عقائد المفكرين

VY

هنداوي

| عقائه المفكرين

عباس محمودل العقاد

۲۰۱۳/۲۰۳۰۲ رقم إيداع‎ AVA AVV ۷۱۹ ٤٩٥ ۲ تدمك:‎

15-0 سسة هنداوي 3 للتعليم والثقافة

جميع الحقوق محفوظة للناشر مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة المشهرة برقم 8877 بتاريخ ۲١٠۲/۸/۲١‏

إن مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة غير مسئولة عن آراء المؤلف وأفكاره وإنما يعبر الكتاب عن آراء مؤلفه

5 عمارات الفتح» حى السفارات» مدينة نصر ١١٤٠ء‏ القاهرة جمهورية مصر العربية

+ ۲۰۲ ٥۳٦0۸٥۳ فاكس:‎ + ۲۰۲ ۲۲۷۰٦۳۰۲ تليفون:‎ hindawi@hindawi.org الإلكتروني:‎ as pl http://www.hindawi.org الموقع الإلكتروني:‎

تصميم الغلاف: إيهاب سالم.

للتعليم والثقافة. جميع الحقوق الأخرى ذات الصلة بهذا العمل خاضعة للملكية

العامة.

Cover Artwork and Design Copyright © 2013 Hindawi Foundation for Education and Culture. All other rights related to this work are in the public domain.

المحتويات

كلمة تقديم ۷ ما هى العقيدة الدينية؟ 1١١‏ YY eA ee‏ مركز الكون v4‏ قوانين المادة ۳۹ مذهب التطور ۷ المقارنة بين الأديان ١ه‏ مشكلة الشر 526 محصل وتمهيد Yo‏ عقائد العلماء عقائد الأدياء A\‏ عقائد الفلاسفة 10 الفلاسفة الوجوديون 1۰0 العقيدة الأخلاقية 11٥‏ بعد مليون سنة \yy‏ تعقيب \YV‏

كلمة على الغلاف ۱۳۱

تجدد البحث في الحضارة الأوروبية الحديثة في مسألة العقيدة الدينيةء وشعر كثير من المفكرين أبناء القرن العشرين بخواء النفس من جراء مبادئ الإنكار والتعطيل التي شاعت خلال القرن التاسع عشرء واجتهد بعضهم في التوفيق بين أصول العلم وأصول الإيمانء وحاول آخرون أن يتخذوا لهم ديانة خاصة يطمئنون إليها بعقولهم وضمائرهم ويجدون عندها راحة القلب والبصيرةء وأسفرت هذه البحوث عن اتجاه جديد لا يزال في مفتتح الطريق» فما هو هذا الاتجاه الجديد؟ وإلى أين تنتهي هذه الطريق؟

هل لها مرحلة أخرى ينتظرها الباحثون والمفكرون؟ وهل تستقيم الخطى بعد هذه الخطوة المترددة على منهاج واضح المعالم والغايات؟

في الصفحات التالية جواب هذا السؤال. ونرجو أن يكون جوابًا SALE‏ لوجهات النظر المختلفة» بما يستطاع من الإيجاز في هذا الحيز المحدود.

وظاهرٌ مما تقدم» ومن عنوان الكتابء أننا نقصر القول على القرن العشرينء فلا نعرض لآراء المفكرين التي سلفت قبل شيوع المباحث الأخيرة في العلوم ومذاهب الأخلاق» ولا نتحدث عن العقائد الموروثة التي يتساوى فيها حكم القرن العشرين وما تقدمه من القرون» فليس للتفكير الخاص بالقرن العشرين علاقة بهذا الموضوع.

كذلك لا نتعرض لأقوال المذكرين الذين جزموا بالإنكار وأوهموا أنفسهم أنه هو الحل الأخير لمسألة الدين ومسألة الحياة والوجود على العموم» فإن الاعتقاد هو الذي نعنيه وهو الذي تجددت له أسباب في القرن العشرين لم تكن ظاهرة في القرون القريبة التي سبقته ... أما الإنكار فلا جديد عليه من علوم القرن العشرين أو من حوادثه وكشوفه أو من تقديراته وفروضه» فمن كان منكرًا قبل هذا القرن فأسباب الإنكار فيما مضى هي أسباب الإنكار فيما حضرء وليس عليها من طارئ جديد يتعلل به المنكرون.

عقائد المفكرين

إن الإنكار نفيء والنفي لا يزداد ولا ينتظر الزيادةء وإنما تكون الزيادة في جانب الإثبات والتقريرء فما كان محاولة غامضة في زمن من الأزمان يصبح محاولة واضحة في زمن آخرء ثم يصبح محاولة ناجحة أو متفائلة بالنجاح في زمن يليه ثم ينتقل من المحاولة الضعيفة إلى محاولة قوية» ومن المحاولة المتفرقة إلى المحاولة المجتمعة» ومن المحاولة جملة إلى الثبوت والقرار على وجه من الوجوه.

فقد انتهى إنكار المنكرين عند النفى الحاسم ووقف عنده فلا مزيد عليه.

أما العقيدة فهي التي تحاول وتجتهدء وهي التي تفتح الأبواب الجديدة Gly‏ بعد باب» وهي التي تلتمس الطريق ولا تقف عند الغاية التي لا طريق يعدهاء كما فعل المنكرون.

ومما لا شك فيه أن الحضارة الغربية ألجأت مفكريها إلى محاولات جديدة في مسألة العقيدة الدينية» ولا تزال تدفعهم في هذا الطريق وتستحدث لهم في كل فترة من الزمن وجهة يتابعونها ويترقبون ما وراءها. وقد تختلف الوجهات غاية الاختلاف بين فترة وفترة أو بين مفكر ومفكرء ولكنه اختلاف كاختلاف الإبرة المغناطيسية في السفن التى تعبر المحيط المجهول: هذه إلى اليمين وهذه إلى الشمال» وهذه مترددة وهذه عائدة يعد ssa sill‏ وكل إبرة في كل سفينة لها حركاتها ولها رجعاتهاء ولكنها لا تختلف إلا لأنها تحاول جميعًا أن تصل إلى قطب واحد: هو قطب الشمالء وإن تباعدت مواقع السفن وانعزل بعضها عن بعض في آفاق البحار.

مثل المفكرين الذين تختلف وجهاتهم في مسألة العقيدة الدينيةء هى مثل الإبر المغناطيسية التي تختلف حركاتها في السفن السابحة لأنها تسبح في المشرق والمغرب By‏ flail‏ والجكوي ردول من Ye Gila‏ الكرة الأرضنية إلى Gaile‏ يقابله أو اة ولمع في هذه الحركات جميعًا أن كل سفينة من السفن تحمل إبرتها وأن كل إبرة منها تنجذب إلى قطبهاء sly‏ لم تكن هنالك إبرة ولم يكن هنالك قطب لما اختلفت الوجهة ولا اختلفت الدلالة على الطريق.

والفرق بين السفن التي تحمل الإبرة والسفن التي لا تحملهاء هو كالفرق بين الضمير الذي يطلب الإيمان والضمير الذي تعطل وانتهى إلى التعطيل» فليست السفن التي خلت من الإبرة أهدى من السفن التى تتردد فيها الإبرة ذات اليمين وذات الشمالء وليس الدليل الذي يتردد وهو يتجه إلى القطب أضل من الدليل الذي لا يتردد ولا يشعر للقطب بوجود. بل الواقع أن عكس ذلك هو الصحيح.

كلمة تقديم

كذلك طلاب العقيدة حين يحومون في بحر الظلمات حول قطب واحد: تختلف الوجهات لأنها على وفاق نحو الغاية القصوىء ولو لم تختلف لما كانت هناك حركة ولا كان هنالك اتجاه.

ذلك هو أقرب الأمثلة إلى تصوير الوجهات المختلفة في طلب العقيدة الدينية» ولعلنا نتابع هذه الوجهات على بصيرة من أمرها حين نعرف معنى العقيدة الدينية كما يطلبها أولئك المفكرون» فإننا إذا عرفنا معنى هذه العقيدة عندهم عرفنا ما يطلبونه وعرفنا من أين يطلبونه» وقد نعرف من ثمة ما هي العقبات التي وقفت لهم في الطريق فلم يجدوا كل ا , |

ما هى العقيدة الدينية؟

نعم, ما هي العقيدة الدينية التي يعنيها المفكرون الغربيون حين يطلبونها أو يحسبونها مطلبًا tle‏ للمحاولة والاتباع من طريق إلى طريق؟ إن مفكري القرن العشرين في الحضارة الغربية هم أحق الناس بالرجوع إليهم في جواب هذا السؤال؛ LOY‏ نعرف من الطالب نفسه ما يطليه ولا نعرفه ممن طلبوه قبلهء وإن ظهر أنهم متحدون في الغاية والاتجاه. وقد بحث المشتغلون بالدراسات الدينية زمنًا طويلًا في أصول الأديان والمقابلة بين العقائد والعبادات منذ أقدم العصور إلى هذه الأيام» وفسروا معنى العقيدة الدينية كما وضحت لهم من هذه البحوث الطوال. LISI,‏ لا نعنى عقيدة البحث في هذه الدراسات. إنما نعني بالعقيدة الدينية ما يشتمل عليه وجدان المفكر في العصر الحديثء ولا نعنى بها ما تشتمل عليه أوراقه ومجلداته أو متاحفه ومحفوراته ... إنما نعني بالعقيدة الدينية طريقة حياة لا طريقة فكر ولا طريقة دراسة. اا RI al iG‏ كنا ا من ela N‏ يتك الفراسات :ومن شرن تمق العلم والمراجعة ليترقب مكان العقيدة من قرارة اضميره. إنما نعنى بها ما يملا النفس لا ما Ses‏ الرءوس أو يملأ الصفحات. فا all‏ غرفت Bama‏ الدينية أك Goa.‏ ري واج ي انول لكر العصريين» سواء منهم من وصل إلى اعتقاد واضح يطمئن إليه ومن لم يزل في الطريق» على أمل في الوصول أو على يقين بأن الطريق غير موصد في وجوه الساعين والمتطلعين.

عقائد المفكرين

بدأ القرن العشرون وعلماء النفس يستحسنون في تلخيص جوهر الديانة مذهب وليام جيمس الفيلسوف الأمريكي المخضرم بين القرن التاسع عشر والقرن العشرين» وفحوى مذهبه أن جوهر الديانة هو الإيمان بالبقاءء Gly‏ هذا البقاء مرهون بوجود قوة صديقة للإنسان وراء الظواهر الكونية أو المادة العمياء.

ومما هو جدير بالنظر أن هذا التلخيص من رأي فيلسوف متخصص للدراسات النفسيةء وليس من رأي العلماء المتخصصين للبحث في تواريخ الأديان.

ويستحسن اليوم رأي جوليان هكسلي - عالم الأحياء المشهور - في كلامه عن الوحدة بين العقائد الدينية المترقية أو الهابطة على اختلاف طبقاتهاء وقد أجمله في تقديمه لمجموعة الآراء التي أذاعتها طائفة من علماء العصر ونشروها باسم «العلم والدين» .. فقال بعد تمهيد موجز عن أثر العلم في العقيدة:

لكن هل هناك في الحق روح دينية واحدة؟ هل هناك في الحق عناصر مشتركة

توجد Vis‏ في نحلة الصحابيين' (Quakerism)‏ ووثنية أبناء الكنغوء أو توجد

في زهادة البوذية ونزعاتها الصوفية وفي شناعات الدين المكسيكي القديم؟ هنا

أيضًا يساعدنا النظر في الديانات المقارنةء فنعلم أن الروح الدينية لا تكون

واحدة على اختلاف العصور واختلاف طبقات الثقافة» ولكنها على الدوام

تحتوي بعض العناصر المشتركة» فلا يزال الشعور «بالقداسة» كامنًا في قرارة

كل عقيدة دينية» ولا يزال كامنًا فيها كذلك شعورٌ بالتسليم والاتكال؛ لأن

الإنسان محوط بقوى لا يستطيع فهمها ولا يستطيع السيطرة عليهاء ويدخل

أخيرًا في كل Gls‏ نزوع إلى التوضيح والتفسير والإدراك» إذ alas‏ الإنسان أنه

محوط بالخفايا ويطلب منها على الدوام أن تكون ذات معنى.

إلا أن شعور القداسة هو أعمق الأسس في عناصر كل ديانةء وهو لباب كل حاسة جديرة أن توصف بالصفة الدينيةء ولولاها لما كانت للإنسان ديانة على الإطلاق ...

' هم جماعة أصدقاء أو «إخوة» في العقيدة البروتستانتية.

\Y

ما هى العقيدة الدينية؟

وقد اعتمد جوليان هكسلي في الواقع على الشعور النفساني في رأيه هذا أكثر من اعتماده على تواريخ الأديان» فإنه شعر بقداسة الدين قبل أن ينشدها ويتحقق وجودها في عقائد الأولين والآخرين.

والأستاذ «جوردون آلبورت» أستاذ ale‏ النفس بجامعة هارفارد يتكلم في كتابه «الفرد وديانته»" عن طبيعة الاعتقاد فيقول:

إنه ينطوي على ثلاثة أطوار الأول فترة التصديق الساذج وهو أوضح ما يرى في الطفل الذي يصدق حواسه وخياله وما يسمعه بغير تمييزء فعقائده الدينية الأولى مستمدة على الأكثر مما يسمع» أي من الواقعية الكلامية» فإن الكلمات عنده والوقائع بمثابة واحدةء ويقاء هذا التصديق الساذج das‏ مدى الحياة أمر ظاهر ولكنه في الغالب ملازم للعقول التي توقف بها النمى دون التمام أو مقصور على المسائل التى يحيط بها الجهل المطبق أو تتسلط فيها قدوة قوية Stall aay AY‏ الديضة يرن Cale LS‏ من هذا اخلط col‏ جن التصديق الصبيانى والقدوة وما لم يمحصه التفكير.

ومن المعتاد على كل حال أن تأتي بعد هذه المرحلة Hoye‏ تزعزع قرارهاء فإن الشكوك تطرق عقل الإنسان من جميع الأبواب المتقدمة» وهي جزء متصل من كل تفكير مفهوم» وليس في وسع الإنسان أن ينشئ له عقيدة مستقلة قائمة على الملاحظة والتفكير المفيد ما لم يواجه النقائض التي يشتمل عليها كل عرف مسموع.

والمرحلة الثالثة هي مرحلة الاعتقاد الناضج» وهي تتطور - مع المشقة من تراوح الشكوك والتوكيدات التي يتسم يها كل تفكير مفيد ...

ثم يسأل الأستاذ: هل الإيمان والاعتقاد شيء واحد؟ فيقول: إن الكلمتين تستخدمان أحيانًا بمعنى واحد» وهما في بعض المواطن تعبران عن معنيين مختلفين؛ GY‏ التسليم غالب على الإيمان. أما الاعتقاد فيقترن أحيانًا بمعرفة بعض الأسباب» ولو من قبيل التقدير والترجيح.

.The individual and his Religion by professor Gordon Al-Iport *

عقائد المفكرين

قال: «ويبدو أن الإيمان أحر شعورًا من الاعتقاد» فهو يجازف على ple‏ بالمجازفة؛ لأنه يشعر بأن الثقة أقوى ونتيجة الرهان أنفس وأغلى.»

ثم استطرد إلى التفرقة بين الشعور الديني الخالص وبين الشعور الذي يمتزج بالخوالج النفسية الأخرىء فقال: إن أبسط وسيلة نبتدئ بها هي الرجوع إلى تعبيرات المتدينين. وضرب She‏ لذلك عبارتين من كلام القديس توماس كمبس (Kempis)‏ حيث يقول عقب الدعاء: «إن أشواقي كلها تتنهد إليك»» وحيث يقول من عظة قصيرة: «لو كان الله هو صفوة المقاصد التى نتشوق إليها لما خامرنا القلق بهذه السهولة.»

قال الأستان في التعقيب على العبارة الأولى ما فحواه: إن الشمول الواضح في قول القديس «أشواقي كلهاء هو آية الاعتماد الديني في طبيعته» وإن النفس لا تقبل التجزق والثفرق وهي نجه بأشواقها إلى معيويها: ثم قال: ق التعقيب عل العجارة التالية: Alsth‏ على خطأ حين all‏ في هذه العبارة دليلًا على طبيعة الاستطلاع أو الاستقرا TAT‏ الدينية؟ أليس معناها أن العقيدة إذا كانت قويمة سديدة وجد المؤمن ¿ مشكلاته محلولة مفسرة ووجد قلاقله ومخاوفه مهدأة مستقرة؟ ... إنه لخليق إذن أن يهتدي إلى كشوف من المعرفة والفضيلة ...»

يريد الأستاذ أن الإنسان يطلب المعرفة من وراء العقيدة والإيمان» وأنه ينظر إلى الإيمان als‏ برهان على أنه قد وثق بالله فاستحق أن يهديه في طريق da yall‏ ويتجلى عليه بما هو أكبر من قدرته لو اعتمد على عقله وفهمه.

فموقف المؤمن من الله كموقف التلميذ الذي يطمتن إلى علم أستاذه فلا يمتحنه ولا يتردد في قبول دروسه ومعارفهء فيكون هذا الاطمئنان برهانًا على أنه تلميذ صالح للتعلم مستحق للمكافأة وحسن الجزاء.

ولا يظهر في هذه السنوات معهد مشتغل بالبحث في قضايا العصر الحاضر إلا كان البحث في مسألة العقيدة من أوائل بحوثه الهامة التى ينشر فيها الرسائل ويذيع فيها المحاضرات والأحاديث. ومن ذلك مكتب المسائل الجارية بلندن (The Bureau‏ Jt. sage ails of Current Affairs)‏ الأستاذ جيسوب (Jessops)‏ أستاذ الفلسفة ales‏ النفس بجامعة هل (Hull)‏ أن يكتب رسالة في موضوع الحاجة إلى الدينء فكتبها بعنوان

«لم الدين؟» وعرض في الفصل الثانى منها لمقوّمات العقيدة الدينية فقال: «إن الفكرة الأساسية فيها تقوم على حقيقة فوق الطبيعة تخضع لها كل حقائق الطبيعةء ولا بد

ما هى العقيدة الدينية؟

أن تكون أفضل من الطبيعة وأن يكون الإنسان قادرًا على أن يتصل بها صلة شخصية. وواضحٌ أن هذه الفكرة هى فكرة الإله.

ولا بد أن نلاحظ أنها تشتمل على عناصر ثلاثةء GLE Gly‏ عنصر منها يخرج بها في نظر العقل العصري من عداد العقائد الدينية فلا ينطبق عليها وصف الريانية» فإذا كان هناك قوة فوق الطبيعة لا سلطان لها على الطبيعة فقد يروقنا أن نراقيها Sly‏ نعقد الجلسات لمناجاتها والتحدث عنها وننظم الأناشيد في وصفها وأن نجعلها موضوكًا من موضوعات الاستطلاع والفن لا من موضوعات الديانة» إذ هى لا تعيننا على الحياة ونحن مركبون بحياتنا في وسط الطبيعة ... وإن كان هناك من الجهة الأخرى قوة فوق الطبيعة ليس فيها إلا أنها قوة فقد نرهبها ونفزع منهاء ولكننا لا نعظمها ولا نتعبد لها ولا نكون دينيين في اتصالنا بهاء وإنما قصاراها أنها العصا الكونية الكبرى أو العلة الأولى» ونحن نأبى أن نصف شيئًا بوصف الربانية ما لم يكن أسمى وأقدر من كل شيء نعرفه في نطاق المكان والزمان. وإذا بحثنا فيه انتهى بنا البحث إلى أننا نقصد به روحًا كاملا أو عقلا ALIS‏ فلا ننحنی ساجدين لشىء دون ذلك.

وجملة القول أن الديانة تلتمس كاتنًا نستطيع أن نتجاوب معه تجاوب الفهم» فلا يتحقق هذا الشرط في غير كائن عاقل. ومن ثم تفيد كلمة الله في العقل العصري معنى الروح الأعلى الأكمل الذي يستجيب لقربان الإنسان» فالسمو والكمال والاستجابة هي العناصر الثلاثة التي يتم بها قوام الفكرة الدينية» والكائن الذي تجتمع له هذه الصفات ai‏ منا للعبادة وله أن يفرض علينا أرفع الفضائل وأن يعيننا على بلوغهاء وصلاتنا له ذات معنى ...»

ثم قال بعد الكلام عن استجابة المطالب الإنسانية: إن للدين في العقل الإنساني جذرين آخرينء هما الحزن والفرح. إذ هناك حالات من العذاب النفسي نحار فيها ونعجز عن احتمالهاء فتدفعنا النوازع التى لا سلطان للتعليم عليها إلى ملجأ وراء الجماعة الإنسانية» بل وراء الأكوان الطبيعية» نبغي فيه نورًا يضيء لنا ظلمات الحيرة وعزاء أو قوة على احتمال آلامنا ... نبغى ذلك في ملاذ فوق هذا الكون كله قد يكون هنالك أو لا يكون» وريما كانت طبيعتنا عابثة بنا في هذه الحالة Ere‏ قاسيّاء ولكننا هكذا نحن في طبيعتناء وهكذا يكمن فينا باعث آخر من بواعث التدين والعبادة.

أما الفرح فمن أنواعه ودرجاته أيضًا ما يرتفع بنا صعدًا ولا يقف بنا عند المتعة به وحسب» بل يرتفع العقل كله علوًا إلى Glib‏ أعلى بكثير من موضوع الفرح نفسهء وباعث

\o

عقائد المفكرين

هذا أن الفرح العظيم يولد في نفوسنا عرفان reall‏ فنود أن نشكر أحدًا ولا نرى إنسانًا جديرًا بمثل هذا الشكرء فنرتفع بالشكر إلى النجم البعيد!

ذلك شعور طبيعي هو كما لا يخفى أحد الأجنحة التي تعلو بالعقل إلى ما فوق الطبيعةء فإن كان Laas‏ فإنه لوهم سعيد.

ولن تستطيع التعليلات النفسانية أن تقيم الديانة على أساس مطالبنا وحاجاتنا دون غيرهاء فإننا لا نستطيع أن نفسر ظواهر الكون ولا أن نستخرج طبيعة التدين من مجرد التنقيب عن المطالب والحاجات في نفوسناء إذ لا ريب أن الديانة تأتي إلينا من الخارج LS‏ تنجم في نفوسنا من داخلها. ونحن نستجيب كما نطلب الجواب» وعندنا إلى جانب التجارب التي تعتلج في باطن النفس تجارب أخرى تنتزع منا وتفرض علينا من خارجناء منها الروعة التى لا منجاة منها لأحد منا في طوال أيامهء ولا حيلة لإنسان في تلك المواقف التي تروعه وتتعاظمه حيث يواجه أطوار الطبيعة وأزمات البشرية فردية كانت أو جماعيةء وتلك العوارض التى نسميها تارة بالخفية وتارة بالغيبية. كذلك تطل كانت لا تخلو منه» إذ هنالك فرق بين مجرد الخوف من جلالة الطبيعة أو سر الموت وبين الشعور أمامها بالروعة. وكأنها خوف محلول في مزيج آخر من العناصر والأخلاطء ففيها خوف ودهشة وإعجاب وإحساس بضآلة وجودناء فإن يكن ثمة شعور له سمة خاصة من سمات التدين فهو هذا الشعور لا مراءء وقد ساور الإنسان من قديم ويساوره cagall‏ ولن يزال للإنسان دين على نحو من الأنحاء ما دام له شعور من هذا القبيل» فما كان غاية الأمر في هذا الشعور أنه جواب من طبائعنا للعالم المجهول؛ فقد يوجد هذا الجواب الشعوري في نفس الفلكي كما يوجد في سائر النفوسء ولكنما هو محور العبادة في الصميم.

إن الدنيا فيها من العظم الكفاية بغير ما فوق الطبيعة» فإذا أضيف Gall‏ فوق الطبيعة بدا الإنسان أصغر وأصغرء وإن الزمان لمن الطول بحيث يرينا التاريخ كله مسافة جد قصيرة» فما هي حياة الإنسان إذن حين تقاس بمقياس الأبدية؟ وإن الإنسان إذا قيس بروائع الطبيعة لا يتراءى صغيرًا وحسب بل حقيرًا مع صغره. فما أخس ما يبدو لنفسه إذن حين يعقد المقارنة بينه وبين الكمال المطلق! إن إضافة الآفاق الريانية إلى وجودنا تهبط بالإنسان إلى منزلة مزرية» ولهذا كان اتضاع النفس وتهوين شأنها حالة من الحالات الدينية SU‏ )8 فلا مناص مع الإيمان بالله من القضاء على الكبرياء.

بيد أن الديانة لم تكن قط مقصورة على التمرغ والاستكانة» بل هي - مع هذا التهوين من شأن النفس - قد نفخت روح الكرامة حتى في النفوس التي لا يخولها

15

ما هى العقيدة الدينية؟

أبناء نوعها حظًا من الكرامة. إذ كان المخلوق الذي يقدر على معرفة الخالق قمينًا أن يتصل به ويفقه مشيكته ويظفر بقبس من كماله ويصبح محلا لعنايته» ولا جرم يتعالى مخلوق كهذا أن يكون هملد في نظام الطبيعةء فإنه لروح على أوفى وأرفع Be‏ من الصلات الروحانية» ولن يكون من أجل هذا خاضعًا كل الخضوع لطغيان الطبيعةء ولا تموت روحه مع الجسد حين ينقضي cose!‏ بل تنطلق في حياة لا عائق لهاء أو كما قال أفلاطون: إن العقل الذي يسمو إلى معرفة الحقائق الأبدية لا يفنى حيث يتداعى الجسد» وفي معظم الديانات - ولا سيما المترقي منها - إيمان بخلود الإنسان ...

ومن علماء النفس الذين وضحوا الشعور بالعقيدة الدينية من الوجهة السيكولوجية أستاذ في جامعة «كلارك» مارس العلاج بالوسائل النفسية ومنها وسائل الإيمان» وهو الأستاذ رايموند كاتل GUS Gale (Cattell)‏ «علم النفس ومسألة الدين»" وفيه يقول عند الكلام على التحليل النفساني والخواطر الدينية: «إن الصلاة تتراجع - بازدياد - إلى الاكتفاء بتحسين الشخصية والمحافظة على الروح المعنوي في الفرد أو الجماعة, وبهذه المثابة لا يستطيع ale‏ النفس أن ينكر جدواها على اعتبارها من الإيحاء الذاتيء ولكنها على هذا قد تنتحل لنفسها مزية لا ضرر فيها: وهي مزية الإرشاد إلى مزاولات عملية تزيد من قابلية النفس للاستيحاء والاستجماع. ومما تقدم القول فيه عن خلود النفس نلخص أصولها النفسانية ‏ أي أصول الصلاة في هذه المراجع الثلاثة: العودة إلى عادة الاسترسال مع التفكير الذي يسر ويرضيء والاستمرار في تجارب الإنسان البدائي الإنسانى عن جزائهم في هذه الحياة ...»

ثم يقول في تعليل النزوع الديني المفاجئ في بعض أطوار النفس الإنسانية: «يبدو على العموم أن هذا النزوع يعلل بأن الفورات الجنسية في طور المراهقة يقابلها في هذا السن زواجر كابحة من الآداب التي تربط بالأهواء الجنسية كثيرًا من إحساس الجريمة أو الخطيئةء وكلما اشتد التدافع بين التعبيرات الجنسية والأهواء الكامنة وبين الزواجر الأدبية أحاط بالنفس القلق والندم وتخلصت منهما فحلت المشكلة بالإعراض عن الشهوات

Psychology and the Religious Quest, by Raymond Cattell, Clark University, New * .England

عقائد المفكرين

والاعتزاز بالذات تساميًا إلى حب بني الإنسان جميعًا Soy‏ من الحب الجنسيء وإلى مقاربة العزة الإلهية بديلًا من الاعتزاز يالذات 3

ويقول الأستاذ كاتل بعد ذلك: إن الدراسات النفسية لم تستلزم وجود حاسة دينية dels‏ فإن هذه الحاسة الدينية مجتمعة من خوالج الخوف وأهواء الجنس وروح الجماعة وتوكيد الذات والتطلع والتسليم.

ومن جملة آراء الأستاذ في هذا الكتاب يظهر Gls‏ أنه يقفو آثار العالم النمسوي المشهور «فرويد» أشد علماء العصر إغراقا في تكبير شأن الغرائز الجنسية وإدخالها في تفسير كل قوة نفسية تحتاج إلى تفسير. وخلاصة فلسفة فرويد هذه أن هواجس العصبيين هى بالنسبة إليهم ديانة فردية خاصةء وأن الديانات العامة هى الهواجس العضبية بالتسة إل قوع الإسان, وان الضمير هى متاظ الآنانية التوعية في طوية كل فردء كأنه الذات العليا فوق ذوات الآحاد.

على أن صاحب هذا الكتاب يقرر في أول الفصل الثالث من كتابه أن العلماء والأتقياء Ls‏ يعلمون بعد بحث يسير أن وجود دواعي الوهم مركبة في طبائع البشر لا يستلزم القول بأن وجود الإله وهم من هذه الأوهام. ١‏

ومن الفلاسفة وعلماء النفس من يؤمن «بالعقيدة الروحية» ويفهم من «الروح» أنها قوام حياة الإنسان الأدبية والوجدانية» ولا يرجع بها إلى مصدر وراء الطبيعة.

من هؤلاء الفيلسوف GUN!‏ ماكس sigh‏ الذي عاش في الولايات المتحدة وكان رئيسًا لمجمع الفلاسفة في الأقاليم Basi‏ ومن كلامه الذي يلخص مذهبه ومذاهب أمثاله في الرأي فصل عن «الأشياء والأمثلة العليا» يقول فيه:

ليكن في قرارة قلوبنا أن الروح ليست اسمًا لشيء ولكنها اسم لحياة» وأن خلاص الروح ليس بالسلعة أو المنحة التي تشترى أو تستعطىء ولكنه تطور نبلغه ونترقى oly aul)‏ تخليص روح الإنسان ليس بالعمل الموقوت الذي يتم في ساعته ولكنه سعي طويل يستغرق مدى العمر AIS‏ وليس هو إنقاذًا لكيان مبهم لا تعريف له في سبيل التأهب لحياة مقبلةء ولكنه خلق لنموذج من الشخصية من طريق الاعتراف بالقيم البينة التي تدور عليها تجارب كل يوم. إنه نضج باطني ويقظة لمعاني الحق والجمال وكرامة الحياة ...

ما هى العقيدة الدينية؟

وتكلم ماكس شوين (Schoen)‏ أحد مؤلفى المكتبة الفلسفية؛ عن العلاقة بين العقيدة الدينية والعقل في كتابه «تفكير في الدين» فقال من فصل عن الحاجة إلى التفكير في الدين:

إن الإيمان لا يعرف الهوادة ولا يقبل الاستثناء. ولكن الاعتقاد (Belief)‏ هوادة وتسوية عملية يتطلع صاحبها إلى ما يغنمه الداعي إليها والمستجيب لها. إنه وسيلة في الديانات للاشتراك بين الناس في معيشة واحدة وشغل واحد باسم الله. وهذا الاعتقاد الديني يتبع الخلاف بينه وبين العقل لأن العقل لا يساوم ولا eds‏ ومن دأبه أن يتغلغل في بواطن كل شيء يعرض عليه باسم الحقيقة. وإن الذين يضعون الاعتقاد موضع المناقضة للعقل ليفعلون ذلك عن خطأ منهم في فهم الاعتقاد والديانةء والعقل يبطل الخطأ.

إن منطقهم يجري على هذا القياس: ما نريد تصديقه مخالف للعقل»ء ولكن الأمر الذي نصدقه لا يجوز أن يكون باطلاء ولهذا ينبغي أن يصبح اعتقادًا ولا يتقيد بموافقة العقل.

les‏ هذا النحو يصبح الاعتقاد مسوعًا لكل هاجسة أو استحالة تحيك في نفس المعتقد.

أما الذين يرون أن الأصول الدينية تجري مع العقل ولكنها أرقع منه وأسمىء فهؤلاء يتكلمون عن الصواب أو التصويب (Rationalization)‏ ولا يتكلمون عن العقل. فإن الفكر إنما يعمل ليكون Gab‏ من شيئين» فإما أن يعمل للامتحان والنقد وإما أن يعمل للتسويغ والقبول» فإذا عمل للامتحان فهو العقل» وإذا عمل للتسويغ فهو الصواب أو الحكمة ... ثم ينتهي المؤلف من بحثه في هذا الفصل إلى أن العقائد الشائعة SS‏ ما تخل بمعنى

الدين» أو أن الديانات التي تناقض العقل هي تطبيق غير صحيح للدين الصحيح» فهناك دين واحد في الجوهر ولكنه يصبح ديانات شتى في حيز التطبيق.

وقد نشر الكاتب الإنجليزي أرنست مارتن (Martin)‏ مجموعة من الآراء لأساطين المفكرين سماها البحث عن عقيدة* قال في تقديمها عن معنى العقيدة العصرية:

Philosophical Library. New York ® In Search of Faith °

عقائد المفكرين

ليس من الخير أن نقول - كما يقول كثير من الشكوكيين الأذكياء - إن الديانة نبعت من الخوفء أو إن الإيمان بما فوق الطبيعة إنما هو مجرد تعويض لما في دنيا الواقع من الجهامة والعبوسء فإذا كان هذا ولا ريب صحيحًا في حالات الديانة الهمجية فليس هو بصحيح في موقف الإنسان المتحضر من المسيحية؛ وقد كان الهمجي يعبد أربابه وأرواحه OY‏ يشعر بالرعب من الحياة والموت» alla caylee,‏ والتكرافات AUR‏ ف والت التو هم اا ates‏ الإنسان من الفهم» وبقيت العقيدة ولم يكن للجماعات البدائية غنى عن السحر حيثما دعتها الحاجة إلى تنظيم مراسم العبادةء وليست كذلك جماعات الإنسان في الحضارة العصريةء فإن الإنسان العصري لا حاجة به إلى السحر وفي وسعه أن يتأمل الخير ويسعد بالسعي فيه وهو alas‏ أنه ينبوع السعادة ... إن العقيدة لهي اسم آخر للشجاعة. 0000 الديانة الصحيحة هي خطار - أو رهان - على الحياة كلها Glas‏ على وجود الله ...

وقد تكلم اثنان من رجال العمل والسياسة عن العقيدة من حيث القيمة العملية في حياة الآحاد والجماعات.

فالمؤرخ المشهور هربرت فيشر الذي تولى وزارة التعليم زمنًا في الحكومة الإنجليزية يكتب عن السيدة التى أسست جماعة العلم المسيحى التى تعالج أمراض الروح والجسم بقوة الإيمانء فيقول في كتابه (ديانتنا الجديدة): ٠‏

دلت التجربة على أن الدقة في تصوير ما فوق الطبيعة قليلة الأثر في اجتذاب

الناس إلى الديانة» وأن شيوع ديانة من الديانات يرجع على الأرجح إلى مبلغ ما

تلبيه من مطالب النفس البشرية قبل رجوعه إلى مطابقتها لوقائع الحياةء وما

كانت أسخّف السخافات لتصد أناسًا عن قبول دعوة تملا في قلوبهم فراغا من

حاجاتهم الروحانيةء فهم يأخذون ما يطلبون وينبذون ما لا يدركون» وثمة

قيمة محققة للدعوات الجريئة. وقد قال رينان إن الإنسان يولد وسطًا ولا طاقة

له بعمل ذي بال حتى يتعلق بحلم من الأحلام.

هذا واحد من المفكرين الذين اشتغلوا بالسياسة والإدارة ونظروا إلى الديانة من Go‏ القيمة العلمية. أما الآخر فهو الشاعر الناقد اللورد فانسترت (Vansittart)‏ الذي

Y:

ما هى العقيدة الدينية؟

قام بمهام السياسة الخارجية زمنًا طويلًا في الوزارة البريطانية» وقد سكل أن يقدم المجموعة التي كتبها طائفة من المفكرين عن مستقبل العقيدة فقال: إن فقدان الثقة بما فوق الطبيعة على صلة بفقدان الثقة بأنفسناء وكلاهما لم يسعد Mel‏ بل أعقب بعده GUS‏ ميزان الحياةء لم تصلحه مذاهب الشك واللذة.

ثم أشار إلى فقدان العقيدة في فرنسا فقال إنه ساقها إلى المسالمة والاستسلام قبل الأوان» وإلى فقدان العقيدة في ألمانيا فقال إنه ساقها إلى بديل لها من العصبية والنازية. ولولا البحر حول الجزر البريطانية لساقها فقدان العقيدة إلى مصير كهذا أو ذاك» وختم مقدمته قائلًا: «لقد آن الأوان «أولًَا» لتعديل التشبث ببعض الأفكار والمراسم التى لا توافق المطالب العصرية؛ و«ثانيًا» للعلم بأن العقيدة قد عرضت نفسها بعمل يديها لعوائق شتى, و«ثالنَا» إن السلطان الروحاني تزداد صعوبات التوفيق بينه وبين المساوئ السياسية مما قد بينت في غير هذا الموضع وسائل اجتنابه» و«رابعًا» إن الأمل في التجديد والبقاء ينمو كلما فصلناه من الأدعياء» وقد يحسن أن نحلم ونحن مفتوحو الأعين فإنما نحن وأعمالنا مصنوعون من مادة الأحلام» ولكن لا شيء يمكن أن يقام على أساس من الهواء و«خامسًاء إن فصائلنا لا ينبغي أن تضر بوطنناء ومن ثم لا غنى لنا عن مزيد من الحيطة ayes‏ مق dal‏ وساد إنه ف الخيار بين الحيظة واللعرفة مكل العقيدة كوام Ls‏ نرجوه وإن لم تكن على الدوام برهانًا على ما نجهله ...»

تلك نماذج متفرقة من أطراف متعددة» نحسبها كافية للتعريف بمعنى العقيدة كما يفهمها مفكرو هذا العصر في الحضارة الأوروبية» وقد لاحظنا في جمعها التعويل على التجارب النفسية أو التجارب المنقولة من الحياةء ولم نعول كثيرًا على روايات التاريخ ودراسات المقارنين بين الديانات كما تحفظها السجلات والمأثورات؛ لأننا في هذه العجالة إنما ننظر إلى العقيدة الحية كما يعيش بها الأحياء المثقفون في العصر الحاضر.

ويتبين من جملة الآراء المتقدمة أن العقيدة التى يصح أن توصف بالدينية هى العقيدة التي تعتمد على سند فوق الطبيعةء وأن العقيدة على أية حال قوة مطلوبة لا يستغني عنها من وجدها ولا يطيق الفراغ منها من فقدهاء ولا يرفضها من اعتصم منها بمعتصم واستقر فيها على قرار.

۲١

سمة العصر

في مفتتح القرن التاسع phe‏ وجه نابليون بونابرت سؤالا إلى علامة الفلك في زمانه «لابلاس» عن عمل القدرة الإلهية في تنظيم الأفلاك السماوية» وكان لتوجيه هذا السؤال إلى «لابلاس» سبب خاص: وهو ظهور كتابه عن علم الحركة العلوية «أو الميكانيكا السماوية»» وفيه يشرح حركة الفلك ويعللها بالقوانين AST‏ كما يدل اسم الكتاب» فقال علامة الفلك مجيبًا سائله الكبير الذي كان يقول في الدين بمثل قوله: إنني لم أجد في نظام السماء ضرورة للقول بتدبير إله!

ومضى القرن التاسع عشر إلى نهايته والرأي الغالب فيه بين المشتغلين بالعلم والمؤمنين به هو هذا الرأي الذي تحدث به لابلاس إلى نابليون: إن العلم كاف كل الكفاية لتفسير جميع الأسرار!

كتب السير جيمس فتز جيمس ستيفن في سنة VANE‏ فصل pias‏ يومئذ مثالا للآراء العلمية في تلك الفترةء فقال: إذا كانت الحياة الإنسانية في نشأتها قد استوفى العلم وصفها فلست أرى بعد ذلك مادة باقية للدين» إذ ما هى فائدته وما هى الحاجة إليه؟ إننا نستطيع أن نسلك سبيلنا بغيره» وإن تكن وجهة النظر التي يفتحها العلم لنا لا تعطينا ما نعبده فين كفيلة أن تغطيدا Gas‏ مها سدق

إن بعضهم يظن - أو يقول إنه يظن - إن الحياة LS‏ يصورها العلم لا تستحق أن

نحياهاء وهو في رأيي ظن باطلء فنحن في هذه الحالة خلقاء أن نحيا على أصول غير التي تعودوا أن يعتقدوهاء ومن حقق النظر إلى موقفه الصحيح وكان على حظ وسط من موارد العيش فالحياة ستظل عنده جد Aud,‏ وإن الدنيا في نظري لموطن مستطاب We‏ لو أنه يدوم» وفيها ملؤها من الناس الظرفاء والأشياء العجيبة» بحيث يسع الأكثرين - على ما أحسب - أن يغضوا أبصارهم عن إدمان النظر إلى طبيعتها الزائلةء وسيبقى الحب

عقائد المفكرين

والإخاء والطموح والمعرفة والأدب والفن وأمور السياسة والتجارة والصناعات والحرف وألوف غيرها سارية في مسراها كما كانت من قبل دون حاجة إلى إله أو حياة مقبلةء ومن كان من الناس عاجرًا عن تصريف كل لحظة من لحظات يقظته في شاغل من هذه الشواغل؛ فهو لا محالة على حظ سيء بالغ السوء في تكوينه أو مرافق عيشه» أو هو لا محالة مخلوق جد هزيل.

ولا ننكر أن قضايا اللاهوت الكبرى نبيلة فخمةء وأننا إذ نتخيل أن الدنيا من صنع خالق على الغاية من الحكمة والغاية من القوةء وأنه على نحو خفي لا نحيط به هو AMIS‏ على الغاية من الطيبةء وأن الأخلاق Lei]‏ هي شريعة صادرة إلى الناس من قبل هذا الخالق العظيم» Gly‏ هذه العوالم الظاهرة إن هي إلا جزء يسير من هذه الشريعة التي يوصف ly‏ حالقها كل elidel‏ إن تككيلة كي عظيم: ١‏

نعم» وإن الذين يقدرون مخلصين أن ينظروا إلى الدنيا هذه النظرة لتسمى بهم عقيدتهم وترفعهم فوق صغائر Gary Sliall‏ لهم أن يسوغوا هذه العقيدة أمام غيرهم حيث يرجع تسويغ العقيدة إلى جمالها وجدواها ولا يرجع إلى صحتها ودلائل ثبوتها.

أما إذا وجب أن نطرح هذه العقيدة جانبًا فلا أخال أن الحياة تخسر قيمتها وأن الأخلاق على الخصوص تنقطع وتزول» وسوف تموت الديانة مع اللاهوت. ولكننا كما أسلفت قادرون على أن نعيش عيشة حسنة بغير الديانة» وإن أقمناها على أصول غير هذه الأصول قلما تخالف في لبابها أصول العيش التي يدين بها نفسه كل ذي خلاق.

انقضى القرن التاسع عشر وهذا هو الرأي الغالب على أصحاب الرأي فيه ممن يؤمنون بالعلم الحديث ويتوقعون له القدرة على الإحاطة في المستقبل بمجهولات الغيب التى لم يحط بها في ذلك الحين.

ونقول الرأي الغالب ولا نقول الرأي الجميع الشامل؛ لأننا لا نعلم أن عصرًا من العصور قد اتفق فيه أصحاب الرأي على وجهة واحدة في مسائل العقيدة الدينيةء في شئون العقيدة الدينية» Gy‏ غيرها من الشئون العامة التى تتسع فيها مطارح الآراء والأهواء.

٤

tice:‏ الخضى

فلم يكن عصر من العصور Lage‏ كله ولا منكرًا كله ولا بد في كل عصر من مؤمنين Oy Shes‏ ولكنهم مع هذا يختلفون بين عصر وعصر في معنى الإيمان والإنكار وفي أسباب هذا وذاك» وقي الموضوع الذي يتناوله المؤمنون والمنكرون.

فليس القرن السابع عشر he‏ كالقرن العشرينء وليس القرن الثامن phe‏ كالقرن التاسع عشرء وليست القرون الحديثة كالقرون الوسطى أو القرون A‏ وإن كان في كل منها إيمان وإنكار وشك ونفاق.

فإذا حسينا لهذه المشابهات» أو هذه المفارقات» حسابها على جملتهاء جاز أن يقال إن الحضارة الغربية تحولت منذ القرن السابع عشر من الشك في الدينء إلى الشك في العقلء إلى الشك في العلم الحديثء وإنها الآن تدخل في أبواب جديدة من الشكوك.

وربما كان الأصح أن يقال إن الحضارة الغربية بدأت بالشك في السلطة الدينية لا في الدين نفسهء وإن الدين الذي شكت فيه أو أنكرته كان هو الدين كما تشبث به الجامدون المتحجرون على التقاليد أو على العرف المقرر في عهود الجهل والطغيان.

وقد تزعزعت سلطة رجال الدين يوم تزعزعت كل سلطةء فشك الناس وأنكروا وثاروا على التقاليد وعلى العرف المحفوظء ثم أذنوا لعقولهم أن تفكر وتقدرء واعتمدوا على العقل وحده في فهم جميع الأمور» وبخاصة ما كان فهمه مقصورًا على دعوى ذوي السلطان مخ أصحات الدنيا والدين.

انتقل ذوو الرأي من الإيمان بالدين إلى الإيمان بالعقل حتى انتهى بهم العقل عند حدوده» فتحولوا من الإيمان بالعقل إلى الإيمان بالعلم الحديث.

وليس الإيمان بالعقل والإيمان بالعلم Bad‏ واحدًا كما يلوح من النظرة العاجلة؛ لأن الناس آمنوا بالعقل وحسبوا أنهم يفهمون به كل شيء من طريق المنطق والقياس» ومن طريق القضايا والبراهين ... فلما اختلطت عليهم الأمور وقصر بهم العقل دون العلم بالمحسوسات فضلًا عن المغيبات - تحولوا إلى التجربة الحسية ووقفوا عليها جهود العلم الحديث؛ فلا ple‏ بغير سند من الحس والتجريب.

فاليوم في القرن العشرين - أين تسير الحضارة الغربية بين هذه الشكوك التى che‏ عالشك فى Shuai‏ مهت Chi‏ يهن E BGs)‏ وثارة مع dell‏ الحديث؟

ما هو الشك الذي يغلب على ذوي الرأي في القرن العشرين

لاا لا dene‏ الشك في الإنكار.

عقائد المفكرين

إن الأسباب التى كانت كافية للإنكار قبل ثلاثة قرون أصبحت لا تكفى للإنكار بتلك القوة الوائقة المتهجمة؛ بل أصبحت لا تكفي لإنكار ما EE‏ ما كان سبب الإنكار من العلم المعترف به بين العلماء.

تواضعت دعوى العقل في أوائل القرن eect‏ كيم لقو ell‏ أوائل القرن العشرينء وكاد العلماء أن يتفقوا على أن التفسير والتعليل فوق طاقة العلم ولا سيما تفسير الغايات والأصول» وحسبه من الدعوى أنه يصف ويجمع ويقابل ويعادل» ثم يترك العلل الأولى بعد ذلك لمن يستطيعهاء أو يقول إنها حتى اليوم غاية لا تستطاع.

كان من العلماء من يخال أنه قادر على الإثبات» فليس من العلماء اليوم من يزعم أنه قادر على الإنكار بسند من العلم الصحيح.

ومن قال منهم dil‏ ينكر على سبيل الظن والترجيح» فحكمه في ذلك حكم القائل إنه يؤمن على سبيل الظن والترجيح: كلاهما على مسافة واحدة من دعوى العلم بالتجربةء أو دعوى التعلل بالبرهان.

وبدية أن الشك في الإنكار غير الجزم بالإيمان» فليس من صحة الحكم ولا من صدق النظر أن يقال إن سمة الإيمان غالبة على القرن العشرين أو بينة الأثر فيه» ولكنه صحيح ولا ريب أن يقال إن المنكر في القرن العشرين لا يستطيع أن يستند إلى أسباب من العلم يسلم بها المفكرون» كما كانوا يسلمون بأسباب الإنكار في القرن السابع عشرء أو القرن الذي يليه إلى أوائل هذا القرن الذي نحن فيه.

ونحن متتبعون أكبر الأسباب التي اقترنت بمسألة العقيدة منذ القرن السادس عشرء وكان لها شأن قوي في إضعاف العقائد الموروثة على تقدير الباحثين بالإجماع» وقد نرى من تتبعها GS‏ قويت على إضعاف العقائد التقليدية ثم نرى كيف آل الأمر بها أخيرًا حتى فقدت قوتها الأولى على زعزعة الإيمان وإثارة الشكوك» ونرى من أين طرأ عليها الضعف حتى انتقل بعضها من ترجيح التعطيل والإلحاد إلى ترجيح الاعتقاد وإعادة النظر في

هذه الأسباب على الإجمال خمسة ليس في أسباب التعطيل ما هو أقوى منها وأعظم فعلًا في عقول المفكرين الأوروبيين» bs‏ عقول غيرهم ممن نظروا إلى دلالتها مثل نظرتهم» وحكموا بها على الأديان Lhe‏ حكمهم. وهم غير قليلين بين المفكرين في مختلف الأقوام.

1

سمة العصر

وهذه الأسياب الخمسة هي:

أولًا: Gas‏ كوبرنيكس لمركز الأرض من المنظومة الشمسية ومن الأجرام السماوية على العموم.

وثانيًا: ظهور القوانين الطبيعية التي سميت بالقوانين المادية أو الآلية.

وقالكا: مذهب التشوء والارتقاء:

ورابعًا: ale‏ المقارنة بين الأديان والعبادات.

وخامسًا: مشكلة الشرء وهي ليست من مشكلات القرن العشرين خاصةء ولكنها تخصّص بالقرن العشرين لما تفاقم فيه من الحروب العالمية الجائحةء وبما نشأ فيه من الآراء عن السلطان المحدود في الحكومات» وإمكان المشايهة بينه وبين السلطان المحدود أو المطلق في حكومة الكون على أوسع نطاق.

فقد كان كشف كويرنيكس لمركز الأرض من المنظومة الشمسية صدمة عنيفة للذين اعتقدوا أن الأرض هي مركز الكون» وأن السماوات العليا وما فيها من الكواكب والشموس تبع للأرض - مركز الكون كله ومقر الإنسان؛ فلما عرفوا أن الأرض لا تعدو أن تكون Leas‏ صغيرًا LG‏ للشمس بين Goll‏ من الشموس التي تحوم في أجواز السماء فزعوا من هوان GAM‏ كلها وهوان الإنسان Als‏ وخامرهم الشك في حكمة القصد والاختيار ورجحت عندهم ظنون المصادفة والإتقان.

ثم جاء العلماء الطبيعيون فكشفوا ما سموه قوانين المادة وزعموا أنهم يفسرون بها كل شيء حتى الحياةء فكل ما في الطبيعة آلات خاضعة لتلك القوانين» تجري في حركاتها على السنن المطردة في حركات الآلات.

ثم جاء Gade‏ النشوء والارتقاء فألحق الإنسان Slay‏ الحيوان في نشأته وتطورهء وفهم بعض النشوئيين أن تطوره من المادة الحية الأولى يبطل القول بالخلق وتمييز الإنسان بين عامة المخلوقات.

ale Ll‏ المقارنة بين الأديان والعبادات فقد جمع المشابهات بين العبادات البدائية والعبادات المقررة في الديانات العلياء فاتخذ أصحاب المذاهب المادية من ذلك Sls‏ على تسلسل العبادات من أطوارها الأولى بين البدائيين» بغير حاجة إلى الوحي والتنزيل.

وقد أسلهذا أن HEM‏ الحظمى دوهي Ue‏ الشرح لم تكن من ONS tke‏ القون العشرين خاصة لأنها أقدم المشكلات التي ساورت عقول المفكرين وعقائد المتدينين» ولكنها

YV

عقائد المفكرين

قويت Me‏ في القرن العشرين لتفاقم الشرور من الحروب والفتن وتنبه الناس إلى المحاسبة وتقرير التبعات» فحق لمن يشاء أن يحسبها إحدى المشكلات الخاصة بهذا الزمن الأخير.

وسنرى Lad‏ يلي عند عرض هذه الأسباب» كل منها على Bis‏ كيف تبدل النظر إليها Gass‏ حتى ابتعدت الشقة بينها وبين دواعي التعطيل والإنكار واقتربت على الأقل من دواعي الشك في الإنكارء إن لم نقل من دواعي الإيمان والبحث Ge‏ مسوغات التدين والاعتقاد. 1

YA

مركز الكون

نشر كوبرنيكس كتابه قبل وفاته بسنة (pV 08 Y)‏ وتردد طويلًا قبل نشره GIS‏ قدّر بحق أنه سيغضب عليه SW‏ جميعًا ويعرضه للسخط والنقمة.

وثبتت آراؤه مع الزمن فآمن بها الفلكيون وأخذوا في تصحيح ما يحتاج منها إلى التصحيح» وهو كلامه عن دوائر الفلك ونظام الحركة في كل دائرة منهاء ويومئذ بدأ العلماء Oy Sally‏ ومعهم رجال الدين يتساءلون: ترى أي شيء في هذا الكشف الكوبرنيكي خالف قواعد الدين وخرج على سنن الإيمان؟ ولأي شيء صودر الكتاب وأجمعت شعاب الكنيسة من رومانية إلى لوثرية على تحريمه ومنع تعليمه؟

يصور الفيلسوف الأمريكي (جون ألوف بودين) دواعي هذه الثورة في كتابه ديانة المستقبل' فيقول:

كانت الأرض مسرح درامة التاريخ والإنسان فيها ذروة الخليقة وغايتهاء وجاءت الكوميدية الإلهية من نظم دانتي EES‏ لعهد مدبرء كان نظام الكون فيه كأنه عملية إخراج مسرحي لقصة الإنسان. ففي ناحية من الأرض كهف مطبق على دوائر جهنم» وعلى جبل في ناحية أخرى ترتفع دوائر الأعراف» وفوق هذا الجبل على مسافة منه وردة الفردوس التي يستوي على ورقاتها القديسون والأبرار. وكان من اليسير في ذلك العهد أن يبني الخيال أساس رموزه غير منقوضة بحقائق الواقع المقررء ولم يكن عليه شبهة من عنت التوفيق بين

Religion of Tomorrow by John Elof Boodin

عقائد المفكرين

مدى الأيام الستة وآماد التطور الكونى على حسب المعلومات الأخيرة. وقد كافح الثاسن كفاع SUSU SLES‏ مشكلة الشر ليصدوو) عليها Logd paul‏ ويفسروها التفسير الذي يمحوهاء وأحسوا الظلمات من حولهم فالتمسوا العزاء فيها باعتمادهم على قدرة الله أن يبدل النواميس الطبيعية بنعمته ويحيلها روحانية علوية» ولم تزل قوى الطبيعة تلوح لهم طيعة خاضعة لعالم الروح جارية في خدمة الأقدار التي تتلقاها مما وراء الطبيعة. كانت دنيا مكنونة في حيز ملموم تطلع الشمس لتنيرها بالنهار ثم تطلع النجوم لتنيرها بالليل ...

ثم هبت ثورة كوبرنيكس وفتحت الأعين على نظرة علمية إلى الوجود AS‏ فليست الأرض مركز الكون بل ذرة لا يؤبه لها في إحدى المنظومات الصغيرة. وسأل السائلون: ما هو هذا الإنسان الذي تتولاه بعنايتك؟ وما هو ابن الإنسان الذي تخصه بزورتك؟ إن الأرض وعليها الإنسان ضائعة في GUI‏ ليس لها نهاية» وهذه الآفاق الكونية بما وسعت محكومة كلها بالقوانين الآلية. ولم يقل «لابلاس» غير المقال الذي يردده الجميع حين قال لنابليون إنه لم يجد ضرورة لفرض إله في نظام المكنة العلوية. وإذا كانت كشوف كويرنيكس قد أبدت لنا هذا الإنسان ضائعًا في المكان لقد جاءت آراء داروين فأبدته لنا ضائعًا في الزمان» فتراءى ails‏ حلقة في سلسلة الحياةء أولها وآخرها محتجبان في غياهب الخفاء بدلا من قيامه على أوج الخليقة الأولى.

في Lis‏ العلم هذه cy‏ أنه لا محل للديانة المشبهة ولا للإله المشبه» ويرى أن القلب الإنساني قد ضيع نفسه مستسلمًا للعقل كفاحه بين يدي الله ...

هذه صورة صادقة للعالم كما بدا في أعين الناس بعد أن cle‏ كوبرنيكس» فأخرج الأرض من مركز الكون وأطلقها مع الشمس في أجواز الفضاء! لكنها في أساسها صورة كاذبة لا أصل لها على الإطلاق في المعتقدات الدينيةء فليس

في الأديان الكتابية عقيدة توجب على الإنسان أن يؤمن بجمود الأرض في مكانها ودوران الأفلاك من حولهاء وليس في الأديان الكبرى قاطبة حكم من الأحكام يعلق مقاصد الخلق على وضع من أوضاع الفلكء وما كان لغير العادة المألوفة والفهم الخاطئ دخل في تصوير

albu‏ ل ells‏ الضورة. لقد كانت صورة الأرض في وسط العالم من عمل أرسطى وبطليموسء» ولم يتفقا على

۳.

js‏ الكون

كوبرنيكس وأحزنه. فحكمت العادة أيضًا حكمها عليه وخيل إليه أنه يقتحم على الفلك هيكله الأقدس» وهو يبحث فيه عن مستقر يوفق بين دورة أرسطو ودورة بطليموس ... وقال LLU‏ إنه طرق هذا الباب وهو جد حزين.

ولم يكن المتدينون يبحثون كبحث كوبرنيكس في هذا الموضوع ولم يكن كوبرنيكس نفسه - في وسط هاتيك الأضواء جميعًا - على هدى من أمره كل الهدى فيما يدع وفيما يختار ... لقد كان أمامه Gade‏ فيثاغوراس الذي قال إن الأرض كرة تسبح في الفضاء فتركه ناحية ووقف مع أرسطو وبطليموس حيث سكن به المطاف» وأدار على الأرض تلك الدوائر التى تشيه دوائر شاعرنا ابن الرومى:

... بمقدار ما تنداح دائرة فى صفحة الماء يلقى فيه بالحجر!

غير أنهم جميعًا ناموا على وساد LS GAM‏ هي في مركز الكون! فاضطربوا حين هبوا من رقدتهم تلك على غير وساد.

وإن موقف المتهجمين على الحقائق باسم الدين في ذلك الزمن لهو العبرة الخالدة لمن يعتبرء لو كان العلم عبرة صالحة لمن يجهله في زمن من الأزمان.

لقد كانوا يحتمون على العلم أن يجزم بمقام الأرض في مركز الفلك» وكانوا يحتمون أن تجمد الأرض هنالك لتحق الحكمة من خلق الأحياء على التعميم» وخلق الإنسان على الخخضنندن:

فلو عادوا اليوم إلى الحياة لرأوا Ge Gee‏ فعل الزمن في التباعد بين الأفكار والآراءء بل بين الدعائم والآاساس» حتى لتنقلب من النقيض إلى النقيضء وحتى ليقال اليوم عن حكمة الخلق ما كان كفرًا بالخلق والخالق قبل بضعة قرون.

إن القائلين بحكمة الخلق في القرن العشرين لا يجدون لذلك دليلًا Gale‏ ولا فلسفيُ أدل من مكان الأرض في ركنها الذي هي فيه من المنظومة الشمسية.

لم يكن لازمًا عندهم أن تقر الأرض في مركز الكون كله ولا في مركز المنظومة الشمسية كلهاء بل اللازم عندهم أن تكون حيث هي سيارة من سيارات» يعدون منها الأ ع oe Fag‏ الاه و ارت ها يكين “clits‏

ويكاد الباحثون في هذا الموضوع أن يجعلوا الأرض نمطًا فريدًا بين كواكب الفضاء بموقعها هذا من المنظومة الشمسيةء فلولاه لما كانت أصلح كوكب لظهور الحياة عليه.

Y\

عقائد المفكرين

ذلك أن أسباب الحياة تتوافر في الكوكب على حجم ملائم وبّعد معتدل» وتركيب تتلاقى فيه عناصر المادة على النسبة التى تنشط فيها حركة الحياة.

لا بد من الحجم الملائم لأن بقاء الجى الهوائي حول الكوكب يتوقف على ما فيه من كي ١ tonal‏

ولا بد من البعد المعتدل