه في الوجود لأن آدم كان في عالم الغيب وهو يَلةِ في عالم الشهودء ولذلك أشار بعضهم بقولهُ على لسان حال سيدنا محمد يَلِ: وإني وإن كنت ابن آدم صورة 2 فلي فيه معنى شاهد بأبوتي ولي من قصيدة فيه كَكل: لك الفخار انجلى قدمًا وآدم في مهد التكون شكلاً كان فخارًا وقبل نشأتهٍ الأولى وصيغته 2 نورت في الملا القدسي أبصارًا وكيف لا وهو يَكْةِ الواسطة العظمى لإيجاد هذه الأمم بعد سبق العدم؛ ولولاه لم يخلق الله آدم ولا غيره فهو الواسطة لإيجادنا بل ولوصول كل نعمة إلينا ولمزيد فضل الله عليناء لأنهُ باب الله الأعظم وحبيب الأمجد الأكرم ولله در القائل: وأنت باب الله أي امرء ‏ أتاهمن غيرك لايدخل وجميع العلماء والأولياء والصلحاء والأتقياء والأقطاب والأفراد والأنجاب والأوتاد والأئمة أهل الرشاد الذين فاضت بركاتهم على العياد وملا ذكرهم البلاد ملتمسون من رسول الله ومستمدون من إمداداته ومستفيضون من فيوضاته ومشمولون بإحساناته ومنعمون بإنعاماته» أيادٍ لهم شاملة وألطافةُ لديهم متواصلة ولله درّ البوصيري حيث قال: وكلهم من سول الله ملتمس 2 غرقًا من البحر أو رشقًا من الديم ./١ أخرجه في كنز العمال الجزء (1) حديث رقم‎ )١( 6( أخرجه البخاري في صحيحه (4/1).: كتاب الإيمان» حديث رقم 48, والترمذي في سئئه الجزء‎ )٠( .671/5 حديث رقم: 20509 وأحمد في مسئده (504/5)؛ حديث رقم:‎ ألباب الثامن في ذكر مشايخه وآداب طريقته يكن فينبغي لكل من من الله عليه بالإسلام أن يكون في جميع حالاته متابعًا لهُ عليه الصلاة والسلام قولاً وفعلاً وتقريرّاء ويعضٌ على ستتهِ وسنة الخلفاءِ الراشدين من بعده بالنواجذ قال تعالى: #قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله [آل عمران: ]”١‏ وقال تعالى: #فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجًا مما قضيت ويسلموا تسليمًا» [النساء: 10] أي ينقادوا انقيادًا وقال تعالى: #لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة» [الأحزاب: ١؟]‏ والأسوة القدوة وهل يجهل ذو لب وبصيرة أن شريعتة الطاهرة وكلمتة القاهرة شريعة العدل الأكمل وكلمة الحق الذي لا يتحول والفارقة بين الحق والباطل والكافلة لحفظ حق الضعاف من تسلط الأقوياء ونعم الكامل والدالٌ على خيري الدنيا والدين والممدودة الظلال لحماية العجزة والمساكين» وما أحسن ما قلت به بفضل الله تعالى: كفي الضعيف عن الأحزاب ثم حمى حمى الفقير الذي أعناه ظالمة وأيد العدل حتى قال قائل من في الأرض هذا رسول العدل حاكمة فكل مفتقر تلقاه كافلهُ وكل باغ عنيد فهو قاصمة فيجب على كل منصف وصاحب طبع سليم تجردت نفسة من الأغراض السقيمة واندرجت طبيعتة في سلك الطباع السليمة أن يقتدي بهِ عليه السلام» وأن ينصب نفسة لتأييد أحكام شريعته التي هي مهد الأمن للأنام وهذا الشأن من أهم المهمات لمن آمن به يه واتبعة وأحبةء ولا شك أن مَن أحبٌ الرسول يك كان لقوله سميعًا ولأمره مطيعًاء فدعوى محبته مع كثرة مخالفته من دعاوي النفس المجردة عن البيان والعارية عن الحجة والبرهان ولله در القائل: تعصي الإلله وأنت تظهر حبة هذا لعمري في القياس بديع لو كان حبك صادقًا لأطعتهةٌ ‏ إن المحب لمن يحب مطيع وفي الحديث الشريف: «عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ. وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة». زاد في رواية: «وكل ضلالة في النار» وفي حديث آخر: «مَن اقتدى بي فهو مني ومُن رغب عن سنتي فليس مني» وعن أبي هريرة عن رسول الله 3 أنه قال: «إن أحسن الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتهاه'"2 وروى أبو هريرة عن النبي كل أنه .14474 حديث رقم:‎ )5١ /0( أخرجه أحمد في المسند‎ )١( للقن الباب الثامن في ذكر مشابخه وآداب طريقته قال: «المتمسك بسنتى عند فساد أمتى لهُ أجر مائة شهيد»' 2 وعن أنس قال: قال عليه الصلاة والسلام: «من أحيا سنتي فقد أحياني ومن أحياني كان معي ”© وقال عمر بن عبد العزيز رضي الله تعالى عنهُ سن رسولٌ الله يكهِ وولاةٌ الأمر بعده سننًا الأخذ بها تصديق لكتاب الله واستعمال لطاعة الله وقوة على دين اللهء ليس لأحد تغييرها ولا تبديلها ولا النظر في رأي مَن خالفهاء مَن اقتدى بها فهو مهتدٍ ومن انتصر بها فهو منصورء ومّن خالفها واتبع غير سبيل المؤمنين ولاه الله ما تولى وأصلاه جهنم وساءت مصيرًا. وقالوا: الاعتصام بالسنة نجاة وعن عطاء في قوله تعالى: #فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول4 [النساء: 55] أي إلى كتاب الله وسّنة رسوله وَل وقال سهل التستري: أصول مذهبنا ثلاثة: الاقتداء بالنبي يَكِ في الأخلاق والأفعال والأكل من الحلال وإخلاص النية في جميع الأعمال» وفي الحديث: «من رغب عن سنتي فليس مني0”"؛ وانظر يا أخي ما قالهُ السيد أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عنُ: لو بلغنا أن رسول الله يكِهٍ أمرنا بقص الأعناق لقصصناها اتباعًا وامتثالاً لأمره يَهِ وقال لولد بنتة القطب المقرب أبي إسحلق السيد إبراهيم الأعزب الرفاعي قدس سره: ما أخذ جدك طريقًا لله إلا اتباع رسول الله يَةِ فإن من صحت صحبتةٌ مع سر رسول الله وَل اتبع آدابة وأخلاقة وشريعتة وسئنة» ومن سقط من هذه الوجوه فقد سلك سبيل الهالكين انتهى . ويكفيك في النهي عن مخالفة السنة النبوية والطريقة المحمدية ما جاء من الآيات الفرقانية والنصوص القرآنية قال تعالى وهو أصدق القائلين: «فليحذر الذين يخالفون عن أمره» [النور: *1] وقال تعالى: ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين لهُ الهدى نولّه ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرًا» [ النساء: ]١١5‏ ومعلوم أن الله تعالى ما أرسل هذا الرسول إلا ليطاع» وما بين يَكةِ أحكام سنته السنية إلا لأجل الاتباع» والخير كله لمن اهتدى فاقتدى واتبعء والشر كلهُ لمن ل فضل وابتدع ولذلك قال في الجوهرة: وكل خير في اتباع من سلفا0 وكل شرفي ابتداع من خلفف والنبي يكِيةِ بلغ الرسالة وأدى الأمانة ولم يترك خيرًا إلا وحضنا عليه كثيرًا ولا شرًا إلا وحذرنا منهُ تحذيرّاء فمن أراد عز الدنيا والآخرة فشرعة يك أعظم دليل ومن فارقة )١(‏ أخرجه في الترغيب والترهيب )8١/1١(‏ باب الاقتصاد في السنة أحسن من الاجتهاد في البدعة. (؟) أخرجه في كنز العمال (9/ 4 90) حديث رقم: 14481. زشرف أخرجه مسلم في الصحيح 0 17" كتاب التكاح » باب )١(‏ حديث 62)١5١01١/6(‏ والنسائي (08/5). باب النهي عن التبتل. الباب الثامن في ذكر مشايخه وآداب طريقته ألم قيد شبر فقد ضل سواء السبيل» ومعلوم أن مّن أدمن على الاقتداء بهِ يه ورغب في متابعته فقد فاز بمحبتهء ومن أحبة كان معه في الجنة ولنعم المعية» روى أنس رضي الله عنة أنه أتى رجل إلى النبي كِهْ فقال: يا رسول الله متى الساعة؟ قال: «ما أعددت لهاه؟ قال: ما أعددت لها من كبير صلاة ولا صوم ولا صدقة ولكني أحب الله ورسولهُء فقال: «أنت مع من أحببت”'2: وعن صفوان بن قدامة قال: هاجرت إلى النبي يَكلد فأتيتة فقلت: يا رسول الله ناولني يدك أبايعك» فناولني يده فقلت: يا رسول الله إني أحبك» فقال: «المرءغ مع مَن أحب”2. وعن أمير المؤمنين سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنة أن النبي يَكةِ أخذ بيد الحسن والحسين رضي الله عنهما فقال: دمن أحبني وأحب هذين وأباهما وأمهما كان معي في درجتي يوم القيامة؛ وعن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن رسول الله يةِ قال: «من أشد أمتى لى حبّا ناس يكونون بعدي يود اعدف لو رآني بأهله وماله» وقد كان الصحابة 1 بعلغنا من التابعين وأئمة المسلمين يحبون رسول الله يَلِِ حبًا لا يقاومة شيء» فقد كان خالد بن معدان لا يأوي إلى فراشه إلا وهو يذكر من شوقهٍ إلى رسول الله كَيِِ وإلى أصحابهٍ الأخيار وللمهاجرين والأنصارء ويسميهم بأسمائهم ويقول: هم أصلي وفصلي وإليهم يحن قلبي طال شوقي إليهم فعجل ربي قبضي إليك حتى يغلبة النوم؛ وسأل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهُ وكرّم الله وجهة كيف كان حيكم لرسول الله كَلِ؟ قال: كان والله أحب إليئا من أموالنا وأولادنا وآبائنا وأمهاتنا ومن الماء البارد على الظمأء ويحكى أن عليًا كرّم الله وجهة وقف عند قبر رسول الله يخِ وبكى جهده حتى كادت تزهق نفسةٌ الكريمة وأنشد: كتننة السدواة ليتاظطري فبكى عليك الناظرٌ من شاء بعدك فليمت فعليك كنت أحاذرٌ وبكت السيدة فاطمة رضى الله تعالى عنها عند قبر أبيها صلوات الله وسلامة عليه وعليها بكاءً شديدا وأنشدت: ١‏ ماذا على من شم تربة أحدم أن لا يشم مدى الزمان غواليا ضيبت علي مصائب لو أنها صبت على الأيام صرنٌ لياليا )١(‏ أخرجه الخطيب البغدادي في تاريخه عن أنس )766/١(‏ حديث رقم: هلا وأخرجه في كنز العمال عن أنس )١١/9(‏ كتاب الصحبةء حديث رقم: 15744. (؟) أخرجه في كنز العمال (405/16) حديث رقم: 17077. لم الباب الثامن م في ذكر مشايخه وآداب طريقته وقد كانت رضي الله عنها دائمة البكاء بعد وفاتهِ عليه الصلاة والسلام متواصلة الأحزان حتى لحقت به #لِ بعد وفاته بستة أشهرء وعلى ذلك كان الأصحاب العظام عليهم رضوان الملك العلام فإنهم رضي الله عنهم لا يفترون عن ذكره عليه الصلاة والسلام ولا عن القيام بواجب محبته والعمل بسنتهء حتى أن أحدهم يود فراق الدنيا للحوق به عليه الصلاة والسلام رجاء بأن تُلْجِقه محبتةُ بجواره» وأن يتملى بمشاهدة لامع أنواره على أن المرء مع من أحب معيةٌ تلحق المحب بالتشرف بنظر المحبوب» فما أكثرهم رضي الله تعالى عنهم حبًا لرسول الله يَيْةِ وما أحسن ما قلت في هذا المعنى بفضل الله عزّْ وعلا: عشقتَة أرواح المحيين الأولى ففدوه للإخلاص بالأرواح وتحققواأنالممات بحبه وصل يصح بغرقة الأشباح ومما ورد أن بلالاً رضي الله تعالى عنهُ لما احتضر صاحب امرأتهُ: واحزناهء فقال: اراشرياء غدًا ألقى الأحبة محمدًا وحزبة؛» ويروى أن امرأة قالت لعائشة رضي الله تعالى عنها: اكشفي لي قبر رسول الله يَلِْخِ فكشفتة لها فبكت حتى ماتت» قال أبو سفيان: ما رأيت من الناس أحدًا يحب أحدًا كحب أصحاب محمدٍ محمدّاء رمن أعظم علامات حبه يككِ أن يؤثره الإنسان على كل شيء وأن يتبع سيرتة النبوية وطريقتةٌ المحمدية وشريعتة الأحمدية وأخلاقة المصطفوية» ويوافقهُ في مأكله ومشربه وقعوده وقيامه ونومه وكلامه وخوفه وخشيته وتواضعه وبكائه وعبادته وسائر أخلاقه وصفاته» حسب الطاقة وقدر الاستطاعة» ومن علامات محبته تلت كثرةٌ ذكره بأسمائه الشريفة وأوصافه المنيفة فإن مَن أحب شيئًا أكثر من ذكره انتهى . ألا ترى قول سيدنا السيد حسين برهان الدين الصيادي الرفاعي قدس سره حين سُئل عن شيخهٍ في طريقتهم العلية فقال: شيخي أخي السيد نور الدين ابن أبي السيد عبد العلام من آل خزام آل السيد أحمد الصياد سبط علم الأتقياء وعين الأولياء السيد أحمد الكبير الرفاعي الحسيني رضي الله عنهُ؛ وابن ابن أختهِ وابن عمه قُدْست أسرارهم مشيخة يد وعهدء وشيخي صاحب هذه الطريقة مشيخةٌ مقام وقلب. وشيخي رسول لله وهِ مشيخة هدي وأدبء يا ولدي لا يصح للفقير طريق الوم إلا على هذا المنوال وإن لم يربط اليد بيد شيخ ويعاهده على الصفا والوفا فليس بذي يد ولا عهدٍ. ومن لم يبحمل على نقام ضاحب «طريقم ‏ تخلق وعلى عله بفيشن افليس لاي وقام ول قلت ومن لم ينتفع بهدى رسول الله يق وأدب شريعته فليس بذي هدىٌ ولا أدب وكيف يكون الفقير فقيرًا بلا يد ولا عهدٍ ولا مقام ولا قلب ولا هدى ولا أدب قال تعالى: إن الذين الباب الثامن في ذكر مشايخه وآداب طريقته لم يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم» [الفتح: 1٠١‏ وقال: #إن العهد كان عنة مسؤولا» [الإسراء: 4"] وقال تعالى: «واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى» [البقرة: 5؟7١]‏ وقال تعالى: «إإن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب» [قٌ: *] وقال تعالى: «إن الله يحب المهتدين'' وقال تعالى: #قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله [آل عمران: ]7"١‏ وهذا الأدب لا سواه فألزمت آية اليد الخشية» وألزمت آية العهد الوقوف عند الحدء وألزمت آية المقام الوقوف مقام الشيخ السابق؛ والطلب من حيث طلبء والزمت آية الهداية سلوك ما يوجب لك الحب وعرفتك آية الاتباع أن أدبك بصحة اتباع نبيك هو ما يوجب لك الحب ويقربك من الرب وهو غاية الطريق ونهايتة؛ وعلى ذلك بايعت الله والحمد لله وتلا هذين البيتين وسكت قدس سره: يد وعهد ومكث في المقام مع ال "قلب السليم ونيل الهدى بالأدب طريقة القوم من بدء الطريق إلى أقصى النهاية فالزم واضح السيب هذا مما جاد به الزمان من جمع مآثر سلوك هذه الطريقة العلية والمحجة الصحيحة الأحمدية وإني أحب أن أختم هذا الباب بذكر شيء من مراسم هذه الطريقة ومواسمها وعاداتها وحالاتهاء مع بيان سر كل عادة متبوعة وقاعدة موضوعة» فلا يخفى عليك أن مشرب السادة الرفاعية رضي الله عنهم البشر والتواضع والذل والانكسار ونقل الأغيار والوقوف مع الحق في الحركة والقرار والتسليم لله بصدق الافتقار» ومن مراسمهم الخلوة الأسبوعية ولبن العمامة السوداء والقعود على السجادة والاجتماع في حلقة بصدق عزيمة ووجد على ذكر الله؛ ومن مواسمهم دق الدف في ليلة الجمعة وأيام الأعياد وحمل الرايات» وأما خوارقهم التي تصدر منهم فقد سبق لك منها ما يلزم ذكره وينتشق عطرهء وأما الخلوة الأسبوعية فهي عبارة عن اعتكاف يشتمل على صيام وقيام وتريض في الطعام» واشتغال بذكر الله الملك العلام» وعزلة عن الخلق يصدق الالتجا إلى الحق» وكل ذلك مسنون ومن النوافل التي تقرب إلى الله. وأما لبس العمامة السوداء فهي سنة ثابتةء ذكر الإمام الترمذي في الشمائل المحمدية راويًا عن محمود بن غيلان عن وكيع عن حماد بن سلمة عن أبي الزبير عن جابر قال: دخل النبي و مكة يوم الفتح وعليه عمامة سوداء. قال الشيخ إبراهيم الباجوري رحمة الله في كتابهٍ المواهب اللدنية على الشمائل المحمدية وحكمة إيثاره السواد على البياض الممدوح الإشارة إلى ما منحة الله ذلك اليوم )١(‏ ليست بآية كما يتبادر إلى الذهن. لضن الباب الثامن في ذكر مشايخه وآداب طريقته من السؤدد الذي لم يتفق لأحد من الأنبياء قبله: وإلى سؤدد الإسلام وأهله؛ وإلى أن الدين المحمدي لا يتبدل لأن السواد أبعد تبدلاً من غيره؛ وصح عن جعفر بن عمر بن حريث عن أبيهِ أن النبي 5 خطب الناس وعليه عمامة سوداء. وفي هذا كتب السنة طافحة» فلا يحتاج إلى التطويل. وأما القعود على السجادة والاتكاء على الوسادة فقد ثبت كلاهما عن النبي العظيم وعليه مضى أصحابةُ رضوان الله عليهم؛ كما صِحْحٌ الحافظ السيوطي وغيره. وأما الدق بالدف أيام الأعياد وليالي الجمع فإن حكمتة الشرعية معلومة والإباحة بدق الدف بأيام الأعياد ولإعلان التكاح مقررة شرعَاء وقد صح عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: دخل علي رسول الله يف وعنئدي جاريتان تلعبان بالدف: ودخل أبو بكر رضي الله عنةُ فنهرهما فأقبل عليه رسول الله ييه فقال: دعهما الحديث؛ وقال في خزانة المفتيين لا بأس بضرب الدف يوم العيدء وقد تقدم ذكر الإباحة لإعلان النكاح» وإن الطائفة الرفاعية رضي الله عنهم علموا أن الجمعة عيد المؤمن وأن إعلان وقت الذكر شأن يسوق الناس إلى ذكر الله فجمعوا بذلك بين هذين الأمرين المستحسنين والمقصدين المرغوبين» وأما الرايات فإنها رفعت في عسكر رسول الله كِ. وقد ثبت أنه عليه الصلاة والسلام كان لواؤه أبيضًا ورايتهُ سوداءء وفيها مضمرات معنوية بعد الإباحة والاستناد إلى السنة تشير إلى الوقوف تحت لواء كلمة الحق» ومع عسكر الفقر أين كانت وكانواء وما بقي عندنا إلا ما اصطلح عليه الصوفية من إلباس الخرقة وكتابة سلاسلهم لإخوانهم ومحبيهم؛ وفي هذين الأمرين أرى أن أحسن ما قيل قول جدنا الخامس السيد حسين برهان الدين قدس سره حين سألهُ تلميذه العلامة الشيخ ناصر البغدادي عن معنى لبس الخرقة فأجابه قائلاً: حقيقتهُ التزيي بزيّ المرشد في الأفعال والأحوال. وقد وصفوا هذا الأمر بوصف الكسوة وعظموا شأنة وجعلوه كالمحسوسء واتبعوه بالمحسوس أيضًا ليتعين عند من سلك طريق القوم أن الشرط عندهم أن يتزيًا صاحبهم يزيهم. فمتى تزيًا بزيُهم ترتب عليه العمل بأعمالهم. والتخلق بأخلاقهم والوقوف معهم في أحوالهء ألا ترى الرجل الجندي متى لبس كسوة الجند تعين عليه خوض المعامع والمعارك واختراق الصفوف والوقوف أمام السهام وإذا رآه أحد عرف بالبداهة أنه ممن ترتيت عليه هذه الأفعال بدليل كسوته لا غيرء وإذا لبس لباس العامة لم ينظر من راء بذلك النظر ولا تمر على خاطر من يره هذه الأفعال وتنسلخ عنهُ واجباتها بمجرد تجرده من كسوة الجند» وكذلك متى لبس الخرقةء ولذلك قال سيدنا السيد أحمد الكبير الرفاعي رضي الله عتة لفقير رأى عليه جبة صوف: يا ولدي انظر بزي من تزييت ويخلعة من تلبّست» لبست لباس الأنبياء والمرسلين وتزييت بزي الأولياء والصالحين» فاحفظ حق زيهم بالتخلق بأخلاقهم والعمل بأعمالهم وإلا فاخلعة عنك. وإن للقوم خوافي حكم قلبية في إلباس الياب الثامن ني ذكر مشايخه وآداب طريقته ملم الخرقة يطوونها حالة الإلباس للمريد» فيصلح الله تعالى شأنةُ كما طوى رسول الله َل الأمن والإيمان في بردته الشريفة التي ألبسها كعب الصحابي صاحب بانت سعادء وهناك وراثة محمدية أخذها أهل القلوب عن الرسول المحبوب 246. قال الشيخ ناصر البغدادي: وسألته رضي الله عن أيضًا عن ما اصطلح عليه القوم من كتابة سلاسلهم لإخواتهم ومحبيهم وعن أسبابوء فقال: كما أن حفظ أسماء آبالك في النسب من المروءة فكذلك حفظ أسماء آبائك في القلب من المعرفة والصدقء وما اصطلح عليه القوم لا ليدرك المريد صِحّة وصل يده ببيعة رسوله عليه الصلاة والسلام وصحة ربط قلبهِ بحضرته وصلاً وربطا انقطعت دونهما حبال الشك والريبة وتوهم الكيفية الباطلة» لأن المريد يقول: وصلت يدي بيد فلان وفلان» وصل يده بيد فلان إلى اليد الكريمة العظيمة التي قال فيها الله تعالى: #إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله» [الفتح: ]٠١‏ ويقول المريد أيضًا: ربطت قلبي بقلب فلان وفلان بقلب فلان إلى القلب الذي أنزل فيه رافع السماء باسط الثرى: #ما كذب الفؤاد ما رأى أفتمارونة على ما يرى» [النجم: .١١‏ ؟١]‏ وهذا أصح للقلب وأقرب لطمأنيئته وأتم لحاله من القول بوصلة مجهولة التسلسل وربط مجهول التوصلء ألا ترى أن المحدثين يهتم أحدهم لصحة سند الحديث وصدق رواته بأسمائهم لتحصل له الطمأنينة فيما نقل لهُ عن لسان نبيه أنهُ كلامهُ عليه الصلاة والسلام» وإن كان الحديث المنقول موافقًا لكتاب الله وسنة رسوله كَل وما هو إلا لنيل بركة النفس المطوي في الحديث المروي» وفي هذا حال من أحوال المعرفة وسر من أسرار الصّدق لا يخفى على صاحب بصيرة وأنشد قدس سترة. ربطوا القلوب بحبهٍ فتنورت 2 وتطهرت من لوث داهية العما وتسلسلت أيدي الرجال بوصلة ليدٍ بصاحيها تشرفت السما فلسرما كذب الفؤاد داقق ترى سرًا بقلبك كم إلى العليا سما وترى بطرز يد اتصالك منتهى إنالذين يبايعونك إنما وسكت قدّس سرّه. قال الشيخ ناصر البغدادي: وسألتة أيضًا رضي الله عنهُ لا برح دليلاً هاديًا عن أدب طريقتهم فقال: الأدب الصحيح في كل طريقة أدب الشرع فإن من تأدب بأدب الشرع فهو ممن سلك الطريق» ويرجى له الوصول ومن لم يتأدب بأدب الشرع؛ فقد ضل الطريق وركب طرق الوعر والجبال وتمزق حالة ولن يصل إلى مقصوده أبدًا. وإن ما اختاره مشايخنا في طريقتنا من آداب الشرع للسالك أولاً الصحبة لتنقلب طباعه بمغناطيس الصحبة من الغفلة إلى اليقظة ومن البخل إلى السخاء ومن الحرص إلى لحلضا الباب الثامن في ذكر مشايخه وآداب طريقته الزهد ومن سوء الخلق إلى حسن الخلق ومن كل حال دني إلى كل حال زكي؛ فمتى أسست الصحبة أركان محبته الخالصة لشيخه وانقلع من طبعهٍ ألفة القواطع وصهرت نفسةٌء يأمره الشيخ بالصلاة على النبي يي بعدد كثير حتى يستغرق كليتةُ حب رسول الله يلِ بحيث إذا تقهقه في ضحكهٍ وهو في البر الأقفر وحده يستحي من صاحب الشريعة عليه أفضل الصلاة والسلام» ثم يلحق لهُ بعد الصلوات على النبي يك الاستغفار يعدد معلوم وبعد الاستغفار ذكر الله تعالى بشرط التجرد حالة ذكر الله من المخلوقين عظيمهم وحقيرهم كبيرهم وصغيرهم وفي أثناء السير يعالجة طبيب روحه شيخة بالرياضة إذا مست الحاجة إليها وبالسياحة وبالتجرد وبالخلوة وبالسهر وبالتهجد وببذل ما في اليد وبالخدمة الشاقة على النفس» ومع ذلك يجعلهُ مؤسس البنيان ممهد الأركان على المراتب الثلاثة المندرجة فيما قررناه وهنْ حب الشيخ بالانقطاع عن غيره لتصح الصحبة وتكمل طهارة النفس وتنقلع ألفة القواطع من طبع المريد واستغراق القلب واللسان بمحبة النبي يله ليصح له الاقتداء به عليه السلام والتمسك الصحيح بشريعته وأحكام سنته» والتجرد عن الخلق بصحة الإخلاص في عبادة الحق وعدم رؤيا الأعيار بالكلية. وهذه المزية أدب من أدب الرسول وشرط عظيم في الطلب. فإذا تمهدت هذه الأركان الثلاثة للمريد فقد أدرك المقصود بإذن الله» وقد شرط أهل هذه الطريقة الاستفاضة القلبية من قلب الشيخ علمًا بأن هذا الفيض متدلٍ من قلب صاحب الطريقة» وإليه من قلب روح العوالم يل وأدبها الجلوس على السجادة واستقبال القبلة والتفرغ من العلائق الخاطرية وأخذ الشيخ على الباب وربط القلب بقلبهِ والوقرف هناك؛ ما دامت الروح مطيبة والنفس مطمئنة والخواطر مندفعةء فإذا ضاق حال الروح وشبت النفس ولعبت الخواطر يفتح المريد عينيه ويستغفر الله ويختم مجلس الاستفاضة بالفاتحة؛ ويباشر بعدها الصلاة على النبي يل وبعدها الاستغفارء ثم الذكر كما تقرر أولاً. ومن رجال هذه الطريقة من شَرّط الاستفاضة بعد الورد المذكور قائلاً إن حلاوة الاستفاضة إذا بقي أثرها في القلب يدخل من ذلك الأثر شيءٌ حالة الذكر حضيرة القلب» ومن أدب الإخلاص أن لا يوجد للغير أثرء وقال: من شرط الاستفاضة قبل الورد أن الاستفاضة باب يتوصل به المريد من شيخه إلى صاحب طريقتهِ إلى نبيه» ومتى وصل إلى النبي فقد وصل إلى الله بنص 9إن الذين يبايعونك» [الفتح: ]٠١‏ الآية وبعد فتح الباب يباشر الورد متجردًا عن الغيرية وهذا الأليق بمقام السيرء والذي أقوله إن هذا الشأن يدرك من حال المريد» فإن رأيناه استفاض قبل الورد وتتغلب عليه آثار الاستفاضة حالة الذكر تأمره بالاستفاضة بعد الورد» وإن لم تغلبه آثار الاستفاضة حالة الذكر تأمره بالاستفاضة قبل الورد» وهذا الصحيح وعليه أهل العرفان كافة» ومن أحكام هذه الطريقة الخلوة الأسبوعية في كل عام وابتداء دخول الخلوة في الباب الثامن في ذكر مشايخه وآداب طريقته ينض اليوم الثاني من عاشوراء يعني اليوم الحادي عشر من محرم الحرام إلى مساء اليوم الثامن عشر من محرم» وقد جعلوها شرطا على كل من انتسب إلى هذه الطريقة العلية وطعامها خالٍ من كل ذي روح وذكرها في اليوم الأول لا إلله إلا الله يعدد معلوم وفي اليوم الثاني الله وفي اليوم الثالث وهاب وفي اليوم الرابع حي وفي اليوم الخامس مجيد وفي اليوم السادس معطي وفي اليوم السابع قدوس» وشرطوا في الخلوة بعد كل صلاة تلاوة هذه الصلاة على النبي يَيْهِ مائة مرة وهي: اللهمّ صل عن سيدنا محمد النبي الأمي الطاهر الزكي وعلى آله وصحبهِ وسلمء وذكروا لهذه الخلوة من الفتوحات المحمدية والعنايات الأحمدية ما لا يحصى» وكم شاهدوا لها من برهان عظيم وشأن كريم. وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم وسكت قدس سره. قال الشيخ ناصر البغدادي: وسألتة أيضًا رضي الله عنه وعمنا بره عن أكمل أسباب الوصلة وعن السبب التي تقوم بها تلك الأسباب» فقال: أكمل أسباب الوصلة في الأول والآخر والباطن والظاهر وفي جميع المباطن والمظاهر محبة النبي كَل والسبب المقوم لتلك الأسباب كثرة الصلاة والسلام عليهء ومن ظن غير هذه الطريقة طريقة وغير هذا الباب بابًا فهو مغرور ومطرود ممكورٌ به مبعود عن باب ربوء «لا يؤمنون حتى يحكموك# [النساء: 10] الآية والتحكيم هذا فيما شجر بينهم من حالة نفسية أو روحية أو مالية أو غير ذلك. والشمول بديهي لأنك لو عبدت الله برأيك كفرت ولو عبدتة بما أمرك به رسولك أثبتٌ وشكرت فاقطع علائق خاطرك عن التعلق بغير أذياله واصرف وجهك وقلبك عن الاقتداء والتمسك بأحوالٍ أو أفعال غير أحواله وأفعاله : هو الوصلة العظمى إلى الله باطئًا 2 وروح الهدى المرئي للعين ظاهرًا انتهى. وقد شرط بعض السادة الرفاعية لنقل المريد من مرتبته المريدية إلى مرتبة الشاوشية وهي مديرية الحلقة» ويعبرون عن صاحبها بخادم المجلس شروطًا وشرطوا أيضًا لنقل الشاوش إلى مرتبة النقابة التي يعبرون عن صاحبها مقدم الفقراء وخادم الرواق شروطاء ولنقل النقيب إلى مرتبة الخلافة شروطا وكلها شروط أدب طووا تحتها أسرارًا تدل على الحق وتجذب لللصدقء فنقول: شروط نقل المريد لمرتبة الشاوشية هي أن يأمره المرشد بوضوءٍ جديد وبصلاة أربع ركعات كل ركعتين بتسليمة؛ ويقرأ شروط البيعة كما تقدم ذكرهاء ثم بعد الإتمام يقول المرشد: قبلناك شَاوِشُنًا موظمًا لخدمة الزاوية والإخوان» ويعقد المرشد بوسطه عقدة بحزام أبيض ويقومون جميعًا ويقرؤون الفائحة لمن تسلسل من الشؤاش المتقدمين والمتأخرين المتسلسلين بطريقة سيدي أحمد رضي الله لضن الباب الثامن في ذكر مشايخه وآداب طريقته عنهُ ويحلون العقدة» ويأمره المرشد بمصافحة الإخوان جميعًا وشروط نقل الشاوش لمرتبة النقابة هي أن يأمره المرشد بوضوء جديدة وصلاة ست ركعات ويبايعة بالبيعة المتقدم ذكرهاء ثم بعد تمامها يقول المرشد للمريد: ولدي قبلناك نقيبًا ومقدمًا على الفقراء وخادمًا للزاوية ولمن دخلها من الغرباء» ويعقد الشيخ بوسطه أربع عقد بالفواتح ويحلونهم بالفواتح ويقومون جميعًا ويقرؤون فاتحةٌ لمن تسلسل من النقباء المتقدمين والمتأخرين والمتسلسلين بخدمة الطريقة العلية الرفاعية» وهذه شروط الخلافة في الطريقة المباركة وهي أن يأمر المرشد بإحضار الإخوان وصلحاء الخلفاء اللائقين للحضور بذلك المحضرء فإذا حضروا يتحلقون جميعًا بالخضوع والأدب ويأخد النقيب الصينية ويخرج إلى خارج المجلس ويقرأ الفاتحة لأرباب الطرائق والحقائق» وكل طريقة ويضع الصينية قدامة وهو جالس على ركبتيه مستقبل القبلة بمكان طاهرء ويأتي بحوايج المشدود ويضعهم في الصينية وكل حاجة يقرأ عليها الفاتحةء فإذا فرغ من ذلك يقرأ عليها ثلاثة فواتح ويقوم من مكانهٍ بفاتحة ويجيءٌ إلى باب الجمع بثلاثة فواتح» وكل فاتحةٍ بخطوة ينقل بالشمال ويتبع باليمين ويقول بالخطوة الأولى: السلام على الجمع ومن فيه حاضرء وفي الخطوة الثانية يقول: السلام عليكم يا نجوم الزواهرء وفي الخطوة الثالثة يقول: السلام عليكم يا من نورتم السرائرء ويقف في باب الجمع ويقرأ الفاتحة ويقول: دستوركم يا معدن الجود والفخار وكنز الهيبة والوقار ومّن زادوا بالحلم والذوق والمعرفة على موج البحارء عبدكم على بابكم وخادم تراب أعتابكم؛: من افتخر على أقرانه وساد وشاع ذكره في سائر البلاد» ويسألكم أن تشملوه بنظركم الفالح وعملكم الصالح فيقول: شيخ صنعته أهلاً وسهلاً ويقرأ الشيخ أو وكيلةُ كلام السيد الكبير. شعر : امن جادنا وإمر عا يقووية< امعدعستا كا مه انبرد ومن صدّ عنًا حسبه الصدّ والجفا ومن فاتنايكفيهأتانفوتة فعند ذلك يأتي النقيب بصينية المشدود ويضعها في صدر المجلس ويقرأ الفاتحة عند وضعها ويضع فوق الصينية العرق الأخضرء ويمسك المتخلف بيده ويعود إلى باب الجمع ويدخلة على المجلس مكشوف الرأس حافي القدمين ويكون الدخول بثلاث سلامات فإذا وصل إلى حضور المرشد فيقول النقيب: السلام عليكم أجمعين أهل مجلس الطريق والصدق والتحقيق أخوكم فلان قاصد الباب الأحمدي» وجاء ليلتمس طريقة الفقراء ماذا تشهدون فيه؟ فيشهدون لهُ بحسن الحال فحيئئذٍ يقرأون الفاتحة جميعًا ثم يأخذ النقيب السجادة من الصينية ويمدها بأصولهاء ويقوم المرشد ويصلي ركعتين الباب الثامن في ذكر مشايخه وآداب طريقته قرع ويسلم ويقرأ الفاتحة للنبي يهِ وإلى حضرة جبرائيل عليه السلام ويطوي طرف السجادة الأول ثم يصلي ركعتين ويسلم ويقرأ الفاتحة ويهديها إلى حضرة النبي و ولحضرة ميكائيل عليه السلام» ويطوي طرف السجادة الثانية أيضَاء ثم يصلي ركعتين ويقرأ الفاتئحة للنبي يه ولإسرافيل عليه السلام ويطوي طرف السجادة الثالث ويصلي ركعتين ويقرأ الفاتحة للنبي عليه السلام ولحضرة عزرائيل عليه السلام ويطوي طرف السجادة الرابع» ثم يأمر المتخلف أن يصلي على هذا المنوال وبعد الصلاة الفواتح كما تقدم ويبدأ المتخلف بالفتح لأطراف السجادة كما بدأ المرشد بالطي وينوي بالصلاة بنية التوبة ثم يجلس المرشد على السجادة متوجهًا إلى القبلة والمتخلف بين يديه ويغطيهما النقيب بالإيزار الأبيض» وينشر عليهما العلمين المنسوبين لسيدي أحمد ويجعل النقيب يده بين كتفي المتخلف من وراء الإيزار» ثم يمد يده المرشد ويحط يد المتخلف في يده والفقراء ضاربين حلقة حولهم ويقولون لا إلله إلا الله جميعًاء فهناك يلقنةُ المرشد العهد وأسرار البيعة ويأذن لهُ بالخلافة المباركة ويجعلة نائبًا عنُ» ويتلو كلمات العهد والمبايعة التي ذكرناها أولاً ويكون الحزام في حجر المرشد ثم يأخذ الحزام المذكور ويلقهِ على وسط المتخلف ويعقده من أمامه ويقرأ الفاتحة بحيث يسمع الحاضرون ويقول بصحائف أرياب المراتب والطريقة ويعقد عقدةٌ ويقرأ الفاتحة» ثم يعقد عقدة أخرى في طرف المئزر منّ جهة اليمين ويقعدء ثم يرجع إلى طرف الميزر من جهة الشمال فتصير العقد ستة من يمين وشمال. فيكون عدد العقد سبعة: واحدة في وسط الشد وثلاثة من طرفه من اليمين ومثئلهم من الشمال» ثم يرفع الشيخ الإزار وبيده طرف الميزر ويسلمة للنقيب بالفاتحة فيبيع العقد المذكورة النقيب ويشترونها الإخوان والعقدة السابعة يحلها المرشد بالفاتحة ونسأل الله الثبات. قال الشيخ شهاب الدين السمرقندي رحمة الله: إذا سئلت يا أخي على أي شيءٍ بني الطريق فقل: على ستة أركان: التوبة والتسليم والقناعة والإرادة والرياضة والعزلة» وإن سئلت عن أحكام الطريق فقل: ستة: المعرفة والسخاء والغربة والتوكل والتفكر والتصديقء. وإن سَيْلت عن أركان الطريق فقل: ستة: العلم والحلم والصبر والرضاء والإخلاص والشوق» وإن سئلت عن الخرقة ما مكتوب على زيقها فقل: مكتوب يا واحد يا أحد يا فرد يا صمدء وإن سَّيِلت عن ظاهر الخرقة وباطنها وزيقها وذيلها وسنتها وفروضها فقل: ظاهرها المعرفة وباطنها الأدب وزيقها العزلة وذيلها الخدمة وسنتها أيدي المشايخ وفرضها أكل الحلال» وإن سئلت عن إيمان الخرقة وقبلتها وغسلها ومفتاحها وصلاتها وفرضها ونظافتها فقل إيمانها الستر ومفتاحها التكبير وصلاتها الهداية وفرضها المحبة ونظافتها الحياء» وإن سئلت ما مكتوب في ذيل الخرقة فقل: يا صبور يا شكور يا ارون الباب الثامن في ذكر مشايخه وآداب طريقته كريمء نسأل الله أن يوفقنا إلى سلوك هذا الطريق السامي وأن يلهمنا فهم معرفة أسرار هذه المعاني مع الإخلاص بالعمل من غير كسل ولا ملل؛ لأن ثمرة شجرة الطريق لا تكون إلا بخالص العمل ولذة حلاوة الطريق لا تدرك إلا بالسلوك. هذا إن كان الفيض كسبيًا وإن كان وهبيًا فذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ولله طرائق بعدد أنفاس الخلائق» وقال سيدي أحمد الصياد قدس الله سره العزيز: بنفحة تقع الصلحة. وقال أيضًا: بنظرة تفتح الحضرة؛ وقال الجنيد البغدادي قدس الله سره السامي: نظرة من عين العناية تجعل الكافر وليّا وكثير من أهل الحقائق: يؤمرون بإرشاد قوم فيسافرون لأجل إرشادهم من اليمن إلى الشام ومن المغرب إلى العراق» وبمجرد وقوع نظرهم عليهم يلبسونهم خرقة الخلافة من غير عمل ولا سلوك ويأمرونهم بإرشاد الناس» وقد وقع مثل هذا لكثير من أهل الكمال. وقد قلت مرةٌ لسيدي الشيخ محمد مهدي الرفاعي الرواس رحمة الله تعالى سيدي كيف يكون فهم من أذن بالخلافة من غير سلوك؟ وكيف يكون لهُ ذوق أهل الطريق» مع أنهُ جاهل جيء به من الباب إلى المحراب؟ فقال رحمة الله: يا ولدي إن كان الذي ألبِسهُ الخرقة من أهل الكمال والعنايات فيكون قد عرف أن التربية الإلهامية جرت على مرّ يده من جاتب حضرة الإلهام الربائي» وتكون قد انلقضت أيام سلوكه وهو لا يدري ويمضي سلوكة كالعادة بلا تكليف ولا مشقةء وربما يكون الأمر أيضًا بخلوص نية المرشد بقصد إرشاده وأن يكون ذلك المريد سببًا لإرشاد غيره كما كان دأبُ سيدي القطب النبوي السيد أحمد البدوي قدس سره لما يأتيه المريد ينظر إليهِ ويبلغهُ بذلك المجلس إلى مرتبة الشهود؛ ويعطيه الخلافة بذلك الوقت ويرسله لبلدة للإرشادء ثم قال سيدي محمد مهدي قدس سره: وإن كان المرشد مثلي غبيًًا فعلى قدر فهم المرشد وذوقه يكون فهم الخليفة اه. وقد نسب الغباوة لنفسه رحمة الله لطفًا منهُ وقصد بذلك الهضم لنفسهء ثم قال رحمه الله: وعلى كل حال المنزلة الكسبية أرفع من المنزلة الوهبية: لقول العارفين: الماء بعد العطش أعذب والوصل يعد الهجر أطيب؛ وقال السيد الأعظم قِةِ: «أدّبني ربي فأحسن تأديبي”'2 وهو يَكةٍ سلطان المتأدبين والمؤدبين» وقد أمره تعالى وجعلهُ هاديًا لخلقه ورسولاً وعلمهُ وفرض عليه الصلاة والصيام والزكاة والحج والجهاد وتبليغ الرسالة» فمن سر هذا المقام كان الكسبي بالتعب والمشقة أعلا مقامًا من الوهبي عند عامة العارفين. )١(‏ سبق تخريجه. الباب الثامن في ذكر مشايخه وآداب طريقته قف وقال بعض أكابر المشايخ نفعنا الله بهم: السالك لا يقدر على كسب هذه المسالك إلا بموهبة الله جل وعلاء فالكسبي عين الوهبيء قلنا: فلما كان الكسبي عين الوهبي وكان سلك هذه المسالك في الطريق الكسبي زيادة عند العارفين صار المقام الكسبي أعلا من المقام الوهبي» وكلاهما مقام واحد من مدد الفرد الواحد والله أعلم بالصواب. قال سيدي أحمد الرقاعي رضي الله عنهُ: الصبر على الكسبي من المدد الوهبي» وهنا أورد معنى عجيبًا نفعنا الله بمدده العالي في الدنيا والآخرة انتهى. وأما ما عليه هذه الطائفة الرفاعية من الاجتماع على ذكر الله فعليه كافة العلماء والأولياء ورجال كل طريقة ومع ذلك فإني أذكر لك يا أخي بعض فضل الذكر وما حث الشارع الكريم عليه من أمر الذكر منها قوله يَِ: «إن لله سرايا من الملائكة تحل وتقف على مجالس الذكر في الأرض فارتعوا في رياض الجنةء قالوا: وأين رياض الجنة؟ قال: مجالس الذكر فاغدوا وروحوا في ذكر الله وذكروه أنفسكم ومن كان يعلم منزلته عند الله فلينظر كيف منزلة الله عندهء فإن الله ينزل العبد من حيث أنزلهُ من نفسوه”". وكان يل يقول: #رياض الجنة حلق الذكر فإذا مررتم بها فارتعواة”"' يعني اجلسوا معهم فيهاء ويحكى أن الشبلي رحمة الله تعالى مرض قفأرسل الخليفة لهُ طبيبًا غير مسلم ليعالجة فصار كلما عالجة يزداد مرضةء فقال لهُ الطبيب مرةٌ: يا شيخ المسلمين لو علمت أن شفاءك في قطع عضو من أعضائي لفعلت» فقال لهُ الشبلي: شفائي في قطع زنارك» فأسلم الطبيب ووثب الشبلي قدس سره فرحًا مسرورًا وكأنهُ قد نشط من عقالء فلما بلغ ذلك الخليفة قال: ظننت أني أرسلت الطبيب إلى المريض والحال أنني أرسلت المريض إلى الطبيب» وكان ببلاد الهند شيخ كبير السن ضعيف القوى وكان يعبد صنمًا فوقع لهُ أمر مهم فاستغاث بالصنم وقال لهُ: عبدتك مده طويلة فأغثني في هذا الأمر الذي وقعت بهء فلم يغثهُ فرمق بطرفهٍ إلى السماء وهمت عيئة بالبكاء مستحييًا من الله غاية الاستحياء وبادر بالتضرع والدعاء ونادى: يا صمدء فسمع صونًا في الهواء يقول: لبيك يا عبدي اطلب ما تريدء فتبرأ من عبادة الأصنام ووحد الله الملك العلام فقالت الملائكة : ربنا عبد الصنم مدّةَ من الستين والأعوام وبقي يدعوه جملةٌ من الليالي والأيام ولم يجب نداه ولم يرحم شكواهء ودعاك مرّةٌ واحدةً فأجبته ولبيته وتقبلت دعاءى: )١(‏ أخرجه الحاكم في المستدرك (١/770)غ‏ كتاب الدعاء والتهليل والتسبيح والذكرء حديث رقم: 2 والمتذري في الترغيب والترهيب (5/ 505): باب الترغيب في حضور مجالس الذكرء حديث رقم: 4. (؟) أخرجه في الترغيب والترهيب عن ابن عياسء 2)١17/1(‏ باب الترغيب في مجالسة العلماء. وأخرجه في مجمع الزوائد عن ابن عباس (1١/57؟١)+‏ باب مجالسة العلماء وفضل العلم. قلادة الجواهر/ لف يفف الياب الثامن في ذكر مشايخه وآداب طريقته فقال: يا ملائكتي إذا دعا الصنم فلم يجبهُ ودعا الصمد فلم يجبة فما الفرق حينئذ بينهماء وفي الحديث: امن قال لا إلله إلا الله مخلصًا ‏ وفي رواية صدنًا ‏ وفي رواية: من قلبهِ - دخل الجنة» رواه البزاز عن أبي سعيد»ء قال المناوي ورجالة ثقاق وفي حديث آخر «مُن قال لا إلله إلا الله نفعتة يومًا من دهره يصيبه قبل ذلك ما أصاب» قال المناوي لأنه لما أخلص عند قول لا إلله إلا الله أفاض الله على قلبه نورًا أحياه ب فبذلك النور طهر جسده فنفعتةُ عند فصل القضاءء وفي الحديث المشهور: «سبعة في ظل العرش يوم لا ظل إلا ظلهُ رجل ذكر الله ففاضت عيناه ورجل يحب عبدًا لا يحبة إلا لله ورجل قلبهُ معلق بالمساجد من شدة حبهِ إياهاء ورجل يعطي الصدقة بيمينه فيكاد يخفيها عن شمالهء وإمام مقسط في رعيته ورجل عرضت عليه امرأة نفسها ذات منصب وجمال فتركها لجلال الله؛ ورجل كان في سرية مع قوم فلقوا العدو فاتكشفوا فحمى آثارهم حتى نجا ونجوا أو استشهد© وإذا تأملت في هذا الحديث عرفت أن أعظم هؤلاء السبعة الذين يظلهم الله في ذلك اليوم الشديد الأهوال العظيم النكال الثقيل الأغلال هو من ذكر الله خاشعًا خاشيّاء وتنيهت إلى أن الذكر من أعظم العبادات وأجزل الطاعات وأحسن القربات لرب الأرضين والسملوات» ولا سيما ذكر الله تعالى بقول لا إلله إلا الله أتى خبر الرسول ييخ وهو الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى أنها أفضل ما قالها هو والنبيون من قبله انتهى. وقد نبهوا عن الذكر باسم الذات وهو لفظ الله سبحانة وتعالى حتى نص كثير من العلماء والأئمة الفضلاء على أنه هو اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أعطى وإذا سثل به أجاب» وهذا ما اختاره كثير من المحققين وعدم استجابة الدعاء بهِ عاجلاً إنما هو لعدم استجماع الشروطه ولذلك سئل بعضهم عن اسم الله الأعظم فقال: هو الله بشرط أن تذكر الله وليس في قلبك إلا الله. فدلٌ على أن من شروط الدعاء تفرغ القلب لله سبحانة وتعالى وعدم تعلقه بشيءٍ سواهء وقد ذكر هذا الاسم الكريم في القرآن العظيم ألفين وثلاثمائة وستين مرة وأعظميته باعتبار مدلوله لأنه اسم أي علم على الذات وبقية الأسماء أعلام على الصفات. ولا يخفى ما بينهما من الفرق الكلي ومما يدلك على مزيد شرف هذا الاسم الكريم أنك لو حذفت الألف لقلت لله ولو حذفت اللامين معًا لقلت آه وهو اسم من أسماء لله تعالى» ولو حذفت إحدى لاميه ونطقت بما بقي من حروفهِ لكان إللهء ولو حذفت الألف مع اللام الأولى لقلت لهُء ولو حذفت الألف مع اللامين لقلت: قرغيو بتصرفاته حميغيا وال علن 'الذاك الأقدين سيهانة وتعالى ابغلات يقنة الأستناء .478077 الحديث أخرجه في كنز العمالء (404/16)) حديث رقم:‎ )١( الباب الثامن في ذكر مشايخه وآداب طريقته يفف الجليلة: فإنك لو فككتها لم تستفد منها ما استفيد من لفظ الجلالة؛ وما أحسن ما قال المرحوم الشيخ محمد وفا أفندي الرفاعي رحمة الله في ذلك: تناسقت أحرف الجلالة فواحدا إن حذفت صارت وثانيًاإن حذفت تبقى وثالقًاإن حذفت كانت اللّهالئ هلا سواه أربعة للبدور ناله تلاس الرسب تسسات لهوقدأئثبتت كماله فدنبذا فالجميعإلله انتهى . هذا ما لخصتاه في هذا الباب» ونسأال الله حسن المآب . الباب التاسع في ذكر بعض أعيان ذريته ومشاهير أصحابه وأتباعه وأهل خرقته. على سبيل الاختصار اكتفاء بشهرتهم التي هي كالشمس في رابعة النهار. وسنذكر إن شاء الله في هذا الباب جماعة من رجال الوقت شاع ذكرهم في الآفاق وانتشر صيتهم في الغرب والعراق قال الإمام العلامة سلطان المحدثين» الشيخ عز الدين أحمد الفاروثي الواسطي قدس سره في كتابه النفحة المسكية ما نصة: إن السيد أحمد الرفاعي رضي الله عنهُ تزوج في بدايته بالشيخة الصالحة الست خديجة بنت سيدي أبي بكر أخي الشيخ منصور الرباني ابن سيدي يحيئ البخاري الأتصاري» فأولدها السيدة فاطمة والسيدة زينب رضي الله تعالى عنهم أجمعين» ثم توفيت فتزوج بعدها بأختها الصالحة الزاهدة العابدة الست رابعة» فأولدها السيد صالح رضي الله عن وقد توفي قطب الدين صالح المشار إليه رضي الله عنهُ في حياة أبيهِ ولم يتزوج ودفن في قبة جده سيدي يحيئ النجار» وأما السيدة فاطمة بنت السيد أحمد الكبير فقد زوجها أبوها بابن أخته وابن ابن عمه السيد علي مهذب الدولة شيخ وقتهِ قطب الزمان ولي الرحمئن بن عثمان فأعقبت لهُ الأستاذ الأكبر والعلم الأشهر غوث زمانه يحبوحة الكرم عظيم الهمم القطب الأقرب أبا الفقراء سيدنا محيي الدين الأعزب رضي الله عنة والسيد نجم الدين أحمد الأخضرء وتوفيت ولم تخلف غيرهماء وتزوج بعدها بنفيسة بنت سيدي محمد بن القاسمية» فأولدها السيد إسماعيل والسيد عثمان والسيدة عائشة والسيدة زينب والسيدة خديجة والسيدة فاطمة» وعقبهم معلوم؛ وأما السيدة زينب بنت سيدنا السيد أحمد الكبير فقد زوجها أبوها رضي الله عه بابن أخته وابن ابن عمه صاحب القدم السابق والشرف الباسق والخلق الكريم والقلب السليم»: ممهد الدولة والدين سيدنا السيد عبد الرحيم بن عثمان رضي الله عن فأولدها السيد شمس الدين محمد والسيد قطب الدين أحمد والسيد أبا الحسن علي والسيد عز الدين أحمد والسيد أحمد أبا القاسم والسيد أبا الحسن والسيدة عائشة والسيدة فاطمةء ثمانية» ذكورهم ستة وإنائهم اثنتان كما في الترياق» وزينب هذه رضي الله عنها الباب التاسع في ذكر بعض أعيان ذريته ومشاهير أصحابه وأتباعه وأهل خرقته لفن أم الرجال تزوج ولدها السيد شمس الدين محمد بالسيدة خديجة بنت سيدنا السيد علي بن عثمان» فأعقب السيد أحمد وكبر السيد أحمد هذا وتزوج» وأعقب السيد أبا القاسم والسيدة خديجة والسيد عبد اللهء ولكل شعبة وأهل. ثم إن السيد قطب الدين أحمد ابن السيدة زينب. تزوج أيضاء وأعقب السيد نجم الدين يحيئ والسيدة فاطمة ولهما ذرية ثم إن ولدها الثالث السيد أبا الحسن علي الملقب بعبد المحسن تزوج» فأعقب السيد شرف الدين أبا بكر والسيد علي أبا الحسن والسيدة العابدة نسب» فأعقب أبو بكر السيد أحمد وأعقب السيد أحمد هذا أبا الفضائل السيد علي؛ وأما السيد علي أبو الحسن ابن السيد عبد المحسن أبو الحسن علي» فإنة سكن قرية حرير من أعمال البصرة وهاجر إلى الشام وتزوج بأرضهاء ولهُ ذرية وتخرج بصحبة جم غفير من الرجال. ومنهم الشيخ علي أبو محمد الحريري بن أبي الحسن بن منصور المروزي رحمة الله قلت: وقد كان ابن متصور هذا على حال إلا أنه قد غلبت أحواله عليه» فما قدر على قبض لسانه فقيل فيه ما قيلء ثم إن ولد السيدة زينب الرابع. مولانا السيد عز الدين أحمد الصغير تزوج» وأعقب السيد سيف الدين عثمان ولم يعقب غيرهء ثم إن ولدها الخامس السيد أبو القاسم عز الدين أحمد الكبير ويلقب بالصياد هاجر من العراق إلى الحجاز ثم إلى اليمن ومصرء وتزوج فيها من آل الملك الأفضل» وأعقب بها السيد علي وتركة عند أخواله وهاجر إلى الشامء كل ذلك خيفة الشهرة ولكيلا يشتغل بالخلق عن الخالق» وسكنّ في نهايته قرية يقال لها متكين من أعمال معرّة النعمان من أعمال حلب. سكنها حتى مات وتزوج فيهاء وأعقب السيد موسى ويقال له الكبير والسيد صدر الدين على والسيد شمس الدين محمد والسيد أحمد أبو بكرء وترك في العراق ولذًَا لَهُ سماه النبين غيك الرحيم» وقد اشتهر أمر السيد أحمد عز الدين أبي القاسم الصيادء ويقال لهُ في الشام أبو علي وفي اليمن أبو الخير وقد حملة جده بيده وعظم شأنهُ وبشر به وأثنى عليه» وقال فيه: ستكون لهُ دولة عظيمة وتزوره الأسودء ثم إن ولد السيدة الجليلة زينب السادس سيدنا محمد أبو الحسن تزوج في أم عبيدة» وأعقب السيد شمس الدين محمد إمام الوقت؛ فأعقب السيد شمس الدين الشيخ الأجل السيد تاج الدين والسيد أحمد أبو الحسين» ولكل منهم عقب وذرية صالحة؛ شجرة أصلها ثابت وفرعها في السماءء انتظم فيها أكابر الأقطاب وأقطاب الأولياء رضي الله عنهم وعنا بهم آمين» هذا ما لخصتة لك من آل الرفاعي الذين تؤول نسبتهم إلى سيدنا ومولانا السيد أحمد الكبير من بنتيه الكريمتين زوجتي ولدي أخته وابني ابن عمه؛ فما أعلاها من نسبة اتصلت من كل جهة بالرسول العظيم والنبي الكريم عليه أفضل الصلاة وأجل التسليم» زكت فروهًا وأبناة وعلت أصولاً وآباء. نسب كأنّ عليه من شمس الضحى نورًا ومن فلى الصباح عمودا كفن الباب التاسع في ذكر بعض أعيان ذريته ومشاهير أصحابه وأتباعه وأهل خرقته انتهى. قال سيدنا أحمد بن جلال في كتابه جلاء الصدا ما نصة: إن أول مَن ولي الخلافة بعد السيد أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عنهٌ الإمام المحتشم والسيد المحترم ذو الفضائل العلية والخصال المرئية والمقامات الشامخة والدرجات البازخة» سيد الأجلة المخصوص بالفضائل والأدلة الثابت البئيان والعالي الأركان قطب الزمان ولي الرحمئن شيخ الوقت السيد علي بن عثمان جعل الله قبره روضة من رياض الجنان وسقاه رحيق الوصل على بساط القرب المعتق بالدنان» استخلف بعد السيد أحمد الزفاعي. و رضي الله تعالى عنه» وكان ذا خلق عظيم وكف كريم وجود عميمء فقام بعده بسيرة حسنة كما يحب أن يكون لهُء ولم يزل قدس سره مراعيًا لأصحاب خاله ويكرمهم ويبجلهم في جميع أحوالهء وكل من عرض عليه حاجة دنيوية أو أخروية يقضيها له وكان يقول للفقراء: أي سادة من كان لهُ منكم حاجة فليلزمني بهاء ومن شكى من سلطانه أو شيطانه أو زوجته أو دابته أو أرضه إن كانت لا تنبت أو نخلة له لا تثمر أو دابة لا تحمل» فليلزمني بها فإني مجيب له ودركه علي . وكان يصنع المعروف إلى أهله وغير هله على الدوام: ويقيغن الجود من كفهٍ فيض الغيث من الغمام؛ وكانت الدنيا منقادة لهُ تأتي لهُ راغمة حيث شاءء ويقول اقفر خذوا الدنيا مني نهبّاء وكان يتحبب إلى الفقراء والمساكين والأرامل والأيتام» له تواضع وخشوع دائم كثير ويعظم شأن أم عبيدة وأهلهاء ويقول لابنه السيد إبراهيم : من يقدر أن يكون مثل أهل أم عبيدة قوم يمسون ويصبحون متنعمين بالنظر إلى وجه جدك» وكان السيد أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عنهٌ يوصي الفقراء بخدمته ويعظمهٌ ويرفع قدره ومنزلتة ويكرمة ويبجلة»؛ ويقول لهُ: أي علي أنت الذي فضلك الله على أهل بيتك وشرفك عليهم وجعلك شيخهم وقدوتهمء وأمر الفقراء باتباعه والاقتداء بقوله وفعله؛ وكان السيد علي قدس سره سريع الغضب والرضاء كريم الكف سخي النفس مليح الملتقا بشاش البشر طليق الوجه. يمنح السائتل ويبذل وما رد سؤال سائل ولا خيب قط آمل» وفيه يقول الشاعر آيات مجدك مالهاتبديل وعلو قدرك ماإليهوسبيل فاقت صفاتك كل جيل قد مضى في العالمين فكيف هذا الجيل شهدت لك الأفعال بالمجد الذي كل الأنام سواك فيه دخيل ذهل الأنام لكل فضل حزتة ‏ لم يحوه التشبيه والتمثيل قدعرّبيت أنت من ساداته يا من لهُ في الناس ذكر سائر كالشمس يشرق نورها ويجول الباب التاسع في ذكر بعض أعيان ذريته ومشاهير أصحابه وأتياعه وأهل خرقته فض فإذا تهجد في الظلام فحسنة | من نورغرتولنا قنديل هذا هو الشرف الذي لا يدعى هيهات ما كل الرجال فحول وكان إذا أتوه الفقراء يقول: جاء أحباب الله وأحبابنا قوموا نغتنمهم ونغتئم مجالسهم وبركتهمء ويتلذذ بهم ويحمل إليهم طوائف الأطعمة وألوان الحلاوة» ويخدمهم بنفسهِ ويدخل على قلوبهم السرور» وكان إذا 0 الفقراء حولهٌ في أم عبيدة يلازمهم ويجلسهم عنده؛ ولا يقدر أحد منهم يفارقة ود يتمتع بالنظر إلى ويقول: ثلاثة أشياء تجلي البصر وتصرف الهم وتزيد في الحكمة: 00 يوت والنظر إلى وجه الأخوان والنظر إلى وجه الوالدين وأنشد قدس سره: قوموا لنقضي طيب عيش فاتنا مع من نحب فهذهأوقاتنا ونقول للاحي رويدك لاتلم اذمب ودعنا نستريح بذاتنا أهل العقيق وحقكم أي سادتي نحن العبيد وأنتم ساداتنا من قال عناأننالانبتغي غير الوصال فذاك من عاداتنا وكان قدس سره يحب النفقة على الفقراء والأخوان فى السر والإعلانء ويقول: ثلاث لا يطالب الرجل عليها: النفقة على عيال البيت والنفقة تملى الأخوان والنفقة في سبيل الله عر وجل؛ وكان قد أجرى الله الحكمة على لسانه وأتبع عيون الفطنة في قلبهء وكان قويًا في الله متمكنًا بأمر الله ما خالف أمره أحد إلا قتله اللهء وكان لهُ غيرة عربية وهمة عالية وهيبة عجيبة وسطوة غريبة» لا يقدر أحد يقابلهُ لهيبتهِ ولا أن يدانيه لهيبته ولمخالفته مع تواضعه ورأفته وإحسانه ولطافته» وكان دائم الهم والغم والفكر والحزن والاضطراب؛ لهُ قلب رحماني وسر روحاني. وكان رضي الله عنهُ يظهر الكرامات ويقول: إظهار الكرامات يقين في يقين المريدين» وله آيات مشهورة وكرامات معروفة؛ منها: ما قال الشيخ ظفر عنهُ قال كنا نمشي مع السيد علي والسيد عبد الرحيم إلى السفرء فوصلنا في الطريق إلى الشيخ عبد المحمود فدخلنا عليه» فما قام الشيخ عبد المحمود لأجل السيد علي فخرج السيد علي من عنده؛ فقال السيد عبد الرحيم: أي عبد المحمود لم لا قمت على رأسك لأجل أخي» أي عبد المحمود ما تعلم أن أخي ممن يقال في شأنهم . شعر : إذا عاينتهٌ من بعيد ترجلت 2 وإنهي لم تفعل فحل حمامها أي عبد المحمود وبين أخيه؛ فذكرت القصة لسيدي علي بعد أن وصلنا إليه فخلع قميصة ومتزره وأعطاني إياه ثم مشىء» ثم ناداني: أي ظفر ما قال أخي فرددت ييف الباب التاسع في ذكر بعض أعيان ذريته ومشاهير أصحابه وأتباعه وأهل خرقته عليه قولهُ فأعطاني قميصًا ومئزرًا آخره وكذلك صار يمشي ساعة ويناديني ويسألني عما جرى بينهماء وأخبره وهو يعطيني قميصًا ومئزرًا آخرء حتى أعطاني خمسة عشر قميصًا وخمسة عشر مئزرّاء ثم منعني أصحابه عن الأخذء وكان السيد أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عنهٌ يبجلهُ ويقدمه على الفقراءء ويقول لهُ: أنت الشيخ بعدي فسمعة السيد إبراهيم الأعزب يقول لهُ الشيخ ولم يقل لهُ السيدء فسألهُ عن ذلك فقال لأن العرب تقول الشيخ فقال رضي الله تعالى عنهء قال الله تعالى في شأن يحيئ بن زكريا عليهما الصلاة والسلام: #سيدًا وحصورًا» [آل عمران: 84”] أي إبراهيم تب إلى الله تعالى مما قلتء وكان السيد أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عنهُ قد وصاهء وقال لهُ: أي علي خذ نصيبك من الليل فإن كل ليلة ينزل من الحضرة الربوبية نثار إلى الأرضء» لا يحضل منها على شيء إلا من هو مستيقظ» فقال: أي سيدي أنا ما أعلم من القرآن» فإن قمت ليلاً بما اشتغل فقال أي ولدي توضأ وضوءًا جديدًا وصل ركعتين واقرأ الحمد فيهماء ثم ضع رأسك على ركبتيك واعترف بتقصيرك حتى يحصل لك منها وقال رضي الله تعالى عنهُ لهُ: أي علي إذا كان الغني يصلي عشر ركعات ويتصدق بعشرين دينارًا والفقير يصلي ركعتين ويتصدق بدرهمء كان المزيدة والرجحان للفقير فيهاء أي علي ينبغي أن تكون الدنيا وما فيها عندك هينة حتى يسهل عليك أمورهاء ولا تخجلني عند الله تعالى» ثم جعل السيد علي نصيحتهُ ووصيتهُ نصب عينهِ واقتدى في جميع الأمور بهِ؛ ودخل على السيد علي قدس سره فقيهء فقال لهُ: أي سيدي أنت تسأل مني وأنا أسأل منك» فقال أنت اسأل مني. فقال الفقيه: كيف أسألك ولست بفقيه ولا عالم. فقال لهُ: أنت اسأل يمكن أن أقدر على الجوابء ققال الفقيه فسر لي قوله تعالى: «إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة4 [النمل: 5"] فقال: تريد تفسيرنا أو تفسيركم» قال: أفرق بين تفسيرنا وتفسيركمء قال: نعمء فقال: ما تفسيركم؟ فقال: الملك هو الله عر وجل والقرية قلبك فسد المنزل على المتوطنين وأزعجهم. والمراد بالمتوطتين الرياء والنفاق وسوء الخلى والتزوير والبهتان والفساد والطغيان» وكل ما هو خلاف رضاء الرحمئن» والمراد بالأعزة تلك الشياطين فيذلهم ويهينهمء فلما سمع الفقيه قوله صدقة وتعجب. قال صاحب أم البراهين: حدّئني الشيخ مقدام. قال: خرج السيد إلى السفر وكانت أول أسفاره بعد وفاة خالهء فنادى التقيب الفقراء إلى السفر فخرجوا واجتمعنا حولة يميئًا وشمالاًء وهم خلق كثير وفيهم الفقراء المخلصون والمشائخ المعتبرون والعلماء المقربون. فقال لا إلله إلا الله محمد رسول الله وبكى ورمى نفسة من المطية ووقع على الباب التاسع في ذكر بعض أعيان ذريته ومشاهير أصحابه وأتباعه وأهل خرقته لحن الأرض مغشيًا عليه؛ فلما أفاق كشف رأسه وجعل يمرغ وجهة في التراب ويقول: أي رب إلى متى تفضحني بين هذه الخلائق ومن أنا وأيش أناء لا آية من كتاب الله ولا خبر عن رسول الله ولد ثم بكى زمانًا طويلاً ورأسه ووجهة وشيبتة ممرغة بالتراب» ثم قام وكادت نفس الفقراء تزهق من البكاءء فركب المطية وقال شعرًا: ماللعواذل في هواك ومالي أنا قد رضيت بأن أموت بحالي هاقد مددت يدي لأسأل عفوكم فبحقكم ردوا جواب سؤالي قال وقد ظهرت منهُ في تلك السفرة أشياء عجيبة. وقال الشيخ محبوب: خرج عن أم عبيدة السيد علي رضي الله تعالى عنة» فخرج كبار مشائخ الجمع والفقراء في فم الديرء فلما دخلوا عليه وقبلوا يده قال لهم: مرحبًا بكم وأهلاً وسهلاً وأنشد: حياكماله وأحياكم ولاعدمناقطرؤياكم ولا حضرنا قط في مجلس مستحسن إلا ذكرئاكم قال: فأجلسهم وأحضر لهم الطعامء فلما فرغوا من الأكل قال لهم: أي سادة قولوا لي هل لكم من حاجة فتقضىء مع ما أنا عندكم تقضى الحوائج وإلى عندكم تشد الرحال وإلى بابكم مقصد الرجال ومعراج الأحوال» فقالوا: جئناك شوقًا إليك ومححبة لك لأنك اليوم شيخنا وإمامنا وصاحب الوقت والمشار إليه وكل الحوائج إليك وأنت الباب إلى كل الأسباب وفيك الحكمة وفصل الخطابء. فقال: أي سادة الإنصاف من الأشراف. إن أردتم الخبز والتمر والثياب فعندي» وإن أردتم الحق سبحانة وتعالى ورضاه فبين سواري رواق أم عبيدة» وأي حاجة كانت لكم فاطلبوها في أم عبيدة ثم زودهم الدراهم والئياب» ودعى لهم وسألهم الدعاء وشيعهم إلى خلف فم الدير. ذكر صاحب الشفاء أيضًا هاتين الحكايتين في كتابو» وقال: كانت خلاقتة خمس سنين وأشهرء وتوفي في يوم الأربعاء قبل صلاة الظهر الحادي والعشرين من صفر سنة أربع وثمانين وخمسمائة في فم الديرء وحمل إلى أم عبيدة عمّرها الله تعالى بأوليائه ودفن في قبة خاله رضي الله تعالى عنهماء وكان السيد علي لا يريد أن يدفن في فم الديرء فحضر عنده في مرض وفاتهِ ابن أخيه السيد شمس الدين محمد قدس سرهماء فقال: أي سيدي أخبرني بما سمعتةء يقول: أي علي أنت مني بمنزلة الصديق أبي بكر رضي الله تعالى عنه من رسول الله يَقِه فقال السيد محمد من يشهد معك في هذا الخبر؟ فقال: أبوك عبد الرحيم وعمك عبد السلام وجماعة آخرين من الفقراء» فشهد لهُ جماعة من الفقراء الحاضرين. فقال السيد محمد: أي سيدي كيف الصديق مع النبي في الدفن؟ فقال: رأسة عند سرته المباركة. ثم قال السيد علي: إذا أنا مت فاحملوني إلى أم عبيدة. ومنهم أخوه الشيخ رين الباب التاسع في ذكر بعض أعيان ذريته ومشاعير أصحابه وأتباعه وأهل خرقته الكبير والعارف الخبير زبدة الأولياء وعمدة الأصفياء. ذو القدر الرفيع والعز المنيع والقدم السابق والشرف الباسق»ء صاحب الخلق الكريم والقلب السليم» السيد عز الدولة والدين عبد الرحيمء تخلف بعد أنخيه النبيه فقام بعده بأخلاق مرضية وسيرة علؤيةء لا تأخذه في الله لومة لائم» كان يراعيى حقوق الله تعالى في كل حال ويقرب من كان هو المقرب من خاله» ويراعي حقوقة في جميع أحواله ويتمسك ويقتدي بخاله وخصاله؛ يقول حقًا ويعطي صددقًا. كان لليتامى كالاب الشفيق وللأرملة كالزوج الأليف. ويقول فرحي وتجارتي إذا فرح المسكين واليتيم» وكان ذا همة عالية ويرى جميع ما في يده من الدنيا عاريةء ويراعي من كان يخدم الفقراء خاصة. وكان ذا طرب وصوت حزين ووله وحنين ودمعة جارية وقلب عن غير الحق خلي وكشف جلي وخلق سني؛ وكان معروفًا بسوء الخلق فشكى إلى خالهِ من ذلك مرة فقال رضي الله تعالى عنه: إذا أعطاك الله تعالى خلقًا حسًا فلا بأس ولا يغيرك إذا عرفوك بسوء الخلق لك خلق سني. فحرفوها بالتصحيف ويقولون لك خلق سيء. وكان سريع الغضب سريع الرضا وإذا غضب يرعد كما ترعد الشجرة من الريح العاصف. وله غيرة عجيبة غريبة وكان إذا غضب من أحد بان عليه أثر غضبوء غضب مرة على ابنه السيد عز الدين أحمد فهلك؛ وقال مرة للسيد إبراهيم: أهلك عمك بيعدد خوص النخل نخل بستان السيد يحيئ النجار من الخلائقء وذلك موضع وسيع في جوار الرباطء وكان السيد أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عنهٌ يبجلهُ ويدنيه ويحبة دون أخوتهء ويقول لهُ: كل من أخوتك إذا مشى إلى مكان لحاجة أنا منهم مطمئن القلب. إلا أنت إذا مشيت إلى جهة أنا لا أزال خائقًا عليك من أهل تلك الجهة. لأنهم إن يقضوا حاجتك فلحوا وإن لم يقضوا حاجتك أخاف عليهم من الهلاكء وكان ذاكر الله تعالى على البأساء والضراءء وفي يقظتهِ ورقدته وقد استولى عليه الذكرء حتى كان إذا أراد أن يقص شاربة لا يقدر حتى يلزم شفتيهِ بيدهء وكان إذا نام يستمع منهُ زجل الشيخ» وكان يرغب أولاده بحفظ القرآن والاشتغال بالعلوم» فمن امتنع منهم من ذلك يمرض وربما منعهم من الطعامء قال صاحب أم البراهين: حدث عن السيد عبد الرحيم أنه قال: بينما أنا نائم ذات ليلة من الليالي» إذ رأيت كأنة قد نزل من السماء سيفان طولهما واحد وكسوتهما واحدةء فسلّم إلى سيف وإلى أخي سيف فتقلدنا بو. فجاء سيف أطول من سيفي. ثم جذب :أخي سيفة فانجذب وندبة فانتدب وهزه فبرق ضوءه حتى ملأ ضوءه الشرق والغرب والسهل والجبل» حتى كان يسلب العقول ويغشى الأبصارء فجذبت سيفي فلم ينجذب الباب التاسع في ذكر بعض أعيان ذريته ومشاهير أصحابه وأتباعه وأهل خرقته مم فانتبهت» وأتيت لعند سيدي أحمد الرفاعي رضي الله عنه وأخبرتة يذلك» فقال لي: أي عبد الرحيم لا يضيق صدرك ولا تحزن «#ذلك فضل الله يوتيهٍ من يشاء» [المائدة: 05] أي عبد الرحيم أخوك محتاج إلى السيف؛ لأنة في موضع مظلم بين الأعراب وله السيف ولذريتهء ولك العلم والكرسي والمحراب» وأنا لك وأنت في هذا الباب لا تحتاج إلى ذلك والقصد إليك وإلى بابك. ومع هذا كله فالحق أعرف بخلقه. ثم قال: أي عبد الرحيم وحق العزيز سبحانة أبيت أن يكون إلا فيك وأبت الربوبية أن تكون إلا بأخيك. وكان كما أراد الحق سبحانة كل شيء بإرادة العزيزء لكوني أردت أن يكون إليك والحق أراده لأخيك» وإني أردت أن لا يكون في أم عبيدة سوق والحق أراد وكان ذلك». وأردت أن لا أعرف والحق أراد. وفي بعض السير كان السيد عبد الرحيم يأخذ ويعطي ويثبت ويمحوء ويقول الولي يحيي ويميت بإذن الله تعالى إذا صار كله لله وكان الحق معة كيف يشاء. انتهى ما كان في ذلك السيرة. وكان يقول متى كان الفقر بإرادته تعبء. وإذا كان كله لله كان الله معهُ ومن أطاع الله تعالى أطاعة كل شيء. وقيل لهُ: أي سيدي لك بصيرة فقال: لا ما لي بصيرة لا أخي على البصيرة ولكن لي قلب كلما يريد هو إرادة الرزوبية أيضًا. قال الشيخ أبو الدر قدس سرهء لما غدا عنده وقد غفر الباري سبحانة لعبد الرحيم بن عثمان وذريتة» وقد عرض أعمالهُ في سوق المعرفة فلم يرد عليه منها حرف» حكي عن جماعة من الفقراء قالوا: كنا في السفر مع السيد عبد الرحيم قدس سرهء وكان زمان قحط فوصلنا إلى الصحراءء وقد زرعوا الشعير واصفر لعدم الماء» فنظر السيد عبد الرحيم إلى الأرض زمانًا ثم قال: أنزلوني عن المطية» قأنزلوه ومشى بين الزرع. ثم قال شعرًا: رجال إذا الدنيا دجت أشرقت بهم وإن أجدبت يومًا بهم نزل القطر ولو وطئوا يومًا على ظهر صخرة2 لائبته الصماء من وطئهم خضر فكانوا على ظهر لأرض عمودها وصاروا ببطن الأرض فاستوحش الظهر فيا شامنًا بالموت لا تشمتن بهم حياتهم فخر وموتهم ذخر ثم مشى فما وصلنا إلى البلد حتى أمطرت للخلائق ودام المطر أيامّاء حتى لم يتمكنوا من الخروج من البيوت فاستغاث الفقراءً الذين معاشهم من الترددء من الجوع . فخرج السيد عبد الرحيم من البيت ودعى فانكشف الغمام وطلعت الشمسء وكانت مدة خلافته أثني وعشرين سنةء وما سافر في تلك المدة إلا ثلاث سنين» ثم ترك السفر فقال له الفقراء في ذلك» فقال ما أسافر حتى يحصل لي الإذن من الله تعالى» وتوفي قدس ضف الباب التاسع في ذكر بعض أعيان ذريته ومشاهير أصحابه وأتباعه وأهل خرقته سره صبيحة يوم الأربعاء خامس شهر شوال سنة أربعة وستمائة؛ وغسلهُ الشيخ عبد الجبار والشيخ أبو شجاع ودفن في رباط أَحيهِ السيد عبد السلام. ومنهم السيد المقرب العالي المقام والسند المهذب القمقام الإمام الولي المقدم والهمام الصفي المكرمء صاحب الأسرار السيحائية وفائض الأنوار الرحمانية» ذو الحكمة اللقمانية والحياة العثمانية» الحبيب إلى القلوب والسليم من العيوب؛ سمي خليل الله وكنيه شيخ أولياء الله؛ وصفيه ذو القرب الأقرب والورد الأعذب» سيدي محيي الدين أبو إسحلق إبراهيم الأعزب قدس الله أسراره ونفعنا به آمين» تخلف بعد عمهٍ فقام بعده بأخلاق مرضية وسيرة حسنةء وكان حياؤه من الله تعالى في مرتبة أنه ما رقع رأسة إلى السماء أربعين سنةء يقنع بالدون من العيش في الدنيا الدنية» ويمنع نفسة من لذيذ الأطعمة والأشربة الشهية» يلبس القصير الخشن من الثياب رغبة ورهبة إلى الملك العزيز الوهاب» لم يجمع بين قميصين ولم يجاوز قميصه رؤوس أصابعه» أسوة بجده الإمام الأجلء وكانت عمامتة ذراعًا أو أقل. ما يبرد الماء لأجلهِ قط باختيار» وكان طبقه الأرض وصابونه الجدارء يراعي الأرامل والأيتام» ويصاحب الغرباء على الدوام» الاقتداء بآثار جده شعاره والتمسك بهديهٍ دثاره والسخاوة والحياء اختياره: وكان يقول: أنا يتيم الرواق. وبذلك كان افتخاره وهكذا قال لهُ جده إمام الآفاق: أي إبراهيم أنت يتيم الرواق: يوقر الكبار ويراعيهم ويرحم الصغار ويداريهم؛ التواضع والخضوع سنتة والتخضع والقنوع ديدلة» يحترم المشايخ والعميان ويذل أهل الدنيا ويهينهم. ولا يقوم بهم كائنًا مَن كان؛: مسكنةُ بحيث يدفع عنهُ الحر والبرد» والبكاء في اللبل كان لهُ وردّاء والفقراء في زمانهٍ كانوا ذوي عزة واحترام يبجلهم ويراعيهم بالإكرام» وكان من نعم الله تعالى عليه أنه تربى على مخدة جده وأبيه وعمه. وكان إذا سئل عن حال ولي أو نبي يخبر عن أحوالهم؛ فسئل عن حال الخليل عليه الصلاة والسلامء فقال مجموع صفاته وبين كيفية أعضائه؛: وكان في مجلسه رجل من أهل العلمء فقال له الفقراء ما قالهُ السيد إبراهيم في شأن الخليل» فقال الفقيه ما وجدنا ذلك في كتاب ولا سمعناه عن أحدء فسمع السيد إبراهيم قولهُ فتبسم وأشار بيده إلى نحوه» فنظر الفقيه إلى ذلك المكان فصرخ صرحة وقام ووقع على وجهه مغشيًا عليه: فلما أفاق قال للفقراء: رأيت الخليل عليه الصلاة والسلام وقد تعرى ويرى أعضائة السيد إبراهيم. وكان يسافر كثيرًا ويقول كلفني الله تعالى بالسفر. قال السيد أحمد الرفاعي رضي الله عنة للسيد إبراهيم يومًا في الخلوة: قم واخلفنيء فقام وخلفة وأدخل لسانة في فيه وجعل يزيده فيه» فدخلت عليهما الست رابعة فحردت» وقالت: يتبغي أن يكون ذلك لولدك صالح» فقال السيد أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عنه صالح ولدك وإبراهيم أيضًا ولدك. صالح غني وإبراهيم مسكين؛ وقال السيد أحمد الرفاعي رضي الله عنه له في حكاية الباب التاسع في ذكر بعض أعيان ذريته ومشاهير أصحابه وأتباعه وأهل خرقته ريف طويلة: أي إبراهيم رمى العزيز محبتي ومحبتك في الماء والهواءء فكل من شرب الماء وشم الهواء أحبني وأحبك» فمثل ما يحبوني يحبونك. وكان السيد إبراهيم يمدح نفسة بهذا البيت شعرًا: ترى تخلف الأيام مثلي لكم فتى طويل نجاد السيف رحب المقلد وكان ينشد أيضًا: ولة أيضًا: تحسبت وشاة الحي أن لم يرحموا دنقًا تعلل بالهوى أسقامة وذكر الهمداني في كتابه بهجة الأسرارء الذي ألفهُ في مناقب الشيخ عبد القادر الجيلاني قدس الله سرهء عند ذكر الشيخ إبراهيم الأعزب نفعنا الله به ما نصهٌ: ومنهم الشيخ أبو إسحلق إبراهيم بن علي الملقب بالأعزب رضي الله عنة» هذا الشيخ من أعيان مشائخ البطائح وأعلام العارفين وصدور المحققين» صاحب الكرامات الظاهرة والأحوال الفاخرة والمعارف الزاهرة والحقائق الياهرة؛ والعلوم اللدنية والمعاني النورية صاحب المقامات الجلية والمراتب العلية؛ والفتح الموفق في معادن الأسرار والكشف المشرق في مطالع الأنوار والاطلاع الموضح عن حقائق الآيات والنظر الجالي بعرايس المغيبات» له المجلس العالي في حضائر القدس والمشرب الحالي من مناهل الوصل » والمقر السامي في أرائك القرب والمنهاج الموطأ على متن الملكوت إلى ملك الجبروت والمعراج الأعلى فوق مراقي الصعود إلى حضرة الشهود. ولهُ التقدم في التعالي والتصدر في التداني ء والسبق إلى حلبات المحامد والمعالي» والجمع بين أطراف السعادة والتهاني» وله الباع الطويل في علوم المنازلات؛ واليد البيضاء في معاني المشاهدات» والذراع الرحب في التصرف الخارق؛ والقدم الراسخ في التمكين الواسع» وهو أحد من أظهره الله تعالى إلى الوجود وصرفة في الكون وخرق له العادات» وأظهر على يديه الخارقات وأنطقه بالمغيبات وأجرى على لسانه الحكم. ومكنة من أحوال النهاية ومَلْكَهُ أسرار الولاية» ونصبهُ قدوة وحجة؛ وهو أحد أركان هذا الشأن وإمام أئمة ساداته» وأعلم العلماء بأحكامى وأولى الأيدي والأبصار بمناهجه » علمًا وعملاً وزهدًا وتحقيقًا ورياسة وأخذ عن عهد الطريق وتخرج به ولقي جماعة من مشايخ العراق رضي الله عنهُ» انتهت إليه رياسة هذا الشأن بالبطائح في وقته وتخرج به غير واحد من أهل البطائح وغيرهمء لين الباب التاسع في ذكر بعض أعيان ذريته ومشاهير أصحابه وأتباعه وأهل خرقته وانتمى إليه جماعة من الأكابر وتلمذ له خلق من الصلحاء؛ واجتمع عنذه أمة من المريدين الصادقين وانتفعوا بكلامه وصحبتهء وخلف أباه الشيخ أبا الحسن عليًا بعد وفاته في المشيخة برواق أم عبيدة» وكان أجل أهل زمانه يومئذ» وكان فيما بلغني أنه يحل المشكلات الواردة مؤيدًا في كشف مخفيات الأحوالء وكان ظريمًا جميلاً كريمًا متواضعًا خاشعًا ذا حياء واقر وعقل ودين» صلب محبًا لأهل العلم مكرمًا لأهل الدين شديد التواضع محفوظ الجناح دائم البشرء مشتملاً على أكرم الشكم وأشرف الصفات وأجمل الأخلاق وأكمل الآداب. وكان عالمًا فقيهًا على مذهب الإمام الشافعي رضي الله عنة يلبس لباس العلماء ويتكلم على أصحابهء وكان لهُ كلام عال على لسان أهل المعارف منة رؤية الأصول باستعمال الفروع وتصحيح الفروع بمعارضة الأصول. ولا سبيل إلى مشاهدة الأصول إلا بتعظيم ما عظمة الله تعالى من الوسائط والفروع؛ وذكرك منوط بك إلى أن يتصل ذكرك بذكرهء فحينئذ ترفع وتخلص من العلل» فما فارق حدث القدم إلا تلاشي الحدث وبقي الأصل وذهبت الفروع كأن لم تكن» والتبرع إلى استدراك علم الانقطاع وسيلة والوقوف على حد الاختيار نجاة؛ واللباد”'2 بالهرب من علم الذنوب وصلة والاستماع قبول الخطاب والانبساط في محل الأنس عزة» والتصوف مراقبة الأحوال ولزوم الآداب» ومن تجلى بشاهده قصم ومن تجلى بشاهد الحق عصمء ومنهُ كلى حال طَرَقُكٌ وأشكل عليك فاطلبةُ في مفاوز العلم» فإن لم تجده ففي ميدان الحكمة؛ فإن لم تجده فزنةُ بالتوحيد» فإن لم تجده في هذه المواضع فاضرب به وجه الشيطان» وتوبة الاستجابة أن يتوب العبد حياء من ربهِ عزّ وجل» والتواضع قبول الحق ممن كان والتوكل أن لا يظهر فيك انزعاج إلى الأسباب مع شدة فاقتك إليها وأن لا تزول عن حفيقة السكون إلى الحق. والصبر الوقوف مع البلاء بحسن الأدبء والرضى نظر القلب إلى قديم: اختيار الله تعالى للعبد وللعبودية في أربعة خصال: الوفاء بالعهود والحفظ للحدود والرضاء بالموجود والصبر على المفقود» والاستقامة انفراد القلب لله عر وجلّ؛ والادب حسن معالة الله تعالى سرًا وجهرّاء والمعرفة على ثلاثة أركان: الهيبة والحياء والأنس» والعلم الأكبر الهيبة والحياء» فمن عري عنهما فقد عري عن الخيرات» والمحبة إقامة العتاب على الدوام والشوق احتراق الأشياء» وتلهب القلوب وتقطع الأكبادء وإذا عاين القلب أربعة أشياء يرى الأشياء كلها: الله عرّ وجنّ ملكاء ومن الله تعالى ظهورّاء وبالله تعالى قيامًا وإلى الله تعالى قيادًا وإلى الله تعالى مرجعاء فقد أخذ من النفس ومن علامات الولي أربعة أشياء: صيانة سره بينهُ وبين الله عرّ وجل وحفظ جوارحه فيما بين وبين أمر (1) اللباد: صائع اللبود ومنه اللبادة وهو ما يليس من اللّبود للوقاية من البرد. الباب التاسع في ذكر بعض أعيان ذريته ومشاهير أصحابه وأتباعه وأهل خرقته نارفا الله تعالى» واحتمال الأذى فيما بينهٌ وبين خلق الله تعالى» ومداراته للخلق على قدر تفاوت عقولهمء وأركان الوصل بين العبد وبين الله تعالى ثلاثة: الاستغاثئة والجهد والأدبء فمن العبد الاستغاثة ومن الله عر وجل القربة» ومن العبد الجهد ومن الله عر وجل التوفيق» ومن العبد الأدب ومن الله عزّ وجل الكرامةء ومن تأدب بآداب الأولياء صلح لبساط القربة ومن تأدب بآداب الصديقين صلح لبساط المشاهدة؛ ومن تأدب بآداب الأنبياء عليهم السلام صلح لبساط الأنس والانبساط»ء وإذا كانت نفسك غير ناظرة لقلبها فأدبهاء وما ركَنَ أحد إلى الدنيا إلا لزمهُ غيب القلوب» ومنهُ المقامات كلها تبع للقلب والقلب واقف مع الله عر وجل وحكم المبتدىء أن يهتدي بالحقائق ويسير بالعلم ويجهد في العمل؛ ومن علامات المقربين أن يرفع الحجب بين القلوب وبين علام الغيوب؛ ومن ركب النهاية في بدايته كان ذلك علمًا على قربهء فقوم شهدوا الداعي وقوم شهدوا النداء وقوم شهدوا البلاء؛ فمن سمع النداء سار إلى الجنة ومن شهد البلاء انتهى إلى الدرجات؛. ومن شهد الداعي صار. إلى الله عر وجل. وهم خواص الخواص الذين لا يحجبون عن الله عرّ وجل طرفة عين» أولئك عياد ربطوا قلوبهم بأزمة التيقظ ورعى عزمهم عز وجل عن الفتوره وحرس نياتهم عن طوارق الاعتلال» وقطع إرادتهم عن التطلع إلى غيرهء واظمأ قلوبهم من الاشتياق إلى رؤيته وأيقظ عقولهم في حكم صنعته» وأطلع أفئدتهم على قرب مراقبته» وتحوّل أرواحهم بين نساثم صفاته وأدناهم إدناء من آنس بهء وناجاهم مناجاة من أمنه وفاوضهم مفاوضة من ارتضاه لسرهء سيماهم الحياء في حال الأدنى رضي الله عنهمء وكان يتمثل بهذه الأبيات: تكشف غيم الهجر عن قمر الحب 2 وأسفر نور الصلح عن ظلمة العتب وجاء نسيم الاتصال مخفمقًا قصادفهةُ حسن القبول من القلب ودبت مياه الوصل في روضة الرضا 2 فصر الهوى يهتز كالخصن الرطب فلم ندر من طيب الوصال وحسنه أفي نزهة كنا هنالك أم حرب فيا من سبا عقلي هواه تركتني 2 أفكر ما بين التعجب والعجب أخبرنا أبو الفرج عبد الوهاب بن الحسن بن الإربلي قال: سمعت الشيخ الأصيل العارف نجم الدين أبا العباس أحمد ابن الشيخ الجليل أبي الحسن علي البطايحي يقول: كان أخي الشيخ أبو العباس إبراهيم دائم المراقبة كثير الخشوع شديد الهيبةء ملازم الإطراق لا يرفع رأسة إلى السماء حياء من الله عزّ وجلء ورأيت الأسود غير مرة تأتيه وتمرغ وجوهها على قدميه. ورأيتة نائمًا في الرواق في يوم صيف شديد الحر وعتد رأسه حية عظيمة في فمها باقة نرجس تروحة بهاء وشهدتة مرة وقد أتاه رجل ومعة شاب وقال اضف الباب التاسع في ذكر بعض آعيان ذريته ومشاهير أصحابه وأتباعه وأهل خرقته لَهُ هذا ابني وقد أكثر من مخالفتي وزاد في عقوقي؛ فرفع الشيخ رأسهٌ وكان مطرقًا ونظر إلى الشاب فمزق ثيابة وأخذ من نفسه وحواسه وغدا إلى البطيحة» وبقي شاخضًا إلى السماء يأوى إلى السباع 5 يأكل ولا يشربء. وبقي على هذه الحالة أربعين يوماء ثم جاء أبوه يشكو إلى الشيخ سوء حاله على ولده فأعطاه خرقة وقال له: امسح بهذه وجه ابنك» فلهب وفعل فأفاق أيئة» وجاء إلى الشيخ ولزم خدمتة وكان من بعض أصحايف أخبرنا أبو الفرج عبد الملك بن محمد بن عبد المحمود الرابعي الواسطي قال: سمعت شيخنا الشيخ نجم الدين أبا العباس أحمد ابن الشيخ أبي الحسن علي البطايحي يقول: كان أخي الشيخ إبراهيم الأعزب ظاهر التصريف في البواطن والظواهرء وكان إذا قال لأشد الناس خوفًا من النار اذهب إلى النار فلم يشعر بنفسهٍ إلا في النارء ويمكث فيها ما شاء الله عرٍّ وجل ويخرج منها وما احترقت ثيابهُ ولا ضرت منه شيئًاء كان وإذا قال لأشد الناس خوفًا من الأسد اذهب إلى الأسد فلم يشعر بنفسه إلا وهو راكبة أو قائده من غير أن يروعهُ ولا يضرهء وإذا أحب رجلا لا يقدر ذلك الرجل على مفارقته ويجد باعئًا من نفسه يقوده إليه طوعًا وكرمّاء وإذا كره رجلاً يجد ذلك الرجل في نفسه مانعًا يصده عن الشيخ أخبرنا الشيخ أبو زيد عبد الرحمئن بن سالم بن أحمد القرشي قال: سمعت الشيخ العارف الواسطي بالإسكندرية يقول: حكى لي الشيخ الصالح أبو المجد سعد الله بن سعدان الواسطي يقول: كان حاضرًا مجلس الشيخ أبي إسحلق إبراهيم الأعزب رضي الله عنة» وكان يتكلم على أصحابه فقال في بعض كلامه: أعطاني ربي عر وجل التصريف في كل من حضرنيء» فلا يقوم أحد ولا يقعد ولا يتحرك في حضرتيء إلا وأنا متصرف فيه» فقلت أنا في نفسي: فها أنا أقوم إذا شئت وأقعد إذا شئت» فقطع كلامهُ والتفت إلى جهتي وقال: يا سعد الله إن قدرت على القيام فقمء فنهضت لأقوم فلم أستطع وإذا أنا كالمقيد لا أستطيع الحركة فحملت إلى داري على أعناق الرجال فبطل شِقَيء وبقي حالي كذلك شهرّاء وعلمت أن ذلك بسبب اعتراضي على الشيخ» فعقدت التوبة مع الله تعالى وقلت لأهلي: احملوني إلى الشيخ» ففعلواء فقلت: يا سيدي إنما كانت خطرة فنهض وأخذ بيدي ومشى ومشيت معهٌ فذهب ما كان بي. أخبرنا الشيخ الصالح أبو الفرج عبد المجيد بن معاني بن هلال العباداني قال: سمعت أبي يحدث عن أبيهِ قال: سمعت الشيخ إبراهيم الأعزب رضي الله عنة يقول: لا يزورنا أحد إلا إذا أردناه» قال: فقصدت مرة زيارته وخطر في نفسي هذا الكلام» وقلت في نفسي ها أنا أزوره إن أراد أو لم يردء فلما أتيت باب الرواق رأيت ثم أسذا عظيمًا هالني منظره فكر علىٌّ» فوليت على عقبي مدبرًا وقد اشتد هلعي وكنت معتادًا بصيد الأسد وقتلهاء فلما أبعدت منة وقفت أنظره وإذا الئاس يدخلون ويخرجون ولا الباب التاسع في ذكر بعض أعيان ذريته ومشاهير أصحابه وأتباعه وأهل خرقته اانا يعترضهم ولا يرونة في ظنيء فأتيت من الغد وإذا هو موضعهٌ على حالهء فلما رآني قام إلىّ ففرت منهُ وصار حالي كذلك شهرًا لا أستطيع الدخول ولا القرب من الباب» فأتيت إلى بعض مشايخ البطائح وشكوت إليه حالي فقال: انظر في نفسك أي ذنب أتيت بهء فذكرت لهُ خطرتي. فقال: من هنا أتيت والأسد الذي رأيتة هو خال الشيخ إبراهيم» قال: فاستغفرت الله تعالى ونويت التوية من الاعتراض ثم أنيت إلى باب الرواق» فقام الأسد ودخل إلى أن أتى إلى الشيخ ومازحهُ وغاب عني» فلما قبلت يد الشيخ قال لي مرحيا بالتائب. أخبرنا أبو العفاف موسى ابن الشيخ أبي المعالي عثمان بن موسى البقاعي» قال: سمغت أبي رحمة الله تعالى يقول: حكى لي أبو المعالي غانم بن مسعود العراقي التاجر الجوهري ؛ قال: عزمت في بعض السنين على السفر إلى بلاد العجم في تجارة» فأتيت الشيخ إبراهيم مودعًا فقال لي: إن وقعت في شدة فنادني باسميء فلما توسطنا صحراء خراسان خرج علينا خيل فأخذوا أموالتا وساقوها بين أيديهم ونحن ننظر وذهبواء فذكرت قول الشيخ وكنت في جماعة معتبرين من رفقتي فاستحيت منهم أن اذكر اسم الشيخ بلساني فاختلج في سري الاستصراخ بوء فلم يتم خاطري حتى رأيتة من بعد على جبل بيده عصى يومي بها نحو أولئك الخيل» فلم نشعر حتى جازوا بجميع أموالنا وسلموها إليناء وقالوا لنا: انطلقوا راشدين فإن لكم نبأء فقلنا: وما هو؟ فقالوا: رأينا رجلاً على الجبل وبيده عصى يومي إلينا برد أموالكم وقد ضاق عليتا الفضا من هيبته ورأينا الهلاك في مخالفتو». وكان منا مَن تصرف ببعض أموالكم فرده حتى جمعنا بعصاه. ثم رأيناه وما نظنه إلا من السماء. أخبرنا أبو محمد سالم بن علي الدمياطي الصوفي؛ قال: سمعت الشيخ صالح بقية السلف أبا العزائم مقدام بن صالح البطايحي نزيل الحدادية بهاء قال: زرت مع الشيخ إبراهيم الأعزب رضي الله عنه قبر الشيخ أبي محمد الشنبكي رضي الله عنهُ بالحدادية» فقال الشيخ إبراهيم: سلام عليكم دار قوم مؤمنين» فسمعت الشيخ أبا محمد من قبره يقول وأنت فعليك السلام يا شيخ إبراهيم» فتواضع له الشيخ إبراهيم» فقال لهُ الشيخ أبو محمد مثلك من يكون شيخحًا مكملاء ثم قال لهُ: يا شيخ إبراهيم هبني مقدامًا يقيم عنديء. فإني أحب تلاوة القرآن» فقال الشيخ إبراهيم: يا سيدي أنا ومقدام بين يديك. فقال: لا بد من إذنك له في ذلك» فقال لي الشيخ إبراهيم يا مقدام قد سمعت ها قال الشيخ. فقلت: سمعًا وطاعة وودعت الشيخ إيراهيم: وجلست عند قبر الشيخ أبي محمد أتلو القرآن. قال أبو محمد الدمياطي: فكان مشايخ البطائح يقولون: إن الشيخ إبراهيم جلس عند قبر الشيخ أبي محمد الشنبكي رضي اله عنه ثلاثين ألف ختمة. أخبرنا أبو الفرج نصر الله بن قلادة الجواهر/ م ؟؟ 78 الباب التاسع في ذكر بعض أعيان ذريته ومشاهير أصصابه وأتباعه وأهل خرقته يوسف بن خليل الأزجي الحنيلي» قال: سمعت الشيخ أبا العباس أحمد بن إسماعيل بن حمزة الأزجي المعروف بابن الطيال قال: سمعت الشيخ المعمر أبا المظفر منصور بن المبارك بن الفضل الواعظ الواسطي المعروف يجراده» قال: عدت مع الشيخ أبي إسحلق إبراهيم الأعزب مريضًا عليه جرب كثيرء فشكى إلى الشيخ منهُ ضررًا كثيرّاء فالتفت الشيخ إلى خادمه وقال لهُ أتحمل هذا الجرب عن هذا الفقير؟ فقال: نعم يا سيديء» فقال الشيخ: قد حملتة عنك وحملتة هذاء يشير إلى خادمهٍ فانتقل جميع ما على الرجل من الجرب إلى خادم الشيخ» وبقي جسد الرجل كالفضة البيضاءء ثم خرج الشيخ ونحن معهُ وخادمة يشكو من الألم. فلما كنا ببعض الطريق رأينا خنزيرّاء فقال الشيخ لخادمه: قد حملت عنك هذا الجرب وحملتة لهذا الخنزيرء فانتقل الجرب إلى الخنزير وعوفي الخادم لوقته. أخبرنا الشريف أبو عبد الله محمد بن الشيخ أبي العباس الخضر بن عبد الله الحسيني الموصلي» قال: سمعت الشيخ العالم العارف أبا الفرج حسن الدويرة المصري المقرىء يقول: حكى لنا بعض أصحابنا الصلحاء: أنه حضر سماعًا بأم عبيدة فيه الشيخ إبراهيم الأعزب؛ وفيه أكثر من سبعة آلاف رجل وأنا في آخر الناس» بحيث تعسر علي رؤية الشيخ إبراهيم لبعده عني» فخطر في نفسي إنكار على رؤية الشيخ إبراهيم ليعده عاق وطن ان تقسن إنكار على جمدهوة اقلم يضم خاطري تي جاء الشيخ إبراهيم يشق صفوف الناس» حتى وقف عليّ وعرك أذني وقال: يا بني إياك والاعتراض على أهل الله تعالى ولو وجدت ما وجدت لا تنكر عليهم؛ ثم ولى عني فخررت لوجهي مغشيًا عليّء فحملت إليهٍ فقال لي: يا بنيّ ألم تعلم أن قلوب الخلق بين أيدينا كالمصابيح من وراء الستارة» نشهده رأي العين: وهل يخفي الحبيب عن حبيبه شيئًا. أحخبر نا الفقيه العالم الناسك برهان الدين أبو إسحلق إبراهيم ابن الشيخ الصالح .بقية السلف أبي زكريا يحيئ بن يوسف العسقلاني الحنبلي قال: سمعت أبي رحمة الله تعالى يقول: مرضت مرضًا ظننت أني منةُ ميتء فذكرت ذلك للشيخ إبراهيم الأعزب رضي الله عنة وكنت عنده يومئذ زائرًا بأم عبيدة» فأطرق الشيخ ساعة ثم قال: لي يا سيدي أنت ما تموت في هذه المدة قد بقي من عمرك عدة زمان طويلء قال: وعاش والدي رحمة الله تعالى بعد ذلك أكثر من خمسين سنة. أخبرنا الشيخ الصالح أبو المحاسن يوسف بن أبي العياس أحمد بن شبيب المقرىء المصريء قال: سمعت الشيخ المقرىء العالم العدل أيا طالب عبد الرحمئن بن أبي الفتح محمد بن عبد السميع الهاشمي الواسطي يقول: جمع أبو إسحلق إبراهيم الأعزب رضي الله عنهُ مريديه ذوي الأحوال وخطبهم فأبلغ» ثم قال:استخرت الله تعالى لكم في أن آخذ منكم أحوالكم الباب التاسع في ذكر بعض أعيان ذريته ومشاهير أصحابه وأتباعه وأهل خرتته وعم وأدخرها لكم عند الله تعالى» ليزكيها لكم عنده فإن آفات الحياة كثيرة وإني خفت عليكم منها. أخبرنا أبو محمد أحمد بن أبي النجا سالم بن يوسف الهاشمي الموصلي» قال: سمعت الشيخ العالم العارف أبا عبد الرحيم عسكر بن عبد الرحيم النصيبيني بهاء قال: حضرت برواق أم عبيدة سماعًا فيه الشيخ إبراهيم الأعزب رضي الله عنة فأنشد القوال: رماني بالصدود كما تراني ووقتكي كله حلولذيذ رضيت بصنعه في كل حال فيامن ليس يشهدمارراه وألبسني الغرام فقد براني إذاماكان مولاي يراني ولست بكاره ما قد رماني فتواجد الشيخ إبراهيم ووثب على الهوى على رؤوس الناس» ثم أنشد يقول: إن كنت أضمرت غدرًا أو هممت به أو كانت العين مذ فارقتكم نظرت أو كانت النفس تدعوني إلى سكن وما تنفست إلا كنت في نفسي كم دمعة فيك لي ما كنت أجريها حاشا فأنت محل النور من بصري ما في جوائح صدري بعد جانحة ثم أنشدأيضًا: مجال قلوب العارفين بروقه معسكرة فيها ومجنى ثمارها حباها فأدناها فحازت مدى الهوى يومًّافلا بلغت روحي أمانيها شيئًا سواكم فخانتها أماقيها سواك فاحتكمت فيها أعاديها تجري بك الروح مني في مجاريها وليلة كنت أفني فيك أفنيها تجري بك النفس منها في مجاريها إلا وجدتك فيها قبل همافيها الهية من دونها حجب الرب تنسم روح الأنس بالله في القرب قلولا مدى الآمال ماتت من الحب فصاح الشيخ إبراهيم ونادى: يا للرجال. قال: فرأيت رجال الغيب ينزلون عليه من الهوى مثنى وثلاث ورباع يقولون لبيك لبيك. سكن رضي الله عنهُ أم عبيدة بأرض البطائح وبها مات سنة تسع وستمائة ودفن بها وقبره هناك ظاهر يزارء وكسفت الشمس يوم موتهء فقال الشيخ علي القرشي رضي الله عنهُ وكان حينئذٍ بدمشق قد كسقت اليوم شمس السماء وغابت شمس الأرض» فقيل: ومن شمس الأرض؟ فقال الشيخ إبراهيم كن الباب التاسع في ذكر بعض أعيان ذريته ومشاهير أصحابه وأتباعه وأهل خرقته الأعزب وقد مات اليوم. وروي عن بعض مشائح البطائح رآه بعد موتهء فقال لهُ: ما فعل الله بك؟ فأنشد: لاحظتة حين أرآني ولاحظني فغيت عن رؤيتي عني بمعناه وشاهدت همتي حمقًا ملاحظتي لماتحققت معلى كون رؤياه فلا إلى فرقتي وصلي ولا سكني20 إلى سواه فشاني طيب لقياه وذكر القطب الرباني والعارف الصمداني سيدي الإمام عبد الوهاب الشعراني في مننه ما نصة: وكان سيدي إبراهيم الأعزب بالعراق له خمسون ألف مريد» فورد عليه فقيرء فقال: كيف يقدر هذا على تربية هؤلاء ومعرفتهم؟ فلما دخل على الشيخ وجد عليه قميصًا أزرقًا وطاقية زرقاء فقال لهُ مكاشمًا: ليس على تعب في تربيتهم لأن الله تعالى جعل قلوب الكل بيديء» ثم قام فوقف على باب الرواق وجمع أصابع كفه في الهواء وإذا بهم يهرولون من كل مكان حتى امتلا الرواق» ثم يسط أصابعه فرجع كل واحد منهم من حيث جاء؛ حتى لم يبق في الرواق أحد فلا هو كلمهم ولا هم كلموه. فانظر يا أخي إلى هذا التصريف العظيم انتهى . ومناقب سيدنا إبراهيم الأعزب قدس الله سره كثيرة لا تحصى. اكتفينا منها بهذا المقدار تبركًا بآثاره العظيمة المنارء ومنهمالسيد الجليل والعلم الطويل قرة عين الأولياء وإمام أكابر الأصفياء عز الملة والطريقة والحق والحقيقةء الغوث الجامع القطب الجواد أبو القاسم المعروف بأبي علي السيد أحمد الصياد رضي الله عنهُء قال الإمام الفاروثي في النفحة المسكية السيد أبو القاسم عرز الدين أحمد الكبير ويلقب بالصيادء هاجر من العراق إلى الحجاز ثم إلى اليمن ومصر وتزوج فيها من آل الملك الأفضل» وأعقب بها السيد علي وتركه عند أخواله. وهاجر إلى الشام؛ كل ذلك خيفة الشهرة ولكيلا يشتغل بالخلق عن الخالق. إلى أن قال وقد اشتهر أمر السيد أحمد عز الدين أبي القاسم الصيادء ويقال له في الشام أبو علي وفي اليمن أبو الخير»؛ وقد حمله جده بيده وعظم شأنة وبشر به وأئنى عليهِء وقال فيه: ستكون له دولة عظيمة وتزوره الأسود. انتهى. وقال في جلاء الصدا: إن جده رضي الله عنه أجلسة على ركبته في زمان طفوليته قبل ولع يكن ذلك يعهد من لأحد» .وقاله رضي الله تعالن عبار يكوة له دولا عليية وشأن كبير وشهرة؛ وبعدي تزوره الأسود التي في هذه البقعة اه ثم لما اشتهر شأن السيد أحمد الصياد رضي الله عنهُ وعظم أمره وعلا صيتة وكبر مقامه وخفقت في الخافقين أعلامة» وبلغ عمره ثمانية وأربعين سنةء ففي تلك السنة خرج رضي الله عنة مهاجرًا من الباب التاسع في ذكر بعض أعيان ذريته ومشاهير أصحابه وأتباعه وأهل خرقته نان العراق إلى زيارة جده سيد الأنام عليه أفضل الصلاة والسلام» وفي سنة خروجه رضي الله عنهُ توفي الخليفة أبو العباس أحمد الناصر لدين اللهء وتلك سنة الاثنين والعشرين والستماثة» فزار النبي المعظم يِ نم حج واعتمر وجاور بمدينة جده عليهٍ الصلاة والسلام تسع سنين» وظهرت على يديه الكرامات وبنى رباطا في المدينة المنورة بالقرب من ثقيفة الرصاص معروقًا برباط الرفاعي» وأخذ عنهُ الطريقة ابن نميلة الحسيني حاكم المدينة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام والإمام عبد الكريم محمد الرافعي القزويني صاحب الشرح الكبير علي الرجيزء والشيخ علم الدين علي بن محمد السنجاوي صاحب شرح الشاطبية والمفضل في شرح المفصل وغيرهما من الكتب في كل عامء والشيخ العارف بالله العالم العلامة تاج الدين الأبيدري وغيرهم رضي الله عنهمء وتلمذ لهُ أناس لا يحصى عددهم فخاف على نفسه من آفة الشهرة والاشتغال بالخلق عن الخالق؛ فهاجر أيضًا بعد الإشارة الباطنية بنشر طريقتهِ العلية إلى اليمن؛ وأخذ عنة جماعة كثيرة ينتهي إليهم الشيخ أبو بكر العدني صاحب كتاب النجم الساعي: والشيخ أبو شكيل الأنصاري والشريف محمد العلوي والشيخ أبو بكر الضجاعي وغيرهم» وبنى فيها الزوايا الكثيرة وخاف على نفسه من آفة الاشتغال بالخلق» فهاجر منها إلى مصر بعد أن مكث في اليمن سبع سنين على الصحيحء فأقام بمصر في المسجد الحسيني وكانت سنة ستمائة وثمانين وثلاثين فأقبل عليه الناس وتلمذ لهُ العلماء والشيوخ وأكابر الرجال والأشراف. وحضر مجلسة وحلقة ذكره جمال الدين أبو عمرو بن الحاجب رحمة الله» وانتسب إليه خلق كثيرون وبنى لهُ فيها رباطا مياركًا في محلة 0 وتزوج بمصر وهاجر مئنها بعد أن أقام بها سنتين لا زيادة وترك قدس سره زوجتة حاملة» فولدت له سيدي علي المعروف بأبي الشباك في تلك السنة» وتوفيت بعد ولادته وبقي رضي الله عنهُ في بيت أخواله آل الملك الأفضل وبقي إلى أن بلغ حد الرجال؛ وزهد وتصوف وعظم أمره وكبرت شهرتة في مصرء وأعرض عن الدنيا بالكلية وبئى له الرباط المشهور المدفون فيه الآن بمحلة سوق السلاح بالقرب من الرملية وهو معروف بمصر ويزار فيها إلى الآن. ثم إن والده صاحب الترجمة مولانا السيد أحمد الصياد رضي الله عنهُ نزل بتلك السنةء الشام وهي السنة التي توفي فيها الخليفة أبو جعفر المنصور الملك العادل المشهور. فأناء ها كلاذ نحل نه رفس اهن إلى عض فأقام فيها رضي الله عنة ثلاث سنين وبنى فيها رباطاء وأخذ عنهُ رجال أعاظم قدم عليهم بحمص الشيخ جمال الدين بن محمد الأميرء وأبقاه بعده شيخ الرباط بحمصء وتتلمذ لهُ رضي الله عنهُ خلق لا يحصى عددهمء وهاجر منها إلى متكين قرية من أعمال معرة النعمان من أعمال حلب ذفن الباب التاسع في ذكر بعض أعيان ذريته ومشاهير أصحابه وأتباعه وأهل خرقته في سنة ستمائة وثلاثة وأربعينء وكان إذ ذاك في القرية المذكورة من أهلها الشيخ صالح الصوفي الزاهد الشيخ عبد الرحمئن» وفي بيته أخته الصالحة الخضراء أم الخير» وكانت في غاية الجمال إلا أنها أقعدت من أربع سنينء ففي تلك الليلة رأت في منامها رجلاً يقول: عليك بهذاء وأشار لها إلى رجل أسمر اللون حسن المنظر أسود اللحية طويل القامة خفيف الوجود وسيع الجبهة؛ ثم قال لها هذا صاحب الوقت تمسكي بحبل ولايته ويعافيك اللهء فلما أصبحت أخبرت أخاها الشيخ عبد الرحملن بذلك» وقالت: بالله عليك تتفقد قريتنا عل أن يقدم عليها اليوم أحد أهل الوقت» فإن هذه الإشارة إشارة صادقة» فقام الشيخ عبد الرحمئن وتفقد القرية فرأى الشيخ الأجل والقطب الأكمل سيدنا السيد أحمد الصياد قدس سره ومعة ابن أخيه القطب الجليل الشيخ شرف الدين أبو بكرء نجل مولانا الشيخ عبد المحسن أبو الحسن بن عبد الرحيم رضي الله عنهماء فدعاه وابن أخيه إلى بيتهِ وذكر لهُ رؤيا أختهِ وطلب منهُ أن يقرأ عليها ما تيسرء فطلب منهُ أن يعقد لهُ عليها فأجابء فعقد له فدخل عليها رضي الله عتهُ وأخذ بيدها وقال لها قومي بإذن الله فقامت في الحال وتزوج بها رضي الله عنهُء وقال بعد ذلك لابن أخيه يا شرف الدين طاب المتكأ في متكين. يشير بها إلى طول المكث في القرية المذكورة؛ وفي الحقيقة أقام بها وبنى فيها الرباط الكبير النشهور المدفون فيه الآن» وكثرت أخوانة وعظم شأنه وقصدتة الرجال من الشام والعراق وأظهر الله على يديه خوارق العادات» وانقطع عن الخلمق وأعرض عما في أيدي الناس وعمت بركتة وعظمت حالتة. وكان إذا حل بالناس قحط وجدب استسقوا له فيسقون ببركته» وقد مرّ على أرض مزروعة كاد زرعها أن يتلف من عدم المطرء فنزل عن دابته ومشى بين الزرع وبكى» وقال متمثلا بقول الشاعر: رجال إذا الدنيا دجت أشرقت بهم وإن أمحلت يومًا بهم ينزل القطر فيا شامنًا بالموت لا تشمتن بهم ١‏ حياتهم فخروموتهم ذخر وخرج إلى الزرع فما خرج إلا والسماء هطلت بالمطر وبقيت على ذلك أيامّاء حتى استغاث الناس من المطر فدعى الله فاتكشف المطر وطلعت الشمسء. ونقل مثلها عن أبيه القطب الكريم مولانا السيد عبد الرحيم رضي الله عنة» قال الشيخ شرف الدين أبو بكر بن عبد المحسن أبي الحسن الرفاعي؛ كنا مع السيد أحمد الصياد قدس سره حين سافر الحجازء فمررنا في طريقنا من مشرق هيت بأرض خالية يقال لها الجرف» وقد أضرنا العطش حتى كادت القافلة أن تهلك فتفقدنا الماء فلم نجد أثرًا للماء» فجاء كل من القافلة وبكى أمام السيد أحمد فتواجد وضرب بعصاه الأرض فنبع ماء غلظ الأصبع من الباب التاسع في ذكر بعض أعيان ذريته ومشاهير أصحابه وأتباعه وأهل خرقته يذانا محل ضرب العصى» فشربت القافلة والدواب ومشينا على أحسن حال» ثم رجعت بعد أن مشت القافلة فلم أرَ الماء» فقلت: يا سيدي غاب الماء ليت لو بقي للناس» فقال: شربت وشرب الناس من ماء العناية والله تعالى رحيم رؤوف بعباده قدع الخلق إلى الخالق» ثم قال الشيخ شرف الدين قدس سره وكنا كلما مررنا على نهر ماء استقبلة السمك من النهر إلى الشاطىء وازدحم على قدميه رضي | الله عنهٌء» وكذلك الدواب والهوام والغزلان في البر الأقفرء حتى أن الحيوانات نراها تقف لهُ على حافتي الطريق كالرجال المذعنة تزدحم على شم قدميهٍ الشريفين» وقال بعض تلامذته: وقع في زرع' أهالي متكين نار عظيمة في يوم كثير الهواء شديد الريح» فالتجأ الناس إليه قدس سره فخرج من باب زاويته واتجه إلى محل النار» وقال: لا إلله إلا اللهء فما تم كلامة إلا والنار خندت ولم يبق لها أثرء ومات أحد أخوانه فجأة فجاءت إليهِ أم الميت وهو ساجد في صلاة الضحى فتأخر في سجودهء فقالت: وحقك لو بقيت إلى يوم القيامة ساجدًا لما تركتك إلا بولديء فرفع رأسة الشريف باكيًا وإذا بالمريد وقد قام حيّا فسجد شكرًا لله على نعمته التي أنعمها عليه» وذكر المناوي أنه سجد سجدة واحدة فامتد سجوده سنة كاملة ما رفع رأسهُ؛ حتى نبت العشب على ظهره؛ ثم أفاق من غيبته وذهولهٍ ورفع رأسة رضي الله عنهُ. واتفق فقراءً هذه الطريقة على أن السيد أحمد الصياد قدس سره لم يرفع طرفهُ إلى السماء قطء حياء من الله. وكان كثير الحياء والخشوعء كثير البكاء قليل الكلام؛ أجازه جده القطب الكبير الرفاعي حال موته رضي الله عنهُ وهو ابن أربع سئين» وسلك بعد الكمال على يد أخيه لأبيه أبي الحسن عبد اين رضي الله عنهء وتفقه وتلقى علم التفسير والحديث من الشيخ عبد المنعم الواسطي مفتي الجن والإنس» وكان حسن الصوت في القراءة» وإذا قرأ القرآن لا يصبر السامعون عن البكاء والتواجد والحال» ألف كتايًا في الطريقة سماه الأنوار المحمدية في الوظائف الأحمدية» ولهُ شعر لطيف على لسان القوم» وأوراد شهيرة وأحزاب كثيرة» منها حزية الكبير المعروف بحزب الجوهرة؛ وهو مجرب للفتوح ولقضاء الحاجات وعلى العدو كالسيف القاطع وهو: بسم الله الرحمئن الرحيم الحمد لله رب العالمين» إلى الضالينء الله لا إلله إلا هو الحي القيوم: إلى العظيم. محمد رسول اللهء إلى آخر السورة. يا رب إني مغلوب فانتصر 25١‏ اك علق كل شيء قاين 11+ جتني الله ونح الوكيل لان لاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم 25١‏ إنا لله وإنا إليه راجعوين *. ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن قل كل من عند الله» إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد؛ فسيكقيكهم الله وهو السميع العليم» بسم الله ما شاء الله: لا يسوق الخير إلا اللهء يسم الله ما شاء الله لا يصرف نكن الباب التاسع في ذكر بعض أعيان ذريته ومشاهير أصحابه وأتباعه وأعل خرقته السوء إلا اللهء بسم الله ما شاء الله ما كان من نعمة فمن اللهء بسم الله ما شاء الله لا حول ولا قوة إلا بالله» اللهمْ لك الحمد والشكر ومنك النفع والضرء سبحانك لا نحصى ثناة عليك كيف وكل ثناء يعود إليكء» جل عن ثنائنا جناب قدسك أنت كما أثنيت على نفسكء» إللهي أسألك بحضرة السر وبسر الحضرة وبسترة حضرة الحضيرة» وبحضور أهل الحضرة وكل حضرة لك في قلوب أهل حضورك وحضرتكء. إللهي أسألك برمز الوجد وبوجد الرمز وبسقف العز ويدعائم الهيبة وببيت العظمةء وبأركان القدرة وبأسرار الحقيقة ويأتوار المعرفة» وبطرقات العناية وبمدارج الرقاية وبمناهج الهدايةء وبكل سرّ صمداني طويتهُ في قلوب أهل ودك أو أخفيتة عن جميع خلقك أو أكتنتة في خزانة غيبك»: أو غيبتةُ عن غيبك في علمك». إللهي وأسألك بسر الحال وبحال السرء وبألف الإحاطة وبباء البركة ويتاء التوحيد وبثاء الثبوت» وبجيم الجلال وبحاء الحسن وبخاء الخشية» وبدال الديمومية ويذال الذل وبراء الروح وبزاي الزيادة» وبسين السر وبشين الشهود وبصاد الصبر وبضاد الضياء وبطاء الطب وبظاء الظهورء وبعين العناية وبغين الغيب وبفاء الفرق وبقاف القرب وبكاف الكرم» وبلام الألوهية وبميم المجد وبئون النور وبهاء البهاءء وبواو الولاية وبلام ألف اللاهوتية وبياء اليد القاهر القاتلة الواهية السالبة الرافعة الواضعة المعزة المذلة» إللهي وأسألك بكل خط غيبي خطته أقلام سرك على صحف إرادتك» فكشفت بذلك حقائق الحكمة لأصحاب ودك وأرباب معرفتك وحبك» فنطقوا بالحكمة فأظهرت فيهم منك تأثيرّاء وانتشر عليهم علم يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤتى الحكمة فقد أوتي خيرًا كثيرّاء إللهي وأسألك بالنقطة الراكزة المركزة الراسخة فى قلب باء البداية البادية البعيدة الباسطة البارة البارثة البارية الباذخة البارقة البارعة البادعة التي هي بدء مبادي بدايات أسرار حقائق البداية الأصيلة الأصلية السابقة في ميدان السبق القديم الأول» الدائرة في كل مدار راسخ ومحول. إِلذْهمي وأسألك بالجرة التي هي جوهرة الأمر ومدة السر وحبل الإرادة وطائل الإرادة وطريق التدوير ومنهج الغيب ومسلك الإبداع وحائل الوهم وحجاب القطع وباب الوصل وسلسلة الهز وسبيل العز ومراح الحق» جرة جيم جوهر جمع مجموع جوامع مجمع جميع مجامع جمعيات الجلال والجمال والجلالات والجلجلة والجلوات والجبروتيات والجولات والجوليات والجولات والجهريات والجريان والجاريات والجارات والمجرورات» إلنهي وأسألك بنور الأصل وأصل النور ن ن والقلم وما يسطرون» نادرة نثر منثور الغيوب نجم آلة سملوات القلوب. نقطة جيم جوهرة كليات الكل وجرة جزم جيم جوهرة جزئيات الجزءء عالم السر الذي هو سر عالم كل عالم عالم الباب التاسع في ذكر بعض أعيان ذريته ومشاهير أصحابه وأتباعه وأهل خرقته يدانا الحضرة المعلم لكل عالم» آية البيان بئيان الحال حقيقة الأحوال جوهرة الحقيقة في كل حقيقة سر جوهرة حقيقة كل طريقة» آيتك في كل آية وعنايتك في كل عناية حبلك المتين الذي ربطت به كل موصول» بحبلك الرباني حصنك الحصين الذي حصنت به كل محفوظ بحفظك الصمداني» جوهرة خاتم أمرك بين أهل وصلك. جوهرة ختم إرادتك في جحفل أنبيائك ورسلك». حبيبك محبوبك قلم كتابة أسرارك لوح محفوظء مكتوماتك عرش جمال عطايتك كرسي كمال إنعاماتك النعمة المنزلة والرحمة المرسلة» أول حرف خط أول قلم خطء أديب مجلس دولة:؛ إنا أعطيناك؛ آخذ مدئورء فخر بولاك لولاك راية عواطف إنعام مدداناء كفيناك علم تعطفات رأفة» ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى» مظهر قوة لطيف مذاكرات ألم يجدك يتيمًا فآوىء قابلية سعادة سؤدد سلطنة إحسانء فدنا فتدلى سرير ملك فيض عظيم عظمة برهان» سبحان الذي أسرى جبل فخر مدحة لوح فضل لسان» وإنك لعلى مزية الأولوية أولوية المزية فيضتك الجوالة نعمتك الهطالة؛ مظهر رسم ظاهر مظاهر الجلالة مبين قوافي خوافي بواطن دقائقها على كل حالة» أمير دولة النبوة أمين أسرار الرسالة؛ إللهي أسألك قبل السؤال بهِ لا بغيره» فهو الباب الأول وعليهِ في دائرة الغيب والحضور المعول؛ أن تصلي عليه صلاة غيبية قدسية رحمانية ربانية صمدانية برهانية سبحانية سلطانية كاملة شاملة كافية وافية» ملفوفة بإزاء حبك مطرزة بطراز عطفك. محمولة على نجائب رفقك مرسلة مع حجاب بشارتك مقدمة بأيدي كرامتك؛ سيالة مع بحر العلم مع بحر الكرم مع بحر المدد مع بحر القدم مع بحر التأييد مع بحر التأبيد مع بحر الدوام» مع بحر البداية مع بحر النهاية مع بحر الغيب مع بحر القدس مع بحر الرحمة مع بحر الربوبية مع بحر الصمدانية مع بحر البرهانية مع بحر الدور مع بحر الملك؛ خاتم الأبحرء وسلم اللهمٌ عليه سلامًا سيالا مع كل ذلك وفوق ذلك ومع كل حركة وسكنة وطرفة وإرادة وحادث وصاعد ونازل ومتكلم وصامت. وعلى ساداتنا أخوانه من التبيين والمرسلين وآل كل وصحب كل أجمعين» إللهي وأسألك بحق قدره وقربه منك وبحق قدر أخوانهِ وقربهم وبحق آلهم وأصحابهمء وبحق كل عبد لك قربتة منك أو بينت لهُ سرك أو جعلتة من محبيك أو من محاببيك»: وبحق السر الذي أودعتة في الجميع قبل القبل وبعد القبل وقبل البعد وبعد البعد» إللهي وأسألك بأسرار كلماتك التي لا تنقد ولا يعلمها بحالها غيرك أحدء إللهي وأسألك بكل ما سألك به حبيبك الذي لأجله أحببت من أحبة أن ترزقني حقيقة محبتهِ بأحق حقيقة وأصدق محبة؛ وأن تشملني منك بعناية توفقني إلى حقيقة الإخلاص لهُ؛ وأن تتعطف علي بنهضة قبول منهُ تدلني على طريق الوصول إليه فاحفظ به من كل وهم وثابت وعرض ومعارض وخطر وخاطر وعدو وصاحب ومسلم لكان الباب التاسع في ذكر بعض أعيان ذريته ومشاهير أصحابه رأتباعه وأعل خرقته وكافر وبر وفاجر وجن وإنس وشيطان ونفس» ومن كل طارق وسارق وحاكم وظالم وعين ومعاين ورفيق خاين وزمان غادر وسلطان قاهرء واجمعني اللهم بحقه عليه وقربني به إليه واجمع بي على شتاتي وبارك لي في أوقاتي وقلب لي قلوب عبادك؛ فأنتفع من صالحهم وأحفظ من طالحهمء واجعل لي هيبة من هيبة حضرتهٍ المحمدية وسلطنة عزه الأحمدية فاقهر بها كل معاند وأقوى بها على كل خصم ومعادي» وارزقني لسانًا مصطفويًا من سر لسانه المبارك المتكلم المكرم بجوامع الكلم» وأيدني يدولة وحيدية من حاشية ذات دولته الممدودة بمدد ديموميتك الدوامية؛: وأتحفني بصولة أحيدية من عين صولة صولتهِ المؤيدة ببركة» إنا فتحنا لك فتحًا مبيئًا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخرء وأغثني ببركة يسينية من قلب مدد بركته المبرقعة» ببشارة إنا أعطيناك الكوثر فصل لربك وانحر إن شانئك هو الأبترء فأبقى ببقائه وأفنى بفنائه وأموت به الموتة الأولى الثانية عند أهل الذوق. وأحيى به الحياة الأولى الباقية مع الحق» فأكون محفوظًا محميًا منصورًا مؤيدًا مكفيًا مباركًا قويًا راضيًا مرضيًا مكرمًا غنًا محترمًا عليّاء محفوظًا بالعافية والسلامة والأمن والإيمان والبركة والاحسان والهداية والاطمئنان» وأقتل بسيفهٍ القاطع أعدائي وألحفظ بستره الوافي من أمامي وورائي؛ سبحانك لا إلله إلا أنت سبحانك إني- كنت من الظالمين» وأنت أرحم الراحمين» صل وسلّم على سيدنا وسيد كل من لك عليه سيادة محمد الواحد في ذاته الوحيد في صفاته؛ وعلى الأنبياء والمرسلين والصحابة والتابعين والأولياء العارفين والأقطاب المؤيدين والأوتاد المعروفين والرجال الأربعين والأكابر الموظفين وأهل الديوان المتصرفين وأهل الحضرة والصالحين: وعلى إمام القوم صاحب الوقت الخليفة القائل الإنسان الكامل الغوث الفرد المقدم الواسطة المنفذ رضي الله عنةء وعليه السلام مني في كل وقت وآنء اللهم عطف قلبه الشريف على وعطف على وعليهِ قلب نبيك سيد الأنام ومصباح الظلام يِه اللهمّ اغفر لي وللمسلمين واحفظنا أجمعين» وأحيئا شاكرين وأمتنا مؤمنين واحشرنا تحت لواء سيد المرسلين» واجعلنا من الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون» وارزقنا الحلال ويسر لنا بالخير الآمال» واجعلنا عبيدًا لك على كل حال» واغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين» وصلّ وسلّم بجلالك وجمالك على جميع النبيين والمرسلين وآل كل وصحب كل أجمعين؛ والحمد لله رب العالمين. ومن شعره بلسان الغيبة عن الأكوان والوجد المعروف بين أهل هذا الشأن هذه القصيدة الفريدة والدرة الوحيدة» وهي صدرت جوابًا عن سؤال ورد له من الشيخ سعيد الطنتطواىء وهو: كيف عنك المقام يا درة الحي كيف فيك التماس من ينشر الطي كيف منك المقال كيّفهُ حتى يحصل الرشد لي وأهدى من الغي فقال رضي الله عنه مجاويًا لهُ: عبد أهل الطريق خدام ذي الحي إذ من الناس ما نجى الله قيلا وإذا السكر راعني حال محوي وترويت في ثياب ابتهائي وانتميت الجلال أخبرك أني وأنا النون قبل ذي النون ملقى صرت موسى فدك طور اشتياقي صرت في الربع يوسمًا قال قلبي صرت إدريس وارتقيت المعاني صرت داود صار حالي سليما لان لي قاسي الحديد ولكن كل أهل القلوب مني استفادوا لم أخف هجره ومن ظن هذا أنا في القلب لا أروم شهودي من أناني ولاذ في ظل بابي أنا شيخ العراق والشام والكر فتملى بزورتي يامريدي أنا عين الأقطاب غوث البرايا أنا شيل الحسين وابن علي أنا ذاك الصياد سبط الرفاعي فخذ الفيض من شريعة قلبي فلقلبي سهم تأجج نارًا م سلسلتني إلى الرسول بطون الباب التاسع في ذكر بعض أعيان ذريته ومشاهير أصحابه وأتباعه وأهل خرقته ولذة ال الحم ارجويس لشي دمت ب الرفد بالجكامن الف وشهدت الجمال من منشر الطي وانتمائي لظلمة الجمع والغي كاف كن أنت مورد القوم للري في بطون الرضا قويمًا بلالي صرت عيسى ومريم الدهر كفي صرت يعقوبي دبراني خليلي وفهمت الرموز بالأين والأي ن وصارت أضداد حالي بنوطي وحبيبي قد مد بالريح كفي لنت للحب ما حديدي وما اللي مظهر السعد واللطائف والطي فهو صخر لا يعرف اللوح والزي عاذ.ده جملة الزمان كلا شيء خ وأقصى بلاد كرمان والري وتهنى يا قاصدًا جاء للحي وطراز البرهان في الشمس والفي وابن آل بذكرهم يدفع العي وبكفي اقتنصت بالقلب سبعي وانتسب لي ولا تعول على مي من تعدى على ذويه عطي الكي تجذب اللائذين فيهٍ إلى الحي من أعز الأصلاب من أكرم الحي يدان 4 الباب التاسع في ذكر بعض أعيان ذريته ومشاهير أصحابه وأتباعه وأهل خرقته فعليهالصلاةتنشرمسكًا أزليّامنالسلامبوري وله رضي الله عنة : صاحبت أهلك في هواك وهم عدا ولأجل عين ألف عيين تكرم قال الشيخ موسى الكبير: صدر الشعر بلسان الوجد والفكر من الحضرة الصيادية في البداية» وانقطع عنها حبل الأغيار بالكلية في النهاية انتهى. وقد كان رضي الله عنهُ في نهاية أمره كثير الفكر والبكاء والأحزان مشغولاً بالله عن الأكوان يقطع الأوقات بالأذكار والتلاوات» قلبه بمحبوبه مشغوف وسره عليه مشغول ملهوف,» وكان كثيرًا ما يتمثل بقول الواسطي : روحي الفدا للنازلين بمهجتي 2 والحاضرين مع الفؤاد الغائب أبكي إذا ذكرت طلول”'2 ربوعهم ألما من القلب الكثيب الذائب وأتوب عن ذكر السوى طمعًا بهم والاستقامة أصل صدق التائب ومع إعراضه عن الخلق بلغت مريدوه إلى مائتي ألف في حياته؛ وعم نفعة الخاص والعام وأيد الله ببركة إرشاده الإسلام» خلف من زوجتهٍ الصالحة العارفة خضرا أم الخير أربعة أولاد ذكورّاء الأول سيدنا السيد الجليل والعلم الطويل القطب الفرد السيد صدر الدين عليء» والثاني السيد شمس الدين» والثالث السيد أحمد أبو بكرء والرايع السيد موسى؛ فتزوج كل منهم وأعقب الكل ذرية وتفرقت ذراريهم في الجهات» فمنهم من عاد إلى العراق ومنهم من سكن الشام ومنهم من أقام في قرى حلب ومع العرب بالبادية» وتوفي سيدنا أحمد الصياد قدس سره العزيز ورضي الله عنه في سنة الستمائة والسبعين» وله :من انهو بخة حون ننة وذنن في ,القبة الشركة كيناه جام الزبائك وف مده وفاته توفي ابن أخيه الشيخ شرف الدين أبو بكر بن أبي الحسن عبد المحسن بعده بأيام قلائل» ودفنوه في الجامع ملاصقًا لحائط باب الجامع عند الشباك تجاه باب قبة الغوث الجامع » مولانا السيد أحمد الصياد قدس سرهء وسيب شهرة مولانا المشار إليه بالصيادء هو أن ملك العجم جاء إلى زيارته في واسط فأعجبة حاله وما هو عليه وحسن اعتقاده فيهء فقال لهُ يا سيدي لا صنعة لك ولا كسب وإني أريد أن أعطيك لمعيشة عيالك وفقرائك من القرايا ما تصلح به شأنكء فقال رضي الله عنهُ لي صنعة وهي الصيد وأدخل بيده تحت مرقعته» فرمى في المجلس أسدين مربوطين بحبل من ليف النخل» وقال وعزة )١(‏ الطلول: جمع طَلَلُ وهو ما يبقى شاخصًا من آثار الديار. الباب التاسع في ذكر بعض أعيان ذريته ومشاهير أصحابه وأتباعه وأهل خرقته لحان ربي صدتهما من فلاة بربع الخراب» فقال الملك أنعم بك من صيادء واشتهر بذلك وكانت تلك الشهرة سبب هجرته من واسط. قال في البهجة: ولد السيد أحمد الصياد الكبير في سنة الخمسماثة وأربعة وسبعين» قبل وفاة جده الغوث الأعظم والإمام المقدم السيد أحمد الكبير الرفاعي رضي الله عن بأربع سنين» وفي السنة التاسعة عشر بعد ولادته تزوج ببنت عمه السيد عبد السلام بن عثمان المسماة برقية بنت السيدة فاطمة بنت الشيخ أبي بكر النجاري» فال الشيخ الكبير السيد أحمد الرفاعي رضي الله عنهُ ووالد زوجته السيدة رابعة رضي الله عنهاء فأعقب منها السيد عبد الرحيم فقط. قلت: وذكر صاحب أم البراهين أن والد السيد أحمد الرفاعي رضي الله عن مولانا السيد علي أبو الحسن تزوج بالست فاطمة بنت سيدي يحيئ النجاري الأنصاري قدس سرهء فولدت الشيخ المشار إليه والمعول عليه سيدي أحمد والسيد عثمان والسيد إسماعيل والسيدة ست النسب» فتزوج بست النسب ابن عمها سبدي عثمان بن حسن بن عسلة بن حازم جد السيد أحمد الرفاعي» وعقد سلسلة هذا البيت المبارك» فأعقب منها السيد علي والسيد عبد الرحيم والسيد عبد السلام عم السيد أحمد الصياد ووالد زوجته رقية أم ولده عبد الرحيم رضي الله عنهم أجمعين؛ ولا يخفى على ذي فكر ما للسيد أحمد الصياد في البلاد الشامية والنواحي الحلبية وغيرها من الشهرة والشأن وكثرة المحبين والمعتقدين والخلان» والكرامات المتواترة المنقولة والذرية المباركة المقبولة التي سيأتي ذكر بعض أفراد رجالها الأنجاب في هذا الباب» وقد أثتى على السيد أحمد الصياد قدس سره العزيز رجال عصره وأولياء وقته ثناء جميلا. قال سيدنا أحمد بن جلال؛ عند ذكره في كتابه جلاء الصدا: هو الإمام الكبير والعارف الخبير الزكي الأعراق والزاكي الأخلاق ذو الخصائل الحميدة» سمي النبي العظيم وكني الرسول الكريم» السيد أحمد أبو:القاسم بن السيد عبد الرحيم» كان قدس سره من خيار القوم ذا حياء عظيم وخلق حسن. تاليا كتاب الله أناء الليل وأطراف النهار بالخشوع والتذلل واليكاء والتدبر» ولما رجع من بيت الله الحرام زاده الله شرفًاء اختار الخلوة في رواقه وذكر الحي الذي لا يموتء مع المداومة على صيام النهار وقيام الليل والسكوت نفعنا الله به وبأجداده وبأولاده وأحفاده أمين .اه. وقال في جلاء الصدا: ومنهم الإمام الصدر الحليم والهمام الحبر الحكيمء حاوي محاسن الخصائل وجامع شتات الفضائل طائر عش الولاية وباسط فرش الهداية» البعيد الغاية الرفيع الرأية أبو السادة الأحمدية وسيد القادة الرفاعية» صاحب المعارف والمعالى والمناصب العلية العوالى» بيعي كدي انه الفر عد الداقي إلى الله شه مس الكترينة والشرية لض أكرمة الله تعالى باللقاء المؤيد» استُخلف بعد ابن عمهٍ فقصد الإرشاد للخلائق ودعاهم ايان الباب التاسع في ذكر بعض أعيان ذريته ومشاهير أصحابه وأتباعه وأهل خرقته إلى حقيقة الحقائق» كان مسكن البلاء ومعدن الحياء ذا خلق فائج ورأي صايب ناجح» وصوت شجي وعقل سني وسر خفي يبكي في خلوته كثيرًا وكان له حزنًا عظيمّاء وإذا قرأ كتاب الله تعالى يفرح كثيرًا ولا يظهر الكرامات قطء ويقول إظهار الكرامات استدراج وإخفاءها سرء وما ينبغي أن يظهر الأسرار» يقتفي آثار جده رأس المهتدين ولا يتهاون بأمر يتعلق بالدين» يشاور الأصحاب ولا ينطق إلا بالصواب» كان جده يحبه ويوصيه ويبجلة ويدنيه وبلقبه سديد ورمانة القبانء وقال يومًا للفقراء: أي فقراء علي خليفتي وعبد الرحيم خليفتي ولا فرق بيني وبين محمدء وسألت العزيز سبحانة أن يعطيهُ أكثر مما أعطى مثلهُ أو دونه فأعطاهء ولما ولد أن السيد الكبير في أذنه اليمنى وأقام في اليسرى؛ وأدخل أصبعة في حلقه وضمة إلى صدره ودعى له بمجامع الكلام» وقال للسيد عبد الرحيم ابنك محمد حكيم الوقت. وقال أيضًا لهُ في صوتك سر من أسرار الله تعالى وكلمة الحقء وقال أيضًا: لمحمد سر خفي من الخلق؛ وقال عمه السيد علي قدس سره: لو جربني أهل السملوات وأهل الأرض فإني أغلب عليهم» إلا محمد ابن أخي فإني أراه بحرًا ما لهُ ساحل» وقال السيد إبراهيم الأعزب قدس سره في شأنه: إنهُ بحر لا ساحل لهُ ولا يعرفة إلا الله تعالى؛ نقل أنه لما توفي السيد أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عنهُ أخذ كل واحد من أهل بيتهِ قطعة من خرقته» وقيل للسيد محمد أنت خذ قطعة من خرقتهء فقال أنا ما أرضى من جدي بقطعة من خرقتهء أنا أطلب من جدي خلقه. ونقل أيضًا أنهُ كان في بغداد وقد التمسوا منه أن يصف لهم شيئًا من مناقب جدهء فقال لهم: كيف أثني على شجرة أنا فرعهاء فقالوا: الحسن والحسين رضي الله تعالى عنهما ينقلان مناقب رسول الله يكِيْةِ وأفعاله. فقال لاستنباط الشريعة منهاء وكان كثيرًا ما ينشد هذه الأبيات ويقول هذه صفة أهل الزمان؛ شعرًا: الناس في زمن الإقبال كالشجرة حتى إذا ما انقضت من حولها نفروا مروءة الناس هذا الشأن كلهم فإن ظفرت بمن تيقى مودتة ولا تقف لامرء من غير تجربة وكان قدس سره ينشد شعرًا: الحسب بحر لا يروم قراره 22 الضحضاح : الماء القليل العم . من حولها الناس ما دامت بها الثمره عنها جميعًا وقد كانت بهم برره إلا القثيل فأين العشر من عشره فاعقد عليه يذًا واحفظ له خطره فربما لم يوافق علمه نظره حفينة للعاففين شرق وكان بعد وفاة جده ينشد شعرًا: والله ما طلعت شمس ولا غربت ولاجلست إلى قوم أحدثئهم ولا اشربت لذيذ الماء من ظمإ وكان ينشد أيضًا شعرًا: بعدكممالدار طيبه وكان قدس سره ينشد أيضًا شعرًا: بي منك نيران الهوى تلسع فإن لي مذغيت عن ناظري أجابني الشوق إلى نظرة الباب التاسع في ذكر بعض أعيان ذريته ومشاهير أصحابه وأتباعه وأهل خرقته إلا وذكرك مقرون بأنفاسي إلا وجدت خيالاً منك في الكاسي لا ولا الأوطان أوطان فكيفا من هجرك لاأجزع متككع ىذ ا سكت يعمسم كانت مدة خلافته سبع سنين وأشهر» وتوفي أول شهر رجب سنة تسع عشر وستمائة؛ وغسلة محمد النقيب ودفن عضر يومهِ في قبة جدوء ومنهم السيد السند والإمام المعتمد بحر الحقائق وغوث الخلائق وارث العلوم المحمدية وكاشف الرموز الأحمدية» صفوة خيار الرجال وحقيقة كبار الأبطال. علم الهدى ومصباح الدجا قطب دائرة الولاية وشمس سماء العناية» ذو النور الباهر والقدر العلي سيدي قطب الحق والدين؛ أبو الحسن عليء استُخلف بعد أخيهِ وكان ذا جاه وسيع وقدر رفيع وشأن منيع» ذا هيبة في قلوب أبناء الدنيا وحرمة في قلوب أبناء الآخرة: وكان محدنًا عالمًا مفتيًا واعظًا تقيّاء يتلو كتاب الله تعالى آناء الليل وأطراف النهار؛ وكان سليم الصدر نقي القلب طروبًا لا يرى أحد لهُ عضواء أمر الآخرة عنده عظيم وأمر الدنيا عنده هين» وكان في شأن المؤمن كالجمل الألوف والمؤمن هين لينء وكان لهُ أولاد نجباء وأصحاب أدباء؛ من صحبه لا ينساه ولا يقدر أن يصحب أحدًا سواهء وكان ذا أمراض وأسقام وأوجاع وآلام يعد البلاء من التعماءء ودأبة التسليم لذي القدرة والقضاء يجيب من دعاه ويسمع ممن قال ولا يخيب من رجاه على كل حالء يكرم الأرامل والأيتام ويعظم شعائر الإسلام وكان الظل للظليل والعز للذليل والمعاد للضعيف والملاذ للهيف”"2»2 لا يجازي بالسيئة السيئة ابتغاء مرضاة الحي الذي لا يموت؛ ويراعي أهل الفضل والعلم من شهد لهُ بالخير تبينت عليه إمارتهء ومن شهد لهُ بالشر ظهرت عليه علاماته» حزنة دائم وبكاثة متواصل يحب الخلوة )١(‏ الهيف: ضامر البطن دقيق الخصر يقال هو أهيف وهر هيفاء. فسن الباب التاسع في ذكر بعض أعيان ذريته ومشاهير أصحابه وأتباعه وأعل خرقته مستجاب الدعوة. ذا لسان فصيح وقول صحيح وكلام مليح ووجه صبيح» وصوت حزين وقلب حنين إذا جلس وحدث يشفي العليل ويبرد الغليل؛ كان معروفًا بإجابة الدعاء من إلله الأرض والسماءء نقل أنهُ في بعض السنين انقطع عنهم المطر ويبس الشجر والمدر فألزمة كبار الفقراء ليدعو الله تعالى» فدعى ربه المفضال فأمطروا في الحال حتى استغاثوا من كثرة المطرء فالتمسوا منهُ الدعاء لذلك فدعى الله تعالى فوقف المطر في الحال» ونقل أن في بعض السئين كان قد انقطع عنهم ماء الدجلة في الشتاء فألحت عليه الفقراء ليدعو ربهم ليغيثهم بالغيث» وقالوا لهُ: قل للماء أكثر حتى يكثر ببركة كلامك وكان ذلك نصف النهارء قدعا ربه فما جاء الليل حتى كثر ماء الدجلة فوق مطلوبهم وسقوا أشجارهم وزروعهم ببركة دعائه وهمتهء وكان افتخاره في خدمة باب مولاه ويقول: لست بشيخ أنا خادم إن صلحتء وكان يقول: أنا لا أصلح أن أكون مع أهل هذا الوقت» ويقول: أنا خير الخير وكان في آخر عمره ينشد: سيذكرني قومي إذا جد جذهم وفي ليلة الظلماء يفتقد البدر كانت مدة خلافته ستة عشر سنة وأشهرء وتوفي يوم الخميس الرابع عشر من جمادى الأولى سنة ثلاثين وستماثة؛ وغسلة أحمد بن عبد الرخمئلن بن يعقوب الكراز وحسين بن عبد الجبار ودفن في قبة جذّه. نقل عن بعض الفقراء قال: كنت عند الشيخ عثمان القصير حين جاء خبر وفاة السيد قطب الدين أبي الحسن علي الرفاعي» فقال كان علي الرفاعي أمانًا لأهل الأرض وظلاً ظليلاً على سائر الخلق وبعده تظهر آثاره فإنهُ ئيس من القنوت التخلف عنهُ. فمات بعده بأيام قلائل» ومنهم الإمام السعيد والسيد الرشيد والعلم الراسخ والقدر الشامخ والمجد البازخ والفضائل العالية والخصائل السامية والبركات النامية» در صدف الهاشمية وأبو السادة الرفاعية صاحب السر الخفي والنور الجلي» السيد نجم الحق والدين قدس الله روحة؛ ووالى من فيضه الأقدس فتوحةء استُُخلف بعد ابن عمه وكان ذا سيرة حميدة زكية وأخلاق سديدة رضية كان وحيد دهره وفريد عصره. عمّر الله القلوب بمحبته وملا الصدور من هيبتهء وعم الأقطار بذكره وعطر الآفاق بنشره اليتيم والمسكين» كانا مكرمان عنده وكانت الدنيا قد أقبلت عليه تخرج بصحبته جماعة كثيرة من أعلام الطريق وتلمذ لهُ خلق لا يحصون من أرباب الأحوال الصادقة» وانتمى إليه عالم عظيم في كل قطر ويتبعة جم غفير من كل جهةء حمل من الأثقال ما عجز عنهُ كثير من الرجال وأوذي كثيرًا ولاقى عظيمًا من الأهوال»؛ صاحب مواهب جزيلة لا تنسى ومناقب جليلة لا تحصى. منها ما قالهُ صاحب أم البراهين: حذئني الشيخ إبراهيم عن ابن عبد الرحمئن شيخ الياب التاسع في ذكر بعض أعيان ذريته ومشاهير أصحابه وآتباعه وأهل خرقته ونان الحرمين» قبل موتهٍ بأيام قال: رأيت كأني بأرض فسيحة وكان في تلك الأرض قصرًا عاليًا بنيانة عليه طيور كثيرة خضراء» وحول القصر عالم لا يحصي عددهم إلا الله تعالى. فقلت لبعضهم لمن هذا القصرء قال للسيد أحمد الرفاعي» فقلت لأي سيد أحمد الرفاعي» السيد أحمد في بني الرفاعي كثير» فقال السيد نجم الدين الأخضر بن علي» قلت: فما هذه الطيور التي حول العرش؟. فقال: هذه أرواح الصالحين يسلمون عليه» قلت: ومن هذا الخلق العظيم؟ قال: هؤلاء يأخذون كتب أمانهم من النارء قلت: فأنا صاحبة أريد أن أحضر مع الناس وآخذ مثلهم كتاباء فأتيت باب القصر فوجدت خادمة علي بن بدران فسلمت عليه وقلت له يا أخي أريد أن أدخل على سيدي نجم الدين وأسلم.عليهء فقال إنهُ دخل القصر وما تقدر أن تدخل عليه اليوم فقلت ادخل أنت وبلّغه سلامي وقل إنه يريد كتابًا مثل كتاب هؤلاء الناس» فدخل وغاب عني ساعة وأتى ومعة كتاب أبيض مكتوب فيه بالنورء فأخذتهُ ورجعت؛ قال: فسألناه ما كان فيه فأبى أن يقول لنا. وقال صاحب أم البراهين» حدّثنا الشيخ السيد محمد خطيب الحصن قدس الله روحةء قال: كنت ذات ليلة مظلمة باردة في البيت وأنا قائم أصلي وقد انقضى من الليل أولهُ؛: وإذا أنا برجل ينادي من يرحم الغريب ويأويه من هذا البرد ويسد جوعتةء فلما سمعتة قلت: ما لي لا أكسب حسنة وأدخلة البيت يبيت عندي ويأكل شيئّاء فخرجت وقلت أي فقير تعال» فأتى وأدخلتة وأجلستة على التنور وقدمت له طعامًاء وقلت له: بسم الله كُل فمذٌ يده وقال: أي محمد هذا الخبز يابس بلا أدمء فقلت في نفسي ما هذا إلا فضولي وندمت على دخوله في بيتيء وكان قلبي مائلاً إلى محبة السيد أحمد ابن ست الكرام» فقلت لهُ: أهو القطب؟ فضحك وقال لي: اسكت أي محمد ظدنت أنك تعرف سيدي محمد ابن ست الكرام يموت» فرضني كلامة وقلت له رأيت الموت أخذ روحك وغضيت عليه غضبًا شديدّاء ثم قلت لهُ من القطب فقال القطب نجم الدين أحمد بن علي» الذي هو يكون صاحب الأمر والنهي وصاحب الحكم في اليقين؛ فلما سمعت كلامة حردتء فقال لي كأنك ضاق صدرك منيء فقلت: نعم واسكت» ثم سكت عني وبقيت أنا متفكرًا فيه وفي قولهوء فلما كان وقت الفجر قمت لأنبهة وأطرده فلم أجده مكانه ورأيت الخبز مكانة ما أكلهُء فقلت: قد يكون خرج وخلى الباب مفتوحًا فأتيت فوجدتة مغلقّاء فعلمت عند ذلك أنه كان من الرجال. ثم صليت الصبح وتوجهت إلى أم عبيدة وأنا فزعان على سيدي أحمد الرفاعي ابن ست الكرام؛ فلما وصلت دخلت الرواق فوجدت السيد أحمد الرفاعي جالسًا في الرواق وهو في عافية ففرحت وسلمت عليه قلادة الجواهر/ م 77 لكين الباب التاسع في ذكر بعض أعيان ذريته ومشاهير أصحابه وأتباعه وأهل خرقته وقلت في نفسي قد كذب الشيطان ثم أقمت في الرواق يومين فلما كان اليوم الثالث؛ قيل قد حم اليوم السيد أحمد الرفاعي ابن ست الكرام ولم يخرج إلى صلاة الصبح» وبقي ثلاثة أيام وتوفي إلى رحمة الله تعالى» فجاء عليه أمر عظيم ثم اجتمع الناس للعزاء والسيد نجم الدين أحمد مع الناس» فبيئما أنا أمشي إذ هو ناداني: أي محمد تعال» فجئت إليه وسلّمت عليه وقبلت يدهء فقال: أي محمد العلامة صحيحة» فذكرت قول ذلك الرجل وقلت نعم أي سيدي. وكان رضي الله عنهُ ما تصدر في المجلس ولا جلس على المخدة تواضعًا من أعيان المشايخ وإجلال العارفين وأكابر المحققين» وكان يقول مَن أنا وأيش أنا حتى أجلس على مخدة سلطان العارفين» ويقول هذا ابتداء مني حتى لا يجلس أحد بعدي على مخدتهء ويقول أنا آخر الأخبارء وكان السيد أحمد الكبير يحبة ويأمر بمحبته ويقول أحمد بضعة مني وحمله وهو في القماط وقال في شأنه عرض عليه الدولة الأبدية السرمدية وسيف الولاية» وهو يكون صاحب الوقت وسيف الولاية لهٌء كانت مدة خلافته خمس سنين وأشهر وتوفي يوم الجمعة رابع عشر شهر شعبان سنة واحد وأربعين وستماثة» وغسلهُ الشيخ محبوب النقيب ودفن في فم الدير رضي الله تعالى عله . ومنهم السيد الإمام والسند الهمام والحر الكريم والدر اليتيم» والشريف النسب واللطيف الرتب والجدير بالمدايح والكريم بالمنائح» ذو المعارف والعوارف العلية والمعارف السنية والآيات المشهورة والكرامات المذكورة؛ والأصل الموصل والمجد الموئلء صاحب الشأن العالي والمقام الطائح» السيد قطب الحق والدين الصالح قدس الله تعالى سرهء وكان أدرّ الله عليه بره تاليا كتاب الله تعالى آناء اليل وأطراف النهار وكان قد حفظهُ واشتغل في الفقهء وكان يكتب خطا مليحًا وكان مجتهدًا في العبادة» وكان ذا صوت حزين وشوق حنين وخلق كريم وقلب سليم» معروفًا بالفصاحة مشهورًا بالجود والسماحة؛ أم بين يدي أبيهِ وصعد الكرسي ووعظ الناس» كي أن أباه رضي الله تعالى عنه قال قبل وفاتهٍ بستة أشهر: أي فقراء أي أخواني مات ولدي صالح وعاد مرارّاء حتى قطع الدمع من عينه ثم صاح وسقط رداؤه وغشي عليه ساعة وتغير لونهُ» ثم أقاق وقال لا إلله إلا الله مات ولدي صالح لا إلله إلا الله: أين مثل ولدي صالح كل صباح ومساء كان يقرأ فاتحة الكتاب وآية الكرسي كل واحدة اثنتي عشرة مرة ويخفيها عن الخلق» وقال مرة بعد وفاته ما عبر ولدي صالح حتى وصل إلى مقام مثل سيدي الشيخ عزاز وسيدي مهبوب وأشباههم مزاين للناس» مثل ولدي صالح ما بات ليلة حتى قرأ سورة يس وتيارك الملك» نقل أن السيد أحمد الرفاعي قدس الله سره نزل مرة في الماء وأقبل جماعة من الجن» ومشى إلى أم عبيدة وتوب أهلها ونصب فيهم» وقيل إنهُ يريد في حياة الباب التاسع في ذكر بعض أعيان ذريته ومشاهير أصحابه وأتباعه وأهل خرقته م أبيه المشيخة والمخدة فمات» ومنهم الشيخ سعيد والإمام الرشيد صاحب الهمم العالية والنفس الزكية؛ الزاهد الأواب الخاشع عند تلاوة الكتاب» ولي الله الملك العليم السيد عبد السلام رحمة الله عليهوء كان كثير التلاوة فإذا تلى القرآن يتغير لونة ويميل كما يميل الشجر من الريح العاصف» وربما قرأ آبة ويرددها كثيرًا فقيل لهُ في ذلك فقال ليسمع من الله تعالى مرة أي سمع إجابةء ودليل ذلك ما جاء في السنة كقول المصلي سمع الله لمن حمدهء وكقول الله تعالى: #قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها [المجادلة: ]١‏ الآية وكان يلبس من ثياب الصوف الخشنة القصيرة» ويقنع من الدنيا باليسير وشهد لهُ خالة» أن قلبهُ مصباح مئير وكان رضي الله تعالى عنهُ يسميه الدرة اليتيمة» وقال رضي الله تعالى في شأنه: إنه كان ابن عشر سنين ويعرض عليه هذه الدولة الأبدية وسيف الولاية» ويلتمس منة أن يؤذن وينشر صيتة بالعلم وهو يأبى ويتذلل؛ وقال رضي الله تعالى عن في شأنه أيضًا أنه يكون لهُ دولة في الآخرة؛ وكان سيدي عبد السلام قدس سره يخفي أحوالة وأسراره» وما عاد قط مريضًا إلا شغاه الله تعالى. نقل أن جماعة من الأولياء الذين دأبهم السير في أقطار العالم» التمسوا من السيد أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عنه» أن يأمر عبد السلام بمصاحبتهم ومرافقتهم في السيرء فقبل مأمولهم وملتمسهم وأمره أن يسير معهمء فبكى السيد عبد الرحيم لفراق أخيه فترجى السيد أحمد الرفاعي فمنعهُ من مرافقتهم» وتوفي يوم العشرين من ربيع الآخر سنة ثمانين وخمسمائة في خلافة أخيهِ السيد علي» ومنهم الشيخ المعظم والإمام المقدم لشرع المحامد والمعالي متبوع الأماجد والأعالي صاحب المقامات العلية والأحاديث السنية» السيد الممجد الولي الكريم السيد عز الدين أحمد ابن السيد عبد الرحيم» كان قدس سره حسن الخلق طليق الوجه بسام الثغر شريف المعاني لطيف الشمائل» لم يككن في هذا البيت أكرم منه ما كان للدنيا عنده قدر ولا قيمة كان طروبًا في السماع وتلاوة القرآن» صاحب وجد عظيم وخلق كريم وقلب سليم وهمة عالية» ورغبة في الاتفاق سامية ينفق على من يحبه ويتفقدهء ودفن في قبة جذه رضي الله تعالى عنهما. ومنهم سيدنا العارف بالله والدال على الله صاحب القدر العلي والشرف الجلي؛ القطب الجليل مولانا السيد صدر الدين علي ابن القطب الفرد الجوادء السيد عز الدين أحمد الصياد قدس سرهماء ولد سيدنا السيد صدر الدين علي قدس سره في سنة ستمائة وخمسة وأربعين» وتركة أبوه رضي الله عنهما وله خمسة وعشرون سنةء تلقى الفقه الشافعي عن القاضي عز الدين محمد ابن الصائغ وحضر أيضًا على العالم الحجة جمال الدين بن واصل الشافعي الحموي وغيرهماء ورجع بعد طلب العلم إلى رواقه الشريف وانقطع في خلوته كما تقدمء وكان وقورًا عظيم الهيبة لا يتمكن الإنسان كان الباب التاسع في ذكر بعض أعيان ذريته ومشاهير أصحابه وأتباعه وأهل خرقته من النظر إلى وجههٍ الشريف؛ أسمر اللون مشربًا بحمرة عظيم الرأس وسيع الجبهة معتدل القد حلو المكالمة لين العريكة حسن الخلق. وكان يقول لإخوانه رضي الله عنهم أجمعين: الكرامة الاستقامة» وكان يقول عمرك ساعتك التي أنت فيها. وكان يقول طيب العمر من سلم وتدارك وقتة. وكان يقول إذا فقدث الصديق فعليك بالكتاب. وكان يقول لقمة الجهل سم. وكان يقول هم الجاهل بطنه. وكان يقول إظهار الكرامة مرض وكتمانها سرء وكان يقول أحسن الأيام يومك الذي إن قعدت فيه قعدت ذاكرّاء وإن قمت فيه قمت شاكرّاء وإن نمت فيه نمت راضيّاء وأحسن منة رضاء الله عنك .اه. اجتمعت فيه مكارم الأخلاق وتخرج بصحبتهٍ خلق كثيرء وقصدوه من العراق والحجاز وغيرهماء وأخذ عنهُ الولي العارف بالله نزيل الشام إبراهيم بن أحمد الرقي» والولي الحجة أبو الحسن الواسطي والشيخ القاضي زين الدين بن محمد الشافعي الخليلي قاضي حلب وغيرهم رضي الله عنهم» وأوقع بالإنكار عليه جماعة من العلماء» لما وقع منهُ في حلقة ذكره مرة أنه خطى في الهواء على رؤوس الناس وشنعوا في حقهء وسألوا من تلميذه القاضي زين الدين عن كرامات الأولياء من خرق العوائد كالمشي في الهواء وما أشبه ذلك» أحق هي؟ فأجاب بخطه: كرامات الصالحين حق أؤمن بذلك من قلب صميم واعتقده اعتقادًا جازمًا بتوفيق الله وهدايته» وهذا هو مذهب أهل السنة وعليهِ جماهير الأمة المكرمة سلفًا وخلماء ومصنفات الأئمة الأعلام الموثوق بنقلهم المرجوع إلى قولهم مشحونة بذلكء. ودلائلهم من الكتاب العزيز والسنة النبوية كثيرة ومن لهُ صحبة مع القوم يرى من عجائب أحوالهم وغرائب أقوالهم وأفعالهم. بحسب استعداده ما يثلج موائد فؤاده ولقد من الله علي بصحبة بعضهم فعاينت من الكرامات في أقوالهٍ وأفعاله شيئًا كثيرًا مع فرط قصوري وبعدي عن هذا المقام. فيا خيبة منكر ذلك ويا بعده عن قصد المسالك» وأنّى يرى ضوء الشمس فاقد البصر أو يشاهد الأعشى نور القمرء فما في صلاح منكر ذلك مطمعء فليصور نفسهُ بين يديه وليكبر عليه أربعٌاء كتبه عبد الله بن محمد الشافعي. وكان لسيدنا صدر الدين علي قدس سره شعر رائق على عادة القومء ومنة قولة: أسفي عليك أضرني 6 فإلى مت ىأسفي عليك كلي إليك وقد تلفد ا أت فخذإدذًا كليإليك وقولة: لعبت نهلة الغرام بفكري فتراني معربدًا سكرانا سكر العاشقون في الحب حينا وذهولي وغفلتي أحيانا وقال قدس سره: متى هب في تلك الخيام من الصبا وقال قدس الله سره العزيز: الباب التاسع في ذكر بعض أعيان ذريته ومشاهير أصحابه وأتباعه وأهل خرقته حبال لقلبي عقدت تحت إضماري نسيم لطيف أججت في الحشا ناري قسمّا بفيحاء البطاح ومن بها سكنوا ومن هاجت بلابلهم لهم إني على العهد القديم بحبهم أرجو النجاة بهم وأطلب فضلهم فلعلني أحظى بهم بعد الجقا ولعلهم ولعلهم ولعلهم وقال قدس سره: عظمواذكر حبيبي فبهِ المكسورٍ يجبر واتركواالأغيار طرًا ولذكراله أكبر ينانا توفي قدس سره في سنة الستمائة وخمسة وتسعين» ودفن محاذيًا لأبيه في قبته رضي الله عنهُ» وعمل لهما صندوق واحد كبير شمل القبرين الشريفين» جلس رضي الله عنهُ على سجادتهِ وتصدر لإرشاد الناس وظهر أمره في الأقطار وانقطع في خلوته عن الناس» لا يخرج إلا للصلاة والذكر والوعظ» ويعود إلى خلوته رضي الله عنة: وكان بعد أذكاره الشريفة يدعو بحزبهِ المبارك» الذي سماه الحصن الحصين وهو: بسم الله الرحمئن الرحيم. اللهمٌ يا من لا تراه العيون ولا تخالطةُ الظنون ولا يصفة الواصفون» ولا تغيره الحوادث والدهور. يعلم مثاقيل الجبال وميكال البحار وعدد قطر الأمطار وورق الأشجارء وما يظلم عليه الليل ويشرف عليه النهار؛ لا يوارى عنه سماء ولا أرض ولا جبل ولا بحر إلا يعلم ما في قعرهء الهم إني أسألك أن تجعل خير عملي خواتمة وخير أيامي يوم ألقاك إنك على كل شيء قديرء اللهم من عاداني فعاده ومن كادني فكده ومن بغى على بهلكة فأهلكه ومن نهب لي مالا فخذه؛ واطف نار من شب لي ناره واكفني هم من أدخل على همه وادخلني في درعك الحصين واسترني بسترك الوافي يا من كفاني كل شيء اكفني ما أهمني من أمر الدنيا والآخرة» وصدق قولي وعملي يا شفيق يا رفيق يا قوي الأركان يا من رحمته في كل مكان وفي هذا المكان, ولا يخلو منه مكانء فرج عني الهم والغم والضيق ولا تحملني ما لا أطيق؛ أنت إلهي الحق الحقيقء يا مشرق البرهان احرسني بعينك التي لا تنام واكنفني بكنفك الذي لا يرام اللهم إني قد تيقن قلبي لا أهلك وأنت معي يا رجائي فارحمني يا الله يا عظيمًا يرجى لكل عظيم يا حليم يا عليم أنت بحاجتي عليم وعلى خلاصها قدير وهو عليك مه الياب التاسع في ذكر بعض أعيان ذريته ومشاهير أصحابه وأتباعه وأهل خرقته يسيرء وإنما أنا فقير فامنن عليّ بقضائها يا أكرم الأكرمين ويا أرحم الراحمين وودني بنفحة من نفحاتك واجعلني وادًا لك يا رب العالمين؛ وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين»: سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين. انتهى. ومنهم البحر الخضم والقطب المعظم الولي الجليل المؤيد أبو المعالي السيد شمس الدين محمد بن الإمام الهمام مولانا السيد صدر الدين علي الصيادي الرفاعي شيخ الرواق والزاوية الصيادية بعد أبيه» ترك أبوه وله من العمر ثمانية عشر سئة» تلقى العلم عن أبيهِ وأخذ عنه الطريقة وسلك مسلك أبيه» ولد السيد محمد شمس الدين المشار إليه في سنة الستمائة وسبعة وسبعين» ولم يزل منكبًا على الطريقة منذ شب إلى أن مات رضي الله عنهُء قال خادمةٌ الشيخ محمد بن سلافة: ما عاد مريضًا إلا شفاه الله لوقته» أسلم على يديه خلق كثير وتخرج بصحبته جماعة من كبار العصرء منهم الشيخ علي الحريري حفيد الشيخ علي الحريري الكبير والشيخ أبو الفضل أحمد الموصلي وغيرهم» وتلمذ لهُ أهل القطر الشامي على الغالب» ونمت طريقته في جميع الأقطارء ومن أدعيته هذا الدعاء وهو مجرب لدفع الكرب وحصول الفرجء بإذن الله وهو هذا: بسم الله الرحمئن الرحيمء اللهمٌ أنت المدعو والمرجو فلا يدعى غيرك ولا يرجى إلا خيرك» اللهمٌ لا تقطع حبل رجائي ولا تمنع عن بابك دعائي؛ اللهمٌ فرْج كربتي وارحم حوبتي واغفر لي ذنبي ونور بنور معرفتك قلبي» اللهمٌ إن أبواب المخلوقين مغلقة الأقفال وقلوبهم مشتتة الأحوال وعقولهم مختلفة الآمال وألسنتهم عجيبة الأقوال» فلا تجعل بفضلك وكرمك إلى أبوابهم رجوعي ولا إلى أحوالهم خضوعي ولا على عقولهم معولي ولا على أقوالهم توكلي» واصرف وجهي إليك اجعل توكلي عليك؛ وأغثني وأدركني في كل حال ومقال بنبيك سيدنا محمد يك سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين. توفي وله من العمر ثلاثة وثلاثون سنة في سنة السبعمائة وعشرة» وكانت وفاتهُ في بطاح واسط البصرة» لما ذهب لزيارة أجداده الطاهرين رضي الله تعالى عنهم أجمعين .اه. ومنهم الولي الحكيم والأستاذ المبارك الفخيم ولي الله السيد شمس الدين عبد الكريم الصيادي الواسطي ابن الإمام زكي الأعراق كريم الأخلاق السيد صالح عبد الرزاق ابن السيد شمس محمد بن السيد صدر الدين علي الصيادي الكبيرء قدست أسرارهم. ولد السيد عبد الكريم قدس سره في سنة السبعمائة وثلائة وعشرين» وبعد أن كبر تلقى العلوم العالية عن الإمام الفاضل محمد بن عبد العظيم المنذري وعن الإمام الحجة الحافظ أبي عبد الله إبراهيم بن عمر الفاروثي الواسطي وغيرهماء وأتقن علم الظاهر في كل فن واشتغل به وقرأ الدروس العديدة» الباب التاسع في ذكر بعض أعيان ذريته ومشاهير أصحابه وأتباعه وأهل خرقته لمكن وندب إلى المناصب والقضاء فأبى» ومن الله عليه بالقبول التام عند الخاص والعامء قال الشيخ نصر بن سلامة البغدادي: تصدر أبو محمد عبد الكريم الواسطي كتصدر الملوك وَتُذْلِلَ لله كتذلل المملوكء أفرط رضي الله عنهُ في الاجتهاد وما غير وضع استقامته منذ وضع أول قدم في الطريق إلى أن ماتء وفيه قيل: عبد الكريم العراقيّ الإمام لهُ مناقب صححت فيها الأسانيد لله عن عيره لازال منقبضًا كذاك ابائة الصيد الصناديد وقال فيه محمد بن مهنا: صدرالعراق وشيخه وإمامهالقطب المؤيد غوث البريةعيتها عبدالكريمأبو محمد وقال الشيخ عثمان بن القصير الموصلي: ما وقف على باب الحق في هذا العصر رجل أعظم من الشيخ شمس الدين عبد الكريم أبي محمد الواسطي» وقال لو أن النبوة تنال بالمجاهدة والانكسار» لنالها أبو محمد عبد الكريم» وقال الشيخ أحمد بن عواد العشايري كان أبو محمد عبد الكريم أفقه وأعلم وأفضل أهل زمانه وهو المعول عليه في عصره وقال مرة لأحد تلامذتهو: أنت رأيت الشيخ عبد الكريم فقال: نعم. فكررها عليه فكلما كررها يقول رأيته فبكى وقال: والله لقد رأيتٌ نائب رسول الله بلا ريبء نعم الشيخ شيخك كان حليمًا كريمًا سليمًا مستقيمًا عظيمًا مهابًا سخيًا تقيا نقيّاء وبالاختصار كان بركة وقته وصاحب زمانه. وقال الشيخ إبراهيم بن عمر الأوكادي: كان من أدعية الشيخ عبد الكريم في خلواته هذا الدعاء المبارك. وقد تلقيتة عنهُ وأجازني به ورأيت لهُ منافع لا يحصى عددها وعلمته لجماعة كثيرة: فرأوا بركته وبسببه فرّج الله عنهم كثيرًا من المصائب ويشر لهم يسببه وببركته من الخير العجيب وهو هذا: بسم الله الرحمئن الرحيمء اللهمٌ خذ بزمام قلبي إليك واجمعني بك عليك على ما يرضيك عني» واقطع علائق قلبي من سواك وحبال أملي من غيرك. وخلصني من لوث الأغيار بخالص توحيدك» واجعل لساني لهجا بذكرك وجوارحي قائمة يشكرك ونفسي سامعة مطيعة لأمركء واجعلني من خواص عبادك الذين ليس لأحد عليهم سلطان» واجعل حركاتي بك وسكوني لك واعتمادي في كل الأمور عليك؛ واكلأني بعين حراسة تمنعني من كل يد تمتد إلى بسوءء واجعل حظي منك حصول كل مطلوبء وزين ظاهري بالهيبة وباطتي بالرحمة وهب لي ملكة الغلبة لكل مقاوم؛ واجعلني على بصيرة منك في أمري برحمتك يا أرحم الراحمين» وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه 9 الباب التاسع في ذكر بعض أعيان ذريته ومشاهير أصحابه وأنباعه وأهل خرقته أجمعين» وحسبنا الله ونعم الوكيل. توفى مولانا السيد عبد الكريم شمس الدين أبو محمد الواسطي الرفاعي المترجم رضي الله عن في سنة السبعمائة وتسعة وستين» ولهُ من العمر ستة وأربعون سئة ودفن في مراقد أهلهٍ في فم الدير. انتهى. ومنهم الإمام العلامة والبحر الحبر القهامة شيخ العلماء العاملين» وإمام أئمة المرشدين مولانا السيد سراج الدين الدين الصيادي المعروف بالمخزومي» يسبب أمه الست سعدية بنت عبد الرحمئلن المخزومي» ولد في سنة ست وستين وسبعمائة قدس سره» ولقب واشتهر دون أخوته بالمخزومي» ابن خالد بن سليمان أبي المعالي بن محمدء المعروف بابن الرئيس ابن الحاجي جعفر الرئيس أبي علي المنيعي المروزدوي بن سعيد بن حسان بن محمد بن الصحابي رضي الله عنة ابن الوليد بن المغيرة المخزومي» المشهور أمير بني مخزوم ورئيسهاء وخالد رضي الله عنة أول من شرب السم في الإسلام كما اتفق عليهء» وذلك حين بعثهٌ أبو بكر الصديق رضي الله عنهُ مقدمًا على سرية إلى الخيرة فلما نزل بعث إليه أهلها عبد المسيح بن عمرو بن نفيلة وفي يده شيى فبعد كلمات سألهُ خالد رضي الله عنهُ عن الذي في يدهع قال سم ساعة؛ قال وما تصنع به قال ماذا تردني به فإن كان فيه صلاح لقومي وإلا شربتة فقتلت نفسي ولم أعد إليهم بما يكرهون. قال: أرنيه فناوله إياه فقال: بسم الله لا يضر مع اسمه شيءٌ في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم وشربة» فأخذتة غشية ثم أفاق يمسح العرق عن وجههء فرجع ابن نفيلة إلى قومه وقال: ما لكم طاقة بهؤلاء القوم » فصالحوهم على ما يريدونة ففعلواء ورجع خالد رضي الله عنهُ مؤيدًا مظفرًا منصورّاء وشهد رضي الله عنه حنيئًا في مقدمة النبي وه فأصابتة جراحات كثيرة فتفل عليها النبي وق بعد هزيمة المشركين فبرء ونهض . وروى صاحب الأسد الغابة: أن خالد بن الوليد رضي الله عنهُ لما توفيء لم يبق امرأة في المدينة إلا وقصّت شعرها لأجلهِ وكثر البكاءٌ في المدينة» فسأل عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن ذلك فقيل لهُ يبكين خالد بن الوليد فإنهُ قد مات». فقال عمر رضي الله عنهٌ: ما عليهن أن يبكين أبا سليمان إلا أن يشققن الجيوب. ونسب خالد رضي الله عنهُ يجتمع مع نسب رسول الله كَلِ في مّرة بن كعب بن لُؤْيء وفتوحاتة رضي الله عنهُ وشيمهُ وهممة أجل من أن تحصىء» وفضلهُ أشهر من أن يذكرء كيف لاء وقد قال فيه رسول الله كَفِ: «نعم العبد خالد ونعم فتى العشيرة”' وقال فيه عليه )١(‏ أخرجه في كشف الخفاء /١(‏ 077/7 حرف الحاءء حديث رقم: 1198. وأخرجه في كنز العمال فل ك4 باب في ذكر الصحابة وفضلهم. حديث رقم: 87178". الباب التاسع في ذكر بعض أعيان ذريته ومشاهير أصحابه وأتباعه وأهل خرقته لضن السلام أيضًا: «خالد سيف الله وسيف رسوله وخالد سيف من سيوف الله سلَْهُ الله على المشركين» رضي الله عنة وعن أصحاب رسول الله أجمعين: قلت: وقسبة يدي التنيد سراع الفيق: لأمه اأفظم نسب: يسمي إلى المولى الأمير الجليل خالد بن الوليد رضي الله عنهء وذكر الإمام شيخ الإسلام ابن السبكي رحمة الله في طبقاته: فضل سادس أجداد مولانا سراج الدين لأمهِ الحاجي جعفر الرئيس أبي علي المنيعي ما نصهُ حرفيًا: جعفر بن سعيد بن حسان بن خالد بن الوليد المخزوميء الرئيس أبو علي المنيعي الحاجي» أما المنيعي فنسبتة إلى جده منيع بن خالدء وأما الحاجي فلغة العجم في النسبة إلى مَن حج» يقولون للحاج إلى بيت الله الحرام: حاجيء وأبو علي هذا هو واقف الجامع المنيعي بنيسابور الذي كان إمام الحرمين خطيبهء وقبلهُ أبو عثمان الصابوني شيخ الإسلام كان الرئيس أبو علي من أهل مرد الرودء وكان في أول أمره تاجرًا إلى أن نما ماله وتزايدت النعمة عليه وعلت منزلتهُ؛ وصار مشارًا إليه عند السلطان» وفقهُ الله فحج إلى بيت الله الحرام ثم عاد وأنفق أموالاً جزيلة في بناء المساجد والرباط. وتنوع في. المعروف وبنى جامعًا بمرد الرود تقام فيه الجمعة والجماعةء قال عبد الغافر عم الآفاق بخيره وبره وكان يدخل نيسابور في أوائل أمره ويعامل أهلهاء فلما رأى اضطراب الأمور وتزايد التعصب من الفريقين قبل أن يجلس ألب أرسلان رحمة الله على سرير ملكهء ويتزين وجه الآفاق بطلعة نظام الملك. ملكه انقطع حتى انقطعت مادة الأحواء وطوى بساط العصبية؛ء بطب نظام الملك عن حريم الملة الحنيفية ومساعدة سلطات القوم الوقت المذعن إلى الخير المنقاد إلى المعروف ألب أرسلان. وعند ذلك سأل الرئيس أبو علي السلطان والوزير في بناء الجامع المنيعي بنيسابورء فأجيب إلى مسألته فعمد إلى خالص ماله وأنفق في بنائه الأموال الجزيلةء وكان لا يفارقة ساعة من ليل ولا من نهار مخافة تغيير الأمور واضطراب الآراء؛ إلى أن تم وأقيمت فيهِ الجمعة وصار جامع البلد 'لمشهورء وهو الذي كان إمام الحرمين 2 قال ابن السمعاني: بلغني أن عجورًا جاءت بنيسابور ومعها ثوب يساوي نصف ديئارء قالت: سمعت أنك تبني الجامع فأردت أن يكون لي في النفقة المباركة أثر فدعى خازنهُ: واستحضر ألف دينار واشترى بها منها الثوبء. وسلم المبلغ إليها ثم قيضهٌ منها الخازن وقال لهُ: أنفق هذه الألف متها في عمارة المسجدء وقال: احفظ ذهنا الباب التاسع في ذكر بعض أعيان ذريته ومشاهير أصحابه وأتباعه وأهل خرقته هذا الثوب لكفني ألقى الله فيهء وكان أبو علي على قدم عظيم من الاجتهاد في العبادة والتواضع والبر وكثرة الصدقة والصلاة» يقوم الليل ويصوم النهار ويلبس حسن الثياب مع كثرة الأموال الجزيلة والجاه العريض في الدنيا ونفاذ الكلمة» ولما وقع القحط بتلك البلاد في شهور سنة إحدى واثنتين وستين وأربعماثة أنفق أموالاً عظيمة» وكان ينصب القدر كل يوم ويطبخ للفقراء طعامًا كثيرّاء كل ذلك غير ما يتصدق به سرًا وكان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر والملوك تسعى إِلْيهِ وتحترمة» حتى قيل إن السلطان ألب أرسلان قال: في مملكتي من لا يخاف مني وإنما يخاف من اللهء مشيرًا إليه وكان كلما أقبل”الكناء. يخ الجاب والقمصض والسراريلاتت + ويكسو قينا من ألن: فقيره وبالتحفلة كان كثير المحاسن» وقد سمع من ابن طاهر الزيادي وابن القاسم بن حبيب واين الحسن السقا وجماعةء روى عنه محيي السنة البغوي وأبو المظفر عيد المنعم القشيري ووجيه الشحامي وغيرهم» قال عبد الغافر القازي لو تتبعنا ما ظهر من آثاره وحسناته لعجزناء توفي في يوم الجمعة سابع عشر ذي القعدة سنة ثلاث وستين وأربعمائة» ومن الفوائد عنهُ وهو الذي لقنهٌُ القاضي الحسين مسألة ليغالط بها فقهاء مرد إذا قدم عليهمء. وصورتها رجل غصب حنطة في زمن الغلاء وفي زمن الرخص طالبة المالك. فهل يطالب بالمثل أو القيمة؟ فمن قال إنهُ يطالب بالمثل فقد غلط» ومن قال يطالب بالقيمة فقد غلطء لأن في المسألة تفصيلاً: إن تلفت الحنطة في يده “كما هي قبل الطحن؛ كما إذا احترقت وجب المثل. وإن طحن وعجن وخبز وأكل فعليهِ القسمة. لأن الطحن والعجين من ذوات القيم؛ وقد نقل ذلك أبو سعيد الهروي في الأشراف والرافعي في الشرح. انتهى كلام ابن السبكي. قلت: وأكثر أجداد الشيخ سراج الدين لأمه أصحاب فضائل وفواضل وعوارف ومعارف. كالرئيس ابن علي بل منهم من هو أجل منه قدرًا وأشرف ذكرّاء ولولا خوف الإطالة والخروج عن دائرة مقصودنا لشرحنا أحوالهم رضي الله عنهم بما تسرّ به النفوس وتزدان به الطروس""". وأما فضل مولانا سراج الدين قدس سره فقد اشتهر في الآفاق وملا الشام والعراق» عرف بشيخ الإسلام بين أقرانه الأعلامء وكتبه ومؤلفاتة مشهورة» منها: سلاح المؤمن» في الحديث. وجلاء القلب الحزين» في التصوف. وكشف الغطا عن أسرار كلام محي الدين»: في التصوف أيضًا. والبيان في التفسيرء والنسخة الكبرى في علم الحروف وغير ذلك». ومن كلامه رضي الله عنهُ ما نقلة عنة الشيخ الإمام عبد الوهاب الشعراني قدس سره في كتابهٍ اليواقيت والجواهرء وهو قولهُ كان شيخ الإسلام سراج فق الطروس: جمع طرس وهو الكتاب إذا محي ثم كتب. الباب التاسع في ذكر بعض أعيان ذريته ومشاهير أصحابه وأتباعه وأهل خرقته ينض الدين المخزومي يقول: إياكم والإنكار على شيء من كلام الشيخ محي الدين» فإن لحوم الأولياء مسمومة وهلاك أديان مبغضهم معلومة» ومن بغضهم تنصر ومات على ذلك». ومن أطلق لسانه فيهم بالسب اتلاه الله بموت القلبء وقال الشعراني في اليواقيت أيضًا: كان شيخ الإسلام المخزومي يقول: لا يجوز لأحد من العلماء الإنكار على الصوفية» إلا أن يسلك طريقهم ويرى أفعالهم وأقوالهم مخالفة للكتاب والسنة» وأما الإشاعة عنهم فلا يجوز الإنكار عليهم ولا سبهم وأطال في ذلك» ثم قال وبالجملة فأقل ما يحق على المنكر حتى يسوغ لهم الهم بالإنكار» أن يعرف سبعين أمرًا ثم بعد ذلك يسوغ لهُ الإنكارء منها غوصة في معرفة معجزات الرسل على اختلاف طبقاتهمء وكرامات الأولياء على اختلاف طبقاتهم ويؤمن بهاء ويعتقد أن الأولياء يرئون الأنبياء في جميع معجزاتهم, إلا ما استثئني» ومنها اطلاعهُ على الكتب والتأويل وشرائطة» ويتبحر في معرفة لغات العرب في مجازاتها واستعاراتها حتى يبلغ الغاية» ومنها كثرة اطلاعه على مقامات الخلف والسلف في معنى آيات الصفات وأخبارها ومن أخذ بالظاهر ومن أوّْل ومن دليله أرجح من الآخرء ومن تبحر في علم الأصوليين ومعرفة منازع أثمة الكلام؛ ومنها وهو أهمها معرفة اصطلاح القوم فيما عبروا عنهُ من التجلي الذاتي والصوري؛ وما هو الذات؟ وذات الذات». ومعرفة حضرات الأسماء والصفات والفرق بين الحضرات وبين الأحدية والوحدانية والواحدية» ومعرفة الظهور والبطون والأزل والأبد وعالم الغيب والكون والشهادة والشؤون وعلم الماهية والهوية والسكر والمحبة؛ ومن هو الصادق في السكر حتى يسامح ومن هو الكاذب حتى يؤاخذ وغير ذلك فمن لم يعرف مرادهمء كيف يحل كلامهم أو ينكر عليهم بما ليس من مرادهم؟! ومن كلامه قدس سره تجردك عنك أولى من تجردك عن غيركء ووقوفك معك أضر من وقوفك مع غيرك» ومن كلامه سلامة المركب أخت سلامة الراكب» وكان يقول لأصحابه رضي الله عنه وعنهم: أم المنافع معرفة الحدود رغم أنف الحسود. وكان يقول: روح الطالب ترك المطالب. وكان يقول رب نتفحة أخذت قلب الغافل إلى المعرفة» ورب صدمة أخذت قلب العارف إلى الغفلة.» فعلى الرجلين ترقب الحالين فترقب العارف خوف وترقب الغافل رجاءء فخوف العارف أمان ورجاء الغافل إيمانء والله الحنان. المنان. وكان يقول: رب جيرة قلب تجبر شقوى عنترء ورب كسرة قلب تكسر كرسي قيصرء وكان يقول: الله أكبر الغفلة بنت الأمن واليقطة بنت الخوف والحجاب بينهما الآمرء وكان يقول الوقوف عند حدود الله العلم الأعظم. وكان يقول العالم من علم ما لهُ وما عليه. وكان يقول: م الباب التاسع في ذكر بعض أعيان ذريته ومشاهير أصحابه وأتباعه وأعل خرقته طيلست”' اليركة عبدًا غاب عن هذا وذاك» وتعلق بما وراءهما. وكان يقول كل العقل التخلص من الحجب المستعارة. وكان يقول أجهل الناس من ظن أن ثوبهُ يستر عيب وأن قالبهُ ينفع قلبه» وأن كذبهُ يملأ جيبة؛ وأن صبغهُ يبدل شيبة. وكان يقول: هذا الزمان عجوز كدابة تبدو بصورة عذراء حسناء. وكان يقول لعبت الآمال بعقول الرجال. وكان يقول ثكلتك أمك يا سراج! قام القوم وقعدت ووصل القافلة وانقطعت ووجد الراكب وضيعت. إلى م وعلى م» هي وأختها على حد سواء. وكان يقول: ُمران الدنيا والآخرة بثلاث: بالعلم الصادق, والهمة العالية» والحزم السليم. وكان يقول: كل العقل أن تعرف نفسكء. وكل الإيمان أن تعرف ربك» ولن تعرف ريك إلا بمعرفة نفقسك. وكان يقول صرح أهل الله على رؤوس الأشهاد أن أهل الغفلة لا يدخلون حضرة القرب» وأن مْن تعدى حده لا يفيق من غفلتهء وأن من أشرك الجاهل في سره كمن نقل المصحف إلى أرض العدوء وأن من أفشى الحكمة لغير أهلها كمن طلب الرقيا من الحية؛ وأن من وقع على الرجل وضيعه كمن مات برأيه وترك أمر القرب من الله طمعًا في موهوم من رئاسة غير ممكنة مع حال مستحيلء ومن قام برأيه متباعدًا عن الشرعة البيضاء» كمن رأى الخلق كافة على طريق مستقيم وسلك معارضًا للخلق الطريق المعوج وأمل الظفر بالسلامة. وكان يقول آداب حضرات الحق تعالى إصلاح أستفيد في الأمور المشروعة» وآداب مقام الاختصاص ربط القلب بالله تعالى» وآداب معاملة الناس الصحبة للكامل والاقتداء بالعاقل والإعراض عن الجاهل . ومن أدعيته العجيبة وأحزابهِ العظيمة» هذا الدعاء المبارك وهو من المجربات لنيل المآرب» وحصول المطالب والبركة والفتوح العظيم» وهو هذا: بسم الله الرحمئن الرحيم؛ الم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين» الم الله لا إلله إلا هو الحي القيوم المض الر الر الر المر الر الر كهيعض طله طسم طس طسم الم الم الم الم يس ص حم حم جمعسق حم حم ف نَّ؛ بسم الله الرحملن الرحيمء اللهمٌ يا حق يا رقيب يا ودود يا الله يا الله يا نور يا قيوم يا جوادء يا الله يا الله يا بارىء يا متكبرء أسألك ببسم الله الرحمئن الرحيم» فلما رأينة أكبرت وقطعن أيديهن وقلن حاش لله ما هذا بشرًا إن هذا إلا ملك كريم 7 سلام قولاً من رب رحيم 7 بطد زهج واح طاعتيني الأرواح؛ ودود حب ود بدوحء وألقيت عليك محبة مني» فجش ثظخذء يا فرد يا جبار يا شكور يا تواب يا طاهر يا خبير يا زكي؛ آلم المص آلر آلمر كهيعص طله طسم طس طسم يس ص نحم جمعسق )١(‏ طيلست: طلس طيلسًا أي انمحىء والثوب أخلق وصار أطلسء أو كان أغبر إلى السواد» والعليلسان ليسه. الباب التاسع في ذكر بعض أعيان ذريته ومشاهير أصحابه وأتباعه وأهل خرقته لض ف نّء يا من يقل للشيء كن فيكون كن لي الإجابة يا رب الإجابةء يا حي يا قيوم يا رب يا رحيم. أسألك بحقك وبالآيات كلها ويهذا الاسم الاسم الأعظم». رضاء لا سخط معة وغناء لا فقر يتبعه وعلوًا لا سقوط بعده وحفظا لا تتعدى من خلفه الإجابة والخير» وأعذني مع سلامة جسمي من عوارض المحن والآفات» يا بديع الأرض والسمئوات لا إلله إلا الله فوق رأسي ظلاً» ومحمد رسول الله حصني مكملاًء وأبو بكر الصديق عن يميني حرزا وكيلآء وعمر بن الخطاب عن يساري عرًا وتجملآء وعثمان بن عفان من خلفي قوة وحولء وعلي بن أبي طالب أمامي مهابة *: مهابة مني في قلوب العدا والحاسدين والناظرين إليَ بسوء» حتى يغشاهم نوري وترتعد من مهابتي فرائضهمء والله من ورائهم محيط بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظء محمد رسول الله والذين معة أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعًا سجدّاء سجدت لي الرقاب وخضعت لي الأعناق وعظمت في أعين الناظرين من الإنس والجنء» يا عظيم عظمتك وقائي من القوم الظالمين وحمائي من العالمين؛ واعضدني بالملائكة أجمعين واستجب لي يا أرحم الراحمين» ثم يقول القارىء ملتفنًا أمامه 7: يا الله ومثله عن اليمين ومثلهُ عن الشمال ومثلة خلفة؛ ثم يدعو بهذا الدعاء: بسم الله الرحمئن الرحيم» اللهمٌ إني أسألك بقوة جلال هيبتك يا الله “2 وبعز ظلال بهاء نور سطع لمع برق لمعان وجهك يا الله ". وبهيكل قدس تقدس أفعال أقوال ربوبيتك يا الله “'» وبهيبة عزيز برهان سلطان أزلي أزليتك يا الله 7 ويسر باء اسم.توحيد عظيم اسمك يا الله لاء وبسين سر بحر علوم غيب روح أنس أنسك يا الله 0 وبميم مكنون مصون مخزون عوالم بحار أسمائك يا الله ١7‏ ويألف تقوم تقديم تكريم إكرام معرفة اسمك يا الله ”0 وبألف الألوهية بعين العظمةء بجيم الجبروت بفلق القدرةء أسألك أن تصلي على سيدنا محمد وعلى آله وصحبهء وأن تجعل بيني وبين أعدائي سرك الذي لا تخرمة نوافذ الرماح ولا تقطعة بواتر الصفاح ولا تفرقهُ عواصف الرياحء لا إلله إلا أنت أحون قاف آدم حم هاء آمين. شتوش هموش أطوش» شرح خمدت النار من مخافتهء ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيمء وأسألك اللهمٌ بسر الألف القائم بنفسه الذي ليس قبلة سابق» وباللامين اللذين لممت بهما الأسرار وأخذت عليهما العهود والمواثيق» وبالهاء المحيطة بالعيون الجوامد والمتحركة والصوامت والنواطق» الذي هديت بها قلوب عبادك فصارت لذكرك لا تفارق» أغثني أغثني يا مغيث فإنك متفضل جواد واسع ورازق» وأسألك اللهمٌ أن تغرس في أشجار توحيدك وتمجيدك؛ لأقتطف منها ثمار تسبيحك وتقديسكء اللهمٌ اسق قلبي من سحائب رحمتك وغذه بلطائف أنوار معرفتك» أسألك اللهمٌ بهذا الاسم العظيم الذي هو ظاهر اسمك الذي يشار إليك وباطن اسمك الذي أمرت أن تدعى به أن تصلي وتسلم على سيدنا محمد وعلى آل محمده دم الباب التاسع في ذكر بعض أعيان ذريته ومشاهير أصحابه وأتباعه وأهل خرقته وأن تسلمني ببركته أنا وأهلي وعيالي وأولادي: اللهم إغمسني في بحر نور هيبتك حتى أخرج من وفي وجهي شعاعًا فاقت أنوار هيبتهِ من هيبتك؛: أخطف بها أبصار الحاسدين من الإنس والجن والهوامء قفامئعهم عن رمي سهام الحسد واحجبني عنهم يبحجاب النورء الذي باطنه النور وظاهره الئورء وأسألك باسمك النور الذي أضاء بهِ كل نور أن ثور الأنوار وواهب العقول والأسرار» وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحيه أجمعين . ومن أحزابه الشريفة هذا الحزب المبارك. وقد شاهد أكابر رجال هذه الطريقة من المداومة عليه نور البركة والفيوضات والفرج السريع عند المهمات» وهو يسم أئله الرحملن الرحيم : سبحانك أنت الله المؤمن المهيمن سبحانك أنت الله العزيز الحكيم سبحانك أنت الله المصور الحكيم سبحانك أنت الله الحي القيوم سيحانك أنت الله العلي الكبير سبحانك أنت الله الشكور الحليم سبحانك أنت الله الباعث الوارث سبحانك أنت الله الفرد الصمد سبحانك أنت الله الغفور الغفار سبحانك أنت الله المحسن البارىء سبحانئك أنت الله الحئان المنان سبحانك أنت الله الرفيع العلي سيحانك أنت الله الوكيل الكافي سبحانك أنت الله المعيد الحق سبحانك أنت الله أرحم الراحمين سيحائك أنت الله خير الرازقين سبحانك أنت الله الرؤوف الرحيم سبحانك أنت الله العلي العظيم سبحانك أنت الله السلام القدوس سبحاتك أنت الله الخالق الباري سبحانك أنت الله البر الهادي سبحانك أنت الله الواسع اللطيف سبحانك أنت الله الحميد المجيد سبحانك أنت الله الغفور الرحيم سبحاتك أنت الله الواحد الأحد سيحانك أنت الله الطاهر المظطهر سبحانك أنت الله الغفور الصمد سبحانك أنت الله المحيي المميت سبحانك أنت الله السابق العدل سبحانك أنت الله النصير المفضل سيحانك أنت الله المعيد الدائم سبحانك أنت الله الفاطر الصادق سبحانك أنت الله خير الناصرين سبحاتك أنت الله العزيز الحكيم سبحانك أنت الله لا إلله إلا أنت سبحانك أنت الله رب العالمين الباب التاسع في ذكر بعض أعيان ذريته ومشاهير أصحابه وآتباعه وأهل خرقته ينها سبحانك أنت الله إني كنت من الظالمين» فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين» وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين» والحمد لله رب العالمين: ومن كلامه المبارك على لسان القوم السالمين من اللوم هذه القصيدة العلية» الجامعة لكل حكمة سنية وهي: تدل من الأكوان للحضرة الكبرى وغب عن شؤون الحادثات ببايها ولا تنس خلع النفس دون رحائها رحاب به كل المعاني تجمعت به من خفايادولةالأمررونق لسرت تقيه الذات في عرش ذاتها وقام به خمار حانة حبها وكم فيه من خلع العذار عجائب وسرنا بهم في بيد حضرة قدسهٍ فلا الكون عن هذا حجاب ولا العلا وطرنا بجنح النجح حتى توصلت شربنا فطبنا واستراحت قلوبنا وكان مقام الفرق في مبدأ السرى وقام من الفرامقاممزاحم فكل يهذا جاهل وهو مظهر وهيكل عين الغير عين مهيكل وها جملة الأكوان في أمر فرقها فمائم غير والمقاصد أزلفت وفصل معناها وعئوان فرقها تبجح بالأسر قأبدا خفيها تذكر إذًايا صاح أسرار غيبها ودع عندها الدنيا لعمرك والأخرى وجدد إلى ساحاتها صحة المسرى فذاك بخلع الروح يا صاحبي أحرى وعنهُ لسان الكون في نطقه ورّى عجيب هو الأولى لدى القوم والأخرى فقام بها والسطر من لوحهايقرى فصارت لديهٍ ناس حضرتها سكرى تلونا به على أهل نشأته عذرا فلاحت لما من كل أطرافه البشرى نقاب ولا آلا يعرف أويدري عزيمتنا منهةُ إلى المنهل الآمرى ومتنابهذوقًاوعشنابهذكرا فاخجلة الجمع الذي نور السرى فلماانطوى الأغيار أعقبت السرا لمعرفة المقصود من منتهى الأسرى لسر مرادي تحت هيكلهٍ صرّى على العدم المحض الذي ظاهرا يدرى عن الحكمة الأولى وحضرتها الكبرى إمام صدور المرسلين أبو الزهرا وشاهد مجلاها فسبحان مَنَ أسرى فإن لذي الإيمان قد تنفع الذكرى ولو أردنا ذكر كرامات الشيخ سراج الدين رضي الله عنهُ» وبسط مناقبهِ وشعره ومؤلفاته وكلماتهء لأملأنا الدفاتر» لكن قد ذكرناه على سبيل الاختصار تبركّاء لكونه مم الباب التاسع في ذكر بعض أعيان ذريته ومشاهير أصحابه وأتباعه وأهل خرقته أشهر من أن يذكرء تولى مشيخة الإسلام بالشام كما ذكر شيخ الشعراني بكتبهء وأخذ عنهُ معظم رجال الحديث في وقته وانتقل إلى العراق وسكن بغدادء وانتهت إليه رئاسة العلم والطريق بهاء وتوفي بها رضي الله عنةُ ولهُ من العمر أثنتي وتسعين سنة وكانت وفاته في سنة الثمانماية وخمسة وثمانين رضي الله عنهء ونفعنا به. انتهى. وممن اشتهر بالمخزومي أيضًا سراج الدين أبو حفص عمر المخزومي الحمصي وهو أيضًا من أجلأء علماء عصرهء ومن أعيان القبيلة الخالدية الساكنة في نواحي الشامء ولي مشيخة الإسلام في الشام» وندبه ملوك مصر إلى المناصب والقضاءء وشهرتة بين علماء وقته كبيرة ومصنفاته كثيرة» وهو من عنصر أخوال الشيخ سراج الدين المخزومي البغدادي الصيادي قدس سره؛ ومنهم الشيخ الكبير والعارف الشهير صاحب الكرامات والأحوال الشيخ إسماعيل الكيال قدس سره ابن السيد إبراهيم البلخي الحسيني ينتسب قدس سره إلى الإمام الحسيني رضي الله عنهُ من جهة آبائه؛ وللعنصر الرفاعي الحسيني من جهة أمه فإن أمهُ السيدة فاطمة بنت السيد نجم الدين يحيئ بن السيد صالح عبد الرزاق بن السيد شمس الدين محمد الصيادي الرفاعي» وأم والدتهِ السيدة الأصلية خديجة بنت الشيخ فطب الدين ابن الشيخ شمس الدين محمد الأعزبي الرفاعي. أخذ الطريقة العلية الرفاعية عن الشيخ نجم الدين الرفاعي وهو أخذها عن والده الشيخ قطب الدين عن والده الشيخ شمس الدين عن عمه السيد إبراهيم الأعزب عن عمهٍ السيد عبد الرحيم عن أخيهِ السيد سيف الدين علي الرفاعي عن خاله وابن عم أبيه؛ غوث الرجال وقطب أهل الكمال السيد أحمد الكبير الرفاعي رضي الله عنةء سكن السيد إسماعيل الكيالي قرية ترنبه من أعمال حلب كان ينفخ على العسل ويسقيه لإخوانه وقد أجرى الله على يديه الخوارق وتسلسلت في بيتهِ الأولياء من ذريته إلى عهدنا هذاء وقد ركب الجدار حالة ولهه وجذبته فسار به؛ وأمر الكيل أن يكتال القمح فبارك الله بالقمح واكتال الكيل للناس بنفسه من دون رجل» توفي في حدود التسعماثة وذريتة في سرمين وأدلب ويتفس حلب الشهبا ونواحيها مشهورةء ومناقبهم مأثورة وممن كان في عصرنا منهم القطب الشهير والأستاذ الكبير صاحب المدد والإرشاد الشيخ إسماعيل ابن الأستاذ الشيخ عبد الجواد قدس سرهماء وولده تاج الأكابر الأستاذ الشيخ عبد القادر وولده الولي المؤيد الشيخ محمدء انتهت إليهم رئاسة هذا الشأن بحلب وشهد لهم رجال الوقت بعلو الرتب» نفعنا الله بهم أجمعين. ومنهم الشيخ علي أبو الحسن الحريري ابن الشيخ السيد عبد المحسن أبي الحسن علي بن السيد عبد الرحيم الكبير الرفاعي؛ قال في النفحة المسكية: سكن قرية حرير من أعمال البصرة وهاجر إلى الشام وتزوج بأرضها ولهُ ذرية» وتخرج بصحبته جم غفير الباب التاسع في ذكر بعض أعيان ذريته ومشاهير أصحابه وأتباعه وأهل خرقته مض من الرجال» منهم: الشيخ علي أبو محمد الحريري بن أبي الحسن بن منصور المروزي رحمة اللهء قلت: وقد كان ابن منصور هذا على حال إلا أنه قد غلبت أحوالة عليه فما قدر على قبض لسانهء فقيل فيه ما قيل. انتهى بحروفه. وقد شنع طائفة كثيرة من العلماء على الشيخ علي المروزي الحريري هذاء وأخذ على الألسن والذي أظنهٌ أن السيب الأعظم في ذلك انقلابة عن الطريقة العلية الرفاعية وأخذه عن الشيخ علي المغريل » تلميذ الشيخ رسلان التركماني الحصري تقعنا الله به» في ياة شيخه الشيخ علي البصري الحريري الرفاعي» وقد اتفق القوم على أن الواقف بين شيخين كالواقف بين سيفين» فلذلك كان من أمره ما كان كما هو مفصل في كتب التاريخ. ثم بعد ذلك التجأ إلى شيخه الشيخ علي الحريري اليصري الرفاعي» ولزم رواقة بقرية يسر ويقال لها بصر قرية من أعمال حوران وبهامات في سنة خمس وأربعين وستمائة. ومنهم مَن رده من قبلة والذي ثبت عنة أنة مات على أحسن حال وله كرامات وأحوال» وقد ذكرناه هنا ليعلم أن العائلة الحريرية الرفاعية غير الطائفة الحريرية المروزية؛ فإن السيد علي أبا الحسن الرفاعي الحريري لم يطعن فيه طاعن» ولم يذكره بسوء ذاكرء كان على قدم أجداده الطاهرين متمسكًا بآثار سيد المرسلين» انتهت إليه رياسة الخرقة في وقتهء أعقب ذرية مباركة-منهم الشيخ محيي الدين» نزيل 0 وصاحب الزاوية الرفاعية فيها أخذ عن أبيه السيد يحيئ ١‏ عن أبيه السيد علي أب بي الحسن الرفاعي . وبقيت ذرية الشيخ محيي الدين الحريري الرفاعي في حما 0 طاهر وصحة منهج. وقد تسلسل فيهم الخضوع والانكسار والبذل والسًا وحب الفقراء» وئيات التمسك بشريعة سيد الأنبياء سيرًا على قدم سلفهم الطاهر في الباطن والظاهرء وكان من بقيتهم ممن عهدناه في عصرنا الشيخ الأجل والصالح الأكمل وارث أخلاق الأولياء وناصر حزب الفقراء»؛ المرحوم الشيخ عمر الحريري شيخ السجادة الرفاعية في حماة المحمية» توفي في سنة الألف والماثتين والثمانين ودفن في صالحية الشامء وقد نقلت عنة الكرامات الكثيرة وسيرتة بالصدق والسخاء وعلو القدم في الديار الشامية شهيرة وعقبة في بلدتهم معروفه أيدنا الله وإياهم والمسلمين بنقحة من نفحات سيد المرسلين. آمين ومنهم الشيخ محمد الحديدي الرفاعى دفين الحديثة. بلدية تقرب من راوة بين الخابور وبغداد؛ كان ينفخ على الحليب ويسقيه لأخوانه» ولهُ خوارق عظيمة ومناقب كريمة» منها: أن الأسود كانت تزوره في زاويته» ينتهي نسبة إلى السيد شمس الدين محمد بن عبد الرحيم الرفاعيء مات قدس الله سره في حدود التسعماثة ومناقبة أكثر من قلادة الجواهر/ م 514 كن الباب التاسع في ذكر بعضى أعيان ذريته ومشاهير أصحابه وأتباعه وأهل خرقته أن تذكرء ومنهم الإمام الكبير والعارف النحرير”'؟ ولي الله السيد رجب الرفاعي الكبير» ولد رضي الله تعالى عنهُ في البصرة سئة تسعين وستمائة» وهو الأخ الصغير لسيدنا الشيخ تاج الدين ابن السيد شمس الدين محمد الرفاعي الكبيرء سكن أم عبيدة وبها ولد صار شيخ الرواق. الأحمدي بأم عبيدة وهو ابن أربعة عشرة سنةء أحرز مشيخة الرواق في سنة أربع وسبعمائة السنة التي توفي بها أخوه الشيخ تاج الدين بن شمس الدين بن الرفاعي» شيخ الأحمدية بأم عبيدة» كما ذكر ذلك ابن كثير في تاريخهء وقد كبر شأن السيد رجب قدس سره وبرع وعظم حالهُ وأخذ عنهُ الطريقة الرفاعية أجلاء مشايخ العراق» وانعقد عليه إجماع الرجال في واسط وشهرتة في البطاح العراقية غنية عن التعريف» وعكف على علوم الحقيقة واشتغل بأمر الطريقة» وأعرض عما في أيدي الخليقة» كان كثير السكون عظيم الأخلاق مهابًا مبجلاً رمقهُ رجال عصره بأعين الاحترام» ورويت عنه الكرامات التي لا تحصىء منها: أنه مسّ على عين رجل انطمست بياصرتة فأبصر بإذن الله في الحال» تسلسلت في ذريته المباركة الأولياء في العراق وسكن بعض ذريته البصرة بعد خراب واسطء وبقيت فيها إلى عهدنا هذا ومن بقيتهم أحد رجال عصرنا العالم الجليل والسيد النبيل عمدة العلماء والأشراف. ومفخر آل عبد مناف السيد إبراهيم بن السيد بدر الدين بن السيد مبارك ين السيد صالح ابن السيد رجب الصغيرء من بقية آل السيد رجب الكبير الرفاعي قدس سرهء ولي السيد إبراهيم نقابة الأشراف في البصرة ثم ولي بعدها منصب الإفتاء وبقي مفتيًا حتى مات. وله التصانيف الكثيرة العديدة والتآليف الحميدة وحسن فيه ظن الخاص والعامء وذكروا أنهُ حسئنة من حستات الأيام أثنى عليه الصلحاء والعلماء وامتدحة البِلغامٌ والشعراء؛ ومن جملة من مدحة الشاعر النبيه والفاضل الوجيه المرحوم السيد عبد الغفار الأخرسء نزيل بغداد الموصلي الأصلء فإن له فيه عدة قصائدء منها هذه القصيدة الفريدة: 1 أهاجها حادي المطى فمالها ولميهج لما حدى أمثالها فهل عرفت ياهزيممابها وماالذي أورثئثها بليالها غنى لها برامة والمنحنئى وبالديار ذاكرًا أطلالها ومادرى أيّ جوى آثاره وعبرة بذكرهاأسالها ذكرهامناخهابرامة فكان ذكر رامة خبالها (1) النخرير: العالم الحافق في علمه. أذكرها مراعيًا من شيخها ذاقت نميرًا في العذيب مائه لو كان غير وجدهعقالها تسأل عن أحبابهادوارسًَا وكلماعادلهاعيدالهوى تالله تنفك وقد نظنها حريصة على لقاءأوجه هي الظعون قوضت خيامها وأوقدت في قلب كل مغرم وقاطعتنا بالنوى مواصلاً وعن يمين الجزع شرقي الحما بيوت حي احكموا ضيوفها وللغزال دونهاملاعب وقدرمتني عينهانبالها إني لأهوى مجتنى معسولها تلك ربوع كنت في رباعها فياسقت تلك الربوع ديمة ساحية على الحما سحابها قدقطيت طلعتهاوبشرت من مثقلات المزن ما إن جلجلت شاكرةآثارهامنهالها ورْبٌ ليل أطبيقت ظلماءه قلقلت فيه الموقرات بالسرى ولسد أنفك ولي مأرب تحملني لابن النبي ناقة فإنإبراهيم حيثيممت الباب الناسع في ذكر بعض أعيان ذريته ومشاهير أصحابه وأتباعه وأهل خرقته ووردها من مائهازلالها وقدأريقت بعده وبالها بدارمي أطلقت عقالها من الرسوم لم تجب سؤالها هيج منهاعيهده بلبالها لما بها من الضنا خيالها غالى بها صرف النوى واغتالها وأزعجت يوم النوى جُمّالها نيران وجد تضرم اشتعالها لو أنصفت ما قطعت وصالها متى أراني ناشقًا شمالها وحذروا عدوها نزالها لواقتنصت مرةغزالها فماوقتتي أدرعي نيالها و اختشي من قدهاعسالها طوع هواها عاصيًا عذالها تصب من صوب الحيا سجالها تجرّفي دياره أخيالها من شام بالغيث العميم خالها بالرعد إلا وضعت أثقالها أدبارها بالري أوإقبالها بحيث لايهدى أمرء خلالها حتى لقد كدت أرى كلالها أرجو إذا أزأمعت أن أتالها إن بلغْعَهُ بلغت آمالها كان منالهاإن يكن ماآلها فضا الباب التاسع في ذكر بعض أعيان ذريته ومشاهير أصحابه وأتباعه وأهل خرقته تكاد من وفرنوال فضله نفس لةزكيةعارفة وتستمدالعارفون فيضها لو لم يكن في الأرض من أمثالهٍ إذا دعاللله لكشف حادث هوالشفاءلعضالأمة واتخذتة المسلمون أن دعت من النجوم المشرقات بالهدى ما برحوا في الأرض بين خلقهٍ إذا دعوا إلى الجميل أسرعوا واقتحجموهاعقبات أزمة همُ الغيوث ابتذروا نوالها قائلةً فاعلةً بقولها إن قربت من الأعادي قربت هم الذين ذللوا صعابها وحرموا من ربهم حرامها بحر من العلم طمي”'' حِضَمُهُ سل ما تشاء عن عويص مشكل أين الأعادي من علو قدره لورام أعلا بغيةيرومها تسكرناعذوبةمن لفظه لهُ التصانيف التي كأنها رفت حواشيها فلو قرأتها مثل السماء بالسناء والسنا زفق الطمي : الطين » يحمله الماء . يالغة بدركها كمالها وترتجيها جاههاومالها زلزلت الأرض إِذَا زلزالها أهالهاأمتهاأآحوالها يبرئءٌ من أدواءعها عضالها ضراع هال وابتهالها المدحضات بالدجا ضلالها أقطابها الأنجاب أو أبدالها ولن ثقرى لغيرهاستعجالها إلى علا توقلوا جبالها هم الليوث ابتدروا نزالها سابقةٌ أفعالهاأقوالها إلى العداهمتهم آجالها همّْالذين دوخواإقبالها وحللوا بأمره حلالها وارد كل وارد تواله ا فإنةٌلموضح أشكالها إن طاولتة في المعالي طالها ولو غدت مثل النجوم نالها إذا أدار لفظه جريالها ثروي سحسن صبها جمالها على الغصوم مرةأمالها قدطلعت خلالهُ خلالها الباب التاسع في ذكر بعض أعيان ذريته ومشاهير أصحابه وأتباعه وأهل خرقته يننا كم حجة وردها قاطعة وحكمةفي كلمات قالها خذها إليك سيدي مقطوعة واجعل رضاك سيدي إيصالها وقد ذكرنا هذه القصيدة تبركًا بالممدوح وإظهارًا لفضل المادح» فإنها قصيدة ظريفة بليغة لطيفة» أخذت بلاغة من الشعر على أكمل منوال وكادت تكون أرق من النسيم وأشهى من الجريال؛ ومن المعلوم أن من بقية آل السيد رجب الكبير قدس سره آل النقيب الموجودين في البصرة الآن ومنهم نقيبها ورئيسها وعين أشرافها السيد محمد سعيد أفندي ابن الفرحر السيد طالب الرفاعي» ولهُ بنو عم وأولاد أعيان أمجاد أمدهم الله يمدد أجدادهم الكرام. وجعلنا وإياهم تحت حماية الجد الأعظم عليه الصلاة والسلام» “ومنهم ولي الله الشهير السيد الشيخ أبو بكر الكبير الصيادي من بقية آل السيد شمس الدين محمد بن السيد صدر الدين علي بن السيد القطب الجواد السيد أحمد الصياد الكبير الرفاعي رضي الله عنهُء فإن جميع الإجازات الصيادية التي في النواحي الشامية والحلبية تتصل به قدس سرهء وله شهرة بالأحوال الصادقة والكرامات الخارقة» وبعد وفاتهِ جلس على سجادته ولده السيد الشيخ محمد خير الله الأول واشتهر بالعنايات الخفية والجلية والهمم العلية الباطنية والظاهرية» ومن وقع لهُ أنهُ اعتدى عليه شيخ المشايخ السعدية الموجود حينئذ وكسر خاطره بمحفل عظيمء وأقام عليه دعرى عند حاكم الوقت فامتنع الحاكم بعد أن سمع الدعوى عن الحكم يدذلكء وأمر أن ترفع لدى أهل الطريق خوقًا من سهام أهل التحقيق» فبرز شيخ السعدية وقال أيها الوزير: اسمع مني ما به أشير أريد أن أصنع بين يديك في رأس هذه القلعة علمين» ونصيح عليهما نحن الاثنين فالذي يأتيه علمةٌ فهو صاحب الطريقة المتبعة وخلافتة ثابتة» والذي يغلب يكون منفيًا وتأخذ إجازتة» فأعرضوا القضية على الشيخ محمد خير الله فسكت» وقال: توكلت على الله. فأحضروا العلمين بين يدي الوزير فقال الشيخ السعدي هيا انده عليه يأتك». فقال الشيخ محمد خير الله أنا لا أكون متقدمًا على مَن هو بمقدار والدي بل أكون ثانيّاء فاستنجد الشيخ السعدي وصاح بأعلى صوته أربعين صيحة على العلم فلم يأتٍ إليهء بل يرون العلم وهو يتحرك» فلما استقر وفرغ من صيحاته تقدم الشيخ محمد تخير الله المذكور وقال بعد أن رمق بطرفه إلى السماء وقد لبسة الحال: اللهمٌ إن جبرائيل قال لخليلك إبراهيم وهو في النار ألك حاجة فقال أما إليك فلا وأما إليه فحسبي من سؤالي 7 بحالي» فلم يلبئوا إلا والعلمين طارا إلى أن أتيا فوق رأسه فضجت لذلك أهل البلدةء وقد كان شيخ المشابخ الرفاعية حينئذ الشيخ عيد الله محلول الزئار؛ فوقعت محبة حضرة الشيخ بقلبه فأفرغ عليه في حال حياته مشيخة المشايخ» وبقيت على ذريته المباركة محفوظة إلى هذا الآنء ولما توفي رحمة الله وقدس سره مف إلباب التاسع في ذكر بعض أعيان ذريته ومشاهير أصحابه وأتباعه وأهل خرقته دفنوه عند أبيه بالمدفن المبارك المعروف بمدفن الشيخ العرابي» ثم تولى المشيخة والسجادة بعده ولده الأمجد شيخنا السيد الشيخ محمدء وكان حضرة السيد محمد المذكور من أهل الأحوال ومن خواص أهل الورع وكان ديئًا جدًا لا يحب العصاةء وكثيرًا ما جرى لهُ براهين ظاهرات مع الجهلة ويكون ذلك سيبًا لتوبتهم» فمنها: ما جرى له مع أحد الآخذين عليه الطريق وهو شاب جاهلء فنهاه مرارًا إلى أن كان أحد الأيام والشيخ رحمة الله جالسًا في أحد قهرات قرلق وإلى جانبه عمود من حجرء يعجز عن تحريكه ثلاثون رجلاً فإذا والمريد مقبل وهو سكران؛ فاحتد الشيخ من ذلك إذ سمع عتدها أحد العالم يتكلم بما لا يليق ويقول انظروا ذلك السكران» فإنهُ من أهل الطريقة وأن هذا شيء غير لائق» فانتهض بالشيخ الحال وقد وصل المريد إلى مقابلته» فصاح به فوقف. فقال لهُ: يا فلان أما نصحتك عن شرب المسكرات» فقال: نعم. فقال: ما هذه الحالة التي أنت بها فقال: يا سيدي لا تؤاخذني بما نسيت» فقال الشيخ الذي ينسى حقة أن يبلى ومال إلى العمود ورقعة في يده وأرماه بهء وعند رفعهٍ له فر المريد ليهرب فلكمة الحائط فوقع على وجهه وأتى العمود مصلبًا فوقة من الحائط إلى الأرض» فمن خوفهٍ انقطعت قوة أعصابهٍ وبقي كسيحًاء فأخذوه إلى داره وبقي مدة على تلك الحالة وأمهُ تتردد على حضرة الشيخ وتسألة بجدهء أن يذهب إليه وهو يقوّل لها: حتى يؤون الأوان ويتوبء: ففي يوم أتت وقالت إنهُ يقول قد تاب والله خير الشاهدين: فذهب من حينه إليه واستعاد التوبة منه وكانت توبة نصوحةء ققال لهُ: قم بإذن الله وأخذ بيده وأقامةُ فبرىء بإذن الله وترامى على أقدامهء ولهُ مثل ذلك قدس سره أمور كثيرة لا تنكرء ولما توفي رحمة الله تعالى ضجت لموتهٍ البلدة وقد تركت جميع أسبابها ودفنوه رضي الله عنهُ عند أبيهِ وجده بالمدفن المتقدم ذكرهء ثم تولى المشيخة والسجادة ولده المرشد الكامل والسيد الفاضل العالم العامل معدن الفضائل» السيد الشيخ محمد خير الله الثاني» المشهور بالكرامات الظاهرات والمتكلم بحقائق الأسرار بأصرح الكلمات وأصح العبارات المتستر قدس سره في حلة الزهد والانزواء والمتحلي بحلية الرشد والتقوى. وكان رحمه الله لا يكسر خاطر أحد ولو أنه ذو دعوىء إلا إذا كان منكرًا فيرية برهانًا قويًا ويجلبةُ للطريقة باطنًا وظاهرًا وهكذا يروى» ومما شاع وذاع وسمع من أكابر أهل الطريق وخلاصة أهل التحقيق ما جرى له مع الشيخ السعدي الذي أتى من دمشق الشام وكان ذلك الرجل من أكابر أهل زماته مشهورًا بالمعرفة والكمال» ومظنة من أهل الاتصال فنمى ذكره في البلد وزاره الشيخ والولد إلا حضرة شيخنا السيد محمد خير الله المذكور فلما قرب وقت رحيله من البلدء سأل أحد التلامذة عن جناب الشيخ وقال: إلباب التاسع في ذكر بعضى أعيان ذريته ومشاهير أصحابه وأتباعه وأهل خرقته ويم عجبًا إن سيدنا الشيخ الصيادي لم يزرنا لعله تكبّر علينا فنحن أحق أن نزورهء ثم توجه مع جملة من تلامذتهِ حتى قرب من زاوية الشيخ» فقال أحد مريديه: يا سيدي إن الشيخ في ذلك الحانوت وهو يلعب في المنقلة» فتعجب من ذلك الشيخ السعدي وأنكر حال فوصل إلى أن .حاذاه فلم يلتفت إليه ومضى عليه نصف ساعة ولم يكلمة» فبادر الشيخ السعدي بالمكالمة لهُ وقال لهُ: يا سيدي أتيتك قاصدًا لأني أخبرت أنك ذو معرفة وقد اشتريت هذه المسبحة على أنها عظم ناقة وبعض العالم يقولون إنها ليست بناقة» فأخذها من يده الشيخ وقال: أظنك الشيخ السعدي الشامي» فقال: نعمء فتأمل الشيخ بالمسبحة قليلاً وقبض عليها فنزل منها الحليب إلى أن ملأ أحد بيوت المنقلة» وأعطاه إياها وقال: أشهد أنها ناقة وهذا حليبهاء فقال الرجل الذي هو جالس يلعب مع الشيخ أظن هذا الحليب لا يخلو من السرء ووضع فمهُ عليه وشربة فلم يستقر في جوفه إلا وقد مزق أثيابة وقام مجزوبًا لوقته» فوقع الشيخ السعدي على يديه وطلب منهُ المدد فدعا لهُ وانصرف. ولهُ مثل ذلك كثير يعجز قلم الحصر عدهاء ولما توفي رحمة الله تعالى وقفت جنازتة عند قبور جميع الأولياء إشارة إلى الزيارة» ولحدوه لجانب والده في مدفنهم المذكور سابقّاء وألبسوا الكسوة فوق قبره المبارك إلى ولده النجيب الشاب التائب الحبيب السيد الشيخ محمدء وإنهُ كان في وقته وحياة والده سيد أهل عصره في الشجاعة. وكان بعد أن جلس على السجادة أشد الناس انكسارًا وحجضوعًا لبس ثوب الحياء فكسي خلعة العناية» وطوى نفسةُ بطي التواضع فنشر لهُ علم الولاية»؛ ومكث بعد والده على السجادة برهة يسيرة؛ وتوفي رحمة الله عليه ودفن في مدفنهم المتقدم ذكرهء ثم تولى المشيخة والسجادة بعده أخوه الأستاذ الكامل والسيد الواصل المشهور بالأخلاق الحميدة والكرامات العديدة» مجدد بنيان الطريقة بسر إرشاده ومشيد أركان الحقيقة باجتهاده؛ شيخنا السيد الشيخ الحاج علي نفعني الله بيركاته» وكان حضرة السيد علي المشار إليهِ صاحب قلب ولسان وجاه وشأنء شهرته في النواحي الحلبية كافية عن ذكر أحوالهٍ وسيرته في خدمة الطريقة الرفاعية» بترك التصدير والتظاهر في جميع أفعاله أقرٌ لهُ بعلو الهمة الخواص بيلدته والعوام» واتفق على أمر الاعتقاد بحضرته رأي النصارى والإسلام. نشر مطوي أسرار المسالك الصيادية في كل نادي» وفتح باب الحضرة الأحمدية للصادي والغادي»؛ اختصرنا عن ذكر بعض كراماته لكثرتها واقتصرنا عن كتابة أوصاف حضرته لشهرتهاء توفي قدس سره في هذه السنة المباركة في آخر جمادى الأولى وصار لموته يحلب الشهبا يومًا عظيماء ووقع في كل قلب من قلوب أهلها حزن وكرب جسيمء ونطق لسان فؤاد الأسف بألف لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم» وأرّحه كثير من فضلاء الشعراء وفصحاء الأذكياء» وقد كنت في لف الباب التاسع في ذكر بعض أعيان ذريته ومشاهير أصحابه وأنباعه وأهل خرقته وقت حلول هذه المصيبة بدار السعادة إسلامبول المحمية صانها الله من كل عارض ونازل وخطر وبلية» فلما ورد هذا الخبر أصبحت في بيت الكدر مسجونًا وفي مراكز الحزن مرهونًاء وطرقني طارق الفراق بالكدر الوفي ولكمني عارض البعد بالمرض الخفي» وقلت شعرًا: إذا ذكرت نفسي زمانًا تصرمت هتفت بهاتيك الصحاب كأنني تياليه بالشهبا وشملاًتجمعا وليد تمنى في العشية مرضعا وحصرت فكري قاصدًا أن أتدرج بسلك مادحيهء وأن أؤرخه على قدر الحال فمنعني الهم الحزن والغمء فطلبت من بعض الأحباب تاريخًا لحضرته الكريمة؛ فأجاب لطفًا قائلاً بلسان التأسف على فراق هذا السيد السند والمرشد المعتقد شعرًا: زر من بني الصياد خير ولي وأرق دموهعًا أو نجيعًا أو دمًا قد كان في الشهباء ركن حقيقة أسمًا على ذاك الفتى العلوي بطريقة الصياد والمكي حجبتة أطباق الثرى عن أعين خالت الزوإيا من خباياها وقد خاب الرسران بهن تعيده ولدى زيارتناله أرّحَ نرى تبكيهمن حزن بكل عشي ملئت برزء فراق خيرتقي في كل هطالل وكل روي حور الرقاعي من معام علقي لحييق وكان دفنهُ رحمة الله ونفعنا به في زاويته التي عمرها بمحلة بنقوساء فهنيئًا لها ضمت جسمًا حسيئًا وأسدًا هاشميّاء أحوالة بسلوك الفضل منظومة وكراماته بين الخلق معلومة؛ ثم تولى المشيخة والسجادة بعده ولده النجيب اللبيب الأديب السيد محمد خير اللهء وأنا أسأل الله بحرمة أجداده العظام وآبائه الكرام» أن يفتح لهُ باب التوفيق والفتوح نه قدوس سبوح. ومنهم الشيخ الإمام العالم الفاضل الهمام شيخ وقته وفريد عصره شمس الدين محمد بن عجلان» وهو أخو الشيخ صدر الدين الرفاعي صاحب الكرامات الظاهرة والمناقب الفاخرة والمقام الشهير بمصر القاهرة لأمهء أخذ عن عمهٍ شقيق والده العارف بالله والدال عليه شيخ المشايخ العارفين ومربي المريدين» الشيخ صدر الدين المشار إليه وهو أخذ عن عز الدين حسن بن أحمد الرفاعي؛ وهو أَخْذ عن أبيه اشمس الدين أحمد بن محمد الرفاعي وهو أخذ عن والده الشيخ تاج الدين محمد بن أحمد الرفاعي. وهو أخذ عن الشيخ شمس الدين أحمد بن محمد بن عبد الرحيم الرفاعي وهو الباب التناسع في ذكر بعض أعيان ذريته ومشاهير أصحابه وأثتباعه وأهل خرقته ابا أخذ عن الشيخ نجم الدين أحمد بن علي الرفاعي» وهو أخل عن الشيخ قطب الدين أبي الحسن علي بن عبد الرحيم الرفاعي» وهو أخذ عن الشيخ شمس الدين محمد المعروف ببيض القبان الرفاعي» وهو أخلذ عن الشيخ محيي الدين إيراهيم بن علي الرفاعي» وهو أخذ عن الشيخ مهذب الدين الرفاعي وهو أخذ عن الشيخ سيف الدين علي بن عثمان الرقاعي» وهو أخذ عن الشيخ الإمام العارف المحقق مربي المريدين ومرشد السالكين وقطب الواصلين العلم المشهور والبيت المعمور سيدنا وأستاذنا السيد أحمد بن الرفاعي» صاحب هذه الطريقة الغراء التي نحن سالكون عليها قدس الله سره العالي ونور ضريحة المتلالي. وأما نسب الإمام الفاضل السيد الشريف أبي البشائر محمد بن عجلان لأبيه» فهو الشريف محمد بن الشريف عجلان بن الشريف علي بن الشريف محمد بن الشريف جعفر بن الشريف حسن السجاع ب بن الشريف العباس بن الشريف حسن بن الشريف العباس بن الشريف حسن بن الشريف حسين أبي الجن بن الشريف علي بن الشريف محمد بن الشريف علي بن الشريف إسماعيل الأعرج بن الإمام الجليل جعفر الصادق ابن الإمام الجليل محمد الباقر ابن الإمام الجليل علي زين العابدين ابن الإمام الجليل الشهيد سيدنا الحسين ابن سيدة نساء العالمين» السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها بنت سيد الأولين والآخرين محمد #بةِ وعلى آله وصحبهِ أجمعين. وإن ذرية السيد محمد بن عجلان المذكور بدمشق الشام لم تزل تحوي الفضائل والمفاخر ويتوارثون نقابة الأشراف بها كابرًا بعد كابرء وهم أعيان تلك الجهة وقاداتها نفعنا الله بأجدادهم الطاهرين وأفاض علينا من بركاتهم أجمعين» ومنهم إمام العارفين وقدوة الواصلين قائد ركب الصالحين الكرام مولانا السيد حسين برهان الدين ابن السيد عبد العلام» من آل خزام قدس سرهء هاجر من العراق مع أخويه السيد علي والسيد محمد إلى البلاد الشامية في مستهل شهر جمادى الأولى لاثني عشر يوم خلت منة سنة أربعة عشر ومائة بعد الألف. فلما وصلوا في سيرهم إلى معرة النعمان خرجوا قاصدين زيارة جدهم مولانا السيد أحمد الصياد قدس سره العزيزء ففي طريقهم مروا بقبيلة بني خالد وقد نصبوا خيامهم على حافتي الطريق. وكان إذ ذاك شأن القبيلة المذكورة في تلك الديار عاليّاء وقوتهم وكثرتهم ووحدة كلمتهم معلومة؛ وكان شيخ القبيئة الخالدية إذ ذاك رجل من المشاهير يقال لهُ مراد بن جابر الناصرء ومن المعلوم أن القبيلة المذكورة ينتهي نسبهم إلى الصحابي الجليل سيف الله خالد ب بن الوليد رضي الله عنةء وكان لشيخ القبيلة ل ل را ا 0 فلما مر السيد حسين برهان الدين وأخوتة بالقبيلة المذكورة حسن اعتقاد كل من القبيلة بهم: وأتوا بهم إلى ا 1ك عارك سي الح ل ل يننا الباب التاسع في ذكر بعض أعبان ذريته ومشاهير أصحابه وأتباعه وأهل خرقته المقعدةء لعل الله أن يشفيها ببركة السيد حسين قدس سرهء فطلب شيخ القبيلة من السيد حسين نفعنا الله به أن يمر بيده المباركة على البنت المذكورة وأن يدعو لهاء فقال السيد حسين قدس سره: لا أفعل ذلك إلأ إذا عقدت لي عليهاء فولى شيخ القبيلة وجهة مغضبًا لما سمع كلام السيدء فقال لهُ أكابر عشيرته وأصحاب رأيه لا تغضبء وافعل ما أمر به السيد فإن عافاها الله فقد صاهرت سيدًا ووليًا ولك الشرف بذلك» وإن لم تشف فهي عندك ولا يأخذها أحدء فعقد لهُ عليها ودخل السيد حسين قدس سره خدر البيت» وأخذ بيدها في الحال وقال لها: قويم بإذن الله يا أم العيال» فقامت بإذن الله صحيحة قوية فعظم فرح القبيلة» وكبر شأن السيد حسين برهان الدين لديهم: فتزوج بمخطوبته وأقام في القبيلة» فقال كل من أخويه لا بد من أن تأذن لنا بالحج فقعل. وذهب السيد محمد وأخوه فلما وصلا إلى الشامء توفي السيد محمد بالشام ودفن بالصالحية وبنى بعض معتقديه عليه قبة هناك ويعرف هزاره بالشيخ محمد البغدادي عند أهل الصالحية» وأما السيد علي فإنه تزوج من آل السيد فاتك الحسني بننًا يقال لها درة بنت السيد سليم ابن السيد ناصر ابن السيد فاتك ابن السيد وديان ابن السيد ناصر ابن السيد حسن ابن السيد فلاح اين السيد حسن ابن السيد ناصر ابن السيد جميل ابن السيد بريد ابن السيد كميل ابن السيد قعود ابن السيد بريد ابن السيد سعيد ابن السيد مال ابن السيد فاضل ابن السيد جميل ابن السيد إبراهيم ابن السيد علي ابن السيد إبراهيم ابن السيد منصور ابن السيد علي ابن السيد حسين ابن السيد فارس ابن السيد نجيب ابن السيد علي النعيمي ابن السيد جميل ابن السيد فلاح ابن السيد محمد ابن السيد عبيد ابن السيد طعمة النعيمي ابن الحسن ابن الركن ابن المشرف بن بنانة بن القمقمي بن محمد بن أحمد بن عبد الله ان موسق الجوة بن خيلا ال السخض ب الإناء: النن النس :اين الأنام: الحسن ابيز رضي الله عنة ابن سيدتنا فاطمة الزهراء رضي الله عنهاء بنت سيد المخلوقين حبيب الرحمئن سيدنا محمد ود وأقام معهم في بادية دمشق بالقرب من قزية حران؛ وأعقب ذرية مباركة تفرقت في تلك الأطراف» وهم الآن يعرفون لدى أهل دمشق الشام ونواحيها بعشيرة الصياد؛ وقد أطبق القبائل وأهل تلك النواحي على حرمتهم والاعتقاد بهم» ودفن جدهم السيد علي المشار إليه بالقرب من حران في ذيل تل هناك. وكذلك أولاده رضي الله عنهم. وأما السيد حسين برهان الدين جد العائلة الخزامية؛ وعقد سلسلتهم الزكية ولد في سنة ست وتسعين وألف» وتوفي سنة ست وأربعين ومائة وألف ولهُ من العمر خمسون سنةء تلقى العلوم والفنون العالية عن جماعة منهم: عمه السيد حسين المبارك الريعي الجليل المحدث القدوة العلامة» والشيخ العلامة الفاضل حسين السويدي البغدادي؛ والشيخ عبد المنعم البغدادي وبرع وتفئنء وألف كتبًا كثيرة منها تخريج الباب التاسع في ذكر بعض أعيان ذريته ومشاهير أصحابه وأتباعه وأهل خرقته هن أحاديث الإحياء والاتقان في علم تجويد القرآن» والصراط الأقوم في بيان قصة معراج النبي ييه ورسالة صغيرة في التصوف سماها حالة أهل الحقيقة: ولهُ شعر لطيف ولسان عذب ظريف ومن شعره: تركتم جفوني ساهرات اللياليا وألفشّم بين السهاد وناظري وصذبكُم قلبي بآلام هجركم أيا جيرة هزوا رماح قدودهم خذوا عن غرامي وانقلوا عن صبابتي لشن كان قتلي في شريعة حبكم تولعت في مبدأ غرامي فعندما ول هه تسر ا أشكو شكاية عاشق هجر الورى يرجو من الأيام قرب حبيبِهٍ ومن شعره قدس الله روحه: لم يترك البين لي صبرًا ولا رمقا أستودع الله من سارت رواحلهم إذا شكوت إليهمماأكايده ومن شعره في المناجات: يامن تلوذ ببابو الألياب وتهيم أسرار الورى بجماله أجبر كسيرًا مذنبًا هجر السوى قدأقعدته ذنوبهُ ورمى به لا يجتدي من غير فضلك مطمعًا (1) ظبا: جمع ظَبّة وهو حد السيف والخنجر. ودمعي على خدي يحاكي اللاليا وفرقتمٌ مابين عقلي وباليا وصيرتم جسمي نحيلاً وباليا وسلوا ظبا''“ ألحاظهم لقتاليا وبثوا اشتياقي واشرحوا ما جرى ليا حلالاً فقد حللتموا ما حلاليا تمكن من قلبي الهوى حال حاليا ونفى الكرى وحبيبه متباعد والدهر إن شاء القضاء يساعد يوم الرحيل فليت البين لا خلقا من النحول فدمعي صار منطلقا وأودعوا مقلتي الدمع والأرقا من الصبابة قالت أدمعي صدقا أبدًا وتظلب قربهٌ الأحباب ولعزه تتواضع الأرباب ماأنّلةإلاإليك مناب دهر وماأرخت لديوعياب إذ ليس فيه غير بابك باب ين الباب التاسع في ذكر بعض أعيان ذريته ومشاهير أصحابه وأتباعه وأهل خرقته كن لي كما قد كنت لي يا سيدي في حضرة أسمائها الحجاب فوسيلتي لك مصطفاك المحتبى سر الوجود الخاشع الأواب صلى عليه مسلمًا أبد المدى 2 ربالأنامالمنعمالوهاب وبالجملة فقد كان السيد حسين المشار إليهِ نادرة زمانه علمًا وعملاً» وكان على قدم عظيم من الأدب وحسن الأخلاق» وأجرى الله على يديه أمر الإرشاد في هذه الطريقة العليةء وله فيها ما يزيد عن ماثة خليفة» منهم: الشيخ الفاضل والعالم العامل أبو البركات محمد بن حسين السويدي البغدادي» والشيخ عبد الرحملن بن فرج الموصلي» والشيخ عبد الله بن إسماعيل النعيمي» والشيخ علي الطفيح الرهاوي. والشيخ أبو محمد عردوك الخابوري» والشيخ الكبير طعمة الرفاعي البيتماني» والشيخ محمود كبير الكف الجسري» والشيخ الولي الصالح المعروف بالدرويش محمد البسامسي» والشيخ العالم الشريف العارف بالله الشيخ محمد العارف الأريحاوي ابن السيد أحمد ابن السيد محمد ابن السيد إبراهيم ابن السيد إسماعيل ابن السيد الشرفي يحيئ ابن السيد علي اين السيد موسى ابن السيد أحمد تاج الدين ابن السيد محمد ابن السيد جلال أحمد ابن السيد علي ابن السيد قاضي جلال محمد ابن السيد أحمد ابن السيد محمد اين السيد أبي السنا محمود ابن السيد إبراهيم ابن السيد أحمد ابن السيد محمد ابن السيد أمين يوسف ابن السيد الشرفي علي ابن السيد إسحلق ابن السيد محمد ابن السيد عبد الله ابن السيد جعفر ابن السيد موسى ابن السيد محمد ابن السيد يحيئ ابن السيد إسحلق المؤتمن ابن السيد محمد التقي ابن السيد علي الرضى ابن سيدنا الإمام موسى الكاظم ابن سيدنا الإمام جعفر الصادق ابن سيدنا الإمام محمد الباقر ابن سيدنا الإمام علي الزاهرء زين العابدين ابن سيدنا وولي نعمتنا سيدنا الإمام الحسين ابن سيدنا وولي نعمتنا الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين. اه. ومن خلفائه أيضًا الشيخ أحمد الصيادي الملسي. وغيرهم ممن علت شهرتهم ونفذت كلمتهم. وقد أقام رضي الله عنهُ في الديار الحموية منزويًا في قبيلة بني خالدء معرضًا عن الخلق وأعقب من زوجتهٍ زيانة الخالدية» مولانا السيد الكبير الشيخ علي الخزام» وسنذكر إن شاء الله ترجمتة» وأعقب منها أيضًا السيدة فاطمة التي تزوج بها ابن عمه الشيخ أبو بكر الملكي الصيادي المندلاوي الكبيرء نزيل قرية كفر زيتا من أعمال حما ودفين جبل بيروت من أعمال الشام وصاحب القبة والمزار المعروف هناك. والمقصود من الناس للتبرك والتوسلء فأعقبت السيدة فاطمة نفعنا الله بها من ابن عمها السيد أبو بكر المشار إليه الشيخ الجليل المشهور صاحب الكرامات المأثورة والمناقب المشهورة المعروفة؛ السيد خير الله الكبير نزيل حلب وشيخ مشايخها صاحب الباب التاسع في ذكر بعض أعيان"ذريته ومشاهير أصحابه وأتباعه وأهل خرقته لذن العلم أيو محمد, الذي شهرتهُ في النواحي الحلبية غنية عن البسط والتعريف» دفين المقبرة العرابية بحلب. وقد تزوج مولانا السيد حسين يرهان الدين»؛ صاحب الترجمة أيضًا بالسيدة صالحة بنت السيد يس الباني» فأعقب منها السيد يونس فأعقب السيد يونس الشيخ الكبير صاحب الكرامات السيد عرفات وذريته في قرية كفر زيتا موجودة وشهرتهم بآل عرفات معلومة» وتزوج السيد حسين برهان الدين المشار إليهِ أيضًا بالشيخة الصالحة فاطمة بنت الشيخ محمود الغابي الجنيدي» فأعقب منها السيد طالب والشيخ محمد العجاج نزيل كفرسجنه» وإليهِ ينسب آل الشيخ عثمان الذين منهم الشيخ الولي البركة المعتقد السيد رجب صاحب الزاوية والشهرة بقرية كفرسجنه من أعمال معرة النعمان» وذريته فيها مشهورة بارك الله بهم وسلكهم بفضله أقوم الطريق إنهُ ولي التوفيق» ثم إن السيد محمد العجاج نزيل كفرسجنه هاجر بنفسه في آخر عمره إلى قرية الزراعة من أعمال حمص وبنى فيها زاوية وتزوج بها وأعقب ذرية مباركة ومات بها قدس سره ودفن بزاويته في الزراعة» وسكن أولاده بعده طرابلس الشام وذريتة فيها معروفة للآنء وأما السيد طالب أبو بكر ابن السيد حسين سكن حلب وأقام بها في زاويته بمحلة الأكراد بحلب» ونشر الطريقة الرفاعية بها واشتهرت ولايتهُ لدى الخاصٌ والعام. ومدحة أعيان الوقت وفيهِ يقول المولى الولي الفاضل أحمد الشاكر أبو الصفا الدمشقي نزيل حلب» ذاكرًا مزاياء ومنها عما -خصة به الله : أبانت لطرفي جلسة المتراقب وليس عليهامن وجوب وإنما ليهنى لها قلبي مقامًا وأضلعي لشن سرّها إن مت فيها صبابة وآلت غداة البين أنك هالك قفا عند بان الجزع وقفة سائل ولا تحبسافيهٍ قلوصكمافما أضاء لنا حيث الإضا ومض بارق من الطيف ندبا لو رعت حكم واجب يصح مع البرهان حقٌ السوالب ضرامًا ودمعي موردًا للركائب فيا حبذافيها حصول مطالبي وما بينها إلا وصال الأجانب عنام ع ا به غير إرهاف””" القنا والقواضب”؛) يشير بكف البشر فوق المضارب )١‏ غيده من عَيدَ عَيدًا إذا تمايل وتتنى في لين ونعومة فهو أغيد وهي غيداء. قف [فيف لدف الربارب: جمع ربرب وهو القطيع من الظباء. إرهاف: من رهف رهافة رق ولطف. القواضب جمع القضب وهو ما أكل من النبات المقتضب غضًا. ناا فما خال صحبي من سناه إخالة وأبقظهم من بانة الأيك صادح ولم يشجهم ما قد شجاني صبابة وليلة قرب نلت فرصة أنسها بحيث يدير الراح يدر كأنما سلافة سر صانها الدهر أن ترى فلو ظهرت للعين ما كان غيرها ولاغيرهافي كل حال وإنما تجلى سناها للكليم على طوى وعيسى بها أحياوأبرأ أكمهًا وناولها جبريل بالقدح الهنى وفي ليلة الإسرى حديث قديمها فوافى بها من قاب فوسين حضرة هي السرّ سرٌ الغيب من سر أحمد ال بها هام معروف الكمال مع السرى ومنها حبيب والجنئيد لبازهم ومذ عربد الحلاج فيها فجاد بال وللقوم فيها فيض علم يدق عن ترفععرًا قدرهاوتميزت أقاموا عليها طلسه”" الكتم غيرة وصانوا حماها عن نفوس ذميمة ولما اجتلاها اين الرقاعي أحمد ومدت يد المختاروهي إشارة قلا زال منة السر سار يئوره 000 النراضب: جمع ناضب وهو اليعيد. الباب التاسع في ذكر بعض أعيان ذريته ومشاهير أصحابه وأتبامه وأهل خرقته تلمعتها من ثغرهاالمتراطب يرجع في تغريذده صوت نادب ولا فهموامن شجومه والرغائب بيدر تمام بات فيها مصاحيي تجلت لنا شمس الضحى بالكواعب بحجب خفاها عن كثافة شارب ولكن تبدت خلف ستر العجائب تصاوير أوهام رعت للكواذب فجاء كلام الحق من كل جانب وأنشأ بالإيجاد طير الغياهب لمن نال بالمعراج أسنا المراتب لهُ الرفع إسنادًا بصدق المناقب بحيث شهود العين من غير حاجب رسول إلى تلك القلوب الرواتب وللشبل منها صافيات المشارب أدارا سلافًا راحها بالتجاذب حياة لها والأمر ضربة لازب مدارك أفهام العقول النواضي”©2 على خفض هاتيك الحروف النواصب وقد سلكوا فيها بأقوى المذاخب فدست بتلبيس العمى والمعائب فنال ارتفاعًا عندها غير شاحب لسربنيهوطيبالا طائب زفق طلسم : يقال طلسم الرجل إذا كر وجهه وقطيه . الباب التاسع في ذكر بعض أعيان ذريته ومشاهير أصحابه وأتباعه وأهل خرقته لق 2 ضف فق )2 إلى أن تلالا برق ذلك مشرقًا فتى سعدت فيهٍ الليالي وأشرقت همام رقا بالمكرمات إلى العلا وشهم يروع الليث لحظا كأنما فسل صافنات الأعوجية عنة إن وسل كل قوداء التثيل إذا سعت إذا ما شجاها باسمه صوت سابق وأرعن يحموم''" إذا الريح طالبت أقب بروق البرق صقل أديمه إذا ما سرى بالقافلين كأنما بكل يباب”*' آل بالآل رمضها فغير زئير الأسد لم يصغ سامع بنواد تييه الباسل البآس زغبة ولوأن جيشًام ذلك دونتة ويسري بهم سير الهلال كأنهم إلا أن تاج المجد نسج ابن هاشم بني هاشم لا فخر بعد فخاركم نجاركم من جوهر الفضل خالص لكم كوثر في الجود جار على الورى لكم دولة المجد الذي لم يقم بها علية مجد لا ينال سنامها بئي بضعة المختار أي تنافس على نجلهٍ بدر الفضائل طالب بأنواره الأقطار بيض الجوانب وساد بأصل طيب الغرس ناجب أشار بسهم حالة الرأي صائب جهلت علاه أو صفاح القتواضب رحيبة مد الباع لا تحن كمشتاق لذكر الحبائب لَهُعقباأبقالهافي العواقب لهُ أبدًا في السيق أخذ المقانب”»© يسيرون في ظل من الأمن هائب وقفر بعيد الأنس وحش الهواضب لديها وتهدار القروم السلاهب”2 ولو كان عمرو أو عياض بن ناشب لأصبح نهبًا للأاسود الكوالب بنو هاشم من تحت راية غالب وطالبة من طالب غير خائب ولا نسب من بعدكم لمناسب بسيط على أعراضكم بالمراتب وفاه وثان فيه حتف المحارب سواكم لدى أعجامها والأعارب فتى غيركم في جمعها والكتائب لغيركم إن قام سوق التناسب يحموم: الشديدة الحرارة . المقانب: جمع مقنب وهو شيء يكون مع الصائد يجعل الصيد فيه. يباب: أرض يباب أي خراب. السلاهب: جمع سلهب وهو الطويل عامة وقيل الطويل من الرجال» وقيل الطويل من الخيل. يان كن فحبكم فرض على كل مسلم فإن العليّ صلى عليكم برحمة وفي قول لا أسألكم الحق ظاهر فيا أيها المولى الذي قد تنزهت ومن قد بدافي وجههٍ تور جذه سقى الله بالإحسان مربع بصره وغرّتك الشهباء مذ لاح نورها إليك بأبكار المعاني بضايعًا قلائد حمد في جيود الزمان لا ومدحي من أفضالكم فيض همة سريرة حب قابلتها قلوينا وماك ناز الكليم وفيركم وليس طريق الشعر لي مذهبًا وقد إذا وفد الراجي بويلق أوجهًا وإنك ممن يعرف الفضل حيث ما وحسبي بها حسن القبول وما الدنا وما القصد إلا منكم بعض نظرة ودم راقيًا في ذروة العزسالمًا فإن وصلت نعماكم حبل شاكر الباب التاسع في ذكر بعض أعيان ذريته ومشاهير أصحابه وأتباعه وأهل خرقته ومدحكم مقتاح كنز المآرب وبارك رضوانًا لرغم المغاضب وصية حق في وداد الأقارب خلائقه عن عتب كل معاتب دليلاً على أفضالهٍ والتقارب وجاد حماها من ملث”' السحائب على حلب الشهياء أهدت لراغب تجار الأماني بادرت بالمطالب تزال تبث الطيب بين الأطايب وإن يدعي فهمي لهُ في الرواغب من الغيب صفوًا قبل كون القوالب إذا ما ادعى فضلاً كنار الحباحب”) عفى أفقه من نوأ تلك الكواكب توارت من الشح الزري بيعصائب بدا ويفيد القصد حسن المكاسب بأمر كبيرأرتجيهولاأبي تكون حمى لي من صروف النوائب إلى كل عيد من خطوب العواقب فقد عاد من أمناحكم غير خائب توفي السيد طالب أبو بكر الرفاعي الصيادي المشار إليه بحلب سنة سبعة وسبعين ومائة وألف. ودفن في مقابر الصالحين بالجهة القبليّة من حلب بالقرب من الشيخ أبي الحسين النوري رضي الله عنة؛ وأعقب لهُ بنت اسمها مريم الزكية» ولم يعقب غيرها رحمة الله ونفعنا به. وقد أعقب السيد حسين برهان الدين صاحب الترجمة السيد سعد الدين أيضًا فمات عقيمّاء وأعقب إليه عيد الله وهو الذي أبقاه بعده في العراق قبل )١(‏ الملث هو سواد الليل حين يقبل الظلام ولا يشتد سواده. (؟) الحباحب من الغلمان والإبل الضئيل الجسم. الباب التاسع في ذكر بعض أعيان ذريته ومشاهير أصحابه وأتباعه وأهل خرقته مم هجرتهء فأعقب السيد عبد الله المشار إليه السيد محمد فأعقب السيد عبد الله السيد كاظم الفاضل المشهورء فأعقب السيد محمد خميس فأعقب السيد محمد طاهر والسيد كاظم بارك الله بهم وبأعقابهم أجمعين آمين. وإن للسيد كاظم المشهور رحمة الله من الشعر البليغ النفيس ما يزري 'بأجنحة الطواويس. منها هذه الرباعية الفريدة في الحضرة الرفاعية الحميدة : ياابن الرفاعي تدارك شيخ العريجا أغفثني لمنأتى واستجارك ياأحمدالأصفياء سلطنت في الأولياء ياشيخ كلالوجود ياوارثالأتنيياء وما ل كك 0 عذارك يابحر فضل وجود كمللعدو الحقود أوقدت للبطش نارك سبقت أهل الكمال وسدتهم بالمعالي بكلعلموحال أضحى الكبار صغارك كم قائل بالتساوي وعند رفض الدعاوي وطأت بالالتكسار والله في كل ذار لجهل خافي المطاوي لميدن قطب غبارك هام مقامالفخار أعلا على الناس دارك قطعت حذالتناهي يعزم سرإللهي وكان ترك التباهي والافتقار شعارك تيت كن المرسكول كاسن فيز السفود بذاك يااينالبتوك أعغلا أبوك جتارك للعارقينطريق | للوصلأنت حقيق بحرولكن عميق ما جاز شيخ قرارك مددت عصبة أهلك واللائذين بحيلك تلبارك الله ييارك قلادة الجواهر/ ع ؟ من الباب التاسع في ذكر بعض أعيان ذريته ومشاهير أصحابه وأنباعه وأهل خرقته أقطاب كل زمان وألت لله باني طاولت حزب الأعالي طويت دون الرجال هذايواليهشطح وأنت لازلت تمح ياابن الرسول أغثقني فإن تغاضيت علي صلوالإلله وسلكم والآلاماقالمغرم وله أيضًا على لسان الحال: عج”'' بها ليلاً إلى أرض البطاح” وأنخها بين نمام وشيخ وأنهزنها لفيافي واسط وإذا ما نشطت فانشط بها وإذا ما أخذت من جانتب ال فانلزلن عنها بواد طالما مدفن الغوث الرفاعي الذي أحمد القطب الذي من بابه شمسهم في كل عصر شيخهم واحد الأفرادعلمًاوتقا أسد الأقطاب حججاجهم كم لهُ من خارقات ما انقضت )١(‏ عجٌ: رفع صوته وصاح. بنوك حزب الأمان على الخشوع افتقارك بكل حال وقال فوق الخضععإزارك بالانكسار فخارك تعد تجا حردي يصيرعاري عارك مد الجبي السعتظم ياابن الرفاعي تدارك وخزام وانشقا عرف الأقاح نهزة الفجر على قرب الصباح وأسمعنها صوت حي على الفلاح ماء ضحضاحًا وحنت للمراح رت ار 00 كرعا لخمرةفرداوهو صاحي انتشرت للقوم أعلام النجاح وفتاهم إن يقم سوق الصلاح رأسهم حال اختتام وافتتاح (؟) شوس من شوِسَ إذا جَرُوْ وشّجعَ . [فوف الرجاح : يقال امرأة رجاح أي عجزاء. وكتيبية عجزاء أي كرارة وثقيلة . تخمدالئار لعليااسمه وانقلاب السم ماء شاهد واليد البيضاالتي أحرزها أقصرت باع فحول الأوليا هكذاالهمة]إن ماذكرت رضي الله تعالى عنةما الباب التاسع في ذكر بعض أعيان ذريته ومشأهير أصحابه وأتياعه وأهل خرقته وتراهمثكلما حد السسلاح لعلاه بالبراهين الصحاح جاز فيها الحد من غير جناح حين طالت لحما غير مباح ند لحتني رد ترد عطرت ذكراه أروان7) الرياح ينانا وله غير ذلك من القصائد النبوية والمدائح التصوفية ما لا يسعه هذا المقام رحمة الله آمين. قلت: وإن لسيدنا الشيخ حسين برهان الدين من الدعوات المستجابة والأحزاب المستطابة» ما يمدح شأنها ويلمع برهانهاء منها هذا الحزب المبارك وهو: بسم الله الرحمئن الرحيم» يا من تحل بهِ عقدة المكاره ويا من يفثاً"" بهِ حد الشدائدء ويا مَن يلتمس منه المخرج إلى روح الفرج» ذلت لقدرتك الصعاب وتسببت بلطفك الأسباب وجرى بقدرتك القضاء ومضت على إرادتك الأشياءء فهي بمشيئتك دون قولك مؤتمرة وبإرادتك دون نهيك منزجرة؛ أنت المدعو للمهمات وأنت المفزع في الملمات» لا يندفع منها إلا ما دفعت ولا يتكشف منها إلا ما كشفت» وقد نزل بي يا رب ما قد تكابدني ثقلهُ وألمّ بي ما قد بهضني”" حملهةُ؛ وبقدرتك أوردتة علىٌ وبسلطانك وجهتة إليّ» فلا مصدر لما أوردت ولا صارف لما وجهت ولا فاتح لما أغلقت ولا مغلق لما فتحت ولا ميسر لما عسرت ولا معسر لما يسرت ولا ناصر لمن خذلت ولا خاذل لمن نصرت. فصل على محمد وعلى آل محمدء وافتح لي يا رب باب الفرج بطولك؛ واكسر عني سلطان الهم بحولكء؛ وأتلني حسن النصر فيما شكوت. وأذقني حلاوة الصنع فيما سألت» وهب لي من لدنك فرجا قريبًا واجعل لي من عندك مخرجًا وحبّاء ولا تشغلني بالاهتمام عن تعاهد فروضك واستعمال سئنك» فقد ضقت مما نزل بي يا رب ذرعًا وامتلأت بحمل ما حدث علي همّاء وأنث القادر على كشف ما ابتليت به ودقع هما وقعت فيه» فافعل لي ذلك وإن لم أستوجبه منك يا ذا العرش العظيم. وقد كان أعظم أولاد السيد حسين برهان الدين قدرًا وأشهرهم اسمًا وذكرّاء مولانا السيد علي الخزام دفين قرية حيش من أعمال معرة النعمان» وصاحب المرقد والقبة المنورة بهاء وسنذكر حالهُ تفصيلاً. وأما السيد حسين فإنهُ اشتاق في نهاية . أردان جمع ردن وهو الكم. (1) يفثأ: من فثىء اللبن إذا تغير وتقطع‎ )١( () بهضني: من بهضه الأمر إذا شق عليه . لان الباب التاسع في ذكر بعض أعيان ذريته ومشاهير أصحابه وأتباعه وأهل خرقته أمره إلى زيارة أخيه السيد علي المقيم بحوران ببادية دمشق» قذهب لزيارته فقبل وصوله توفي السيد علي قدس سرهء ثم بعد. أن وصل السيد حسين إلى بيت أخيهِ أصابةُ مرض البطن. فتوفي بعد أيه بأيام قلائل مبطونًا شهيدّاء ودفن يجانب أَحَيهِ ولهُ قبة هناك معروفة تزار تفعنا الله به وبأسلافه الطاهرين. فلما جاء خبر موته قدس سره التصب بعده في القبيلة والناحية ولده الشيخ علي الخزامء فعلا قدره وعظم أمره واعتقده الناس وأظهره الله بعنايته وأكرمة بولايته ورزقة الكشف والتمكين والقوة واليقين والتصرفه. الخارق والسر البارق» ولد قدس سره كما ذكره الشيخ محمد الوفائي بمجموعة لهُ» في سنة عشرين وماثة وألف وتوفي سنة سبع وسبعين ومائة وألف وله من العمر سبعة وخمسون سنةء قال الشيخ محمد الوفائي: كان الشيخ علي الخزام الصيادي الخالدي صاحب عزم وتصريف وحال مكين وبطش متين» ولهُ أحوال عجيبة ومناقب غريبة» منها: أنه زار أختهُ والدة السيد خير الله الكبير بحلبء فمرٌ يمشي في أحد شوارع حلب وكان في الشارع جماعة فيهم بعض الحسدة للشيخ»: ومنهم من لا يعرف الشيخ» فسأل عنهء فقال رجل مصارع يكره الشيخ: أنا أعرفهُ ووقع بعرض الشيخ وذكره بالسوء وولى وجهة عن الطريق الذي مر به الشيخ» وقال: ليت يأت إليّ في محل الصراع حتى أصارعه وأكسر رجليهء فسكت الجماعة وقام كل إلى بيته وذهب القائل إلى محل مكثهء فلما جاء الليل نام فرأى أنه تجرد للمصارعة ودخل عليه الشيخ علي الخزام. فقال: تعال نتصارع فقبض كل منهما على الآخر فرفعة الشيخ بيده وضرب به الأرض فانكسرت رجلتاهء فاستيقظ مكسور الرجلين بفراشه فصاح على مضيفهء وذكر لهُ القصة وطلب منه أن يحمله إلى الشيخ. فحملوه على أعناق الرجال إلى الشيخ؛ فلما رآه قال قدس سره مرتجلاً مواليًا: أمرٌّ تغضي وتحرف وجهك العباس لأنك حسيني ولأنك من بني العباس إن كان قصدك تلاعبني فالعب باس فكم ملاعب لرجلي حين ألعب باس فبكى أمام الشيخ وتاب وقبل رجله» فقال لهُ: قم بإذن الله فقام الكسير المذكور صحيحًاء والحاصل كراماتة كثيرة ومناقبه شهيرة وزيارة قمره بركةء وله على العائلة الخزامية الفضل واليد البيضاء؛ بل الله ثراه ورفع قدره وأعلاه آمين. وما أحسن ما قاله فيه المرحوم السيد كاظم الخزامي الصيادي طيب الله مرقده: من عراق حول الركب للسشام وتذكر أهل هاتيك الخيام واضرب الأينق ضربًا هيسنًا فهي لا :ة حتاج ضربًا باللشام واذكر الشيخ لهامن بيِديها ومن الدراج مسكي الخزام وأعنهابحويدشيق لعرى أخفافها تفرى الفلا ذاك قطب الغرب مصباح الهدى فلك-دار يه دور العلا وإمام جمعالهسجد به وإلى آبائهوٍ في مشرق الأ نسب طاب واصل كلما وإذا رام مسحب مدحجة مدحةاله تعالى لهم برسولالله منهم حسب للإمام ابن الرقاعي الذي كل يوم منة شأن وله ولَهُمنآلوجرثومة شرفت فيه بنو خالد وال سيد أوصافه من بعضها وولي كلماناديتة وإذا استعطفتة جاد وإن وعلى الأعداء إن حولتة علويأحمدي عارف أنا لا أخشى من الدنيا ولي اولي اليا ابن السيي "الت أنا ذاك المرتجي خذ بيدي وعسى أدخل في موكبكم )١(‏ ثأوها: الشأو: الشوط. الباب التاسع في ذكر بعض أعيان ذريته ومشاهير أصحابه وأتباعه وأهل خرقته يدكر التسح عدي سن حرم وبهذاماعليهاهن ملام شبل شمس الشرق أستاذ الأنام فعلاحتى سماأعلا مقام من ذوي خال وأعمام كرام رض شأن ذاع في البيت الحرام لاح غاب الفجر في ذيل الظلام أخذ القرآن في سلك النظام أقصرت عن شأوها”'" باع الكلام جاء يروي من إمام عن إمام قد سرت أسراره حتى القيام دولة بين الملا في كل عام هم أسود الغاب في يوم الصدام علم المجد ومرقوع العلام معصبة الغراء من آل خرزام إنهُ للملتجي أعظم حامي وأبِيهٍ قام معنابالمرام قلت أدرك جاء مسلول الحسام أحرقتهم منهُ نار الاصطلام بقح فقيل حيتوق الخبر عام منة عين دائمًا ترعى مقامي سند الصياديا شبل الإمام عل بين القوم أحظى بانتظام بجوار المصطفى يوم الزحام علق و الباب التاسع في ذكر بعض أعيان ذريته ومشاهير أصحابه وأتباعه وأهل خرقته وأراني بالمعالي في الدنا ولدى الموت أرى حسن الختام وعهليكعم ل طلهأبذدا صلوات الله مع أزكى السلام وقد تزوج السيد علي الخزام من قبيلة بني خالد؛ء وأعقب السيد خزام ولد على ما فهم من حساب تاريخ والده في سنة خمسة وستين ومائة وألف. وتوفي على ما عُلمٍ سنة تسع ومائتين وألف ولهُ من العمر أربعة وأربعون سنة» وكان كريم الطبع رحب الصدرء أعقب السيد عليء وُلِدَ على ما عَلِمُوهِ سئة ست وثمانين ومائة وألف. ونشأ على أحسن حال من التقوى والسخاء والكمال»؛ ويقي على قدم استقامته إلى أن توفي رحمة الله في سنة سبع وأربعين ومائتين وألف ولهُ من العمر إحدى وستون سنة» ودفن بمقبرة خان شيخون» أعقب السيد حسن فأعقب السيد خلف والسيد سليمان» ولكل منهما ذرية مباركة؛ وأعقب السيد خزام أيضًا السيد علي فأعقب السيد حسن وادي والسيد حسين والسيد موسىء فالسيد موسى مات عقيمّاء والسيد حسين أعقب السيد علي الخزام والسيد محمد والسيد سليمان» فالسيد سليمان مات عقيماء ولكل من السيد علي والسيد محمد ذرية وهم في قرية الشعته من أعمال حماة الشام» مع قبيلة بني خالدء وأما السيد الجليل والشيخ الفاضل الأصيل شيخ العائلة الصيادية وصاحب السجادة الرفاعية مولانا الوالد السيد الشيخ حسن وادي أفندي حفظة الله وأبقاه وحرسة بعين الكرامة والعناية وحماه آمين» ولد طول الله عمره في سئة خمس وأربعين ومائتين وألف قبل وفاة والده رحمة الله بسنتين» ونشأ بين أهله وأقاربه إلى أن بلغ عمره الثمانية عشرء فجذبتة يد العناية بنفحة من نفحات الرحملن فدلته إلى جناب شيخهٍ الولي البركة الشيخ رجب الصيادي دفين كفرسجنا المتقدم ذكره» فالتفت بكليته إليه وأقبل بقلبهِ عليه فأقامه خليفة عنةُء فجلس على السجادة الرفاعية بزاويته المعمورة بتقوى الله المشهورة فى قصبة حخان شيخون الملحقة الآن بمعرّة النعمان من أعمال حلبء واشتهر أمره وسار في البلاد ذكره وانتسب له خلق كثير من القبائل والقرى والمدن؛» وانتفع به جماعة كثيرة من الموحدين» ولهُ مناقب مأثورة وعنايات مشهورة؛ ومما من الله به عليه أن يقرأ على قطعة من السكر وإن لم يوجد فعلى أي شيء كان مما يصلح أكلهُ ويطعمة للناس» فمن أكلهُ لا يضره سم الحيات وغيرها من المسمات ولا يؤثر فيه ضرر الكلب العقور وغيره من الحيوانات المضرة بإذن الله» وإذا قرأ على السكر أو غيره باسم رجل وحفظ السكر من أن يلمس بيد أحد في صرة» وكان الرجل المقروء باسمه في بغداد والسكر في الشام ولدغت الحية أو غيرها من المسمات أو عض الكلب إلا كلب ذلك الرجل وهو في بغداد. لا يضره أمرهم بإذن الله تعالى وييركة الحضرة الرفاعية؛ وإذا سم رجل في بلدة وكان الشيخ صاحب الترجمة في بلدة أخرى؛ وتعذر حمل المسموم إليه وجاء رسول المسموم وسمى الباب التاسع في ذكر بعض أعيان ذريته ومشاهير أصحابه وأتباعه وأهل خرقته لمكن نفسهٍ باسم المسمومء فإن الشيخ المشار إليه يقرأ على قطعة من السكر أو غيرها من المأكولات كما تقدم؛ ويطعمها لرسول المسموم الذي سمى نفسة باسمه؛ ويضربة بيده ضربة خفيفة» فإن المسموم بإذن الله يبرأ من البلدة الأخرى» كما هو مشهور في البلاد الحلبية وغيرها عنهُ: ومن مناقبه الشريفة أيضا أن الله تعالى قد منّ عليه ببركة اليد الكريمة؛ فإذا وضع يده على عليل أو مَنْ به وجع يشفيه الله على الغالب» وأما سخاؤه وكرم طبعه ففي نواحيهم أشهر من أن يذكر. وأما علو مظهره ومعونة الله لهُ في أموره وتأييد ظهوره؛ فهي أشهر من نار علم وما عانده في أمره بقصد خفض شأنه أحدء ولا تعدى عليه وعلى أهلهِ ومتيعيه المخلصين متعد إلا وأخذ بإذن الله أو ذل وقهرء وكل ذلك معروف مشهورء وكل ما حصل لهُ من الفتوح والبركة» سببهُ الأجلّ كثرة الصلاة على النبي يِه فإنة كثير الصلوات على سيد السادات» وهي ورده الأعظم وطريقة الأقوم وقد برزت عليه أنوارها وظهرت آثارهاء قصد لأخذ الطريقة العلية من أكثر الجهات والبلدان» وسارت بذكره الركيان وانتسب إليه خلق لا يحصى عددهم وزادت خلناؤه عن المائة خليفة؛ سكن حفظة الله حلب الشهباء من سنين يسيرة وعمر الزاوية الرفاعية فيهاء وكثر بأطرافها مريدوه وأخوانه وعلت شهرتهُ في حلب الشهباء ونواحيهاء وحسن فيه اعتقاد الناس ومدحه الفضلاء والبلغاء وأعيان الناس» ومن الجملة مدحه بالقصيدة الآنية الفاضل الكامل سلالة الأماجد الأفاضل السيد عبد القادر أفندي القدسي أحد أعيان حلب الشهباء؛ وابن المرحوم نقيبها المشهور تقي الدين أفندي القدسي». وهي كما هي درة يتيمة وصحيفة كريمة : إن ضاقت بك الأيام فالجأً بحسن وسيلة لحماالرسول أمان كل آن للد خيل فإن حمى الرسول وحق ربي وأقرب ما توصلت البرايا هُم الطهر الكرام بنو المعالي لهمجاه وعز مستفاض هُمالوارث . للمختارطه وودشم بأمرالحق فرض إذا أَدْيِتَ حةقّالودفيهم ودونك سيد السادات شيخي هو الحسن الحسيني الخزامي بوللمصطفى آل البتول شموس الكون جيلاً بعد جيل من المختار بالفيض الجزيل هُم أهل الرداء المستطيل وهذاأجرمولاناالرسول فأبشر بالسعادة والقبول كلذ بجنابهٍ العالي الجليل خلاصة عترة العلم الطويل لضن الباب التاسع في ذكر بعض أعيان ذريته ومشاهير أصحابه وأتباعه وأهل خرقته لهُ شرف الحضور حضور قلب202 معالمختارغياث النزيل فتى بيت الرفاعي الغوث روح ال -طريق وقلة الشرف الأثيل"'' ضيا هذا الزمان أبو الموالي ‏ سليلالآل مولود الفحول إمامالقوم زبدةآل طه ملاذالملتجي باب الوصول همام من بني الكرار شهم 2 يقابل ذاالإساءة بالجميل أمير مسن بني الصياه فرد 2 تذل ل ةالرجال بكل قيل علي القدر رحب الصدر مولى الأ فللمختار جذهم صلاة وأصحساب وأولاد كرام مدى الأزمان ما واقى محب يادي صاحب الباع الطويل من الرحملن ترقى في نزول يحسن وسيلة لحمى الرسول انتهى. وهو الآن بحمد الله على قدم استقامته القديمة الأصلية على أحسن حال؛ معرض عن غير الله متوكل على الله مسلم لهُ الحال معتمد عليه تعالى في الأقوال والأفعال. أعقب حفظة الله أولادًا أمجادّاء الأحياء منهم أولهم هذا الفقير حيث أني بينهم الكبير والسيد محمد نور الدين ولقبهُ أبو المجد والسيد عبد الرزاق ولقبه أبو النصر أبقاهم الله أجمعين وحمانا وإياهم والمسلمين بمدده ونصره المبين آمين. وهذا نسب جدهم صاحب الترجمة السيد حسين برهان الدين قدس سره إلى الجد الأعظم ويةِ كما ضبطة العلامة الشيخ ناصر البغدادي في كتابه معراج السالكين: فهو السيد حسين برهان الدين أبن السيد عبد العلام ابن السيد عبد الله شهاب الدين المبارك الزبيدي الرفاعى البصري ابن السيد محمود الصوفي ابن السيد محمد برهان ابن السيد حسن الغواص ابن السيد الحاج محمد شاه ابن السيد محمد خَرام, دفين الموصل» أبن السيد دور الدين ابن السميك عبد الواحد ابن السيد محمود الأسمر ابن السيد حسين العراقي ابن السيد إبراهيم العزبي ابن السيد محمود ابن السيد عبد الرحملن شمس الدين ابن أسيد عيدٍ اله قاسم نجم الدين المبارك ابن السيد محمد خزام السليم أبن السيد شمس الدين عبد الكريم ابن السيد صالح عبد الرزاق ابن السيد شمس الدين محمد ابن السيد صدر الدين علي ابن السيد عرز الدين أحمد الصياد ابن السيد ممهد الدولة والدين عبد الرحيم الرفاعي ابن الإمام ولي الرحمملن السيد عثمان ابن السيد حسن ابن السيد عسلة ابن السيد الحازم ابن السيد أحمد ابن السيد الباب التاسع في ذكر بعض أعيان ذريته ومشاهير أصحابه وأتباعه وأهل خرقته بوم على المكى ابن السيد رفاعة» ويقال له الحسن نزيل المغربء ابن السيد المهدي ابن السيد أبن العا محمد أبن السيد الحسن ابن السيد الحسين أحمد ابن السيد موسى الثاني ابن السيد إبراهيم المرتضى ابن الإمام موسى الكاظم ابن الإمام جعفر الصادق ابن الإمام محمد الباقر ابن الإمام زين العابدين علي الأصغر السجاد ابن الإمام الهمام علم الإسلام عين الأئمة الأعلام سبط الرسول عليه الصلاة والسلامء الذي امتحن بأنواع المحن والبلا أمير المؤمنين مولانا الإمام أبي عبد الله الحسين الشهيد بكربلاء؛ ابن إمام الأئمة وأمير نحل هذه الأمة سيد أثمة الأولياء وقائد أزِمّة الأصفياءء الذي كل مقام شريف لهُ ممنوحء المشبه بكبار الأنبياء كآدم وإبراهيم ونوح الذي قدره كاسمه حسن وعلي أمير المؤمنين الإمام أبي الحسن عليء» رزقة من زوجتهِ فاطمة سيدة نساء العالمين بنت سيد المخلوقين عليه أفضل صلوات رب العالمين وعلى آله وأصحابهٍ الطيبين الطاهرين أجمعين .أه. ومنهم القطب العارف بالله المقبل على الله المعرض عن الناسء فرد زمانهِ أبو البركات مولانا وسيدنا السيد محمد بهاء الدين مهدي الرواس». رحمة الله وقدس سرهء ابن السيد علي ابن السيد نور الدين ابن السيد أحمد ابن السيد محمد ابن السيد بدر الدين ابن السيد علي الرديني ابن السيد الكبير» العارف بالله ولي الله الشيخ محمود الصوفي الصيادي الرفاعي قدس سره؛ء وُلد السيد محمد مهدي الرواس رحمة الله في سنة عشرين ومائتين وألف وتوفي في سنة سبع وثمانين ومائتين وألف» وله من العمر سبع وستون سنة؛ ولد في سوق الشيوخ بليدة من أعمال البصرة سكنها أبوه بعد الطاعون الذي وقع في البصرة» وتوفي والده ويقي يتيمًا قدس سره ثم توفيت أمهُ وقد بلغ من العمر خمس عشرة سنة؛ وكان قد قرأ القرآن على رجل هناك يقال لهُ ملا أحمد وكان من الصالحين» ففي سنة خمس وثلاثين ومائتين وألف جذية القدر إلى السياحة» فخرج طالبًا بيت الله الحرام وجاور يمكة سنة» ثم تشرف بزيارة جده عليه الصلاة والسلام. وجاور بالمدينة المنورة سنتين وفيها اشتغل بطلب العلم على رجال الحرم النبوي» ثم ذهب إلى مصر ونزل في الجامع الأزهر وبقي فيه ثلاث عشرة سنة يتلقى العلوم الشرعية عن مشائخ الأزهر وفضلائه, حتى برع في كل فن وعلم وهو على قدم التجرد والفقر والاتكسار. ثم الرقاعي» فأخذ عنة الطريقة ولزم -خدمتة والسلوك على يديه مدة وأجازه قدس سره وأقامة خليفة عنة. ثم طاف البلاد وذهب إلى الهند وخراسان والعجم والتركستان والكردستان» وجاب العراق والشام والقسطنطينية والأناضول والروملي» وعاد إلى الحجاز وذهب إلى اليمن ونجد والبحرين» وطاف البادية والحاضرة؛ واجتمع على أهل الأحوال الباطنة لضن الباب التاسع في ذكر بعض أعيان ذريته ومشاهير أصحابه وأتباعه وأهل خرقته والظاهرة: وأكرمة الله بالولاية العظيمة والمناقب الكريمة والأخلاق الحميدة والطباع الفريدةء والقطبية الكبرى والمرتبة الزهراء وقد تجرد بطبعه عن التصرف والظهور والتزم الطريق المستور وعد نفسهُ من أهل القبورء وكان كثيرًا ما يعاود في سياحته إلى بغدادء وكان يتجر لدفع الضرورة والتخلص من الاحتياج ببيع رؤوس الغنم المطبوخة؛ فإذا وجد منها ما يدفع الضرورة البشرية» ترك البيع إلى أن تنفذ دراهمة» فيعود إلى البيع» وكان لا يمكث في بلدة سبعة أشهر قط وأكثر إقامته في البلاد تحت الثلاثة أشهرء وكان يلبس ثويًا أبيض وفوقةٌ دراعة زرقاء وعباءة قصيرة من دون أكمام وحزامة من الصوف الأسود. وعلى رأسهٍ عرقية من الصوف الأبيض ويحزم رأسهٌ بعقال من الصوف الأسودء عملاً بالأثر الرفاعي والسنة المحمدية واختفاء عن ظاهر الشيخ؛ وكان قدس سره إمام الوقت وشيخ العصر علمًا وعملاً وزهدًا وأدبّاء براهين باهرة وسريرتهُ طاهرة وقدمة متين وعزمة مكين وكشفه عجيب وحالهُ غريب» من الله علي بالاجتماع عليه والانتساب إليه في بغداد دار السلامء في حضرة الباز الأشهب والطراز المذهب مولانا الشيخ عبد القادر الجيلي قدس سره ورضي الله عن وتبركت بخدمته وتشرفت ببيعته وتنورت بمشاهدته وتعطرت بمشافهنه؛ وأخذت عنهُ الطريقة ولبست منهُ الخرقة وتلقيت عنهُ بعض علوم الشريعة والحقيقة» فهو شيخي ومعيني وأستاذي وقرة عيني وملاذي وعياذي ومحل اعتقادي وواسطة استنادي» بلى والله وهو الشيخ الجليل العارف بالله المتردي برداء الخفاء المشغول بالله عن غيره؛ السائح العابد الزاهد صاحب المعارف والعوارف واليركات واللطائف» والعلم الغزير والقلب المنير والسر الصادق والمدد اليارق والحال العجيب والشأن الغريب والعلوم العظيمة والهمح الكريمة والآداب المقبولة والكلمات المنقولة» منها هذه الصلاة المباركة العجيبة المجربة عند أهلها للفتح والوصول وحصول مدد الرسول وَكدِ وهي : وجهي على تراب أعتابك يا رسول الله مرات؛ بسم الله الرحملن الرحيم الصلاة والسلام من حضيرة القدس الأقدس عليك يا مهبط سر نفس الجناب الإللهي المقدس» يا باب الرحمة الرحمانية الخاصة العامة القائمة بكل شيء ومع كل شيء وهي السبب في كل شيء. يا باب الله الأعظم الذي هو عين الدخول على حضرة الله الأكرم؛ يا سر الله القديم المئزه بلسان التعظيم المخاطب برقائق حكم التكريمء وإنك لعلى خلق عظيمء؛ يا روح كل حقيقة وروح الأشياء في حقيقة كل دقيقة» يا ينبوع مدد الله يا أصل فيض فضل الله الجاري في ملك الله وملكوت الله والممدود على كل شيء لله بإذن اللهء يا كتاب الله الذي لا يرفضء» يا رقيم سر القيوم الذي لا ينفضء يا آية القصد من كل مقصودء يا حركة الوجود في كل موجودء يا روح روح الحق الموجودة الباب التاسع في ذكر بعض أعيان ذريته ومشاهير أصحابه وأتباعه وأهل خرقته موقم مع كل كائن. يا علم سر القهر والجير في كل غائب وبائن. يا لوح محفوظ سر حقايق علوم غيب الله في سملوات الله وأرض اللهء يا دولة قلم أمر الله الخاط بقدرة الله في صحائف ملك جتاب اللهء يا بدل الحقيقة الإلهية في المعاني المعنوية وعين الذات المظهرية فنٍ باطن الرموزات العينية» يا آلة المنح والمنع وكل رمز غيبي في العرش والفرش وسطح القدرة وأرض المقادير وجدران التقديرات ودور الكائنات والمكونات الكليات» والجرئيات العلويات والسفليات الباطنيات والظاهريات في كل ماض وآتِ» باختلاف الحالات والدرجات» ومع الماضيات والحاضرات والذاهبات والآتيات» يا محمد الحقائق الذاتية يا أحمد الدقائق الصفاتية يآدم آدم؛ يا أبا العالم يا عين الكل ولولاك لما كان, يا روح الكل ولأجلك خلق وكانء. وكذا الظرف والمظروف والكون والمكان» أنا عبد أعتابك ألوذ بجنابك التجىء والتجئت داخلاً على بياب إحسانك. يا سيد ملوك الدنيا والدين يا تاج هامات أماجد سلاطين النبيين والمرسلين» التفت لي بعين عناية عطفك وكرمك وجودكء الذي إن وقعت نقطة منة عن غير قصد مقصود على جبال الأرض وقطع شطحات مواقع الآخرة؛ صيرتها جوهرًا جمانيًا وإن لمعت بوارق دهشة عواطف منها بلا مراد على عصاة بدوي قلبتها مهندًا إيمانيّاء بحق عينك الطاهرة الشريفة المطلعة علي وعلى كل شيء في الفوق الأعلى والتحت الأدنى الأقصى» وبفضلك عند ربك وبجاهك عليك لاحظني بعين إحسانك ومددك العالي» وانظرني بنظر حنانك ورحمتك ورأفتك واصنع بشأن نبوتك ومحبوبيتك عند حضرة رب العالمين ما أنت له أهل من الشيم المحمدية والغارة الأحمدية والغيرة المصطفوية» وأمر بفضلك صاحب الزمان وأهل حاشيته الأعيان أن يساعدوني في قضاء كل حاجة تحدث أو حدثت لي من حوائج ديني ودنياي؛ فإنك قادر بإذن ربك على ما تشاء والصلاة والسلام عليك وعلى آلك وأصحابك وأتباعك يا سلطان الأنبياء» يا ساكن البطحاء يا سيد أهل الأرض والسماء» والحمد لله رب العالمين» وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين. ولهُ أيضًا قدس سره هذه الصيغةء وسماها التوجه المحمدي وسره بأقتبال القبلة والآداب القلبية والوضوء الجديدء وصلاة ركعتين والنداء: يا صاحب قاب قوسين يا جامع سر العين يا كاشف وهم الغين: يا حامل علم العلمين يا واحد دار الدارين يا أوحد من في الكونين» يا أول ثاني اثنين يا مظهر سر الرمزين يا نور كل قلب» ويا قرة كل عين بحق عين قدسك الطاهرةء يا ملك ملوك الدنيا والآخرةء توجه بقلبك الرحيم ولطفك العميم وجودك المستديم» وتحنن علي بقضاء حاجتي وتعطف بفضلك علي بنيل آرابي» وأكرمني بفضلك المخصوص الخاص لكي أتوجه إلى -خدمة أعتاب فضلك وفيضك بالإخلاصء صلى الله عليك ما دار الدوران واختلف الملوان لض الباب التاسع في ذكر بعض أعيان ذريته ومشاهير أصصابه وأتباعه وأهل خرقته وكر الجديدان ولمع الفرقدان. في كل وقت وزمن وآنء وعلى آلك وأصحابك أجمعين والحمد لله رب العالمين ولهُ قدس سره هذه الصيغة أيضًا وهي: اللهمّ صل على السيد الذي رفعت به الكدرء ومنعت به عن أمته الشرك والضرر» والمحبة من خلاصة ربيعة وعدنان ومضرء وأسألك اللهم به يكةِ وبأهله وأحبابه وأخوانه وأولاده وبوراثهء في السر والعلم والعمل وبالقطب الغوث الفرد الجامع وبنوابه وأهل حاشيته» وبصاحب الخلافة النبوية من بعده وبأصحاب دائرته الواقفين في باب الخما تحت برقع الستر المنتظرين فتح باب فضلك بأمرك» وبحرمة العمال والرجال وأهل التوبة والأبدال والقائمين بمصالح العباد وبأقطاب الهداية والإرشاد» وبصاحب القاف والواو والإشارة المتممة للمقام برموز المعرفة بين أهل الديوان الأعلام» ادفع اللهمّ ما كتبتهُ في غيبك لي من كل ما يؤذيني» واصرف عني الأذى وامح بفضلك سطر الشين والشين من صحيفة قلبي» وارفع جزاء ذلك من علم جبهتي وبعد عني ما رسم في مركز الحضرة الغيبية من كل غم وهم وكرب وقطع وبلية» واجعل مركز ذاتي غير المركز الذي أنا عليه الآن من الحال والأفعال: وحوّل الحال إلى أحسن حال يا محؤّل الأحوال. بحرمة من هال وقال وقال وما مال» وبمدد أهل الحال وبسر من طاف على ظهر الكعبة وجال؛ وبمدد التجلي الذي دكت لهُ الجبال» وافتح باب الخير والهداية والعناية والتوفيق لي واكفني الحزن ووفقني للقول الصالح الحسن؛ وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين. ولهُ قدس سره هذه الصيغة أيضًا وهي: السلام من السلام والرحمة المخصوصة من ربك؛ عليك يا سيد الأنام يا علم العالمين يا قمر الخافقين يا مولى سادات الدارين يا عين كل عين» أعن أغث التفت تعطف تكرم تحنن تفضل عليٌء يا إمام المرسلين يا من قال لك مولاك: «وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين4 [الأنبياء: 1٠١7‏ يا غوثاه يا مصطفاه يا نبياه يا سراج الحرمين؛ صلى الله عليك وعلى آلك وأصحابك الطاهرين أجمعينء وكان يأمر بقراءة هذه الاستغاثة عند الضيق وهي: يا قادرًا قدرته أقدر من قدرة كل قديرء عجل فرجي يا من تيسير العسير عليك يسير يا قدير. وكان يقرأ قدس الله روح في كل يوم بعد صلاة الصبحء هذا الاستمداد المبارك ثلاناء وفي يوم الجمعة بعد الصلاة سبع عشرة مرةء يا مدد الممدين ومدة الممدودين ومادة المادين؛ يا من أنت المدد ومنك المدد ومن غيرك لا مددء. أسألك بالمدد الممدود منك إلى ممدوديك؛ أن تمدني بمدد عظيم أحصل فيه منايء وأقهر فيه أعدائي وأحمي به حمائي؛ واجعلهُ حصني من أمامي وورائي واستجلب فيه صلاحي واستدفع به قضائي»ء وأكون من الممدودين الممدين المستمدين الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.» تحت الباب التاسع في ذكر بعض أعيان ذريته ومشاهير أصحابه وأتباعه وأهل خرقته يكن طي إشارة بشارة ستارة حقيقة دقيقة» رمز الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين واجتمع ببركة حركة عنوان بيان برهان سر طريقتها الخفية الجلية البهية المنشورة المطوية على الرجال الأربعين: وأحيا بمحيي سلك ملك فلك درك عز كنز عنايتهاء بمحيي القلوب الكائنة فى صدور سدد أفئدة العارفين فهنالك يفتح الباب ويكشف الحجاب وتحصل الآراب وتذهب الأتعاب ويلذ الخطاب» ويذهب الخطأ ويأتي الصوابء بعناية قدسك يا معطي يا وهاب» وصلى الله على الحقيقة الجامعة لمبدء السر ومنتهى الأمر وعلى الآل والأصحاب ما مرض مريض وطاب وطلع نجم وغاب» وسلم تسليمًا كثيرّاء ولنذكر من شعره العالي هذه القصيدة وهي مما يدلك إليها النبيه على مقامهٍ الجليل ومكانة مكانه النييل» وها هي : طف بوادي القدس من نادي تهامه وانزل الفيحاء فيحا المنحنى ولك الله إذا وافيتها حل يونا لأسيهات اننا واذكر السقم الذي أودى به عتلحيفة يوم بانواشدة وهولازال كماهم علموا همجرت أخلاقة حال امسرء باعهم نفسّانأت عن غيرهم وإذا قالوالهاموتي جوى يا أخا الركبان بالله التفت مس عني ترب ذياك الحما باب رحب نزل الروح به موطن الإيمان والعلم الذي حضرة الرحمة مضمار الهدى مشهد كم شوهدت من ركنه كيف لا والمصطفى من هاشم خير من مس بنعليه الشرى وافرش الخدين في أطلال رامه حيثما أعلا الندا الطامي خيامه وأنخت الركب فيها بالسلامة من كقيني ولا الركنت»غرانته علهم أن يرحموايومًا سقامه أوقعت فيه فما شد حزامه ثابت الأقدام زين الاستقامه جمل يومًا وفي الثاني نعامه وعليهم حملت عبأ الملامه أنشدت للموت حبًا وكرامه أن تعي من موئثق الوجد كلامه وأجل في بابه وجهاوهامه وب هوالقرآن قدسل حسامه لمعت مئة على الكون العلامه مهبط الوحي وميزاب الكرامه دولة الغيب وأعلام الإمامه فيه ئاو شورّف الله مقامه وأجل الخلق قدرًا وشهامه حم الباب التاسع في ذكر بعض أعيان ذريته ومشاهير أصحابه وأتباعه وأهل خرقته والنبي العربي المجتبى سل تراب الغار عن ماتسجت. وسل الباب الذي شرفة وسل الماءالذي من كفه لا تسل عن معجزات ظهرت كان في الدين ربيعًاعمره وهو نورأزليٌ طرزه جحفل الرسل الذي قدمًا أتى بابة للأنبيا باب الرجا وهو ركن المجد مرفوع الذرى طويّ العالم في جبته لو دعا البحر لوافى سايمًا شرفت جبريل منهُ خدمة وبه الرحملن أعلا صولةال مضمر من حضرة القرب بدا علةالخلقومنهذانرى وعلى يافوخ"'' إنسان العلى وله في مقعد الصدق ابتنى ذلك الشرج الإتنيبي الذي وهو قلب غرس الذكر به سجد الأقمار عرًا لاسمهٍ أينها من ذلك النور الذي فعليهالله صلى سرمذدًا وعلى الأصحاب ما حادٍ حدى والذي ظهرًا أظلتهٌ الغقمامه عنكبوت الغار ليلاً مذ أقامه كيف حامت حول ركنيه الحمامه فاض والجيش به نال مراأمه منهٌ جلت وهي تبدو للقيامه متناتتة هه باه :رتاه صار في وجه وجود الكون شامه زين الله بمجلاه ختامه وترى كل الورى يبغي استلامه حصن علم الغيب مكئون الدعامه وعلى العرش علت منهُ العمامه أو دعى المنقض من ميت أقامه حولت فيه عن الدين لثامه حق جهرًا وبه شاد نظامه ما استطاع الطمس في الغيب اكتتامه أوجب الله على الخلق احترامه شيدالجبار بالعزمقامه منزلاً صيره دار الإقامه كتبت أيدي العمى فيهٍ الرقامه مارأى حراسة آثاهمنامه عل أن تحسب منهُ في القلامه عدل المولى من الوجه قوامه وعلى آل حسوامتةٌ مدامه طف بوادي القدس من نادي تهامه )١‏ اليافوخ: اليأفوخ يقال: مس أو حكٌ بيافوخه إذا علا قدره. الباب التاسع في ذكر بعض أعيان ذريته ومشاهير أصحابه وأتباعه وأهل خرقته وقال قدس الله روحة وقد ورد عليه وارد الكرم: ظهر السبع من بطين الغاب وتجلى الهلال في بهرجان ال هذه آأيةسماويةالسر فلك الغيب دار متنهافلما مظهر بارع بمعنى خفي نصبت لي بسدتيه الكراسي ومقام افتخلار دولة عزي دهمشة أحمدية ذات مهيا فأنا القطب في دكيكين طبخى وأنا الشيخ والرجال تلامي وأنا الفرد في الزمان بشأني وأنا السيد المعلى جلالي وقفول العراق تمشي بظلي قلمي آمر وحكمي جاري دولتي في الجنوب والغرب دارت وبمنهى السدين صولة بأسي دارت الطالبون حولي لأني حرم طيب به يأمن الدا وطريقي باب الوصول إلى الل دولة لاتزال تنفث سرًا وخفائي لااشك عين ظهوري سترى لي في دورة الشام والشه وترى لي مظاهرًا تتسامصى )2 رسيس : بدء الشيء أو بقيته أو أثره . وبدا صائلاً بغيرنقاب ليل يبدى ضياه للأحباب علت نشأة بطي الحجاب تمم الدور مال للإنحجاب ومقام مجمل بالشواب وكؤوسي تنورت بالشراب ساد معنى ففاق قشر جنابي ومحيابيدا لذي الألباب وأنا الغرث في رسيس”'" ثيابي ذي وعلمي فشا إلى الطلاب وأنا المرشد الشريف انتسابي سار جيش الشيوخ حول ركابي واستظل الزمان تحت قبابي أذعن الدهر طائعًا لكتابي وبأقصى الشرقين طول رحابي ويمعلا الدورين سمر حرابي كعبة للرجال والأقطاب خل جهرًا من شوبة الأتعاب به وفيضي يجري إلى الأنجاب بعد موتي والسر تحت ترابي وبُعيد التستير يفتح بابي باء نورًا يعلويئور شهابي وتسامي الشيوخ في كل باب م 56 الباب التاسع في ذكر بعض أعيان ذريته ومشاهير أصحابه وأتباعه وأهل خرقته وترى نويتي تضج وأاسمي وترى الحال في زوية ذكري إن ترم نفحتي عليك يسلكي وطريقي نور التجلي وسيري طف ببابي ولا تمل عن مداري لاتمل نح وجاهل أشغلتة ذمك الكاذبون جهلاً فخاضوا سلبوا الدين بعد ذاك وراحوا يتباهابذكره نوايي وترى المرتجين في أعتابي قسلوكي المفتاح للأبواب عقدة الوصل من يدالوهاب وانح نحوي واسمع لذيذ خطابي عن علانا دنياه بالاكتساب قفرأيناهٌم بسوءٍ المآب ومآل الرواح بالأعطاب فسمعنامتهم وعنك أجبنا لا يضر السحاب نبحٌ الكلاب إن تكن عامرّامعالله خل شخص دنياك تحت طي الخراب وقال لي قدس الله سره وقد كان يتفضل عليٌ ببعض إشارات معنوية» وقد طرق خاطري هم عظيم لبعض أمور خطرت في سري» فقطع حديئة الأول ورمقني بعينه المباركة متيسمًا وقال: فتح علي بيتين خطابًا لك ثم أنشد: إن باديكالذيآ كقتنتة هو باد ظاهر في حاضرك أجل قلبًّافي حماناإننا 2 نحن قمنابالذي في خاطرك ولو أردنا بسط ما رأيناه من كراماته وحفظناه من غرائب كلماتهء لطال المطال واتسع المجال» وإنا نرى بالذي ذكرناه لأرباب البصائر كفاية» نفعنا الله به وبإخوانه أهل العناية» آمين. وليعلم أننا التزمنا ذكر بعض المشاهير المتقدمين والعصريين» من أعيان الذرية الأحمدية المتشرفين بالخرقة المباركة الرفاعية» وقد آن أن نشرع في ذكر بعيض رجال طريقته الآخذين بوثيقته من أعيان المسلمين وأكابر هذا الدين» ممن علت شهرتهم وزكت سيرتهم وسريرتهم» ولم نعتبر في التقديم والتأخيرء الصغير منهم أو الكبير» فإن لله أعلى مناصبهم وأجل مراتبهم وأعزهم جميعًا ومنحهم جامًا رفيعًاء وإن أجل زمرة أتباعه وأصحابه وأشياعه جماعة منهم: الشيخ أبو شجاع الشاقعي الفقيه المحدث المشهورء والشيخ الإمام العالم العايد الحجة عمر أبو الفرج بن أحمد بن سابور بن علي بن غنمة الفاروثي الواسطي. الشيخ الكبير شيخ وقته في العلوم الشرعية وإليه انتهت رئاسة العلم والطريق بواسط وبطاخ العراق: وهو جد سلطان المحدثين عز الدين أبو العياس أحمد الفاروثي . الباب التاسع في ذكر بعض أعيان ذرنته ومشاهير أصحابه وأتباعه وأهل خرقته لق قال ابن كثير عند ذكر حوادث سنة أربع وتسعين وستمائة: توفي الفاروثي الشيخ الإمام العالم العابد الزاهد الخطيب عز الدين أبو العباس أحمد ابن الشيخ محيي الدين إبراهيم بن عمر أبي الفرج بن أحمد بن سابور بن علي بن غنمة الفاروثي الواسطي» ولد سنة أربع عشرة وستماثة» وسمع الحديث ورحل فيه وكانت لَه فيه يد جيدة؛ وفي التفسير والفقه والوعظ والبلاغةء وكان ديئًا عالمًا ورعًا زاهدًا وقد قدم إلى دمشقء إلى أن قال ابن كثير كان فيه بر وإيثار ولهُ أحوال صالحةء وذكر أنه تقدم يومًا إلى محراب فسجد ابن هشام ليعقد النية فالتفت عن يمينه وقال: اخرج فاغتسل فلم يخرج أحد» ثم ثانية وثالثة فلم يخرج أحدء فقال: يا عثمان اخرج فاغتسل فخرج رجل فاغتسل ثم عاد وجاء إلى الشيخ يعتذر إليهء وكان الرجل صالحًا وذكر أنهُ أصابة قبض من غير أن يرى شخصاء فاعتقد أنهُ لا يجب عليه غسل» فلما قال الشيخ ما قال اعتقد أنهُ يخاطب غيره فلما عينة علم ذلك. ثم قال ابن كثير وكان قد درس بالنجيبية وبدار الحديث الظاهرية وترك البلد وسافر إلى وطنهء فمات به بكرة يوم الأربعاء مستهل ذي الحجة وكان يومًا مشهودًا بواسطء وصلي عليه بدمشق وغيرها رحمة الله» ثم قال ابن كثير بعد كلمات أخرء خَْلْفَ ألفي مجلد ومائتي مجلد. وحدث بالكثير وسمع منهُ البرزالي كثيرًا صحيح البخاري وجامع الترمذي وسئن ابن ماجهء ومسند الشافعي ومسند عبد ومعجم الطبراني الصغير ومسند الدارمي» وفضائل القرآن لابن عبيد وثمانين جزءًا غير ذلك. انتهى. قلت: وأما مؤلفاتة في الحديث والتفسير والتصوف فهي كثيرة جداء عدّدها العلماء في كتبهمء وهو صاحب النفحة المسكية في السلالة الرفاعية الزكية» وقد ذكر فيها أن جده الشيخ عمر الفاروثي رضي الله عن كان من حجاج العام الذي مدت فيه يد النبي وَيِدِ من قبره الشريف للسيد أحمد الكبير الرفاعي رضي الله عنهُ. ومناقب سيدنا الشيخ عمر الفاروثي ومناقب ولده وحفيده مسطورة في كتب العلماء والصوفية كثيرة جذاء اكتفينا منها بهذا المقدار. ومنهم الغوث الأكبر والأسد الغضنفر أبو الفتيان وقطب أهل العرفان» مغيث الأسير مولانا السيد أحمد البدوي الحسيني الشهير قدس الله سره العزيزء لبس الخرقة من الشيخ بري وهو لبسها من الشيخ علي بن نعيم البغدادي وهو لبسها من سيدنا السيد أحمد الرفاعي الكبير رضي الله عنةء قال الشيخ عبد الوهاب الشعراني في طبقاته الوسطى عند ذكر الرجال»: ومنهم: شيخ الخرقة أبو العياس أحمد البدوي الحسيب النسيب رضي الله عنه؛ وشهرتةٌ في مصر والشام والحجاز واليمن والهند والسند والروم والغرب تغني عن تعريفهوء ولكن نذكر لك يا أخي جملة من أحواله على سبيل التبرك» فأقول وبالله التوفيق: أعلم أن مولده بمدينة فارس بالمغرب فإن أجداده الشرفاء اتتقلوا قلادة الجواهر/ م1 1 الباب التاسع في ذكر بعض أعيان ذربته ومشاهير أصحابه وأتباعه وأهل خرقته أيام الحجاج إلى أرض المغرب» لما كثر القتل في الأشراف ولما بلغ سبع سنين: سمع أبوه قائلاً يقول لهُ في منامه: يا علي انتقل من هذه البلاد إلى مكة فإن لنا في ذلك شأناء وذلك في سنة ثلاث وستمائةء قال الشريف حسن أخو سيدي أحمد فما زلنا ننزل عند عرب ونرحل من عرب ويتلقوننا بالترحيب والإكرام»ء حتى دخلنا مكة في مدة أربع سنينء فتلقانا شرفاء مكة كلهم وأكرمونا وجلسنا عندهم في أرغد عيش». حتى توفي والدنا سنة سبع وعشرين وستمائة ودفن في باب المعلي» وقبره هناك ظاهر يزار في زاوية. قال الشريف حسن: فأقمت أنا وإخوتي وكان أحمد أصغرنا سنا وأشجعنا قلبّاء وكان لكثرة ما يتلثم سميناه بالبدوي» فأقرأتة القرآن مع ولدي الحسين» ولم يكن في فرسان مكة أشجع من أخي أحمد» حتى كانوا يسمونة في مكة العطاب» فلما جاءتة المواهب الإللهية وحدث عليه حادث الوله؛ تغيرت أحوالة واعتزل عن الناس ولازم الصمت؛ فكان لا يكلم الئاس إلا بالإشارة فلما حصلت لهُ الجمعية استغرقته إلى الأبد. ولم يزل حال يتزايد حتى كان من أمره ما كان : ذم إنة في افنوال نينة ثلاث وثلانين وستمائة رأى في منامه ثلاث مراتء قائلاً يقول لهُ: قم واطلب مطلع الشمس فإذا وصلت مطلع الشمس فاطلب مغرب الشمس ثم سر إلى طندتا فإن بها مقامك أيها الفتى» فاستيقظ من منامه وشاور أهلة وسافر إلى العراق فتلقاه أشياخها الأحياء والأموات. فلما زارهم وأقام عندهم مدة خرجنا بعد ذلك قاصدين طندتا فأحدق بنا الرجال من سائر الأقطار يعارضونناء فأومأ إليهم سيدي أحمد فوقعوا ثم رجعوا هاربين» ومضينا إلى أم عبيدة فزرنا سيدي أحمد ابن الرفاعي» وذهب سيدي أحمد البدوي إلى فاطمة بنت بري» وكانت امرأة لها حال عظيم وجمال بديع وكانت تسلب الرجال الواردين على العراق أحوالهم؛ فسلبها سيدي أحمد وتابت على يديه وأخذ عليها العهد أنها لا تتعرض لأحد بعد ذلك اليومء وكان قد اجتمع معها قبائل كثيرة من العرب عونًا لها على سيدي أحمد فرجعوا كلهم إلى أماكنهم وكان يومًا مشهودًا ب بين الأولياءء ثم إن سيدي أحمد سمع قائلاً يقول له سر إلى طندتا وربي الرجال» وذلك في شهر رمضان سنة أربع وثلاثين وستماثة) فدخل رضي الله عنهُ إلى مصر إولًء ثم قصد طندتا فدخل في الحال مسرعًا إلى دار ابن شحيطه شيخ البلد؛ فصعد إلى مسطوح غرفت فأقام فوق السطح نحو اثنتي عشرة سنة؛ وكان طول نهاره وليله واقمًا شاخصًا بيصره إلى السماءء وقد انقلب سواد عينيه بحمرة تتوقد كالجمرء وكان يمكث الأربعين يومًا فأكثر لا يأكل ولا يشرب ولا ينام» ذكره الحافظ ابن حجر رحمة الله ثم إنهُ نزل من السطح إلى ناحية فيشا المنارة فصحب بها عبد العال وعبد المجيدء فأما عبد المجيد فسأله أن يكشف له عن لثامه ليرى وجهة. الباب التاسع في ذكر بعض أعيان ذريته ومشاهير أصحابه وأتباعه وأهل خرقته بنك فقال سيدي أحمد يا عبد المجيد كل نظرة بنفس» فقال يا سيدي أرني وجهك ولو مت» فكشف اللثام عن وجههٍ فخر عبد المجيد ميئّاء وأما عبد العال فعاش إلى أن مات سيدي أحمدء واستخلف بعده وربي الرجال وفرقهم في نواحي البلاد» وكان سيدي أحمد يربي بالنظرء فإن سيدي عبد العال يأنيه بالرجل الجاهل الخالي من المدد فينظر إليه نظرة فيملأه مددًا ويقول لهُ: قل لهُ يسكن البلد الفلاني هكذا تربيتة للرجال» كان يقلب أعيانهم بالنظر من غير مجاهدة وكل ذلك كان بالسطح الذي كان فوقة في دار ابن شحيطه؛ ومن هنا كان الئاس يقولون فلانّا من أصحاب السطح ويقولون سيدي أحمد السطوحيء قالوا: ولما دخل سيدي أحمد طندتا كان هناك سيدي حسن الصايغ الأخناي» وسيدي سالم المغربن» وكان سيدي حسن يقول لما قرب مجيء سيدي أحمد ما بقي لنا إقامة هناء صاحب البلاد قد جاء لها فكان الناس لا يعرفون مراده؛ فلما دخل سيدي أحمد خرج سيدي حسن إلى أخنا فقام بها إلى أن مات وقبره ظاهر يزار إلى الآنء وأقام سيدي سالم المغربي فسلم لسيدي أحمد إلى أن مات بطندتا وقبره قريب من مقام سيدي أحمد» وأنكر بعضهم على سيدي أحمد فسلب وانطفى اسمهٌ وانتصر جماعة من خطباء طندتا لسيدي وجه القمرء صاحب الإيوان العالي بهاء وبنوا لهُ منارة فجاء سيدي عبد العال ورفسها برجلهٍ فغارت إلى وقتنا هذاء ولما دخل سيدي أحمد إلى مصر خرج الملك الظاهر بيبرس أبو الفتوحات هو وعسكره فتلقوا سيدي أحمد وأكرموه غاية الإكرام وأنزلة في دار الضيافة» وكان ينزل لزيارته لما أقام بناحية طندتا وكان يعتقده اعتقادًا عظيمًا. انتهى . وليعلم أن سيدي أحمد البدوي أخذ الببعة في بدايته؛ عن الشيخ عبد الجليل ابن عبد الرحملن النيسابوري ومنهُ بسبعة وسائطء تتنهي بيعت إلى الإمام داود الطائي إلى الأستاذ حبيب العجمي إلى سيد التابعين الحسن البصريء إلى ابن عمر المصطفى الإمام علي المرتضى كرم الله وجهةء وإنما سلوكه وبلوغه النهاية وإيصاله الغاية؛ وقع على يد الشيخ بري الرفاعي قدس الله سره كما تقدمء قال الإمام الشعراني في طبقاته الوسطى: وقد رأيت سؤالاً وجوابة لشيخ الإسلام الحافظ الشيخ شهاب الدين بن حجر في سيدي أحمد البدوي. فأحببت ذكره هنا ليعتمد العلماء عليهوء فإن أصحاب كتب الرقائق يحكون في مؤلفاتهم ما لم يصحء بخلاف المحدثين رضي الله عنهم» فأقول وبالله التوفيق قدم بعض الفضلاء سؤالاً صورتة» ما يقول. سيدنا ومولانا شيخ الإسلام الحافظ أمير المؤمنين في الحديث نفع الله به المسلمين» في سيدي أحمد البدوي؟ فقال رضي الله عنة: هو أبو الفتيان أحمد بن علي بن أبراهيم بن محمد بن أحمدء وأقام بمكة المشرفة ومات بها أبوه سنة سبع وعشرين وستماثةء ودفن بباب المعلى وقبره الآن ظاهر يزار وعرف بالبدوي 44 الباب التاسع في ذكر بعض أعيان ذريته ومشاهير أصحابه وأتباعه وأهل خرقته لملازمته اللثام؛ ولبس لثامين حتى كان لا يفارقهما وعرض عليه التزويج فامتنع لإقباله على العبادة؛ وكان قد حفظ القرآن كلةء ثم قرأ شيئًا من الفقه على مذهب الإمام الشافعي رضي الله عنة واشتهر بين الناس بالعطاب لكثرة عطبه لمن يؤذيهء ثم لازم الصمت حتى كان لا يتكلم إلا بالإشارة ثم اعتزل الناس جملة لما ظهر عليه الوله؛ ثم لما دخل المحرم سنة ثلاث وثلاثين وستمائة ذكروا أنهُ رأى في النوم قائلاً يقول لهُ ويبشره: بأنه سيكون لهُ شأن عظيم وحالة حسنة بمصرء ثم إن أخاه حسن بن علي رحل إلى العراق وأخذه معهُء ولازم سيدي أحمد الصيام حتى كان لا يفطر إلا كل أربعين يومّاء فكان يمكث الأربعين يومًا لا يأكل ولا يشرب ولا ينام » وكان أكثر أحواله شاخصًا ببصره إلى السماء وعيئاه كالجمرتين» ثم رحل إلى مصر سنة أربع وثلاثين وستماثة» فدخل إلى ناحية طندتا من الغربية في أسفل مصر فأقام بها على سطح دار لا يفارقة لا ليلا ولا نهارّاء وكان إذا عرض لهُ الحال يصيح صياحًا عظيمًا متصلاً وكان يكثر من الصياح في أغلب أوقاتهء وأما صفتهُ رضي الله عنهُ فكان طويلاً غليظ الساقين عبل الذراعين كبير الوجه ولونة بين البياض والسمرة؛ ويؤثر عنهُ كرامات كثيرة وخوارق شهيرة من أشهرها قصة المرأة التي أسر ولدها الفرنج فلاذت به فأحضره إليها في قيوده؛ ومرٌ بو رجل يحمل قربة لبن فأشار الشيخ بإصبعه إلى القربة فانقدت» فانسكب اللبن وخرجت منهُ حية عظيمة ميتة قد انتفختء قال شيخ الإسلام رحمة الله ويؤثر عنة شعرًا لكنة مع كونه موزونًا غير معرب» قال وقد لازم جماعة من أهل تلك البلاد خدمتة رضي الله عنهُ وبنوا على قبره مقامّاء واشتهرت كراماته وكثرت النذور التي تحمل إليه من البلاد وعظم أمره وأثنوا عليه وميزوه عن أشياخ عصرهء وقام بأتباعه صاحبة الشيخ الصالح عبد العال فسموه خليفة الشيخ أحمد وعمّر بعده طويلاً حتى مات سنة ثلاث وثلاثين وسبعمائة» واشتهر أتباعه بالسطوحية وحدث لهم بعد مدة عمل المولد الشريف النبوي عندهء وصار يومًا مشهودًا تقصده الناس من النواحي البعيدة» قال وشهرة هذا المولد في عصرنا تكفي عن وصفهء وقد قام جماعة من العلماء وممن يتزين من الأمراء في إبطاله فلم يتهيأ لهم ذلك إلا في سنة إحدى وخمسين وثمانماثة. انتهى ما ذكره الحافظ ابن حجر رحمة الله في جوابه» وقد رأيت أيضًا بخط سبطه الإمام العالم المحدث العدل الرضي أبي المحاسن يوسف»ء ترجمة لسيدي أحمد البدوي» حين سثل فقال: هو أحمد بن علي بن إبراهيم بن محمد بن أبي بكر البدوي المعروف بالسطوحي رضي الله عنهُء أصله من بني بري قبيلة من عرب الشامء تسلك على يدي الشيخ بري أحد تلامذة الشيخ أبي نعيم؛ أحد مشائخ العراق وأحد أصحاب سيدي أحمد بن الرفاعي» ومولده بفاس سنة ست وتسعين وخمسمائةء وطافب البلاد وأقام بمكة والمدينة ثم بمصرء ثم دخل طندتا سنة أربع الباب التاسع في ذكر بعض أعيان ذريته ومشاهير أصحابه وأتباعه وأهل خرقته ‏ | 1 وعشرين وستمائة: وأخذ عنه الشيخ المعمر عيد العال كما سيأتي بيانهُ في ترجمته» بعد إحدى وستين شيخًا من هذه الطبقات» وبيانت جميع امن بلغنا أنة من أصحاب السطح وأتباعهم المفرقين في أقاليمٍ الأرض» ومما بلغني من جماعة من أهل بيروت قالوا: أسرتنا الفرنج وكنا اثني عشر رجلا فأقمنا في بلاد الفرنج يستخدمونا في الأعمال الشاقة» حتى كدنا نموت فألهمنا الحق تعالى يومًا أننا قلنا يا سيدي أحمد يا بدوي: إن الناس يقولون إنك تأتي بالأسرى إلى بلادهم» وقد سألناك بالنبي يق أن تردنا إلى بلادناء قالوا: ففي ذلك اليوم نزلنا مركبًا ليس فيها أحدء وقدفنا فلم يشعر بنا الفرنج حتى سرنا في البحر نحو ميلين: فخرجوا ورائنا فلم يدركونا إلى أن وصلنا بلادنا ببركة سيدي أحمد البدوي رضي الله عنةُ» انتهى بحروفه من الطبقات الوسطى. وقد تخرج بصحبة سيدي أحمد رضي الله تعالى عنهُ جم غفير وحزب عظيم من أكابر الأولياء وكان رضي الله عنهٌ يربي بالنظر. قال السخاوي رحمة الله: كان سيدي أحمد البدوي إذا نظر المريد نظرة مخصوصة.ء يوصلة بتلك النظرة إلى مقام الشهودء وأما كيفية اتصال نسبه بالمصطفى عليه الصلاة والسلام» فهو رضي الله عنهُ سيدنا السيد: أحمد البدوي بن علي بن إبراهيم بن محمد بن أبي بكر بن إسماعيل بن عمر بن علي بن عثمان بن حسين بن محمد بن موسى بن يحيئ بن عيسى بن علي بن محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن الإمام جعفر الصادق بن الإمام محمد الباقر بن الإمام علي زين العابدين بن السبط سيدنا الحسين ابن سيدة نساء العالمين» فاطمة الزهراء بنت رسول الله عَئة. قال الشبخ الشعراني قدس سره عند تعداد أصحاب سيدي أحمدء ومنهم سيدي الشيخ عبد العال خليفة سيدي أحمد البدوي رضي الله تعالى عنهماء كان من أجل أصحاب سيدي أحمد وهو صاحب البشت الأحمر الذي يليسة الخليفة فى المولد كل سنةء وهو الذي بنى مقام سيدي أحمد والمأذنة ورتب السماط والإشائر و الخبز» وهو من أكبر أصحاب السطح الذين صحيوا سيدي أحمد وهو مقيم فوق سطح دار ابن شحيط» شيخ طندتا فإنهُ رضي الله تعالى عنهُ أقام فوق السطح اثنتي عشرة سنة وقيل عشر سئين ولذلك سمي السطوحيء وسمي أكابر أصحابه السطوحية؛ وكان صورة صحبتهم له كما أخبرني بذلك شيخنا الشيخ محمد الشناوي الأحمدي رضي الله تعالى عنهُ» أن سيدي عبد العال كان يأتي إلى سيدي أحمد البدوي بالذي يبول في ثيابه» فينادي سيدي أحمد من فوق السطح. فيأتي فينظر إلى ذلك الشخص نظرة واحدة فيملاؤء مددًا ثم يقول لسيدي عبد العال أرسلة إلى اليلد الفلانية» فيكون فيها مقامه إلى أن يموت وكان سبب اجتماع سيدي عبد العال بسيدي أحمدء أن سيدي أحمد قبل دخوله طندتا مر على ناحية 4 الباب التاسع في ذكر بعض أعيان ذريته ومشاهير أصحابه وأنباعه وأهل خرقته فليشا المنارة وعيناه متورمتان» فطلب من سيدي عبد العال بيضة من بيض الدجاج يجعلها على عينيه» وسيدي عيد العال صغير يلعب مع الصغار» فقال لسيدي أحمد: وتعطيني هذه الجريدة الخضراء الذي معك فقال سيدي أحمد: نعم. فذهب سيدي عبد العال إلى أمه فقالت: ما عندنا بيض. فرجع إلى سيدي أحمد وقال ما وجدت شيئًا لك يا عمء فقال سيدي أحمد: ارجع تجد الصومعة كلها بيض» فرجع إلى أُمهِ فأخبرها بذلك فنظرت إلى الصومعة فوجدتها ملئت بيضًاء فخرجت مع ولدها إلى سيدي أحمد؛ ورأت ولدها يتبعة لا يستطيع أن يمنع نفسة عن اتباعهء فقالت يا بدوي الشؤم عليناء فقال: قولي يا بدوي السعادة» سيصير لولدك هذا شأن عظيم» فقالت: من أين عرفت ولديء فقال لها: من يوم أخذه الثور في قرونه وشرد فما أخذه من قرونه إلا أناء فتذكرت أنها كانت وضعت سيدي عبد العال وهو في القماط في معلف الثورء فجاء الثور ليأكل فدخلت قرون الثور في قماطه فحملة» وهج الثور فلم يستطع أحد أن ينزلهُ من قرونهِ فمد سيدي أحمد يده وهو في ناحية الدهنا قريبًا من الينبوع فخلصة ووضعهٌ على مسطبة الدهناء فاعترفت أمهٌ بذلك واستغفرت» ومضى سيدي أحمد إلى طندتا إلى أن كان ما كان رضي الله تعالى عنة . ومما شهدتهُ من كراماته في سنة سبع وأربعين وتسعمائة؛ أن شخصًا راود امرأة عن نفسها في قبته فسمره ويبس أعضاءه فكان يصيح حتى كاد أن يموت فأخيروني بد فمضيت إلى قبره وأمرت بعض الفقراء أن يسأل سيدي عبد العال في الصفح عنة» فقرأ الفاتحة ودعا فانتشرت أعضاؤه وتاب إلى الله من ذلك اليوم؛ وصار من الفقراء الملاح وكراماته كثيرة مشهورة في بلاده وبين فقراء الأحمدية وغيرهم رضي الله تعالى عنهُ .اه. وممن تخرج بصحية السيد أحمد البدوي قدس سره العزيز الشيخ الصالح الشيخ عبد المجيد» أخو سيدي عبد العال وهو الذي ذكر الإمام الشعراني عنه» أنه طلب رؤية وجه سيدي أحمد وكان سيدي أحمد بلثامين لا يرى الناس منة إلا عينيه» فقال: عبد المجيد كل نظرة برجل» نقال: يا سيدي رضيت فكشف سيدي أحمد له اللثام فرآه فخر ميئًا .انتهى. ومنهم الشيخ عبد الوهاب الجوهري قال الشعراني في طبقاته: كان رضي الله عنهُ من أجل أصحاب سيدي أحمد البدوي» وكراماته رضي الله عنهُ كثيرة مشهورة في بلادهء ومنهم الشيخ عز الدين الموصلي رضي الله تعالى عنهُ كان نائبًا في طرابلس» هاجر إلى سيدي أحمد لما كان بالعراق» فصحبهُ وخرج عن الدنيا وكراماته كثيرة» مات بالموصل رضي الله عنهُء ومنهم الشيخ الجليل والعلم الطويل أحمد بن علوان اليمني رضي الله عنةُ» صحب سيدي أحمد البدوي بمكة أوائل جذبه» وهو شيخ الطريقة العلوانية المشهورة في اليمن والحجازء وكراماته مستفيضة مستمرة إلى عهدنا هذا. 6 الباب التاسع في ذكر بعض أعيان ذريته ومشاهير أصحابه وأتباعه وأهل خرقته 5 هذا ولو أردنا تعداد أصحاب سيدي أحمد وكراماتهم ومناقبهم» للزم أن نفرد لهم كتابًا مخصوصًا وقد اكتقينا بشهرتهم لكونها غنية عن الإيضاح رضي الله عنهم أجمعين» وقد سبق لك أن سيدي أحمد البدوي رضي الله عنة أخذ الطريقة عن سيدي بري عن سيدي علي بن نعيم عن سيدي أحمد الرفاعي رضي الله عنهم. وقد ذكر الشيخ الحجة أبو المحاسن الشاذلي الفاسي في سنده: أن الشيخ الإمام والقطب العارف الهمام مولانا الشيخ أبا الحسن الشاذلي شيخ الخرقة الشاذلية رضي الله عنهُ صحب الشيخ نجم الدين الأصفهاني» وتلقى الطريقة عن الشيخ عبد السلام بن مشيش». وتخرج بصحبة الشيخ العارف بالله سيدنا بري خليفة الشيخ علي بن نعيم البغدادي» أحد خلفاء الأستاذ الكبير سيدي أحمد الرفاعي رضي الله عنهُء ولبس خرقتة وتأدب بآدابه. كذا ذكره أبو المحاسن قدس سره في سندهء ولا يخفى ما كان عليه الشيخ أبو الحسن الشاذلي من علو المرتبة» وقد ترجمة الشيخ تاج الدين بن عطاء الله: بأنه قطب الزمان وحجة الله على الصوفية» وكان الشيخ تقي الدين بن دقيق العيد يقول: ما رأيت أعرف بالله من الشيخ أبي الحسن الشاذلي رضي الله عنهُ. وشهرة سيدي أي الحسن وكثرة أصحابه وعلو مناقبه غنية عن التفصيل» ومن كلامه: من أكرمة الله عزّ وجل بكرامة الإيمان ومتابعة السنةء واشتاق إلى غيرها فهو مفتر كذاب. ومنة أيضًا: من دعا الناس إلى غير ما دعا لهُ رسول الله يكل فهو بدعي. ومن كلامه إذا انتصر الفقير لنفسهٍ وأجاب عنها رجع إلى وراء. قلت: وقد سبقة في هذه شيخ مشايخهٍ أستاذ الطائفة أبو العلمين» السيد أحمد الكبير الرفاعي رضي الله عن فإنه قال: الفقير إذا انتصر لنفسهِ تعب وإذا سلم الأمر لمولاه نصره من غير عشيرة ولا أهل. أه. ومن أتباع سيدنا الإمام أحمد الرفاعي؛ بل من أجلّ أصحابهِ سيدنا الولي الجليل الشيخ أبو الفتح الواسطي رضي الله عنةء قال الشيخ الشعراني قدس سره في طيقاته الوسطى: إن الشيخ .أبو الفتح الواسطي رضي الله عنهُ؛» هو من أجل أصحاب سيدي الشيخ أحمد بن الرفاعي رضي الله عنهُ» وهو الذي أشار عليه بالإقامة في مدينة إسكندريةء وربى بها الرجال كالشيخ عبد السلام القليبي والشيخ عبد الله البلتاجي والشيخ تاج الدين بكوم النجار والشيخ بهرام الدميري والشيخ جامع الفضلين الدنوشري» وغيرهم من مشائخ بلاد الغربية» وكلما في الغربية من المشائخ فهم من تلامذته وتلامذة تلامذته رضي الله تعالى عنهء وكان عالمًا بالشريعة والحقيقة» وعقدوا مجلس المناظرة أول مجيئه من بلاد المشرق» فقطع العلماء بالحجج فأذعنوا لهُ إلا شخصًا من خطباء إسكندرية» فبقي على إنكاره عليه قبينما هو يخطبء إذ تذكر أنه جنب فمد لهُ الشيخ كمُهُ فوجده كالزقاق فدخل قبة» فانتهى إلى نهر جار فاغتسل فيه ورجع فإذا هو على المنبرء فأذعن ليلق الباب التاسع في ذكر بعض أعيان ذريته ومشاهير أصحابه وأتباعه وأهل خرقته للشيخ واعتقده وصار من أجل تلامذتهو» ومناقب الشيخ كثيرة مشهورة ولم أجد له كلامًا في الطريق فأذكره: وتقلوا عنة أنه لم يضع جنبه إلى الأرض منذ دخل الطريق» وكان إذا مرض يستند إلى مخدة رضي الله تعالى عنهُء مات بإسكندرية وقبره بها ظاهر يزار .اه. وقال الشعراني قدس سره أيضًا في مئنهِ الكبرى: كان الشيخ صفي الدين بن أبي المنصور يقول إن جماعة أبي الفتح الواسطي بمدينة الاسكندريةء الذين كانوا يحضرون ورده كل يوم خمسة آلاف منهم الشيخ عبد العزيز الديريئي رحمة اللهء والشيخ عبد الله البلتاجي والشيخ عبد السلام القليبي والشيخ عبد الله الجيلي والشيخ ضرغام المسيري وغيرهم. وكان الشيخ أبو الفتح من أعظم تلامذة سيدي أحمد بن الرفاعي رضي الله تعالى عنه» وكان يتكلم على أرباب الأحوال» ويقول: اسمعوا هذا الكلام الذي لهُ خمسة آلاف سنة ما تكلم به أحد غيري» وكان الشيخ أبو الفتح الواسطي مع كثرة تلامذته الزائدين على الألوف» لا يصحب إلا أرباب الأحوال» ومناقبة كثيرة أكثر من أن تحصى رضي الله تعالى عنهُ. انتهى. ومنهم الشيخ الجليل العلامة والإمام النبيل الفهامة إمام علماء الشريعة الأعيان» ورئيس أكابر الصوفية أهل الشأن. مولانا الشيخ عبد العزيز بن أحمد بن سعيد الدميري الشافعي المعروف بالديريني» تخرج بصحبته الرجال وانتمى إليهِ صدور العلماء الأبطال» وممن لبس لخرقته الشيخ صدر الدين يحيئل السبكي رضي الله عنهُ وغيرهء قال الشيخ عبد الوهاب الشعراني في طبقاتهِ الوسطى حين ذكره: إن الشيخ عبد العزيز الديريني كان شيخًا زاهدًا ورعًا زائد الأحوال والكرامات الخارقة والمصنفات الكثيرة الشائعة في الفقه والتفسير والأصول وغير ذلك» ولهُ نظم كثير شائع» وكان مقيمًا ببلاد الريف ويقصده الناس للزيارة من سائر الأقطار وكانوا يرسلون له مشكلات المسائل من مصرء فيجيب عنها بأحسن جواب؛. وكان كل كتاب صنفه في بلد يتركة فيها ولا يحملة معهة. قال الشيخ الإمام الحجة قاضي القضاة شيخ الإسلام تاج الدين عبد الوهاب السبكي قدس سره في طبقاته» راويًا عن عم أبيه الشيخ صدر الدين يحيئ السبكي قدس سره: إن الإمام الهمام عبد العزيز الديريني قدس سره كان يقول: الله ربي وحسبي الله أرجو وأحمد وشافعي يوم حشري خيرالخلائق ‏ أحمد صلى علي هوإلئلهي أوفى صلة وأحمد ومالك والحنيفي والشاقعي وأحمد وسيدي ابن الرفاعي قطبالحقيقةأحمد هذامقالالدميري عبدالعزيز بنأحمد الباب التاسع في ذكر بعض أعيان ذريته ومشاهير أصحابه وأتباعه وأهل خرقته احلا ومن حكم سيدنا الشيخ عبد العزيز الديريني رضي الله عنهُ؛ ما نقلهُ ابن العماد في كشف الأسرار أيضًا من قوله: وفيك سر نسحخحخة الوجود فالحزن في النفوس والأفراح ومثلةالمعرفةالمحققة والعلم يبدو مثل نور البدر والغيم والسحاب مثل الجهل وشبهوا الأسرار في البواطن وشبهوا الودق في الأعسضاء وشبهواالجهر مع الأسرار ثم اختلاف البخل والسخاء ثم الضيا في العين والحرارة والحرٌ واليبس لدى الشباب والبرد واليبس لدى الشتاء والبرد واليبس لدى الخريف والريق والدمع الغزير الجاري ودمعة الأحزان تجري ماللبحه تشابه البرزخ للبحخريكن والشعر من موضعهٍ المخصوص والنار في الطحال مثل المعده كالنار في لهيبها فإن عرض وشبهواالأنفاس بالرياح فانظر وفكر في جميع العالم فالظر فأنت أقرب الشهود مثالهاالظلمة والإصباح كالشمس في حالة صحو مشرقة والفهم كالنجوم حين تسري والعقلاءٌ لاحتياج العقل في الشمس مثل البدر في الخسوف بالشامخ الراسي من الجبال كأنها جواهرالمعادن مثل العيون في انبعاث الماءِ كالبرق في الآفاق والبحار كحالى الشدة والرخاء ” والدم كالربيع في النضارة كالعسف والصفراء بالتهاب مثل اختلاف الشيخ بالسوداء كبلغم المكهل الضعيفف كالعذب والملح من البحار ودمعة الأفراح تبدو صالحه حلووملح جريامن عين كالأارض في النبات بالتخصيص والكبداللطيفةالمنفرده في حرها نقص فأسباب مرض ويعجز الفهم عن الأرواح وردد الفكرة في المعالم 5 الباب التاسع في ذكر بعض أعيان ذريته ومشاهير أصجابه وأتباعه وأهل خرقته فإن من ينظر في البناء | يراهمحتابجاإلى بَناء والفكر في عجائب الصنتايع يتقنة علم وجودالصانع السواجب الوجود وهواله ومالنامدبرإلاهو الظاهر المعروف بالدليل الياطن العالي عن التمثيل الأول القديملابداية لكونهوقمالهةُنهايه إذ كل حادث فلاا يستغن الآخر الباتني بلا نهاية والواجب الذي استحال ضذه فلاابيجروز نفيهورده والمستحيل لا يجوز عقلا وجووهه فلا يكون أصلا والجائز الممكن بالتصوير وجوده والنفي بالتقدير وعدمالقديممستحيل إذ الوجود وضعة المعقول فالتزمالتنزيهللشخلاق واستعمل التنزيه في الأخلاق واترك خصال الشرٌ كي لا تشتبه ككبر إبليس فمكر الثشعلب وحدة الليث وخبث العقرب والحرص في الكلب وجهل النمر ١‏ وشرهالخنزير حين يجري والغدر في الذئب وظلم الحية فمن نفى المذموم بالرياضة حتى يصير موطئا للغرس فنزرُهالقصدعنانتقاص ونزّهوالعهدعنالخيانة وطهر الباطن ثمالظاهر وحمق الضباع في اللسبرية طهرمن أسراره رياضة ولاجتناءئمرات الأنس كالعجب والرياء بالإخلاص بصحةالوقاء والأمانة واعمل بما يرضي الإلله القادر فهذه الأبيات قد اشتملت على بعض ما في الإنسان من جميع المخلوقات» فما من مخلوق إلا وفي الإنسان خصلة منهُ؛ إما صورية وإما معنوية» انتهى. وذكر الشيخ الشعراني في طبقاته راويًا عن عمه الشيخ عبد الرحمئن» أنه لما حضرت والده الوفاة دعى بكتاب طهارة القلوب للشيخ عبد العزيز الديريني» وقال لأخي أحمد أقرأ لي أحوال القوم عند طلوح روحهمء فصار يقول وهو يتنهد سبقونا على خيل دُهُمٍ ونحن وراءهم على حميرء قلت وكتاب الشيخ عبد العزيز المسمى بطهارة القلوب» الباب التاسع في ذكر بعضى أعيان ذريته ومشاهير أصحابه وأتياعه وأهل خرقته ملق كتاب لم تكتحل عين الزمان بثانيه لرقة ألفاظه وعذوية معانيه» رتبهُ على نمط عجيب وأسلوب غريب» أتى به بالموعظة الحسنة ففتح به أقفال القلوب واجتذب الناس إلى علام الغيوب» ومن كلامه فيه في قول الله عر وجل: «إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آباتهُ زادتهم إيمانًا وعلى ربهم يتوكلون# [الأنفال: ؟] المؤمن حقًا من كانت هذه صفاتة» الوجل عند ذكر الله» والخشوع عند سماع كتاب اللهء والتوكل على الله ولزوم طاعة الله والجود بما أعطاه الله في الصحيح عن رسول الله كَل أنة قال: «لا يدخل النار من بكى من خشية الله حتى يلج اللبن في الضرع؟ وقال رسول الله وِ: «لا يدخل النار عين سهرت في سبيل الله؛ لا يدخل الئار عين غضت عن محارم الله لا يدخل النار عين بكت من خشية الله» قرأ عمر بن الخطاب رضي الله عنه: «(إذا الشمس كورت# [التكوير: ]٠١ ١‏ فلما بلغ #وإذا الصحف نشرت» خرٌ مغشيًا عليه وسمع مرة أخرى قارئًا يقرأ سورة الطورء فوقف فلما بلغ قولهُ تعالى: إن عذاب ربك لواقع ما لهُ من دافع» [الطور: 7 8] استنئد إلى الحائط ساعة وذهب إلى منزله فمرض شهرًا والناس لا يدرون ما سبب مرضهء وكان سفيان الثوري إذا جلس مع الناس كأن النار أحاطت بهِ لما يرى من شدة خوفه وجزعه. ولما نزل قولهُ تعالى: #وإن جهنم لموعدهم أجمعين4 [الحجر: 47] صاح سليمان الفارسي صيحة ووضع يده على رأسه وهام على وجهه ثلاثة أيام. وكان عبد الله بن عمرو بن العاص يقول: ابكوا فإن لم تبكوا فتباكواء فوالله لو يعلم أحدكم لصرخ حتى ينقطع صوتة؛» وصلى حتى ينكسر صلبةُ. واجتمع أصحاب الحديث يومًا على باب الفضيل رحمة الله. فاطلع عليهم من كوّة وهو يبكي ويرجف. فقال: عليكم بالقرآن عليكم بالصلاة هذا زمان بكاء وتضرع ودعاء كدعاء الغريق» هذا زمان احفظ لسانك واخف مكانك وعالج قليك» وخذ ما تعرف ودع ما تنكرء وهذا أخذه الفضيل من حديث عقبة بن عامره لما ذكر النبي كَل اختلاف الزمانء فقال: ما النجاة يا رسول الله؟ قال: أمسك عليك لسانك وليسعك بيتك وابكِ على خطيتك:”'' وكان الفضيل يومًا يمشي فقيل لهُ: إلى أين» قال: لا أدري» وكان والهًا من الخوف. ووقف قوم بعابد وهو يبكي فقالوا لهُ: ما يبكيك؟ قال: روعة تجدها الخائفون في قلوبهم. قالوا: وما هي؟ قال: روعة النداء بالعرض على الله عرٍّ وجلٌ. وجاءت مولاة لعمر بن عبد العزيزء فقصّت عليه أنها رأت في المنام كأن الصراط قد )١(‏ أخرجه الخطيب البغدادي في تاريخه عن عقبة بن نافع (771/4): باب ذكر من اسمه حاجب» حديث رقم: 47517. وأخرجه في الترغيب والترهيب عن عقبة بن عامر (/ 4؟5)» باب الترغيب في الصمت إلا عن خير.ء حديث رقم: 5. 411 الباب التاسع في ذكر بعض أعيان ذريته ومشاهير أصحابه وأتباعه وأهل خرقته مد على جهنم وهي تفور على أهلهاء وذكرت أنها رأت رجالاً مروا على الصراط فأخذتهم النارء قالت: ثم رأيتك يا أمير قد جيء بك» فوقع عمر مغشيًا عليه وبقي زمانًا يضطرب وهي تصيح في أذنهٍ رأيتك والله قد نجوت. قال أبو طارق شهدت ثلاثين رجلا أترا إلى مجلس الذكر صحاحًاء فتصعدت قلوبهم من خشية الله فماتوا كلهم في مجلس واحد. قضًوا علي حديث من قتل الهرى ‏ إنالتأسي روح كل حزين قال منصور بن عمار دخلت الكوفة» فبيتما أنا أمشي في ليلة مظلمة إذ سمعت بكاء رجل بصوت شجي من داخل دار وهو يقول إلهي وعزتك وجلالك ما أردت بمعصيتي مخالفتك ولكن عصيتك بجهليء فالآن من عذابك من يستنقذني» وبحبل من اعتصم إن قطعت حبلك عنيء» واذنوباه واغوثاه يا الله» قال منصور فأبكاني كلامة وبكاؤه فوقفت وقرأت: يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارًا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون# [التحريم: 7] فسمعت للرجل اضطرابًا شديدًا وصياحاء فوقفت حتى انقطع الصوت ومضيت» فلما أصبحت أتيت إلى الدار فوجدت الرجل قد مات والناس في تجهيزه: وعجوز تبكي فسألت عنها فقيل لي: هي أمهُ فتقدمت إليها وسألتها عن حالهٍ فقالت: كان يصوم النهار ويقوم الليل» ويكتسب الحلال فيقسم كسبة أثلانّاء ثلث يفطر عليه وثلث ينفقهُ على وثلث يتصدق يو فلما كان البارحة مرّ به إنسان وهو يقرأ فسمع آية من القرآن ففارق الدنيا. وسمع مسروق بن محمد قارثًا يقرأ يوم نحشر المتقين إلى الرحمئن وفدًا ونسوق المجرمين إلى جهنم وردًاك [مريم: 87] فشهق شهقة لحق منها الآخرة. وسمع يحيئ البكاء رجلا يقرأ «ولو ترى إذ وقفوا على ربهم4 [المائدة: ]٠‏ فصاح صيحة مرض منها أربعة أشهر يعاد من أطراف اليصرة. انتهى. وذكر الإمام العلامة أبو العباس أحمد بن العماد الأقفهسي. لفعنا الله به في كتابه كشف الأسرار أن سيدنا الشيخ عبد العزيز الديريني رضي الله عنهُ قال: وإنما تحصل القسوة من مبالغة دواعي الشهوة؛. فإن الشهوة والصفرة لا يجتمعان في الخاطرء والذي يخطر في القلب إن كان باعنًا إلى الخيرء فهو من جهة الملك ويسمى إلهامّاء وإن كان باعمًا على الشر فهو من جهة الشيطان ويسمى وسوسة» فالخاطر معفو عنهُ بالإجماعء وإذا خطر في قلب الشخص الزنا أو السرقة أو فعل معصية» فتارة يعرض الإنسان عن وتارة يهم بفعلهء فإذا هم بفعلهِ فتارة يعزم عليه ويصممء وتارة ينحل عزمة وينصرف عنه همةء فإن صرف عنهُ همه ولم يعزم لم يؤاخذء وإن عزم على الفعل وصمم ولم الباب الناسع في ذكر بعض أعيان ذريته ومشاهير أصحابه وأتباعه وأهل خرقته يلد يفعل فقد اختلفوا في تأثيمهء فقيل: لا إثم عليهء لقولهٍ يَكِةِ: إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت بهِ أنفسها ما لم تتكلم أو تعمل”' وهذا لم يتكلم ولم يعمل به إلى الآنء والصحيح أنهُ يأئم بالتصميم والعزم على الفعل كما يأئم المصر على فعل المعصية» ولقوله يفِ: «إذا التقى المسلمان بسيفهما قالقاتل والمقتول في النارء قيل يا رسول الله: هذا من القاتل فما بال المقتول؟ قال: إنهُ كان حريصًا على قتل صاحبه»”" فانظر كيف دخل النار بالحرص على القثل وإن لم يقتل» وأجيب عن الأول بأنهُ إنما أثم لأنهُ قد عمل بما صمم عليه فإنة شهر السلاح على أخيهء فدخل في قوله يَفةِ: «ما لم يتكلم به أو يعمل؟ فيكون آثمًا بذلك. فبنوا على هذا الخلاف ما لو اشترى سلاحًا للتجارة» ثم قصد إمساكة لقطع الطريق» فإن قلنا: لا يأئم بالتصميم سقطت عنه زكاة التجارة» كما لو نوى إمساكة للفتنة» وإن قلنا: يأثم لم ينقطع حول التجارة. ذكر ذلك في الكفاية إذا علمت ذلك. فالمصلي إذا خطر بقلبهِ خاطر وصرفةٌ عنهُ بهمة واشتغل بالصلاة لم يؤاخذ بذلك. ولا يكون ذلك قادمًا في حصول هذا الأجرء ويشهد لذلك قولهُ يَكهِ: «لا يحدث فيهما نفسة» وإنما يحدث نفسه إذا كان فاعلاً للحديثء» أما إذا كانت نفسهة تحدثة وهو لا يجيبها ولا يحدثها ويصرف همه عنهاء لم يضره ذلك. انتهى . ومواعظة رضي الله تعالى عنهُ كثيرة وكراماته شهيرة؛ مات في حدود الستمائة رضي الله تعالى عنة وعن أولياء الله أجمعين» وأتباع الشيخ أبي الفتح الواسطي تلميذ سيدنا السيد أحمد الكبير الرفاعي رضي الله عنه كثيرون» منهم الشيخ أبو السعود بن أبي الشعائر الواسطي» أخذ عنهٌ سيدي داود الأعزب وسيدي خضر الكرديء. الذي تلمذ له الملك الظاهر أبو الفتوحات» نزل بمصر وأقام فيها حتى مات. قال الشيخ الشعراني: هو شيخ الخرقة السعودية في مصر وقراهاء ثم قال وكان من أجلاء المشائخ» وكان السلطان بمصر ينزل إلى زيارته ويتأدب بين يديه؛ كآحاد الناس» وكان الناسن يسمعون عند خلع نعله أنيئًا كأنين المريض» فسألوه عن ذلك فقال: هي نفسي أخلعها عند النعال فتئن عند زوال تكبرها ورياستهاء وصام في المهد رضي الله تعالى عنه» ومات بالقاهرة في يوم الأحد تاسع شوال سنة أربع وأربعين وستمائة» وقبره بالقرافة ظاهر يزار كل يوم أربعاء )١(‏ الحديث أخرجه البخاري في كتاب الطلاق (//507) باب ١1ء‏ حديث رقم 047754. ومسلم عن أبي هريرة كتاب الإيمان؛ باب تجاوز الله عن حديث النفس والخواطر في القلب إذا لم تستقرء 66/1 (؟) أخرجه ابن حبان قي صحيحه عن أبي بكرة في كتاب الرهن. باب ما جاء في الفتن /١5(‏ 075؟) حديث رقم: 04146. وأخرجه مسلمء باب الفتن حديث رقم: 75844 للق الباب التاسع في ذكر بعض أعيان ذريته ومشاهير أصحابه وأتباعه وأعل خرقته وكل يوم سيت» وله كرامات وخوارق مذكورة في الطبقات الكبرى» وكان يقول: المريد الصادق كتابة قلبهُ. وكان يقول: من كان شغلة الطلب لطريق الله يوشك أن لا يضل» ومن كان الله شغلة يوشك أن لا يقف. قال والطلب شغل الظاهر والمطلوب شغل الباطن: ولا يستقيم ظاهر إلا بباطن كما لا يسلم لأحد باطن إلا بظاهر. وكان يقول لا نأمن من الغش ممن يغش نفسة. وكان يقول: من رأيته يميل إليك لأجل نفعه منك فلا تركن إليه فإنهُ بئس الصاحب. وكان يقول من مدح الدنيا في مجلسك فقرٌ منهُ؛ ومن أغفلك عن مولاك فأعرض عنهُ. وكان يقول: عليك بالاشتغال بالله فإن لم تقدر على ذلك فاشتغل بما يقربك إليه» ولا أرى لك عذرًا في ترك ما يقربك إليهء لأنها أول الدرجات. وكان يقول: صلاح القلب في التوحيد والإخلاصء وفساده في الشرك والرياء وكان يقول: إذا لم تستقم في نفسك فكيف تقوّم غيرك. وكان يقول: أستغفر الله عدد أنفاسي في تقصيري» في كل عبادة تقربت بها إليه. وكان يقول: جميع الأخلاق المحمودة تئنشأ من القلب»: وجميع الأخلاق المذمومة تئشأ من النفس. وكان يقول: ما وصل أولياء الله إلى ما وصلوا بالأعمال» وإنما وصلوا بالأدب في الأعمال. وكان يقول الأصول الذي يبني عليها المريد أساسة أربعة: اشتغال اللسان والقلب بالذكر» وجبر القلب على مراقبة الرب» ومخالفة النفس والهوى من أجله»ء وتصفيه اللقمة من الشبهات وهي القطب وبها تذكو الجوارح . وكان يقول: المراقبة لله هي مفتاح كل سعادة وبها يطهر القلب. وكان يقول: لا يستقيم لمريد أمره في الطريق. إلا بإدخال النفس في كل شيء يغمها ويؤلمها من الطاعات» وذلك حتى تذل وترجع مطيعة لصاحبهاء فإن النفس إذا استولت على الإنسان أسرتةٌ وصارت الولاية لها على القلب. فإن تحركت تحرك القلب وإن سكنت سكن القلب. وكان يقول: من أعرض عنه الخلق كلهم فتغير منهُ شعرةء فهو واقف معهم مشرك بربه» ومن ابتلي بكل مرض فتغير منهُ شعرة فهو واقف مع نفسه في حجاب عن ربهِء ومن تغير في حال الذل ولم يكن كما هو في حال العزء فهو محب للدنيا بعيد من حضرة ربه. وكان يقول: كلما أشغل القلب عن ذكر الله فهو دني وكلما أوقف القلوب عن طلبهِ فهو دني»: وكلما أنزل الهم بالقلب فهو دنيء والأمر وراء ذلك كله. وقد ذكرنا من كلامهِ جملة صالحة في الطبقات الكبرى» وهو من أوسع الأولياء دائرة في علم السلوك رضي الله تعالى عنهُ؛ ورحمة رحمة واسعة بمنْه وكَرَمِهِ انتهى. قال الشعراني قدس سره في طبقاته الوسطى: ومنهم الشيخ علي المليجي رضي الله عنةء هو من أجل أصحاب الشيخ أبي السعود بن أبي العشائرء وكان معاصرًا لسيدي أحمد البدوي وهو أول المشايخ يعمل مولده كل سنة قبل جميع أشياخ الغربية» الباب الناسع في ذكر بعض أعيان ذريته ومشاهير أصحابه وأتياعه وأهل خرقته 46 ويحضره خلايق وتجار وغيرهم» وكان سيدي أحمد البدوي إذا أرسل سيدي عبد العال في حاجة إلى مصرء يقول: إذا وصلت إلى ناحية جمزور فاخلع نعلك» فإن من هناك خيام المليجي ضربت فلا تمش بين خيامهٍ بنعل» وطلب سيدي أحمد شخصًا يبني عنده في مقامه فأبى: وكان يبني عند سيدي علي المليجي في مقامه الذي عمره لهُ السلطان محمد بن قلاون» فسقطت يد البناء حين خالف سيدي أحمد. فجاء البناء بيده في قفة النجارى مقطوعة» فأخذها سيدي علي وبصق عليها فالتصقت بإذن الله تعالى؛ وأرسل يقول لسيدي أحمد ليس الرجل من يفصل وإنما الرجل من يوصل وهو يباسطهُ في الكلام؛ وكان رضي الله تعالى عنهُ يقول: عليكم بكثرة الاحتمال للناس في سائر أصناف الأذى» فإن الرجل لا يكمل عندنا إلا يذلك؛ وكان يقول: لا ينبغي لفقير أن يمد يده قط لشبهة؛ فإن كل لقمة منها تقلب قلب الفقير وتدنسة شاء أم أبى. وكان يقول: الغقير في حجر تربية الحق كاليتيم في حجر وليدء فإياك أن تؤذي أحدًا من الفقراءء فإنك تحارب الله تعالى؛ وكان يقول إذا قلت البركة في رزقك فاعلم أن ذلك من غفلتك عن الله عزّ وجلّ. ودخل لزيارته السلطان محمد بن قلاون مرة على غفلة» وكان طعام الشيخ نحو قدح من العدس بشيء من الدهن., فقال للسلطان وجماعته: قد عملنا لكم غداكم فلا تطبخوا شيئَاء فغطى الشيخ القدر وصار يغرف منهاء حتى كفى عسكر السلطان كله فلما استعجب الناس من ذلك» قال: وعزة ربي أقدر بفضل الله أغرف منها للناس إلى يوم القيامة رضي الله عنهُء وكان من أجل أصحاب سيدي عبد العزيز الديريني» وكان ينسج القطن ويجعل على كل خيط انقطع نقطة زعفران» واشتهر عنة أنه كان ينزل سوق مليج يبيع فيه الخامء ثم يأتي بفواكه من الشام ومن بلاد المشرق فبلغ ذلك سيدي عبد العزيزء فقال: يا علي» الفقير في هذه الدار كالشخص في بيت الخلا فيجب عليه رد الباب» حتى تقضى حاجتة في هله الدار. فقال: أنا أمشي لا أحس بنفسي إلا في اسكندرية أو الشام ولم أقصد ذلك؛ فقال هذا عذر لا يكفي من مثلك» إنما الرجل من يعرف حركاته وسكناته؛ فتاب سيدي علي من ذلك وستر كراماته حتى مات رضي الله عنة. انتهى. ومنهم الشيخ عبد الله البلتاجي رضي الله تعالى عنهُء هو من أجل مشائخ عبد العزيز الديريني وكان إمامًا في العلوم النقلية والكشفية» صاحب التصريف الكبير والأنفاس» ولهُ كرامات كثيرة جمعت في مجلد ضخمء وكان سيدي عبد السلام القليبي يهدي لهُ كل سنة حمل حمارته بصلاًء فيحملها له فاكهة من فواكه الشام وليس ببلاده حيتئذ فواكه. وزاره سيدي يوسف العجمي مرة» فضاعت حمارة الشيخ يوسف, فقال لهُ وهو في القبر: يا عبد الله رد لي حمارتي وإلا لم أعد أزورك فطلع الشيخ عبد الله من القبرء وأتاه كع الباب التاسع في ذكر بعض أعيان ذريته ومشاهير أصحابه وأتباعه وأهل خرقته بالحمارة من البرية وقد جعل برذعتها على رأسهء وقال: يا يوسف إذا جئت لزيارتنا مرة أخرى فقيد حمارتك بقيد من حديد وهو متبسمء وكان يقول: لا يبلغ الرجل عندنا مراتب الكمال إلا إن علم جميع شرائع الأنبياء» ثم يستخرجها كلها من القرآن العظيم. وكان يقول: كل فقير لا يؤثر أخوانة على نفسه في جميع الأعراضء فرّوا منه بقلوبهم. وكان يقول: من لم ينظر في أخلاق السلف الصالح وما كانوا عليه. شقي ولا ينفعة عمل. وكان يقول: كل فقير كان لهُ فراش للنوم فهو والبهائم سواء. وكان يقول: من أكل من أطعمة الناس اسود قلبه؛ ولا تفي أعماله بجلائه؛ فالصادق من أكل من عمل يده والسلام. وكان لهُ بنت؛ فقالت أمها: لا أزوج بنتي إلا لشيخ الإسلامء فقال الشيخ: قد خطبها مني فلان التاجر وأنا أستحي أن أزوجها لغيره» فقالت: لا بد من تزويجها لشيخ الإسلام؛ فقال الشيخ: نوليه لأجلك شيخ الإسلام» فاستيعد الناس ذلك»ء فبلغ الخبر السلطان أن صهر الشيخ من العلماء الكبارء فأرسل وراءه وولاه شيخ الإسلام بمصرء وقال لهُ الشيخ: كل سؤال جاءكء فانظر تجد الجواب مكتوبًا في الحائط أمامك: فل يزل شيخ الإسلام إلى أن مات بعد ثلاث سنين» وكراماتةُ كثيرة مشهورة في بلاد الغربية وغيرها رضي الله تعالى عنهُ ورحمهٌ رحمة واسعة بمنهِ وكرمدء ومنهم الشيخ عبد السلام القليبي رضي الله عنة كان من أكابر الأثمة الراسخين في علم الظاهر والباطن؛ وظهر لهُ كرامات لا تحصى وتواترت الأخبار أنه كان يعدي من نحو أبيار على حجر إذا لم يجد المعدية» وفي بعض الأوقات كان ينزل البحر بثيابه فيمشي تحت الماء إلى ذلك البرء من غير أن تبتل ثيابةُ. وكان يقول: من لم يقرأ كتب الشريعة والخلاف العالي بين المذاهب. لا يقتدى بهٍ في الطريق. وكان يقول: من شرط الفقير ملازمة باب الع دون الخلق. وكان يقول: من غفل عن الله نفسًا واحدًا عد من الغافلين» وكراماتهُ مشهورة في بلاد الغربية رضي الله تعالى عنه ورحمة الله. انتهى بحرفه من الطبقات الوسطى. قلت: ومن بعض من ينتسب إلى الأعتاب الرفاعية بواسطة ولي الله الشيخ أبي الفتح الواسطي رضي الله عنهء سيدنا شيخ الإسلام وإمام رجال عصره الكرام معدن الفضل والعرفان والكمال مولانا الشيخ أحمد بن جلال» قال في خاتمة كتابه جلاء الصدا ما نصه: حلالي أن أمنثل أمر التحدث 0 وأنشر به على رأسي» أرفع علم مما قد من الله على به من تشبهي بأهل الإرادة وتشبثي بذيل السادة» بما قد وصل من سلسلتي إلى حضرة 0 الله تعالى عى الإطلاق.» قطب الإرشاد وغوث العباد بلامين ولا اختلاف الخاضع لديه أعناق ذوي الكمال عجمًا وعربّاء والطامح إليه أحداق أولي الآمال بعدًا وقربّاء الذي في ممالك الولاية نفذت أحكامه؛: وانهزمت عساكر الغواية حيث بدت أعلامهء الذي شراح كماله كليلة وبضائع الباب التاسع في ذكر يعض أعيان ذريته ومشاهير أصحابه وأتباعه وأهل خرقته 5 المدائح في ساحات جلاله قليلة» الرافع ألوية الهدى في الطريقة والجامع بين أنوار الشريعة وأسرار الحقيقة»ء الشيخ الإمام المقتدى رأس من إلى الحق اي مفيض الفيوض القدسية» والمفاض عليه من بحر الكرم الوافي» زين الحق والحقيقة والصدق والطريقة والملة والشريعة والدين: أبي بكر بن محمد بن علي الخوافي» خلد الله تعالى ظلال جلال تربيته وإرشاده وأشرق بإشراق أنوار هدايته أقطار بلاده» وذلك أنه أخذ الطريقة عن شيخهٍ شيخ المشائخ» ذي المجد السامي والعز الشامخ الإمام المشهور والعلم المنشور قطب الأقطاب وغوث الأحباب»: أوحد الدعاة إلى الله الباري نور الحق والدين؛ عبد الرحمئن القرشي المصري وهو قد تربى بتربية الشيخ الإمام المحقق العارف» مجمع المعاني والمعارف ظهير الحق والدين» عيسى الأبيدري المصري الأحمدي» وهو أخذ الطريقة عن شيخ الإسلام وعلم الأعلام مرشد الأنام إلى الملك السلام» عبد السلام القليبي وهو عن الشيخ الإمام والمرشد الهمام صاحب البارقة رفيع المنزلة والمقام العارف بالله والداعي بالله إلى الله. أبي الفتح الواسطي وهو عن قائد أزمة الطريقة وسيد أئمة الحقيقة» سراج طرائق الصدق بالاتفاق 0 معارف أهل الحق على الاطلاق. سلطان العارفين بالله الخبير محيي الحق والدين العباس السيد أحمد الكبير. اه هذا وإن أتباع الشيخ أبي الفح ا رضي 0 عنهُ لا تحصى ومناقبة لا تستقصى رضي الله عن أشياخه وأصلافهِ وأتباعه في طريقه وأخلافه آمين. وإن من أجل الطريقة الرفاعية الشيخ الإمام بقية آل الرسول الكرامء ذو الجناحين ومفخر آل الحسين الشيخ الشريف أبو بكر بن عبد العيدروس العلوي الحسيئي. أخذ الطريقة الرفاعية عن شيخه الإمام الهمام الشيخ عبد الله بن أحمد بن مخزمة» وهو عن الشيخ أبي شكبل محمد بن مسعود بن شكيل الأنصاريء عن القاضي الشيخ محمد بن سعيد كين عن الشيخ أحمد الرداد عن الشيخ إسماعيل بن أحمد الجبرتي» عن الشيخ محمد بن أبي بكر الضجاعي عن الشيخ إبراهيم بن عبد الله الضجاعي؛ عن الشريف الشيخ محمد ابن الشيخ حسين السمرقندي عن السيد حسين ابن السيد أحمد الرفاعي؛ عن أبيه السيد أحمد الرفاعي عن الشيخ تاج الدين ابن السيد شمس الدين محمد الرفاعي: عن السيد أحمد ابن السيد محمد الرفاعي عن السيد أحمد ابن السيد علي الرفاعي عن السيد علي الرفاعي عن السيد محمد الرفاعي عن القطب الأقرب السيد إبراهيم الأعزب. عن عمه الأجلّ سيدنا السيد ممهد الدين عبد الرحيم عن أخْيهِ السيد الجليل سيف الدين علي بن عثمان» عن سيدنا الغوث الأجلٌ السيد أحمد الرفاعي الكبير رضي الله عنهُء ولا يخفى أن مؤلفات الإمام أبي بكر العيدروسي قدس سره في علوم قلادة الجواهر/ م لا؟ 64 الباب التاسع في ذكر بعض أعيان ذريته ومشاهير أصحابه وأتباعه وأهل خرقته الشريعة والحقيقة كثيرة جدّاء وقد خدم الحضرة الرفاعية بكتاب مخصوص ألفهُ في مئاقب سيدنا السيد أحمد الكبير الرفاعي. وشرفه وأحواله وكراماته وأقوالهِ» سمّاه النجم الساعي في مناقب الغوث الرفاعي؛ وله الهمم العظيمة والمآثر الكريمة: قال في المشرع الروى في مناقب آل علوي: أبو بكر بن عبد الله العيدروس بن أبي بكر بن عبد الرحمئن رضي الله عنة» السيد الكبير عديم المثيل والنظير وحيد زمانه على الاطلاق» وحائز قصيات السبق على أقرانهِ بالاتفاق. :الذي لم ينسج الدهر بعده بمثاله وعجز من بعده أن ينسج على منوالهء رافع راية المجد والكرم والمقلد بمواهبه رقاب الأمم من العرب والعجمء سيد السادات الأشراف ومنتقى جوهرها الشفاف» أفرد ترجمته بالتأليف العلامة محمد بن عمر بحرق في كتابه مواهب القدوس في مناقب ابن العيدروس» إلى أن قال ولد رضي الله عنهُ سنة إحدى وخمسين وثمانمائة بتريم المحروسة» وقد ذكر العلامة محمد بحرق بعد أن وصف الشيخ أبي بكر العيدروسي العدني المشار إليه بقطبانية وقتهوء وعدد له المناقب الكثيرة والكرامات الوفيرة» قال توفي يوم الثلاثاء لأربع عشرة خلت من شوال» سنة أربع عشر وتسعمائة ببندر عدن المشهورء قال في المشرع الروي: وقبره به كالشمس الضاحية يقصد للزيارة من كل ناحية» ورثاه جماعة من الأدباء بمرائي عظيمة؛ وعدن بلد مشهور بساحل الهند من ناحية اليمن» سميت باسم عدن بن سنان بن إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام» إلى آخر ما قال وهو كما لا يخفى رجل سيد كبير وإمامء فضلة شهير رضي الله عنهُ وعن أسلافهِ الطاهرين أجمعين. ومنهم شيخ الإسلام ومقتدى الأئمة الأعلام» الإمام الهمام سيدنا الشيخ شمس الدين الجزري رضي الله عنه؛ تلمذ له أكابر الرجال وتلقى عنة الطريقة» فحول وقتهِ الأبطال؛ وممن أخذ عن شيخ الإسلام الشيخ كمال الدين إمام الكاملية» وتخرج بصحبته جماعة كثيرون وانتهت إليه مشيخة الأقراء والقراءات السبعة» وكان على جانب عظيم من التبحر في علوم الشرع؛ قال الشيخ الشعراني قدس سره حين ترجمة: ومنهم الشيخ الصالح العالم الزاهد الشيخ شمس الدين الجزري الشافعي الغمري رضي الله تعالى عن كان على قدم عظيم في ضبط اللسان والجوارح لا يكاد كاتب الشمال يجد شيئًا يكتبة الجمعة وأكثرء وكان وقتهُ كلهُ معمورًا بالعلم والعمل والأورادء وما سمعتة قط يذكر أحدًا بسوءء ولا يأكل لأحد من المتهورين في مكاسبهم طعامًاء وكان يحسب ماله ويخرج زكاتة على التمام والكمال» وكان كثير الصدقة سرًا ويتفقد جيرانة بالطعام كل ليلة» وكان حلو اللسان كثير الحياء كثير الأدب كثير الحلم والعلم؛ وبالجملة فقد كان عديم النظير في عصره وأوصافة كثيرة رضي الله تعالى عنه ورحمةء ومنهم شيخ الإسلام أمير المؤمنين في الحديث الحافظ الكبير والإمام الشهير ولي الله الشيخ جلال الدين السيوطي رضي الله الباب التاسع في ذكر بعض أعيان ذربته ومشاهير أصحابه وأتباعه وأعل خرقته 4 عنهُء شهرتةُ بين المسلمين في المشرق والمغرب غنية عن تعريفه» أخذ الخلافة ولبس الخرقة الرفاعية من سيدي الشيخ كمال الدين إمام الكاملية رضي الله عنهُء وهو أخذها عن الشيخ شمس الدين الجزري وهو أخذها عن الشيخ زين الدين المراغي» وهو أخذها عن عز الدين أحمد الفاروثي الواسطي عن أبيه عن جده» عن شيخ الشيوخ مولانا وسيدنا السيد أحمد الكبير الرفاعي رضي الله عنهم أجمعين. قال الإمام الشعراني قدس سره عند ذكره في طبقاته: ومنهم شيخنا وقدوتنا إلى الله تعالى الشيخ جلال الدين السيوطي رحمة الله تعالى؛ وقد كان رضي الله تعالى عنهُ يقول: قد أشاع الناس عني أنني ادعيت الاجتهاد المطلق: كأحد الأئمة الأربعة» وذلك باطل عني وإنما مرادي بذلك المجتهد المنتسب» فإن الاجتهاد على نوعين: أحدهما المجتهد المطلق المستقل» وهذا النوع قد فقد من القرن الرابع ولا يتصور وجوده الآن ولم يَدْعِه أحد بعد الإمام الشافعي إلا ابن جرير خاصة:» النوع الثاني المجتهد المطلق المنتسب وهذا هو المستمر إلى أن تقوم الساعة وفي أصحاب الشافعي من أهل هذا النوع كثيرء كالمزني وابن سريح والقفال وابن خزيمة وابن الصباغ وإمام الحرمين وابن عبد السلام وتلميذه ابن دقيق العيد والشيخ تقي الدين السبكي وولده عبد الوهاب» فإنة كتب مرة لنائب الشام أنا مجتهد الدنيا على الاطلاق لا يقدر أحد يرد علي هذه الكلمة» فكل هؤلاء مجتهدون منتسبون» وكذلك القول في أصحاب الإمام مالك كابن وهب وأضرابه بلغوا الاجتهاد المطلق في مذهب مالك. وكذلك أبو يوسف ومحمد بلغا الاجتهاد المطلق في مذهب أبي حنيفة» قال الشيخ جلال الدين: ومع ذلك فلم يخرج هؤلاء عن تبعيتهم لؤمامهم فمن أنكر الاجتهاد مطلقًا فهو جاهل انتهى. فنزل يا أخي هذا على ما ننقلهُ عنة في شأن الاجتهاد كذلك» وقد كان الشيخ جلال الدين رحمه الله تعالى على قدم السلف الصالح؛ من العلماء العاملين والأكابر من العارفين» وكان رضي الله تعالى عنةُ لهُ مكاشفات غريبة وخوارق وعلوم جمة؛ ومصنفات جيدة كثيرة الفوائد» أرسل لي ورقة مع والدي بإجازته لي بجميع مروياته ومؤلفاته. ثم لما جئت إلى مصر قبيل موته اجتمعت به مرة واحدة» فقرأت عليه بعض أحاديث من الكتب الستة وشيئًا من المنهاج في الفقه تبركاء ثم بعد شهر سمعت ناعيه ينعي موتهُ فحضرت الصلاة عليه عند الشيخ أحمد الأباريقي بالروضة عقب صلاة الجمعةء وفي سبيل المؤمنين وعند الجامع الجديد بمصر العتيق رضي الله تعالى عنهء وقد جمع الشيخ عبد القادر الشاذلي بعض مناقبهِ في جزء وها أنا ملخص لك عيونة؛ نأقول وبالله التوفيق: كان الشيخ جلال الدين رحمة الله تعالى مجبولا على الخصال الجميلة من صفاء الباطن وسلامة السريرة» حسن الاعتقاد زاهدًا ورعًا مجتهدًا في العلم والعملء لا يتردد إلى أحد من الأمراء والملوك 5 الباب التاسع في ذكر بعض أعيان ذريته ومشاهير أصحابه وأتباعه وأهل خرقته وغيرهم مدة حياته رضي الله تعالى عند وكان يظهر كلما أنعم الله تعالى عليه من الأخلاق والعلوم» ولا يكتم منها إلا ما أمر بكتمهِ عملاً بقوله تعالى: «وأما بنعمة ريك فحدث# [الضحى: ]١١‏ وكان من لا يعرف مقصده يقول فلان عنده دعوى عظيمة وسيأني ما يشهد له أوائل -ختم هذا |لكتاب إن شاء الله تعالى» وكان رضي الله تعالى عن يفتي بتحريم الاشتغال بعلم المنطق». وينقل تحريم ذلك عن شيخهٍ علم الدين البلقيني» وألف كراسة في ذلك سماها الغيث المغدق في تحريم المنطق» وكتبهُ جماعة قال: وهذه الواقعة أول وقائعي التي قام الناس عليٌ فيها. وكان يقول: ينبغي للمدّرس أن يقرأ سورة تبارك الذي بيده الملك. وسورة الإخلاص والمعوذتين والفاتحة» كلما يريد أن يدرس وبنقل» فعل ذلك عن شيخ الإسلام علم الدين صالح البلقيني رحمة الله تعالى» وكان يقول أخذت علم الحديث عن ستمائة نفس» وقد نظمهم في أرجوزة؛ قال: وهم أربع طبقات الأولى من يروي عن أصحاب الفخر بن البخاري والشرف الضمياطي ووزيره والحجار وسليمان بن حمزة وأبي أحمد بن الشيرازي ونحوهم. الثانية من يروي عن السراج البلقيني والحافظ أبي الفضل العراقي ونحوهماء وهي دون التي قبلها في العلوه الثالثة من يروي عن الشرف بن الكويك والجمال الحنبلي ونحوهما وهي دون الثانية» الرابعة من يروي عن أبي زرعة العراقي وابن الجزري ونحوهما وهذه لتكثير العدة وتكبير المعجم. ولم أروٍ عنها شيئًا لا في الإملاء ولا في التخريج ولا في التأليف». وصنف رحمة الله تعالى في مكة لما حج وجاورء كراسة على نمط عنوان الشرف في يوم واحد تحتوي على نحو ومعاني وبديع وعروض وتاريخ» وكان يقول: لما حججت شربت ماء زمزم على نية أن أكون في الفقه كالشيخ سراج الدين البلقيني» وفي الحفظ للحديث كالحافظ ابن حجرء وكان يقول: انقطع إملاء الحديث بالديار المصرية بعد الحافظ ابن حجر عشرين سنة» فابتدأت في إملاء الحديث مستهل سنة اثنين وسبعين وثمانمائة في جامع ابن طولون» قال: وأول من أملا الحديث فيه الربيع بن سليمان؛ صاحب الإمام الشافعي رضي الله تعالى عنةء قال: وإنما اخترت الإملاء يوم الجمعة يعد الصلاة اتباعًا للحفاظ المتقدمين» كالخطيب البغدادي وابن السمعاني وابن عساكرء خلاف ما كان عليه العراقي وولده وابن حجرء فإنهم كاتوا يملون يوم الثلاثاء» قال: وكان بداية إفتائي سنة إحدى وسبعين وثمانمائة وخالفني أهل عصري في خمسين مسألة» فألفت في كل مسألة مؤلقًا بينت فيه وجه الحق. قال: ولما بلغت مرتبة الترجيح لم أخرج في الافتاء عن ترجيح النوويء وإن كان الراجح عندي خلافة» ولما بلغت إلى مرتبة الاجتهاد المطلق. لم أخرج في الافتاء عن مذهب الإمام الشافعي رضي الله تعالى عنهء كما كان القفال يفتي بعد بلوغه درجة الاجتهاد المطلق» فكان يفتي بمذهبب الإمام الشافعي لا باختيارهء الباب التاسع في ذكر بعض أعيان ذريته ومشاهير أصحابه وأتباعه وأهل خرقته ليق ويقول السائل: إنما سألني عن مذهب الإمام الشافعي لا عن ما عندي أنا من العلم» مع أني لم أختر شيئًا خارجًا عن المذاهب إلا يسيرًا جذاء وبقية ما اخترتةُ هو من المذهب» إما قول آخر للشافعي قديم أو جديد أو وجه في المذهب لبعض أصحابي» وكل ذلك راجع إلى المذهب وليس بخارج عنةٌ؛ وله من المؤلفات أربعمائة وستون مؤلمًا مذكورة في كتاب فهرسة كتبه من عشر مجلدات إلى ما دونهاء وانتشرت مؤلفاتة في البلاد الحجازية والشامية والحلبية وبصرى والروم وبلاد التكرور والمغرب والهند واليمن وغيرهاء وكان يقول: مما أنعم الله بِهِ على هؤلاء الجماعة الذين انتصبوا لعداوتي وآذوني»: وذلك ليكون لي أسوة بالأنبياء والمرسلين. وقد كان أبو الحسن الشاذلي يقول: لما علم الله عر وجل ما سيقال في أنبيائه وأصفيائه من الزور والبهتان قضى على قوم بالشقاء» فنسبوا لهُ زوجة وولدًا ونسبوا الأنيباء إلى السحر والجنون» حتى إذا ضاق ذرع الولي من كلام قيل فيه نادتهُ هواتف الحق أما ترضى أن تكون لك أسوة بي وبأنبيائي» فيما نسب إليّ وإليهم من البهتان. فهناك يسكن قلب الولي فالحمد لله رب العالمين؛ وكان يقول: قد رزقني الله تعالى التبحر في سبعة علوم: التفسير والحديث والفقه والنحو والمعاني والبيان والبديع على طريقة العرب والبلغاء لا على طريق المتأخرين من العجم وأهل الفلسفة؛ قال: ودون هذه السبعة في المعرفة أصول الفقه والجدل والتصريف والفرائض والإنشاء والترسل والقراءات والطب والحساب. وكان يقول: قد بلغت مقام الكمال في جمعي آلات الاجتهاد المطلق المنتسب» وصرحت بذلك تحدثًا بنعمة الله عرّ وجل لا فخرًا بالدنياء وأي قدر للدنيا حتى يطلب تحصيلها بالفخرء وقد أزف الرحيل وبدأ الشيب وذهب العمرء ولو أني أردت أن أكتب في كل مسألة مصنفًا يحتوي على أدلتها وتفاصيلها وفروعها لفعلت» كل ذلك بفضل الله تعالى لا بحولي وقوتي» وكان يقول: قد استنكر جماعة بلوغي مرتبة الاجتهاد المطلق في الفقه والحديث والعربية لظنهم انفرادي بذلك بعد الأثمة المجتهدين» وغاب عنهم أنها كانت مجتمعة في الشريف تقي الدين السبكي رحمة الله تعالى وقبلهٌ جماعة اتصفوا بالاجتهاد المطلق لكن في الفقه فقط. وقال الجامعون بين هذه الثلاثة علوم فقليل ولم تجتمع في أحد بعد السبكي غيريء قال: ولا يظن أن من لازم الاجتهاد المطلق أن يكون مجتهدًا في الحديث مجتهدًا في العربية» لأنهم قد نصوا على أنه لا يشترط في الاجتهاد المطلق التبحر في العربية» بل يكتفي فيها بالتوسط ونصوا في الحديث على ما يؤدي إلى مثل ذلك والاجتهاد في الحديث هو الرتبة التي إذا بلغها الإنسان سمي في غرف المحدثين بالحافظء وقد وصف بالاجتهاد المطلق من لم يوصف بالحافظ كالشيخ أبي إسحلق الشيرازي وأبي نصر بن الصباغ وإمام الحرمين والغزالي» وقد روى هؤلاء 4 الباب التاسع في ذكر بعض أعيان ذريته ومشاهير أصحابه وأتباعه وأهل خرقته من مؤلفاتهم أحاديث احتجوا بها وهي منكرة نبّه عليها ابن الصلاح وغيره كالنووي»؛ فعلم أن خفاء بعض الأحاديث لا يقدح في مقام الاجتهاد» أوليس من شرط المجتهد أن يحيط علمًا بكل حديث في الدنياء وقد علق الإمام الشافعي الأخذ بعدة أحاديث خفيت عليه على صحتها بعده وقد صحت عند غيره» بل وقع ذلك لأكابر اصحابة كعمر بن الخطاب فكان يقضي بأشياء تخالف الحديث حتى يحدثوه بهاء فيرجع عن أقضيته. قال: وقد بلغ الشيخ أبو محمد الجويني رتبة الاجتهاد المطلق وألف كتابة المحيط والتزم فيه الوقوف مع الحديث وعدم التقيد بالمذهب» فوقع للإمام البيهقي منه ثلائة أجزاء في حياة المصنف فتعقب فيه أوهامًا حديثية؛ وأرسل بذلك إلى الجويني من جملتها: الشيخ أهل أن يجتهد ويتخير ولكن يحتاج إلى ثبوت الحديث الذي احتج بوء فإنهُ غير ثابت. فانظر كيف سلم له رتبة الاجتهاد مع خفاء أمر تلك الأحاديث عليه؛ قال: وقد كان سراج الدين البلقيني مجتهدًا مطلقًا وكان من حفاظ الحديث أيضّاء ووصفة تلميذه الحافظ ابن حجر بالحفظ وذكره في طبقات الحفاظ. ولكن لم يكن في الرتبة العليا من الحفظ والنقد بل كان معاصره الحافظ أبو الفضل العراقي أحفظ منه وأجل في الفن الحديثي والنقد بكثيرء وكانت عربية البلقيني وسطى» وأما بقية من جاء من المجتهدين بعد السبكي إلى اليوم فلم يكن فيهم من يبلغ رتبة البلقيني في الحديث. وأما قبل السبكي فاجتمع الاجتهاد في الأحكام والحديث بخلق» منهم: ابن تيمية وابن دقيق العبد والنووي وقبله أبو اشامة وقبله ابن الصلاحء وأما قبلهُ من المتقدمين فكثير جدّاء وأما الاجتهاد في العربية فلم يجىء بعد ابن هشام من يصلح لأن يوضف به غيري» إلا ما بلغني عن العماري» وقبل ابن هشام خلائق كأبي حيان والأيدي وابن الصائغ وابن مالك» قال: وغالب الناس لا يعرفون الاجتهاد في الحديث والعربية» وإنما يعرفون الاجتهاد في الشريعة فقط. وقد قال الإمام الرازي في المحصول ما نصة: المعتبر في الإجماع وكل فن من كان من أهل الاجتهاد في ذلك وإن لم يكونوا من أهل الاجتهاد في غيره انتهى. وألف الشينخ كتبًا في بيان الاجتهاد المطلق منها إرشاد المهتدين إلى نصرة المجتهدين؛ ومنها تيسير الاجتهاد وبيان ما لهُ من الإسناد. ومنها الرد على مّن أخلد إلى الأرض وجهل أن الاجتهاد فى كل عصر فرضء وأطال في ذلك ثم قال: فالعبرة في مسائل الكلام بالمجتهد في الكلام وفي مسائل الفقه بالتمكن من الاجتهاد في مسائل الفقهء فلا عبرة بأهل الكلام إذا تكلموا في الفقهء ولا بأهل الفقه إذا تكلموا في علم الكلام؛ بل من تمكن في الاجتهاد في الفرائض دون المناسك يعتبر وفاتة وخلافةٌ في الفرائض دون المناسك» وقال أبو الحسين البصري لا يجوز التقليد في أصول الفقه كما الباب التاسع في كر بعض أعيان ذريته ومشاهير أصحابه وأتباعه وأهل خرقته لذ لا يجوز الاجتهاد في أصول الدين» ولا يكون كل مجتهد فيه مصيبًا بل المصيب فيه واحد بخلاف الفقه في الأمرين» قال والمخطىء في أصول الفقه غير معذور بخلاف الفقه فإنهُ معذور غير ملوم» فهذه ثلاث قواعد خالف فيها الفقهء لأن أصول الفقه ملحق بأصول الدين ومطالبه قطعية انتهى . فانظر يا أخي إلى كلام الإمام وأبي الحسين» كيف أطلقا الاجتهاد والمجتهد في أصول الفقه وسائر الفنون» ثم قال: ويشكل على هذه الاجتهادات الثلاث» فأما الاجتهاد في العربية فهو أن يحيط بنصوص أثمة الفن من سيبويه إلى زمانه هذاء ويحفظ غالب شعر العرب الذين يحتج بأشعارهم في العربية» ولا يضر خقاء بعض ذلك عليهٍ وليس المزاد حفظها عن ظهر قلبء وإنما المراد أن يكون لهُ اطلاع على دواوينهم بحيث يعرف محل الاستدلال بذلك من الكتب» ويكون مع ذلك محيطا بقواعد النحاة التي بنوا تصرفاتهم عليهاء غير القواعد المذكورة في واضحات الكتب» فإن تلك كالأصول لهذه القواعدء وهذا لا يعرف الآن إلا متبحر في الفن» قال: وقد ألفت في هذه القواعد كتابًا يجمع أصول النحو على مصطلح قواعد الفقه» وأما الاجتهاد في الحديث فقال الحافظ المزني. أقل مراتب الحافظ أن يكون الرجال الذين يعرفهم ويعرف تراجمهم وأحوالهم وبلدانهم أكثر من الذين لا يعرفهم» ليكون الحكم للغالب» وأما ما يحكى عن المتقدمين من قولهم كنا لا نعد صاحب حديثء» من لم يكتب عشرين ألف حديث فهو بحسب زمانهم. وكان الحافظ ابن حجر يقول: الشروط التي إذا اجتمعت في الإنسان سمي حافظًا هي الشهرة بالطلب والأخذ من أقوال الرجال والمعرفة بالجرح والتعديل والمعرفة بطبقات الرواة ومراتبهم وتمييز الصحيح من السقيم» حتى يكون ما يستحضره من ذلك أكثر مما لا يستحضره. مع استحضار الكثير من المتون فهذه الشروط من جمعها فهر حافظ» قال: وكان الحافظ ابن حجر يحفظ ما يزيد على مائتي ألف حديث» وكان الشيخ عثمان الديمي يحفظ عشرين ألف حديث. قال: وأما أنا فأحفظ مائتي ألف حديث» ولو وجدت أكثر لحفظتة ولعلهُ لا يوجد على ظهر الأرض الآن أكثر من ذلك. وأما الاجتهاد في الفقه فقد ألفغنا فيه كتيًا. ولهُ رضي الله تعالى عنه سبع سؤالات أوردها على علماء العصر ولم يجيبوه عليهاء وهي: ما تقول علماء العصر المدعيين للعلم والفهم في هذه الأسئلة. المتعلقة بألف با تا ثا إلى آخرهاء وما هذه الأسماء وما مسماها؟ وهل هي أسماء أجتاس أو أسماء أعلام؟ فإن كان الأول فهل هي منقولة أو مرتجلة؟ وإن كان الأول فممّ نقلت» أمن حروف أم أفعال أم أسماء أعيان أم مصادر أم صغات» وإن كانت جنسية فهل هي من أعلام الأعيان 14 الباب التاسع في ذكر بعض أعيان ذريته ومشاهير أصحابه وأتباعه وأهل خرقته أو المعاني. السؤال الثاني: من وضع هذه الحروف وفي أي زمن وضعت وما مستند واضعها؟ هل هو العقل أو النقل؟ الثالث: هل هذه الحروف مختصة باللغة العربية أم عامة في جميع اللغات؟ الرابع: هل الألف والهمزة مترادفان أم مفترقان؟ وعلى الثاني فما الفرق وأيهما الأصل؟ الخامس: لمَ أجمع علماء اللغة والعدد وغيرهم من المتكلمين على المفردات على الابتداء يحرف الهمزة؟ وهل أمر اتفاقي أو لحكمة؟ السادس: كلمات أيجد هوز إلى آخرها هل هي مهملة أو مستعملة؟ وما عني بها وما أصلها وكيف نقلت إلى المراد بها وما ضبط ألفاظها؟ السابع: ما حكمها في الابتداء والوقف والمنع والصرف والتذكير والتأنيث والإعراب والبناء والنقط والرسم وعند التسمية بها؟ وما حكمها شرعًا عند نقشها على ثوب أو بساط أو حائط أو سيف؟ وهل لها من الحرمة ما للحروف المجتمعة أم لا؟ ومن أجاب عن هذه الأسئلة فهو من الرجال؛ وإلا فلا مزية لهُ على الأطفال» ومن عجز عن معنى ألف با تا ثا فلا ينبغي لهُ أن يقرر أبحانًا. انتهى ما نقلتهُ من خطه رحمة الله تعالى. وكان الشيخ شمس الدين الكردي السمنودي يقول: عاينت الشيخ وقد كتب في يوم واحد ثلاثة كراريس تأليمًا وتحريرٌاء وكان مع ذلك يملي الحديث ويجيب عن المتعارض منة بأجوبة حسنة من غير تكلف» وكان يقول: ما أجبت قط من مسألة جوابًا إلا وأعددت جوابها بين يدي الله عرّ وجل إن سئلت عنهُء وكان إذا عارضة أحد في أجوبته يردفها بأجوبة غيره حتى يبهر العقول» وغسل قبيل موته عدة كتب لا يعلم أهل عصره لها نظيرّاء وسرق بعض المعاصرين لهُ كتابًا ونسبة لنفسه ولم يكن عند الشيخ غيره» فألف كتابًا في ذلك سماه البارق في قطع السارق» ثم قال: ولعمري إن المؤلف إنما يطلب أجرة من الله في تأليفه؛ فكيف يطلب منه أجر ما لم يعلمة؟! وكان رضي الله تعالى عنهُ أعلم زمانهٍ بعلوم الحديث وفنونهء حافظا متقئًا يعرف غريب ألفاظه واستنباط الأحكام منهء وقد بيض ابن حجر لعدة أحاديث لم يعرف من خرجها ولا مرتكبهاء فخرج الشيخ وبين مرتبتها من حسن وضعيف وغير ذلك» وأخبرني الشيخ سليمان الخضري الصوفي قال: أرسل شيخ الإسلام تقي الدين الأوجاقي معي عدة أحاديث بِيِْض لها الحفاظ. ولم يعرفوا مرتبتها إلى الشيخ جلال الدين وقلب رواتهاء فردهم الشيخ إلى من لهم رواية عنه وبين مرتبتهاء فذهب شيخ الإسلام إليهِ وقبل يده وقال: والله ما كنت أظن أنك تعرف شيئًا من هذا فاجعلني في حلء» فطالما تغذيت وتعشيت بلحمك ودمكء» وأخبرني الشيخ سليمان أيضًا قال: رأيت بينما أنا جالس في الحيضرية على باب الإمام الشافعي رضي الله تعالى عنه» إذ رأيت جماعة عليهم بياض وعلى رؤوسهم عمامة من نور يقصدوني من ناحية الجبل» فلما قربوا مني فإذا هم الباب التاسع في ذكر بعض أعيان ذريته ومشاهير أصحابه وأتباعه وأهل خرقته 416 النبي يه وأصحابة فقبلت يده. فقال النبي و امض معنا إلى الروضة»؛ فذهبت مع النبي و إلى بيت الشيخ جلال الدين» فخرج إلى النبي يك وقبل يده وسلم على أصحابهء ثم أدخلة الدار وجلس بين يديهء فصار الشيخ جلال الدين يسأل النبي ييهِ عن بعض الأحاديث» وهو يقول له تحات يا شيخ السنة. انتهى. وذكر الشيخ عبد القادر الشاذلي رحمة الله تعالى عن الشيخ» أنه رأى هذه الرؤيا بعينهاء وقال لهُ النبي يل هات يا شيخ الحديث كما سيأتيء» وكان رضي الله تعالى عنهٌ كثيرًا ما يجيب السائل على البديهة. ثم يقول: الذهن خوّان افتح الكتاب الفلاني وعد من الصفحة الفلانية كذا وكذا سطرًا تجد المسألة إن شاء الله تعالى كما قلتء» فيفتح الكتاب فيجد الأمر كذلك وكان رضي الله تعالى عنهُ يقول: بنجاة أبوّي النبي يَكِةِ وأنهما في الجنة» ووافقه على ذلك من أهل عصره الشيخ عثمان الديمي» وخالفة الحافظ السخاوي: وصنف الشيخ جلال الدين في ذلك ست مؤلفات؛ وذكر فيها من وافقهُ على ذلك من الحفاظء وكان رضي الله تعالى عنهُ يجتمع بالنبي وةٍ يقظةء وأخبرني الشيخ عبد القادر الشاذلي أنهُ رأى بخط الشيخ جلال الدين ورقة كتبها لبعض أصحابهء حين سأله أن يقضي لهُ حاجة عند السلطان الغوري: يا أخي إني أرى النبي يك يقظة وأخاف أن أجالس الغوري. فيحجب عني عقوبة لي ولكن اسأل لك النبي ود قال: فقلت لهُ يا سيدي فكم رأيت النبي 2 يقظة؟ فقال: بضعًا وسبعين مرة. قال: وقد ألف الشيخ كتابًا في ذلك سماه تنوير الحلك في إمكان رؤية النبي والملك» وذكر فيه من كان يجتمع بالنبي يَلِ في اليقظة لا في المنام من الأولياء والصحابة والعلماء. وقد أطال الإمام الشعراني قدس سره في ترجمة الإمام السيوطي رضي الله عنةء وذكر من مناقبهِ وكراماته شيئًا كثيرٌاء ثم قال: ومناقب الشيخ كثيرة مشهورة» ولو لم يكن لهُ من الكرامات إلا إقبال الناس في سائر أقطار الأرض على كتابة مؤلفاته ومطالعتهاء لكان في ذلك كفاية لما اشتملت عليه من العلوم والمعارف» فما انفرد بهِ من التأليف ولم يسبق إليهِ كتاب المعاني الدقيقة في إدراك الحقيقة؛ وإنموذج اللبيب في خصائص الحبيب. وكتاب تزيين الأرائك في إرسال نبينا إلى الملائك» وكتاب نشر العلمين في إحياء الأبوين» وكتبًا كثيرة تعلم من كتاب الفهرسة؛ مات رضي الله تعالى عنهُ في سحر ليلة الجمعة تاسع عشر جمادى الأولى سنة إحدى عشر وتسعمائة» وكان مرضةٌ سبعة أيام بورم شديد في ذراعه اليسارء يقال إنهُ خلط أو انحدار وقد استكمل من العمر إحدى وستين سنة وعشرة أشهر وثمانية عشر يومّاء وكان لهُ مشهد عظيم ودفن بحوش قوصون خارج باب القرافة رضي الله تعالى عنه وقبره ظاهر وعليه قبة رضي الله تعالى عنهُ ورحمة رحمة واسعة بمنه وكرمه آمين. ومنهم الشيخ الإمام والبحر الطام كنر المعارف الربانية هق الباب التاسع في ذكر بعض أعيان ذريته ومشاهير أصحابه وأتباعه وأهل خرقته وجامع الفيوضات القدسية؛ء شيخ الإسلام وعلامة الأنام القطب العارف الرباني» مولانا الشيخ عبد الوهاب الشعراني رضي الله عنه ابن الشيخ أحمد ابن الشيخ علي ابن الشيخ أحمد ابن الشيخ علي ابن الشيخ محمد ابن الشيخ زوفا ابن الشيخ موسى أبي العمران ابن السلطان أحمد ابن السلطان سعيد ابن السلطان قاشين ابن السلطان محيا ابن السلطان زوفا ابن السلطان ريان ابن السلطان محمدء أول ملوك درنى في المغرب» ابن سيدي موسى ابن السيد الأميرء والإمام الكبير شبل أسد الله ولي الله سيدنا محمد بن الحنفية» رزقتهُ من صلب الإمام الأعظم والبحر المطمطء”' ليث بني غالب صنو رسول الله الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه وعنهم أجمعين؛: ولد في يلاد الريف وحفظ القرآن وهو ابن ثمان سئين» وواظب على الصلوات الخمس في أوقاتها من ذلك الوقت» قال رضي الله عنه في مننه لا أتذكر أنني أخرجت صلاة عن وقتها إلى وقتي هذا إلا نسيانًا مرة واحدة» فنسيت الظهر في طريق الحجاز حتى دخل وقت العصرء من غير نية تأخير» وكثيرًا ما كنت أصلي بالقرآن كله في ركعة وأنا دون البلوغء فالحمد لله .ب العالمين. ولد رضي الله عنه سنة تسع وتسعين وثمانمائة:؛ ودخل مصر افتتاح سئة إحدى عشر وتسعمائة وعمره إذ داك ثنتا عشرة سنة»؛ فأقام في جامع سيدي أبي العباس الغمري» واشتغل بطلب العلم فحفظ كتاب المنهاج للنووي ثم ألفية ابن مالك ثم التوضيح لابن هشام» ثم جمع الجوامع ثم ألفية العراقي ثم تلخيص المفتاح ثم الشاطبية» ثم قواعد ابن هشام وغير ذلك من المختصرات». وحفظ كتاب الروض إلى باب القضاء وطالعهُ ودرسة للناس نحو مائة مرة» وقرأ أكثر كتب الشرع وشروحها على مشايخه في العلم وهم نحو خمسين شيخًاء وتبحر في جميع العلوم. وانتهت إليه رياسة المذهب الشافعي وتبحر في فقه المذاهب الأربع حتى صار يشار إليهِ بالبنان» وحل مشكلات كلمات الصوفية وذب عنهم ونصر الشريعة والطريقة؛ وألف كتبًا كثيرة في الشريعة غالبها ابتكره ولم يسبق إليه. قال رضي الله عنهُ في مننه: ومما من الله تبارك وتعالى به علي تأليفي كتبًا كثيرة في الشريعة» وغاليها ابتكرتةٌ ولم أسبق إليه وذلك ككتاب البحر المورود في المواثيق والعهودء وكتاب كشف الغمة عن جميع الأمة» جمعت فيه أدلة المذاهب الأربعة من غير عزو إلى من خرجها من الحفاظ؛ اكتفاء بعلم أهل كل مذهب بمن خرج دليلهم؛ ثم صنفت بعده كتاب المنهج المبين في بيان أدلة المجتهدين» عزوت فيه كل حديث إلى من رواهء فكان كالتخريج لأحاديث كتاب كشف الغمة» وكتاب البدر المنير في غريب )١(‏ المطمطم: الطمطم وسط البحرء قال ابن الأعرابي: طمطم إذا سبح في الطمطام. الباب التاسع في ذكر بعض أعيان ذريته ومشاهير أصحابه وأتباعه وأهل خرقته نف أحاديث البشير النذير» وكتاب مشارق الأنوار القدسية في بيان العهود المحمدية» جمعت فيه أحاديث الترغيب والترهيب» وجعلتةُ على قسمين: مأمورات ومنهيات فدخل في المأمور المندوب ودخل في المنهى المكروه» وهو كتاب نفيس» وصنفت كتاب لواقح الأنوار القدسية في مختصر الفتوحات المكية» وكتاب قواعد الصوفية» وكتاب مختصر قواعد الزركشي» وكتاب منهاج الوصول إلى علم الأصولء جمعت فيه بين شرح الجلال المحلي لجمع الجوامع. وحاشية ابن أبي شريف وكتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابرء وكتاب الجوهر المصون في علوم كتاب الله المكنون» وهو مشتمل على نحو ثلاثة آلاف علم منثورة على سور القرآن» وكتاب طبقات الصوفية» وهي من أبي بكر الصديق رضي الله عنهُ إلى ختام سنة ستين وتسعمائة» ذكرت فيه مناقب كل من كان لهُ كلام أحفظة في الحقيقة أو الشريعة لا غيرء وذكرت فيه العلماء الأحياء والفقراء الأحياء الذين وقع لي بهم صحبة؛ ومما صنفتة كتاب مفحم الأكباد في بيان مواد الاجتهاد» وكتاب لوائح الخذلان على كل من لم يعمل بالقرآن» وكتاب حد الحسام على من أوجب العمل بالإلهام» وكتاب التتبع والفحص على حكم الإلهام إذا خالف النصء وكتاب البروق الخواطف لبصر من عمل بالهواتف. وكتاب رسالة الأنوار في آداب العبودية» وكتاب كشف الحجاب والران على وجه أسثئلة الجان وهي نيف وسبعون سؤالاً في التوحيد» سألني عنها علماء الجان. وكتاب فرائد القلائد في علم العقائدء وكتاب الجواهر والدرر جمعت فيه ما سمعتهُ من العلوم والأسرار من سيدي علي الخواص رحمة الله تعالى: وكتاب الكبريت الأحمر في بيان علوم الكشف الأكبرء وكتاب الاقتباس في علم القياسء وكتاب تنبيه المغترين في القرن العاشر على ما خالفوا فيه سلفهم الطاهرء وغير ذلك مما سارت بهٍ الركبان إلى بلاد التكرور والمغرب» فالحمد لله رب العالمين. وأشهر من أن يذكر وأكثر من أن يحرر كرامات الإمام الشعراني ومناقية وعلمة وفضلهُ وعلو شأنهٍ ورفعة مكانه وما هو عليه من مكارم الأخلاق» الذي شهدت لهُ بها المنن وأقرٌ لهُ بها كل منصف وصاحب خلق حسنء لبس الخرقة الرفاعية من يد الشيخ جلال الدين السيوطيء وسند الإمام السيوطي إلى الإمام أبي العلمين السيد أحمد الرفاعي » يتصل بخمسة وسائطء وقد اقتدى خلقًا بالإمام أبي العلمين مولانا السيد أحمد الرفاعي الكبير رضي الله عنهُ» وأفنى عمره في العبادة والذكر والتأليف والتصنيف والانتصار إلى الشرع الشريف» وقد ناهز السبعين وتوفي رضي الله عنهُ بمصر وقبره بها ظاهر يزار ويقصد للبركة. وكتبه وآثاره الشريفة تتلى بالتبجيل والتعظيم في جميع الأقطار رضي الله عنهُ وعن أشياخه وإخوانه أولياء الله أجمعين. ومنهم الشيخ علي أبو علوك 375 الباب التاسع في ذكر بعض أعيان ذريته ومشاهير أصحابه وأتباعه وأهل خرقته الشهرزوري البغدادي وينتهي نسبة إلى الشيخ عبد العزيز ابن القطب الغوث الصمداني مولانا الشيخ عبد القادر الجيلاني رضي الله عنهُء سكن كركوك التي هي شهرزور وأقام بها حتى ماتء وإجازتة رضي الله عنة تنتهي إلى السيد مهدي تقيب البصرة ابن السيد محمد الرفاعي. والسيد مهدي أخذ عن أبيه وهو أيضًا أخذ عن أبيه السيد عبد الخضر عن أبيه السيد شعبان الرفاعي عن أبيه السيد محمد الثاني عن أبيه السيد صالح عن أبيه السيد عبد الرحمئن عن أبيه السيد عبد الله عن أبيه السيد حسن عن أبيه السيد حسين عن أبيهِ القطب الكبير والعارف النحرير السيد يوسف عن أبيهِ الولي الأقرب مولانا السيد رجب عن أبيهِ الولي الأمجد تاج العارفين مولانا السيد شمس الدين محمد عن جده سيد الأولياء وقائد ركب الأصفياء مولانا السيد أحمد الرفاعي الكبير رضي الله عنة: توفي الشيخ علي أبو علوك قدس سره في حدود الخمسين بعد المائتين والألف ودفن بمقبرة المصلى. في كروك» وبنوا عليه قبة عظيمة ويوجد حتى الآن في العراق من أدركه ورآه سيد مراسم الطريقة الرفاعية وأعلا منار الخرقة الأحمدية» وكادت كراماتة تبلغ حدّ التواتر في البلاد الشرقية» ولهُ ذرية في كروك وبغداد ونواحيها وزوايا متعددة وتلاميذ واتباع لا تحصى نفعنا الله بهِ وبأسلافه الطاهرين آمين. ومنهم وقد أدركناه ورأيناه مرارًا العالم العلامة والحبر الفهامة صاحب المنهج الرابح وبقية السلف الصالح: شيخ العلماء بحلب الشهباء الشيخ أحمد الترمانيني رحمة اللهء سافر في طلب العلم من قريتهِ ترمانين من أعمال حلب وأقام بمصر في الجامع الأزهر مدة مديدة» وتلقى العلوم الشرعية عن فحول مشايخ الجامع وبرع في كل علمء وأقبل على الله معرضًا عن الأغيار وتمسك بالسنة السنية في الأخلاق والأطوارء وعاد بعد أن تبحر في العلوم الدينية إلى البلاد الحلبية»؛ وسكن حلب الشهباء حتى مات فيها بعد التسعين والمائتين وألف» وكان قد ولي أمر التدريس في جامعها الكبير وقرأ عليه معظم علماء البلد» واعتقده الوالد والولدء أخد الطريقة الرفاعية مأمورًا بالرؤيا المنامية من شيخهٍ المرحوم الشيخ محمد الحلوي الحلبي» خليفة الشيخ العارف بالله السيد حسن الحريري الرفاعي الحموي جد العائلة الحريرية الموجودة بحماة الآنء وشهرة الشيخ أحمد الترمانيني في البلاد الحلبية وغيرها من النواحي العربية غنية عن التعريف رحمة الله رحمة واسعة. ومنهم العالم الفاضل والنحرير الكامل صاحب المناقب المشهورة والماثر المذكورة: الشاعر الأديب والليين الأريب ناصر المقراء وقدوة المشايخ والعلماء؛ الشيخ الحاج محمد وفا ابن الشيخ محمد الرفاعي اللحلبي»: أخذ الطريقة الرفاعية عن أبيهء وأبوه أخذها عن شيخ وقته عين الذرية الصيادية وشيخ المشايخ الرفاعية» الأستاذ العارف بالله صاحب العلم مولانا السيد خير الله ابن السيد أبي بكر الصيادي الرفاعي» شيخ المشائخ بحلب الباب التاسع في ذكر بعض أعيان ذريته ومشاهير أصحابه وآتباعه وأهل خرقته اطق الشهباء وجد آل خير الله الذين شهرتهم في البلاد الحلبية وغيرها كالشمس في رابعة النهارء أقام الشيخ محمد وفا المذكور منار الطريقة الرفاعية بعد أبيه وجدد مراسمهاء وأخذ عنهُ الجم الغفير» وطاف البلاد وذهب إلى دار السعادة قسطنطيئية» وسافر قبلها إلى بغداد ويقال إنهُ تشرف بزيارة الغوث الرفاعي رضي الله عنُء وكان صاحب جاه عظيم عند الحكام ومحفوظ الحرمة والشأن عند الخاص والعامء ومع كل شهرته وما هو عليه حفظ ذمة العهد لأشياخه آل خير الله وببركتهم أعزه الله وحماهء وقد شيّد الله قدره وتمم في بلاده أمره ولم يزل رفيع المكانة مرموقًا بأبصار التعظيم حتى ماتء ودفئنوه بمقبرة الصالحين بحلب وقد ناهز السبعين ووفاته أيضًا فى حدود السبعين بعد المائتين وألف» ولهُ ذرية معروفة يحلب» منهم: المرحوم الشيخ محمد بهاة الدين مفتي حلب» خلف أباه في المشيخة في زاويتهم» وقد أجازني في بعض الأوراد الرفاعية؛ تولى منصب الفتوى بحلب حتى مات؛ وكان على جانب عظيم من حسن الخلق وظرافة الطبع والوجاهة في البلدة» وقد أسمعني كثيرًا من شعر والده صاحب الترجمة؛ قلت وإن لهُ أرجوزة تشتمل على ألوف أبيات ذكر فيها الأولياء والعلماء الصالحين المدفونين بحلب» ونظم قصة المولد الشريف على نمط عجيب وطرز غريب تألفه الطباع وتلتذ به الأسماع. ولهُ في الحضرة الرفاعية القصائد الكثيرة والمدائح الشهيرة»؛ ومن مدائحه فيه مدحة يتداولهاء الئاس في الأذكار بحلب وهي: كل الأنام عيال عليك ياابن الرفاعي يابحر كلالمزايا ‏ ويا مجيب الدواعي ومن أدوارها: هذا الولي الحقيقي إمام كل طريق شيخي بعهد وثيقي 20 قطب الوجود الرفاعي ومنها: هذاالذي قدأرانا نورالطريق عيانا قلنالهةًهمذدعانا لبيك يااين الرفاعي وغير ذلك من المنظومات والمؤلفات الكثيرة رحمة الله تعالى آمين. اه. وهنا جملة صالحة نذكر فيها من تشرف بلبس الخرقة الأحمدية من يد سيدنا القطب الغوث الكبير الرفاعي رضي الله عنهُ وعنهم أجمعين» بشرط ترك ترجمتهم لشهرتها ولكوننا إذ أردنا استقصاء ذكرهم وتراجمهم يطول المطال ويضيق المجال ويلزم لذلك عدة 11 الباب التاسع في ذكر بعض أعيان ذريته ومشاهير أصحابه وأتباعه وأهل خرقته مجلدات» لأن مآثرهم لا تحصى ومناقبهم لا تستقصىء فمنهم كما ذكره ابن الحاج في أم البراهين: سيدنا الشيخ حيوة بن قيس الحراني رضي الله عنهٌ المتصرف في قبره كما ثبت عند القوم كافةء قال ابن الحاج بايعهُ مع جماعة من الرجال على نهر دقلى ولبس خرقتة رضي الله عنهما. ومنهم: الشيخ المحدث الجليل عبد العظيم المنذري» والشيخ العارف بالله إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الكازروني الصديقي» صاحب شفاء الأسقام» والشيخ الحجة الولي الأشهر مجرد الأكبرء والشيخ عماد الدين الزنجي بفتح الزاي نسبة لقرية من أعمال واسط يقال لها زنجء» وقد كان عماد الدين هذا من حجاب الخليفة المستضيء بأمر الله العباس قبل النفحة والانتساب للحضرة الرفاعية» ومنهم أيضًا الولي 0 البقاع الدمشقية الشيخ حسن القطناني الراعي» من أهل قطنه قرية من أعمال مشقء أخذ عنة الخلافة ولبس منهُ الخرقة عام حجه الذي مدت له فيه يد النبي 36 كما ذكر ذلك ابن الحاج ة أ البراعين؛ ومنهم الشيخ عبد المحسن الواسطي ابن شيخه سيدنا الشيخ علي الواسطيء والشيخ تقي الدين الواسطي» والشيخ صالح بن بكران» والشيخ منصور البطائحي الصغير» والشيخ أبو أحمد جعفر بن عبد الله بن سيد بونة الخزاعي المغربي؛ وقد ذكر ما عليه من العرفان وعلو الشأن الشيخ محيي الدين العربي في فتوحاته وغيرها من كتبه؛ ومنهم أيضًا الشيخ حسين بن الربيع والشيخ محبوب النقيب. والشيخ الولي الشهير سعد الله البرزباني» والشيخ مقدام الحدادي والشيخ عبد الخيير الحربوني والشيخ أبو بكر خطيب السعدية العلامة الشهيرء والشيخ فرج المغني والشيخ أبو القاسم الصلحي والشيخ علي بن نعيم المشهور العارف» والشيخ محمود الحيران الرومي أمير آقشهر من بلاد التركء ودفينها المتجرد المولع الموله رضي الله عنهُء ومن خلفاته أيضًا الشيخ براق أحد أكابر التركستان» والشيخ أحمد اليسوي شيخ الختن والخطا وبلاد التركستان الملاصقة للجين الأقصىء» وفد عليه بتلامذته وجماعة من مريديه إلى أم عبيدة» وانتسب إليهِ ولبس خرقتة وأمره بالعود إلى بلاده» فعاد ونشر الله على يده أعلام الطريقة كما ذكر ذلك الشريف العدني في كتابه النجم الساعي» ومنهم الشيخ قنبر الحبشي رضي الله عنةُ والشيخ أبو البدر العاقولي الواسطي ثم البغدادي. الذي ذكر الشيخ محيي الدين مآثره وعرفانة في فتوحاته مرارّاء ومنهم الشيخ محمد الأكبر الدوراقي والشيخ مسعود الأنادولي التركي» والشيخ منصور القزويني والشيخ عمر الهروي والشيخ عجلان الحسيني المكيء والشيخ تقي الدين الفقيه النهروندي وغيرهم رضي الله عنهُ وعنهم أجمعين» ونفعنا به وبهم وبجميع عباده الصالحين. دامح إن خلفائي وخلفاءهم بلغت عدتهم الماية والثمانين ألما حال حياته رضي الله عنهء قال سيدي أبو طه البصري: وعزة الله تعالى إن لسيدي أحمد في الجن مردًا الباب الناسع في ذكر بعض أعيان ذريته ومشاهير أصحابه وأتباعه وأهل خرقته د وخلفًا كما لهُ في الإنسء وكذلك خلف قاف وفي البحر والبر لهُ مردًا من السباع والحيات والهوام والدواب والطيور والسمك والحيتان. وقال سيدي مجرد الأكبر رضي الله عنة كنت أمشي تحت جبل قاف فجاء وقت الصلاة فتوضأت وصليت وقرأت الورد الشريف» ثم ذكرت اسم سيدي أحمد فلما أتممت. جاءت حية عظيمة وفي فمها درة فألقتها أمامي ثم أنطقها الله؛ فقالت: خذ هذه الهدية مني لحضرة سيدي أحمد فتعجبت وقلت: أتعرفين سيدي أحمد؟! فقالت: عجيب هذاء أمَلْ على بساط الأرض من رطب ويابس من يجهل سيدي أحمد الرفاعي؟ بِلْعْهُ سلامي فأنا من مردائه انتهى. والفروع الرفاعية المنسوبة للحضرة الأحمدية كثيرة جذّاء وأتباعه رضي الله عنهم لا يحصى عددهمء وقد ذكرنا منهم البعض تبركا بذكرهم وانتشاقًا من عطرهم» وآن الآن أن نختم هذا الباب وإلى الله المرجع والمآب. الباب العاشر في ذكر بركة التشبث بأذياله الفاخرة وفيه ذكر جماعة من أخوانه ساداتنا الأولياء أهل السرائر الطاهرة لا يخفى أن بركة المحبة تلحق المحب بالمحبوب وتوصل الطالب إلى المطلوب» وتجعل البعيد قريبًا وتنتج لصاحبها من كنوز العناية نصيبّاء وتقوده إلى التخلق بأخلاق من أحبهم وتلزمة أن يتبع شريف آثارهم وأن يكون من حزبهم وأنصارهم . وانظر ما جاء في حديث البخاري عن أنس رضي الله عنة؛ أن رجلاً يسأل النبي يَلةِ عن الساعة» قال: «وماذا أعددت لها؟ قال: لا شيء إلا أني أحب الله ورسوله كله فقال: «أنت مع من أحببت2"”0: قال أنس: فما فرحنا بشيء فَرَحُنَا بقول النبي كلِ: أنت مع من أحببت» قال أنس: فأنا أحب النبي يَلِةِ وأبا بكر وعمرء وأرجو أن أكون معهم بحبي إياهم. وإن لم أعمل بمثل أعمالهم .اه. وقال تعالى: يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليهِ الوسيلة# [المائدة: ”] قال في الكشاف: الوسيلة كل ما يتوسل به» أي يتقرب من قرابة أو صنعية أو غير ذلك» فاستعيرت لما يتوصل به إلى الله تعالى من فعل الطاعات وترك المعاصي وأنشد للييف: أرى الناس لا يدرون ما قدر أمرهم إلا كل ذي لب إلى الله واسل انتهى. وقد ظهر لك من الحديث المتقدمء أن محبة الله ورسوله والصالحين من أعظم الطاعات وأقرب القربات» قال في الكشاف عند تفسير قوله تعالى: #وهو يتولى الصالحين# [الأعراف: ]١45‏ ومن عادته أن ينصر الصالحين من عبادهٍ وأنبيائه ولا يخذلهم؛ قلت: وإِنَّ من نصره سبحانة وتعالى لأنبيائه وعياده الصالحين ومن عدم خذله قف سبق تخريجه . الباب العاشر في ذكر بركة التشبث بأذياله الفاخرة وغيف لهمء أن يستر مجيئهم في الدنيا من الخزي والهوانء وأن يصونهم في الآخرة ويحميهم من القطيعة والنيران» وإذا كان الأمر كذلك وهو كذلك لا شك» فهل من وسيلة إلى الله أعظم من محبة الله ورسوله والعباد الصالحين» وقد روى العارف بالله الشيخ أحمد الصاوي الخلوتي في رسالته الأسرار الرحمانية: أن الفقيه محمد بن الحسين البجلي رضي الله عنهٌ قال: رأيت النبي يقِ في المنام فقلت يا رسول الله: أي الأعمال أفضل قال: وقوفك بين يدي ولي الله كحلب شاة أو كشيّ بيضة خير لك من أن تعبد الله حتى تتقطع إربًا إربّاء فقلت لهُ: حيّا كان أو ميئّاء فقال: حيًّا كان أو ميئًا. وقد علمت أن من ذاق محبة النبي يف ذاق محبة الله تعالى؛ إذ لا وسيلة في الدارين بين الأولين والآخرين أعظم وأقرب منه عليه الصلاة والسلامء ولا تصح الوصلة الكاملة إليه يكِهِ إلا بمحبته الخالصة وصدق أتباعه. والاقتداء بهِ والعمل بشريعته والتخلق بأخلاقهٍ الكريمة» وقد تبين لكل منصف أن أساس طريقة الإمام الرفاعي رضي الله عنة الإلزام بالتخلق بالأخلاق المحمدية» وكسر شوكة النفس بالكلية والاستغراق المحض بمحبة نبينا سيد البرية عليه أفضل الصلاة والتحية» ومع ذلك فهو من أجل عباد الله الصالحين ومن أعظم الأولياء المقربين ومن أكابر أهل بيت رسول الله الطاهرين» وقد جرت العادة في طريقته المباركة وجربت وصحت وثبتت أن من تشبث بذيل ولايتهِ وأخلص في محبته وطهر السريرة بالانتساب إليهء يربح وينجح بإذن الله ولا يفضح. قال الشيخ أبو بكر العدني رضي الله عنهُ في كتابه النجم الساعي: أن الشيخ أحمد الزاهد كنز العارفين رضي الله عنه؛ ذكر بعد كلمات بشر بها عن ظهور السيد أحمد الكبير الرفاعي رضي الله عنهُ ما نصه: يكون محبوه ومريدوه وأخوانة كلهم مرادين من جانب إرادة الحق تعالى» إذا حضر واحد منهم مجلسًا سلب قلوب أهلهِ وجلب محبتهم إليه بإذن الله تعالى» ثم قال: وتكون فقراؤه ومريدوه موازينهم في طريق الفقر أرجح موازين الفقراء وأهل الأحوال؛ ومن أجل هذا يسر الله لهم هذا المقام الكريم. ولا تنقطع فقراؤه ولا مريدوه إلى يوم القيامة بإذن الله تعالى» بل تزيد طريقتة وسلوكة لأجل حرمة سيد المرسلين عليه أفضل الصلاة والسلام» فإنهٌ من أولاده رضي الله عنهم أجمعين .اه. وهذه من منن الله عليه ومن فيوضات إحسانه الواردة إليه فمحبتة رضي الله عنة لنسبه فيها محبة رسول الله: ومحبتة لولايته وأخلاقه فيها محبة الله ورسول الله.ء ومحبة رسول الله محبة الله بلا ريبء وما أحسن ما قلت ,في هذا المعنى بفضل الله : إليك يا أشرف خلق الله وجهت قلبّا لم يكن باللاهي قلادة الجواهر/ م 54 يق الباب العاشر في ذكر بركة التشبث بأذياله القاخرة وما شاع وذاع وتقرطت بدراري رواياته» الآذانٌ والتَرْتَ الأسماع ما ثبت للحضرة الرفاعية من التصرف والإغاثة بإذن الله. لأتباعه ومحبيه إلى زماننا هذا وإلى كل زمان» جيلاً بعد جيل يراها الراؤون ويعترف بها العارفون والمحجوبون؛ ورحم الله الأخرس البغدادي حيث قال من قصيدة مدح بها نقيب الرفاعية بالبصرة» يشير إلى المناقب الأحمدية : وكم رام الحسود لها جحودًا ولكن لا سبيل إلى الجحود وقال آخر من قصيدة قدمها للعتبة الأحمدية: له مدد قد أطفأالئار نوره يذل الأفاعي حينما يذكر اسمة وعزم به ما السيف إن سل باتر وتخضع أسد الغاب وهي كواشر سواء بهابرٌ ومن هو قفاجر علمين الهاشمي غوث الزمان يمد ويحمي الملتجي لطريقهٍ ويعجبني قول الأديب الفاضل النبهاني فيه رضي الله عنهٌ: أحمد قطب رحى العليا أي وال روضة العرفان أصل الاهتدا خفقت في كل أرض راية وبدتأسراره مشرقة هو باب الله بعدالمصطفى من يساميه علاء وعلا في تخوم الأرض في أوج السما ذو كرامات سمت واشتهرت فيمينالمصطفى مدت له حبذاياحبذالمابدت هو فيها واحد في دهره ذاك فض لاله يؤتيولمن وسواها كم شؤون حازها حكمالله يبدعوى فضَلهِ فرع خير الخلق من إنس وجان وجناها لأولي الألباب داني من هداه فاستنار الخافقان فزهى بالنور منها المشرقان بابِهُ باب الأماني والأمان ولةفوقالثرياعلمان لم تزل أسراره في سريان طاهرات للورى في كل آن إذدعاها وتجلت للعيان فاشتفت إذ قبلتهاالشفتان قل لمن ينكر هل عندك ثاني شاء لاايثنيه جل اله ثاني واضحات فادحات كل شاني وعليها شاهدانالثقلان ألف بحر شامل كل مكان الباب العاشر في ذكر بركة التشبث بأذياله الفاخرة نارف سَلْ وحوش البرٌ والبحر معًا فهماعماحواهيئتبيان ناده واهجم على ليث الشرى تلقةه في غابه كالشعبان ناده وأقبل علئ الأفعى تقنف وتناولهاتجدهاغصن بان والجمادات لمن يعقل قد بينت عن سره خير بيان بردت نارالغضامن ذكره وغدا كالمبرد السيف اليماني إلى أن قال: همبنئوالصيادمن حبهم والشقى ضدان لا يجتمعان يافؤادي بهماستمسك فههم عروة العز ومقراض الهوان إلى آخرها. والحاصل أن بركة التمسك بذيل الإمام الرفاعي والثبات على قدمهٍ وأتباعه؛ أمر يشهد لهُ نور الفتوح وعلوٌ المظهرية الذي لا زال في ذريته ومحبيه وأتباعهو؛ ويكفيك ما رواه الإمام الحجة المحدث الجليل أبو الفرج عمر الفاروثي الواسطي قدس سره عن بعض أولياء عصره: أنه رأى النبي يَكيدِ في المنام» مثنيًا على السيد أحمد الكبير رضي الله عنة قائلاً في شأنه: كأن أحمد بن الرفاعي عروس المملكة؛ عامًا يقتدي به الخلائق فيهتدون ويصلون إلى الله تعالى: سيرتة فناء الفناء بالله تعالى» وكان يربى بحالهِ أكثر مما يربى بمقاله. وذكر الإمام أحمد بن جلال في كتابهِ جلاء الصداء عن الشيخ الأصهب الدمشقي قدس سره أنهُ قال: إن الله ختم بالسيد أحمد الرفاعي الولاية كما ختم بمحمد ييه النبوة .اه قلت: وقد أول الشيخ ابن جلال وغيره هذه الكلمة الجوهرية والحكمة الأصهبية» بأنة لا يكون بعد السيد أحمد الرفاعي من الأولياء من يجمع الحال والخلق المحمدي. ويكون لهُ هذا التمكين في متابعته عليه الصلاة والسلام مثلهُ رضي الله عنهُء وقد شهدت لهُ بهذا الشأن أخلاقة العلية وسيرتة الزكية؛ ورحم الله ابن الحاج فإنة قال فيه رضي الله عنةُ: مفاخره تأبى عن الحصر إنها إذا مر منها مفخر جاءمفخر توارثةأتباعه فكماله وآثاره فيهم إلى الحشر تظهر قال الشيخ عمر الهروي الأنصاري: سألت من الإمام الكيير محمد بن عبد البصري شيخ الأستاذ أبي النجيب السهروردي رضي الله عنهماء عن مرشد يلحقني بأهل الله هد 1 الباب العاشر في ذكر بركة التشبث بأذياله الفاخرة ويوصلني إلى الله فقال عليك بالسيد أحمد بن أبي الحسن الرفاعي رضي الله عنةء فإنة سلم الرجال إلى الله والبركة فيه وفي أتباعه إلى يوم القيامة» وإنهُ لشيخ كسر نواميس النفوس يبركة انكساره إلى الله تعالى» وهو وجه لا يخزيه الله في أتباعه أبدّاء والعصر الذي يكون فيه السيد أحمد لا يلتجأ فيه إلى غيرهء وأقول لك إن القوم عرفوا الوجهة التي اتجهها وما عرفوا منتهاه في السير » وفي هذه الرواية ومثلها كتب القوم طافحة والأدلة على مضمونها من أخلاقه العلية وآثاره المرضية واضحة؛ وانظر كيف قال رضي الله عن الشيخ من تظهر آثاره بعدهء وما ألطف ما قالهُ فيه شيخنا الأستاذ السيد محمد مهدي الرواس قدس سره: أبو العلمين الغوث ذو الدولة التي سرى سرها العالي إلى ساعة الأخرى ينادونه شرفًا وغربًا عواجز 2 فتشملهم من روحه الهمة الكبرى فهمتة الكبرى إلى الله سلم وتفتق رتق الكرب همتة الصغرى ويعجبني ما قالهُ الأستاذ نور الدين حبيب الله الحديثي فيه رضي الله عنةُ: أعني به المولى الرفاعيّ الذي خلقت أنامله من الأرباح وذيّلهما الأستاذ الرواس قدس سره ببيتين أبدع فيهما وهما: فسلركه باب لكل موحد وطريقهُ للوصل كالمفتاح هو في رجال الله سلطان الحما عكفت عليه عساكر الأرواح وذيل بيتي مولانا السيد محمد مهدي قدس سرة» تلميذه الشيخ العارف محمد العبدلي بهذين البيتين: وافا حميا الغيب وهو خويضع2 وافتض قبل القوم كأس الراح شموه سادات الرجال فعريدوا وتراه بعد الذوق أكمل صاح وذيّل هذين البيتين السيد الشريف العارف محمد الراوي رحمة الله: هو كالصباح الأبلج الصافي الضيا إن كان بعض القوم كالمصباح وأنا ذيّلتهما تبركًا بهؤلاء السادة فقلت: هو كعبة العشاق فالزم ركنة 2 وأبشر بئور القلب والأفراح الباب العاشر في ذكر بركة التشبث بأذياله الفاخرة يِذ ولك الدليل بزمرة مغبوطة تبعتة فالتحفت يبرد قلاح وذكر الشيخ أبو بكر العدني في كتابهٍ النجم الساعي عن سيدي إبراهيم الأعزب» أنهُ قال: كنت عاشر عشرة من الفقراء مع السيد الكبير في عام حججنا فيه. فصلَى بنا السيد الكبير الصبح بمكة يوم العيد وطفنا معهُ بالبيت ثم توجهنا إلى عرفات» فرأينا الخضر عليه السلام مع سيعة أنفار من الرجال فسلموا كلهم على السيد الكبير» وصار لهم مجلسًا عظيمًا بالاجتماع بالسيد الكبيرء فلما تم المجلس بتمام النهار قال الخضر عليه السلام: يا أبا الصفا قد جاءت لك من جانب الحق خرقة وتاج فاقبلهاء والبس التاج. وكان ذلك التاج من القطن الأبيض واسمة طاقية» والخرقة كانت من أشياء كثيرة متعددة مختلفة الألوان. فكان فيها قطعة من قطن وقطعة من صوف وقطعة من شعرهء وفيها من اللون العسلي والأحمر والأزرق والكحلي والأسود؛ وفيها من قطع الجلد الملونة ومن قطع الحرير وفيها شيء من جلد السبع وقطعة من السندس» قد اجتمع فيها نحو من ثمانين قطعة ملونة. فسكل السيد الكبير من الخضر عليه السلام عن سببٍ اختلاف هذه الألوان وأنواع الحقائق الذي بهذه الخرقةء قال الخضر عليه السلام: هي إشارة إلى أن الله تعالى خلقك أعلى مقامًا من سائر المشايخ» وأن رتبة مشيختك جامعة لسائر رتبهم» وإشارة إلى أن عسكر فقراءك أكثر من فقرائهم ومريديك أكثر من مريديهمء وأنه أجيز لهم أن يلبسوا أي شيء أرادوا من الخرق على أي لون أرادوهء وهذا الشيء خاص بهم دون غيرهم. ونقل عن الشيخ الجليل والولي الأصيل الشريف السيد علي أبي الحسن الرفاعي أنهُ قال: بيئما السيد الكبير جالسًا يومًا بالخلوةء وإذا بالنداء من جانب العلي والهاتف يقول: يا أبا الصفا إن الله سبحانة وتعالى قد أعطى لك قضاء ثلاث دعوات» فاسأل ما تريد. فإنك عنده من المقبولين فعند ذلك توجه السيد الكبير متأدبًا للتضرعء وقال: يا رب أسألك أن ترحم وتغفر لكل مريد ليء وأسألك يا رب أن ترحم كل من واسى أولاديء وأسألك يا رب أن ترحم كل من كان محبًا مودًا إلى ولأهل بيتي» فعند ذلك سمع نداء أحاطة يسمع صونًا ولا يرى شخصًاء والقائل يقول: يا رفاعي قد استجينا لك بمقتضى قولنا ادعوني أستجب لكم .اه. وقد جرب جماعة كثيرة في مهماتهم التوسل بجاهه إلى الله بعد التوجه إلى الشرق جهة مرقده المبارك ففرج الله تعالى كربهم. وذكر مولانا الشيخ سراج الدين قدس سره في بهجته: أن مَن أهمة أمر فليتوضأ ويصلي لله تعالى ركعتين بالافتقار والإخلاص» ثم يصلي على النبي يل مائة مرةء ثم يتوجه إلى جهة الشرق نحو البصرة وفلاة أم عبيدة محل مرقد الغوث الرفاعي قدس سرهء ويخطي ثلاث خطوات ويقول: اللهم إني أتوسل 18 الباب العاشر في ذكر بركة التشبث بأثياله الفاخرة الرفاعي وبحرمة ولايته عتدك. فإنك اصطفيتة إليك ودللتة عليك وقربتة منك وأصلحت له شأنه. فأغثني بحرمته وبحرمة وجِهِهِ وجاهه عندك وبحرمة جده نبيك وحبيبك ورسولك نبي الرحمة يك إنك على كل شيء قدير» ثم يقرأ الفاتحة ويهديها إلى روح الإمام الرفاعي رضي الله عنهُ» ويذكر حاجتة ويقول يعدها: أيظلمني الزمان وأنت فيه وتأكلني الذئاب وأنت ليث يا سيدي يا أحمد الأصفيا يا سيد الأولياء يا أبا العلمين يا زكي النسبين رضي الله عنك» أغثني ببركة ولايتك فإنهٌ لا ينقطع حبل ولاية الله ولا تبديل لكلمات الله ثم يلتقت إلى القبلة أيضًا ويصلي على النبي كه مرارًا ويختم بالفاتحة للحبيب الأعظم عليه الصلاة والسلام» فإنها تقضى حاجتة بإذن الله. وقد شوهد هذا الشأن من آباء سيدنا السيد أحمد الكبير الرفاعي رضي الله عن فإن الناس قديمًا وحديئًا يتوسلون عند زيارة قبورهم بهم إلى الله فيفرج الله كروبهم ببركتهم ويقضي لهم حوائجهم» وهكذا والله عادة الله في أوليائه وأحبابه. ذكر الإمام العلامة والمحدث الكبير الفهامة الحافظ الشيخ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت» المعروف بالخطيب البغدادي رحمة الله في كتابه تاريخ بغداد. عند ذكر مقابر بغداد ما نصة: ذكر مقاير يغداد المخصوصة بالعلماء والزهاد بالجانب الغربي في أعلا المدينة مقابر قريش دفن بها موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام وجماعة من الأفاضل معة اه. أخبرنا القاضي أبو محمد الحسن بن الحسين بن محمد بن رامين الأسترأيادي قال: أخبره أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي قال: سمعت الحسن بن إبراهيم أبا علي الخلال يقول: ما همني أمر فقصدت قبر موسى بن جعفر فتوسبلت به إلا سهّل الله سبحانة لي ما أحب» قلت وهنا طاب لي أن أقول بهذا الباب: توسلنايسيدناالرفاعي فشمناثئورةالأسدالغضنفر وحللنالإللهبهوقيودًا وأعقب عسرنا الأمر الميسَر عجبئامن تصرفهفقالوا أناس إن شأن ذويه أكبر ترائّاعن أب غوث وجد لحضرة جده موسى بن جعفر لزين العابدين إلى الحسين ال 22 شهيدلأموالزهراوحيدر إلى المختار تاج الرسل فانظر مكارم عصبة للحشر تظهر الباب العاشر في ذكر بركة التشبث بأذياله الفاخرة أغيف انتهى. ولنرجع إلى ما قالهُ الخطيب البغدادي في تاريخدء قال: أخبرنا محمد بن علي الوراق وأحمد بن علي المحتسبء قالا: أخيرنا محمد بن جعفر أخبرنا السكوني أخبرنا محمد بن خلف قال: وكان أول من دفن في مقابر قريش جعفر الأكبر ابن المنصورء وأول من دفن في مقابر باب الشام عبد الله بن علي سنة صبع وأربعين ومائة» وهو ابن اثنتين وخمسين سنةء ومقبرة باب الشام أقدم مقابر يغدادء ودفن بها جماعة من العلماء المحدثين والفقهاء .اه. وكذلك بمقبرة باب التبن وهي على الخندق بإزاء قطيعة أم جعفر .اه. حدّثني أبو يعلى محمد بن الحسين بن محمد بن الفرا الحنبلي: قال: حدّثني أبو طاهر بن أبي بكر قال: حكى لي والدي عن رجل كان يختلف إلى أبي بكر بن مالك أنه قيل لهُ: أين تحب أن تدفن إذا مت؟ فقال بالقطيعة وإن عبد الله بن أحمد بن حنبل مدفون بالقطيعة» وقيل لَهُ - يعني لعبد الله - في ذلكء» قال: وأظنةُ كان أوصى بأن يدفن هناك؛ فقال: قد صح عندي أن بالقطيعة نبيًا مدفونّاء ولأن أكون في جوار نبي أحب إليّ من أن أكون في جوار أبي .اه. ومقبرة باب حرب خارج المدينة وراء الخندق مما يلي طريق قطرء بل معروقة بأهل الصلاح والخير وفيها قبر أحمد بن محمد بن حنبل وبشر بن الحرث» وينسب باب حرب إلى حرب بن عبد الله أحد صحابة أبي جعفر المنضورء وإليه أيضًا تنسب المحلة المعروفة بالحربية .اه. أخبرنا أبو عبد الرحمئن إسماعيل بن أحمد الحيري الضريرء قال: أخبرنا أبو عبد الرحمئن محمد بن الحسين السلمي بئيسابورء قال: سمعت أبا بكر الرازي يقول: سمعت عبد الله بن موسى الطلحي يقول: سمعت أحمد بن العياس يقول: خرجت من بغداد فاستقبلني رجل عليه أثر العبادة» فقال لي: من أين خرجت قلت من بغدادء» هربت منها لما رأيت فيها الفساد خفت أن يخسف بأهلها. فقال: ارجع ولا تخف فإن فيها قبور أريعةٍ من أولياء الله عرّ وجلء هم حصن لهم من جميع البلاياء قلت: من هم؟ قال: ثم الإمام أحمد بن حتبل ومعروف الكرخي وبشر الحافي ومنصور بن عمارء فرجعت وزرت القبور ولم أخرج تلك السنة. قال الخطيب أما قبر معروف فهو في مقبرة الديرء وأما الثلاثة الآخرون فقبورهم بباب حرب .اه. حدّئني الحسن بن أبي طالب قال: أخيرنا يوسف بن عمر القواس» أخبرنا أبو مقاتل محمد بن شجاع أخبرنا أبو بكر بن أبي الدنيا قال: حدّئني أبو يوسف بن حبانء وكان من خيار المسلمين: قال لما مات أحمد بن حنبل رأى رجل في منامهِ كأن على قبره قنديلاء فقال: ما هذا؟ فقيل لهُ: أما علمت أنه نور لأهل القبور» قبورهم بنزول هذا الرجل بين أظهرهم قد كان فيهم من يعذب فرحم. انتهى. 14 الباب العاشر في ذكر بركة التشبث بأذياله الفاخرة أخيرنا أبو الفرج الحسين بن علي بن عبيد الله الطناجيري» أخبرنا محمد بن علي بن سويد المؤدب» أخبرنا عثمان بن إسماعيل بن بكر السكري قال: سمعت أبي يقول: سمعت أحمد بن الدورقي يقول: مات جار لي فرأيتهُ في الليل وعليه حلتين قد كسي فقلت: أيش قصتك ما هذا؟ قال: دفن في مقبرتنا بشر بن الحرث فكسى أهل المقبرة حلتين حلتين. وبنواحي الكرخ منها مقابر عدة. منها مقابر باب الكناس مما يلي تراناء دفن فيها جماعة من كبراء أصحاب الحديث .اه. ومقبرة الشونيزي فيها قبر سري السقطي وغيره من الزهاد» وهي وراء المحلة المعروفة بالتوثه بالقرب من نهر عيسى بن علي الهاشمي» سمعت بعض شيوخنا يقول: مقابر قريش كانت قديمًا تعرف بمقبرة الشونيزي الصغير» والمقبرة التي وراء التوثه تعرف بمقبرة الشونيزي الكبيرء وكانا أخوين يقال لكل واحد منهما الشونيزي؛ فدفن كل واحد منهما في إحدى هاتين المقبرتين ونسبت المقبرة إليه .اه. ومقبرة باب الدير وهي التي فيها قبر معروف الكرخي .اه. أخبرنا إسماعيل بن أحمد الحيري» قال: أخبرنا محمد بن الحسين السلميء قال: سمعت أبا الحسن بن مقسم يقول: سمعت أبا علي الصغار يقول: سمعت إبرأهيم الحربي يقول: قبر معروف الترياق المجرب .اه. أخبرنا أبو إسحلق إبراهيم بن عمر البرمكي» قال: حدّئنا أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرحملن بن محمد الزهريء قال: سمعت أبي يقول: قبر معروف الكرخي مجرب لقضاء الحوائج» ويقال إنهُ مُن قرأ عنده مائة مرة قل هو الله أحد وسأل الله تعالى ما يريد» قضى الله تعالى حاجتة .اه. حذثني أبو عبد الله محمد بن علي بن عبد الله الصوري. قال: سمعت أبا الحسن محمد بن الكرخي منذ سبعين سنةء ما قصده مهموم إلا فرج الله همهُ .اه. وبالجانب الشرقي مقبرة الخيزران فيها قبر محمد بن إسحلق بن سار صاحب السيرة؛ وقبر أبي حنيفة النعمان بن ثابت الققيه إمام أصحاب الرأي .اه. أخيرنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن علي بن محمد الضميري» قال: أخبرنا عمر بن إبراهيم المقرىء» قال: حدّثنا مكرم “بن أحمدء قال: حدّثنا عمر بن إسحلق بن إبراهيم. حدّثنا علي بن ميمون. قال: سمعت الشافعي يقول إني لأتبرك بأبي حنيفة وأجي إلى قبره في كل يوم يعني زائرّاء فإذا عرضت لي حاجة صليت ركعتين وجئت إلى قبره وسألت الله تعالى الحاجة عندهاء فما يبعد عني حتى تقضى .اه. ومقبرة عبد الله بن مالك» دفن بها خلق كثير من الفقهاء والمحدثين والزهاد والصالحين وتعرف بالمالكية .أه. ومقبرة باب النردان فيها أيضًا جماعة من أهل الفضل .اه. وعند المصلى المرسوم كان بصلاة العيد قبر يعرف بقبر النذورء ويقال إنهُ المدفون فيه رجل من ولد علي بن أبي الباب العاشر في ذكر بركة التشبث بأذياله الفاخرة هق طالب رضي الله عنة يتبرك الناس بزيارتهوء ويقصده ذو الحاجة منهم لقضاء حاجته .اه. حدّثني القاضي أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي» قال: حدّئني أبي قال: كنت جالسًا بحضرة عضد الدولة ونحن مخيمون بالقرب من مصلى الأعيادء في الجانب الشرقي من مدينة السلام نريد الخروج معهُ إلى همدان. في أول يوم نزل المعسكر فوقع طرفةٌ على البناء الذي على قبر النذورء فقال: لما هذا البنا؟ فقلت: هذا مشهد النذورء ولم أقل قبر لعلمي بطيرته من دون هذاء فاستحسن اللفظة وقال: قد علمت أنهُ قبر النذور وإنما أردت شرح أمرهء فقلت: هذا يقال إنهُ قبر عبيد الله بن محمد بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب» ويقال إن قبر عبيد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب» وإن بعض الخلفاء أراد قتلهُ خفيّاء فجعلت لهُ هناك رثية وستر عليهاء وهو لا يعلم فوقع فيها وهيل عليه التراب حيّاء وإنما شهر بقبر النذور؛ ولأنهة ما يكاد ينذر له نذر إلا صح وبلغ الناذر ما يريد ولزمة الوفاء بالنذرء وأنا أحد من نذر لهُ مرارًا لا أحصيها كثرة» نذورًا على أمور متعذرة فبلغتها ولزمني النذر فوفيت بهء فلم يتقبل هذا القول وثكلم بما دل أن هذا إنما يقع منهُ اليسير اتفاقاء فيتسوف العوام بإضعافهٍ ويسيرون الأحاديث الباطلة فيه فأمسكتء فلما كان بعد أيام يسيرة ونحن معسكرون في موضعنا استدعاني في غدوة يوم» وقال: اركب معي إلى مشهد النذور فركبت وركب في نفر من حاشيتهء إلي أن جئت به إلى الموضع. فدخلة وزار القبر وصلى عنده ركعتين سجد بعدهما سجدة أطال فيها المناجاة بما لم يسمعهُ أحدء ثم ركبنا معهُ إلى جِيَمِهِ وأقمنا أيامّاء ثم رحل ورحلنا معهُ يريد همذان وبلغناهاء وأقمنا فيها معهُ شهورّاء فلما كان يعد ذلك استدعاني وقال لي: ألست تذكر ما حدّئتني بهِ في أمر مشهد النذور ببغداد؟ فقلت: بلى» فقال: إني خاطبتك في معناه بدون ما كان في نفسي اعتمادًا لإحسان عشرتك؛ والذي كان في نفسي في الحقيقة أن جميع ما يقال فيه كذبء. فلما كان بعد ذلك بمديدة طرقني أمر خشيت أن يقع ويتمء أعملت فكري في الاحتيال لزواله ولو بجميع ما في بيوت أموالي وسائر عساكري» فلم أجد لذلك مذهيًا فذكرت ما أخبرتني به في النذر لقبر النذورء فقلت: لم لا أجرب ذلك فنذرت إن كفانى الله تعالى ذلك الأمر أن أحمل إلى صندوق هذا المشهد عشزة الك مزع سقاغاء' فلما كان البرم عاءتتي الأخبان يكفايي ذلك الأمرء فتقدنيت إلى أبي القاسم عبد العزيز بن يوسف ‏ يعني كاتبة ‏ أن يكتب إلى أبي الريان وكان خليفتة ببغداد؛ يحملها إلى المشهد ثم التفت إلى عبد العزيز وكان حاضرّاء فقال لهُ عبد العزيز: قد كتبت بذلك ونفذ الكتاب .اه. هذا ما قالهٌ الخطيب البغدادي رحمة الله في هذا الباب» ومنه يعلم لديك أن السلف الصالح رضي الله عنهم. صح عندهم التوسل بأهل بيت رسول الله وأولياء الله واتخذوا 144 الباب العاشر في ذكر بركة التشبث بأذياله الفاخرة زيارة مقابرهم والتوجه إليهم والتوسل إلى الله بجاههم» ذريعة لقضاء حوائجهم وبلوغ آرابهم» ونعم الوسيلة فإنهم أهل الحبل الموصول والجاه المقبول» وقد جرّب الناس بالمشرق والمغرب وسائر الديار زيارة مقابر أهل البيت الأخيارء فوجدوها يابًا لدفع الأكدار وسلمًا لبلوغ الأوطار ولله در القائل: جفث بطيبة والغرى وكربلا والطوس والزورا وسامراء ما زرتهم في حاجة إلا انقضت وتبيدل الضراء بالسسراء وقد سبق لك أن السيد أحمد الكبير رضي الله عنه بعد الأئمة الاثني عشر رضي الله عنهمء من أجل أعلام بيت رسول الله ييه ويليق أن يقال فيه ورث براهين معاليهم وصار الإمام الثالث عشر فيهمء كيف لا وقد انطيعت به المروءة والفتوّة؛ وقام هيكلة المبارك بأخلاق النبوة» وانظر ما قالهٌ الإمام الشيخ حسن البيرقي المندلاوي قدس سرهء فإنه قال: طالعنا سير كبار الأمة طبقة بعد طبقة فما رأينا في طبقة الأصحاب أكرم خلقًا من سيدنا الإمام أبي بكر الصديق رضي الله عنء وما رأينا في طبقة الأئمة أكرم خلقًا من الإمام محمد بن إدريس الشافعي رحمة الله وما رأينا في طبقة الأولياء وأشياخ الخرقة أكرم خلقًا من السيد أحمد الكبير الرفاعي قدس الله سره العزيزء قلت: ويحسن هنا قول الشيخ العلامة الحجة صدر الدين السبكي رحمة الله في الحضرة الرفاعية: يا ابن الرفاعي يا من شمس دولته لهابكل فجاج الكون عنوان لو كنت في زمن المختار شافعنا لجاء في خلقك الممدوح قرآن فمن كانت أخلاقة محمدية وأعراقة نبوية وهمتة علوية وشيمة فاطمية» ولهُ الجاه المقبرل عند الله والرسول. فكيف لا يلزم على كل مخلص ذي عقل سليم أن يندرج في سلك أتباعه وأن يكون من حزبهِ وأشياعهء وهذه أحواله المباركة وأطواره وبراهينة الظاهرة وآثاره تتقلب مع الأيام تقلب الشمس الطالعة البهية» وتتلمع في حنادس”" الليالي تلمع الأقمار المضيةء ويؤيد ذلك ما ذكره الشيخ أبو بكر العدني قدس سره في كتابه النجم الساعيء ناقلاً عن سيدي أحمد الزاهد كنز العارفين أنه قال: من كرم العزيز سبحانة على السيد أحمد الكبير الرفاعي رضي الله عتة أن كراماتة كل يوم وكل عصر في ازدياد بإذن الله تعالى» وإن كرامات الأولياء كان الأولياء يتصرفون بها في خال حباتهع. خخاصة فإذا .ماتوا اتفضلت نهو إلا السيد الخمد الثبير فإن كرافاته معة زفق حنادس : جمع الحندس وهي الظلمة . الباب العاشر في ذكر بركة التشبث بأذياله الفاخرة 44 حيًا مينًا لا تنفصل عنهُ .اه. قلت: ويفهم من قول سيدنا أحمد الزاهد؛ انفصال تصرف أكثر الأولياء بعد مماتهم. ولكن جاههم لا يرد وبركة التوسل بهم محققة لا تجحد نفعنا الله بهم أجمعين. ونقل العدني عن الشيخ أبي بكر الهوازني: أنه سأل من الشيخ الزاهد كنز العارفين» عن أجل المرشدين فقال خمسة: أولهم سيدي أحمد الرفاعي وثانيهم أبو عاصم معروف الكرخي وثالئهم أبو القاسم الجنيد البغدادي ورابعهم أبو يزيد البسطامي وخامسهم الغوث أحمد بن خلف البلخيء ثم قال إن الله سخر للسيد أحمد الكبير الرفاعي الأرض» فإنه يقدر بإذن الله أن يقطع مسافة مائة عام منها بخطوة أو بطرفة عين» وهو يعرف سائر لسان الطيور .مثل سليمان بن داود عليهما :السلام» وإذا وضع رجلهُ على الأرض وفي الأرض دفين» يناديه الدفين من تحت رجليهٍ ويعلمة بحالهء ويقول له: يا وليّ الله أخرجني واصرفني في مصالح الفقراءء فكان يضرب الأرض برجله ويقول الدنيا ملعون ما فيهاء وإن الله تعالى سخر لهُ جميع الأضداد من الوحوش والطيور والحشرات»: وسخر له الجن والعفاريت والمردة وعلمة الله جميع لغاتهم؛ وأن الله وهب وأعطاه من الكرامات بقدر كرامة كل ولي وهو أفاض ذلك بإذن الله لمريديه وخلفائه ولذلك ترى الكرامات فيهم وتظهر أخلاق القوم عليهم ولا تنقطع منهمء ثم قال الشيخ الزاهد للشيخ أبي بكر الهوازني يا أبا بكر تعلق بأذياله وكن من أهل مجلسه ولا تفارق محياه وتشفع به إلى الله تعالى؛ فإن الله لا يرد شفاعتك به لأنهُ من أكرم أهل البيت على الله تعالى عز وجل .اه. وقد شاهد أكابر الرجال وفحول الأبطال بركة التمسك بأذياله وذاقوا لذة الاغتراف من بحر كمالهء وعلموا أن طريقة طريق النجاح والأمان وأن محبتة من أعظم الأسباب المقربة إلى الرحمئن» ولذلك ألزموا أنفسهم وأهليهم ومحبيهم الأخذ بعهده ووثيقته والتمسك ببيعته وطريقته» وانظر ما قالهٌ الأستاذ السيد سراج الدين البغدادي في أبياته هذه: إذا ذكر الغوث الرفاعي رأيتنا إمام رجال الله في سدةالورى هو السطر إن خطت على اللوح نقطة ومعتقدي إن قام داع باسمه فيا منشدي زدني هيامًا بذكره وكن من طريق ابن الرفاعي فإنة هزبر إذا ما كبش قوم طغى بهم سكارى بكأس خمره من فم العرش وسلطانهم في الغيب والعرش والفرش لجملة أهل الله في مبدء النقش ونادى ألبيه وإن كنت في النعش وكرره كي يخلو بتكراره عيشي طريق رفيع الباب خال من الغش بضربته يستدخل الرأس في الكرشٍ لَك الباب العاشر في ذكر بركة التشبث بأذياله الفاخرة ولا يغيب عنك يا أخي أن ساداتنا أهل الله رضي الله عنهم»ء كلهم وسائل إلى الله وأدلاء على الله والخير لمن اتبعهم محقق مجزوم» والفضل والفيض الإللهي في طريق متابعتهم حصوله معلومء وستأتيك نبذة صالحة نختم فيها هذا الباب ونجعلها تبركًا حسن الخاتمة لهذا الكتاب» نذكر فيها مآثر بعض الأولياء الكرام وأشياخ الطريق الأعلام» الذين أرشد الله بهم المسلمين وجعلهم المجددين لأمر هذا الدين» قُسْقْ نفسك أن تظفر يسهم من بركة إرشادهم واطبع بلوح قلبك كلمة حبهم وودادهم» ولا تنس منهم أهل الخفاء والاستتار والتباعد عن الظهور والاشتهارء فإنهم ظائفة تجردوا عن الأكوان بالككلية وأقبلوا على الله بخلوص النية» وقد أحسن من قال فيهم: لله تحت يساط الغيب طائفة أخفاهم عن عيون الناس إجلالا هم السلاطين في أطمار”"؟ مسكنة ١‏ جرّوا على فلك الخضرء أذيالا ولا يصدّتك عن أصحاب المظاهر منهم أمر ظهورهم.؛ وما هم عليه من التحلي بحلية أهل الدنيا فإِنَّ الشرط بحفظ القلب وعدم الغفلة عن الرب» وإنَّ القلوب محل نظر خالق البريات ويارىء المسموكات» وكذلك يقول سيد السادات (إنما الأعمال بالنيات:0© ويحسن أن نذكر هذا البيت وهو لنا: ما على هيئة القوالب عيب إن تكن هيئة القلوب صحيحه واعمل يا أخي بحرمة أهل الوقت» فإنْ من حرم حرمة أهل الوقت وقته كله مقت» لأنهم خلف هؤلاء السلف. وأما المتقدمون رضي الله عنهم فإنهم حلق السلسلة الموصلة إلى الحضرة المحمدية المبجلة؛ ولهم بسبب قربهم منهُ عليه الصلاة والسلام على أخلافهم زيادة التبجيل والاحترام» ولهذا أردنا أن نزين خاتمة الكتاب بذكرهم وأن نعطر صحائفةُ بعطرهم. وأن نوضح لك أنهم أئمة الهدى وأن الفلاح رفيق من بهم اقتدىء وأنٌّ شيخهم في الخرقة والطريقة وأستاذهم في البيعة والوثيقة سيد التابعين ومقتدى أكابر أهل الله العارفين المرشد الأكمل؛ شيخ الكل في الكل رئيس الطوائف وإمام كل عارف» خليفة ابن عمر النبي القرشي ووارث مضمر العلم العلوي؛ إمام العلماء والصوفية: سيدنا أبو سعيد الحسن البصري رضي الله عنه» لبس الخرقة من الإمام علي ين أبي طالب كرّم الله وجهة ورضي الله عنة» كما صحح ذلك الحافظ جلال الدين السيوطي رحمة اللهء كان والده من أهل نينان فسبى فهو مولى للأنصارء قال سفيان الثوري رضي الله عنهُ: الحسن البصري أجل أصحاب علي بن أبي طالب عليه السلام: وكان يصلي خلف عليّء وكان الباب العاشر في ذكر بركة التشبث بأذياله الفاخرة 4 ليلة قتله كرّم الله وجهة يصلي -خلفة وهو أحد أعيان الفقهاء بعد العبادلة رضى الله عنهمء وكان يغلظ على الظالمين النصح ولا يخاف في الله لومة لاثم؛ ولما مرض الحجاج مرض موته وسلط الله تعالى عليه الزمهريرء فكانت الكوانين تجعل حولة مملوءة نارًا وتدنى مئه حتى تحرق جلده وهو لا ينحس بهاء فشكى ما يجده إلى الحسن البصري» فقال لهُ: قد نهيتك أن تتعرض للصالحين. ثم لما مات الحجاج سجد الحسن شكرًا لله تعالى» وقال: اللهمٌ كما أمتهُ فآمت عنا سنتةُ» ولما قتل الحجاج سعيدًا بن جبير المخزومي رضي الله عن قال الحسن البصري رضي الله عنة: اللهم أنت على فاسق ثقيف والله لو أن من بين المشرق والمغرب اشتركوا في قتله لكبهم الله تعالى في الناره فما كان بعد قليل إلا ودمر الله الحجاج وأنفذ فيه سهم دعاء الإمام الحسن البصري رضي الله تعالى عنهُ. قال الزهري رحمة الله العلماءً أربعة: ابن المسيب بالمدينة والحسن البصري بالبصرة والشعبي بالكوفة ومكحول بالشام رضي الله عنهم. ولد الإمام الحسن البصري لسنتين بقيتا من خلافة عمر رضي الله عنهُ؛ وتوفي سنة عشر وماثة» قال أهل الطبقات فيه: كان إمامًا قدوة صالحًا زاهدًا فاضلاً جامعًا عالمًا رفيعًا فقيهًا حجة مأمونًا عابدًا ناسكا جميلاً وسيمّاء وكان من سادات التابعين وكبرائهم » وجمع من كل فن من علم وزهد وورع وعبادة» أبوه مولى زيد بن ثابت الأنصاري رضي الله عنة؛ وأمة مولاة أم سلمة زوج النبي مق رضي الله عنهاء وريما غابت أمة في حاجة فيبكي فتعطيه أم سلمة رضي الله عنها ثديها تعلله بهوء إلى أن تجيء أمهُ فيدر ثديها عليهء فيرون أن تلك الحكم والفصاحة من بركة ذلك. ذكر الإمام الشعراني في طبقاته الوسطى أن حسن البصري رضي الله عنهُ صلى الغداة بوضوء العتمة أربعين سنة؛ وكان أكثر مشيه حافيًا وكان لهُ هيبة عظيمة» وكان يقول: والله لو كنت ممن أعان على قتل الحسين أو رضي به وعرضت علي الجنة ما دخلتهاء حياء من رسول الله يَْيِةِ وخوقًا أن ينظر لي نظرة غضبء وقال: كان يدخل على الولاة فيأمرهم وينهاهم لا يخاف في الله لومة لاثم . وذكر اليافعي رحمه لله في تاريخه: أن عمر بن هبيرة الفزاري ولي العراق في أيام يزيد بن عبد الملك. وأضيفت إليه خراسان فاستدعى الحسن البصري ومحمد بن سيرين والشعبي؛ وذلك في سنة ثلاث وماثة» فقال لهم: إن يزيد خليفة الله تعالى استخلفة على عباده وأخذ عليهم الميثاق بطاعته وأخذ عهودنا بالسمع والطاعة» وقد ولاني ما ترون فيكتب إليّ بالأمر من أموره فأقلده ما تقلده من ذلك الأمرء فقال ابن سيرين والشعبي قولاً فيه بقية» فقال ابن هبيرة: ما تقول يا حسن؟ فقال: يا ابن هبيرة خف الله تعالى في يزيد ولا تخف يزيد في الله عز وجل» فإن الله تبارك وتعالى يمنعك من يزيد ولا يمنع ١3ظ5‏ الباب العاشر في ذكر بركة التشبث بأذياله الفاخرة يزيد من الله جل وعلاء ويوشك أن يبعث إليك ملكا فيزيلك عن سريرك ويخرجك من سعة قصر إلى ضيق قيرء ثم لا ينجيك إلا عملك؛» يا ابن هبيرة إياك أن تعصى الله تعالى فإنما جعل الله عز وجل هذا السلطان ناصرًا لدين الله عز وجل وعبادهء فلا تتركن دين الله تعالى وعباده بهذا السلطان» فإنة لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق» فأجازهم ابن هبيرة وأضعف جائزة الحسنء فقال الحسن: سفسفنا لهُ فسفسف لناء والسفساف الرديء من العطية» وروي أنهُ كتب عمر بن عبد العزيز إلى الحسن رضي الله عنهما يقول لهُ: إني قد ابتليت بهذا الأمر فانظر لي أعوانًا يعينوني عليهء فكتب إليه الحسن كتابًا يقول في أثنائه: أما أبناء الدنيا فلا تريدهمء وأما أبناء الآخرة فلا يريدونك» فاستغن بالله والسلام . ورأى الحسن يومًا رجلاً وسيمًا حسن الهيئة عليهء فسأل عنهُ فقيل لهُ إن يتمسخر للملوك ويحبونة» فقال لله أبوه أو قال لله درهء ما رأيت أحدًا يطلب الدنيا بما يشبهها إلا هذاء قلت: يعني أن الدنيا رذيلة فأخذها بالرذائل أنسب من أخذها بالفضائل. وكان أكثر كلامه حكمًا وبلاغة» ولما حضرتة هُ الوفاة أغمي عليه قبل موته ثم أفاق» فقال: لقد نبهتموني من جنات وعيون ومقام كريم» وقال رجل قبل موته ع ادناه طائرًا أخذ حصاة بالمسجد. فقال: إن صدقت رؤياك مات الحسن» ٠‏ فلم يكن إلا قليلاً حتى مات الحسن فتبع الناس جتازتة فلم تقم صلاة العصر بالمسجدء وما علم أنها تركت فيه مذ كان الإسلام إلا يومئذء لأنهم تبعوا الجنازة حتى لم يبق مَن يصلي في المسجد. قلت ولهُ رضي الله عنهُ مع الحجاج وقعات عظيمة واجهه فيها بكلام صادع؛ وسلمة الله تعالى من شره. ومما روي من تفخيم الحجاج له أنه جاء ذات يوم راكبًا على برذون أصفر فأم الجامعء فلما دخلهُ رأى فيه حلقات متعددة فقصد حلقة الحسن» فلم يقم له بل وسع لهُ في المجلس فجلس إلى جنبهء قال الراوي فقلنا اليوم ننظر الحسن» هل يتغير عن عادته في كلامه وهيئته؟ فلم يغير شيئًا من ذلك» بل أخذ على نسق عادته من غير زيادة ولا نقص» فلما كان في آخر المجلس قال الحجاج صدق الشيخ عليكم بهذه المجالس» فقد قال رسول الله و: «إذا مررتم برياض الجنةٍ فارئعوا"”'2 ولولا ما ابتلينا به من هذا الأمر لم يغليونا عليهاء أو قال لم يسبقونا إليهاء ثم أفتر عن لفظ أعجب به الحاضرون» ثم نهض فمشى طريقه. انتهى. وقد أطبق القوم على أن إمام طريق التصوف من التابعين الحسن البصري رضي الله عنةء وقد انتهت إليه أسانيد الصوفية على الغالب» قال محمد بن الحسن: كان الحسن البصري قدوة وإمامًا في الشريعة والطريقة والسنة» الباب العاشر في ذكر بركة التشبث بأذياله الفاخرة ع2 وقال غيره من القوم اجتمعت سيرة الهداية في الحسن البصري » فمن أحب اتباع سنة رسول الله يي والعمل بما كان عليه أصحابه رضي الله عنهم» فليقتدي به فإبهُ نعم القدوة» وكات يقول: أكرم أخوانك هو الذي يدوم لك ودة» وليس بأخيك من احتجت إلى مداراته. وكان إذا جلس بين الناس يجلس ذليلاًكالأسيرء وإذا تكلم يتكلم كلام رجل قد أمر به إلى النار. وكان يقول من لبس الصوف تواضعًا لله زاده نورًا في بصره وقلبهء ومن لبسة إظهارًا للزهد في الدنيا والتكبر به على الإخوان في نفسهِ كوّر في جهنم مع الشياطين. وكان يقول: ما كل الناس يصلح للبس الصوف لأنه يطلب صفاء ومراقبة له عز وجلء وقيل لهُ مرة ما سبب لباسك الصوف فسكت» فقيل لهُ: ألا تجيب فقال: إن قلت زهدًا في الدنيا زكيت نفسي وإن قلت فقرًا وضيقًا شكوت ربي. والله تعالى أعلم : ولو أردنا تنبع آثاره لضاق الوقت وفى هذا كفاية رضى الله عنة. تع في صي [ذكر من كان من أكابر القوم الأعيان وأشياخ الطريق أهل العرفان» مولانا الإمام الكبير والزاهد العارف الشهير خليفة الحسن البصري الإمام أبو سليمان داود بن نصير الطائي الكوفي رضي الله عنه] ومن أكابر القوم الأعيان وأشياخ الطريق أهل العرفان» مولانا الإمام الكبير والزاهد العارف الشهير خليفة الحسن البصريء الإمام أبو سليمان داود بن نصير الطائي الكوفي رضي الله عنةء قال الخطيب البغدادي في تاريخه: داود بن نصير أبو سليمان الطائي الكوفي؛ سمع عبد الملك بن عمير وحبيب بن أبي عمرة وسليمان الأعمش ومحمد بن عبد الرحمئن بن أبي ليلى» روى عنةٌ إسماعيل بن عُليه ومصعب بن المقدام وأبو نعيم الفضل بن دُكين» وكان داود ممن شغل نفسه بالعلم ودرس الفقه وغيره من العلوم» ثم اختار بعد ذلك العزلة وآثر الانفراد والخلوة ولزم العبادة واجتهد فيها إلى آخر عمرهء وقدم بغداد في أيام المهدي ثم عاد إلى الكوفة وبها كانت وقاتة. وجدت في كتاب محمد بن العباس بن الفرات الذي سمعةٌ من أبي الحسن إسححق بن عباس» قال: أخبرنا محمد بن يونس الكديمي» قال: سمعت أبا نعيم يقول: كنت ببغداد عند داود الطائي وبها المهدي عشرين ليلة» فسمع صونًا فقال: ما هذا؟ قالوا: هذا أمير المؤمنين يا أبا سليمان قال: وهو هاهنا .اه. أخبرنا محمد بن أحمد بن رزقء قال: أخيرنا جعفر بن محمد بن نصير الخلديء: أخبرنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرميء أخبرنا عبد الله بن أحمد بن شبويهء قال: سمعت علي بن المديني يقول: سمعت ابن عيينة يقول: كان داود الطائي ممن علم وفقه. قال: وكان يختلف إلى أبي حنيفة حتى يقلب في ذلك الكلامء قال: فأخل حصاة فحذف بها إنسانًا فقال لهُ: يا أيا سليمان طال لسانك وطالت يدك» قال: فاختلف بعد ذلك سنة لا يسئل ولا يجيبء فلما علم أنه يصبر عمد إلى كتبه فغرقها في الفرات ثم أقبل على العبادة وتخلا. ذكر من كان من أكابر القوم الأعيان وأشباخ الطريق أهل العرفان لك قال: وكان قد زاره صديق لهُء وكان يعلم أنه يجيئه في آية من القرآن يفسرها «الم غلبت الروم» [الروم: ]١‏ فأتاه يصلي إلى جنبه فلما انفتل قال: يا أبا سليمان الم غلبت الروم» فقال: يا أبا الصلت انقطع الجواب فيها مرتين .اه. أخبرنا ابن رزق» قال: أخبرنا جعفر الخلديء أخيرنا محمد بن عبد الله الحضرمي» أخبرنا محمد بن يزيد» حدّئنا وكيع» قال: قيل لداود الطائي حذثناء قال: أريد أن أقعد مثل المكتب مع قوم يتحفظون سقط كلامي .اه. أخيرنا أبو علي عبد الرحمئن بن محمد بن أحمد بن محمد بن فضاله النيسابوري بالري» قال: أخبرنا أبو الفضل محمد بن الفضل بن محمد بن سليمان السلمي» قال: أخبرنا أبو عمران موسى ين العباس الجويني» أخبرنا جعفر بن الحجاج الرقي؛ أخبرنا عبيد بن جناد» قال: سمعت عطاء يقول كان لداود الطائي ثلاثمائة درهمء: فعاش بها عشرين سنة ينفقها على نفسهء قال: وكنا ندخل على داود الطائي فلم يكن في بيتهِ إلا بارية ولبنة يضع عليها رأسة» وإجانة فيها خيز ومطهرة يتوضأ منها ومنها يشرب .اه. أخبرنا الحسن بن أبي طالب» قال: أخبرنا علي بن عمر والحريري بن علي بن محمد بن كاس النخعي. أخبرهم قال: أخبرنا أحمد بن أبي أحمد الحنبلي» حدّئنا محمد بن إسحق البكاي» قال الوليد بن عقبة الشيباني قال: لم يكن في حلقة أبي حنيفة أرفع صونًا من داود الطائي» ثم إنهُ تزهد واعتزلهم وأقبل على العبادة .اه. أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل. قال: أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق» أخبرنا إسحلق بن إبراهيم بن أبي حسان الأنماطي» أخبرنا أحمد بن أبي الحواري» قال: قال أبو سليمان يعني الداري: ورث داود الطائي من أمه دارًا فكان ينتقل في بيوت الدارء كلما تخرب بيت من الدار انتقل منة إلى آخر ولم يعمرهء حتى أتى على عامة بيوت الدارء قال وورث من أبيهٍ دنانير فكان يتقوت بها حتى كفن بآخرها .اه. أخيرنا أحمد بن عمر بن روح» قال: أخبرنا المعافي بن زكريا الجريري» أخبرنا محمد بن القاسم الأنباري. حدّئني أبي حدّثني موسى بن عبد الرحمان حدّثني محمد بن حسان قال: قال لي عمي قدم محمد بن قحطبة الكوفة فقال: أحتاج إلى مؤدب يؤدب أولادي حافظ لكتاب الله عالم بسئة رسول الله يلٍِ وبالآثار والفقه والنحو والشعر وأيام الناس» فقيل له: ما يجمع هذه الأشياء إلا داود الطائي وكان محمد بن قحطبه ابن عم داود فأرسل إليه يعرض ذلك عليه ويسني له الأرزاق والفائدة فأبى داود ذلكء فأرسل إليه بدرة عشرة آلاف درهمء وقال لهُ: استعن بها على دهرك فردهاء فوجه إليه بدرتين مع غلامين لهُ مملوكين وقال لهما: إن قبل الدرتين فأنتما حران فمضيا بهما إليه فأبى أن يقبلهماء فقالا لهُ: إن في قبولهما عتق رقابنا فقال لهما: إني أخاف أن يكون فى قبولهما رهق قلادة الجواهر/ م 9؟ 1 ذكر من كان من أكابر القوم الأعيان وأشباخ الطريق أهل العرفان رقبتي في النارء رداها إليه وقولا لهُ: إن تردهما على من أخذتهما منهُ أولى من أن تعطيني أنا .اه. أخبرنا ابن رزق» قال: أخبرنا جعفر الخالدي» أخبرنا محمد بن عبد الله الحضرمي» أخبرنا محمد بن حسان» قال: سمعت إسماعيل بن حسان يقول: جئت إلى باب داود الطائي» فسمعتةٌ يخاطب نفسة فظننت أن عنده أحدّاء فأطلت القيام على الباب ثم استأذنت فدخلت» فقال: ما بدا لك في الاستئذان؟ قلت: سمعتك تتكلم فطننت أن عندك أحدّاء قال: لا ولكن كنت أخاصم نفسي» اشتهت البارحة تمرًا فخرجت فاشتريت لهاء فلما جئت به اشتهت جزرًا فأعطيت الله عهدًا أن لا آكل تمرًا ولا جزرًا حتى ألقاه .أه. وقال الحضرمي: أخبرني عبد الله بن أحمد بن شبوية» قال: سمعت علي بن ٠‏ الحسن الشقيقي» قال: قال عبد الله بن مبارك: قيل لداود الطائي وحائطة قد تصدع فقيل لهُ: لو أمرت برمهء فقال داود: كانوا يكرهون فضول النظر .اه. أخيرنا عبد الغفار بن محمد المؤدب» أخبرنا عمر بن أحمد الواعظ» أخيرنا محمد بن جعفر المطيلري» أخبرنا الحسن بن علي العبدي» قال: أخبرنا أبو حفص» قال: سمعت ابن أبي عديّ يقول: صام داود الطائي أربعين سئة ما علم به أهله» وكان خرازًا وكان يحمل غداه معهُ ويصدق بهِ في الطريق» ويرجع إلى أهلهٍ يفطر عشاء لا يعلمون أنه صاثِم .اه. أخبرنا أبي الحسين أحمد بن عمر بن عبد العزيز بن محمد بن الوائق بلله. حدّئني جدي حذئني خلف بن عمرو حدّئني محمد بن عبد المجيد الدوري حدّثني الوليد بن عقبة قال: رأيت داود الطائي وقال له رجل: ألا تسرح لحيتك قال: إني عنها مشغول .اه. أخيرنا أبو الحسن علي بن القاسم بن الحسن الشاهد بالبصرة أخبرنا أبو روق الهزاني حدّثنا أبو سعيد السكري قال: احتجم داود الطائي قدفع إلى الحجام دينارّاء فقيل لهُ: هذا إسراف» فقال: لا عبادة لمن لا مروءة لهُ .اه. أخبرنا أبو القاسم الحسن بن الحسن بن علي بن المنذر القاضي. أخبرنا جعفر بن محمد نصير الخواصء. أخبرنا أحمد بن محمد بن مسروق؛ أخبرنا محمد بن الحسين البرجلاني» أخبرنا أبو سعيدء قال: أخبرنا سهل بن بكار قال: قالت أخت لداود الطائى: يا داود لو تنحيت من الشمس إلى الظل» قال: هذه خطأ لا أدري كيف تكتب اه أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن عبد الله الأصبهاني» أخبرنا جعفر الخلديء» أخبرنا أحمد بن محمد بن مسروق. قال: أخبرنا هارون بن سوار المقرىء» قال: سمعت شعيب بن حرب يقول: دخلت على داود الطائي فأكربني الحر في بيتوء فقلت: لو خرجنا إلى الدار نتروح» فقال: إني لا أستحي من الله أن أخطو خطوة لذة .اه. أخبرنا محمد بن الحسين بن إبراهيم الحقاف». قال: أخبرنا أبو ميسرة قميع بن ميسرة بن حاجب الزهيري» أخبرنا أحمد بن مسروقء أخبرنا ذكر مَن كان من أكابر القوم الأعيان وأشياخ الطريق أهل العرفان 46١‏ محمد بن الحسين البرجلاني؛ حدّئني هريم حدّثني أبوه الربيع الأعرج» قال: دخلت على داود الطائي ببيته بعد المغرب» فقرّب إلى كسيرات يابسة فعطشتء فقمت إلى دن فيه ماء حارء فقلت: رحمك الله لو اتخذت إناء غير هذا يكون فيه الماء. فقال لي: إذا كنت لا أشرب إلا باردًا ولا آكل إلا طيبًا ولا ألبس إلا ليئًا فما أبقيت لآخرتي» قال: قلت أوصني قال: صم الدنيا واجعل إفطارك فيها الموت» وفرٌ من الناس فرارك من السبع؛ وصاحب أهل التقوى إن صحبت فإنهم أقل مؤونة وأحسن معونة» ولا تدع الجماعة» حسبك هذا إن علمت به. أخبرني الأزهريء قال: أخبرني محمد بن العباس الخزازء أخبرني أبو مزاحم موسى بن عبيد الله. حذّثئني أبو بكر بن مكرم» قال: سمعت محمد بن عبد الرحمالن الصيدافي يقول: رحل أبو الربيع الأعرج إلى داود الطائي من واسط ليسمع منة شيئًا ويراه» فأقام على بابه ثلاثة أيام لم يصل إليهء قال: كان إذا سمع الإقامة خرج فإذا سلم الإمام وئب فدخل منزله؛ قال: فصليت في مسجد آخر ثم جئت وجلست على بابه» فلما جاء ليدخل من باب الدار قلت: ضيف رحمك الله قال: إن كنت ضيقًا فادخل» قال: فدخلت فأقمت عنده ثلاثة أيام لا يكلمني؛ فلما كان بعد ثلاث قلت: رحمك الله أتيتك من واسط وإني أحببت أن تزودني شيئّاء قال: صم الدنيا واجعل فطرك الموت» فقلت: زدني رحمك اللهء قال: فرّ من الناس كفرارك من الأسد غير طاعن عليهم ولا تارك لجماعتهم» قال: فذهبت أستزيده؛ فوئب إلى المحراب وقال: الله أكبر .اه. أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق» قال: أخيرنا أحمد بن سلمان النجادء أخبرنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي الدنياء حدّئني محمد بن الحسين حذثئني رستم بن أسامة حدّئني أبو خالد الأحمرء قال: قال داود الطائي: ما حسدت أحدًا على شيء إلا أن يكون رجلاً يقوم الليل» فإني أحب أن أرزق وقنًا من الليل» قال أبو خالد: وبلغني أنه كان لا ينام الليل» إذا غلبتهُ عيناه احتنى قاعدًا .اه. وقال ابن أبي الدنيا: حدّثئني محمد بن الحسين حدّئني إسحلق بن منصورء قال: حدّثتني أم سعيد بن علقمة النخعي» وكانت أمهُ طائية قالت: كان بيننا وبين داود الطائي حائط قصيرء كنت أسمع حسة عامة الليل لا يهدأء قالت: وربما سمعتهُ يقول: همك عطل علي الهموم وخالف بيني وبين السهادء وشوقي إلى النظر إليك أوثق منيء وحال بيني وبين اللذات» فأنا في سجنك أيها الكريم مطلوب. قالت: وربما ترنم بآلائه فأرى أن جميع نعيم الدنيا جمع في ترئمه» وكان يكون في الدار وحده وكان لا يصيح فيها أي لا يسرج .اه. أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن أحمد بن محمد الجواليقي» أخبرنا جعفر بن محمد الخالدي» أخبرنا أحمد يعني ابن محمد بن مسروق»؛ أخبرنا محمد بن حسين» أخبرنا قبيصة بن َك ذكر من كان من أكابر القوم الأعيان وأشياخ الطريق أهل العرفان عقبة» حدّئتني جارية لداود ‏ يعني الطائي - قالت: مكث داود عشرين سنة لا يرفع رأسة إلى السماءء قال قبيصة: قد رأيتة كان متخشعًا جذدا .اه. وأخبرنا الحسين بن الحسن الجوالبقي» اخبردا جعفر الخالدي: أخبرنا أحمد هو ابن مسروق» أخبرنا محمد يعني ابن الحسين » حدّثني عمرو بن طلحة القناد» قال: ورث داؤد الطائى من ابن عم له لم يكن واوثًا غيره» نحوًا من ماثة ألف درهم وعرضًا وغيرهء فقال: قد جلت ما اماي من ميراثي منهُ صدقة على أهل الحاجة والمسكنة .اه. قال عمر: فقسمت والله في الأحياء عن آخرها درهماء قال عمرو: وحدّثني حماد بن أبي حنيفة» قال: قلت له: لو أبقيت بعضها لخلة تكون؛ قال: إني احتسبت بها صلة الرحم .اه. أخبرنا محمد بن الحسين القطانء قال: أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق» أخبرنا محمد بن هشام المستملي»: قال: سمعت أبا عبد الرحمان المذكر وأنا حدث» قال: كان داود الطائي يحيي الليل صلاة ثم يقعد بحذاء القبلة» فيقول: يا سواد ليلة لا يضيء ويا بعد سفر لا ينقضي ويا خلوتك بي »2 يقول داود: ألم تستح .اه أخبرنا ابن رزق» قال: أخبرنا جعفر الخالدي» أخبرنا محمد بن عبد الله الحضرميء أخبرنا علي بن حربء أخبرنا إسماعيل بن زبان؛ قال: قالت داية20 داود لهُ: يا أبا سليمان أما تشد تشتهي الخبز؟ قال: يا داية بين مضغ الخبز وشرب القيت قراءة خمسين آية .اه. أخبرنا اليه بن علي الضميري» أخبرنا الحسين بن هارون القاضي» قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد» أخبرنا قاسم بن الضحاك» أخبرنا معاوية بن سفيان المازني عن دثار بن محارب؛ قال: حدّثني أبي محارب بن دثارء قال: لو كان داود الطائي في الأمم العافية لسن ايل تعلينا قن حرم .أه. أخبرني عبد الله بن يحيئ السكري» قال: أخبرني محمد بن عبد الله الشافعي» أخبرني جعفر بن محمد بن الأزهرء أخبرني ابن الغلابي؛ قال: قال أبو زكريا يحيئ بن معين: وداود الطائي ثقة .اه. ألخبرنا الحسن بن أبي بكرء قال: أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله القطان. أخبرنا عبيدوس وهو عبد الله بن روح المدايني» أخبرنا عبيد الله بن محمد العيشي» أخبرنا سلمة بن سعيد» قال: باع داود الطائي جارية لهُ قال: فقال لهُ بعض أخوانه: لو دفعت إليّ ثمنها فضاربت لك به عشت في فضلها وكانت هي على حالهاء فلما ولي دعاه فقال: هاتها عسى أن لا أفنيها حتى أموت». قال: فوالله ما أفناها حتى ماتء قال: وبقي منها شية فاشترينا لهُ كفئًا ١اه.‏ أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل القطانء قال: أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي» قال: أخيرنا أبو أحمد بن فارسء أخبرنا البخاري: قال . الداية: الحاضتة والقايلة‎ )١( ذكر من كان من أكابر القوم الأعيان وأشياخ الطريق أهل العرفان 5-8 داود بن نصير الطائي أبو سليمان مات بعد الثوري» قالهُ لي علي» وقال لي ابن أبي الطيب عن أبي داود: مات إسرائيل وداود في أيام وأنا بالكوفة» وقال أبو نعيم مات سنة ستين ومائة .اه. وأخبرنا ابن الفضلء» قال: أخبرنا جعفر الخالدي» أخبرنا محمد بن عبد الله الحضرميء؛ أخبرنا محمد بن عبد الله بن نمير» قال: مات داود الطائي سنة خمس وستين ومائة .انتهى. ومناقب الإمام داود الطائي ومآئره أكثر من أن تحصرء وفيما ترجمة به الخطيب كفاية. ومنهم: الشيخ الإمام مقتدى الإسلام مفتي الفريقين وشيخ الطائفتين» أبو القاسم الجنيد ببن محمد بن الجنيد النهاوندي الأصل البغدادي القواريري الخزازء قال السبكي في طبقاته حين ذكر الجنيد: سيد الطائفة ومقدم الجماعة وإمام أهل الخرقة وشيخ طريقة التصوف» وعلم الأولياء في زمانه ويهلوان العارفين» وقد أطنب الإمام السبكي وأطال في ترجمة الإمام الجنيدء وكتب كثيرًا من مناقبه وكلماتهو» وسنذكر إن شاء الله في هذه الترجمة البعض منهاء وها أنا أذكر لك يا أخي ما ترجمه به الأستاذ اليافعي قدس الله سره في تاريخه» فإنه أتقن وأجاد وشفى الفؤادء وهذه ترجمتة بحروفهاء قال عند ذكر حوادث سنة ثمان وتسعين ومائتين: وفيها توفي أستاذ الطريقة وحامل لواء الحقيقة سيد الطائفة تاج العارفين قطب العلومء أبو القاسم الجنيد بن محمد القواريري الخزازء بالخاء المعجمة والزاي المشددة المكررة» قدس الله تعالى روحة» وقتل سنة سبع وقيل سنة تسع » صحب خالهُ السري السقطي والحارث بن أسد المحاسبي وغيرهما من أجلة المشائخ» وممن صحبهٌ من أجلة الأئمة وأعلام الأمة أبو العباس بن شريح الفقيه الشافعي النجيب في العلوم المفحم للخصومء كان إذا تكلم في الأصول والفروع تكلم بكلام يعجب الحاضرين» يقول لهم: أتدرون من أين لي هذا؟ هذا من بركة مجالستي أبا القاسم الجنيد؛ وأصل الجنيد من نهاوند ومولده ومنشأه العراق» وكان شيخ وقته وفريد عصرهء وكلامة في الطريقة وأسرار الحقيقة مشهور مدون» تفقه على أبي ثور صاحب الإمام الشافعي» وقيل: بل كان فقيهًا على مذهب سفيان الثوري. وسئل عن العارف. من هو؟ فقال: من نطق عن سرك وأنت ساكت. وكان يقول: مذهبنا هذا مقيد بالأصول: الكتاب والسنةء ورُؤْيٍ يومًا في يده سبحةء فقيل لهُ: أنت مع شرفك تأخذ في يدك سبحة. فقال: طريق وصلت به إلى ربي لا أفارقة. وقال رضي الله عنهُ: قال لي خالي السري: تكلم على الناس وكان في قلبي حشمة من الكلام على الناس» فإني كنت أتهم نفسي في استحقاق ذلك» فرأيت ليلة في المنام رسول الله يله وكانت ليلة جمعة» فقال لي: تكلم على الناسء فانتبهت وأتيت باب 46 ذكر من كان من أكابر القوم الأعيان وأشياخ الطريق أهل العرفان السري قبل أن أصبحء فدققت الباب» فقال لي: لم تصدق حتى قيل لك» فقعد في غد للناس بالجامع» وانتشر في الناس أن الجنيد قعد يتكلم على الناس» فوقف علي غلام نصراني متنكرّاء وقال أيها الشيخ: ما معنى قول رسول الله يكِ: «اتقوا فراسة المؤمن فإنهُ ينظر بنور الله تعالى»؟”2 فأطرقت ساعة ثم رفعت رأسي وقلت لهُ: أسلم فقد حان وقت إسلامك فأسلم الغلام؛ قلت: والناس معتقدون أن في هذا للجنيد كرامةء وأقول: فيه كراماتان ثنتان أحداهما اطلاعه على كفر الغلام والثانية اطلاعه على أنهُ سيسلم في الحالء. وكل ذلك باطلاع الله تعالى لهُ تفضيلاً وإكراماء وتخصيصًا وإنعامًا وإن لم يكن ذلك مطردّاء فقد يعطى الكرامة المفضول ويمنع الفاضل. وعن أبي القاسم الجنيد رضي الله عنة أنه قال: ما انتفعت بشيء انتفاعي بأبيات سمعتها. قيل لهُ: وما هي؟ قال: مررت بدرب القراطيس فسمعت جارية تغني من دارء فأنصت لها فسمعتها تقول: إذا قلت أهدى الهجر لي حلل البلا 2 تقولين لولا الهجر لم يطب الحب وإن قلت هذا القلب أحرقةٌ الهوى 2 تقولي بنيران الهوى يشرق القلب فصعقت وصحتء فبينما أنا كذلك إذا أنا بصاحب الدار قد خرجء فقال: ما .هذا يا سيدي؟ فقلت: مما سمعت؛ فقال: أشهد أنها هبة مني لكء فقلت وقد قبلتهاء وهي حرة لوجه الله تعالى» ثم دفعتها لبعض أصحابنا بالرباطء فولدت لهُ ولدًا نبيلآً ونشأ أحسن نشوء وحج على قدميه ثلاثين حجة على الوحدة. وأخبار الجنيد رضي الله عنة كثيرة ومناقبة شهيرة وسيرتةُ حميدة» وكراماتةُ عديدة. قيل توفي آخر ساعة من نهار الجمعة؛ وقيل غير ذلك ودفن بالشونيزيه عند خاله السري» وكان عند موتهٍ قد ختم القرآن الكريم» ثم ابتدأ بقراءته فقرأ سبعين آية من سورة البقرة ثم مات. وإنما قيل له الخزاز لأنة كان يعمل الخزء وإنما قيل له القواريري لأن أياه كان قواريريّاء قلت: وذكر بعض المشائخ أنهُ لما صنف عبد الله بن سعيد بن كلاب كتابه الذي رد فيه على جميع المذاهبء» قال: هل بقي أحد؟ قيل لهُ: نعم بقي' طائفة يقال لها الصوفية» قال: فهل لهم من إمام يرجعون إليه؟ قيل: نعم الأستاذ أبو القاسم الجنيدء فأرسل إليه يسألة عن حقيقة مذهبهء فرد الجنيد عليه الجواب: بأن مذهبنا إفراد القدم عن الحدث وهجر الأخوان والأوطان ونسيان ما يكون وما كان» فلما سمع ابن كلاب هذا الجواب تعجب من ذلك وقال: هذا شية» أو قال: كلام لا يمكن فيه المناظرة ثم حضر مجلس )١(‏ الحديث أخرجه العجلوني في كشف الخفاء عن أبي أمامة »)417/١(‏ حرف الألف» حديث رقم: *. والسيوطي في كتاب تنزيه الشريعة عن أبي أمامة (؟/ 008 حديث رقم: "الا. ذكر مّن كان من أكابر القوم الأعيان وأشياخ الطريق أهل العرفان 16 الجنيد رضى الله عنهُ» وسألةٌ عن التوحيد قأجابةٌ بعبارة مشتملة على معارف الأسرار والحكم. فقال أعد على ما قلتء فأعاده لا بتلك العبارة» فقال: هذا شيء آخرء فأعده علىٌء فأعاده بعبارة أخرى فقال: ما يمكننا حفظ ما تقول فأملهِ عليناء فقال: لو كنت أجريه كنت أمليه. فقال بفضله-واعترف بعلو شأنوء قلت: وإلى قولهٍ كنت أجريه أمليه إشارة على لسان حال صاحب الحال الجاري على لسانه كلام بغير اختيار» على طريق التغزل بسلمى وشبهها حيث أقول» حاكيًا لكلام شيخنا قدس الله تعالى روحه في حال غيبته بالحال الوارد عليه: وما قلت قولاً غير أني أعرتها ‏ لساني فأومت للهوى يتكلم فأسرارها منها علمثت وعثدما سكرت جليسي سرها منهٌ يعلم أعني يعلم الجليس السر الجاري على لسان المتكلم بواسطة الهوى» المشار إليه بالتكلم من جهة المحبوب المكنى عن يسلمى تسترًا. وروي عن بعض مشائخ الصوفية الأجلّة أنه قال: قال لي الكعبي من كبار أئمة المعتزلة: رأيت لكم شيخًا ببغداد يقال لهُ الجنيد؛ ما رأت عيني مثلة؛ كان الكتبة يحضرونه لألفاظه والفلاسفة لدقة كلامه والشعراء لفصاحته والمتكلمون لمعانيه» وكلامة ناءٍ عن فهمهم»ء وكان رضي الله عنة من صغره ناطقًا بالمعارف والحكم؛ حتى أن خالة السري سأل عن الشكر والجنيد يلعب مع الصغارء فقال لهُ: ما تقول يا غلام؟ قال: الشكر أن لا تستعين بنعمه على معاصيه. فقال السري: ما أخوفني عليك أن يكون حظك في لسانك» قال الجنيد: فلم أزل خائمًا من قوله هذاء حتى دخلت عليه يومًا وجئتة بشيء كان محتاجًا إليوء فقال لي: أبشر فإني دعوت الله عر وجل أن يسوق لي ذلك على يد مفلح أو قال موفق. اللهمٌ إنا نسألك التوفيق ونعوذ بك من الخذلان والتعويق» بجاه نبيك الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم» وعن الأستاذ أبي القاسم الجنيد المشار إليه رضي الله عنهُ أنه قال: دخلت الكوفة في بعض أسفاري فرأيت دارًا لبعض الرؤوساءء وقد شف عليها النعيم وعلى بابها عبيد وغلمانء وفي بعض رواشنه!") جارية تغني وتقول: ألا يادارلايدضلك حزن ولايعبث يساكنئك الزمان فنعم الدار أنت لكل ضيف إذا ما الضيف أعوزه المكان )١(‏ الرواشن: جمع روشن وهو الرّف والكوّة والشرفة. لد ذكر من كان من أكابر القوم الأعيان وأشياخ الطريق أهل العرفان قال: ثم مررت بها بعد مدةء فإذا الباب مسود والجمع مبدد» وقد ظهر عليها كابة الذل والهوان وأنشد لسان الحال: ذهيبت محاستها وبان شجونها والدهر لا يبقي مكانا سالما فاستبدلت من أنسها بتوحش ومن السرور بها عزاء راغما قال: فسألت عن خبرهاء فقيل لي: مات صاحبها فآل أمرها إلى ما ترى فقرعت الباب الذي كان لا يقرعء فكلمتني جارية بكلام ضعيف» فقلت لها: يا جارية أين بهجة هذا المكان وأين أنواره وأين شموسه وأين أقماره وأين قصاده وأين زواره؟ فبكت ثم قالت: يا شيخ كانوا فيه على سبيل العارية» ثم نقتلهم الأقدار إلى دار القرار» وهذه عادة الدنيا ترحل من سكن فيها وتسيء إلى مّن أحسن إليهاء فقلت لها: يا جارية مررت بها في بعض الأعوام وفي هذا الروشن جارية تغني: ألا يا دار لا يدخلك حزن؛ فبكت وقالت: أنا والله تلك الجارية» لم يبق من أهل هذه الدار أحد غيري» فالويل لمن غرّتهُ دنياهء فقلت لها: فكيف قر بك القرار في هذا الموضع الخراب؟ فقالت لي: ما أعظم خفاك, أما كان هذا منزل الأحباب؟ ثم أنشأت: قالوا أتفنى وقوفًا في منازلهم 2 ونفس مثلك لايفنى تحملها فقلت والقلب قد ضجت أضالعهُ 2 والروح تنزع والأشواق تبذلها منازل الحب في قلبي معظمة وإن خلا من نعيم الوصل نازلها فكيف أتركها والقلب يتبعها0 حبّا لمن كان قبل اليوم ينزلها قال: فتركتها ومضيتء» وقد وقع شعرها من قلبي موقعًا وازداد قلبي نولعا. انتهى . وقد اتفق العلماء على أن طريقة الإمام الجنيد طريقة متبعة ومذهبهُ مذهب سالم» وقد أوجبوا الاقتداء به رضي الله عنهء أخذ الطريقة ولبس الخرقة من يد خاله السري السقطي رضي الله عنةُ وهو لبسها من يد الإمام معروف الكرخي» وهو لبسها من يد الإمام داود الطائي رضي الله عنةُ وهو لبسها من يد الإمام الحسن البصري رضي الله عنهُ» وهو لبسها من يد سيد الأئمة وإمام الأمة سيدنا الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه وكرم الله وجهة؛ كما صحح ذلك الحافظ الجلال السيوطي قدس سرهء وهو لبسها من يد أبن عمه سيد الأولين والآخرين إمام النبيين والمرسلين سيدنا ونبينا ومولانا محمد الرسول الأمين صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين» ومن هنا يتبين لك طريق الإمام الجنيد بمن اتصل وإلى من وصلء فإن شيخة وخالة السري السقطي رضي الله عنة ترجمة العلماء والأولياء بالمكانة العظمى والمرتبة العلياء وقالوا: كان أوحد أهل زمانهٍ في الورع والزهد ذكر مَن كان من أكابر القوم الأعيان وأشياخ الطريق أهل العرفان َك والأحوال السنية وسائر مقامات الطريق» وهو أول من تكلم في علم التوحيد ببغداد وإليه انتمى أكثر المشائخ . قال الجنيد قدس سره: ما رأت عيني أعبد من السري» أتت عليه ثمان وتسعون سنة ما رَؤي مضْجعا إلا في علة الموت؛. وشيخ السري سيدنا الشيخ معروف بن فيروز الكرخي رضي الله عنهُ. قال فيه علماء الشرع والطريقة إن أجل مشايخ زمانه ورعًا وزهدًا وفتؤة ويستسقى بقبره إلى الآنء خدم الإمام علي بن موسى الرضى؛ وكان من مواليه وتأدب بآدابو» وصحب داود الطائي ولبس خرقتة وتخرج بصحبتهوء وهو شيخ سلسلة القوم؛ وإن الإمام الجنيد قدس سره ونفعنا الله به ورث هؤلاء الرجال وشرح مضمر فضلهم وكشف كتنوز عرقانهم وجمع لهم مذهبًا وبنى لهم طريقًا يتوصل الئاس به إليهم رضي الله عنهمء قام نائبًا عن السلف وإمامًا للخلف» وأخباره كثيرة ومناقبة شهيرة وكلماته اللطيفة كادت توري زند العشق؛ ومحبة الله في قلب كل مَن سمعها من أهل عضر يوه :ذكر ينها" الانام الشيكن. فى طيقائة نبلة :صالحة متها نا قالة: الخيرنا المسند عز الدين أبو الفضل محمد بن ضياء الدين أبي الفدا إسماعيل قراءة عليه» وأنا أسمع + قال أخبرنا آبو الحسن بن التخاري» أخبرنا أبواحفسن بن طيرزة: اخيرنا القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري» أخبرنا هناد بن إبراهيم أبو المظفر القاضي النسفي» قال: سمعت أبا الحسن محمد بن القاسم الفارسي» يقول: كان الجنيد بات ليلة العيد في موضع غير الموضع الذي كان يعتاده في البرية» فلما أن صار وقت السحر» إذا بشاب ملتف في عباءة وهو يبكي ويقول: بحرمة غربتي كم ذا الصدود ألاتعطف علي ألا تجود سرور العبد قد عم النواحي وضري في ازدياد لا يبيد فإن كنت اقترفت خلال سوءِ فعذري في الهوى أن لا أعود أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم» قرأه عليه وأنا أسمع» قال: أخبرنا المشائخ أبو بكر بن إسماعيل بن الأنماطي وأختهُ رقية وغيرهما حضورّاء عن أبي بكر بن أبي سعد الصغارء قال: أخبرنا أبو منصور عبد الخالق بن زاهر السجادي» قال: أخبرنا الإمام أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد المؤذن؛ قال: أخيرتا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن باكونهء قال: أخبرنا نصر بن أبي نصرء قال: أخبرنا جعفر بن نصيرء قال: سمعت الجنيد قال: حي ار فجاورت بمكة؛ فكنت إذا جِنّ الليل دخلت الطواف فإذا بجارية تطوف وتقول أبى الحب أن يخفى وكم قد كتمتة لف مي كد اوسا م4 ذكر مَن كان من أكابر القوم الأعيان وأشياخ الطريق أهل العرفان إذا اشتد شوقي هام قلبي يذكره فإن رمت قربًا من حبيبي تقربا قال: فقلت لهايا جاربة أما تتقين الله في مثل هذا المكان» تتكلمين بمثل هذا الكلام» فالتفتت إليّ وقالت يا جئيد: لولاالتقى لمترني أهجر طيب الوسن إن التقى شردني كماترى عن وطلني .ثم قالت: يا جنيد تطوف بالبيت أم برب البيت؟ فقلت: أطوف بالبيت» فرفعت طرفها إلى السماء وقالت: سبحانك ما أعظم مشيئتك في خلقك. خلق كالأحجار يطوفون بالأحجار ثم أنشأت تقول: يطوفون بالأحجار يبغون قربهٌُ ١‏ إليك وهم أقسى قلوبًا من الصخر وتاهوا فلم يدروا من التيه منهم وحلوا بحل القرب في باطن الفكر فلو أخلصوا في الود غابت صفاتهم وقامت صفات الود للحق بالذكر أخبرنا الحافظ أبو العباس بن المظفر بقراءتي عليهء قال: أخبرنا أحمد بن هبة الله بن عساكر بقراءتي عليهء قال: أخبرنا إسماعيل بن عثمان القارىء إجازة» قال: أخبرنا هبة الله بْن عبد الواحد بن عبد الكريم القشيري سماعًا عليه إملاة» قال: سمعت الشيخ أبا سعيد محمد بن عبد العزيز الصغار» قال: سمعت الشيخ أبا عبد الرحمئن السلمي» قال: سمعت منصور بن عبد الله قال: سمعت أبا عمر الأنماطي» قال: قال رجل للجنيد على ماذا يتأسف المحب من أوقاته؟ فقال: على زمان بسط أورث قبضًا أو زمان أنس أورث وحشة ثم أنشأ يقول: قد كان لي مشرب يصفو بقريكم فكدرتة يدالأيام حين صفا وبهو إلى هبة الرحمئن القشيريء قال: أخبرنا أبو صالح أحمد بن عيد الملك أبا الحسن علي بن هارون ومحمد وأبا بكر محمد بن أحمد المفيد يقولان: سمعنا أبا القاسم الجنيد بن محمد غير مرة 'يقول: طريقنا مضيوط بالكتاب والسئةء من لم يحفظ القرآن ولم يكتب الحديث ولم يتفقه لا يقتدى به .اه. وأخبرنا أيضًا أبو العباس أحمد بن يوسف بن أحمد الخلاطي قراءة عليه وأنا اسمع بالقاهرة» قال: ذكر من كان من أكابر القوم الأعيان وأشياخ الطريق أهل العرفان 4 أخبرنا نفيس الدين عبد الرحمئن بن عبد الكريم بن أبي القاسمء قال: أخبرنا والدي» قال: أخبرنا أبو الفضل عبد الله بن أحمد الطوسي» قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن مرزوق بن عبد الرزاق الزعفراني البغدادي قراءة عليه في المحرم سنة سبع وخمسمائة» قيل لهُ: أخبركم أبو الحسن علي بن أحمد بن علي بن عبد الله الحافظ المعتلي» قال: أخبرنا أبو الحسين علي بن هارون بن محمد وأبو بكر محمد بن أحمد المفيدء قالا: سمعنا أبا القاسم الجنيد بن محمد رحمة الله عليهء يقول: تفقهت على مذهب أصحاب الحديث كأبي عبيد وأبي ثورء وصحبت الحارث المحاسبي وسرى بن المغلس رحمة الله عليهمء وذلك كان سبب فلاحيء إذ علمنا هذا مضبوط بالكتاب والسنة» ومن لم يحفظ القرآن ويكتب الحديث ويتفقه قبل سلوكه فإنة لا يجوز الاقتداء به .اه. أخبرنا الشيخ الوالد رحمة الله قراءة عليه وأنا أسمعء قال: أخبرنا عبد الرحملن بن مخلوف بن جماعة ح» وقال: أخبرنا يحيئ بن يوسف المصري قراءة عليه وأنا اسمعء» قالا: قال أخبرنا عبد الوهاب بن ظافر بن رواح» قال: ابن جماعة سماعًا وقال: شيخنا أجازه. قال: أخبرنا الحافظ أبو طاهر السلفي؛ قال: أخبرنا أبو الحسن الخلاف» قال: أخبرنا أبو الحسن الحمامي بن أبي بكر أحمد بن جعفر الحنبلي»؛ سمعت أبا القاسم ابن بكر قال: سمعت الجنيد يقول: بُْنِيَ أمرنا هذا على أربع: لا نتكلم إلا عن وجود ولا نأكل إلا عن فاقةء ولا ننام إلا عن غلبة ولا نسكت إلا عن وحشة. ذكر نخب وفوائد عن أبي القاسم الجنيد رضي الله عنهُء هل الأفضل للمحتاج أن يأخذ من الزكاة أو صدقة التطوع؟ قال الغزالي في الإحياء: اختلف فيه السلف». وكان الجنيد والخواص وجماعة يقولون الأخذ من الصدقة أفضل لئلا يضيق على الأصناف ولئلا يخل بشرط من شروطهاء وقال آخرون: الزكاة أفضل لأنها إعانة على واجب» ولو ترك أهل الزكاة أخذها أثمواء ولأن الزكاة لا سنة فيهاء قال الغزالي: والصواب أنه يختلف بالأشخاص» فإن عرض لهُ شبهة في استحقاقه لم يأخذ الزكاة» وإن قطع باستحقاقه ينظر إن كان المتصدق إن لم يأخذها هذا لم يتصدق فليأخذ الصدقة» فإِنُ إخراج الزكاة لا بد منه» وإن كان لا بد من إخراج تلك الصدقة يخير» قال: وأخذ الزكاة أشد في كسر الئفس . انتهى. وفي هذا كفاية» فإن مناقب الإمام الجنيد رضي الله عنهُ مثل السحاب تتابعت أنواءه. ومن أشياخ الخرقة وقادات الطريقة وسادات فرسان الحقيقة» الإمام العارف الرباني والغوث الكبير الصمداني الباز الأشهب والطراز المذهب. الجامع لأشتات المعاني شيخ الإسلام أبو محمد محيي الدين عيد القادر الحسني الجيلاني قدس الله سره ورضي الله لف ذكر مَنِ كان من أكابر القوم الأعيان وأشياخ الطريق أهل العرفان عنة» هو ابن أبي صالح جنكي دست موسى بن عبد الله بن يحيئ الزاهد بن محمد بن داود بن موسى بن عبد الله بن موسى الجون بن عبد الله المحض بن الحسن المثنى بن الإمام علم الإسلام سبط رسول الملك العلام» صاحب الشرف المخلد ثاني أئمة أهل البيت الحسن أبي محمد بن أسد الله الغالب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهة ورضي الله عنهُ وعنهم أجمعين. ولد نفعنا الله به سئة سبعين وأربعمائة وتوفي سنة إحدى وستين وخمسمائة» ودفن ببغداد واشتهر أمره في المشرقين والمغربين» ورمقتة بباصرة التعظيم والتبجيل كل عين» لمعت أنوار إرشاده في العراق فعمت بأشعتها الآفاق» تخرج بصحبة الشيخ العارف بالله قدوة المحققين أبي الخير حماد بن مسلم الدباس» ولبس الخرقة من يد القاضي أبي سعيد يعلى بن المبارك بن علي المخزومي» ولقي جماعة من أعيان زهاد زمانه واجتمع على عظماء العارفين بالعجم والعراق» قدم بغداد على ما في البهجة القادرية المسماة ببهجة الأسرار سنة ثمان وثمانين وأربعمائة» قال مؤلف البهجة الهمداني» بعد أن ذكر مقدمه المبارك إلى بغداد: قام رضي الله عنهُ في أخذ العلوم الشرعية وفي تلقي الفنون الدينية» حتى فاق أهل زمانهٍ وتميز من بين أقرانه. وذكر عند ذكر نسبه أنه سئل عن مولدهء فقال: لا أعلمة حقيقة لكني قدمت بغداد في السنة التي مات فيها التميمي» وعمري إذ ذاك ثماني عشرة سنة» قلت: والتميمي هذا هو أبو محمد رزق الله بن عبد الوهاب بن عبد العزيز بن الحارث بن أسدء توفي سنة ثمان وثمانين وأربعمائة» وبإسناده قال ذكر أبو الفضل أحمد بن صالح بن شافعي الجيلي الحنبلي رضي الله عنة: أن مولد الشيخ محيي الدين عبد القادر رضي الله عله سئة إحدى وسبعين وأريعماثة بجيلان» وأنهُ دخل بغداد سنة ثمان وثمانين وأربعماثة وله من العمر ثماني عشرة سنةء قيل: وهو رضي الله عنه منسوب إلى جيل بكسر الجيم وسكون الياء وهي بلاد متفرقة وهي وراء طبرستان. وهناك ولد في نيف قصبة منهاء ويقال فيها أيضًا قرية على شاطىء دجلة على مسيرة يوم من بغداد مما يلي طريق واسطء ويقال لها أيضًا جيل بالجيم ومن ثم يقال كيل العجم وكيل العراق» وأبو العبر ثابت بن منصور الكيلي من كيل العراق» والجيل أيضًا قرية تحت المدائن» وقال الرواة أيضًا جيلان منسوب إلى جده جيلان؛ وأبو عبد الله الصومعي من جملة مشايخ جيلان ورؤوساء زهادهم له الأحوال السنية والكرامات الجليلة . انتهى بحروفه. وقال في البهجة أيضًا: كان شيخنا شيخ الإسلام محبي الدين عبد القادر الجيلي رضي الله عنهُ نحيف البدن ربع القامة عريض الصدر عريض اللحية طويلاً أسمر مقروت الحاجبين حفياء ذا صوت جهوري وسمت بهي وقدر عليّ وعلم وفيَ رضي الله عنة وقال فى البهجة وبإسناده» قال: أخبرنا الحافظ أبو عبد الله محمد بن النجار اليغدادي» ذكر من كان من أكابر القوم الأعيان وأشياخ الطريق أهل العرفان فى قال: كتب لي عبد الله النجاري البغدادي ونقلتة من خطهء قال قال لي الشيخ محيبي الدين عبد القادر الجيلي رضي الله عنه أؤمر وأنهى في النوم واليقظة» وكان يغلب علي الكلام ويزدحم على قلبي» فإن لم أتكلم أكاد أختنق فلا أقدر أن أسكتء وكان يجلس عندي اثنان أو ثلاثة يسمعون كلامي وحتى تسامع الناس بي وازدحم الخلق عليٌ» فكنت أجلس بالمصلى بباب الحلية ثم ضاق على الناس الموضع. فحمل الكرسي إلى خارج البلد وجعل في المصلىء وكان الناس يأتون على الخيل والبغال والحمير والجمال يقفون بما وراء الحلقة والمجلس كالسورء وكان يحضر المجلس نحوًا من سيعين ألقًا. وقال في البهجة أيضًا: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الخضر الحسيني الموصلي» قال: سمعت أبي كان يقول: الشيخ محيي الدين عبد القادر رضي الله عنة يتكلم في مجلسه بأنواع العلوم ولا تثبت ما يقول» وكان إذا صعد الكرسي لا يبصق ولا يتمخط ولا يستنخع ولا يتكلم ولا يقوم أحدء هيبة لهُ. وكان يقوم إلى وسط المجلس فيقول: مضى القال وعظنا بالحالء فيضطرب الناس اضطرابًا شديدًا ويتداخلهم الحال والوجد. وكان من بعض كراماته: أن أقصى الناس في مجلسه يسمع صوتةُ كما يسمع أدناهم منهُ على كثرتهم» وكان يتكلم على خواطر الناس في المجلس ويواجههم بالكشف» وكان إذا قام فوق الكرسي تقوم لجلالته وإذا قال اسكتوا اسكتواء حتى لا يسمع منهم إلا أنفاسهم هيبة لهُ؛ وكان الناس يضعون أيديهم في مجلسهٍ فتقع على رجال بينهم يدركونهم باللمس ولا يرونهمء ويسمعون وقت كلامه في الفضاء حسا وصياحًاء وربما يسمعوا وجبة ساقطة من الجرّ إلى أرض المجلس وذلك رجال الغيب وغيرهم. وذكر أن الشيخ محيي الدين عبد القادر رضي الله عنهُ كان يومًا يتكلمء فتداخل الناس فترة فنظر إلى السماء وقال: لا تسقني وحدي فما دعوتني إني أشح بها على جلاسي أنت الكريم وهل يليق تكرمًا أن يعبر الندماء دور الكاس قال: فاضطرب الناس اضطرابًا شديدًا وتداخلهم أمر جليل؛ ومات في المجلس واحد وقيل اثنان. انتهى. قلت: وقد ظهر أمر الشيخ عبد القادر رضي الله عنهُ وعلا صيتة وكبر شأنه» وانتمى إليه معظم رجال عصره وشهد لهُ أكابر وقته بالصولة والهمة والسلطنة والقطبية والغوثية» وشهرتهُ في العرب والعجم غنية عن تعريفهء وقد أفرده رجال من الصلحاء بكتب ممخصوصة ذكروا فيها مناقبهٌ وعجائب أحواله الشريفة؛ وما كان عليه من عظيم المنزلة ورفيع المرتبة والوجاهة وعلو الهمة وإقبال الخلق عليه والتفات القلوب إليدء وقد جاهد نفس رضي الله عنهُ كل الجهاد وأقبل على الله نف ذكر من كان من أكابر القوم الأعيان وأشياخ الطريق أهل العرفان وأعرض عن العبادء دخل بغداد في التاريخ المتقدم الذي ذكره صاحب البهجةء وتفقه على جماعة من أعيان علماء العراق حينئذء وهم: أبو الوفا علي بن عقيل وأبو الخطاب محفوظ بن أحمد الكوداني وأبو الحسن محمد بن القاضي أبي يعلى محمد بن الحسين بن محمد الفرا وأبو سعيد بن المبارك المخزومي» وسمع الحديث من جماعة منهم : أبو غالب محمد بن الحسن الباقلاني وأبو سعيد بن عبد الكريم بن حبيش وأبو الغنائم محمد بن علي بن محمد بن ميمون وغيرهم؛ وقرأ الأدب على أبي زكريا التبريزي رحمهم الله أجمعين؛ ثم بعد ذلك كله طرقةٌ وارد الحال فخرج إلى البراري وترك العمران واشتغل بالمجاهدة . قال في البهجة وبإسناده إلى الشيخ محيي الدين عبد القادر رضي الله عنهُ: كان يقول على الكرسي بيغداد: مكثت خمسًا وعشرين سئة متجردًا سائحًا في براري العراق وخرابه» وأربعين سنة أصلي الصبح بوضوء العشاء» وخمس عشرة سئة أصلي العشاء ثم أستفتح القرآن وأنا واقف على رجل واحدة ويدي في وتد مضروب في حائط خوف النوم»؛ حتى أنتهي إلى آخر القرآن عند السحرء وكنت ليلة طالعًا في سلم فقالت لي نفسي: لو نمت ساعة ثم قمت» فوقفت موضع خطر لي هذا وانتصبت على رجل واحدة» واستفتحت القرآن حتى انتهيت إلى آخره وأنا على هذه الحالة» وكنت من الثلاثة أيام إلى الأربعين يومًا لا آكل ولا أجد ما أقتات بهء وكان يأتيني إبليس في صورة فأصيح عليه فيذهب» وكانت الدنيا تأتيني في زخارفها وشهواتها في صورة حسان وقباح فأصيح عليها فتفرٌ هاربة» وأقمت في البرج المسمى الآن ببرج العجم إحدى عشرة سنة» ولطول إقامتي فيه سمي ببرج العجمي» وكنت بايعت الله عز وجل فيه أن لا آكل حتى ألقم ولا أشرب حتى أسقى. فبقيت مدة أربعين يومًا لا آكل ولا أشرب شيئَاء فبعد الأربعين يومًا جاء رجل ومعة خبز وطعام فوضعه بين يدي ومضى وتركني؛ فكادت نفسي تقع على الطعام من شدة الجوع فقلت: والله لا حلت عما عاهدت ربي تبارك وتعالي علية؛ فسمعت صارحًا من باطني «ينادي الجوعء فلم أرتع لهُء فاجتاز بي الشيخ أبو سعيد المخزومي فسمع الصارخ فدخل عليٌ» فقال: ما هدايا عبد القادر؟ قلت: هذا قلق النفس وأما الروح فساكنة إلى مولاها عزّ وجلء قال: تعال إلي إلى باب الأزج ومضى وتركني على حالي» فقلت في نفسي: ما أخرج من هذا إلا بأمرء فجاءني أبو العباس الخضر وقال: قم وانطلق إلى أبي سعيدء فجئتهُ فإذا هو واقف على باب داره وينتظرني» فقال: يا عبد القادر ألم يكفك قولي لك تعال حتى أمرك الخضر بما أمرتك» ثم أدخلني داره فوجدت طعامًا مهيئًا فجلس ولقمني حتى شبعتء ثم ألبسني الخرقة بيده ولازمت الاشتغال عليهء وكنت قبل ذلك في سياحاتي فأتاني شخص ها رأيتة قطء ققال لي: هل ذكر مَن كان من أكابر القوم الأعيان وأشياخ الطريق أهل العرفان يلف لك في الصحبة؟ قلت: نعمء قال: بشرط أن لا تخالفني». قلت: نعم. قال اجلس هنا حتى آنيك وغاب عني سنة ثم عاد إليّ وأنا في مكاني ذلك؛ فجلس عندي ساعة؛ ثم قام وقال: لا تبرح من مكانك حتى أعود إليك» فغاب عني سنة أخرى» ثم جاء وأنا في مكاني فجلس عندي ساعة. ثم قام وقال: لا تبرح من مكانك حتى أعود إليك» فغاب عني. سئة أخرىء ثم عاد ومعهُ خبز ولبن» فقال: أنا الخضر وقد أمرت أن آكل معك». فأكلناء ثم قال: قم وادخل بغداد فدخلنا جميعًاء فقيل للشيخ: من أين كنت تقتات تلك السنين الثلاث؟ قال: من المنبوتات . انتهى . قال الإمام الشعراني قدس سره في طبقاته الوسطى» إن سيدنا الشيخ عبد القادر الجيلاني زضي الله عنهُ كان يقول: عثر الحسين الحلاج عثرة فلم يكن في زمنه من يأخذ بيده» وأنا لكل من عثر مركوبه من جميع أصحابي ومريدي ومحبي إلى يوم القيامةء آخذ بيده كلما عثر حيّا ومينّاء فإن فرسي مسرج ورمحي منصوب وسيفي مشهور وقوسي موتورء لحفظ مريدي وهو غافل. وكانت والدة الشيخ عبد القادر تقول: لما وضعت ولدي عبد القادر كان لا يرضع ثدييه في نهار رمضانء فكان الناس إذا شكوا في هلال رمضان بعد أن كبر يرجعون إليهدء فإن صام صاموا وإن أفطر أفطروا لما رأوا من حفظه واعتناء الحق بهِ حال رضاعهء وكان رضي الله عنهُ يلبس لباس العلماء ويتطيلس ويركب البغلة وترفع الغاشية بين يديهو» وإذا تكلم جلس على كرسي عال وربما خطى في الهوى على رؤوس الأشهاد ثم يرجع إلى جلوسه على الكرسيء وكان يقول: اتبعوا ولا تبتعدوا وأطيعوا ولا تمزقوا واصبروا ولا تجزعوا وانتظروا الفرج ولا تيأسوا واجتمعوا على ذكر الله ولا تفرقوا وتطهروا بالتوبة عن الذنوب ولا تلطخوا وعن باب مولاكم لا تبرحوا. وكان يقول: كونوا بوابين على باب قلوبكم وأدخلوا ما يأمركم الله بإدخاله وأخرجوا ما يأمركم الله بإخراجه ولا تدخلوا الهوى قلوبكم فتهلكوا. وكان يقول: احذروا ولا تركنوا وخافوا ولا تأمنوا وفتشوا ولا تغفلوا فتطمئنوا ولا تضيفوا إلى أنفسكم حالاً ولا مقامًا ولا تدعوا شيئًا من ذلك ولا تخبروا أحدًا بما يطلعكم الله عليه من الأحوال» فإن الله تعالى كل يوم هو في شأن في تغيير وتبديل يحول بين المرء وقلبه؛ فيزيلكم عما أخبرتم الناس بهو ويعزلكم عما تخيلتم ثباتة فتخجلوا عند من أخبرتموه بذلك؛ بل احفظوا ذلك ولا تتعدوا به إلى غيركم» فإن كان الثبات والبقاء فاشكروا ربكم عليهء فإنهُ موهبة منهء وإن كان غير ذلك كان فيه زيادة علم ومعرفة ونور وتيقظ وتأديب» وكان يقول لا تختر جلب النعماء ولا دفع البلوىء فإن النعماء واصلة إليك بالقسمة استجلبتها أم لاء والبلوى حالة بك ولو كرهتهاء فسلم لله في الكل يفعل ما يشاءء فإن جاءتك النعماء فاشتغل بالذكر والشكرء وإن جاءتك البلوى فاشتغل بالصبر والموافقة» وإن كنت أعلى من ذلك فبالرضى بلك ذكر من كان من أكابر القوم الأعيان وأشياخ الطريق أهل العرفان والتلذذ بهاء واعلموا أن البلية لم تأت المؤمن لتهلكة وإنما أتتة لتختبره. وكان يقول: لا تشكو ضرا نزل بك لغير الله #وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هر» [الأنعام : 17؟] واحذر أن تشكو ربك وأنت معافى أو تشكو ضيق رزقك وعندك قوت يوم» فربما غضب الحق عليك فأزال عنك العافية»؛ وعسر عليك أسباب الرزق عقوبة لك على كفرانك النعم . وكان يقول: لا يصلح لمجالسة الحق تعالى إلا المطهر من رجس الزلات» ولا يفتح أبواب تعالى إلا لمن خلى عن الدعاوى والهوسات» ولما كان الغالب على الناس عدم التطهر ابتلاهم بالأمراض كفارة وطهورًا ليصلحوا لقربه ومجالسته» شعروا بذلك أم لم يشعروا. وكان يقول: دوام البلاء خاص بأهل الولاية الكبرى وذلك ليكونوا دائمين العكوف على خطابهِ ومناجاته. وكان يقول: لا تظلموا أحدًا ولو ببوء ظنكمء فإنةُ لا بجاوز ربكم ظلم ظالم. وكان يقول: إياكم أن تحبوا أحدًا أو تكرهوه إلا بعد عرض أفعاله على الكتاب والسنة» كيلا تحبوه بالهوى وتبغضوه بالهوى» واعلموا أنه لا يجوز لكم هجر أحد على الظن والتهمة. وكان يقول: إذا رأى الحق ميل وليه إلى ولد أو مال أراحة منهما غيرة عليه. وكان يقول: قد يلاطف الله تعالى عبده المؤمن ويفتح قبالة قلبهِ باب الرحمة والمئة والإنعامء فيرى بقلبه ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشرء من مطالعة الغيوب والتقريب والكلام اللطيف والوعد الجميل والدلال وإجابة الدعاء وغير ذلك من النعم السابغة على المقربين» ثم في لمح البصر يغير عليه ذلك الحال ويفتح عليه أنواع البلايا والمحن في النفس والمال والولد والإخوان؛ ويزول عنة جميع ما كان فيه من النعم فيصير متحيرًا منكسرّاء إن نظر إلى ظاهره رأى ما يسؤه وإن نظر إلى باطنهٍ رأى ما يحزنةء وإن سأل الله كَشْفَ ما به من الضر لم يرج إجابة وإن طلب الرجوع إلى الخلق لم يجد إلى ذلك سبيلاء وإن عمل بالرخص تسارعت إليه العقوبات وتسلطت الخلائق على جسمه وعرضه بالأذى» وإن طلب الإقالة من ذلك لا يقال وإن رام الطيبة والتنعم حل به البلاء ولم يعط ذلك» وحينئذ تأخذ النفس في الذوبان ويشدد عليه البلاء حتى تفنى أوصاف بشريته وييقى روحًا فقطء وهناك يسمع النداء من قلبهِ #اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب» [صَ: ؟5] ورد الله تعالى عليه جميع الخلع وأزيد منها وتولى الحق تربيته بنفسه فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين» [السجدة: ]١7‏ فإياكم والاغترار بصغاء الأوقات فإن في طيها آفات. وكان يقول: ما سأل أحد أحدًا من الخلق دون الحق إلا لجهله بالحق» وما تعفف متعفف إلا لوفور علمه بالحق. وكان يقول: إنما كان الحق تعالى لا يجيب في كل ما ذكر من كان من أكابر القوم الأعيان وأشياخ الطريق أهل العرفان لق سل رحمة به وشفقة أن يغتر بذلك فيتعرض للمكربة ويغفل عن آداب الخدمةء وكما أنه تعالى دعاه إلى فعل كل مأمور فلم يفعل» كذلك دعا العبد ربهُ فلم يجبه جزاء وفاقًا. وكان يقول: من علامة ابتلاء العبد على وجه العقوية» عدم الصبر عند وجود البلاء والجزع والشكوى إلى الخلق» وعلامة ابتلائه على وجه التكفير لخطاياه» وجوه الصبر الجميل من غير شكوى ولا جزع ولا ضجر ولا نقل في أداء الأوامرء وعلامة الابتلاء على وجه رفع الدرجات وجود الرضى والموافقة وطمأنينة النفس والسكون تحت جريان الأقدارء حتى تنكشف. وكان يقول: من علامة حب الآخرة الزهد في الدنيا ومن علامة حب الله الزهد فيما سواه. وكان يقول: ما دام في قلب العيد شهوة لشيء يكرهة الله فهو عدو الله . وكان يقول: كلما جاهدت النفس وقتلتها في الطاعات». كلما حييت وكلما أكرمتها ولم تهنها في مرضاة الله ماتتء قال: وهذا هو معنى حديث: «رجعنا من الجهاد الأصغر يعني في الكفار إلى الجهاد الأكبر يعني جهاد النفس» وكان يقول: من علامة خوف المؤمن من ربهِ عزّ وجل» أن يفتش كلما دخل جوفة ولا يعتمد على ما قسم فيفوتهُ أجر التفتيش» قال: ومن هنا ورد «المؤمن فتاش والمنافق لفاف؟ ومناقبة رضي الله عنه كثيرة في البهجة وغيرهاء وفي هذا القدر كفاية والله تعالى اعلم. انتهى. ويلذ لي أن أختم ترجمتة العطرة بقصيدتهِ هذه التي وردت على لسانه المبارك» حالة وروده على بحر الكرم واستغراقه بجلائل النعم وهي: مافي المناهل منهل مستعذب أوفي الوصال مكانة مخصوصة وهبت لي الأيام رونق صفوها وغدوت مخطويًا لكل كريمة أنا من رجال لا يخاف جليسهم قوم لهم في كل مجد رتبة أنا بلبل الأفراح أملي دوحها أضحت جيوش الحب تحت مشيئتي أصبحت لا أملا ولا أمنية لازلت أرتع في ميادين الرضا أضحى الزمان كحلة مرقومة أفلت شموس الأولين وشمسنا إلا ولي في هوالألذالأطيب إلااومنزلتي أعز وأقرب فحلت مناهلها وطاب المشرب لا يهتدي فيها اللبيب ويخطب ريب الزمان ولا يرى مايرهب علويةوبكل جيش موكب طربًا وفي العلياء باز أشهب طوعًاومهمارمتةلايعزب أرجو ولا موعودة أترقب حتى وهبت مكانة لا توهب تزهو ونحن لها الطراز المذهب أبدًا على فلك العلى لا تغرب قلادة الجواهر/ م "١‏ 2155 ذكر مَن كان من أكابر القوم الأعيان وأشياخ العلريق أهل العرفان ولو أردنا شرح فضائله وكلماته ومناقبه وكمالاته» لضاق الوقت ولكن اكتفينا عن ذلك بشهرته اللامعة التي هي كالشمس الطالعة رضي الله عنهُ وعن أولياء الله أجمعين. وقد تقدمت ترجمة القطب الثالث أحد أشياخ الخرقة وأعيان الطريقة وأسود الحقيقة» القطب الغوث العلوي مولانا السيد الشيخ أحمد البدوي رضي الله عنهُ؛ وقد فصلناها في بابها. وهذه ترجمة الأستاذ الكبير والقطب الغوث الشهير حامل لواء المعالي» وقائد ركبان الأعالي الواقف على متن المنهاج الحقيقي» مولانا السيد إبراهيم الحسيني الدسوقي رضي الله عنه؛ وهو: ار ا ل 1 عبد الخالق بن القاسم بن جعفر بن عبد الخالق بن أبي القاسم الزكي بن علي بن و ل 4 موه ال ا كج ار ور ل علي الزاهر بن زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهء القرشي الهاشمي رضي الله عنهم أجمعين. أخذ الطريقة 5 الخرقة من الشيخ نجم الدين محمود الأصفهاني» وتخرج بصحبة الشيخ نور الدين عبد الصمد النظري ويصحبة الشيخ أبي الحسن الشاذلي رضي الله عنهم. ثم برع واشتهر وبرز بإذن الله إلى الوجود وظهرء وشهد لهُ رجال وقته بالولاية الكبرى والقطبية العظمى» وانتهت إليه رئاسة الطريق في وقته. قال الشعراني قدس سره في طبقلته الوسطى حين ذكره: قد ترجمة بعضهم بأنة أحد الأئمة الذي أبرز الله لهم المغيبات وخرق لهُ العادات وأوقع لهُ الهيبة في القلوب» وانعقد على فضله إجماع لفقا وكان مقصودًا بحل المشكلات و خفيات الموارد رضي الله عنهُ. وترجمة بعضهم أيضًا: بأنه الشيخ الكامل الراسخ أحد أعيان المشائخ الواصلين وصاحب الكرامات والخوارق في حياتهِ وبعد مماتهء انتهت إليهِ رئاسة الكلام على خراطر الخلق. وتلمذ لهُ خلائق من العلماء والصلحاء والقضاة» وكان له أربعون خادمًا من أرباب الأحوال» وجاءه مرة سبعة من القضاة يمتحنونة» فلما وصل مركبهم إلى البر بناحية دسوق؛ أرسل النقيب لهم وقال لهُ: ادفعهم خلف جبل ق فوجدوا نفوسهم هناك فأقاموا سنة يأكلون من حشيش الأرض حتى تغيرت أجسادهم وخلقت ثيابهم؛ ثم تذكروا ما وقعوا فيه فتابوا هناك فأرسل لهم النقيب»؛ فدفعهم فوجدوا نفوسهم على ساحل دسوق» ومسح الله تعالى من قلوبهم تلك الأسئلة كلها واعترفوا بما كانوا جاؤوا لأجلهء فقال لهم الشيخ: قولوا ما عندكم من المسائل: فضحكوا وقالوا: يكفينا ما جرى لنا وأخذ عليهم العهد وصاروا من تلامذته حتى ماتوا. وترجمة بعضهم: بأنهُ الشيخ الكامل صاحب الأفهام العرفانية والعلوم اللدنية والأسرار الربانية» من كان لهُ المقام العالي في قلوب العلماء والملوك والمهابة في ذكر مَن كان من أكابر القوم الأعيان وأشياخ الطريق أهل العرفان ينف الصدورء وقصد للزيارة والتبرك من سائر الآفاق» وأمر التمساح أن يلفظ الصبي الذي ابتلعة فخرج التمساح ولفظة بحضرة الناس رضي الله عنة , وترجمة بعضهم : بأن الشيخ الكامل الراسخ من أجلأء مشايخ مصر والسادات العارفين» صاحب الكرامات الظاهرة والأفعال الفاخرة والأحوال الخارقة والمقامات السنية والهمم الفخيمة» صاحب الفتح الموفق والكشف المخرق والتصدر في مواطن القدس والترقي في معارج المعارف والتعالي في مراقي الحقائقء» كان له الباع الطويل في التصريف النافذ واليد البيضاء في أحكام الولاية» والقدم الراسخ في درجات النهاية والطور السامي في الثبات والتمكين» وهو أحد من ملك أسراره رقهر أحوالة وغلب على أمره. وهر أحد أركان الطريق. انتهى. وترجمة بعضهم بأنهٌ صاحب المحاضرات القدسية والمعراج الأعلى في المعارف والمنهاج الأسنى في الحقائق والطور الأرفع في المعالي» والقدم الراسخ في أحوال النهايات واليد البيضاء في علم الموارد والباع الطويل في التصريف النافذ والكشف الخارق عن حقائق الآيات والفتح المضاعف في معنى المشاهدات» وهو أحد من أظهره الله ع وجل إلى الوجود وأبرزه رحمة للخلق» وأوقع له القبول التام عند الخاص والعام وصرفة في العالم ومكنة في أحكام الولاية» وقلب له الأعيان وخرق لَهُ العادات ونطقة بالمغيبات وأظهر على يديه العجائب وصومة في المهد. وكان يقول: أسلم التفسير ما كان مرويًا عن السلف الصالحء وأنكر عند الئاس ما فتح الله بهِ على قلب العبد في كل عصر ‏ ولو تحرك تحرك قلوبنا لما نطقت إلا بما ورد عن السلف» فإذا حرك قلوبئا وارد استفتحنا باب ربنا واستأذنا وسألناه الفهم في كلامه» فنتكلم في ذلك الوقت بقدر ما يفتح الله على قلويناء فسلموا لنا تسلموا فإن فحُارة فارغة» والعلم علم الله لا علمنا. وكان يقول: فيض الريوبية إذا فاض أغنى عن الاجتهاد؛ وقد يعطي المولى القاصر ما لم يعطه لأصحاب المحابرء وليس مطلوب القوم إلا مجالسة الحق في كل أمر سلكوه؛ فإذا حضروا عنده عرفوا بتعريفهٍ كل شيء من غير تعب ولا نصبء وكان يقول: من لم يكن عنده شفقة ورحمة على خلق الله لا يرقى مراقي أهل الله. وقد ورد أن موسى عليه السلام لما رعى الغنم لم يضرب واحدة منهن بعصاه إنما كان يهش بها فقطء وكذلك كان لا مجوعها ولا يؤذيها بعطش» وجاء بها مرة إلى نهر ليسقيها فوجد منهن شاة عرجاء لا تقدر على الوصول إلى الماء؛ فحملها ونزل بها فأسقاها فلما رأى الحق تعالى منهُ قوة شفقته على غنمدء بعثهُ الله نبيًا وكليمًا راعيًا لبني إسرائيل» وناجاه بالتورية وغيرهاء فمن رحم رعيته وشفق عليها اصطفاه الله من بين الخلائق» والسلام. وكان يقول: والله لو هاجر الناس مهاجرة صحيحة طالبين الله خالصضًا ودخلوا تحت أوامرهء لاستغنوا عن الأشياخ: ولكنهم جاءوا إلى الطريق بعلل وأمراض 14 ذكر من كان من أكابر القوم الأعيان وأشياخ الطريق أهل العرفان فاحتاجوا إلى حكيم» وكان صورة أخذ سيدي إبراهيم العهد على المريد أن يقول لهُ: يا فلان اسلك طريق النسك على كتاب الله تعالى وسنة نبيه محمد ييه وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت إن استطعت إليهِ سبيلاً» وعلى أن تع جميم الأوامر المشروعة والأخبار المرضية» والاحتفال بطاعة الله عرّ وجلّ قولاً وفعلا واعتقادّاء وأن لا تنظر يا ولدي إلى زخارف الدنيا ومطاياها وقماشها ورياشها وحظوظهاء واتبع نبيك في أخلاقه فإن لم تستطع فاتبع خلق شيخكء فإن نزلت عن ذلك هلكت,ء واعلم يا ولدي أن التوبة ما هي بكتابة درج ورق ولا كلام من غير عمل» إنما التوبة العزم على ارتكاب ما الموت دونة؛ فصّف أقدامك يا ولدي في حندسسى الليل البهيم ولا تكن ممن يشتغل بالبطالة ويزعم أنه من أهل الطريق: فإن من اشتهر بالطريق استهزأت به ورفضتة. وجاءه مرة فقير يطلب منه أن يلبسة الخرقة فنظر إليهء وقال: يا ولدي التلبيس في الأمور ما هو جيدء فإنهُ لا يصلح لليس الخرقة إلا من درستة الأيام وقطعتة الطلريق مجهدهاء وأخلص في معاملتهٍ وقرأ معاني رموز الطريق» ونظر في أخبار أهلها وعرف مقاصدهم في حركاتهم وسكناتهم وأسفارهم وأخلاقهمء فإن كنت يا ولدي تعقد التوبة في هذا الوقت فلا تكن مجانًا ولا لعابًا ولا صبي العقل؛ فما الأمر بقول العبد تبت إلى الله باللفظ دون القلب» ولا بكتابة الورق والدرج» وإنما التوبة أن يتوب العيد عن أن يلحظ الكون بعيني قلبهِ أو يراعي غير مولاه: فإذا صح للفقير هذا الأمر هناك يرجى لهُ صحة التوبة. وكان يقول: قوة المبتدىء الجوع ومطره الدموع وفطره الرجوع؛ يصوم حتى يرق ويلين وتدخل الرقة قلبهُ وتنفتح مفاتح لبهوء فيسمع حيئئذ القرآن ومواعظة بقلب حاضر فينتفع وأما من أكل ونام ولغى في الكلام وترخصء وقال: ما على قاعل ذلك من ملام فلا يجيء منهُ شيء؛ والسلام. وكان يقول: ما بتيت طريقنا هذه إلا على الثار والبحر الهدار والجوع والاصفرارء ما هي بالمشدقة”'' ولا بالفشار دعونا من هذه البطالات: فما وجدنا من أولادنا إلى هذا الوقت أحذا اقتفى آثار الرجال ولا صلح أن يكون محلا للأسرارء فآهٍ آه من هذا الزمان الغرار. وكان يقول: من شروط الفقير أن يكون كالسلطان مهابة وكالعبد الذليل تواضمعًا ومهنة. وكان يقول: الشيخ حكيم المريد فإذا لم يعمل المريد بقول الحكيم لم يحصل له شفاء. وكان يقول: مذ صرفنا هممنا إلى ربنا لم نعرف سواه ولا نعرف إبليس. وكان يقول: خلوة الفقير سجادتة وجلوتة سره وسريرتة .اه. وكلماتة كثيرة ومناقبة شهيرة وزيارة قبره بركة والتمسك بأذياله ومحبته )0غ( المشدقة من الشدق وهو تحريك الشدقين للمضغ. ذكر من كان من أكابر القوم الأعبان وأشياخ الطريق أهل العرفان ف نعمة: وسيرتة رضي الله تعالى عنهُ مبسوطة في كتب القوم نفعنا الله به وبهم أجمعين. ومن أشياخ الخرفة الإمام والجهبذ الهمام صدر الشيوخ والعلماء وأحد أعيان مشايخ الطائفة الكبراء؛ مولانا الشيخ أبو النجيب عبد القاهر السهروردي شبخ الطائفة السهروردية رضي الله عنةُ؛ يلقب بضياء الدين وينتهي نسبة المبارك إلى الإمام أول الخلفاء الراشدين الأعلام؛ ناصر دين الله وخليفة رسول الله سيدنا وولي نعمتنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه. قال الإمام الشعراني قدس سره حين ترجمة في طبقاته الوسطى؛ انعقد عليه إجماع المشائخ والعلماء بالاحترام؛ وكان لَهُ الفبول النام في الصدور والمهابة في القلوب؛ ونخرج بصحبته جماعة من أكابر المشائخ: كالشيخ شهاب الدين السهروردي والشبخ عبد الله بن مسعود الرومي؛ واشتهر في الآفاق وقصد من كل قطرء وكان يقول: التصوف أوله علم وأوسطة عمل وآخره موهبة» فالعلم يكشف عن المراد والعمل يعين على الطلب والموهبة تبلغ غاية الأمل. وكان يقول: أفضل المقامات عندنا عد الأنفاس» فلا يقع لهُ نفس واحد في غفلة عن الله تعالى. وكانت مجاهداته ومجاهدات أصحابه فوق الحدء ولهُ كلام عال في الطريق لا يذوقة إلا الكُمّل فتركناء سكن بغداد إلى أن مات بها سنة ثلاث وستين وخمسمائة ودفن بمدرسته على شاطىء الدجلة؛ وقبره بها ظاهر يزار رضي الله عن ورحمة رحمة واسعة بمنه وكرمه .اه. ومناقبة أكثر من أن تذكر رضي الله عنهُ وعن أولياء الله أجمعين؛ وأما بقية مشائخ الخرقة رضي الله عنهم؛ فإنهم فروع هذه الأصول الكريمة وأغصان هذه الأشجار المباركة العظيمة؛ فلذلك اكتفينا بذكر الأصول العالية عن الفروع المباركة التالية» ولا يغيب عنك أن مبدأ هذا الباب في ذكر بركة التشبث بذكر مولانا السيد أحمد الرفاعي رضي الله عنه» وقد شرظنا حالة عقد الباب أن نذكر جماعة من إخوانه سادتنا الأولياء رضي الله عنهم؛ فوفينا بحمد الله ما وعدنا به وأوضحنا ما شرطنا. [خاتمة] وهنا يلذُ لي أن أختم هذا الباب وأن أطرز حاشية ختم هذا الكتاب بقصيدة خاطبت بها نفسي » مستندًا إلى الله ومتوكلاً عليه جل علاه وأتبعها بقصيدتين: إحداهما بمدح حضرة سيد الكونين كه والثانية بمدح سيدي أبي العلمين رضي الله عنةء على أن ختم الكتاب يحسن بذكر النبي الأواب وآل بيته الأنجاب وهذه القصيدة الأولى: وأرض الزمان بحكمه وهوالرحيمبخلقه وضو اللطيفف وغيره واترك مقالةمن تعند فهوالكريمبكل مشهد وسواه لا يرجى وبقصد حاشاه لا ايدعى ويعبد فحماكإحسانا,واأيد فأرّالهارالعين تشهد فكفاك نارأدّى توقد خطب فصانك أن تبدد فأجاب قبل إعادة اليد فأعان حيث الدمع في الخد فوقاك بالحسني من الرد فعفاوكانت لاتعدد فأتى الفتوح وغيب السد خائمة وغرقت في إحسانه ومعالجميلإساءة وترى عواطفة عليه وتنامفي مهدالرضا في شامخالركن الذي وتراك أعجزعاجز وعداك دومابالعنا بسهلمم قدرتوغدوا أقفهلأغرت عليهم أو رمتهمبمكائد أوأصلت إذ لاقيتهم لاوالذيرفعالسما وعليه صف سلاس لال فتنوعتد أفلاكه رفش ىالسرىئ سه انسينا بسطت على وجه البسي قدأيسلعت أغصانها وهو الذي خفجت كانه وعصظيم قدرتهوبمح للففضل يشكردئمًا أعلاك قدرًايامحماه وأزل زمرة باغ ضصي وحباك منةعناية فاصبر على ماأنت فيد حاشاه ينسى المرتجي يكل #تخيل كرك اح ري حتى غدوت لذاك تحسد وقبائح جازت عن الحد ك ستورهالازالتمتد وبموطوء العزالممهد ورفيع مجدك قد تشيد لطام اسع اكه صرعي و2 م مبدد خيلا أو استحكمت مرصد دقت فهدالدهرماهد بالقاطع العضب المهند وكسا العلا ثوب الزبرجد الأقمار بالطرزالمعقد وجلت من الأبراج مقعد نت لالاحستت وعسجد نطلةأدونيا اندو المعفد وبدوحهاالقمريٌ غغرد شكل الوجوه لجاووحد لمى كل موجود تفرد وعلى عميم الجوديحمد د بالعطاالمحض المؤيد لك وحاسديك ومن تمرد وجليل عون ليس يجحد وففضل ربك لايقيد إذاتهمالمئوى وأنجد ف الوقن تور فا ود لشف شف وبقيت محفوظالجنا وربيت في مهدالهدى والنعمة العظمى خلق وشملت من نظر الرسو وأضخذت اسم طريقه وعلوت فيهومراتبًا وسرت بك الركيان في وحسبت صصررًا في زما صعب المزاج على الكرا عصسرت ليالوففهيهه والمخلصونبيه على وب هوالفواجر والكرا والكاذبون الصادقو وعلوت في هوجباههم وبعصمةالمولى كفي 22066 20 واشكرإلنلهك راضيًا وافزعإليو ولا تخفف واي ب انعد اتن التنيات وهذه القصيدة الثانية المحمدية: ما الذي أصنع بالنفس الأبية وترى أن المعالي تيتغى لك قبل أن تأتسي وتوجد فيرزت لا بالجهد والجد ضعف فقيدالرأي والكد أدلاك من بطن إلى يد ب بأنعم زادت عن العد خلقًّاعلىالدينالمؤيد لت من أمة الهادي الممجد ل فصرت ممنن أتباع أحمد بسلوك مجدلايقلد عقوت لاك النقن ف البمت ايز مدح بأقصى الأرض يتشد نذفيهمثلك لايسيد م#كأنةُللغدرمرصد » أبيض الأيام أسود خطر عظيملا يحدد مبليلة تشقى وتسرعد ن ووجه عبد السوء فرقد رغمًاوقلبك مثل جلمد لت شرورهم وعلت لك اليد سبقت إليك بعالمالمد واذكر نداالفضل المجدد من غيره واصبر لترشد م مدا وصل على محمد تطلب المجد ولا تخشى المنيه بلمسبالات واعتلاق ويه خاتمة خاتمة ما عليها لو مع البعض ارتدت طبعت قدما مع الخلق على تعشئق المعروف للناس وإن وتكف السوءعن حسادها وتحب البذل من ماوجدت ولديهاوالذي صورها وعلى ما حملت من عزة تشتهي طائفةالفقروما أخلصت طبعًا ولمارضيت قلعت فالتحفت ثوب الغنى وأعنائي هذه متعبتي تكرهالذلوترجوأنها مادرت أن الأماني أصبحت وزمانذ يالهةمن زمسن كاد يخلومن كرام وإذا وإذا طالبت أهليوالوفا وقضاالحاجات للناس بهم طمست شمس المروءات وهل ولكم تنظر بالشخص الحيا صاح إن كنت زكي النفس لا وإذا ضاقت بك الحال فقفا وضع الخد على الباب الذي وألق عنك الحمل مثلي عند من مصطفى الحق إمام الأنبيا علمالإرشاد والهادي إلى لمنالالقصدأثوايًادنيه همم لو ساعد الحظ عليه قوبلت عنهبأنوع الأذيه لرضا الرحمئن عن خالص نيه وترى النقص إذا أبقت بقيه هي والناس جميعًا بالسويه عرفت كالقوم حد البشريه عندهاللثوب والمال مزيه رتبة صارت من المال خليه عدها أهل النهى نفسًّارضيه كل نفس قنعت تلك غنيه إنماالنف سإذاعزت بليه تبلغ العليا بخلق وسسجيه تحت مطوى ضلوع أشعبيه أهلهُ ساؤوا بحكم الأغلبيه ذكروا قي ل أمورأوليه فاذكر الحماولا تذكر حميه تحتهُ للطعن أسرار خفيه تطلع الشمس إذا الوقت عشيه وإذا غاب لةلسعةحيه تبغى للنفس الأماني الدنيويه راجيا بالعتبيات النبويه ظل ةلاذت بهو كل البريه شرفت فيه البطاح اليثربيه من سمت فيه البطون القرشيه سبل الشق وكشناف الترزييه 17 تف سيد الخلق الملاذ المرتجى سيف رب العرش مصياح الهدى هيكل الحكمة ناسوت الرضا رحمةالله التي قدوسعت مفزع الأكوان معقوداللوا لايرىالعبدمهمابذدًا هو باب الله والبحر الذي وهوالمرجوفي يومغد وهوالمدعوللخط بإذا وهو المأمول إن ضاق الفضا أوينسى مالةًهمن مدد وبراهين بدت مفحمة وهوللخلق وكل الأنبيا ولهُالقرآن أعلى شاهد أخرس الفصح بما فيه سلكه فكأن العرب عجمٌ حينما ولهذاالمجتبى من آدم وعلى أخلاقه صحالثنا ولنا من بابهٍ السامي الذرا وعلى مرّالليالي زيلة يا أجل الرسل يامن باعه راعني بالعطف في الدنيا وقل ومن النار احمني إني أرى وأجرني سيدي من دفتر وأغئني رحمة من زمن فأنا المسكين يا همولى الورى مدة الدهر إلى كل قضيه صبحة معنى الصفات الأزليه مقتدى كل وليّ ووليه كل شيء غوث من يمم حيه مطلق الأمة من قيد الخطيه إن غدا مولاه أو كان وليه أضمرت فيه المعاني الأقدسيه حينما تبدو من الذنب الخبيه بعد الأهل وفل العصبيه وتوالت كرب الدهر العديه وأياد في البراياأحمديه جاحديها دونها الشمس المضيه عنلّة لالشلة كانت ستيه قائم بالمعجزات الأبديه نظم اللألىء عقودًا جوهريه تنجلي مه المعاني العربيه فوق وصف الئاس أوصاف سثيه بكتاب الله يانعمالمزيه نفحات الغوث تأتي عيهريه فوقنامنةٌ مروط سندسيه موصلي فضلاً لآمالي القضيه لك منا العيشة الحلوى الهنيه لن يرى النار أمرؤٌ كنت نبيه قد أحاط الوزر منهُ كل طيه بك فيه رتبتي أضحت عليه عبدك المحتاج إحسان العطيه خاتمة خاتمة جاء للأعتاب والليل لة فتدارك يا رسو الله بالا وعليك اله صلى سرمذدًا وعلى آلك والصحب الأولى وعلى أبنائهامن فيهمٌُ وهذه القصيدة الثالثة الرفاعية: صاح يمم إن رمت نيل الأماني أحمد الأولياء غرث البرايا شيخنا الجهبز الكبير الرفاعي من بلقم اليد الشريفة وافى نظرتها الأقران حين تجلت رفعة أقصرت مطال المعالي يا حويدي الأظعان إن سرت ليلا غتها بالإخلاص في حالة البع من لقلب مشت عليه المطايا ومحتة أخفافها وملحال جذبتهة من واسط نفحات ياخليلي والمودة دين إن فيهاروحي وسر فتوحي وطريقي إلى الرسول وذخري فارس الغيب قطب دائرة القو سيد الصالحين في كل عصر بعده القوم كالنجوم بليل أكيرتهٌ أخلاقهُ حين حاكى إن يعادى فصدمة الدهر بوؤسًا أعجزت في الورى متاقبة الزه ضجة في عالم الملك قويه همة العلياوبالأيدي النديه بسلام ضمُنة أزكى التحيه وعلى فاطمة الطهر النقيه منك صحت لذوي الدين الوصيه ساحة السيد الرفيع المكان كعبة السالكين حرز الأمان علم العارفين كنز المعاني رتبة دون ظلهاالفرقدان من خباهابمقلةالحيران عن علا طولها مدى الدوران وفرى العيس وجنة القيعان سد تراهاتهم بالطيران حين أمْتْ سّوح البطاح الحسان وجد منة لازال في عنفوان أخمرتة بحب تلك المغاني عللاني بذكرهاعللاني ودليل لحظرة الرحمئن ومغيشي إذا الزمان دهاني م إمام الورى عظيمالشان شيخ أقطابهم بكل أوان وهو بين الجميع كالزبرقان حالة حال جده العدناني أو يوالى فصالحات الزمان سر حسابًّا عزائمالأذهان يفف هذ خائمة هوفي منصب الولابة والأقف لطاب جيش يحف بالسلطان أي بأس له إذا ذكراحتا لطت وفودالخمود بالئيران أي عزم له إذا قلت غونًا فل عزم العضب الصفيل اليماني نال بالاتكمازغرا له ائفد حير كسرى شبد الإيوان ورفى في حضائر القدس متنا مارقاهمنالمشائخثئان هيبة حفهاشموس شؤون رصعت بالمريخ والميزان ترجع الطرف خاساء وكليلاً من حسود بورطة الوزرعان تلك آياترفعةبينات قمعت زيغ عصبةالشيطان حملت من أحوال أحمد أحكا م سلوكالرسول والقرآن وأنتنا تجر ذيل ابتهاج ‏ طرزته جواهرالعرفان أرشدئنا إلى الإله فقمنا بمروط البقين والإيمان يالهمنإمام هدي كبير 2 فد تجلى برهانةللعيان فعليهٍ السلام من حضرة القد س يوافي مثواه بالرضوان ما تدلى على أريكته الفي -حاء عطرالثنامن الأكوان وعلى حزبه وأتباعهٍ الغر 2 أسودالهيجاء في الميدان اللهمْ إني أسألك بحرمة وجه نبيك؛ إمام كل إمام؛ وبحرمة أنبيائك العظام والأصحاب الأعلام والأولياء الكرام؛ وبحرمة أسمائك كلها يا ذا الجلال والإكرام؛ أن تتفضل علينا وعلى المسلمين بدوام الرضا وحسن الختام؛ والحمد لك كما تحب وترضى ١‏ وعلى نييك وآله وأصحابه أفضل الصلاة والسلام . الباب الأول من هذا الكتاب في ذكر نسبه الطاهر وعنصر حسبه الشريف الفاخر .... الباب الثاني في كيفية ولادته ونشأته وفيهما أبحاث لطيفة تذكر بعض بشارات أنبأت عن ظهوره وإشراق نوره وهي ملخصة من كتب عديدة مخقم مااع ع ا الباب الثالث في ذكر أخلاقه الزكية وسيرته المرضيةء وفيه أبحاث رائقة تبحث عن ما أفاضه الله من المواهب إليه وتعرب عن ما أسبغه الله من جلائل نعمه الباب الرابع في ذكر كراماته العليّة وبعضى ما من الله عليه به من مواهبه الأزلية . ... الباب الخامس في ذكر وقوفه عند حد العبودية والتزامه فى صحوه وغيبته الآداب المحمدية وتحمّله وصفحه وحلمه وتمكنه وعلو قدمه وما أسبغ الله عليه من مزيد نعمه وكرمه» وفيه مباحث شريفة وأساليب رقيقة لطيفة . الباب السادس في بعض كلماته الشريفة الجوهرية ومجالسه العطرة السَّنيّة» وأجوبته عن أسئلة وردت إليه رضوان الله تعالى عليه الباب السابع في أدعيته المباركة وأحزابه وصلواته على النبي يِه وهي معروفة بين السادة الرفاعية وغيرهم لحصول الفرج وحل العقد ودفع الضرر والكرب الباب الثامن في ذكر مشائخه وآداب طريقته وعلو مسلكه وتربيته وذكر موكبه وعلامته؛ وما كان عليه أوصل الله رضوانه ورحمته إليه الباب التاسع في ذكر بعض أعيان ذريته ومشاهير أصحابه وأتباعه وأهل طريقته على سبيل الاختصار اكتفاءً بشهرتهم التي هي كالشمس في رابعة النهار . الباب العاشر في ذكر بركة التشبث بأذياله الفاخرة» وفيه ذكر جماعة من أخوانه ساداتنا الأولياء أهل السرائر الظاهرة رضوان الله عليهم أجمعين نض زمك فى ل ١5 5356 يفف 233 يض ليف فهرس المحتويات ذكر من كان من أكابر القوم الأعيان وأشياخ الطريق أهل العرفان» مولانا الإمام الكبير والزاهد والعارف الشهير خليفة الحسن البصري الإمام أبو سليمان داود ابن نصير الطائي الكوفي رضي الله عنه ط توم لو ستو الفا دده اا ك1 ذكر مّن كان من أشياخ الخرقة وقادات الطريقة وسادات فرسان الحقيقة» الإمام العارف الرباني والغوث الكبير الصمداني الباز الأشهب والطراز المذهب الجامع لأشتات المعاني شيخ الإسلام أبو محمد محيي الدين عبد القادر الحسني الجيلاني قدذس الله سرّه ورضي الله عنه ل 0 ترجمة الأستاذ الكبير والقطب الغوث الشهير حامل لواء المعالي وقائد ركب الأعالي الواقف على متن المنهاج الحقيقي مولانا السيد إبراهيم الدسوقي رضي الله عنه ا ا وا او و ذكر خاتمة هذا الكتاب بثلاثة قصائد: الأولى خاطب المؤلف بها نفسه مستندًا إلى الله ومتوكلاً عليه جل علاهء والثانية مدح بها خاتم الأنبياء كي والثالثة بمدح سيدنا الرفاعي رضي الله تعالى عنهء آمين الب 14 160 5